خالدوصي
Member
[ نفوس بقيمة وجبات مجانية ]
لا ... لا ... توقفوا لا تلقوا علي أكوام اللوم والعتاب من خلا ل العنوان فقد كان إبليس معلم الملائكة ،اقرأ وتأمل
في أيام البراءة كنا ندندن حول قصة عجيبة وطريفة كنا نظنها أن الكبار اختلقوها لكي لا نتهور في حياتنا ولكي لا نعتمد على الوسائل ونعمى عن الغايات تلكم القصة سأرويها لكم مختصرة : يقال أن فرخا من الطيور كان يحاول الطيران قبل وقته ، والوصول إلى أعلى تلك الشجرة الكبيرة العالية قبل إخوانه وأخواته ، وكان هناك صياداً يرعى الطيور والعصافير ليصطادها ، وتحت تلكم الشجرة الضخمة بقرة تأكل الحشائش التي تنبت حول الشجرة ، وتترك روثها قبلة وداع لزيارتها المتكررة ، ولا حيلة لذلك الفرخ الصغير إلا أن يجعل طعامه ليل نهار من ذلك الروث ليبلغ مرامه ويصل هدفه فنجح ... كبر جسمه وقويت عظامه وصعد إلى أعلى تلك الشجرة ، وفي أول صعودها شاهده الصياد فأطلق عليه من بندقيته فخر ميتا...!
هي فعلا كانت كما كنا نظنها <خيالية بحته> إلا أن لها معنى واقعا في زماننا ، فكم من شخوص من أصحاب
< كراسي معينة > من بني جلدتنا من الذين لا يلقون أدنى بال من أي شيء نبت جسدهم ، ونمت عظامهم ، وتعاظمت عقولهم حتى ظنوا أن رؤوسهم لا تناسب تلك المضغة التي تقطن جمامهم !!
فظهروا في الساحات بصورة عباد وزهاد ، قوام ليل صوام نهار ، وعفوا لحاهم التي تكاد أن تحتل مكان سرتهم ، ولبسوا القصيرحتى تلامس ركبهم ، وتكلموا بكل عجيب وغريب، حالهم حال ( خشب مسندة ) شعارهم ( إلا متحرفا لقتال أومتحيزا إلى فئة ) فلا يؤمنون بالاستسلام ، علامتهم ( لوي الرؤوس ) دندنتهم ( الأرامل والمساكين ) إنهم حثالة الزمان وخفافيش الظلام ، يتقنون العمل في كل مجال سوى الخير ، ويفطنون لسبل الظلم والاختلاس ، وأكل أموال الناس ، عرفوا سفاسف الأمور ، وأدران الكذب والفجور ، وقلدوا كل منكر ونكير ، وتقلدوا كل رديء وحقير ، جلبوا العار لقومهم فأوجبوا لهم لبس البراقع في كل زمان ومكان ، إيمانهم في ازدياد دائم في المادة ، ما رأيت على الغبراء فئة أذل ولا أحقر منها....
فقبح الله من فئة ألفوا كل دنس ، وأحبوا فتات الرجس ، لا يتحرك لهم ذيل إلا في برقع الليل ، يتملقون ويجاملون ، ويستغفرون ويحوقلون ، بصوت يسمعه ابن السبيل ، إلا أن قلوبهم كالحجارة أو منها أصلب ، دليل ذلك سيماهم في وجوههم من أثر الجبروت ، وعلى صدورهم نيشانه ، هم من أيقظوا الهمم وحرضوا لطلب المعالي ..لكل سارق ومختلس .
هم من بنوا المجد ....بكل غش وزور .
ليت شعري ... ما ينفع الناس لبس القصير وهو يتصف بصفات أسياد الحمير ، وما تجني تلك اللحى إذا ذبحت كل ضحى ، والذي فلق الحب ، وأنبت الأب ، وصب الماء صب ، مافلح قوم عرفوا الحق وخالفوه ، وشاهدوا الداء ثم الخد صعروه ، وإنه والله للمؤمن أشراط تظهر على أسارير وجهه وفلتات لسانه ، لذا أقول لهم ( لاتتعبوا أنفسكم ) فقد عرفكم القاصي والداني ، والمدرس والباني ، والباقي والفاني بمعنى <اللعبة مكشوفة> يا أغبياء .. وأعظم برهان على ذلك يوم الوجبات ... وليتها وجبات بمقابل ... يا ناس إنها وجبات مجانية!!!
اسم الموضوع : حرامي وجبات
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.