عبودي_أبومحمد
New member
[frame="14 10"]
[/frame]
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أنك تعلم فضل حفظ القران وفضل تعلمه , قال:صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القران وعلمه" ,واليك بعض القواعد المعينة على حفظ القران الكريم واتمامه نفعني الله وإياكم بها.
القاعدة الأولى :-
الإخلاص: يجب إخلاص النية وإصلاح القصد لحافظ كتاب الله , وجعل حفظ القران والعناية به من أجل الله سبحانه وتعالى والفوز بجنته , وحصول مرضاته , ونيل تلك الجوائز العظيمة لمن قرأ القران وحفظه. قال تعالى (فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص) , وقال: صلى الله عليه وسلم "أنا أغنى الشركاء عن الشرك , من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" متفق عليه -
فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ القران وحفظه رياء وسمعة , ولاشك أن من قرأ القران مريدا الدنيا طالبا به الأجر الدنيوي فهو آثم.
القاعدة الثانية :-
تصحيح النطق والقراءة: فأول خطوة في طريق حفظ القران الكريم بعد الاخلاص, وجوب تصحيح النطق بالقران ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن , فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب لسانا من جبريل عليه الصلاة والسلام شفاها , وكان صلى الله عليه وسلم يعرض القران على جبريل عليه الصلاة والسلام كل سنة مرة واحدة في رمضان وعرضه في العام الذي قبض روحه للرفيق الأعلى عرضتين. رواه البخاري
هذا هو الواجب أخذ القران الكريم مشافهة من قارئ وحافظ متقن لتصحيح القراءة أول بأول وعدم الاعتماد على النفس حتى ولو كان الشخص ملما بالعربية وعليما بقواعدها لأن في القران آيات كثيرة قد تأتي على خلاف المشهور من قواعد العربية.
القاعدة الثالثة :-
تحديد نسبة الحفظ كل يوم: فيجب على مريد حفظ القران الكريم أن يحدد ما يستطيع حفظه في اليوم , عدا من الآيات مثلا أو صفحة من المصحف , أو ثمنا للجزء وهكذا , فيبدأ بعد تحديد مقدار حفظه وتصحيح قراءته بالتكرار والترداد , ويجب أن يكون هذا التكرار مع التغني وذلك ليتبع السنة أولا , ولتثبيت الحفظ ثانيا , وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ , ويعود اللسان على نغمة معينة فيتعرف بذلك على الخطأ رأسا عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية , فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ , و أن النغمة اختلت فيعاود التذكير , هذا إلى جانب أن التغني بالقران أمر مطلوب لا يجوز مخالفته , لقوله صلى الله عليه وسلم "من لم يتغن بالقران فليس منا". رواه البخاري
القاعدة الرابعة :-
لاتجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماما: لا يجوز لمريد حفظ كتاب الله الكريم أن يتنقل الى مقرر جديد في الحفظ الا اذا أتم تماما حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ماحفظه تماما في الذهن , ولا شك أن مما يعينه على حفظ المقرر أن يجعله الحافظ شغله طيلة ساعات الليل والنهار , وذلك بقراءته في الصلاة السرية , وان كان اماما ففي الجهرية , وكذلك في النوافل , وكذلك في أوقات انتظار الصلوات وفي ختام الصلاة وبهذه الطريقة يسهل الحفظ جدا ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولا بأشغال كثيرة لأنه لن يجلس وقتا مخصوصا لحفظ الآيات وانما يكفي فقط تصحيح القراءة على قارئ , ثم مزاولة الحفظ في اوقات الصلوات وفي القراءة في النوافل والفرائض وبذلك لايأتي الليل الا وتكون الآيات المقرر حفظها قد ثبتت تماما في الذهن وان جاء مايشغل في هذا اليوم فعلى الحافظ ألا يأخذ مقررا جديدا بل عليه أن يستمر يومه الثاني مع مقرره القديم حتى يتم حفظه تماما.
القاعدة الخامسة :-
الحفاظ على رسم واحد لمصحف حفظك: وذلك مما يعين تماما على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفا خاصا لا يغيره مطلقا , وذلك لأن الانسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع , ولأن سور الأيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف , فان غير الحافظ مصحفه الذي يحفظ فيه أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فان حفظه يتشتت ويصعب عليه الحفظ جدا , ولذلك فالواجب أن يحفظ حافظ كتاب الله على رسم واحد للآيات لا يغيره.
القاعدة السادسة :-
الفهم طريق الحفظ: من أعظم مما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض , ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسيرا للآيات التي يريد حفظها وأن يعلم وجه ارتباط بعضها ببعض , وأن يكون حاضر الذهن عند القراءة ليسهل عليه استذكار الآيات , ومع ذلك فيجب أيضا عدم الاعتماد في الحفظ على الفهم وحده للآيات بل يجب أن يكون الترديد للآيات هو الأساس , لكي ينطلق اللسان بالقراءة وان شت الذهن أحيانا عن المعنى , وأما من اعتمد على الفهم وحده فانه ينسى كثيرا وينقطع في القراءة بمجرد شتات ذهنه وهذا يحدث كثيرا وخاصة عند القراءة الطويلة.
القاعدة السابعة :-
لاتجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها: بعد اتمام سورة القران ينبغي لحافظ كتاب الله عز وجل ألا ينتقل الى سورة أخرى الا بعد اتمام حفظها تماما , وربط أولها بآخرها وأن يجري لسانه بها بسهولة ويسر ودون اعنات فكر وكد في تذكر الآيات ومتابعة القراءة , بل يجب أن يكون الحفظ كالماء ويقرأ الحافظ السورة دون تلكؤ حتى ولو شت ذهنه عن متابعة المعاني أحيانا , كما يقرأ القارئ منا فاتحة الكتاب دون عناء واستحضار وذلك من كثرة تردادها وقرائتها , ولكن الحفظ لكل سور القران لن يكون مثل حفظ الفاتحة الا نادرا ولكن القصد هو التمثيل ثم ان السورة ينبغي أن تثبت في الذهن مترابطة متماسكة وأن لايجاوزها الحافظ الى غيرها الا بعد اتقان حفظها.
القاعدة الثامنة :-
التسميع الدائم: يجب على الحافظ ألا يعتمد على حفظه بمفرده بل يجب أن يعرض حفظه دائما على آخر أو متابع في المصحف , وحبذا لو كان هذا مع حافظ متقن , وذلك حتى ينبه الحافظ لما يمكن أن يكون مريد الحفظ قد نسيه من القراءة أو ردده دون وعي , فكثيرا مايحفظ الفرد منا السورة خطأ ولاينتبه لذلك حتى مع النظر في المصحف لأن القراءة كثيرا ماتسبق النظر فينظر مريد الحفظ في المصحف ولا يرى بنفسه موضع الخطأ من قراءته ولذلك فيكون تسميعه القران لغيره وسيلة لاستدراك هذه الأخطاء وتنبيها دائما لذهنه وحفظه.
القاعدة التاسعة :-
المتابعة الدائمة: يتلف القران في الحفظ عن أي محفوظ آخر من الشعر أو النثر , وذلك لأن القران سريع الهروب من الذهن بل قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الابل في عقلها) . متفق عليه
فلا يكاد حافظ القران أن يتركه قليلا حتى يهرب منه القران وينساه سريعا ولذلك فلابد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القران وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (انما مثل صاحب القران كمثل صاحب الابل المعلقة ان عاهد عليها أمسكها , وأن أطلقها ذهبت) وقال أيضا : (تعاهدوا القران فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الابل في عقلها) . رواه البخاري ومسلم ومعنى تفصيا تفلتا.
وهذا يعني أنه يجب على حافظ القران أن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزءا من القران كل يوم , وأكثره : قراءة عشرة أجزاء لقوله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ القران في أقل من ثلاث لم يفقهه) متفق عليه .
وبهذه المتابعة الدائمة والرعاية المستمرة يستمر الحفظ ويبقى وبدونه يتفلت القران .
القاعدة العاشرة :-
العناية بالمتشابهات: القران متشابهفي معانيه وألفاظه وآياته قال تعالى : (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكرالله).
واذا كان القران فيه نحوا من ستة آلاف آية ونيف.
فان هناك نحوا من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحيانا حد التطابق أو الاختلاف في حرف واحد أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر.
لذلك يجب على قارئ القران المجيد أن يعني عناية خاصة بالمتشابهات من الآيات ونعني بالمتشابه هنا التشابه اللفظي , وعلى مدى العناية بهذا المتشابه تكون اجادة الحفظ ويمكن الاستعانة على ذلك بكثرة الاطلاع فيالكتب التي اهتمت بهذا النوع من الآيات المتشابهة ومن أشهرها :
1- درة التنزيل وغرة التأويل , في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز-للخطيب الاسكافي.
2- أسرار التكرار في القران , لمحمود بن حمزة ابن نصر الكرماني-وغيرها.
القاعدة الحادية عشرة :-
اغتنم سني الحفظ الذهبية: الموفق حتما من اغتنم سنوات الحفظ الذهبية وهي من سن الخامسة الى الثالثة والعشرين تقريبا , فالانسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جدا بل هي سنوات الحفظ الذهبية فدون الخامسة يكون الانسان دون ذلك وبعد الثالثة والعشرين تقريبا يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم والاستيعاب في الصعود , وعلى الانسان أن يستغل سنوات الحفظ الذهبية في حفظ كتاب الله ما استطاعمن ذالك , والحفظ في هذه السن يكون سريعا جدا والنسيان يكون بطيئا جدا بعكس ما وراء ذلك حيث يحفظ الانسان ببط وصعوبة , وينسى بسرعة كبيرة ولذلك صدق من قال : (الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر , والحفظ في الكبر كالنقش على الماء) , فعلينا أن نغتنم سنوات الحفظ الذهبية وان لم يكن في أنفسنا ففي أبنائنا وبناتنا.
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعني الله واياكم لما فيه حب خيري صلاح الدنيا والآخرة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعيِن.
لاشك أنك تعلم فضل حفظ القران وفضل تعلمه , قال:صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القران وعلمه" ,واليك بعض القواعد المعينة على حفظ القران الكريم واتمامه نفعني الله وإياكم بها.
القاعدة الأولى :-
الإخلاص: يجب إخلاص النية وإصلاح القصد لحافظ كتاب الله , وجعل حفظ القران والعناية به من أجل الله سبحانه وتعالى والفوز بجنته , وحصول مرضاته , ونيل تلك الجوائز العظيمة لمن قرأ القران وحفظه. قال تعالى (فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص) , وقال: صلى الله عليه وسلم "أنا أغنى الشركاء عن الشرك , من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" متفق عليه -
فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ القران وحفظه رياء وسمعة , ولاشك أن من قرأ القران مريدا الدنيا طالبا به الأجر الدنيوي فهو آثم.
القاعدة الثانية :-
تصحيح النطق والقراءة: فأول خطوة في طريق حفظ القران الكريم بعد الاخلاص, وجوب تصحيح النطق بالقران ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن , فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب لسانا من جبريل عليه الصلاة والسلام شفاها , وكان صلى الله عليه وسلم يعرض القران على جبريل عليه الصلاة والسلام كل سنة مرة واحدة في رمضان وعرضه في العام الذي قبض روحه للرفيق الأعلى عرضتين. رواه البخاري
هذا هو الواجب أخذ القران الكريم مشافهة من قارئ وحافظ متقن لتصحيح القراءة أول بأول وعدم الاعتماد على النفس حتى ولو كان الشخص ملما بالعربية وعليما بقواعدها لأن في القران آيات كثيرة قد تأتي على خلاف المشهور من قواعد العربية.
القاعدة الثالثة :-
تحديد نسبة الحفظ كل يوم: فيجب على مريد حفظ القران الكريم أن يحدد ما يستطيع حفظه في اليوم , عدا من الآيات مثلا أو صفحة من المصحف , أو ثمنا للجزء وهكذا , فيبدأ بعد تحديد مقدار حفظه وتصحيح قراءته بالتكرار والترداد , ويجب أن يكون هذا التكرار مع التغني وذلك ليتبع السنة أولا , ولتثبيت الحفظ ثانيا , وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ , ويعود اللسان على نغمة معينة فيتعرف بذلك على الخطأ رأسا عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية , فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ , و أن النغمة اختلت فيعاود التذكير , هذا إلى جانب أن التغني بالقران أمر مطلوب لا يجوز مخالفته , لقوله صلى الله عليه وسلم "من لم يتغن بالقران فليس منا". رواه البخاري
القاعدة الرابعة :-
لاتجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماما: لا يجوز لمريد حفظ كتاب الله الكريم أن يتنقل الى مقرر جديد في الحفظ الا اذا أتم تماما حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ماحفظه تماما في الذهن , ولا شك أن مما يعينه على حفظ المقرر أن يجعله الحافظ شغله طيلة ساعات الليل والنهار , وذلك بقراءته في الصلاة السرية , وان كان اماما ففي الجهرية , وكذلك في النوافل , وكذلك في أوقات انتظار الصلوات وفي ختام الصلاة وبهذه الطريقة يسهل الحفظ جدا ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولا بأشغال كثيرة لأنه لن يجلس وقتا مخصوصا لحفظ الآيات وانما يكفي فقط تصحيح القراءة على قارئ , ثم مزاولة الحفظ في اوقات الصلوات وفي القراءة في النوافل والفرائض وبذلك لايأتي الليل الا وتكون الآيات المقرر حفظها قد ثبتت تماما في الذهن وان جاء مايشغل في هذا اليوم فعلى الحافظ ألا يأخذ مقررا جديدا بل عليه أن يستمر يومه الثاني مع مقرره القديم حتى يتم حفظه تماما.
القاعدة الخامسة :-
الحفاظ على رسم واحد لمصحف حفظك: وذلك مما يعين تماما على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفا خاصا لا يغيره مطلقا , وذلك لأن الانسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع , ولأن سور الأيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف , فان غير الحافظ مصحفه الذي يحفظ فيه أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فان حفظه يتشتت ويصعب عليه الحفظ جدا , ولذلك فالواجب أن يحفظ حافظ كتاب الله على رسم واحد للآيات لا يغيره.
القاعدة السادسة :-
الفهم طريق الحفظ: من أعظم مما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض , ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسيرا للآيات التي يريد حفظها وأن يعلم وجه ارتباط بعضها ببعض , وأن يكون حاضر الذهن عند القراءة ليسهل عليه استذكار الآيات , ومع ذلك فيجب أيضا عدم الاعتماد في الحفظ على الفهم وحده للآيات بل يجب أن يكون الترديد للآيات هو الأساس , لكي ينطلق اللسان بالقراءة وان شت الذهن أحيانا عن المعنى , وأما من اعتمد على الفهم وحده فانه ينسى كثيرا وينقطع في القراءة بمجرد شتات ذهنه وهذا يحدث كثيرا وخاصة عند القراءة الطويلة.
القاعدة السابعة :-
لاتجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها: بعد اتمام سورة القران ينبغي لحافظ كتاب الله عز وجل ألا ينتقل الى سورة أخرى الا بعد اتمام حفظها تماما , وربط أولها بآخرها وأن يجري لسانه بها بسهولة ويسر ودون اعنات فكر وكد في تذكر الآيات ومتابعة القراءة , بل يجب أن يكون الحفظ كالماء ويقرأ الحافظ السورة دون تلكؤ حتى ولو شت ذهنه عن متابعة المعاني أحيانا , كما يقرأ القارئ منا فاتحة الكتاب دون عناء واستحضار وذلك من كثرة تردادها وقرائتها , ولكن الحفظ لكل سور القران لن يكون مثل حفظ الفاتحة الا نادرا ولكن القصد هو التمثيل ثم ان السورة ينبغي أن تثبت في الذهن مترابطة متماسكة وأن لايجاوزها الحافظ الى غيرها الا بعد اتقان حفظها.
القاعدة الثامنة :-
التسميع الدائم: يجب على الحافظ ألا يعتمد على حفظه بمفرده بل يجب أن يعرض حفظه دائما على آخر أو متابع في المصحف , وحبذا لو كان هذا مع حافظ متقن , وذلك حتى ينبه الحافظ لما يمكن أن يكون مريد الحفظ قد نسيه من القراءة أو ردده دون وعي , فكثيرا مايحفظ الفرد منا السورة خطأ ولاينتبه لذلك حتى مع النظر في المصحف لأن القراءة كثيرا ماتسبق النظر فينظر مريد الحفظ في المصحف ولا يرى بنفسه موضع الخطأ من قراءته ولذلك فيكون تسميعه القران لغيره وسيلة لاستدراك هذه الأخطاء وتنبيها دائما لذهنه وحفظه.
القاعدة التاسعة :-
المتابعة الدائمة: يتلف القران في الحفظ عن أي محفوظ آخر من الشعر أو النثر , وذلك لأن القران سريع الهروب من الذهن بل قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الابل في عقلها) . متفق عليه
فلا يكاد حافظ القران أن يتركه قليلا حتى يهرب منه القران وينساه سريعا ولذلك فلابد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القران وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (انما مثل صاحب القران كمثل صاحب الابل المعلقة ان عاهد عليها أمسكها , وأن أطلقها ذهبت) وقال أيضا : (تعاهدوا القران فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الابل في عقلها) . رواه البخاري ومسلم ومعنى تفصيا تفلتا.
وهذا يعني أنه يجب على حافظ القران أن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزءا من القران كل يوم , وأكثره : قراءة عشرة أجزاء لقوله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ القران في أقل من ثلاث لم يفقهه) متفق عليه .
وبهذه المتابعة الدائمة والرعاية المستمرة يستمر الحفظ ويبقى وبدونه يتفلت القران .
القاعدة العاشرة :-
العناية بالمتشابهات: القران متشابهفي معانيه وألفاظه وآياته قال تعالى : (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكرالله).
واذا كان القران فيه نحوا من ستة آلاف آية ونيف.
فان هناك نحوا من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحيانا حد التطابق أو الاختلاف في حرف واحد أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر.
لذلك يجب على قارئ القران المجيد أن يعني عناية خاصة بالمتشابهات من الآيات ونعني بالمتشابه هنا التشابه اللفظي , وعلى مدى العناية بهذا المتشابه تكون اجادة الحفظ ويمكن الاستعانة على ذلك بكثرة الاطلاع فيالكتب التي اهتمت بهذا النوع من الآيات المتشابهة ومن أشهرها :
1- درة التنزيل وغرة التأويل , في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز-للخطيب الاسكافي.
2- أسرار التكرار في القران , لمحمود بن حمزة ابن نصر الكرماني-وغيرها.
القاعدة الحادية عشرة :-
اغتنم سني الحفظ الذهبية: الموفق حتما من اغتنم سنوات الحفظ الذهبية وهي من سن الخامسة الى الثالثة والعشرين تقريبا , فالانسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جدا بل هي سنوات الحفظ الذهبية فدون الخامسة يكون الانسان دون ذلك وبعد الثالثة والعشرين تقريبا يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم والاستيعاب في الصعود , وعلى الانسان أن يستغل سنوات الحفظ الذهبية في حفظ كتاب الله ما استطاعمن ذالك , والحفظ في هذه السن يكون سريعا جدا والنسيان يكون بطيئا جدا بعكس ما وراء ذلك حيث يحفظ الانسان ببط وصعوبة , وينسى بسرعة كبيرة ولذلك صدق من قال : (الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر , والحفظ في الكبر كالنقش على الماء) , فعلينا أن نغتنم سنوات الحفظ الذهبية وان لم يكن في أنفسنا ففي أبنائنا وبناتنا.
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعني الله واياكم لما فيه حب خيري صلاح الدنيا والآخرة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعيِن.
[/frame]
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : القواعد الذهبية لحفظ كتاب الله عزوجل
|
المصدر : .: حلقات تحفيظ القرآن :.