قلوب البراعم تمزقت يا وطن
وتمزق قلبي معهم
لما عاينت المصيبة بالصور
وقت توارد الخبر
حينها سرحت بفكري وروحي
إلى واقعهم
شعرت بشعور الأم التي ترى أطفالها يصرخون ويستغيثون
والموت يلتهمهم ولا تملك لإنقاذهم حولاً ولا قوة
تتساقط دمعاتي كلما حاولت معايشة الحدث
إنها القيامة التي قامت على المعلمات
الآباء والأمهات
ذهلنا صعقنا
بكينا
فكيف بمن تجرع غصص الحدث
تلك البراعم البريئة خرجت تطلب العلم
تطلب غذاء الأرواح
تطلب سبيل الأمن والأمان
خرجت وقد ودعت آبائها وأمهاتها
بقبلات
بدعوات
بضحكات وابتسامات
جاءت إلى بيتها الثاني وإلى أمهاتها الأخريات
نعم أمهاتهن هن المعلمات
بينما كان الجميع ينعم بسلام وهناء إذ فاجئهم القدر
نار تلتهم كل شي ..ولا سبيل إلى الفرار
نعم هناك مخارج للطوارئ
ولكنها عليهم مؤصدة
والمفاتيح ضائعة
ولا أحد يعلم مكانها
لماذا يهتمون لذلك وهم في منأى عن القدر
لن يحدث حريق أبداً فالدنيا بأمان
والمدرسة تنعم بالاطمئنان
هرعت البراعم الناعمات إلى النوافذ
علها تجد مهرباً ومخرجاً
فإذا هي أشد إغلاقاً ..
وأكثر إحكاما
أخيراً وجدت البراعم منفذاً
ولكنه منفذ للحياة من نافذة الموت
فهن أمام خيارين أحلاهما مر
إما الموت حرقاً
أو الموت كسراً
أخيراً اخترن الموت كسراً
لأنه أحلى لكونه يحمل بصيصاً من حياة
ويا لله
البراعم تخاف حتى من ظلها ومن الظلام
فكيف استطاعت أن ترمي بنفسها من علو مرتفع
لكأني بهن وهن يتجرعن الموت ولا يستسغنه
ويأتيهن الموت من كل مكان
آه يا أيتها البراعم ما أشد ما رأيتن
وما أقسى معاناتكن
في بداية بزوغ فجر الحياة والنور
سقيتن بالموت
رحماك يا رب بهن
وهنا أتسائل ودمعاتي تسبق حبري
يا ترى كيف ستزهو وتزهر تلك البراعم
وكيف تحيا وقد شربت من كأس المصيبة المخلوط برائحة الموت
حسبكم الله أيها المتلاعبون بأرواح الأبرياء
حسبكم الله أيها الخونة للأمانة والمسؤولية
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من تسبب في ذبول
تلك البراعم
ورحم الله الضحايا
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : احترقت قلوب البراعم ياوطن
|
المصدر : .: بوح المشاعر :-: خاص بأقلام الأعضاء :.
