~المحبة..فن من فنون القلب~

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

عذبة الروح

مراقبة سابقة
إنضم
12 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
~~~تفتّـح زنبقة الحب~~~

عندما تمتلئ السحب بقطرات الماء تهطل أمطار الخير والعطاء.. وعندما تمتلئ الزهور بالشذا والعبير يملأ عطرها الأجواء.. كذلك عندما يفيض القلب بالحب والسخاء تتفتح زنبقته البيضاء ليتغلغل عبيرها الفواح في كل زمان وأرض وسماء....
لكن كيف يمكن للزنابق أن تنمو وتزهر ونحن مقيّدون تماماً بسلاسل وأوهام الفكر؟...
لا يمكن ذلك إلا بالعودة إلى الداخل... إلى صحوة القلب...
أنت السجين والسجّان في آن واحد... فافتح الأبواب للوجود والحياة، حطم كل تلك الجدران والأقفال والأفكار التي تغزو رأسك ليل نهار... دع نسيم المحبة العليل ينساب في قلبك لتحلّق في فضائه اللامحدود حتى تبلغ مدينة الأنوار والأسرار... عندها يمكن للبرعم أن ينمو ليغدو زنبقة يانعة ساطعة...
حاول أن تزفر بعمق قبل تناول الطعام، أو بعده بثلاث ساعات طارحاً كل الهواء للخارج لأطول مدة تستطيعها... بحيث تكون معدتك مشدودة للداخل... وحافظ على هذه الوضعية لمدة ثلاث دقائق وهو أمر صعب في البداية، لكن تدريجياً ستتمكن من القيام به... لا تخف لن تودّع الحياة... لأنه عندما تصبح بحاجة ماسّة للهواء ستتلاشى سيطرتك وسيندفع الهواء للداخل بسرعة البرق.. فاتحاً معه بتلات زنبقة القلب، لتشعر بغبطة شديدة، وبحيوية ونشاط كبيرين لحظة اندفاعه...
فنحن بحاجة إلى شيء ما يخترق شِغاف قلوبنا ويتغلغل في داخلها.... إلى نسمة هواء معطرة وقطرة ندى منعشة لتتفتح زنبقة المحبة والحياة والعطاء... وعندها سندرك أن الفكر لم يعد متسعاً لآفاق هذه المحبة الكلية اللامحدودة..
يمكنك القيام بهذه التجربة كلما رغبت، ولكن لا تقم بها أكثر من سبع مرات في الجلسة الواحدة..
إنها واحدة من أكثر الطرق أهمية لإحياء القلب وإنعاشه... وعندما يصبح وعي الإنسان متمركزاً في قلبه... متجذّراً فيه... سيتصل بالوجود والكون والمكوّن



,.


~~~معزوفة التنفّس والمحبة~~~

ماذا سيحدث إذا حبستَ أنفاسك؟ ستموت لأنك لن تجد سوى الهواء الراكد الفاسد... الخالي من الحيوية والحياة...
كذلك الأمر مع المحبة... إذا لم تتجدد المحبة في كل لحظة، فإنها ستموت ولن تبقى للحظة...
إذا أصبحتَ عاجزاً عن التقدم في محبتك ستفقد حياتك كل معانيها.. ستصبح بلا طعم، بلا لون، بلا صوت، بلا حياة!! ستكون ميتاً بانتظار يوم الدفن وهذا ما يحدث مع الناس حالياً، فالفكر مسيطر جداً لدرجة أفسد معها حال القلب وسمّمه بالأوهام والأحلام، بالترّهات والثرثرات.. وجعله مهووساً بالتملّك... لكن القلب بطبيعته لا يعرف التملك ولا التمسّك.. لا يعرف سوى الثقة المطلقة والحرية اللامحدودة.. فالمحبة مكتفية بذاتها ولا تطلب أي شيء آخر...

تجاوز أسوار الفكر وخطوطه الحمراء.. الحقيقة باقية خالدة ساكنة في حنايا القلب والوجدان... لا تغلق على نفسك القيود والحدود، بل افتح قلبك واجعله حلقة وصل لا سكين قطع بينك وبين الوجود...
كن محباً لهذا الكون.. وابتهج بالحياة.. ودعْ محبتك تنساب مع التنفس.. مع الشهيق والزفير، مع دخول الهواء وخروجه... وستتمكن شيئاً فشيئاً من اكتشاف سحر وسر المحبة مع كل تنفس..
اجلس صامتاً، وتنفس، تنفس المحبة.... عندما تطرح الهواء خارجاً اشعر بأن محبتك كلها تنهمر كالمطر الغزير لتغمر الوجود بأرضه وسمائه.. بأشجاره وبشره وحيواناته.. وعندما تستنشق الهواء فإن الكون كله يغدق عليك محبته وكرمه وعطاءه...
تناغم مع هذه الرقصة الداخلية.. وسترى قريباً تغيراً في نوعية تنفسك ليصبح مختلفاً تماماً عما سبق.. لهذا يسمى التنفس في الهند "البرانا" أي الحياة، فهو ليس مجرد تنفس فحسب، ليس مجرد أكسجين.. هناك شيء آخر.. إنه جوهر الحياة وحقيقتها.. إنه نسيم الروح.. إذا رحّبنا به ودعوناه سيأتي منساباً متناغماً مع نغمات كل نفَس




,,








~~~نظـرة محبــة~~~

المحبة شعلة مضيئة تطهّر القلب وتُنير طريقه... أنشودة الفرح، أنشودة الروح، لنسبح في فضائها اللامتناهي أينما نروح...
عندما تنظر إلى شخص ما، انظر إليه بعينين ممتلئتين حباً وحناناً، تفيضان وداً وعطاءً.. فالعين مرآة المؤمن...
دَع إشعاعات قلبك كلها تنبعث من خلال عينيك لتذوب في أعماق الآخر.. وعندما تمشي لتنهمر محبتك على كل ما حولك.. على الحقول والمروج.. على الأشجار والأزهار... على النجوم والأقمار.. ليتردد صداها في كل الوجود.. هذا هو العشق الأوحد المتوحد مع الواحد الأحد...
سيكون ذلك مجرّد تخيّل وتصوّر في البداية، لكنه سيغدو واقعاً حقيقياً خلال شهر واحد.. سيشعر الآخرون بأنك تمتلك الآن حضوراً أكثر دفئاً وحنان.. وبمجرد أن يكونوا بالقرب منك سيتولد داخلهم شعور عارم بالغبطة والسعادة والهناء دون أي سبب على الإطلاق وعندما تُنتش بذرة المحبة وتتفتح زهرتها.. ستصبح مزاراً للعديد من الزوار...
لنحاول أن نكون أكثر وعياً في محبتنا... لنحرر أكبر قدر ممكن من إشعاعات المحبة الخالدة السامية.....
بين المحبة والله لا يوجد أي انقطاع أو انفصال بل وحدة واتحاد أبدي أزلي وهذا هو التوحيد في حبل الوريد




~~~ من روائع الاستاذ الفاضل : بــــــــــــــــدر الشريف ~~~

 
أعلى