عبودي_أبومحمد
New member
[frame="2 80"]
[/frame][frame="13 90"]
وعند رؤية مثل هذا النوع من الأحلام وهو الغالب
هذا والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.[/frame]
الرؤى والأحلام
في ميزان الإسلام
[/frame][frame="13 90"]
منذ أقدم العصور والناس شغوفون بالتحدث عن الغيبيات والاهتمام بالرؤى والأحلام وتفسيراتها.. مما دفع بعض الناس في هذه العصور المتأخرة للغط في الحديث عن الغيبيات وادعاء علم بعض الغيبيات ,قال تعالى:(قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون).
فلا مجال للحديث عن المغيبات إلا من خلال ما ذكره ربنا جل وعلا أو ما أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وما عدا ذلك فما هو إلا مجرد تكهنات إن لم تكن مجرد أساطير وأوهام.
والإسلام في حقيقته دين يزيل الخرافة من الفكر والضغينة من القلب.
أنواع الرؤى والأحلام
1-حلم من الشيطان:
جاء عن ابن ماجة في حديث عوف بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم,أنه قال:"إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل الشيطان ليحزن بها ابن آدم , ومنها مايهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه , ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".
ويقول البغويرحمه الله: "في هذا الحديث بيان أنه ليس كل مايراه الإنسان في منامه يكون صحيحاً ويجوز تعبيره , إنما الصحيح منها ماكان من الله عزوجل , وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها".انتهى.
ومثال هذه الأضغاثمارواه مسلمفي صحيحه أن أعرابياَ جاء إلى النبيصلى الله عليه وسلم فقال:"يارسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: "لاتحدث الناس بتلعّب الشيطان بك في منامك".
وعند رؤية مثل هذا النوع من الأحلام وهو الغالب
فإنه يجب إتباع الآداب النبوية التالية:
- التعوذ بالله من شر الشيطان , وشر هذا الحلم.
- أن يتفل الرائي حين يهب من نومه ثلاثاَ على يساره.
- لا يذكرها لأحد.
- يصلي ماكتب له إن أمكن.
- يتحول من جنبه الذي كان عليه.
وقد زاد بعض أهل العلم قراءة آية الكرسي , ومن قام بهذه الآداب أو جزء منها أجزأه ودفع به الضرر إن شاء الله.
2-حديث النفس:
وهو مايكون الإنسان مشغولاً به في يقظته كسفراً أو تجارة أو نحوه فينام فيرى في منامه ما كان يفكر به وهذا من أضغاث الأحلام التي لا تعبير لها.
3-الرؤيا الصادقة:
وهي الرؤيا الصادقة الصالحة التي تكون مناللهعزوجل وقد تكون بشارة أو نذارة للمسلم , وقد تكن واضحة جليّة كرؤية إبراهيم عليه السلامأنه يذبح ابنه في المنام.
وقد تكون خافية برموز تحتاج إلى معبر كرؤيا صاحبي السجن مع يوسفعليه السلام.
ولا يجب قص الرؤيا إلّا على عالم أو ناصح.
قالصلى الله عليه وسلم:"لا تقص الرؤيا إلّا على عالم أو ناصح".رواه الترمذي.
والرؤيا تسر المؤمن ولا تضره كما قال الإمام أحمد بن حنبل , ما عدا ذلك من الرؤى التي تتعلق بإثبات شئ من أحكام الشريعة في حلال أو حرام , أو فعل عبادة , أوتحديد ليلة القدر مثلاً , أو تتعلق بحقوق الناس وحرماتهم , إساءة الظنون بهم من خلال بعض الرؤى والحكم على عدالتهم ونواياهم من خلالها , فهو من أضغاث الأحلام ومن الظنون التي لا يجوز الإعتماد عليها.
من يعبّر ويفسّر الأحلام والرؤى؟
لابد لمن يتصدى لتفسير الأحلام أن يكون عالماً بهذا العلم مدركاً للمصالح والمفاسد في هذا الميدان فتعبير الرؤيا قرين الفتيا وقد قالالملك:(يا أيها الملأ أفتوني قي رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون).
يقولابن القيم رحمه الله:"المفتي والمعبر والطبيب يطّلعون من أسرار الناس وعوراتهم ما لا يطلع عليه غيرهم , فعليهم استعمال الستر فيما لا يحسن إظهاره".
وعلى العابر والمفسرين أن لا يتسارع في التعبير وأن لا يجزم بما يقول. وقد سئل الإمام مالك: "أيعبر الرؤيا كل أحد , فقال مالك: أبا النبوة يُلعب؟".
وقد كان ابن سيرين يُسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب فيها بشئ إلاّ أنه يقول: "اتق الله وأحسن في اليقظة فإنه لايضرك ما رأيت في المنام".
ويقول:"إنما أجيب بالظن , والظن يخطئ ويصيب".
تأثير الرؤيا والأحلام على حياة الإنسان المسلم:
توسع الناس هذه الأيام في الحديث عن الأحلام والرؤى , وتعبيراتها وتفسيراتها , وأصبحت الشغل الشاغل لكثير منهم عبر المجالس والمنتديات والقنوات الفضائية , حتى أصبح السؤال عن الرؤى والأحلام أكثر بأضعاف عن السؤال في أمور الدين.
والمسلم العاقل يقف منها عند الهدي النبوي , ولا تؤثر في حياته... بل هي بشرى أو نذير إن كانت رؤيا صالحة , أو أضغاث أحلام من الشيطان ليحزن بها ابن آدم , أو حديث النفس الذي لا يؤثر بشئ.
وقدروى مسلمفي صحيحه أنأبا سلمة قال: "كنت أرى الرؤيا...منها- أي أمرض منها- حتى لقيت أبا قتادة فذكرت ذلك فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا من الله , والحلم من الشيطان , فإذا حلم أحدكم حلماً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثاً , وليتعوذ بالله من شرها , فإنها لن تضره".
فلن يحدث شئ إلاّ بأمر الله فما شاء كان , وما لم يشأ لم يكن... فلم الحزن ولم القلق من الأحلام؟
ويجب على من رأى رؤيا أو حُلم أن ينقلها ويقضها كما هي وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا اقترب الزمان لم تكن رؤيا المؤمن تكذب , وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً , ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".رواه البخاري ومسلم.
هذا والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : الرؤى والأحلام في ميزان الإسلام
|
المصدر : .: زاد المسلم :.