عرفان بزرك
New member
حياتنا ونحن !
نعيش في هذه البلاد المباركة في أمن وأمان ورخاء ورغد عيش بجوار بيت الله المكرم وقبلة المسلمين نأكل أحسن المأكولات، ونلبس أحسن الثياب، ونركب أحسن المركبات.
ولكن لو أحسسنا بمن حولنا ونظرنا بعين الباحث الحقيقي لرأينا مناظر تتقطع منها القلوب، وصوراً تحزن منها النفوس.
إنهم إخواننا البرماويين يعيشون في حالات البؤس والشقاء، والفقر والفاقه، إنهم ليسوا في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش أو أزقة كراتشي أو ملاجئ إندونيسيا، إنهم حولنا في أحيائنا وحول بيوتنا، في مكة حيث الأمن والأمان وحيث رغد العيش ووفرة الرزق.
لا يحتاج منا أن ننقل معاناة الآخرين، إذ نحن لدينا معاناة هنا، وقبل أن نحزن على البعيد فلنحزن على القريب، عملاً بقول: الأقربون أولى بالمعروف.
دعونا نشاهد المناظر المحزنة والصور المبكية :
صورة (1) هذا منزل لأحد أفراد الجالية في النكاسة، فكروا كيف يعيشون؟ وكيف يتقون حر الصيف، وبرد الشتاء؟ ألا نملك في قلوبنا الرحمة والشفقة عليهم؟
[

صورة (2) وهذا منزل آخر أحسن حالاً من الذي قبله ولكن يبقى السؤال ماذا قدمنا لهم؟ ونحن نعيش حياة الراحة والغنى؟ ونحن نصرف على الولائم والأفراح الشيء الكثير؟ بل نصرف على أمور الترف واللهو آلاف مؤلفة؟

صورة (3) كيف يكون حال هذا المنزل من الداخل؟ هم إخواننا ومن بني جلدتنا. ولو أتيحت لهم الفرصة للتحدث معنا تراهم ماذا يقولون؟ هل يطلبون منا المال؟ هل يشكرونا على إحساننا إليهم؟ هل يرفعون أيديهم الى السماء بشكرنا والدعاء لنا؟ أم يدعون علينا لعدم مساعدتنا لهم؟

صورة (4) صورتين بينهما فرق كبير، صندقة وأعلى برج، قمة الفقر وقمة الغنى !
[صورة (5) سامحونا ، فقد غفلنا عنكم بتوافه الأمور، وبكينا على مآسي غيرنا ، ونسينا مآسيكم .
[صورة (6) في زمن الفلل والقصور، وزمن العمائر والأبراج، وزمن الاسبليت والمركزي، وزمن البويات المعتقة والأسقف المستعارة، وزمن اللأنتريهات والفرش الوثيرة، هذا هو حالك الآن؟!
[صورة (7) هذا مدخل المنزل، والبنت الصغيرة تتوارى خلف الباب المتهالك، حافية القدمين الصغيرتين، ترى ماذا تتمنى هذا البنت؟!
[صورة (8) رقع خشبية + وأوصال أخشاب + تم رصها بطريقة عشوائية = منزل في قلب مكة !
[صورة (9) منزل لا يختلف عن سابقه كثيراً، ترى كيف يكون الأثاث داخل هذا البيت؟ هل هي كنبات وثيرة؟ أم غرف نوم فاخرة؟ أم مطبخ فيه الفرن والثلاجة والبتوجاز، أم حمام بالسيراميك به غسالة بخارية وبانيو بالبخار؟ أم مكيف جنرال مركزي؟!
[صورة (10) هذه أختي وأختك وبنتي وبنتك، فهل نرضى أن تعمل هذا العمل؟ لوكان والدها يملك أموالاً لم يكن ليسمح لها بالبيع. كان يعيّشها أحسن عيشة، ولكن تقصيرنا هو السبب.. إسرافنا هو السبب، صرف أموالنا في غير محلها هو السبب..!
[صورة (11) أطفالنا أكبادنا، يسيرون في الأرض، فهل نرضى لأكبادنا أن يكونوا شحاتين؟ أم حمالين؟ أم أطفال شوارع؟ كل واحد يستغله بما يريد.
[صورة (12) نفس التعليق السابق، وربما أخذوا من النفايات والقاذورات ليطعموا أهاليهم!!!!!!!
[صورة (13) هذا الصبي أليس مكانه حلقة تحفيظ القرآن؟ أو مع الكتب في المنزل للمذاكرة؟ أو عند جهاز الكمبيوتر يتعلم التقنية الحديثة؟ ما الذي ألجأه إلى هذا العمل؟ أليس الفقر والحاجة؟ ولو أبوه كان عنده مال هل سمح له بهذا العمل؟ فكروا يابني قومي!
[صورة (14) وهذا الآخر في نفس الحال، وربما يأخذ قسطاً من الراحة بعد عناء العمل، أليس هذا انتهاك لحياة الطفولة؟ وقتل لبراءته؟ والسؤال الكبير : ماذا قدمنا لهم؟!
[صورة (15) وهذا الشايب، أليس مكانه بيت الله تعالى يقرأ القرآن ويذكر الله تعالى؟ ومجالس الصلح ليمارس إصلاح ذات البين؟ ما الذي ألجأه إلى هذه الحالة؟ الجواب: تقصيرنا عن دعمهم ومساعدتهم، وإسرافنا في الحفلات والمناسبات.
[صورة (16) هذه الصورة محزنة كثيرة، هذا المس الكبير يجمع العلب الفارغة ليبيعها ويقتات بالفلوس، ترى من أين يجمع هذه العلب؟ من المزابل، من وسط النفايات، من تحت السيارات، من وسط الوحل والطين، من وسط مياه المجاري التي تكثر في أحياءنا.!
[صورة (17) حاله ليس أفضل من حال سابقه، فهل نرضى لوالدنا أن يعمل هذا العمل؟ هل نرضى لأعمامنا وأخوالنا أن يعملوا هذا العمل؟ هل يصير أن نجمع المال لإقامة حفلة أو عشوة وهناك من يجمع رزقه بهذه الطريقة؟ أليس هؤلاء أولى بأن ندفع لهم المال؟
[صورة (18) صورة محزنة لرجل يبيع، وربما هذا عمل طيب، لم يسرق ولم ينهب، بل يمارس عملاً شريفاً، ولكن السؤال: ما الذي ألجأه إلى هذا العمل، أهو طلب الغنى أم طلب الكفاف؟ أهو جمع الملايين أم سد الجوع والفقر؟!
[صورة (19) قال صلى الله عليه وسلم قال : (إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم)، هل طبقنا هذا الحديث؟ هل أكرمنا هذا الرجل وجعلناه يلتزم بيت الله تعالى؟ هل أعطيناه جزءاً من مالنا أو من المال الشهري الذي نجمعه لذبح الذبائح لحفل التزاور؟
[صورة (20) نظرة فيها الكثير من المعاني، تحدثت مع الرجل، وسألني لماذا تصور، فقلت له إجابات بعيدة، وكان يقول: أعطونا شيء، يعني من المال، ونحن نقول لكم : أعطوه شيئاً من المال، اجمعوا في كل شهر من كل حي مبلغ 5000 ريال، وأعطوا كل محتاج 500 ريال.
[وبعد يا شباب ويا أحباب:
ليش نتباكى على مناظر مألوفة في بعض الأماكن وفي بعض الدول؟ وهي موجودة بيننا ووسطنا وأمامنا؟ ونحن لم نقدم شيئاً لجيراننا وإخواننا ومن هم قريبون منا؟ لماذا نصنع من لاشيء شيء؟ قد تكون تلك المناظر مألوفة في تلك الدول، لأن مستوى المعيشة فيها هكذا عند أكثر الناس، ولكن هل مستوى المعيشة عندنا هكذا؟ إذاً ماذا نستطيع أن نقدم لهم؟ أليست هي حياة مأساوية بمعنى الكلمة؟!!!!
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اسم الموضوع : حياتنا ونحن ! [ بالصور ]
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
