ابن ذكير
New member
يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا
في تصوري الشخصي أن الشيحي استطاع بتغريدته "الماريوتية" أن يسلط الضوء على جانب "مظلم" من جوانب لقاءات بعض المثقفين والمثقفات ذلك الجانب الذي يحاول البعض أن يضفي عليه ألواناً من الأغطية وأشكالاً من التبريرات ليظهر في قالب "الطبيعي" و " العادي " و " البرئ" . وهو جانب ربما ينأى عن الاقتراب منه من يوصفون بالتيار المحافظ، إما لأنهم يرون حرمة المشاركة في تلك الاجتماعات المختلطة أو لأسباب أخرى، أمر آخر أيضاً لا بد أن نضعه في الاعتبار وهو أن هذه التغريدة لم تصدر كالعادة من شيخ أو داعية أو باحث أو صاحب توجه ديني ظاهر وإنما صدرت من مثقف وكاتب بصحيفة سيارة موصوف بالجرأة وقول الحق ومعدود في قائمة التنويريين الوطنيين.
المشهد الأكثر غرابة في الموضوع هو ذلك التجني والهجوم الشرس الذي بدأ يمارسه بعض الكتّاب وثلة من المثقفين والمغردين لمجرد أن الشيحي قال رأياً في موضوع يرى أنه من الأمانة والمصداقية والنصح لدينه ووطنه أن لا يسكت عنه، وكأني بأولئك الذين ثارت ثائرتهم وانقلبوا على صاحبهم يقولون بلسان حالهم ومقالهم كما قال قوم ثمود لنبي الله صالح عليه السلام {قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا } أي: قد كنت قبل أن تقول هذا الكلام الذي تقوله الآن رجلاً عاقلاً رشيداً، وكنا نؤمل أن ننتفع بعقلك وذكائك وحكمتك، وأن تكون مسترشداً في التدابير، نستبصر برأيك في الأمور، فلما نطقت بهذا الكلام انقطع رجاؤنا عنك وعلمنا أن لا خير فيك. نعم هذا هو حال البعض مع هذا الكاتب وربما مع غيره ممن ينطق بكلمة حق تخالف هواه أو تأتي على غير مراده، وكم هو مؤسف أن نعيش في زمن أصبح فيه من يتفوه بكلمة الحق والصدق يغدو خائناً مرفوضاً مرذولاً، ومن يداهن ويمرر ويتزلف على حساب دينه وقيمه يصبح مكرماً مرفوع الرأس مُهاباً. وهذه صفة من صفات المخادعين المتلاعبين في كل الأزمان، فإن الحق مرٌّ على المتكبر والحقائق لا تحجب بغربال ومهما ارتدى الباطل عباءة الحق فإن الله سيجليه يوماً ما والله غالب على أمره ..
إن كان من كلمة أخيرة أهديها للأستاذ الشيحي فإني أقول له: بيّض الله وجهك ووفقك لما يرضيه وأشكر لك صنيعك بل يشكرك كل غيور على جرأتك وأذكّرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله; سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) واعلم أنك إن أرضيت خالقك فأبشر برضا الله ورضا الناس وهنيئاً لك أن تكون قدوة في أمانة الكلمة وإماماً في النزاهة والنصيحة والغيرة على مجتمعك ووطنك، بارك الله فيك وزادك من فضله .
اسم الموضوع : يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا ..!!
|
المصدر : .: حديث الإعلام :.