الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين في سطور 2

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

بوعطية

New member
إنضم
3 ديسمبر 2009
المشاركات
275
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة
مواقف طريفة مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

أول عمل
سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن العمل بعد الانتهاء من الدعاء ؟ فقال : ينزل يده !

هل أنا سارق ؟
في أحد دروس الشيخ ابن عثيمين رحمه الله طلب من أحد طلابه أن يُعرَّف السارق ، فقال الطالب : السارق هو الذي يأخذ ما ليس له وكان هذا الطالب ممسكاً بيده قلماً فأخذ الشيخ منه القلم بقوة وقال : أنا أخذت قلمك هذا ، فهل أنا سارق ؟ فقال الطالب : لا ، لأنك تمزح ، فأدخل الشيخ القلم في جيبه بعدما أحكم غطاءه وقال : أنا جاد في ذلك ولست أمزح ! فهل أنا سارق ؟ فانفجر الجميع بالضحك .

ولكن بالشراكة

جاء مرة طفل إلى الشيخ ابن عثيمين وقال له : يا شيخ أجب لي عن أسئلة هذه المسابقة !
فقال له الشيخ : أجيب عليها ، ولكن إذا فزت تعطيني نصف الجائزة !

درس ليس على البال
قال أيمن عبد العزيز أبانمي من طلبة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - : ومما شاهدت من تواضعه أنه مرة كان في أحد دروسه في سطح الحرم ، فأتت هرة بين الصفوف والشيخ كان يُلقي الدرس ، فأوقف الشيخ الدرس وقال : ماذا تريد هذه الهرة ؟ لعلها تريد ماء ؟ اسقوها الماء ، ثم قال بعد ذلك فائدة عن حكم سؤر الهرة ، ثم قال : هذه فائدة بمناسبة حضور الهرة ! فضحك الجميع .

قيام !

كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يُدّرس في الحرم وكان الطلبة شباباً وكباراً في السن ، وكان إذا رأى أحداً منهم يلتفت إلى الناس ولا ينتبه للدرس يوقفه ويسأله عما وصل إليه ، فإن لم يجب فإنه يتركه واقفاً ، ولذلك أن تتخيل منظر الرجل وهو واقف كالطفل في الصف المدرسي .

تشجيع ثم إنقاذ !

كان الشيخ يحب الدعابة وكذلك الرياضة وخاصة السباحة ، وفي إحدى المرات كان معه ابن عمتي وهو من تلاميذه ، وكان الطلاب يسبحون في بركة ماء ، فقال له الشيخ : لماذا لا تسبح يا فلان ؟ فقال له : أنا لا أجيد السباحة ، فقال له الشيخ : تعلّم واسبح مع زملائك ، فلما نزل ابن عمتي إلى البركة مع الطلاب كاد أن يغرق ، فنزل إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بنفسه وأخرجه منها .

هل هو ذكر أم أنثى ؟

ومن طرائف الشيخ ابن عثيمين مع الشيخ ابن باز رحمهما الله أنه مرة سألهما شخص فقال : لقد اخترع لنا جهاز ينبّه على السهو أثناء الصلاة ، فلا يسهو المصلي إذا استعمله ، فما حكمه ؟
فسكت الشيخ ابن باز وضحك الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله وقال : اسأله أهو يسبح أم يصفق ؟ .. وكان الشيخ يقصد التسبيح للرجال والتصفيق للنساء !

أنا هو .. وأنت من ؟
صلى الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله في الحرم المكي وعند خروجه استقل سيارة تاكسي يريد التوجه إلى منى ، وأثناء الطريق أراد السائق أن يتعرف على الراكب فقال له : من الشيخ ؟ فأجابه الشيخ : محمد بن عثيمين ، فأجابه السائق : أنت الشيخ ابن عثيمين ؟ - ظناً منه أنه يمزح معه فقال الشيخ ابن عثيمين : نعم ، فهز السائق رأسه متعجباً من جرأته في تقمص شخصية الشيخ ابن عثيمين ، فقال الشيخ للسائق : ومن الأخ ؟ فأجاب السائق : أنا الشيخ عبد العزيز بن باز وكان ذلك في حياة الشيخ ابن باز رحمه الله فأجابه الشيخ : لكن الشيخ ابن باز ضرير ولا يمكن أن يسوق السيارة !
ولما تبين للسائق أنه الشيخ ابن عثيمين اعتذر منه وكان في غاية الإحراج .

حتى النعاس
يذكر الشيخ عبد الكريم المقرن : أنه كان مرة في منزل الشيخ محمد بن عثيمين وأثناء التسجيل غلبه النعاس وأخذ يدافع النوم من أجل إتمام البرنامج ، فما كان منه إلا أن أخذ يجيب على الأسئلة وهو يمشي داخل المجلس ذهاباً وإياباً ليطرد النوم ، حتى أكمل جميع الحلقات !

سجود التلاوة
سئل ابن عثيمين رحمه الله : إذا كان القارئ يستمع إلى المسجّل فجاءت سجدة التلاوة فهل يسجد للتلاوة ؟
فقال الشيخ : نعم إذا سجد المسجَّل !

سؤال الضيف
سأل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كعادته بعد الدرس ، فكان السؤال من نصيب أحد الحاضرين وكان مضيفاً فقال الضيف متعللاُ بعدم قدرته على الإجابة : بأنه ضيف وليس طالباً ، فقال الشيخ : الضيف يأكل الطعام مع أهل البيت .

غير صالحة للعض !

كان الشيخ ابن عثيمين يتكلم في درس عن عيوب النساء في أبواب النكاح ، فسأله سائل وقال له : إذا تزوجت ثم وجدت زوجتي ليس لها أسنان ، فهل هذا عيب يبيح لي طلب الفسخ ؟
فضحك الشيخ وقال : هذه امرأة جيدة حتى لا تعضك !











الدرس الأخير لفقيد الأمة وفقيد العلم في الحرم كان درس العبرات ..!!

كنت ممن استمع إلى درسه الأخير - قدس الله روحه - في ليلة الثلاثاء المتمم للثلاثين من رمضان لهذا العلم 1421هـ .

وكان لحضور هذا الدرس أهمية في نفسي لسببين ؛ أولهما :أنه قبل ذلك اليوم بيومين أخذ المرجفون يشيعون بالهاتف والانترنت خبرا كاذبا عن وفاة الشيخ - رحمه الله - فنكذّب الخبر بصفتنا قد استمعنا للدرس في الحرم .

والثاني : أننا نعلم حقيقة ما ألم بالشيخ من داء عضال ، أجمع الأطباء قديما وحديثا على أن من وصلت حالته إلى ما وصلت إليه حالة الشيخ فقد أصبحت أيامه معدودة إلا أن يشاء الله شيئا ... وكان صوت الشيخ - قدس الله روحه - يشي بما وصلت إليه حاله من تدهور في الصحة العامة ، لا سيما وأن مرض السرطان - أجارنا الله وإياكم - معروف عنه أنه يسبب آلاما رهيبة ومبرحة للمصاب به لا يمكن التغلب عليها إلا بجرعات كثيرة من دواء مخدر ( كالمورفين ) ولا أشك في أن الشيخ - قدس الله روحه - وكما سمعنا أيضا قد رفض تعاطي ذلك الدواء وآثر الاحتساب فلله الأمر من قبل ومن بعد ..

كنت أستشف من خلال صوت الشيخ مقدار ما يعانيه ولكنه كان مصرا على إلقاء درسه كالعادة حتى لو لم يستمر إلا ثلث ساعة أو أقل من ذلك ، ولما تشتد وطأة المرض عليه يغيب عن الحرم وقد افتقدناه حوالي أربعة أيام لشدة ما ألم به ، ثم عاد ونحن بين خوف ورجاء ..

كان درس ليلة الثلاثين درس عجيب مفرح ومحزن اختلطت فيه الفرحة بالخوف ، واختنقت فيه العبرات ..!!
كانت الفرحة بسماع صوت الشيخ المُتعب وتمثل الفرح في أنني تأكدت بكذب خبر وفاته المشاع يومها ..

بدأ الشيخ بالحديث بصوت أثقلته الآلام ، فتحدث عن العيد وأن الله سبحانه وتعالى جعل للمسلمين ثلاثة أعياد حق للمسلمين أن يفرحوا فيها بما أنعم الله عليهم من توفيق للأعمال الصالحة ، وفصّل فيها قليلا ،ثم انتقل إلى الإجابة على الأسئلة ..

وقد أطال الشيخ - قدس الله روحه - درسه تلك الليلة على غير ما اعتدناه في هذه السنة من اختصار حتى أن الدرس في الأيام السابقة لذلك اليوم لم يكد يستغرق العشرين دقيقة ، إلا أن الدرس الأخير أخذ أكثر من خمس وثلاثين دقيقة أجاب فيها على أسئلة كثيرة ..!!

ثم اقتربت النهاية ، وتسارعت الأنفاس ، واضطربت نبضات القلوب خوفا من أن هذا الدرس ربما يكون آخر العهد بشيخنا الحبيب الذي طالما ارتوينا من معينه ، واستنرنا بنور علمه وفقهه !!
لا أدري كيف كان حال من حولي حيث أخذت أتخيل أننا ربما لانلقى حبيبنا بعد عامنا هذا بل بعد درسنا هذا !!
لا أدري عم كانت آخر الفتاوى لانشغال الفكر بالتفكير في أن هذا ربما كان آخر العهد ، ولكن سرعان ما انتبهت على انتهاء الأسئلة وقال الشيخ بعدها قولة حفرت في الذاكرة !!
نعم لا زلت أذكر آخر كلمات نطق بها الشيخ فأوشك على البكاء وأبكى من استمع له ..!!

قال الشيخ بصوته المتعب : وحيث أن هذه الليلة هي ليلة الثلاثين من رمضان فسيكون هذا آخر درس لهذا العام !!

يا للهول آخر درس !!! لقد قال الشيخ : آخر درس ؟؟!! نعم قالها ، ولكن قال بعدها وخنقته العبرة : لهذا العام ، ولكن كان لسان الحال يقول : بل آخر درس إلى الأبد ..!!! إ

كان صوت لسان الحال أعلى من ذلك الصوت المثقل بالألام فكأن الشيخ لم يقل : لهذا العام ، وكأننا ما سمعناه قال إلا : آخر درس إلى الأبد !!!

إنا لله وإنا إليه راجعون ..اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها !!

نعم والله ..كان هذا ما شعرت به وشعر به من حضر ذلك الدرس الذي لا ينسى أبد الدهر ..!!
حتى لقد رأيت من نقل عن الشيخ - قدس الله روحه - قوله هذا ( آخر درس لهذا العام ) ، ولكن الناقل قد أسقط الكلمة الأخيرة وما قال إلا ( آخر درس ) !! ولا أشك في أنه لقي ما لقينا ونقل عن الفقيد ماقال لسان الحال لا ما قال هو ..!!

إنا لله وإنا إليه راجعون ..اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها !!

أعظم الله أجرنا وأجركم في فقيد الأمة وفقيد العلم والعلماء ..

على مثل ابن العثيمين فلتبك البواكي ..

لعمرك ما الزرية فقد مال **** ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شيخ *** يموت لموته خلق كثير

رحم الله الشيخ العثيمين ، فلله كم من قلب ميت أحيته مواعظه ، وكم من غافل جاهل استنار بفتاواه ، وكم من طالب علم وفقه الله لينهل من رحيق علمه !!

كان طودا شامخا في العلم والزهد والتقوى ..!!
نذر حياته للعلم ونشر الدين الصحيح والدعوة إليه ، لقد تذكرنا السلف الصالح رحمهم الله بمطالعة سيرته وتأمل تراثه ..

منذ نعومة أظفارنا ونحن نرى الناس تتداول فتاواه -قدس الله روحه - فإن قيل : قال ابن عثيمين أو قال ابن باز قال الناس : هو القول ،رحم الله الجميع ..

فقيد العلم في الناس الفقيد **** وحاضره المغيّب والشهيد
يموت المرء بينهم فينسى **** ويعقبه التنكر والجحود
ويُقبض عالم فترى تراثا **** تقلبه القرون وتستعيد
تراث نبوة وتراث علم **** وصاحبه هو الرجل الرشيد
هو الجبل الأشم يكون فيهم **** فتتزن الحياة فلا تميد
هو القبس الأتم يضيء فيهم **** فتنتظم المسيرة لا تحيد

إنا لله وإنا إليه راجعون ..اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها !!

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا على فراقك يابن العثيمين لمحزونون ..
{ إنا لله وإنا إليه راجعون }..
 
أعلى