دعِ الحزن وابدأ الحياة
ما يزيل الهم والحزن ، في المسند وصحيح أبي حاتم من حديث عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحا
قالوا يا ر سول الله أفلا نتعلمهن ؟ قال : بلى ينبغى لمن سمعهن أن يتعلمهن))
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد
دعاء عظيم
قوله تعالى : (( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ))
جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه
ووجود طعم المحبة في التخلق له ، والإقرار له بصفة الرحمة وأنه أرحم الراحمين
والتوسل إليه بصفاته سبحانه وشدة حاجته هو وفقره
وقد وجد المبتلى هذا كشفت عنه بلواه
وقد جرب أنه قالها سبع مرات ولا سيما مع هذه المعرفة كشف الله أمره . أه
في هذه الدنيا سهام المصائب مشرعة ورماح البلاء معدة مرسلة فإننا في دار ابتلاء وامتحان ونكد وأحزان
والعبد في تنقلاته في هذه الحياة وأطواره فيها لا يخلو من حالتين :
الحالة الأولى : أن تحصل له ما يُحب ويندفع عنه ما يكره
فوظيفته في هذه الحالة الشكر والإعتراف بأن ذلك من نعم الله عليه فيعترف بها باطناً ويتحدث بها ظاهراً ويستعين بها على طاعة الله عز وجل وهذا هو الشاكر حقاً
الحالة الثانية : أن يحصل للعبد المكروه أو يفقد المحبوب فيحدث له هم وحزن وقلق فوظيفته الصبر على الله فلا يسخط ولا يتضجر ولا يشكو للمخلوق ما نزل به بل تكون شكواه لخالقه سبحانه وتعالى ومن كان في الضراء صابراً وفي السراء شاكراً فحياته كلها خير وبذلك يحصل على الثواب الجزيل ويكتسب الذكر الجميل و لابد أن يعلم المصاب أن بمصيبته أحكم الحاكمين و أرحم الراحمين وأنه سبحانه لم يرسل البلاء ليهلكه به ولا ليعذبه ولا ليحتاجه وإنما ابتلاه ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه وليسمع تضرعه وابتهاله وليراه طريحاً على بابه لائذاً بجنابه مكسور القلب بين يديه