اعتقد ان معظمكم ان لم يكن كل من في المنتدى قرأموضوعي ( هموم برماوية) .
طبعا ردود الفعل حيال الموضوع قد اختلفت ما بين منحنق كما ذكر احدهم او
غير متقبل او متضايق او ان الموضوع لم يعجبه او قام يقلل من اهمية ما ذكر
في الموضوع بل ان البعض ذهب بعيدا جدا،حيث طالب برأس كاتب الموضوع
جزاء لما اقترفت يداه من جريمة نكراء بان اقتحم مناطق لا يجب الاقتراب منها!!!
طبعا لكل واحد الحق فيما يراه مناسبا وكل حر في طرح رأيه مادام انه لم يجاف
الحقيقة او خرج عن ادب الحوار او تجاوز الى التجريح الشخصي وقلة الادب.
لكن ما حدث هو انه ما ان طرح الموضوع الا وانطلقت السهام من كل حدب
وصوب وفتحت ابواب جهنم على الكاتب وطالته كل انواع الاتهامات الشخصية
بل بلغ الهراء بالبعض ان يصنف الكاتب من زمرة المجانين والمرضى النفسيين !!!!
لذا كان طبيعيا ان يرد الكاتب بنفس الاسلوب على من تهجم على شخص الكاتب
وترك صلب الموضوع وتفرع به الى امور جانبية لافراغ الموضوع من مضمونه.
اذن فما صدر مني كان رد فعل وليس فعل والفرق كبير بين الاثنين لمن يفهم.
عموما،دعونا نترك الخلافات جانبا ونعود الى مشكلتنا الاساسية التي اتحدث
عنا والى رسالتي التي اريد ايصالها الى الجميع بعيدا عن التشنجات والزعل
وردود الافعال الغير مقبولة،يعني بالعربي كدة : نقطة ومن اول السطر .
حقيقة رغم ماصدر من البعض من ردود افعال غير مقبولة وهجوم وشتم
وسب، الا انني كنت سعيدا جدا لما حدث هنا واثلج صدري فعلا ما رأيته.
طبعا ستضعون الف علامة تعجب والتساؤلات لن تنتهي ويبدأ البعض (يحك)
رأسه متسائلا عما اقصده تاركا لخياله العنا ن عما ارمي اليه من كلامي الآن!!!
ساريحكم من ذلك من التفكير ومن وجع الراس ، حقيقة كنت سعيدا جدا
ربما لانها المرة الاولى التي اجد فيها جماعتي البرماويين متحدين ومتفقين!!!
نعم تخيلوا،البرماويين متفقين ومتحدين يدافعون عن بعضهم البعض بصورة
رائعة وفوق ذلك متكاتفين ومستعدون للتضحية من اجل تحقيق اهدافهم التي
يريدونها ،ايا كانت هذه الاهداف حلال او حرام مشروعة او غير مشروعة.
حتى لو كان هذا الاتفاق والتوحد من اجل مهاجمتي او النيل من شخصي.
فعلا لقد كانت صورة رائعة من التلاحم تلك التي رأيتها هنا في الايام الماضية.
ليت هذا الاتحاد والاتفاق والتلاحم اتى منذ زمن بعيد كنا في امس الحاجة اليه.
لو كان هذا التلاحم والاتفاق والاتحاد والتكاتف بيننا ما كان هذا هو حالنا
وما كنا نعاني ما نعانيه اليوم من التشتت والتشرذم والخلافات التي تعصف بنا.
ما كنا نعاني مانعانيه اليوم من مصائب وكوارث متلاحقة تضربنا الواحد تلو الآخر.
ما كنا نعاني ما نعانيه اليوم من تعذيب وضرب وملاحقة من هنا وهناك،طبعا تفهمون؟
ما كنا نعاني ما نعانيه اليوم من اخذ البرئ بذنب المجرم والطيب بذنب الخبيث.
ما كنا نعاني ما نعانيه اليوم من الصورة المقيتة والسيئة جدا التي احاطت بنا .
ما كنا نعاني ما نعانيه اليوم من النظرة الدونية الى البرماويين التي كلها كره.
ما كنا نعاني ما نعانيه اليوم من التمييز ضدنا من بين كل الجنسيات الاخرى.
ما كنا نعاني ما نعانيه اليوم على ايدي غيرنا من غير البرماويين ومن وراءهم.
ما كن نعاني ما نعانيه اليوم من السمعة السيئة وما كنا اصبحنا منبوذين هكذا.
نعم،الخطب جلل والمصاب عظيم والماء يمشي من تحت اقدامنا والنار تكاد
تقترب منا سوف تحرقنا جميعا وتأكل الاخضر واليابس ان لم ننتبه ونصحو .
والامر ما زال بايدينا وبايدي العقلاء والفضلاء والشرفاء منا وما اكثرهم.
لنعد الآن الى رشدنا ولنعيد بناء انفسنا ولنبدأ بانفسنا قبل الآخرين وقبل ان
نضطر الى اللجوء الى الحكومة كي تحل مشاكلنا وخلافاتنا،لنفعلها نحن .
طبعا البعض سوف يقول،مستحيل وكيف ذلك ؟
الامر بسيط جدا ولكنه يحتاج الى الكثير من الشجاعة والتضحية والصبر
ومراجعة الحسابات ولوم الذات ةالبدء بخطوات عملية ملموسة.
سوف احكي لكم تجربة بسيطة خضناها هنا في المدينة المنورة وآتت
ثمارها وأ كلها وكانت نتائجها مبهرة واعطتنا الكثير واستفاد منها كل
البرماويين في المدينة تقريبا وبلا استثناء لاحد غنيا كان او فقيرا .
في او اخر الثمانينات الميلادية اكرر الميلادية وليست الهجرية عانينا
في المدينة مما تعانونه الآن في مكة المكرمة من تشتت وتشرذم وفساد
وانحراف اخلاقي بين كثير من شباب البرماويين ومن تصرفاتهم المخجلة
ومن جرائمهم التي لا تنتهي والتي عانى منها القريب البرماوي قبل الغريب.
وطبعا كان رد فعل الحكومة طبيعيا بان تتصدى بكل حزم ضد هؤلاء
فكانت تلاحق البرماويين عبر كل الاجهزة في وزارة الداخلية بدءا من
الجوازات والشرطة والبلدية والمباحث وغيرها من الاجهزة ذات العلاقة.
فكانوا يدخلون بيوت البرماويين في انصاف الليالي واللناس نيام ويقبضون
عليهم لان اكثرهم في ذلك الوقت كانوا من مجهولي الهوية لكنهم كانوا بعيدين
عن اعين الحكومة بحكم ان البرماويين قبلها لم تكن لهم قضايا من أي نوع.
وكانت الحكومة تلاحقهم من شارع الى شارع ومن زقاق الى زقاق وترمي
بهم في السجن وكان من نتيجة ذلك ان امتلأت السجون بهم عن بكرة ابيها.
واصبح البرماوي ينام وهو لا يأمن على نفسه في بيته او في أي مكان،بل
انه كان ينتظر ان تقبض عليه الشرطة او المباحث في أي وقت وفي أي مكان.
هنا صحا ضمير البرماويين الشرفاء والعقلاء والفضلاء وتحركوا على كل
الاصعدة وعلى اعلى المستويات لايقاف نزيف البرماويين الذي بدأ يسيل .
فتم عقد الاجتماعات والندوات التي توجت بعد ذلك بتكون لجنة او تجمع
يضع حلولا لمشاكل البرماويين ويتصدى لكل الخارجين والمارقين والفاسدين
والمنحرفين من شباب البرماويين الذين تسببوا في تلك المعاناة العظيمة للجميع .
فتمت مخاطبة اعلى الجهات في الدول من عبر شيوخ البرماويين الاجلاء
وشخصياتهم المحترمة والموقرة والتي لها علاقات بجهات حكومية او
بالمسئولين في الدولة للتنسيق والتباحث حول هذا الامر الذي عانينا منه .
وتمخضت تلك الاجتماعات والتحركات عن قرارات صارمة في ذلك الوقت
وتعاهد الجميع امام الله بالتصدي لكل اشكال الفساد والانحراف في صفوف
البرماويين وعلى الاتفاق التام والرضى بكل ما تقرره اللجنة في ذلك الوقت.
وقد تم تطبيق ذلك فعلا بصورة عملية على ارض الواقع،حينما تم جلد
كثير من الشباب البرماويين الخارجين امام الناس قرب المسجد الكبير
في جبل احد وهو اكبر احياء البرماويين في المدينة المنورة وما زال.
وقد تم تسليم بعض الشباب البرماويين الذين ارتكبوا جرائم الى الجهات
الرسمية التي ثمنت تلك الخطوات بل وشجعتها وساعدت اللجنة كثيرا.
وكان ايضا من اعمال اللجنة ان تابعت احوال البرماويين الفقراء والمساكين
منهم وتم التنسيق مع الجهات الخيرية والميسورين من البرماويين وغير
البرماويين لتوزيع الارزاق والخيرات على كل برماوي محتاج في المدينة.
وكانت الفترة التي تلتها من افضل وازهى الايام التي عاشها البرماوين في
المدينة على ايدي تلك اللجنة الخيرة ومساعيها الحميدة التي يذكرها الجميع .
ويكفي ان اللجنة كانت تضم في ذلك الوقت صفوة ونخبة الشخصيات البرماوية
في المدينة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
الشيخ (مولوي صديق) رحمه الله وهو متجنس بالجنسية السعودية.
الشيخ (مولوي رحمة الله) حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية وهومتجنس.
الشيخ (مولوي سراج الحق) رحمه الله وقد تجنس قبل وفاته بسنة واحدة .
الشيخ ( ماشتر يوسف) رحمه الله وهو والد الشيخ محمد ايوب وهومتجنس ايضا .
الشيخ (مولوي سلطان) رحمه الله وكان من خيرة البرماويين في ذلك الوقت.
الشيخ (مولوي قاري قاسم) رحمه الله رحمة واسعة وكان انسانا ذا خلق عظيم
وله ايادي بيضاء على البرماويين لا يمكن لاحد ان ينساها او ينكرها ابدا.
وغيرهم ممن لا تحضرني اسماءهم الآن، وكان هؤلاء لجنة التشريع والقرارات لدى البرماويين
في حين انبثق من هذه اللجنة لجان من الشباب المتعلمين والجامعيين دورهم التنفيذ والمتابعة .
وادت اللجنة دورها على اكمل وجه وحققت انجازات عظيمة وقدمت خدمات جليلة يعرفها
القاصي والداني من البرماويين في ذلك الوقت وما زال البرماويون يتحسرون على تلك اللجنة.
نعم يتحسرون عليها وعلى ايامها،لأنها للاسف لم تستمر وانفضت بعد تشكيلها بعد سبع سنوات
وبالتحديد في العام 1992م بعد خلافات عاصفة بسبب دخلاء وصلوا
الى اللجنة كان كل همهم مصالحهم الشخصية وتحقيق اغراضهم الذاتية.
وهم معروفون بالاسماء والاوصاف لكن لا داعي لذكرهم هنا الآن.
ويبدو ان البرماويين اخذوا على الخلافات والتشتت والتشرذم على طول الخط!!!
هذه التجربة التي اضعها بين ايديكم الآن ربما تحققون ما لم نحققه نحن
وربما تنجحون فيما فشلنا فيه نحن في ذلك الوقت.
نعم لكي ينصلح الحال،لابد أن نصلح انفسنا ونصلح البيت من الداخل
وبعد ذلك نصلحه من الخارج ولا بد من وقفة حازمة ضد الفساد والانحراف.
الا تتفقون معي ان هناك الكثير من السلبيات التي يجب القضاء عليها وان
هناك الكثير من البقع السوداء في ثوب البرماويين الابيض يجب ازالتها؟
ام انكم سوف تكابرون وتقولون ان الصورة زاهية وان كل شئ تمام وعال العال
وترددون اغنية الفنانة (سعاد حسني) الشهيرة في الفيلم الخالد (خلي بالك من زوز)
تلك الاغنية التي تقول كلماتها:
الدنيا ربيع والجو بديع قفّل لي على كل المواضيع قفّل... قفّل... قفّل
دمتم
اسم الموضوع : ان الله لا يغير ما بقوم ..........
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
