أبو يحيى الأركاني
New member
إخواني أحبائي أعضاء هذا المنتدى المبارك :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يظن الكثيرون منا أن قضايا الأمة لا يجوز أن يفكر فيها إلا الملتزمين (المطاوعة) وفي المقابل يظن العوام أو من لديه معاصي أنه غير مخاطب ولا مكلف بالتفكير في هذه القضايا لأنها تخص الملتزمين
هذا التفكير -أحبتي في الله- عقيم بل يجب أن يعرف كل فرد من أفراد المسلمين أن عليه أشياء يجب القيام بها وذاك عليه أشياء أخر يجب عليه القيام بها فكل له دوره في بناء هذا الدين وهذا المجتمع .
الفكرة السائدة التي لدينا أن من ابتلي بالمخدرات أو يسمع الأغاني أو ابتلي بغيرها من المنكرات ليسوا من الدين في شيء فلا نؤاكلهم ولا نشاربهم ولا نأمرهم بالمعروف ولا ننهاهم عن المنكر وإنما هم ناس من نوع آخر ، الواجب علينا عكس هذا تماما فقبل أن نعرف لماذا ؟ دعونا نتعرف على كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع من كان لديه آثام وارتكب محرمات .
هذا ماعز يزني ويأتي إلى النبي فيلعنه أحدهم فينهاه النبي ويقول لقد تاب توبة لو قسمت على أهل المدينة لسعتهم . سبحان الله
آخر يأتيه ويستأذنه في الزنا فيدنيه ويدعو له .
آخر يشرب الخمر فيؤتى به فيجلد ثم يشرب فيؤتى به فيجلد إلى أن توفي ، أبو محجن رجل ابتلي بإدمان الخمر، فكان لا يقلع منه ويؤتى به فيجلد ثم يعود ثم يجلد ثم يعود، ولكنه لم يفهم أن إدمانه للخمر يعطيه عذرا ليتخلى عن العمل للدين.
فإذا به يحمل سلاحه ويسير مع الموكب المتيمن صوب القادسية ليقاتل هناك الفرس وليرفع لا إله إلا الله، وليقدم دمه بسخاء للا إله إلا الله.
وهناك يقع بالمطب مرة ثانية، يشرب الخمر وهو مع الجيش.
ويؤتى به إلى سعد رضي الله عنه ثملا.
إن لله وإن إليه راجعون، جندي على مشارف القتال يؤتى به سكران، ما هي عقوبته؟
عقوبته يحرم من المشاركة في المعركة، هو ما جاء من أعماق الجزيرة إلا ليقدم دمه ثمنا للا إله إلا الله، ومع ذلك يسكر، إذا عقوبته جزاءا له وردعا لأمثاله لا يشارك في المعركة.
وكانت هذه عقوبة أليمة، ليست عقوبة تعطيه عذر وسلامة من آلام القتال وأخطار الموت.
وتصطف الجيوش للمواجهة وقد كان موقع القائد، كان مسرح لعمليات في وسط المعركة، لم تكن غرفة العمليات ولا مسرح العمليات في أماكن نائية بعيدة عن كل خطر محتمل.
فقد كان المسلمون يحرص قادتهم على الشهادة أكثر من حرس الجنود، ولم تكن الشهادة من نصيب الجندي أبو شريط وأبو شريطين، بل من نصيب القائد الأعلى أولا.
فإذا بسعد ينتظر أن يشارك في قلب المعركة، ولكنها يبتلى رضي الله عنه بالقروح في جسده فلا يستطيع أن يثبت على الخيل، فتوضع له مقصورة يدير منها العمليات عن بعد.
ومع ذلك لم يسلم من عتب بعض المسلمين عليه، حتى قال أحدهم يصف انتهاء المعركة:
وعدنا وقد آمت نساء كثيرةونسوة سعد ليس فيهن أيّمُ
عدنا ونسوة كثير قد ترملت من أزواجهن، أما نسوة سعد فابشروا فسعد بخير وعافية، مع أن الذي أقعده عن المشاركة المرض، لم يقعده شيء آخر.
وبدء القتال، فقعقعت السيوف، وضربت الرماح، ووقعت السهام وهزمت الخيل، وثار غبار المعركة وعلت أصوات الفرسان، وفتحت أبواب الجنة، وطارت أرواح الشهداء، وأبو محجن يرى ذلك كله فتحركت أشواقه للموت وللشهادة وللقتال فوثب ليشارك فقال له القيد في رجله:
مكانك، محكوم عليك بعدم المشاركة لأنك شربت الخمر، فعاد وقد تكسرت أشواقه في صدره، وعانى في داخل صدره ألما ممضا أن تبدأ المعركة وليس له نصيب فيها، فيعبر عن هذه الآلام بأبيات يقول فيها:
كفى حزنا أن تطرد الخيل بالقنىوأترك مشدودا إلى وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلّقت.مصارع دوني قد تصم المناديا
وترى امرأة سعد هذا المشهد، فيقول لها:
يا سلمى فكي قيدي وأعطيني فرس سعد وسلاحه، فإما أنا رجل قتلت فاسترحتم مني، وإلا والله إن أحياني الله لاعودن حتى أضع رجلي في القيد.
وفعلا تفك قيده وتعطيه فرس سعد وسلاح سعد، فإذا بميدان المعركة يشهد فارسا يكر فيها يضرب ضرب المتحرف للقتال الذي جرب ألم الفطام منه. فيعجب سعد ويقول ما أرى:
الضرب ضرب أبي محجن والكرُ كر البلقاء (فرس سعد)، ولكن أبا محجن في القيد والبلقاء في الاسطبل.
وتنتهي المعركة ويأتي قواد المعركة يقدمون التقارير لسعد، فإذا به يسأل من الفارس الذي رايته كأبي محجن ضربا على فرس كالبلقاء؟
ويأتيه الجواب من سلمى ذلك أبو محجن وتلك البلقاء، أما كان في القيد؟ بلا ولكن كان من شنه كذا وكذا.
فيكبر سعد رضي الله عنه هذا الموقف، ويقوم خال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي محجن يفك بيديه الطيبتين القيود من رجل أبي محجن ويقول: قم فو الله لا أجلدك في الخمر أبدا. فقال أبو محجن، سبحان الله لا أجلد في الخمر؟
كنت اشربها يوم كنت أطّهر بالجلد، أما الآن فو الله لا أشربها أبدا.
وكيف يجرئ أن يشربها وقد جرب عقوبتها التي كانت الحرمان من المشاركة في العمل للدين.
فهل نفقه نحن بكل أخطائنا وعيوبنا ونقائصنا أن كل ذلك لا يؤهل لأن ندع العمل للدين، بل ينبغي أن يخز قلوبنا بأن علينا أن لا نضيف ذنبا آخر وتقصيرا آخر وهو ترك العمل للدين.
منقوووول بعضه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يظن الكثيرون منا أن قضايا الأمة لا يجوز أن يفكر فيها إلا الملتزمين (المطاوعة) وفي المقابل يظن العوام أو من لديه معاصي أنه غير مخاطب ولا مكلف بالتفكير في هذه القضايا لأنها تخص الملتزمين
هذا التفكير -أحبتي في الله- عقيم بل يجب أن يعرف كل فرد من أفراد المسلمين أن عليه أشياء يجب القيام بها وذاك عليه أشياء أخر يجب عليه القيام بها فكل له دوره في بناء هذا الدين وهذا المجتمع .
الفكرة السائدة التي لدينا أن من ابتلي بالمخدرات أو يسمع الأغاني أو ابتلي بغيرها من المنكرات ليسوا من الدين في شيء فلا نؤاكلهم ولا نشاربهم ولا نأمرهم بالمعروف ولا ننهاهم عن المنكر وإنما هم ناس من نوع آخر ، الواجب علينا عكس هذا تماما فقبل أن نعرف لماذا ؟ دعونا نتعرف على كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع من كان لديه آثام وارتكب محرمات .
هذا ماعز يزني ويأتي إلى النبي فيلعنه أحدهم فينهاه النبي ويقول لقد تاب توبة لو قسمت على أهل المدينة لسعتهم . سبحان الله
آخر يأتيه ويستأذنه في الزنا فيدنيه ويدعو له .
آخر يشرب الخمر فيؤتى به فيجلد ثم يشرب فيؤتى به فيجلد إلى أن توفي ، أبو محجن رجل ابتلي بإدمان الخمر، فكان لا يقلع منه ويؤتى به فيجلد ثم يعود ثم يجلد ثم يعود، ولكنه لم يفهم أن إدمانه للخمر يعطيه عذرا ليتخلى عن العمل للدين.
فإذا به يحمل سلاحه ويسير مع الموكب المتيمن صوب القادسية ليقاتل هناك الفرس وليرفع لا إله إلا الله، وليقدم دمه بسخاء للا إله إلا الله.
وهناك يقع بالمطب مرة ثانية، يشرب الخمر وهو مع الجيش.
ويؤتى به إلى سعد رضي الله عنه ثملا.
إن لله وإن إليه راجعون، جندي على مشارف القتال يؤتى به سكران، ما هي عقوبته؟
عقوبته يحرم من المشاركة في المعركة، هو ما جاء من أعماق الجزيرة إلا ليقدم دمه ثمنا للا إله إلا الله، ومع ذلك يسكر، إذا عقوبته جزاءا له وردعا لأمثاله لا يشارك في المعركة.
وكانت هذه عقوبة أليمة، ليست عقوبة تعطيه عذر وسلامة من آلام القتال وأخطار الموت.
وتصطف الجيوش للمواجهة وقد كان موقع القائد، كان مسرح لعمليات في وسط المعركة، لم تكن غرفة العمليات ولا مسرح العمليات في أماكن نائية بعيدة عن كل خطر محتمل.
فقد كان المسلمون يحرص قادتهم على الشهادة أكثر من حرس الجنود، ولم تكن الشهادة من نصيب الجندي أبو شريط وأبو شريطين، بل من نصيب القائد الأعلى أولا.
فإذا بسعد ينتظر أن يشارك في قلب المعركة، ولكنها يبتلى رضي الله عنه بالقروح في جسده فلا يستطيع أن يثبت على الخيل، فتوضع له مقصورة يدير منها العمليات عن بعد.
ومع ذلك لم يسلم من عتب بعض المسلمين عليه، حتى قال أحدهم يصف انتهاء المعركة:
وعدنا وقد آمت نساء كثيرةونسوة سعد ليس فيهن أيّمُ
عدنا ونسوة كثير قد ترملت من أزواجهن، أما نسوة سعد فابشروا فسعد بخير وعافية، مع أن الذي أقعده عن المشاركة المرض، لم يقعده شيء آخر.
وبدء القتال، فقعقعت السيوف، وضربت الرماح، ووقعت السهام وهزمت الخيل، وثار غبار المعركة وعلت أصوات الفرسان، وفتحت أبواب الجنة، وطارت أرواح الشهداء، وأبو محجن يرى ذلك كله فتحركت أشواقه للموت وللشهادة وللقتال فوثب ليشارك فقال له القيد في رجله:
مكانك، محكوم عليك بعدم المشاركة لأنك شربت الخمر، فعاد وقد تكسرت أشواقه في صدره، وعانى في داخل صدره ألما ممضا أن تبدأ المعركة وليس له نصيب فيها، فيعبر عن هذه الآلام بأبيات يقول فيها:
كفى حزنا أن تطرد الخيل بالقنىوأترك مشدودا إلى وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلّقت.مصارع دوني قد تصم المناديا
وترى امرأة سعد هذا المشهد، فيقول لها:
يا سلمى فكي قيدي وأعطيني فرس سعد وسلاحه، فإما أنا رجل قتلت فاسترحتم مني، وإلا والله إن أحياني الله لاعودن حتى أضع رجلي في القيد.
وفعلا تفك قيده وتعطيه فرس سعد وسلاح سعد، فإذا بميدان المعركة يشهد فارسا يكر فيها يضرب ضرب المتحرف للقتال الذي جرب ألم الفطام منه. فيعجب سعد ويقول ما أرى:
الضرب ضرب أبي محجن والكرُ كر البلقاء (فرس سعد)، ولكن أبا محجن في القيد والبلقاء في الاسطبل.
وتنتهي المعركة ويأتي قواد المعركة يقدمون التقارير لسعد، فإذا به يسأل من الفارس الذي رايته كأبي محجن ضربا على فرس كالبلقاء؟
ويأتيه الجواب من سلمى ذلك أبو محجن وتلك البلقاء، أما كان في القيد؟ بلا ولكن كان من شنه كذا وكذا.
فيكبر سعد رضي الله عنه هذا الموقف، ويقوم خال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي محجن يفك بيديه الطيبتين القيود من رجل أبي محجن ويقول: قم فو الله لا أجلدك في الخمر أبدا. فقال أبو محجن، سبحان الله لا أجلد في الخمر؟
كنت اشربها يوم كنت أطّهر بالجلد، أما الآن فو الله لا أشربها أبدا.
وكيف يجرئ أن يشربها وقد جرب عقوبتها التي كانت الحرمان من المشاركة في العمل للدين.
فهل نفقه نحن بكل أخطائنا وعيوبنا ونقائصنا أن كل ذلك لا يؤهل لأن ندع العمل للدين، بل ينبغي أن يخز قلوبنا بأن علينا أن لا نضيف ذنبا آخر وتقصيرا آخر وهو ترك العمل للدين.
منقوووول بعضه
اسم الموضوع : قصة أبو محجن
|
المصدر : .: زاد المسلم :.