[font="]إخوتي الكبار علماً وفهماً وثقافة وخلقاً وأدباً : أبا عمار المكي وعطا الله نور وصلاح عبد الشكور ..
[/font][font="]مع احترامي الشخصي لكم ولوجهة نظركم التي تكاد تتفق على رأي واحد إلا أني أجد في نفسي الجرأة لأقول لكم بلطف وأدب : ربما لم تفهموا عني ما عنيته بنصي (الشعري) إن رأيتم أن فيه شيئاً من روح الشعر وجوهره ، وتجري في عروقه دماء الشاعرية المحلِّقة ، وليس العتب على الفهم الصحيح المباشر ؛ وإنما العتب على الشعر المراوغ الذي لا يعطيك المعنى بسهولة ، ولا يصل إلى المغزى المطلوب بأقرب طريق يستطيع أن يسلكه ، ولا يوضح لك المعنى المراد إلا بكثير من الرموز المغلَّفة والإيحاءات المبطَّنة ، وفوق كل ذلك فهو يروغ منك كما يروغ الثعلب الماكر ، ويتسرَّب من يديك كما يتسرَّب الماء الحار من بين أصابعك (الحسّاسة) ! بل يتلوى ويتلون ويتخفى ، وربما أغراك بسهولته وأوهمك بالقدرة على فهمه وهو أبعد ما يكون عن المعنى الذي توصلت إليه بجهدك مشكوراً ! ومن يدري؟! فربما كانت حلاوة الشعر في هذه المراوغة المتراوحة !
[/font][font="]علّمني الغوص العميق في بحور الشعر المائجة أن أتواضع وأن لا أثق بنفسي كثيراً وبقدرتي على فهمه والوصول إلى لآلئه الغائصة في الأعماق المظلمة ! ألم يقولوا : المعنى في بطن الشاعر كما اللؤلؤ في بطن اليمّ؟!
[/font][font="]ولعلي ازددت الآن يقيناً بالتجربة الشخصية والبرهان العلمي بصحة ما ذكره الدكتور عبد الكريم بكار حفظه الله عن اللغة بصفة عامة من أنها وسيط أو ناقل غير أمين في نقل المعنى المراد بالدقة المطلوبة في كثير من الأحيان !!! هذا إذا كانت اللغة نثراً في موضوع من المواضيع أو علم من العلوم ؛ فكيف بها إذا كانت شعراً مراوغاً يتلوى ويتلون ويتخفى؟! علاوة على أن لكل إنسان في الدنيا لغته الخاصة به . أعني : أن طريقة استخدامه للغة وفهمه لها عن الآخرين يختلف عن طريقة استخدام الآخرين وفهمهم لها عنه !
[/font][font="]أخشى بحسب هذه النظرية اللغوية العلمية الثابتة التي أوردتها عن الدكتور عبد الكريم بكار أن تكون اللغة التي أستخدمها الآن في شرح الفكرة التي أريد توصيلها وسيطاً غير أمين أيضاً؟!
[/font][font="]وهنا أتساءل بحيرة وفضول : إذا كان الأمر كذلك في الغالب فكيف نتفاهم ونتناقش ونتحاور؟! هل النظرية العلمية خاطئة أو أننا مغرورون بأنفسنا واثقون أكثر من اللازم بقدرتنا على الفهم عن الآخرين وإفهام الآخرين ما نريد؟!
[/font][font="]وأتساءل ثانية بثقة (متوازنة) : لماذا نُقل النص من حيث وُضع في المنتدى إلى قسم الشعر والقافية؟! هل رأى ناقله أن يشرِّفه بشهادة الإجادة الشعرية؟! ليته لم يفعل مشكوراً مأجوراً !
[/font][font="]إن وضعه حيث وُضع أولاً من صاحبه نوع من إعانة القارئ على فهم المغزى منه وإخراج المعنى وانتزاعه بقوة من بطن الشاعر مع ما في مضمون النص من مناسبة لمواضيع القسم النازفة . أما نقله إلى حيث نُقل تالياً ففي - ذلك كما أرى - نوع من الاعتداء على النص وإجحاف بالقارئ الذي سوف يستغلق عليه المعنى بذلك أكثر وأكثر ، ولكم بعد هذا أن تتهموني بتعذيب القراء وأني أحمِّلهم ما لا يطيقون بسبق الإصرار والتعمد !!!
[/font][font="]آمل منكم التفضل (مشكورين مأجورين أيضاً) بإعادة النظر في هذا النقل الذي جرى ، ولو ملكت الأمر بيدي لما رجوت ولا شكرت ولا تردَّدت في إعادته إلى موضعه السابق بهدوء كما نقل منه بهدوء !!!
[/font][font="]ورغم كل ما سبق فإني أقوم الآن عن لوحة المفاتيح السحرية لأقف احتراماً لكم لتفضلكم بقراءة النص المراوغ والتعليق عليه ونقله و(ترحيله) من بلده الذي نزل به إلى بلد آخر لم يرد النزول فيه !!![/font]
وأحب أن أهمس لكم قبل أن أودعكم (بغير المفاتيح السحرية) : ربما فهمتم عني بعض ما عنيت ولكنكم رأيتم أن تلطفوه ببعض المراهم والزيوت المريحة ؛ لأنه خرج إلى النور بقوة وظهر على الملأ بالمستور بجرأة في المكان والزمان غير المناسبين !
تحياتي وأشواقي ..