فــــتــــح الـهــــادي
في
ترجمة الشيخ عبد الله عُبادي
لفضيلة العلامــة
الشيخ عبد الله سعيد بن محمد عُبادي
اللحجي الحضرمي
الشـحاري
المكي
جمع وترتيب
العبد الفقير الراجي عفو ربه القدير
كريم الله ابن المرحوم محمد أمين البرماوي المكي
خريج المدرسة الصولتية سنـ1410ــــة
عفا الله عنه وعن والديه
آمـــيـن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء، وينصر بهم الدين في الملء، والصلاة والسلام على خاتم الرسل والأنبياء، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأوفياء، واشهد أن لا إله إلا الله وله الدوام والبقاء، وأشهد أن محمداً رسول الله، نبي الرحمة المهداة، ونسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت إلى يوم القضاء .
أما بعد: فإنه مما يثلج الصدور، ويبعث في النفوس الفرح والحبور(1)أنه لا يزال هناك من يمشي على طريقة السلف الصالح من محدثين ومفسرين وفقهاء في شتى أنحاء العالم الإسلامي الكبير، هم الذين يحاربون الغُمر(2)، ويصححون العقائد وسائر الأمور، وأول ما أردت أن أبدأ به في هذه الوريقات هو حديث (( إنما الأعمال بالنيات )) الذي رواه الإمام البخاري وغيره رحمه الله تعالى، لما أشتمل عليه من فوائد جمة، سأذكرها إن شاء الله تعالى .
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
) إنما الأعـمـال بالـنـيات، وإنـما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السرور (2) الغُمر : بضم الغين شخص مادري ولم
يجرب الأمور أريد به الجاهل.
إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )) رواه البخاري في أول صحيحه.
وفي رواية (( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) متفق عليه.
(( فـــائــدة ))
قال عبد الرحمن بن مهدي وغيره ينبغي لمن صنف كتاباً أن يبتدئ فيه بهذا الحديث تنبيها للطالب على تصحيح النية. أ هـ
ابتدأ به الإمام البخاري في الجامع الصحيح وكذا الإمام النووي في كتابيه المسمى بـ(رياض الصالحين) و (الأربعين حديثا النووي ) وغيره من العلماء الأعلام.
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم تقدير هذا الحديث أن الأعمال تحسب بنية ولا تحسب إذا كانت بلا نية ، ومن قصد بهجرته وجه الله وقع أجره على الله ومن قصد بها دنيا أو امرأة فهي حظه ولا نصيب له في الآخرة بسبب هذه الهجرة . انتهى كلامه ملخصا.
من هؤلاء العلماء: الحبر البحر الفهامة، الزاهد الورع الكامل الهمامة، الصالح الفالح العلامة، المحدث الفـقـيـه فـضـيـلة الشـيـخ أبو محمـد عـبـد الله بن سـعـيـد بن محمـد عـبـادي اللـحـجـي الحضرمي الشحاري(1)، من بلاد حضرموت رحمه الله تعالى فقد أجازني بما أجازه مشايخه الأعلام بجميع ما يصح لي روايته من منقول ومعقول ، وفروع وأصول ، وببعض أثبات الأئمة الأعلام المسندين.وفي الأخير سميته (فتح الهادي في ترجمة الشيخ عبد الله عبادي) قال رضي الله عنه في أول كتابه المرقاة (بالجملة فالإسناد أصل عظيم وخطر جسيم ، وشيخ الإنسان آباؤه في الدين وصلة بينه وبين رب العالمين ، وكان لي منهم بمحض الفضل من الله والنعمة، أساتذة أجله ومشايخ جمة، أتصل بهم إلى سيد الأمة ونبي الرحمة ). أ هـ
هذا وقد أتصل سندي بواسطته رحمه الله تعالى إلي سيد البشر، وجزاه الله خير الجزاء . آمين.
وأردت أن أذكر في هذه الوريقات ترجمة له رداً لجميله، وذلك تكثيراً للسواد وتشبهاً بخيار العباد(2)،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الشحاري: منسوب إلى شِحر قرية تقع على ساحل البحر من حضرموت قريبة من المكلا.
(2)اقتداء بالعلماء الذين ترجموا لأنفسهم كالشيخ العلامة السيوطي والعلامة القاضي محمد بن على الشوكاني وكالشيخ العلامة السيد محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل والشيخ محمد عبد الرحمن الأهدل رحمهم الله تعالى ..آمين.
وقد قال الله تعالى } هَلْ جَِزَاءُ الإِحْسانٍ إِلاَ الإِحْسانُ {صدق الله العظيم.
وله مشايخ كثيرون: منهم من هم من أهل مكة المكرمة، ومن أهل المدينة المنورة، والمراوعة واليمن وزبيد. وقد أخذ عن علماء فضلاء أجلاء، وأكثر ما أخذ منهم ، الحبر البحر الفهامة ، الورع الزاهد الكامل المتفنن، العلامة السيد علوي بن عباس بن عبد العزيز المالكي المكي رحمه الله تعالى.
والعلامة الصالح، الحبر الفهامة الفالح، الشيخ حسن بن محمد المشاط المكي المالكي رحمه الله تعالى.
وبفضل من الله تعالى كتبت هذه الوريقات بإذن من شيخي المترجم له، بل شيخ مشايخنا الشيخ عبد الله اللحجي رحمه الله رحمة الأبرار، وأدخله في جنات تجري من تحتها الأنهار. وذلك في حالة حياته .
اسمه ولقبه وكنيته ونشأته
هو العلامة الصالح، الفهامة الفالح، الشيخ برهان الدين أبو محمد عبد الله بن سعيد بن محمد بن عبادي اللحجي الحضرمي الشحاري المكي رحمه الله ، وجعل الجنة مثواه.
نشأ رحمه الله في حجر أبويه إلى أن بلغ سن التمييز ، أشغله والده بتعليم القران الكريم إذ كان والده فقيه البلاد ، وقد انتفع لدى والده خلق كثيرون، يقول المترجم له بأن قراءة والده كانت مباركة، كما تعلم عليه رسوم الكتابة، وكان رحمه الله تعالى ساحر البيان، لبق اللسان، فصيح الكلام، سريع الفهم قليل الكلام ، ذا حافظة قوية، وكانت نفسه تميل إلى القواعد الفقهية ، حتى برز فيه وتفوق على أقرانه.
ولد رحمه الله تعالى باليمن في عام 1344هـ وهو أصح الأقوال وقيل في عام 1343هـ، و 1345هـ. وكان بداية تحصيله في قريته بنوبة عياض قرية من قرى لحج بالمراوعة.
وأول من تلقى عليه العلوم هو والده كما ذكرنا آنفا حيث قرأ عليه القران الكريم وتعليم مبادئ الخط، وفي أثناء ذلك كان يشتغل بحفظ الزبد، وألفية أبن مالك، وذلك بأمر من والده، ثم ادخله والده لتعليم الحساب وتحسين رسوم الكتابة لدى الأستاذ حسن عبد الله إبراهيم ولد في سنة 1330هـ تقريباً وكان الأستاذ رجلاً صالحاً تقياً ورعاً عابداً قانعاً بالكفاف ملازماً العفاف، فتعلم على يديه علم الحساب بالأرقام الهندية المتداولة في مدينة الحوطة قاعدة لحج، كما تعلم حسّن رسوم الكتابة لديه، وكان يحبه كثيراً ويعجبه قراءته في الألفية، وكثيراً ما يدعه ويأمره بإسماع بعض من أبياتها عليه كي يسمع قراءته وصوته ويصغي لذلك ولاسيما إذا جاءه أحد من أصحاب العلم ، وكان رحمه الله تعالى يقرأ بصوت حسن جوهري بلا وجل ولا خجل، وهذا السبب الذي جعله يحبه شيخه كثيراً. كما حفظ على يديه غيباً في آداب طالب العلم المسمى بـ ( هداية الألباب في جواهر الآداب) وقد توفي والده وهو في سن صغير وذلك في عام 1354هـ .
وفي سنة 1358هـ عزم السفر لطلب العلم فسافر إلى المراوعة للتعلم، ومنها أخذ أكثر علومه الفيّاض رحمه الله تعالى، حيث تلقى العلم على العلامة وجيه الدين أبو عبد الله السيد عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الرحمن الأهدل، وله المنة والكبرى وهو عمدته كما نوضحه في تحصيله العلمي وشيوخه. ثم على الشيخ السيد عبد الرحمن أبن حسن بن عبد الله بن محمد بن معوضة قاسم الأهدل رحمه الله تعالى، وحفظ لديه الرحبية والشيبانية وتحفة الأطفال ومنظومة في الطب، وسمع بقراءة غيره طوائف من كتب الفقه وغيره.
ثم رجع إلى موطنه الأصلي وانشغل هناك بأمور الدنيا وانقطع عن العلم، ثم بعد مرور عامين تقريباً عزم وقصد السفر لطلب العلم مرة أخرى، فسافر إلى زبيد سنة 1361هـ ومكث فيها ثلاثة أيام ثم رحل منها إلى المراوعة في نفس السنة وأخذ منها أكثر علومه، ثم رحل إلى مكة المكرمة في عام 1364هـ لأداء فريضة الحج والعمرة وعاد إلى بلاده، المراوعة لملازمة شيخه الشيخ عبد الرحمن محمد الأهدل ، فلازمه نحو عشر سنوات.
وفي عام 1374هـ سافر إلى المدينة المنورة لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يستطع أن يزوره في المرة الأولى.
وفي عام 1375هـ خرج إلى مكة المكرمة لمجاورة بيت الله الحرام وتلقي العلوم الشرعية، وقد تلقى العلوم من علماء أجلاء في مكة المكرمة على عهد أمثال الشيخ حسن المشاط، والشيخ السيد علوي بن عباس المالكي، والشيخ السيد محمد العربي، والشيخ محمد يحي أمان، والشيخ السيد محمد أمين كتبي، والشيخ إسحاق إبد الصومالي، والشيخ حسن سعيد اليماني المكي وغيرهم رحم الله جميعا رحمة الأبرار .
وقد حدثني الشيخ مشافهةً بأنه كان لا يرغب في شيء سوى في طلب العلم، وكان يجهد نفسه في طلب العلم، ولا يرغب في أي وظيفة حكومية حتى لا يشغله عن طلب العلم، والبحث عنها، كان لا يسعى إلا في طلب العلم، وكان بعض زملائه يتقربون إلى الرؤساء والحكام وغيرهم من أصحاب الجاه والمال، إلا أنه يرفض هذا الأسلوب لأنه يجره إلى الكذب والنفاق، وكان لا يسمع عن شيخ إلا ذهب إليه ليتلقى منه العلوم، وكان رحمه الله يحافظ على أوقاته كثيراً.
وقد تعين رحمه الله مدرسا بالمسجد الحرام، وكانت حلقته التعليمية أمام المرزاب في جهة باب الزيادة بقرب المئذنة الشمالية ، وذلك بعد صلاة المغرب.
وكان يدرس بها كل من :ـ
1. صحيح البخاري.
2. صحيح مسلم.
3. منهاج الطالبين ـ في الفقه الشافعية.
4. متن الغاية والتقريب.
5. وغيره من الكتب.
وعُيّن الشيخ مدرساً بالمدرسة الصولتية بمكة المكرمة في سنة 1385هـ حتى نهاية رجب سنة 1408هـ وظل بها 23 عاماً.
وله كتاب نفيس يُدرس بالمدرسة الصولتية، ألفه بطلب من مدير المدرسة وسماه بـ( إيضاح القواعد الفقهية لطلاب المدرسة الصولتية).
وكان يدرس بالمدرسة الصولتية العلوم الشرعية التالية:ـ
1. أصول التفسير.
كان يدرس كتاب ( الإتقان في علوم القرآن ) بالقسم العالي.
أما كتاب ( فيض الخبير وخلاصة التقرير ) كان يدرسها بالقسم الديني ـ في السنة الرابعة ديني .
2. الجامع الصحيح للإمام البخاري.
كان يدرسه بالقسم العالي. المجلد الأول والثاني بالصف الأول والمجلد الثالث والرابع في الصف الثاني عالي.
3. فقه الشافعية.
كتاب السراج الوهاج ـ يدرسه بالقسم الديني.
4. القواعد الفقهية. وهو من تأليف الشيخ.
وكان يدرسه بالقسم العالي.
5. النحو والصرف.
كان يدرس كتاب شرح أبن عقيل في الصف الرابع الديني.
وكتاب ألفية أبن مالك. كان يدرسه في الصف الثاني عالي.
6. الأدب.
كان يدرس كتاب تاريخ الأدب العربي في الصف الثالث من القسم العلوم الدينية.
وفي عام ترك التدريس بالمسجد الحرام لكبر سنه ، ولكن رغم هذا لم يكن ليفارق المسجد الحرام بالكلية، بل كان يذهب إلى المسجد الحرام دائما في نفس الموعد الذي قام فيه بتلقي دروسه قبل صلاة المغرب، ويجلس في مكانه الذي أعتاد الجلوس فيه وكان لا يجلس إلا في ذلك المكان، ويصلى المغرب والعشاء ثم يعود إلى منزله.
وكان في منزله يوم الجمعة يستمع لبعض الطلاب طوائف من بعض المنظومات العلمية ، كمنظومة الزمزمي، ومنظومة الزبد
ومنظومة الألفية في النحو والصرف ، وغيره.
وفي عام 1408هـ ترك التدريس بالمدرسة الصولتية أيضاً ، وما كان ليترك التدريس ولكن حالته الصحية قد أجبرته على ذلك .
( قصة من ورعه )
ذات يوم كعادته يلقي الدروس بالمدرسة الصولتية في علم أصول التفسير في كتاب الإتقان في علوم القرآن، وكنت من أحد طلابه في الصف، فلما انتهى الشيخ رحمه الله من الدرس قال: لو شرح هذا الكتاب أحد علماء المسلمين المعتبرين لوسعت في عشرين مجلداً. فبادرت بالكلام وقلت
ليش ما تشرحه أنت يا فضيلة الشيخ). وما كان جوبه إلا أن قال: ( لقد سمنت مورماً )) تواضعاً منه رحمه الله بمعنى أنه ليس من كبار العلماء ولكن خيل إلي بأنه من كبار العلماء حتى طلبت منه شرح الكتاب لأنني ظننت أنه سمين في العلم والمعرفة ، وهذا شدة في التواضع رحمه الله .
وفــــــاتـــــــــه
توفي رحمه الله في يوم السبت ليلة الأحد بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة بتاريخ 26 شهر جمادي الأولى سنة 1410هـ في تمام الساعة 10.30 مساءً .
وكان سبب وفاته حسب الروايات الصحيحة أنه قام وتوضئ لصلاة العصر من يوم السبت الموافق 18 من جمادى الأولى سنة 1410هـ، وزلت قدمه من ماء الوضوء وسقط على الأرض فأغمي عليه ونقلوه إلى مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة بقسم العناية المركزة وذلك بسبب إغماءه الطويل لمدة أسبوع وفي ليلة الأحد في منصف الليل تقريبا توفي رحمه الله دون أن يفيق من إغماءه(1)، وقد صلوا عليه في يوم الأحد بعد صلاة الظهر بالمسجد الحرام، ودفن بمقبرة المعلاة، رحمه الله رحمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من مبطلات الوضوء الإفاقة من الإغماء، لذا أكرمه الله تعالى بأن يلقى الله تعالى على الطهارة، ونال شرف الموت على الوضوء والطهارة، نسأل الله بأن يشفعه فينا.
الأبرار، وأدخله جنات تجري من تحتها الأنهار. وشيعت جنازته في موكب مهيب وحشد كثير من عامة الناس وخاصتهم من العلماء وطلاب العلم وتلامذته ومحبيه، وظلوا يدعون له ويقرؤون عليه سورة ياسين إلى غروب الشمس، وهذا لحبهم له رحمه الله.
مـــؤلــفــــاتــــــه
كان المترجم له كثير الزهد والورع، وكان يشغل أوقاته في الذكر والعبادة والدعاء، ولا يبحث عن الشهرة بالمؤلفات، وإنما كان يؤلف الكتب المهمات الذي لا يستغني عنه عامة الناس خواصهم، ولم يكن له سوى مؤلفات قليلة منه المطبوع والمخطوط من ذلك.
1. كتاب ـ إيضاح القواعد الفقهية لطلاب المدرسة الصولتيةـ مطبوع.
2. كتاب ـ إعانة رب البريةـ وهو جمع تراجم رجال الحديث المسلسل بالأولية، ألفه بطلب من شيخه الشيخ العلامة حسن محمد المشاط المالك المكي . مطبوع.
3. كتاب ـالأربعين حديثا ـ مطبوع.
4. كتاب المرقاة إلى الرواية والرواة . مطبوع
وهذا كتابه في بيان سلسلة الإسناد وأسانيد الكتب الصحاح الستة. وقد قال في الإسناد شيخه الشيخ حسن مشاط في كتابه المسمى بـ (الإرشاد ) ـ لما كان حفظ سلسلة الإسناد في العلوم وضبط الرجال من أحسن ما سنه آباء التعليم لأبنائهم ليسعدوا به في الحال، ويفوزوا به في المآل، إذ العلم الشريف المعتبر، هو اتصال سنده بسيد البشر صلى الله عليه وسلم.أهـ
5. كتاب ـ شرح البهجة ـ مخطوط .
6. كتاب ـ شرح شمال الوصول ـ في أربعة مجلدات. مخطوط.
تحصيله العلمي وشيوخه
أول من تلقى عليه الدروس بعد والده العلامة الزاهد (قاضي مراوعة ) وجيه الدين أبو عبد الله السيد عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن حسن بن عبد الباري الأهل رحمه الله.
ولد في شوال سنة 1307هـ، بمدينة المراوعة، وتوفي في شهر ذي الحجة الحرام سنة 1372هـ.
قرأ عليه وسمع منه وحضر دروسه في العلوم التالية :ـ
1. التفسير 2. الحديث
3. العقائد 4. الفقه
5. أصول الفقه 6. قواعد الفقه
7. مصطلح الحديث 8. التصوف
9. الفرائض 10. النحو والصرف
11.المنطق 12 المعاني والبيان والعروض
وغيرها.
وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته، ولاسيما في العلوم الشرعية والعقلية والأحزاب والأوراد والأذكار والصلوات المأثورة وغير المأثورة، وأجازه أيضاً بالثقب الأهدلي. وكتب له الإجازة بخطه الشريفة، وهو عمدته في الرواية والإسناد، وشيخ تخرجه، وهو من أهل اليمن من منطقة المراوعة.
فهو أي السيد عبد الرحمن بن محمد الأهدل يروي عن مشايخ كثيرين،لكنه لم يروي في روايته الإسنادية سوى عن والده ـ السيد محمد بن عبد الرحمن ـ لأنه شيخ تخريجه وعمدته في الرواية، وهو يروي عن شيخه العلامة السيد محمد بن أحمد ابن عبد الباري الأهدل رحمه الله تعالى وهو شيخ تخريجه وعمدته.
وهكذا كل واحد منهم لم يروي سوى عن شيخ تخريجه وعمدته.
وقد قال شيخنا المترجم له رحمه الله، عن شــــيخـه الســــيـد عبد الرحمن الأهدل.
ولو قيل لي من أكثر الناس منةً
عليك من الأشياخ قل ما هو العدل
لقلت وجيه الدين نجل محمدٍ
له المنة العظمى وكل له فـــضــــل
ومن مشايخه من أهل المراوعة أيضاً الشيخ العلامة البارع الفهامة الذكي الألـمعي، والهمـام اللوذعي وجيه الدين الســيد عبد الرحمن بن حسن بن عبد الله بن محمد معوضة قاسم الأهدل المولود سنة 1319هـ، المتوفى في صفر سنة 1392هـ رحمه الله،وسمع منه وقرأ عليه وحضر دروسه في:
1. الحديث. 2. الفقه .
3. قواعد الفقه. 4. النحو والصرف.
6. المعاني والبيان. 7. المنطق . وغيرها.
وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته من منقول ومعقول، وهو يروي عن مشايخ كثيرين. منهم والده العلامة السيد حسن بن عبد الله الأهدل المتوفي سنة 1352هـ، والعلامة السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل المتوفى سنة 1352هـ . وهما عمدته في الرواية.
ومن مشايخه من أهل المراوعة الشيخ العلامة، الحبر البحر الفهامة أبو الفـضـائل عز الدين السـيد محمد حسـن هـنـد ابن عبد الباري بن محمد بن حسن بن عبد الباري الأهدل، المولود سنة 1306هـ، المتوفى في صفر سنة 1392هـ، وقد لازمه مدة طويلة، واستفاد منه وقرأ عليه كثيراً . وسمع منه وحضر دروسه في الكتب الآتية وغيرها :ـ
1.الحديث 2. الفقه .
3.التجويد 4.العقائد
5.الأصول 6. العروض
7.المنطق.
فله المنة الكبرى على شيخنا عبد الله اللحجي بعد شيخه السيد عبد الرحمن بن محمد الأهدل رحمهم الله جيمعا. وله مشايخ كثيرون، منهم العلامة السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل، والعلامة السيد محمد طاهر بن عبد الرحمن الأهدل، والعلامة السيد حسن بن عبد الله الأهدل، رحمهم الله.
ومن مشايخه من أهل زبيد: العلامة الحبر الفهامة المتفنن، المحقق الشيخ محمد بن أحمد السالمي الزبيدي، المولود سنة 1307هـ، المتوفى سنة 1389هـ رحمه الله، أجتمع به شيخنا في زبيد واستجاز منه فأجازه في العلوم العقلية والنقلية، كما أجازه شيخه العلامة الشيخ سليمان بن داود السالمي المولود سنة 1280هـ المتوفى سنة 1344هـ رحمه الله.
ومن مشايخه من أهل زبيد أيضاً العلامة الصالح الفالح العالم العامل الهمام الكامل السيد علي بن عبد الرحمن بن إسماعيل ابن أبكر بن الطاهر بن حسين بن المساوي بن حسين بن الطاهر ابن حسين الأهدل الزبيدي، المتوفى سنة 1382هـ رحمه الله.
اجتمع به شيخنا مراراً في زبيد، وقبل الاجتماع واللقاء جرى بينهما تعارف بمكاتبات كثيرة، مشتملة على نصائح وحث ووعظ وإرشاد ـ كما هو عادة العلماء الأبرار ـ وقد استجازه فأجازه بكل ما تجوز له روايته من منقول ومعقول وفروع وأصول وفقه وحديث وتفسير وعلوم آلية، وأوراد وأحزاب وأذكار وصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة واردة بشرطه المعتبر عند أهل الأثر.
كما أجازه مشايخه الكرام من أهل زبيد، ومن أهل المراوعة، كما أجاز لشيخنا أيضاً بالثقب الأهدلي وغيره.
ومن مشايخه من زبيد أيضاً العلامة المحدث، العالم الصالح، الباذل نفسه في طاعة الله سبحانه وتعالى السيد أبكر مهادلة ابن عبد الرحمن بن إسماعيل بن أبكر بن الطاهر بن حسين ابن المساوي بن حسين بن الطاهر بن حسين الأهدل الزبيدي، المولود بمدينة زبيد سنة 1295هـ، المتوفى سنة 1379هـ رحمه الله. وهو أخ السيد علي بن عبد الرحمن الذي تقدم ذكره آنفاً، وقد أجازه إجازة عامة بكل ما أجازه به أخوه المتقدم ذكره.
ومن مشايخه من أهل زبيد الشيخ العلامة مفتي زبيد في زمانه، العالم العامل الصالح المتواضع السيد محمد بن سليمان إدريسي ابن محمد الأهدل الزبيدي، المولود سنة 1331هـ عافاه الله تعالى اجتمع به شيخنا في زبيد، واستجاز منه فأجازه إجازة عامة شاملة لكل ما تجوز له روايته من منقول ومعقول وفروع وأصول وأحاديث وأذكار وأوراد، كما أجازه مشايخه الكرام. منهم والده العلام السيد سليمان إدريسي بن محمد بن سليمان ابن عبد الله بن سليمان بن يحي بن عمر مقبول الأهدل، مفتي زبيد سابقاً المتوفى سنة 1354هـ رحمه الله، ومنهم عمه العلامة الصالح السيد أحمد إدريسي الأهدل، المتوفى سنة 1357هـ، وأبن عمه العلامة السيد عبد القادر بن محمد بن عبد القادر الأهدل الزبيدي، المتوفى سنة 1362هـ رحمه الله.
(مشايخه من أهل مكة المكرمة )
أما مشايخه من أهل مكة المكرمة، العلامة الصالح الحبر الفهامة الفالح الشيخ حسن بن محمد بن عباس بن علي بن عبد الواحد المشاط المكي المالكي، ولد بمكة المكرمة في 3 من شوال سنة 1317هـ، وأصل بيت المشاط من فاس المغرب. تتلمذ بالمدرسة الصولتية في سنة 1329هـ، إلى أن تخرج منها، ثم أذن له مشايخه في التدريس، فشرع في التدريس بالمدرسة الصولتية سنة 1344هـ، فعين مدرساً بالقسم العالي والثانوي، فكان يدرس بها الحديث والتفسير والفقه وأصول الفقه والفرائض والنحو والصرف. وكذلك عين مدرساً بالمسجد الحرام.
وفي سنة 1361هـ، صدر الأمر الملكي بتعيينه عضواً في هيئة التمييز بمكة المكرمة(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لم يكن الشيخ حسن المشاط راغبا في الوظائف الحكومية، وإنما كانت همته متجهة إلى نشر العلوم، ولكنه فوجئ بصدور الأمر الملكي بتعيينه عضواً في هيئة التمييز في عام1361هـ برئاسة الشيخ محمد بن مانع، وصدر الأمر بحل هيئة التمييز بعد ثلاث سنوات من تشكيلها
وتوفي رحمه الله تعالى في يوم الأربعاء السابع من شوال سنة 1399هـ، وهو أيضاً شيخ شيخنا مسند العصر والحجاز مولانا العلامة الشيخ أبي الفيض محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي.
ومن تلامذة الشيخ حسن مشاط الذين درسوا بالمسجد الحرام،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وشرعت الحكومة في تعيين أعضاء هذه الهيئة والوظائف الحكومية الأخرى، ورأى الشيخ حسن المشاط أن الفرصة قد حانت للتخلص من الوظائف الحكومية فحزم أمره وسافر إلى السودان، ومنها إلى مصر وسوريا ولبنان وطرابلس، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى ليعود منها إلى دياره مكة المكرمة، ولكن لم يكن ليهرب منه، فعين في عام 1365هـ وكيلاً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة، ثم في عام 1367هـ تُعين قاضياً بها، وفي عام 1372هـ تُعين عضواً في مجلس الشورى، فكان سروره عظيماً إذ ظن في ذلك الخلاص من وظائف القضاء. لكن الفرحة لم تتم فقد طالب الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة بعودته إلى القضاء لأن المجال القضائي في حاجة إلى خبراته ونظراً لسيرته الحسنة. كتب الشيخ عبد الله رئيس القضاء بذلك إلى ولي الأمر
بإعادته إلى القضاء فعين معاوناً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة.ثم استقال من القضاء في 10شوال عام 1375هـ . فسعد بها وانقطع للعلم وطلابه.
العلامة السيد محسن بن علي بن عبد الرحمن المساوي باعلوي الحسيني الحضرمي، توفي في 10جمادى الآخرة سنة 1354هـ يوم الأحد ودفن صباح يوم الاثنين رحمه الله، ومنهم العلامة
الفقيه الشيخ زكريا عبد الله بيلا، رحمه الله، ومنهم العلامة الشيخ المحدث إسماعيل عثمان زين رحمه الله. وشيخنا الشيخ عبد الله اللحجي فقد حضر دروسه وسمع منه وقرأ عليه أشياء كثيرة في الحديث وغيره، كصحيح البخاري، وصحيح مسلم، والجامع للترمذي، وسنن النسائي، وسنن أبن ماجة، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد، ومسند الإمام الشافعي، والشمائل المحمدية للترمذي، والشفاء للقاضي عياض، والأوائل السنبلية.
هذا وقد قرأ عليه أيضاً كثيراً من المسلسلات والأثبات. كثبت
الشيخ محمد بن علي الشنواني، المتوفي سنة 1233هـ، وثبت السيد حسين بن محمد الحبشي المكي، المتوفى سنة 1331هـ، وثبت الشيخ ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، المتوفى سنة 1176هـ، وثبت الشيخ محمد ضمّا بن الحسن البناني الفاسي المتوفى سنة 1194هـ، وأثبات غيرهم. وحضر عنده في دروس العقائد، وأصول الفقه، والنحو (كتاب أبن عقيل)، ورفع الأستار شرح طلعة الأنوار، وشرح البيقونية.(كلاهما أي رفع الأستار، شرح البيقونية) من مؤلفات الشيخ حسن المشاط.
فقد لازمه شيخنا مدة طويلة واستفاد منه فوائد جمة، فجزاه الله خير الجزاء، فله منة كبرى على شيخنا المترجم له رحمه الله.
فقد أجازه إجازة عامة مرات متعددة، وكتب ذلك بخطه الشريف، واسمعه حديث الرحمة المسلسلة بالأولية، أولية نسبية لا حقيقية.
والشيخ حسن مشاط يروي عن مشايخ كثيرين، كالعلامة أبو حفص عمر بن أبي بكر باجنيد المتوفى سنة 1354هـ، والعلامة المحدث المؤرخ الشيخ أبو محمد عبد الله غازي المكي المتوفي سنة 1365هـ، والعلامة محدث الحرمين الشريفين، عمر حمدان المحرسي المدني المتوفى سنة 1368هـ، وغيرهم من العلماء الأفذاذ.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة الشيخ العلامة الحبر الفهامة، الماشي على قدم الاستقامة، المتخلق بأخلاق صاحب الرسالة المحمدية، السيد علوي بن عباس بن عبد العزيز ابن عباس بن محمد المالكي المكي، المولود سنة 1326هـ، والمتوفى سنة 1391هـ تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جناته.آمين. وبيت المالكي من الأشراف المغاربة من منطقة فاس. حدثنا العلامة الدكتور السيد محمد بن الشيخ السيد علوي مشافهة، أن أصل بيت المالكي من الحجاز نزح أحد أجداده إلى المغرب فاستوطنوا بها، ثم نزح فرع آخر من أجداده إلى مكة المكرمة، فنبتت بها شجرة مثمرة بالعلم والزهد والورع، وبيته مشهور بالعلم، فوالد الدكتور السيد محمد علوي المالكي كان عالماً في جميع أنواع العلوم الشرعية، وهو عمدته وشيخ تخريجه. وجده الشيخ السيد عبد العزيز كان أيضاً عالماً حافظاً لكتاب الله مجودا له. وعمه الشــيخ الســيد محمد بن عبد العزيز كان عالماً ودرس بالمسجد الحرام المكي الشريف. والدكتور السيد محمد علوي المالكي كذلك عالم لا محالة، وهو كثير الزهد والعطاء، وهو من طلاب شيخنا المترجم له الشيخ عبد الله اللحجي.
والشيخ عبد الله اللحجي قد لازم السيد علوي المالكي مدة طويلة، وسمع منه، وقرأ عليه كتب كثيرة متنوعة، وقرأ عليه بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة، وحضر دروسه، مثل دروسه في كتاب رياض الصالحين، وكتاب بلوغ المرام، وكتاب موطأ الإمام مالك، وكتاب صحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وتفسير آيات الأحكام لصديق حسن القِنّوجي، وألفية السيوطي في مصطلح الحديث بكمالها، وكتاب الشمائل المحمدية للترمذي بالمدينة المنورة في الروضة الشريفة، بجوار الحجرة المشرفة، ورسالة محي الدين عبد الحميد في آداب البحث والمناظرة، ورسالة والده في الاستعارات، و طائفة من الإتقان في علوم القرآن للإمام الحافظ السيوطي، وطائفة من كتاب الموافقات للإمام الشاطبي، ورفع الأستار في مصطلح الحديث للشيخ العلامة حسن المشاط الذي تقدم ذكره. وغير ذلك من مقروآت ومسموعات، فله المنة الكبرى على شيخنا، فجزاه الله خير الجزاء، وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته من معقول ومنقول وفروع وأصول وأوراد وأحزاب وأذكار وصلوات مأثورة وغير مأثورة. والسيد علوي المالكي يروي عن مشايخ كثيرين، منهم والده العلامة المتقن السيد عباس أبن عبد العزيز بن عباس المالكي المكي، المولود سنة 1270هـ، المتوفى سنة 1353هـ، رحمه الله تعالى وجعل مثواه الجنة. آمين. ومنهم العلامة المسند محدث الحرمين الشريفين الشيخ عمر حمدان المحرسي المدني، المولود سنة 1291هـ، والمتوفى في 11/10/1368هـ بالمدينة المنورة. رحمه الله تعالى رحمة الأبرار، واسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار. وغيرهم من العلماء الأفذاذ. وله ثبت كبير سماه ( إتحاف ذوي الهمم العلية برفع أسانيد والدي السنية)وهو من تأليف وتخريج ابنه السيد محمد علوي المالكي رحمه الله تعالى.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، العلامة الهمام الفهامة، العالم العامل الحبر الكامل, الزاهد العابد الشيخ السيد محمد العربي بن التّبّاني بن الحسين بن عبد الرحمن بن يحي أبن مخلوف بن أبي القاسم بن علي بن عبد الواحد الجزائري ثم المكي، المولود سنة 1316هـ، المتوفى في صفر سنة 1390هـ، رحمة الله رحمة الأبرار، وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار. سمع منه وحضر دروسه وقرأ عليه كثيراً.
مثل ـ الجامع الصغير في أحاديث البشير النذيرـ للحافظ السيوطي، وطائفة من تفسير الجلالين. وطائفة من زاد المعاد في هدي خير العابد، للحافظ أبن القيم، وطائفة من رياض الصالحين، للإمام النووي، وطائفة من سيرة أبن هشام، وأوائل كتاب وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، للعلامة الشيخ يوسف النبهاني، ومحادثة أهل الأدب في أنساب العرب، وهو من تأليف الشيخ محمد العربي. وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته، واستفاد منه فوائد جمة، وجزاه الله خير الجزاء.
وهو يروي عن مشايخ كثيرين، منهم العلامة الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني، المتوفى سنة 1350هـ، ومنهم العلامة المحدث المتقن، الشيخ محمد عبد الباقي الأيوبي المدني، المتوفى سنة 1364هـ، رحمه الله تعالى.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، العلامة مسند الحجاز، المتفنن الشيخ محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني الاندونيسي المكي، رحمه الله تعال، ولد بمكة المكرمة سنة 1335هـ، وبيت الفاداني كان أيضاً بيت علم كفضيلة السيد علوي عباس المالكي رحمه الله. كان أبوه العلامة الشيخ محمد عيسى الفادني عالماً صالحاً، آوى إلى مكة المكرمة لجوار بيت الله الحرام. وعمه أيضاً كان عالماً من علماء إندونيسيا الشيخ محمود الفاداني، رحمهما الله.
وقرأ عليه وسمع منه الشيخ عبد الله اللحجي في كتاب آدب البحث والمناظرة، لطاش كبرى زاده، والرسالة الشريفة في آداب البحث والمناظرة، ورسالته المسماة ـ تشنيف السمع في علم الوضع، وسمع منه كثيراً من المسلسلات بأعمالها القولية الفعلية ، وقد أضافه على الأسودين، التمر والماء. كما أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته.
قلت: وقد أضافني الشيخ محمد ياسين الفادني على الأسودين، وهو حديث مسلسل بـ( الضيافة على الأسودين ـ التمر والماء)كما أضافني على الجبن واللوز، وعلى الإطعام والإسقاء، وغيرها من المسلسلات. كمسلسل بالمصافحة، والمسلسل بالمشابكة، وحديث الرحمة المسلسل بالأولية، الحقيقية لا الإضافية، والشيخ الفاداني يروي عن مشايخ كثيرين، فإنهم قد جاوزوا على أربعمائة شيخ، وقد جمعه الشيخ أبو سليمان محمود سعيد بن محمد ممدوح عافاه الله تعالى، وسماه ( تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع)وهو أحد مراجعي في أعداد هذه الوريقات، ولاسيما المرقاة. ومن أراد معرفة مشايخ شيخنا مسند العصر بالحجاز الشيخ محمد ياسين الفاداني، فليرجع إليه أو إلى كتاب المعجم.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، العالم العلامة، الحبر الفهامة، الأصولي المتفنن، الشيخ محمد يحي أمان المكي الحنفي، القاضي بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة، المتوفى سنة 1387هـ، رحمه الله تعالى رحمة الأبرار. اجتمع به شيخنا في منزله، بالمسفلة في مكة المكرمة، وقرأ عليه أوائل كل من، سنن الترمذي، وتفسير الجلالين، وقد أجازه إجازة عامة في كل ما تجوز له روايته، وهو يروي عن مشايخ كثيرون، منهم العلامة الشيخ عمر بن حمدان المحرسي، المتوفى سنة 1368هـ رحمه الله تعالى.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، الحبر العلامة، البحر الفهامة، المتفنن في سائر العلوم، السيد محمد أمين الكتبي المكي الحنفي، المتوفى سنة هـ، رحمه الله، سمع منه وحضر دروسه، في التفسير والحديث واللغة العربية، كشرح ابن عقيل، وشرح الأشموني على ألفية أبن مالك في النحو والصرف، وكتاب العزي في الصرف، وشرح الجوهر المكنون في الثلاثة الفنون، ودلائل الإعجاز للشيخ عبد القاهر الجرجاني، وطلب منه الإجازة فوعده بها ...
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، العلامة الشيخ إسحاق بن إبد بن محمد نور الصومالي، المتوفى بمكة المكرمة، سنة هـ، رحمه الله. اجتمع به شيخنا في مكة المكرمة، وقرأ عليه كتاباً في علم الصرف وهو كتاب حديقة التصريف. وقد أجازه إجازة عامة. وهو يروي عن مشايخ من بلاد الصومال وغيره. منهم العلامة الشيخ إبراهيم بن إسحاق الصومالي، ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ يوسف الصومالي، ومنهم العلامة الشيخ حسن بن محمد المشاط المكي، ومنهم العلامة الشيخ السيد محمد أمين الكتبي المكي.
ومن أشياخه من أهل مكة المكرمة، العلامة شيخ الإسلام ومفتى الأنام، الشيخ حسن بن سعيد بن محمد بن أحمد اليماني المكي الشافعي، المتوفى بمكة المكرمة في 19 من شهر ذي الحجة سنة 1391هـ، رحمه الله. اجتمع به شيخنا في داره بمكة مراراً وتردد إليه كثيراً، وحضر دروسه في المسجد الحرام في كل من:
1. صحيح مسلم 2. شرح المحلي في الفقه.
2. الأشباه والنظائر للسيوطي. وسمع منه فوائد كثيرة حال تردده إلى منزله. وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته من منقول ومعقول وأوراد وأذكار، كما أجازه بذلك مشايخه الكرام. ومن أجلهم الشيخ العلامة الولي الصالح العارف بالله، الحبيب أحمد بن حسن العطاس الضرير، المتوفى سنة 1331هـ، والشيخ العلامة السيد عمر بن محمد شطا المتوفى سنة 1331هـ، ومنهم والده العلامة الشيخ سعيد بن محمد بن أحمد اليماني ثم المكي المتوفى سنة 1354هـ, وغيرهم رحمهم الله تعالى. وكلهم يرون عن العلامة المحقق المتفنن شيخ الشافعية ورئيس علماء زمانه السيد أحمد بن زيني دحلان المكي المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1304هـ، رحمه الله رحمة الأبرار. ماعدا الشيخ محمد بن سليمان حسب الله المكي المتوفى سنة 1333هـ رحمه الله. والسيد أحمد دحلان يروي عن محمد سعيد المقدسي، وعن على السروري، وعن شيخه عثمان بن حسن الدمياطي، وعن الشيخ محمد بن علي الشواني.
أما الشيخ عثمان الدمياطي يروي عن الأمير الكبير، وعن عبدالله شرقاوي، والشيخ محمد عرفة الدسوقي، رحمهم الله تعالى.
ومن أشياخه أيضاً الشيخ العلامة سيبويه زمانه، وفريد أوانه، السيد محمد بن يحي دوم الأهدل، قاضي الزهرة، المولود في ذي الحجة الحرام سنة 1321هـ، رحمه الله. اجتمع به شيخنا في جدة ثم في مكة المكرمة بعد أن طلب منه الإجازة مكاتبة من مكة المكرمة قبل الاجتماع به فأجازه كتابةً إجازة خاصة في متن المنهاج للإمام النووي لسنده عن شيخه العلامة السيد محمد طاهر بن عبد الرحمن محمد الاهدل، المتوفى سنة 1347هـ بالمراوعة.
كما أجازه أجازة عامة في العلوم منطوقها والمفهوم، من فقه وحديث وتفسير وأصول وفروع وآلاتها، وقد أجازه أيضاً في التدريس والإفتاء، وفي الثقب الأهدلي، وفي جميع الأوراد والأذكار والأحزاب، وهو يروي عن مشايخ كثيرين من أجلهم السيد محمد بن طاهر بن عبد الرحمن محمد الأهدل، وبسنده المذكور في كتاب المرقاة.
ومن مشايخه العلامة الجليل المعمر الشيخ عبد الله بن علي العمودي الشافعيِ، قاضي أبي عريش المولود سنة 1295هـ
المتوفى سنة 1398هـ، رحمه الله، وله من العمر103 عام، اجتمع به شيخنا مراراً في مكة المكرمة وفي المراوعة. وأجازه أجازة عامة بما تجوز له روايته ودرايته.
ومن مشايخه الشيخ العلامة المتفنن، السيد محمد يوسف البنُّوري بن السيد محمد زكريا الباكستاني الحنفي، المتوفى سنة 1397هـ، رحمه الله. اجتمع به شيخنا مراراً في مكة المكرمة، وأجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته، كما أسمعه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وهو أول حديث سمعه منه، عن الشيخ حمدان المحرسي المكي.
والبنوري يروي عن مشايخ كثيرين أجلهم العلامة المحدث الكبير، المسند الشهير، الشيخ محمد أنور شاه الكشميري ثم الديوبندي، المتوفى سنة 1352هـ، رحمه الله. ومنهم العلامة المحدث الشيخ شبير أحمد العثماني، مؤلف كتاب ( فتح الملهم شرح صحيح مسلم) المتوفى سنة 1369هـ، رحمه الله.
ومن مشايخ الشيخ عبد الله اللحجي، العلامة المتفنن، المحدث الشيخ محمد خير بن يار محمد الباكستاني نزيل مكة المكرمة، المولود سنة 1312هـ، المتوفى في 14 ــ 5 ــ سنة 1394هـ. اجتمع به شـيخنـا في مكة المكرمة، وأجـازه بجـميـع مـرويـاته ومقروآته ومسموعاته وإجازاته عن مشايخه الذين تشرف بالقراءة عليهم أو الذين نال الإجازة منهم، كالشيخ محمد عبد الحي الكتاني المغربي الفاسي، المتوفى سنة 1382هـ، والشيخ أبو زكريا محمد يحي الكاندهلوي المتوفى سنة 1334هـ، رحمهم الله.
ومن مشايخه العلامة المحدث الشيخ محمد زكريا بن الشيخ محمد يحي بن محمد إسماعيل الكاندهلوي، مؤلف كتاب(أوجر السالك إلى شرح موطأ الإمام مالك) المولود سنة 1315هـ، المتوفى سنة هـ رحمه الله رحمة واسعة. اجتمع به شيخنا في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وبالمدرسة الصولتية مراراً، وسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وهو أول حديث سمعه منه، وأجازه إجازة عامة شاملة لكل ما تجوز له روايته وبمؤلفاته.
وهو يروي عن مشايخ كثيرين، منهم والده العلامة الشيخ محمد يحي الكاندهلوي، المولود سنة 1287هـ، والمتوفى سنة 1334هـ، رحمه الله، ومنهم العلامة الشهير الشيخ خليل أحمد السهارنفوري ابن الشاه مجيد علي ابن الشاه أحمد علي ابن الشاه قطب علي الأيوبي الأنصاري، مؤلف كتاب(بذل المجهود شرح سنن أبي داود) المولود سنة 1269هـ، المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1346هـ، رحمه الله.
ومن مشايخه العلامة الصالح السيد محمد المكي الكتّاني أبن الحافظ المحدث الولي الصالح السيد محمد بن جعفر الكتّاني المغربي الفاسي ثم الشامي رحمه الله، اجتمع به شيخنا في مكة المكرمة في موسم الحج في منزله بـ أجياد، فسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وهو أول حديث سمعه منه. وقد أجازه إجازة عامة في كل ما تجوز له روايته من الحديث والفقه والتصوف والأصول والألات وغيرها من الكتب العلوم الشرعية من معقول ومنقول وفروع وأصول، من مسموعات ومقروآت. وهو يروي عن مشايخ كثيرين من أهل مصر والحجاز والشام والعراق واليمن وأفريقيا. منهم والده العلامة الصالح السيد محمد بن جعفر الكتاني المغربي الإدريسي الحسني، المولود سنة 1274هـ، والمتوفى سنة 1345هـ، رحمه الله ، وهو عمدته ، ومنهم جده الشيخ الصالح الولي السيد جعفر بن إدريس الكتاني الإدريسي، المتوفى سنة 1323هـ، رحمه الله ، وغيرهما.
ومن مشايخه العلامة المتفنن، أعجوبة الزمان، الشيخ المحدث السيد سالم بن أحمد بن حسين بن صالح بن عبد الله ابن أبي بكر أبن سالم العلوي الحضرمي باعلوي، من سكان جاكرتا عاصمة اندونيسيا، المتوفى في محرم سنة 1395هـ، رحمه الله، اجتمع به شيخنا مراراً في مكة المكرمة، وسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، بإسناده مرتين, وقد أجازه إجازة عامة. وهو يروي أثبات الأئمة المسندين، كثبت السيد يحي عمر الأهدل الزبيدي، وثبت محمد عابد السندي، وثبت عبد الله بن سالم البصري، وثبت الشهاب أحمد النخلي، وثبت صفي الدين أحمد القشاشي، وثبت البرهان إبراهيم الكوراني، وثبت القاضي محمد بن علي الشوكاني، وثبت الشرقاوي وغيرها من الأثبات ويروي هذه الأثبات عن والده السيد أحمد أبن الحسين بن صالح بن عبد الله بن جندان، المتوفى سنة 1365هـ، عن السيد أحمد بن حسن مولى خيلة العلوي المتوفى سنة 1330هـ، والسيد علي بن حسين ابن محمد بن أحمد بافقيه العلوي، رحمهم الله جميعاً.
ومن مشايخه السيد العلامة الصالح فخر الدين السيد عبد الله ابن أحمد بن عبد الله الهدار، صاحب عِينات الحضرمي، المتوفى سنة 1396هـ، وهو من ذرية الشيخ أبي بكر سالم العلوي الحضرمي الولي الشهير رحمهما الله تعالى، اجتمع به شيخنا في مكة المكرمة مراراً، وسمع من فوائده وإرشاداته ومواعظه، وأجازه إجازة عامة في كل ما تصح له روايته، وفي الأوراد والأذكار، كما أجازه بذلك مشايخه، كالشيخ العلامة السيد أحمد بن محسن بن عبد الله الهدار، نزيل مكلاّ، المتوفى سنة 1354هـ، رحمه الله، والشيخ العلامة السيد الحبيب مصطفى بن أحمد المحضار بن الشيخ أبي بكر بن سالم، المتوفى سنة 1374هـ، رحمه الله.
ومن مشايخه من أهل المدينة المنورة، العلامة الصالح، التقي النقي المتفنن، الشيخ أمين بن أحمد الطرابلسي ـ طرابلس الغرب ـ المالكي المدرس بالمعهد العلمي بالمدينة المنورة، المتوفى بها سنة 1394هـ، رحمه الله، اجتمع به شيخنا مراراً في المدينة المنورة، ومكة المكرمة، في منزله وغيره، واستفاد منه فوائد جمة. وقد قرأ عليه، طائفة من المنظومة الشاطبية المسماة حرز الأماني في علم القراءات السبع، وطائفة من شرح منظومة الشاطبية لأبي شامة، وطائفة من علم الفرائض. وقد أجازه بما تجوز له روايته. وهو يروي عن مشايخ كثيرين، منهم شيخه، شيخ المشايخ بطرابلس الغرب، الشيخ العلامة المحقق عبد الرحمن الأخضري البوصيري الحنفي ثم المالكي رحمه الله. ومنهم العلامة الشيخ مختار بن أحمد الشكشوكي المالكي رحمه الله، ومنهم العلامة الآديب الشيخ إبراهيم بكير الحنفي رحمه الله.
ومن مشايخه من أهل المدينة المنورة، العالم الفاضل، المربي الكامل، العلامة الشيخ محمد إبراهيم الخُتَني بن الملا سعد الله المفضلي المدني، الحنفي المتوفي بالمدينة المنورة في 6/7/1389هـ، رحمه الله، اجتمع به المترجم له في المدينة المنورة مراراً وحضر في منزله مراراً ، وسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية الحقيقية، وهو أول حديث سمع منه, وقد أجازه إجازة عامة مطلقة في علم الحديث، والتفسير، وفقه المذاهب الأربعة، وفي علم الأصول، والفروع، والمنقول والمعقول، وفي الأحزاب والأوراد والأذكار والصلوات النبوية. قال شيخنا الشيخ عبد الله اللـحـجـي رحمه الله تــعالى ( بشرطه المعتبر عند أهل الأثر، وهو كمال التحري والتثبيت فيما يقرره ويحرره).أهـ.أي قال الشيخ محمد إبراهيم المدني ... والصلوات النبوية بشرطه المعتبر عند أهل الأثر.
ومشايخه إجازةً، المسند العلامة، الحبر الفهامة، المعمر الشيخ عبد السلام بن عبد القادر بن سوده المغربي الفاسي، من المغرب الأقصى، المولود سنة 1312هـ، لم يجتمع به ولكن طلب له الإجازة تلميذه العلامة السيد محمد بن السيد علوي عباس المالكي، رحمه الله ، فأجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته، وله ثبت اسمه ـ سك النصال فيمن لقيت من كُمَّل الرجال. ومن مشايخه، العلامة المحقق المتفنن الشيخ شعيب الدّكّالي المغربي، ومنهم الشيخ العلامة الصالح السيد عبد الكبير الكتاني الفاسي، المتوفى سنة 1333هـ، وهو والد السيد محمد عبد الحي الكتاني المتوفى سنة 1382هـ، رحمه الله، ومنهم الشيخ العلامة المحقق الولي الصالح السيد محمد جعفر الكتاني المتوفى سنة 1345هـ، رحمه الله.
ومن أشياخه العلامة الشيخ أحمد بن عبد البار بن علي عامودي(عمودي)اليماني الحديدي، الحنفي المولود في رمضان سنة 1313هـ، المتوفى سنة 1369هـ، رحمه الله، فقد أجازه إجازة عامة، وهو يروي عن مشايخ كثيرين، منهم الشـيخ العلامة السـيد محمد بن عبد الرحمن بن حسـن ابن عبد الباري الأهدل المروعي، المتوفى سنة 1352هـ، ومنهم العلامة المحقق المتفنن الشيخ شعيب الدكالي المغربي، ومنهم الشيخ العلامة، الصالح السيد عبد الكبير الكتاني الفاسي، المتوفي سنة 1333هـ، رحمهم الله جميعاً.
هذا آخر ما أردنا جمعه في هذه الوريقات من السيرة الذاتية من حياة شيخنا فضيلة العلامة الشيخ عبد الله عبادي اللحجي رحمه الله، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، ونسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وصل الله علي سيدنا محمد المهداة وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبفضل من الله تبارك وتعالى، كتبت هذه الترجمة لحياة الشيخ بأذن منه رحمه الله، وقد تم بعون الله الانتهاء من جمعه في حال حياته، كما أنه قام الشيخ بمراجعته إلى باب (مؤلفاته) وقد حرر ذلك في يوم الاثنين الموافق: 25/02/1410هـ، وقد انتقل الشيخ إلى الرفيق الأعلى ولم يستطيع متابعة الباقي. رحمه الله رحمة الأبرار، وادخله فسيح جناته، إنه قريب سميع مجيب الدعوات.
في
ترجمة الشيخ عبد الله عُبادي
لفضيلة العلامــة
الشيخ عبد الله سعيد بن محمد عُبادي
اللحجي الحضرمي
الشـحاري
المكي
جمع وترتيب
العبد الفقير الراجي عفو ربه القدير
كريم الله ابن المرحوم محمد أمين البرماوي المكي
خريج المدرسة الصولتية سنـ1410ــــة
عفا الله عنه وعن والديه
آمـــيـن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء، وينصر بهم الدين في الملء، والصلاة والسلام على خاتم الرسل والأنبياء، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأوفياء، واشهد أن لا إله إلا الله وله الدوام والبقاء، وأشهد أن محمداً رسول الله، نبي الرحمة المهداة، ونسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت إلى يوم القضاء .
أما بعد: فإنه مما يثلج الصدور، ويبعث في النفوس الفرح والحبور(1)أنه لا يزال هناك من يمشي على طريقة السلف الصالح من محدثين ومفسرين وفقهاء في شتى أنحاء العالم الإسلامي الكبير، هم الذين يحاربون الغُمر(2)، ويصححون العقائد وسائر الأمور، وأول ما أردت أن أبدأ به في هذه الوريقات هو حديث (( إنما الأعمال بالنيات )) الذي رواه الإمام البخاري وغيره رحمه الله تعالى، لما أشتمل عليه من فوائد جمة، سأذكرها إن شاء الله تعالى .
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السرور (2) الغُمر : بضم الغين شخص مادري ولم
يجرب الأمور أريد به الجاهل.
إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )) رواه البخاري في أول صحيحه.
وفي رواية (( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) متفق عليه.
(( فـــائــدة ))
قال عبد الرحمن بن مهدي وغيره ينبغي لمن صنف كتاباً أن يبتدئ فيه بهذا الحديث تنبيها للطالب على تصحيح النية. أ هـ
ابتدأ به الإمام البخاري في الجامع الصحيح وكذا الإمام النووي في كتابيه المسمى بـ(رياض الصالحين) و (الأربعين حديثا النووي ) وغيره من العلماء الأعلام.
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم تقدير هذا الحديث أن الأعمال تحسب بنية ولا تحسب إذا كانت بلا نية ، ومن قصد بهجرته وجه الله وقع أجره على الله ومن قصد بها دنيا أو امرأة فهي حظه ولا نصيب له في الآخرة بسبب هذه الهجرة . انتهى كلامه ملخصا.
من هؤلاء العلماء: الحبر البحر الفهامة، الزاهد الورع الكامل الهمامة، الصالح الفالح العلامة، المحدث الفـقـيـه فـضـيـلة الشـيـخ أبو محمـد عـبـد الله بن سـعـيـد بن محمـد عـبـادي اللـحـجـي الحضرمي الشحاري(1)، من بلاد حضرموت رحمه الله تعالى فقد أجازني بما أجازه مشايخه الأعلام بجميع ما يصح لي روايته من منقول ومعقول ، وفروع وأصول ، وببعض أثبات الأئمة الأعلام المسندين.وفي الأخير سميته (فتح الهادي في ترجمة الشيخ عبد الله عبادي) قال رضي الله عنه في أول كتابه المرقاة (بالجملة فالإسناد أصل عظيم وخطر جسيم ، وشيخ الإنسان آباؤه في الدين وصلة بينه وبين رب العالمين ، وكان لي منهم بمحض الفضل من الله والنعمة، أساتذة أجله ومشايخ جمة، أتصل بهم إلى سيد الأمة ونبي الرحمة ). أ هـ
هذا وقد أتصل سندي بواسطته رحمه الله تعالى إلي سيد البشر، وجزاه الله خير الجزاء . آمين.
وأردت أن أذكر في هذه الوريقات ترجمة له رداً لجميله، وذلك تكثيراً للسواد وتشبهاً بخيار العباد(2)،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الشحاري: منسوب إلى شِحر قرية تقع على ساحل البحر من حضرموت قريبة من المكلا.
(2)اقتداء بالعلماء الذين ترجموا لأنفسهم كالشيخ العلامة السيوطي والعلامة القاضي محمد بن على الشوكاني وكالشيخ العلامة السيد محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل والشيخ محمد عبد الرحمن الأهدل رحمهم الله تعالى ..آمين.
وقد قال الله تعالى } هَلْ جَِزَاءُ الإِحْسانٍ إِلاَ الإِحْسانُ {صدق الله العظيم.
وله مشايخ كثيرون: منهم من هم من أهل مكة المكرمة، ومن أهل المدينة المنورة، والمراوعة واليمن وزبيد. وقد أخذ عن علماء فضلاء أجلاء، وأكثر ما أخذ منهم ، الحبر البحر الفهامة ، الورع الزاهد الكامل المتفنن، العلامة السيد علوي بن عباس بن عبد العزيز المالكي المكي رحمه الله تعالى.
والعلامة الصالح، الحبر الفهامة الفالح، الشيخ حسن بن محمد المشاط المكي المالكي رحمه الله تعالى.
وبفضل من الله تعالى كتبت هذه الوريقات بإذن من شيخي المترجم له، بل شيخ مشايخنا الشيخ عبد الله اللحجي رحمه الله رحمة الأبرار، وأدخله في جنات تجري من تحتها الأنهار. وذلك في حالة حياته .
اسمه ولقبه وكنيته ونشأته
هو العلامة الصالح، الفهامة الفالح، الشيخ برهان الدين أبو محمد عبد الله بن سعيد بن محمد بن عبادي اللحجي الحضرمي الشحاري المكي رحمه الله ، وجعل الجنة مثواه.
نشأ رحمه الله في حجر أبويه إلى أن بلغ سن التمييز ، أشغله والده بتعليم القران الكريم إذ كان والده فقيه البلاد ، وقد انتفع لدى والده خلق كثيرون، يقول المترجم له بأن قراءة والده كانت مباركة، كما تعلم عليه رسوم الكتابة، وكان رحمه الله تعالى ساحر البيان، لبق اللسان، فصيح الكلام، سريع الفهم قليل الكلام ، ذا حافظة قوية، وكانت نفسه تميل إلى القواعد الفقهية ، حتى برز فيه وتفوق على أقرانه.
ولد رحمه الله تعالى باليمن في عام 1344هـ وهو أصح الأقوال وقيل في عام 1343هـ، و 1345هـ. وكان بداية تحصيله في قريته بنوبة عياض قرية من قرى لحج بالمراوعة.
وأول من تلقى عليه العلوم هو والده كما ذكرنا آنفا حيث قرأ عليه القران الكريم وتعليم مبادئ الخط، وفي أثناء ذلك كان يشتغل بحفظ الزبد، وألفية أبن مالك، وذلك بأمر من والده، ثم ادخله والده لتعليم الحساب وتحسين رسوم الكتابة لدى الأستاذ حسن عبد الله إبراهيم ولد في سنة 1330هـ تقريباً وكان الأستاذ رجلاً صالحاً تقياً ورعاً عابداً قانعاً بالكفاف ملازماً العفاف، فتعلم على يديه علم الحساب بالأرقام الهندية المتداولة في مدينة الحوطة قاعدة لحج، كما تعلم حسّن رسوم الكتابة لديه، وكان يحبه كثيراً ويعجبه قراءته في الألفية، وكثيراً ما يدعه ويأمره بإسماع بعض من أبياتها عليه كي يسمع قراءته وصوته ويصغي لذلك ولاسيما إذا جاءه أحد من أصحاب العلم ، وكان رحمه الله تعالى يقرأ بصوت حسن جوهري بلا وجل ولا خجل، وهذا السبب الذي جعله يحبه شيخه كثيراً. كما حفظ على يديه غيباً في آداب طالب العلم المسمى بـ ( هداية الألباب في جواهر الآداب) وقد توفي والده وهو في سن صغير وذلك في عام 1354هـ .
وفي سنة 1358هـ عزم السفر لطلب العلم فسافر إلى المراوعة للتعلم، ومنها أخذ أكثر علومه الفيّاض رحمه الله تعالى، حيث تلقى العلم على العلامة وجيه الدين أبو عبد الله السيد عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الرحمن الأهدل، وله المنة والكبرى وهو عمدته كما نوضحه في تحصيله العلمي وشيوخه. ثم على الشيخ السيد عبد الرحمن أبن حسن بن عبد الله بن محمد بن معوضة قاسم الأهدل رحمه الله تعالى، وحفظ لديه الرحبية والشيبانية وتحفة الأطفال ومنظومة في الطب، وسمع بقراءة غيره طوائف من كتب الفقه وغيره.
ثم رجع إلى موطنه الأصلي وانشغل هناك بأمور الدنيا وانقطع عن العلم، ثم بعد مرور عامين تقريباً عزم وقصد السفر لطلب العلم مرة أخرى، فسافر إلى زبيد سنة 1361هـ ومكث فيها ثلاثة أيام ثم رحل منها إلى المراوعة في نفس السنة وأخذ منها أكثر علومه، ثم رحل إلى مكة المكرمة في عام 1364هـ لأداء فريضة الحج والعمرة وعاد إلى بلاده، المراوعة لملازمة شيخه الشيخ عبد الرحمن محمد الأهدل ، فلازمه نحو عشر سنوات.
وفي عام 1374هـ سافر إلى المدينة المنورة لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يستطع أن يزوره في المرة الأولى.
وفي عام 1375هـ خرج إلى مكة المكرمة لمجاورة بيت الله الحرام وتلقي العلوم الشرعية، وقد تلقى العلوم من علماء أجلاء في مكة المكرمة على عهد أمثال الشيخ حسن المشاط، والشيخ السيد علوي بن عباس المالكي، والشيخ السيد محمد العربي، والشيخ محمد يحي أمان، والشيخ السيد محمد أمين كتبي، والشيخ إسحاق إبد الصومالي، والشيخ حسن سعيد اليماني المكي وغيرهم رحم الله جميعا رحمة الأبرار .
وقد حدثني الشيخ مشافهةً بأنه كان لا يرغب في شيء سوى في طلب العلم، وكان يجهد نفسه في طلب العلم، ولا يرغب في أي وظيفة حكومية حتى لا يشغله عن طلب العلم، والبحث عنها، كان لا يسعى إلا في طلب العلم، وكان بعض زملائه يتقربون إلى الرؤساء والحكام وغيرهم من أصحاب الجاه والمال، إلا أنه يرفض هذا الأسلوب لأنه يجره إلى الكذب والنفاق، وكان لا يسمع عن شيخ إلا ذهب إليه ليتلقى منه العلوم، وكان رحمه الله يحافظ على أوقاته كثيراً.
وقد تعين رحمه الله مدرسا بالمسجد الحرام، وكانت حلقته التعليمية أمام المرزاب في جهة باب الزيادة بقرب المئذنة الشمالية ، وذلك بعد صلاة المغرب.
وكان يدرس بها كل من :ـ
1. صحيح البخاري.
2. صحيح مسلم.
3. منهاج الطالبين ـ في الفقه الشافعية.
4. متن الغاية والتقريب.
5. وغيره من الكتب.
وعُيّن الشيخ مدرساً بالمدرسة الصولتية بمكة المكرمة في سنة 1385هـ حتى نهاية رجب سنة 1408هـ وظل بها 23 عاماً.
وله كتاب نفيس يُدرس بالمدرسة الصولتية، ألفه بطلب من مدير المدرسة وسماه بـ( إيضاح القواعد الفقهية لطلاب المدرسة الصولتية).
وكان يدرس بالمدرسة الصولتية العلوم الشرعية التالية:ـ
1. أصول التفسير.
كان يدرس كتاب ( الإتقان في علوم القرآن ) بالقسم العالي.
أما كتاب ( فيض الخبير وخلاصة التقرير ) كان يدرسها بالقسم الديني ـ في السنة الرابعة ديني .
2. الجامع الصحيح للإمام البخاري.
كان يدرسه بالقسم العالي. المجلد الأول والثاني بالصف الأول والمجلد الثالث والرابع في الصف الثاني عالي.
3. فقه الشافعية.
كتاب السراج الوهاج ـ يدرسه بالقسم الديني.
4. القواعد الفقهية. وهو من تأليف الشيخ.
وكان يدرسه بالقسم العالي.
5. النحو والصرف.
كان يدرس كتاب شرح أبن عقيل في الصف الرابع الديني.
وكتاب ألفية أبن مالك. كان يدرسه في الصف الثاني عالي.
6. الأدب.
كان يدرس كتاب تاريخ الأدب العربي في الصف الثالث من القسم العلوم الدينية.
وفي عام ترك التدريس بالمسجد الحرام لكبر سنه ، ولكن رغم هذا لم يكن ليفارق المسجد الحرام بالكلية، بل كان يذهب إلى المسجد الحرام دائما في نفس الموعد الذي قام فيه بتلقي دروسه قبل صلاة المغرب، ويجلس في مكانه الذي أعتاد الجلوس فيه وكان لا يجلس إلا في ذلك المكان، ويصلى المغرب والعشاء ثم يعود إلى منزله.
وكان في منزله يوم الجمعة يستمع لبعض الطلاب طوائف من بعض المنظومات العلمية ، كمنظومة الزمزمي، ومنظومة الزبد
ومنظومة الألفية في النحو والصرف ، وغيره.
وفي عام 1408هـ ترك التدريس بالمدرسة الصولتية أيضاً ، وما كان ليترك التدريس ولكن حالته الصحية قد أجبرته على ذلك .
( قصة من ورعه )
ذات يوم كعادته يلقي الدروس بالمدرسة الصولتية في علم أصول التفسير في كتاب الإتقان في علوم القرآن، وكنت من أحد طلابه في الصف، فلما انتهى الشيخ رحمه الله من الدرس قال: لو شرح هذا الكتاب أحد علماء المسلمين المعتبرين لوسعت في عشرين مجلداً. فبادرت بالكلام وقلت
وفــــــاتـــــــــه
توفي رحمه الله في يوم السبت ليلة الأحد بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة بتاريخ 26 شهر جمادي الأولى سنة 1410هـ في تمام الساعة 10.30 مساءً .
وكان سبب وفاته حسب الروايات الصحيحة أنه قام وتوضئ لصلاة العصر من يوم السبت الموافق 18 من جمادى الأولى سنة 1410هـ، وزلت قدمه من ماء الوضوء وسقط على الأرض فأغمي عليه ونقلوه إلى مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة بقسم العناية المركزة وذلك بسبب إغماءه الطويل لمدة أسبوع وفي ليلة الأحد في منصف الليل تقريبا توفي رحمه الله دون أن يفيق من إغماءه(1)، وقد صلوا عليه في يوم الأحد بعد صلاة الظهر بالمسجد الحرام، ودفن بمقبرة المعلاة، رحمه الله رحمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من مبطلات الوضوء الإفاقة من الإغماء، لذا أكرمه الله تعالى بأن يلقى الله تعالى على الطهارة، ونال شرف الموت على الوضوء والطهارة، نسأل الله بأن يشفعه فينا.
الأبرار، وأدخله جنات تجري من تحتها الأنهار. وشيعت جنازته في موكب مهيب وحشد كثير من عامة الناس وخاصتهم من العلماء وطلاب العلم وتلامذته ومحبيه، وظلوا يدعون له ويقرؤون عليه سورة ياسين إلى غروب الشمس، وهذا لحبهم له رحمه الله.
مـــؤلــفــــاتــــــه
كان المترجم له كثير الزهد والورع، وكان يشغل أوقاته في الذكر والعبادة والدعاء، ولا يبحث عن الشهرة بالمؤلفات، وإنما كان يؤلف الكتب المهمات الذي لا يستغني عنه عامة الناس خواصهم، ولم يكن له سوى مؤلفات قليلة منه المطبوع والمخطوط من ذلك.
1. كتاب ـ إيضاح القواعد الفقهية لطلاب المدرسة الصولتيةـ مطبوع.
2. كتاب ـ إعانة رب البريةـ وهو جمع تراجم رجال الحديث المسلسل بالأولية، ألفه بطلب من شيخه الشيخ العلامة حسن محمد المشاط المالك المكي . مطبوع.
3. كتاب ـالأربعين حديثا ـ مطبوع.
4. كتاب المرقاة إلى الرواية والرواة . مطبوع
وهذا كتابه في بيان سلسلة الإسناد وأسانيد الكتب الصحاح الستة. وقد قال في الإسناد شيخه الشيخ حسن مشاط في كتابه المسمى بـ (الإرشاد ) ـ لما كان حفظ سلسلة الإسناد في العلوم وضبط الرجال من أحسن ما سنه آباء التعليم لأبنائهم ليسعدوا به في الحال، ويفوزوا به في المآل، إذ العلم الشريف المعتبر، هو اتصال سنده بسيد البشر صلى الله عليه وسلم.أهـ
5. كتاب ـ شرح البهجة ـ مخطوط .
6. كتاب ـ شرح شمال الوصول ـ في أربعة مجلدات. مخطوط.
تحصيله العلمي وشيوخه
أول من تلقى عليه الدروس بعد والده العلامة الزاهد (قاضي مراوعة ) وجيه الدين أبو عبد الله السيد عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن حسن بن عبد الباري الأهل رحمه الله.
ولد في شوال سنة 1307هـ، بمدينة المراوعة، وتوفي في شهر ذي الحجة الحرام سنة 1372هـ.
قرأ عليه وسمع منه وحضر دروسه في العلوم التالية :ـ
1. التفسير 2. الحديث
3. العقائد 4. الفقه
5. أصول الفقه 6. قواعد الفقه
7. مصطلح الحديث 8. التصوف
9. الفرائض 10. النحو والصرف
11.المنطق 12 المعاني والبيان والعروض
وغيرها.
وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته، ولاسيما في العلوم الشرعية والعقلية والأحزاب والأوراد والأذكار والصلوات المأثورة وغير المأثورة، وأجازه أيضاً بالثقب الأهدلي. وكتب له الإجازة بخطه الشريفة، وهو عمدته في الرواية والإسناد، وشيخ تخرجه، وهو من أهل اليمن من منطقة المراوعة.
فهو أي السيد عبد الرحمن بن محمد الأهدل يروي عن مشايخ كثيرين،لكنه لم يروي في روايته الإسنادية سوى عن والده ـ السيد محمد بن عبد الرحمن ـ لأنه شيخ تخريجه وعمدته في الرواية، وهو يروي عن شيخه العلامة السيد محمد بن أحمد ابن عبد الباري الأهدل رحمه الله تعالى وهو شيخ تخريجه وعمدته.
وهكذا كل واحد منهم لم يروي سوى عن شيخ تخريجه وعمدته.
وقد قال شيخنا المترجم له رحمه الله، عن شــــيخـه الســــيـد عبد الرحمن الأهدل.
ولو قيل لي من أكثر الناس منةً
عليك من الأشياخ قل ما هو العدل
لقلت وجيه الدين نجل محمدٍ
له المنة العظمى وكل له فـــضــــل
ومن مشايخه من أهل المراوعة أيضاً الشيخ العلامة البارع الفهامة الذكي الألـمعي، والهمـام اللوذعي وجيه الدين الســيد عبد الرحمن بن حسن بن عبد الله بن محمد معوضة قاسم الأهدل المولود سنة 1319هـ، المتوفى في صفر سنة 1392هـ رحمه الله،وسمع منه وقرأ عليه وحضر دروسه في:
1. الحديث. 2. الفقه .
3. قواعد الفقه. 4. النحو والصرف.
6. المعاني والبيان. 7. المنطق . وغيرها.
وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته من منقول ومعقول، وهو يروي عن مشايخ كثيرين. منهم والده العلامة السيد حسن بن عبد الله الأهدل المتوفي سنة 1352هـ، والعلامة السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل المتوفى سنة 1352هـ . وهما عمدته في الرواية.
ومن مشايخه من أهل المراوعة الشيخ العلامة، الحبر البحر الفهامة أبو الفـضـائل عز الدين السـيد محمد حسـن هـنـد ابن عبد الباري بن محمد بن حسن بن عبد الباري الأهدل، المولود سنة 1306هـ، المتوفى في صفر سنة 1392هـ، وقد لازمه مدة طويلة، واستفاد منه وقرأ عليه كثيراً . وسمع منه وحضر دروسه في الكتب الآتية وغيرها :ـ
1.الحديث 2. الفقه .
3.التجويد 4.العقائد
5.الأصول 6. العروض
7.المنطق.
فله المنة الكبرى على شيخنا عبد الله اللحجي بعد شيخه السيد عبد الرحمن بن محمد الأهدل رحمهم الله جيمعا. وله مشايخ كثيرون، منهم العلامة السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل، والعلامة السيد محمد طاهر بن عبد الرحمن الأهدل، والعلامة السيد حسن بن عبد الله الأهدل، رحمهم الله.
ومن مشايخه من أهل زبيد: العلامة الحبر الفهامة المتفنن، المحقق الشيخ محمد بن أحمد السالمي الزبيدي، المولود سنة 1307هـ، المتوفى سنة 1389هـ رحمه الله، أجتمع به شيخنا في زبيد واستجاز منه فأجازه في العلوم العقلية والنقلية، كما أجازه شيخه العلامة الشيخ سليمان بن داود السالمي المولود سنة 1280هـ المتوفى سنة 1344هـ رحمه الله.
ومن مشايخه من أهل زبيد أيضاً العلامة الصالح الفالح العالم العامل الهمام الكامل السيد علي بن عبد الرحمن بن إسماعيل ابن أبكر بن الطاهر بن حسين بن المساوي بن حسين بن الطاهر ابن حسين الأهدل الزبيدي، المتوفى سنة 1382هـ رحمه الله.
اجتمع به شيخنا مراراً في زبيد، وقبل الاجتماع واللقاء جرى بينهما تعارف بمكاتبات كثيرة، مشتملة على نصائح وحث ووعظ وإرشاد ـ كما هو عادة العلماء الأبرار ـ وقد استجازه فأجازه بكل ما تجوز له روايته من منقول ومعقول وفروع وأصول وفقه وحديث وتفسير وعلوم آلية، وأوراد وأحزاب وأذكار وصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة واردة بشرطه المعتبر عند أهل الأثر.
كما أجازه مشايخه الكرام من أهل زبيد، ومن أهل المراوعة، كما أجاز لشيخنا أيضاً بالثقب الأهدلي وغيره.
ومن مشايخه من زبيد أيضاً العلامة المحدث، العالم الصالح، الباذل نفسه في طاعة الله سبحانه وتعالى السيد أبكر مهادلة ابن عبد الرحمن بن إسماعيل بن أبكر بن الطاهر بن حسين ابن المساوي بن حسين بن الطاهر بن حسين الأهدل الزبيدي، المولود بمدينة زبيد سنة 1295هـ، المتوفى سنة 1379هـ رحمه الله. وهو أخ السيد علي بن عبد الرحمن الذي تقدم ذكره آنفاً، وقد أجازه إجازة عامة بكل ما أجازه به أخوه المتقدم ذكره.
ومن مشايخه من أهل زبيد الشيخ العلامة مفتي زبيد في زمانه، العالم العامل الصالح المتواضع السيد محمد بن سليمان إدريسي ابن محمد الأهدل الزبيدي، المولود سنة 1331هـ عافاه الله تعالى اجتمع به شيخنا في زبيد، واستجاز منه فأجازه إجازة عامة شاملة لكل ما تجوز له روايته من منقول ومعقول وفروع وأصول وأحاديث وأذكار وأوراد، كما أجازه مشايخه الكرام. منهم والده العلام السيد سليمان إدريسي بن محمد بن سليمان ابن عبد الله بن سليمان بن يحي بن عمر مقبول الأهدل، مفتي زبيد سابقاً المتوفى سنة 1354هـ رحمه الله، ومنهم عمه العلامة الصالح السيد أحمد إدريسي الأهدل، المتوفى سنة 1357هـ، وأبن عمه العلامة السيد عبد القادر بن محمد بن عبد القادر الأهدل الزبيدي، المتوفى سنة 1362هـ رحمه الله.
(مشايخه من أهل مكة المكرمة )
أما مشايخه من أهل مكة المكرمة، العلامة الصالح الحبر الفهامة الفالح الشيخ حسن بن محمد بن عباس بن علي بن عبد الواحد المشاط المكي المالكي، ولد بمكة المكرمة في 3 من شوال سنة 1317هـ، وأصل بيت المشاط من فاس المغرب. تتلمذ بالمدرسة الصولتية في سنة 1329هـ، إلى أن تخرج منها، ثم أذن له مشايخه في التدريس، فشرع في التدريس بالمدرسة الصولتية سنة 1344هـ، فعين مدرساً بالقسم العالي والثانوي، فكان يدرس بها الحديث والتفسير والفقه وأصول الفقه والفرائض والنحو والصرف. وكذلك عين مدرساً بالمسجد الحرام.
وفي سنة 1361هـ، صدر الأمر الملكي بتعيينه عضواً في هيئة التمييز بمكة المكرمة(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لم يكن الشيخ حسن المشاط راغبا في الوظائف الحكومية، وإنما كانت همته متجهة إلى نشر العلوم، ولكنه فوجئ بصدور الأمر الملكي بتعيينه عضواً في هيئة التمييز في عام1361هـ برئاسة الشيخ محمد بن مانع، وصدر الأمر بحل هيئة التمييز بعد ثلاث سنوات من تشكيلها
وتوفي رحمه الله تعالى في يوم الأربعاء السابع من شوال سنة 1399هـ، وهو أيضاً شيخ شيخنا مسند العصر والحجاز مولانا العلامة الشيخ أبي الفيض محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي.
ومن تلامذة الشيخ حسن مشاط الذين درسوا بالمسجد الحرام،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وشرعت الحكومة في تعيين أعضاء هذه الهيئة والوظائف الحكومية الأخرى، ورأى الشيخ حسن المشاط أن الفرصة قد حانت للتخلص من الوظائف الحكومية فحزم أمره وسافر إلى السودان، ومنها إلى مصر وسوريا ولبنان وطرابلس، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى ليعود منها إلى دياره مكة المكرمة، ولكن لم يكن ليهرب منه، فعين في عام 1365هـ وكيلاً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة، ثم في عام 1367هـ تُعين قاضياً بها، وفي عام 1372هـ تُعين عضواً في مجلس الشورى، فكان سروره عظيماً إذ ظن في ذلك الخلاص من وظائف القضاء. لكن الفرحة لم تتم فقد طالب الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة بعودته إلى القضاء لأن المجال القضائي في حاجة إلى خبراته ونظراً لسيرته الحسنة. كتب الشيخ عبد الله رئيس القضاء بذلك إلى ولي الأمر
بإعادته إلى القضاء فعين معاوناً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة.ثم استقال من القضاء في 10شوال عام 1375هـ . فسعد بها وانقطع للعلم وطلابه.
العلامة السيد محسن بن علي بن عبد الرحمن المساوي باعلوي الحسيني الحضرمي، توفي في 10جمادى الآخرة سنة 1354هـ يوم الأحد ودفن صباح يوم الاثنين رحمه الله، ومنهم العلامة
الفقيه الشيخ زكريا عبد الله بيلا، رحمه الله، ومنهم العلامة الشيخ المحدث إسماعيل عثمان زين رحمه الله. وشيخنا الشيخ عبد الله اللحجي فقد حضر دروسه وسمع منه وقرأ عليه أشياء كثيرة في الحديث وغيره، كصحيح البخاري، وصحيح مسلم، والجامع للترمذي، وسنن النسائي، وسنن أبن ماجة، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد، ومسند الإمام الشافعي، والشمائل المحمدية للترمذي، والشفاء للقاضي عياض، والأوائل السنبلية.
هذا وقد قرأ عليه أيضاً كثيراً من المسلسلات والأثبات. كثبت
الشيخ محمد بن علي الشنواني، المتوفي سنة 1233هـ، وثبت السيد حسين بن محمد الحبشي المكي، المتوفى سنة 1331هـ، وثبت الشيخ ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، المتوفى سنة 1176هـ، وثبت الشيخ محمد ضمّا بن الحسن البناني الفاسي المتوفى سنة 1194هـ، وأثبات غيرهم. وحضر عنده في دروس العقائد، وأصول الفقه، والنحو (كتاب أبن عقيل)، ورفع الأستار شرح طلعة الأنوار، وشرح البيقونية.(كلاهما أي رفع الأستار، شرح البيقونية) من مؤلفات الشيخ حسن المشاط.
فقد لازمه شيخنا مدة طويلة واستفاد منه فوائد جمة، فجزاه الله خير الجزاء، فله منة كبرى على شيخنا المترجم له رحمه الله.
فقد أجازه إجازة عامة مرات متعددة، وكتب ذلك بخطه الشريف، واسمعه حديث الرحمة المسلسلة بالأولية، أولية نسبية لا حقيقية.
والشيخ حسن مشاط يروي عن مشايخ كثيرين، كالعلامة أبو حفص عمر بن أبي بكر باجنيد المتوفى سنة 1354هـ، والعلامة المحدث المؤرخ الشيخ أبو محمد عبد الله غازي المكي المتوفي سنة 1365هـ، والعلامة محدث الحرمين الشريفين، عمر حمدان المحرسي المدني المتوفى سنة 1368هـ، وغيرهم من العلماء الأفذاذ.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة الشيخ العلامة الحبر الفهامة، الماشي على قدم الاستقامة، المتخلق بأخلاق صاحب الرسالة المحمدية، السيد علوي بن عباس بن عبد العزيز ابن عباس بن محمد المالكي المكي، المولود سنة 1326هـ، والمتوفى سنة 1391هـ تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جناته.آمين. وبيت المالكي من الأشراف المغاربة من منطقة فاس. حدثنا العلامة الدكتور السيد محمد بن الشيخ السيد علوي مشافهة، أن أصل بيت المالكي من الحجاز نزح أحد أجداده إلى المغرب فاستوطنوا بها، ثم نزح فرع آخر من أجداده إلى مكة المكرمة، فنبتت بها شجرة مثمرة بالعلم والزهد والورع، وبيته مشهور بالعلم، فوالد الدكتور السيد محمد علوي المالكي كان عالماً في جميع أنواع العلوم الشرعية، وهو عمدته وشيخ تخريجه. وجده الشيخ السيد عبد العزيز كان أيضاً عالماً حافظاً لكتاب الله مجودا له. وعمه الشــيخ الســيد محمد بن عبد العزيز كان عالماً ودرس بالمسجد الحرام المكي الشريف. والدكتور السيد محمد علوي المالكي كذلك عالم لا محالة، وهو كثير الزهد والعطاء، وهو من طلاب شيخنا المترجم له الشيخ عبد الله اللحجي.
والشيخ عبد الله اللحجي قد لازم السيد علوي المالكي مدة طويلة، وسمع منه، وقرأ عليه كتب كثيرة متنوعة، وقرأ عليه بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة، وحضر دروسه، مثل دروسه في كتاب رياض الصالحين، وكتاب بلوغ المرام، وكتاب موطأ الإمام مالك، وكتاب صحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وتفسير آيات الأحكام لصديق حسن القِنّوجي، وألفية السيوطي في مصطلح الحديث بكمالها، وكتاب الشمائل المحمدية للترمذي بالمدينة المنورة في الروضة الشريفة، بجوار الحجرة المشرفة، ورسالة محي الدين عبد الحميد في آداب البحث والمناظرة، ورسالة والده في الاستعارات، و طائفة من الإتقان في علوم القرآن للإمام الحافظ السيوطي، وطائفة من كتاب الموافقات للإمام الشاطبي، ورفع الأستار في مصطلح الحديث للشيخ العلامة حسن المشاط الذي تقدم ذكره. وغير ذلك من مقروآت ومسموعات، فله المنة الكبرى على شيخنا، فجزاه الله خير الجزاء، وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته من معقول ومنقول وفروع وأصول وأوراد وأحزاب وأذكار وصلوات مأثورة وغير مأثورة. والسيد علوي المالكي يروي عن مشايخ كثيرين، منهم والده العلامة المتقن السيد عباس أبن عبد العزيز بن عباس المالكي المكي، المولود سنة 1270هـ، المتوفى سنة 1353هـ، رحمه الله تعالى وجعل مثواه الجنة. آمين. ومنهم العلامة المسند محدث الحرمين الشريفين الشيخ عمر حمدان المحرسي المدني، المولود سنة 1291هـ، والمتوفى في 11/10/1368هـ بالمدينة المنورة. رحمه الله تعالى رحمة الأبرار، واسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار. وغيرهم من العلماء الأفذاذ. وله ثبت كبير سماه ( إتحاف ذوي الهمم العلية برفع أسانيد والدي السنية)وهو من تأليف وتخريج ابنه السيد محمد علوي المالكي رحمه الله تعالى.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، العلامة الهمام الفهامة، العالم العامل الحبر الكامل, الزاهد العابد الشيخ السيد محمد العربي بن التّبّاني بن الحسين بن عبد الرحمن بن يحي أبن مخلوف بن أبي القاسم بن علي بن عبد الواحد الجزائري ثم المكي، المولود سنة 1316هـ، المتوفى في صفر سنة 1390هـ، رحمة الله رحمة الأبرار، وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار. سمع منه وحضر دروسه وقرأ عليه كثيراً.
مثل ـ الجامع الصغير في أحاديث البشير النذيرـ للحافظ السيوطي، وطائفة من تفسير الجلالين. وطائفة من زاد المعاد في هدي خير العابد، للحافظ أبن القيم، وطائفة من رياض الصالحين، للإمام النووي، وطائفة من سيرة أبن هشام، وأوائل كتاب وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، للعلامة الشيخ يوسف النبهاني، ومحادثة أهل الأدب في أنساب العرب، وهو من تأليف الشيخ محمد العربي. وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته، واستفاد منه فوائد جمة، وجزاه الله خير الجزاء.
وهو يروي عن مشايخ كثيرين، منهم العلامة الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني، المتوفى سنة 1350هـ، ومنهم العلامة المحدث المتقن، الشيخ محمد عبد الباقي الأيوبي المدني، المتوفى سنة 1364هـ، رحمه الله تعالى.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، العلامة مسند الحجاز، المتفنن الشيخ محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني الاندونيسي المكي، رحمه الله تعال، ولد بمكة المكرمة سنة 1335هـ، وبيت الفاداني كان أيضاً بيت علم كفضيلة السيد علوي عباس المالكي رحمه الله. كان أبوه العلامة الشيخ محمد عيسى الفادني عالماً صالحاً، آوى إلى مكة المكرمة لجوار بيت الله الحرام. وعمه أيضاً كان عالماً من علماء إندونيسيا الشيخ محمود الفاداني، رحمهما الله.
وقرأ عليه وسمع منه الشيخ عبد الله اللحجي في كتاب آدب البحث والمناظرة، لطاش كبرى زاده، والرسالة الشريفة في آداب البحث والمناظرة، ورسالته المسماة ـ تشنيف السمع في علم الوضع، وسمع منه كثيراً من المسلسلات بأعمالها القولية الفعلية ، وقد أضافه على الأسودين، التمر والماء. كما أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته.
قلت: وقد أضافني الشيخ محمد ياسين الفادني على الأسودين، وهو حديث مسلسل بـ( الضيافة على الأسودين ـ التمر والماء)كما أضافني على الجبن واللوز، وعلى الإطعام والإسقاء، وغيرها من المسلسلات. كمسلسل بالمصافحة، والمسلسل بالمشابكة، وحديث الرحمة المسلسل بالأولية، الحقيقية لا الإضافية، والشيخ الفاداني يروي عن مشايخ كثيرين، فإنهم قد جاوزوا على أربعمائة شيخ، وقد جمعه الشيخ أبو سليمان محمود سعيد بن محمد ممدوح عافاه الله تعالى، وسماه ( تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع)وهو أحد مراجعي في أعداد هذه الوريقات، ولاسيما المرقاة. ومن أراد معرفة مشايخ شيخنا مسند العصر بالحجاز الشيخ محمد ياسين الفاداني، فليرجع إليه أو إلى كتاب المعجم.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، العالم العلامة، الحبر الفهامة، الأصولي المتفنن، الشيخ محمد يحي أمان المكي الحنفي، القاضي بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة، المتوفى سنة 1387هـ، رحمه الله تعالى رحمة الأبرار. اجتمع به شيخنا في منزله، بالمسفلة في مكة المكرمة، وقرأ عليه أوائل كل من، سنن الترمذي، وتفسير الجلالين، وقد أجازه إجازة عامة في كل ما تجوز له روايته، وهو يروي عن مشايخ كثيرون، منهم العلامة الشيخ عمر بن حمدان المحرسي، المتوفى سنة 1368هـ رحمه الله تعالى.
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، الحبر العلامة، البحر الفهامة، المتفنن في سائر العلوم، السيد محمد أمين الكتبي المكي الحنفي، المتوفى سنة هـ، رحمه الله، سمع منه وحضر دروسه، في التفسير والحديث واللغة العربية، كشرح ابن عقيل، وشرح الأشموني على ألفية أبن مالك في النحو والصرف، وكتاب العزي في الصرف، وشرح الجوهر المكنون في الثلاثة الفنون، ودلائل الإعجاز للشيخ عبد القاهر الجرجاني، وطلب منه الإجازة فوعده بها ...
ومن مشايخه من أهل مكة المكرمة، العلامة الشيخ إسحاق بن إبد بن محمد نور الصومالي، المتوفى بمكة المكرمة، سنة هـ، رحمه الله. اجتمع به شيخنا في مكة المكرمة، وقرأ عليه كتاباً في علم الصرف وهو كتاب حديقة التصريف. وقد أجازه إجازة عامة. وهو يروي عن مشايخ من بلاد الصومال وغيره. منهم العلامة الشيخ إبراهيم بن إسحاق الصومالي، ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ يوسف الصومالي، ومنهم العلامة الشيخ حسن بن محمد المشاط المكي، ومنهم العلامة الشيخ السيد محمد أمين الكتبي المكي.
ومن أشياخه من أهل مكة المكرمة، العلامة شيخ الإسلام ومفتى الأنام، الشيخ حسن بن سعيد بن محمد بن أحمد اليماني المكي الشافعي، المتوفى بمكة المكرمة في 19 من شهر ذي الحجة سنة 1391هـ، رحمه الله. اجتمع به شيخنا في داره بمكة مراراً وتردد إليه كثيراً، وحضر دروسه في المسجد الحرام في كل من:
1. صحيح مسلم 2. شرح المحلي في الفقه.
2. الأشباه والنظائر للسيوطي. وسمع منه فوائد كثيرة حال تردده إلى منزله. وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته من منقول ومعقول وأوراد وأذكار، كما أجازه بذلك مشايخه الكرام. ومن أجلهم الشيخ العلامة الولي الصالح العارف بالله، الحبيب أحمد بن حسن العطاس الضرير، المتوفى سنة 1331هـ، والشيخ العلامة السيد عمر بن محمد شطا المتوفى سنة 1331هـ، ومنهم والده العلامة الشيخ سعيد بن محمد بن أحمد اليماني ثم المكي المتوفى سنة 1354هـ, وغيرهم رحمهم الله تعالى. وكلهم يرون عن العلامة المحقق المتفنن شيخ الشافعية ورئيس علماء زمانه السيد أحمد بن زيني دحلان المكي المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1304هـ، رحمه الله رحمة الأبرار. ماعدا الشيخ محمد بن سليمان حسب الله المكي المتوفى سنة 1333هـ رحمه الله. والسيد أحمد دحلان يروي عن محمد سعيد المقدسي، وعن على السروري، وعن شيخه عثمان بن حسن الدمياطي، وعن الشيخ محمد بن علي الشواني.
أما الشيخ عثمان الدمياطي يروي عن الأمير الكبير، وعن عبدالله شرقاوي، والشيخ محمد عرفة الدسوقي، رحمهم الله تعالى.
ومن أشياخه أيضاً الشيخ العلامة سيبويه زمانه، وفريد أوانه، السيد محمد بن يحي دوم الأهدل، قاضي الزهرة، المولود في ذي الحجة الحرام سنة 1321هـ، رحمه الله. اجتمع به شيخنا في جدة ثم في مكة المكرمة بعد أن طلب منه الإجازة مكاتبة من مكة المكرمة قبل الاجتماع به فأجازه كتابةً إجازة خاصة في متن المنهاج للإمام النووي لسنده عن شيخه العلامة السيد محمد طاهر بن عبد الرحمن محمد الاهدل، المتوفى سنة 1347هـ بالمراوعة.
كما أجازه أجازة عامة في العلوم منطوقها والمفهوم، من فقه وحديث وتفسير وأصول وفروع وآلاتها، وقد أجازه أيضاً في التدريس والإفتاء، وفي الثقب الأهدلي، وفي جميع الأوراد والأذكار والأحزاب، وهو يروي عن مشايخ كثيرين من أجلهم السيد محمد بن طاهر بن عبد الرحمن محمد الأهدل، وبسنده المذكور في كتاب المرقاة.
ومن مشايخه العلامة الجليل المعمر الشيخ عبد الله بن علي العمودي الشافعيِ، قاضي أبي عريش المولود سنة 1295هـ
المتوفى سنة 1398هـ، رحمه الله، وله من العمر103 عام، اجتمع به شيخنا مراراً في مكة المكرمة وفي المراوعة. وأجازه أجازة عامة بما تجوز له روايته ودرايته.
ومن مشايخه الشيخ العلامة المتفنن، السيد محمد يوسف البنُّوري بن السيد محمد زكريا الباكستاني الحنفي، المتوفى سنة 1397هـ، رحمه الله. اجتمع به شيخنا مراراً في مكة المكرمة، وأجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته، كما أسمعه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وهو أول حديث سمعه منه، عن الشيخ حمدان المحرسي المكي.
والبنوري يروي عن مشايخ كثيرين أجلهم العلامة المحدث الكبير، المسند الشهير، الشيخ محمد أنور شاه الكشميري ثم الديوبندي، المتوفى سنة 1352هـ، رحمه الله. ومنهم العلامة المحدث الشيخ شبير أحمد العثماني، مؤلف كتاب ( فتح الملهم شرح صحيح مسلم) المتوفى سنة 1369هـ، رحمه الله.
ومن مشايخ الشيخ عبد الله اللحجي، العلامة المتفنن، المحدث الشيخ محمد خير بن يار محمد الباكستاني نزيل مكة المكرمة، المولود سنة 1312هـ، المتوفى في 14 ــ 5 ــ سنة 1394هـ. اجتمع به شـيخنـا في مكة المكرمة، وأجـازه بجـميـع مـرويـاته ومقروآته ومسموعاته وإجازاته عن مشايخه الذين تشرف بالقراءة عليهم أو الذين نال الإجازة منهم، كالشيخ محمد عبد الحي الكتاني المغربي الفاسي، المتوفى سنة 1382هـ، والشيخ أبو زكريا محمد يحي الكاندهلوي المتوفى سنة 1334هـ، رحمهم الله.
ومن مشايخه العلامة المحدث الشيخ محمد زكريا بن الشيخ محمد يحي بن محمد إسماعيل الكاندهلوي، مؤلف كتاب(أوجر السالك إلى شرح موطأ الإمام مالك) المولود سنة 1315هـ، المتوفى سنة هـ رحمه الله رحمة واسعة. اجتمع به شيخنا في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وبالمدرسة الصولتية مراراً، وسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وهو أول حديث سمعه منه، وأجازه إجازة عامة شاملة لكل ما تجوز له روايته وبمؤلفاته.
وهو يروي عن مشايخ كثيرين، منهم والده العلامة الشيخ محمد يحي الكاندهلوي، المولود سنة 1287هـ، والمتوفى سنة 1334هـ، رحمه الله، ومنهم العلامة الشهير الشيخ خليل أحمد السهارنفوري ابن الشاه مجيد علي ابن الشاه أحمد علي ابن الشاه قطب علي الأيوبي الأنصاري، مؤلف كتاب(بذل المجهود شرح سنن أبي داود) المولود سنة 1269هـ، المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1346هـ، رحمه الله.
ومن مشايخه العلامة الصالح السيد محمد المكي الكتّاني أبن الحافظ المحدث الولي الصالح السيد محمد بن جعفر الكتّاني المغربي الفاسي ثم الشامي رحمه الله، اجتمع به شيخنا في مكة المكرمة في موسم الحج في منزله بـ أجياد، فسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وهو أول حديث سمعه منه. وقد أجازه إجازة عامة في كل ما تجوز له روايته من الحديث والفقه والتصوف والأصول والألات وغيرها من الكتب العلوم الشرعية من معقول ومنقول وفروع وأصول، من مسموعات ومقروآت. وهو يروي عن مشايخ كثيرين من أهل مصر والحجاز والشام والعراق واليمن وأفريقيا. منهم والده العلامة الصالح السيد محمد بن جعفر الكتاني المغربي الإدريسي الحسني، المولود سنة 1274هـ، والمتوفى سنة 1345هـ، رحمه الله ، وهو عمدته ، ومنهم جده الشيخ الصالح الولي السيد جعفر بن إدريس الكتاني الإدريسي، المتوفى سنة 1323هـ، رحمه الله ، وغيرهما.
ومن مشايخه العلامة المتفنن، أعجوبة الزمان، الشيخ المحدث السيد سالم بن أحمد بن حسين بن صالح بن عبد الله ابن أبي بكر أبن سالم العلوي الحضرمي باعلوي، من سكان جاكرتا عاصمة اندونيسيا، المتوفى في محرم سنة 1395هـ، رحمه الله، اجتمع به شيخنا مراراً في مكة المكرمة، وسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، بإسناده مرتين, وقد أجازه إجازة عامة. وهو يروي أثبات الأئمة المسندين، كثبت السيد يحي عمر الأهدل الزبيدي، وثبت محمد عابد السندي، وثبت عبد الله بن سالم البصري، وثبت الشهاب أحمد النخلي، وثبت صفي الدين أحمد القشاشي، وثبت البرهان إبراهيم الكوراني، وثبت القاضي محمد بن علي الشوكاني، وثبت الشرقاوي وغيرها من الأثبات ويروي هذه الأثبات عن والده السيد أحمد أبن الحسين بن صالح بن عبد الله بن جندان، المتوفى سنة 1365هـ، عن السيد أحمد بن حسن مولى خيلة العلوي المتوفى سنة 1330هـ، والسيد علي بن حسين ابن محمد بن أحمد بافقيه العلوي، رحمهم الله جميعاً.
ومن مشايخه السيد العلامة الصالح فخر الدين السيد عبد الله ابن أحمد بن عبد الله الهدار، صاحب عِينات الحضرمي، المتوفى سنة 1396هـ، وهو من ذرية الشيخ أبي بكر سالم العلوي الحضرمي الولي الشهير رحمهما الله تعالى، اجتمع به شيخنا في مكة المكرمة مراراً، وسمع من فوائده وإرشاداته ومواعظه، وأجازه إجازة عامة في كل ما تصح له روايته، وفي الأوراد والأذكار، كما أجازه بذلك مشايخه، كالشيخ العلامة السيد أحمد بن محسن بن عبد الله الهدار، نزيل مكلاّ، المتوفى سنة 1354هـ، رحمه الله، والشيخ العلامة السيد الحبيب مصطفى بن أحمد المحضار بن الشيخ أبي بكر بن سالم، المتوفى سنة 1374هـ، رحمه الله.
ومن مشايخه من أهل المدينة المنورة، العلامة الصالح، التقي النقي المتفنن، الشيخ أمين بن أحمد الطرابلسي ـ طرابلس الغرب ـ المالكي المدرس بالمعهد العلمي بالمدينة المنورة، المتوفى بها سنة 1394هـ، رحمه الله، اجتمع به شيخنا مراراً في المدينة المنورة، ومكة المكرمة، في منزله وغيره، واستفاد منه فوائد جمة. وقد قرأ عليه، طائفة من المنظومة الشاطبية المسماة حرز الأماني في علم القراءات السبع، وطائفة من شرح منظومة الشاطبية لأبي شامة، وطائفة من علم الفرائض. وقد أجازه بما تجوز له روايته. وهو يروي عن مشايخ كثيرين، منهم شيخه، شيخ المشايخ بطرابلس الغرب، الشيخ العلامة المحقق عبد الرحمن الأخضري البوصيري الحنفي ثم المالكي رحمه الله. ومنهم العلامة الشيخ مختار بن أحمد الشكشوكي المالكي رحمه الله، ومنهم العلامة الآديب الشيخ إبراهيم بكير الحنفي رحمه الله.
ومن مشايخه من أهل المدينة المنورة، العالم الفاضل، المربي الكامل، العلامة الشيخ محمد إبراهيم الخُتَني بن الملا سعد الله المفضلي المدني، الحنفي المتوفي بالمدينة المنورة في 6/7/1389هـ، رحمه الله، اجتمع به المترجم له في المدينة المنورة مراراً وحضر في منزله مراراً ، وسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية الحقيقية، وهو أول حديث سمع منه, وقد أجازه إجازة عامة مطلقة في علم الحديث، والتفسير، وفقه المذاهب الأربعة، وفي علم الأصول، والفروع، والمنقول والمعقول، وفي الأحزاب والأوراد والأذكار والصلوات النبوية. قال شيخنا الشيخ عبد الله اللـحـجـي رحمه الله تــعالى ( بشرطه المعتبر عند أهل الأثر، وهو كمال التحري والتثبيت فيما يقرره ويحرره).أهـ.أي قال الشيخ محمد إبراهيم المدني ... والصلوات النبوية بشرطه المعتبر عند أهل الأثر.
ومشايخه إجازةً، المسند العلامة، الحبر الفهامة، المعمر الشيخ عبد السلام بن عبد القادر بن سوده المغربي الفاسي، من المغرب الأقصى، المولود سنة 1312هـ، لم يجتمع به ولكن طلب له الإجازة تلميذه العلامة السيد محمد بن السيد علوي عباس المالكي، رحمه الله ، فأجازه إجازة عامة بكل ما تجوز له روايته، وله ثبت اسمه ـ سك النصال فيمن لقيت من كُمَّل الرجال. ومن مشايخه، العلامة المحقق المتفنن الشيخ شعيب الدّكّالي المغربي، ومنهم الشيخ العلامة الصالح السيد عبد الكبير الكتاني الفاسي، المتوفى سنة 1333هـ، وهو والد السيد محمد عبد الحي الكتاني المتوفى سنة 1382هـ، رحمه الله، ومنهم الشيخ العلامة المحقق الولي الصالح السيد محمد جعفر الكتاني المتوفى سنة 1345هـ، رحمه الله.
ومن أشياخه العلامة الشيخ أحمد بن عبد البار بن علي عامودي(عمودي)اليماني الحديدي، الحنفي المولود في رمضان سنة 1313هـ، المتوفى سنة 1369هـ، رحمه الله، فقد أجازه إجازة عامة، وهو يروي عن مشايخ كثيرين، منهم الشـيخ العلامة السـيد محمد بن عبد الرحمن بن حسـن ابن عبد الباري الأهدل المروعي، المتوفى سنة 1352هـ، ومنهم العلامة المحقق المتفنن الشيخ شعيب الدكالي المغربي، ومنهم الشيخ العلامة، الصالح السيد عبد الكبير الكتاني الفاسي، المتوفي سنة 1333هـ، رحمهم الله جميعاً.
هذا آخر ما أردنا جمعه في هذه الوريقات من السيرة الذاتية من حياة شيخنا فضيلة العلامة الشيخ عبد الله عبادي اللحجي رحمه الله، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، ونسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وصل الله علي سيدنا محمد المهداة وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبفضل من الله تبارك وتعالى، كتبت هذه الترجمة لحياة الشيخ بأذن منه رحمه الله، وقد تم بعون الله الانتهاء من جمعه في حال حياته، كما أنه قام الشيخ بمراجعته إلى باب (مؤلفاته) وقد حرر ذلك في يوم الاثنين الموافق: 25/02/1410هـ، وقد انتقل الشيخ إلى الرفيق الأعلى ولم يستطيع متابعة الباقي. رحمه الله رحمة الأبرار، وادخله فسيح جناته، إنه قريب سميع مجيب الدعوات.
اسم الموضوع : فضيلة العلامة الشيخ عبد الله محمد عبادي اللحجي
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.