أيوب قربان
, قسم التصاميم والجرافيكس
مات الطفل ولم نجد للفقيد سائلاً
هنا بيتنا السعيد
الكل هنا يترتقب والكل ينتظر بشوق لاستقبال ضيف جديد ... سألت أمي كيف هي حالها ومتى نستقبله لم اعد احتمل الانتظار
فابتسمت ورفعت راسها ... وقالت بهدوء
اصبر يابني بقي لها شهرين سوف تستقبله وسوف يكون لك نصيب لتصبح خالاً ... آآه كم هو شعور جميل واحساس رائع
ولكن الطفل حس بشوقنا ولهفتنا وقرر أن يطرق الباب لكي يستعد دخول الى هذا العالم... ولكنه لم يلتفت الى موعد التاريخ المحدد
الكل هنا تفاجأ... أسرع يافلان احضر سيارتك .... ذهبنا احدى المستشفيات ولكنهم رفضوا استقبال الطفل ... قائلا مازال في الشهر السابع وليس لدينا حضانة للأطفال
فتوجهنا مسرعا الى مستشفى أخرى ...فور وصولنا بادرنا بأول سؤال هل لديكم حضانة اطفال ..... فقالت نعم ......... الحمدلله فرحنا كثير ... واكملت قائلا عفوا لا نستطيع استقبالكم !!!
الوقت يمضي والأم المسكينة تترقب لحظات الموت تعد الدقائق والثواني والدموع يتساقط والجميع يرفض استقبالها ... آآه كم هي لحظات مؤلمة عندما يشعر الانسان بفقدان الانسانية والمعاملة الوحشية
هنا تذكرت قصة انثى الكلب التي سمعت عنها في احدى الدول الغربية التي عانت وقت ولادتها وكيف كان دور المستشفيات المخصصة لولادة الحيوانات ...
لم اعد احتمل أرى وجه اختي فهي تشهق و تاخذ آخر انفاسها وتقول منكسرة ( لأوصيكم بعيالي الصغار لأوصيكم بعيالي الصغار مالهم غيرالله ثم انتم )
قررنا العودة إلى المنزل ... هنا حس الطفل بأمه ومعاناتها وكم هذه الدنيا قاسية واستبشر وانقذ أمه ولكن ليس بيده الكثير ليفعله... جسمه الضعيف لم يعد يتحمل شيء
الطفل بحاجة الى الحضانة... الطفل بحاجة الى رعاية طبية... الطفل بحاجة الى الانسانية... الطفل بحاجة الى الرحمة
الأب المسكين أصبح كالطفل الذي فقد أمه يبحث في كل مكان عن مكان آمن لينقذ طفله البريء ولكن لا حياة لمن تنادي
والطفل لم يعجب بأهل الدنيا فقرر أن يرحل وينضم مع اهل الجنة وفتح عيناه البرئيتان لينظر الى أمه لتكون آخر نظرة وكأنه يقول آسف يا أمي سوف أرحل لم يعد لي مكان هنا
حست الأم بما ترمي اليها نظراته الحزينة فضمته وأخذت بالبكاء .... مات الطفل ..ماااااااااااااات
اعلم ان هناك كثير من التساؤلات وأبرزها معرفة سبب رفضها في المستشفيات
الجواب وبكل بساطة ( لأننا برماويين )
هل الوالدين لأنهم برماويين ولم يستطيعو اثبات اوراق رسمية ام المنشآت الخاصة والحكومية ام الدولة
ولكن السؤال الأهم من المسئول بموت هذا الطفل البريء
هل الوالدين لأنهم برماويين ولم يستطيعو اثبات اوراق رسمية ام المنشآت الخاصة والحكومية ام الدولة
أم نكتفي بمجرد قول ( قدر الله ماشاء فعل )
ملحوظة : قصة حديثة واقعية من مجتمعنا البرماوي أحببت ان أنقلها لكم ...
حصلت بتاريخ 1/12/1432
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : مات الطفل ولم نجد للطفل سائلاً
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.