بركان يوسف شون
مراقب سابق
أيام رمضان في ذاكرة البرماويين يوم كانوا في بلادهم أراكان
فكرة وحوار : بركان
كتابة : صلاح عبدالشكور
تتنوع عادات المسلمين في رمضان، وتختلف باختلاف البيئات التي عاشوا فيها، إذ يمثل شهر رمضان الكريم ساحة كبرى لمعرفة عادات الشعوب وأنماط حياتهم خلال الشهر الفضيل، ولقد درج كل شعب من شعوب هذه الأرض من المسلمين على أنساق متباينة فيما يتعلق باستقبل شهر رمضان وتحري هلاله وفيما يخص طعامهم وشرابهم وإفطارهم وسحورهم ..
شعب الروهنيجا الأركانيين أحد شعوب آسيا ممن كانوا يقطنون إقليم أركان المتاخم لدولة ميانمار حالياً والتي احتلها البوذيون من المسلمين واستقر معظم أفراد هذا الشعب في أرض الحرمين الشريفين بعد أن هاجروا إليها قبل ما يزيد على الستين عاماً ..
ولمعرفة عادات هذا الشعب وبعض أنماط حياته في أيام رمضان ولياليه يسعدنا أن نستضيف بعض كبار السنّ من الجالية البرماوية ممن يسكنون مكة المكرمة ويتذكرون أياماً من حياتهم قضوها بين مزارعهم ومساكنهم في موطنهم الأصلي أراكان ويتحدثون بكثير من اللوعة والحرقة وبكثير من شجى الذكريات الجميلة التي سكنت أذهانهم منذ ما يقارب الأربعين عاماً ..
محمد سلام عزت علي (70 عاماً) أحد أولئك الذين يتذكرون ماضي أيامهم في أرض أراكان يقول عن استقبالهم لرمضان: كنا في أركان نتحرى رؤية هلال رمضان بالعين المجردة ولم تكن لدينا الآلات الحديثة التي تساعدنا في هذه المهمة الدينية وفي حال وجود الغيم أو الضباب الكثيف أو الغبار كنا نكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً كما أرشدنا إلى ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأضاف: وفي بعض السنوات كنا نأخذ بأقوال وعمل القرى المجاورة لنا حيث كانوا يخبروننا إذا رأوا الهلال فنصوم طبقاً لإخبارهم.. وعن كيفية تناولهم للسحور يضيف محمد سلام : كنا نعرف وقت السحور بصياح الديك فقد كانت الديكة تصيح ثلاث مرات المرة الأولى تقريباً عند الساعة الثانية عشرة والنصف والصيحة الثانية عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل والصيحة الثالثة مع أذان الفجر فكنا نتاول السحور بعد الصيحة الثانية ..
محمد سلام عزت احد كبار السن من الاراكانيين يتحدث لبركان
ومن ناحيته يتذكر الشيخ أمير حسين (75 عاماً) أحد المهاجرين البرماويين فيقول: في اليوم التاسع والعشرين من شعبان وقبل غروب الشمس كنا نجتمع على شكل جماعات في بعض البيوت لترقب رؤية هلال رمضان والتأكد من الرؤية فمن شاهد الهلال يبلغ من معه حتى يتم نشر الخبر بين الناس بأن غداً سيكون الأول من رمضان. ويضيف قائلاً: أتذكر أنه دخل علينا رمضان في عام من الأعوام ولم نرَ الهلال لأن القرية التي كنا فيها كانت بعيدة جداً عن بقية القرى، فعرفنا فيما بعد عن دخول رمضان فقضينا صيام ذلك اليوم . وأما السحور فقد كان في بلادنا من يقوم بعمل المسحراتي الذي يوقظ النيام لتناول السحور فكان هذا المسحراتي ينادي بصوته الجهوري وأحياناً يحمل قرن الثور كمكبر للصوت فينادي في الناس، وكان الرجل الذي يقوم بعمل المسحراتي في الغالب من فئة الشباب يتراوح عمره ما بين (25 35 عاماً)
امير حسين احد كبار السن من الاراكانيين يتحدث لبركان
وحول السهر في ليالي رمضان وما كانوا يقومون به في أراكان في الليالي الفاضلة يقول الشيخ علي حسين (105 عاماً): لم يكن السهر موجوداً في ذلك الوقت كما هو حال أغلب الناس في هذه الأيام فقد كنا في بلادنا نعمل في النهار في جمع الحطب والبناء والزراعة وبيوت القصب وكان الليل وقتاً للنوم والصلاة، وعن السحور ووقته وكيفية الاستيقاظ له يقول علي حسين: كنا نتعرف على وقت السحور بالنظر إلى النجوم فقد كانت نجمة معروفة ب ( سوت ترا ) في السماء تقترب من نجمة أخرى فنعرف بذلك دخول وقت السحور وعند الاقتراب الشديد بين النجمتين نعرف وقت دخول صلاة الفجر، وبعد صلاة الفجر وقبل الذهاب للعمل كنا نقرأ القرآن على شكل حلق في البيوت حيث يجتمع رب الأسرة مع أولاده ويجلسون لتلاوة القرآن، ..
علي حسين احد كبار السن من الاراكانيين يتحدث لبركان
ويقول الشيخ أبو الهاشم يعقوب (70 عاماً) : كنا نتحرى هلال رمضان والعيد بالعين المجردة فلم نكن وقتها نملك أي أدوات أو آلات حديثة للاستعانة بها في رؤية الهلال، وأما التراويح ففي بدايات عمرنا حين كنا صغاراً كان أئمة التراويح في أركان يصلون بقصار السور نظراً لندرة الحفظة آنذاك ولكن في السنوات التي سبقت هجرتنا إلى هذه البلاد المباركة وجد هنالك الكثير من حفظة القرآن الكريم الذين كانوا يعطرون أسماعنا بآيات الكتاب في صلاة التراويح وأما النساء فكنّ يجهزنّ السحور ويصلين في بيوتهن .. وأما صلاة التهجد فلم تكن في المساجد كما هو الحال اليوم ولكن كنا نصلي التهجد في البيوت بمفردنا ..
ابوالهاشم احد كبار السن من الاراكانيين يتحدث لبركان
وعن مكونات وجبة الإفطار التي كانوا يتناولونها في شهر رمضان يقول الشيخ جمال حسين اميرحسين ( 95 عاما ) : لم يكن يتوفر لدينا التمر أو الرطب ولم تكن الأكلات الحالية موجودة أيامنا إلا البليلة التي كانت تختلف ألوانها حسب المياه التي تسقيها فالمناطق ذات المياه العذبة كانت تنتج البليلة السوداء، فكنا نتاول حسوات من الماء الممزوج بالملح قبل الصلاة وبعد الصلاة كنا نأكل الفواكه التي تنتجها مزارعنا حسب الموسم الذي يكون فيه شهر الصوم وكنا أيضاً نأكل (الفيرا) وهي أكلة تشبه القطايف حالياً وكنا نتاول وجبة العشاء وهي عبارة عن بعض الإدامات التي تطبخ بالسمك أو الدجاج وأما اللحم فكان قليلاً جداً فمن كام يملك بقراً يذبح ويأكل وأما الفقراء فكانوا يأكلون اللحم كل ثلاثة أشهر تقريباً. وأما مشروبات رمضان فكنا نعمل بعض العصيرات الطبيعية من الفواكه خلال مواسم الحصاد وإذا لم يكن رمضان في مواسم الحصاد فكنا نصنع مشروباً يحتوي على الماء والسكر ونشربه ..
جمال حسين احد كبار السن الاراكانيين يتحدث لبركان
ترقبوا جديدي في خلال يومين القادمين مع الاخالاسيف
فكرة وحوار : بركان
كتابة : صلاح عبدالشكور
تتنوع عادات المسلمين في رمضان، وتختلف باختلاف البيئات التي عاشوا فيها، إذ يمثل شهر رمضان الكريم ساحة كبرى لمعرفة عادات الشعوب وأنماط حياتهم خلال الشهر الفضيل، ولقد درج كل شعب من شعوب هذه الأرض من المسلمين على أنساق متباينة فيما يتعلق باستقبل شهر رمضان وتحري هلاله وفيما يخص طعامهم وشرابهم وإفطارهم وسحورهم ..
شعب الروهنيجا الأركانيين أحد شعوب آسيا ممن كانوا يقطنون إقليم أركان المتاخم لدولة ميانمار حالياً والتي احتلها البوذيون من المسلمين واستقر معظم أفراد هذا الشعب في أرض الحرمين الشريفين بعد أن هاجروا إليها قبل ما يزيد على الستين عاماً ..
ولمعرفة عادات هذا الشعب وبعض أنماط حياته في أيام رمضان ولياليه يسعدنا أن نستضيف بعض كبار السنّ من الجالية البرماوية ممن يسكنون مكة المكرمة ويتذكرون أياماً من حياتهم قضوها بين مزارعهم ومساكنهم في موطنهم الأصلي أراكان ويتحدثون بكثير من اللوعة والحرقة وبكثير من شجى الذكريات الجميلة التي سكنت أذهانهم منذ ما يقارب الأربعين عاماً ..
محمد سلام عزت علي (70 عاماً) أحد أولئك الذين يتذكرون ماضي أيامهم في أرض أراكان يقول عن استقبالهم لرمضان: كنا في أركان نتحرى رؤية هلال رمضان بالعين المجردة ولم تكن لدينا الآلات الحديثة التي تساعدنا في هذه المهمة الدينية وفي حال وجود الغيم أو الضباب الكثيف أو الغبار كنا نكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً كما أرشدنا إلى ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأضاف: وفي بعض السنوات كنا نأخذ بأقوال وعمل القرى المجاورة لنا حيث كانوا يخبروننا إذا رأوا الهلال فنصوم طبقاً لإخبارهم.. وعن كيفية تناولهم للسحور يضيف محمد سلام : كنا نعرف وقت السحور بصياح الديك فقد كانت الديكة تصيح ثلاث مرات المرة الأولى تقريباً عند الساعة الثانية عشرة والنصف والصيحة الثانية عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل والصيحة الثالثة مع أذان الفجر فكنا نتاول السحور بعد الصيحة الثانية ..
محمد سلام عزت احد كبار السن من الاراكانيين يتحدث لبركان
ومن ناحيته يتذكر الشيخ أمير حسين (75 عاماً) أحد المهاجرين البرماويين فيقول: في اليوم التاسع والعشرين من شعبان وقبل غروب الشمس كنا نجتمع على شكل جماعات في بعض البيوت لترقب رؤية هلال رمضان والتأكد من الرؤية فمن شاهد الهلال يبلغ من معه حتى يتم نشر الخبر بين الناس بأن غداً سيكون الأول من رمضان. ويضيف قائلاً: أتذكر أنه دخل علينا رمضان في عام من الأعوام ولم نرَ الهلال لأن القرية التي كنا فيها كانت بعيدة جداً عن بقية القرى، فعرفنا فيما بعد عن دخول رمضان فقضينا صيام ذلك اليوم . وأما السحور فقد كان في بلادنا من يقوم بعمل المسحراتي الذي يوقظ النيام لتناول السحور فكان هذا المسحراتي ينادي بصوته الجهوري وأحياناً يحمل قرن الثور كمكبر للصوت فينادي في الناس، وكان الرجل الذي يقوم بعمل المسحراتي في الغالب من فئة الشباب يتراوح عمره ما بين (25 35 عاماً)
امير حسين احد كبار السن من الاراكانيين يتحدث لبركان
وحول السهر في ليالي رمضان وما كانوا يقومون به في أراكان في الليالي الفاضلة يقول الشيخ علي حسين (105 عاماً): لم يكن السهر موجوداً في ذلك الوقت كما هو حال أغلب الناس في هذه الأيام فقد كنا في بلادنا نعمل في النهار في جمع الحطب والبناء والزراعة وبيوت القصب وكان الليل وقتاً للنوم والصلاة، وعن السحور ووقته وكيفية الاستيقاظ له يقول علي حسين: كنا نتعرف على وقت السحور بالنظر إلى النجوم فقد كانت نجمة معروفة ب ( سوت ترا ) في السماء تقترب من نجمة أخرى فنعرف بذلك دخول وقت السحور وعند الاقتراب الشديد بين النجمتين نعرف وقت دخول صلاة الفجر، وبعد صلاة الفجر وقبل الذهاب للعمل كنا نقرأ القرآن على شكل حلق في البيوت حيث يجتمع رب الأسرة مع أولاده ويجلسون لتلاوة القرآن، ..
علي حسين احد كبار السن من الاراكانيين يتحدث لبركان
ويقول الشيخ أبو الهاشم يعقوب (70 عاماً) : كنا نتحرى هلال رمضان والعيد بالعين المجردة فلم نكن وقتها نملك أي أدوات أو آلات حديثة للاستعانة بها في رؤية الهلال، وأما التراويح ففي بدايات عمرنا حين كنا صغاراً كان أئمة التراويح في أركان يصلون بقصار السور نظراً لندرة الحفظة آنذاك ولكن في السنوات التي سبقت هجرتنا إلى هذه البلاد المباركة وجد هنالك الكثير من حفظة القرآن الكريم الذين كانوا يعطرون أسماعنا بآيات الكتاب في صلاة التراويح وأما النساء فكنّ يجهزنّ السحور ويصلين في بيوتهن .. وأما صلاة التهجد فلم تكن في المساجد كما هو الحال اليوم ولكن كنا نصلي التهجد في البيوت بمفردنا ..
ابوالهاشم احد كبار السن من الاراكانيين يتحدث لبركان
وعن مكونات وجبة الإفطار التي كانوا يتناولونها في شهر رمضان يقول الشيخ جمال حسين اميرحسين ( 95 عاما ) : لم يكن يتوفر لدينا التمر أو الرطب ولم تكن الأكلات الحالية موجودة أيامنا إلا البليلة التي كانت تختلف ألوانها حسب المياه التي تسقيها فالمناطق ذات المياه العذبة كانت تنتج البليلة السوداء، فكنا نتاول حسوات من الماء الممزوج بالملح قبل الصلاة وبعد الصلاة كنا نأكل الفواكه التي تنتجها مزارعنا حسب الموسم الذي يكون فيه شهر الصوم وكنا أيضاً نأكل (الفيرا) وهي أكلة تشبه القطايف حالياً وكنا نتاول وجبة العشاء وهي عبارة عن بعض الإدامات التي تطبخ بالسمك أو الدجاج وأما اللحم فكان قليلاً جداً فمن كام يملك بقراً يذبح ويأكل وأما الفقراء فكانوا يأكلون اللحم كل ثلاثة أشهر تقريباً. وأما مشروبات رمضان فكنا نعمل بعض العصيرات الطبيعية من الفواكه خلال مواسم الحصاد وإذا لم يكن رمضان في مواسم الحصاد فكنا نصنع مشروباً يحتوي على الماء والسكر ونشربه ..
جمال حسين احد كبار السن الاراكانيين يتحدث لبركان
ترقبوا جديدي في خلال يومين القادمين مع الاخالاسيف
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : أيام رمضان في ذاكرة البرماويين يوم كانوا في بلادهم أراكان
|
المصدر : .: تراث الأجداد :.