يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا ..!!

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا



أثارت التغريدة التي أطلقها الكاتب الصحافي بجريدة الوطن الأستاذ صالح الشيحي لغطاً واسعاً بين المثقفين السعوديين، وخلقت جواً من الحوار حول مادار في ذلك البهو الفاخر من أمور مثيرة عرّف بعضه الشيحي وأعرض عن بعض ، ولئن جاء في أدبيات العرب في سابق العصور أن "الحرب أولها كلام" فإني أعتبر ال 140 حرفاً التي غرد بها الشيحي بمثابة الفتيل الذي اشتعل وواصل اشتعاله ولا يزال، عن قضية بالغة الحساسية يقول الشيحي: (ما يحدث في بهو ماريوت على هامش ملتقى المثقفين عار وخزي على الثقافة.. آمنت أن مشروع التنوير الثقافي المزعوم في السعودية يدور حول المرأة ) وفي لقاء تلفزيوني مباشر على روتانا الخليجية أوضح الشيحي بعضاً من المشاهد التي رآها بعينه من تبرج وكشف واختلاط وغير ذلك مما لم يستطع أن يكشفه مراعاة للستر مما جرى بين بعض المثقفين والمثقفات بعد منتصف الليل.

في تصوري الشخصي أن الشيحي استطاع بتغريدته "الماريوتية" أن يسلط الضوء على جانب "مظلم" من جوانب لقاءات بعض المثقفين والمثقفات ذلك الجانب الذي يحاول البعض أن يضفي عليه ألواناً من الأغطية وأشكالاً من التبريرات ليظهر في قالب "الطبيعي" و " العادي " و " البرئ" . وهو جانب ربما ينأى عن الاقتراب منه من يوصفون بالتيار المحافظ، إما لأنهم يرون حرمة المشاركة في تلك الاجتماعات المختلطة أو لأسباب أخرى، أمر آخر أيضاً لا بد أن نضعه في الاعتبار وهو أن هذه التغريدة لم تصدر كالعادة من شيخ أو داعية أو باحث أو صاحب توجه ديني ظاهر وإنما صدرت من مثقف وكاتب بصحيفة سيارة موصوف بالجرأة وقول الحق ومعدود في قائمة التنويريين الوطنيين.


المشهد الأكثر غرابة في الموضوع هو ذلك التجني والهجوم الشرس الذي بدأ يمارسه بعض الكتّاب وثلة من المثقفين والمغردين لمجرد أن الشيحي قال رأياً في موضوع يرى أنه من الأمانة والمصداقية والنصح لدينه ووطنه أن لا يسكت عنه، وكأني بأولئك الذين ثارت ثائرتهم وانقلبوا على صاحبهم يقولون بلسان حالهم ومقالهم كما قال قوم ثمود لنبي الله صالح عليه السلام {قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا } أي: قد كنت قبل أن تقول هذا الكلام الذي تقوله الآن رجلاً عاقلاً رشيداً، وكنا نؤمل أن ننتفع بعقلك وذكائك وحكمتك، وأن تكون مسترشداً في التدابير، نستبصر برأيك في الأمور، فلما نطقت بهذا الكلام انقطع رجاؤنا عنك وعلمنا أن لا خير فيك. نعم هذا هو حال البعض مع هذا الكاتب وربما مع غيره ممن ينطق بكلمة حق تخالف هواه أو تأتي على غير مراده، وكم هو مؤسف أن نعيش في زمن أصبح فيه من يتفوه بكلمة الحق والصدق يغدو خائناً مرفوضاً مرذولاً، ومن يداهن ويمرر ويتزلف على حساب دينه وقيمه يصبح مكرماً مرفوع الرأس مُهاباً. وهذه صفة من صفات المخادعين المتلاعبين في كل الأزمان، فإن الحق مرٌّ على المتكبر والحقائق لا تحجب بغربال ومهما ارتدى الباطل عباءة الحق فإن الله سيجليه يوماً ما والله غالب على أمره ..


إن كان من كلمة أخيرة أهديها للأستاذ الشيحي فإني أقول له: بيّض الله وجهك ووفقك لما يرضيه وأشكر لك صنيعك بل يشكرك كل غيور على جرأتك وأذكّرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله; سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) واعلم أنك إن أرضيت خالقك فأبشر برضا الله ورضا الناس وهنيئاً لك أن تكون قدوة في أمانة الكلمة وإماماً في النزاهة والنصيحة والغيرة على مجتمعك ووطنك، بارك الله فيك وزادك من فضله .


صلاح عبدالشكور
لجينيات


 
أعلى