مقالات في الصحف المحلية بأقلام الروهنجيين عن الأحداث في أراكان بورما

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
من مجازر سوريا .. إلى مجازر أركان المنسية ( صور )

thumb.php



في خضم الأحداث المتسارعة في سوريا وفي ظل الطغيان والبطش والفتك والمجازر التي يمارسها النظام السوري، تُطعن أمة الإسلام مرة أخرى في جزء من أجزائها المسلوبة وفي بقعة من بقاعها المنسية، وشلال آخر من شلالات دماء المسلمين يراق دون أي لفتة أو إنسانية ، قد لا تتألم أمتنا كثيراً بهذه الطعنة، لأن الإعلام مشغول بطعنات أكبر وأشنع ولكنها تظل طعنة تؤلم وتدمي وتطرح أسئلة كثيرة عن تشتتنا وتكالب الأعداء علينا من كل حدب وصوب.

في بحر الأسبوع المنصرم تعرض عشرة من دعاة المسلمين الأركانيين إلى مذبحة شنيعة قضوا نحبهم فيها بعد أن هوجموا من قبل جماعة بوذية وفتكوا بهم جميعاً ومثلّوا بحثثهم، وقد نقلت المصادر صوراً فظيعة لضحايا هذه المجزرة التي لم تجد من ينتصر لها من قبل الحكومة الميانمارية التي غضت الطرف عنها وكأنها على اتفاق مع المجرمين القتلة، ولم تقف الأمور عند هذه المجزرة فحسب بل تعدتها إلى حرق منازل ومزارع عدد كبير من المسلمين وقتل العشرات بالنيران كل ذلك بمعاونة رجال الشرطة مع الطغمة البوذية الحاقدة على المسلمين، واليوم الموافق 10 يوليو 2012 تم فرض حظر التجول على القرى التي تقطنها الأقلية المسلمة، وبعدها قامت الجماعات البوذية بتغطية من الحكومة الميانمارية بحملة تطهير عرقي وديني راح ضحيتها 100 مسلم وأصيب نحو 300 شخص وحرقوا قرابة ألف منزل من منازل المسلمين، كما تم في هذه الحملة النكراء استهداف العلماء والأطباء والمفكرين، وبعيداً عن هذه الأحداث والتوترات فإن المعلوم الذي يعرفه القاصي والداني أن مسلمي أركان يعانون منذ عقود طويلة من ظلم واضطهاد البوذيين لهم عبر منظومة انتهاكات قاسية من قبل القوات الحكومية البوذية المسلحة التي حاولت بكل ما أوتيت من قوة وأد جميع المسلمين وإخفاء كل المعالم التي تمت إلى الإسلام بصلة، تمثل هذا الظلم في المذابح البشعة التي ارتُكبت في حق المسلمين الأركانيين على فترات مختلفة، والتهجير الإجباري، ونزع المواطنة، والتفنن في التعذيب والتنكيل والتطهير العرقي، إضافة إلى الاعتقالات الظالمة وهدم المساجد والمدارس الإسلامية، وحرمان المسلمين من أدنى الحقوق الإنسانية، وحول هذه الجرائم يقول الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله (وزير الإعلام الأسبق) في مقال له بجريدة المدينة بتاريخ 4/11/2007م : "وقد رأيت بنفسي ألواناً من هذا الظلم وهذا التطهير العرقي عندما زرت بلادهم، ورأيت كيف تزاول الحكومة البوذية في بورما سياسة التطهير العرقي تجاه المسلمين في (أراكان) وتسعى لإعادة التركيبة السكانية في الولاية والقضاء بشتى السبل- على الأغلبية المسلمة هناك".

وحتى هذه اللحظة فإن الأقلية المسلمة لا تزال تواجه أعتى أنظمة الظلم والطغيان والتمييز الديني في تلك المنطقة حيث لا تسمح الحكومة ببناء المساجد والمدارس وترميمها ورفع الآذان فيها أو إقامة أي محاضرات أو ندوات أو نحر الأضاحي كما لا تسمح الحكومة بالتنقل من قرية إلى قرية أخرى فضلاً عن منطقة إلى منطقة إلا بورقة رسمية صعب المنال وفي الجانب التعليمي: لا تمنح لأبناء المسلمين الفرصة لإكمال الثانوية إلا 5% والجامعة إلا بنسبة 1 % ولا تسمح السفر إلى الخارج للتعليم. وأما حق الوظيفة للمسلمين في أراكان بورما فلا يوجد مطلقا في أي مجال كان، سواء في التعليم أو في العسكر أو غير ذلك. في ظل انتشار الفقر والغلاء في أراكان بورما نتيجة البطالة وفرض الرسوم الهائلة على الأنشطة التجارية في ميانمار ..

هذا الوضع المتأزم الذي تصاعد فجأة يدعونا لأن نطلق صرخة مدوية في وجه العالم الإسلامي على وجه الخصوص للقيام بواجب النصرة لهؤلاء المسلمين، ونستصرخ كافة المنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية ونناشد رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهما من المنظمات المهتمة بقضايا المسلمين لكي يؤدوا دورهم وواجبهم تجاه هذا الظلم المتنامي، وعلى العالم أجمع أن يناصروا هذا الشعب ويؤازروا هذه الأقلية المسلمة كي لا تمّحي من الوجود، وصيحة أخيرة في أذن كل إعلاميٍ مسلم أن لا يدع هذه القضية تمر كما مرت قضية الأركانين الروهنجيين منذ بدايتها دون أن تصل إلى سمع العالم وأذنه ودون أن يؤثر في مجريات الأمور حتى شُرِّد شعب مسلم بكامله فالقضية قضية دين وشعب مسلم يتعرض لإبادة واضطهاد ممنهجين .. فاللهم لطفك .. !

تغريدة !!

دماء المسلمين بكل أرض تراق رخيصة وتضيع هدرا
وبالعصبية العمياء تعدو ذئاب ما رعت لله قدرا
كأن لملة الكفار طرّا على الاسلام حيث أضاء ثأرا
وجرّأهم علينا أن رأونا سكوتا والشعوب تموت قهرا
وما حسبوا لأمتنا حسابا وهل سمعوا سوى التنديد زجرا
وصحيات الأرامل واليتامى تفتت أكبدا وتذيب صخرا
وليس لهم مغيثا أو معينا كأن الناس كل الناس سكرى

صلاح عبدالشكور مكة المكرمة
iamsalah@hotmail.com

1.gif

2.gif
3.gif
4.gif
5.gif
7.gif

 
التعديل الأخير:

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
almadina_print_logo.jpg
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر

من لمسلمي بورما ؟!

تاريخ الخبر :16/06/2012
شهد العالم ماظلت تعانيه الأقلية المسلمة في بورما منذ سبعين عاماً وحتى يومنا هذا من بطش الحكومة العسكرية البوذية في بورما، وذلك في محاولة جادة لطمس الهوية الإسلامية، وإبادة الشعب المسلم بأكمله، أو إخراجه من أرضه، لاسيما وأن بورما من أكثر الدول تأييداً للصهيونية العالمية، وهي أيضاً محج البوذيين وأرضهم المقدسة.

ففي عام 1942م تعرضت قرى المسلمين لمذبحة دامية راح ضحيتها أكثر من 100.000 مسلم، أكثرهم من الأطفال والنساء، إثر قيام البوذيين بتحريق معظم قرى المسلمين، بمساندة القوات البورمية، أدت إلى تشرذم وتشرد مئات الألوف منهم إلى أقطار العالم الإسلامي، وبقاء من لم يتمكن الفرار منهم وسط سلسلة من المعاناة، والتضحيات في سبيل المحافظة على دينهم وهويتهم الإسلامية وأعراضهم،وتوالت الأحداث الدامية تجاه هذه الأقلية دون رقيب ولا حسيب واستمر دمها ينزف وعرضها ينتهك على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي حماية حقوق الإنسان.
ولا زال مئات الألوف منهم حتى اليوم ومنذ عشرات السنين يعيشون في مخيمات بالية .
وفي سلسلة الجراح التي لاتكاد تنكأ،يتعرض مسلمو بورماهذه الأيام لأبشع صور القتل والتحريق العشوائي، على يد الجماعة البوذية المتطرفة ( الماغ )، وأمام مرأى قوات الجيش البورمي، بل بتأييدها ودعمها، وسط تكتم إعلامي شديد وصمت مطبق بسبب منع الحكومة العسكرية هناك من دخول الصحفيين وغيرهم، فثمة قرى بالكامل تعرضت للإجرام والإحراق قبل يومين وثلاثة فقط من الآن، مئات الأطفال والنساء قتلوا وأحرقوا، ومئات الشباب تم اقتيادهم إلى الغابات ليصبحوا في عداد المفقودين حتى الآن، كما تم اقتياد عشرات الفتيات بقوة السلاح إلى حيث تنتهك أعراضهن، كما استهدفت حافلة كاملة كانت تقل دعاة وعلماء، تم قتلهم جميعاً قبل بضعة أيام، فالمسلمون اليوم محصورون تحت النار والرصاص وتحت حظرالتجوال،يعيشون أشباح الخوف والجوع والقلق والتشرد والأسر.. هناك مئات الألوف من الأطفال والنساء مشردون هائمون على وجوههم دون مأوى.. وهناك الآلاف من الأسر التي حاولت النزوح والهروب واللجوء إلى أقرب دولة مسلمة مجاورة، إلا أنه وللأسف الشديد تمت إعادتهم بقوة السلاح من قبل جيوش هذه الدولة المجاورة،والتي عززت شريطها الحدودي بالجند والعدة والعتاد في وجه المضطهدين لمنعهم من النزوح إلى أراضيها..!!!
اعتقد أن الوقت حان ليتحمل المسلمون شيئاً من مسؤولياتهم تجاه إخوتنا في أركان المسلوبة، ولنخرج من صمتنا العالمي تجاه هذه القضية المنسية، وأن يسعى العالم، خصوصاً العالم الإسلامي لإيجاد حد لهذه الجرائم الوحشية والمجازر المتكررة والتي ترتكب في حق أقلية مسلمة مستضعفة لاحول لها ولاقوة إلا بالله، في بلد يحكمه أغلبية بوذية غاشمة،واعتقد أن الاستنكار والتنديد كما هو مألوف لم يعد مجدياً.
لقد آن الأوان لأن تتحرك الدول الإسلامية وتستنفد كافة الطرق السياسية للحد من هذه الاستهانة بدماء المسلمين التي باتت أرخص الدماء في العالم.
نناشد باسم إخواننا قادة العالم الحر، والعالم الإسلامي على وجه الخصوص للعناية بهذا الموضوع الخطير والعمل على إيجاد موقف مشرف على كافة المستويات لإيقاف حمام الدم النازف في هذا الجزء من جسد الأمة الجريح، وبذل كافة السبل السياسية والدبلوماسية، والثقل السياسي والاقتصادي لاحترام حقوق هذه الأقلية وحماية دمائها وأعراضها ومصيرها.


أحمد محمد أبوالخير -خميس مشيط


http://www.al-madina.com/node/384643

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة

الغارة على مسلمي أركان بورما


thumb.php



إن مما يأسف له الخاطر ويتألم له القلب أن يتكالب الأعداء على المسلمين ويتواطؤوا على قتلهم وتشريدهم واضطهادهم وظلمهم؛ وفي المسلمين من لا يعرف شيئاً عن هذه المآسي والأحداث الدامية، أو لا يهتم بأمورهم وقضاياهم، ولعل العجب يزول إذا عرفنا أن أعداء الإسلام والمسلمين نجحوا في تقطيع أوصالنا وتفريق كلمتنا وتشتيت اهتماماتنا حتى أصبح البعض لا يفكر إلا في نفسه ولا يهتمّ إلا بأمر عيشه ورفاهيته، تاركاً كل هذه المآسي والأحزان خلف ظهره، ولعل جرح دولة أركان المسلمة التي احتلها البوذيون إحدى جراحات أمتنا القديمة المتجددة، إذ عانى من ويلاتها شعب مسلم بأكمله منذ عشرات العقود ولايزالون يعانون حتى هذه اللحظة، إنه شعب أركان بورما المسلم وقضية إقليم أركان أحد ممالك المسلمين التي احتلها البوذيون وضموها إلى بورما وأصبحت تسمى مؤخراً دولة (ميانمار) .

تقع مملكة أركان التي احتلتها بورما البوذية وصيرتها إقليماً من أقاليمها في جنوب شرق آسيا، تحدها من الشمال الصين ومن الجنوب خليج البنغال وتايلند ومن الشرق لاوس ومن الغرب بنغلاديش وصل الإسلام إلى أركان في القرن الثاني الهجري عام (172) هـ ، عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء أكياب عاصمة ( أركان ) في عهد الخليفة الراشد هارون الرشيد "رحمه الله". وأقيمت في (أركان) سلطنات إسلامية كثيرة، وفي عام (1430)م قامت مملكة إسلامية على يد السلطان سليمان شاه، واستمرت إلى عام (1784)م، أي قرابة ثلاثة قرون ونصف، تتابع على حكمها ثمانيةٌ وأربعون ملكاً مسلماً على التوالي، وآخرهم الملك سليم شاه, وكانوا يكتبون على العملات كلمة التوحيد وأسماء الخلفاء الأربعة باللغة العربية . وفي عام (1784) م احتل الملك البوذي مملكة أراكان وضمها إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعندها بدأت معاناة المسلمين هناك، وضاعت فصولها وسط جراحات الأمّة المتتالية.

ولم تكن هذه الأزمة وليدة الليلة ومع ذلك غابت قضية هؤلاء المسلمين الذين باتوا فريسةً للفقر والحرمان وحملات القمع والتهجير من قبل حكومة بورما التي تمارس أبشع صور الاضطهاد الديني والعرقي ضد المسلمين الأركانيين حيث ألغت الحكومة جنسية المسلمين الروهنجا في أركان ظلماً وعدواناً بموجب قانون المواطنة والجنسية الذي وضع عام 1982م. ليتم تهجيرهم وطردهم من أراضيهم وهو ما حصل بعد ذلك، ولا يزال التهجير مستمراً حتى اللحظة، وحرمت المسلمين أيضاً من حرية السفر والتنقل داخل البلد وخارجه. وقامت باعتقالهم وتعذيبهم كما أجبرت الحكومة البوذية المسلمين على القيام بأعمال السخرة دون أجر كتعبيد الطرق وحفر الخنادق في المناطق الجبلية البورمية والخدمة في معسكرات الاحتلال، بالإضافة إلى مصادرة أوقاف المسلمين وأراضيهم الزراعية. ونهب أموالهم، ومنعهم من الاستيراد والتصدير أو ممارسة الأعمال التجارية. ووضع العقبات أمام دراسة أبناء المسلمين علوم الشريعة ومنعهم من الزواج وتحديد النسل إلى ما هنالك من سياسات ممنهجة تحتاج إلى مؤلفات لتوضيح أبعادها السياسية والإنسانية.

وخلال الأسبوعيين الماضيين تجدد بطش البوذيين بالمسلمين حيث تعرض عشرة من دعاة المسلمين الأركانيين إلى مذبحة شنيعة قضوا نحبهم فيها بعد أن هوجموا من قبل جماعة بوذية فتكوا بهم جميعاً ومثلّوا بحثثهم، وقد نقلت وسائل الإعلام صوراً فظيعة لضحايا هذه المجزرة التي لم تجد من ينتصر لها من قبل الحكومة الميانمارية التي غضت الطرف عنها وكأنها على اتفاق مع المجرمين القتلة، ولم تقف الأمور عند هذه المجزرة فحسب بل تعدتها إلى حرق منازل ومزارع عدد كبير من المسلمين وقتل العشرات بالنيران كل ذلك بمعاونة رجال الشرطة مع الطغمة البوذية الحاقدة على المسلمين، وتم فرض حظر التجول على القرى التي تقطنها الأقلية المسلمة، وبعدها قامت الجماعات البوذية بتغطية من الحكومة الميانمارية بحملة تطهير عرقي وديني راح ضحيتها ألفي مسلم وحرقوا قرابة ألفين وستمائة منزل من منازل المسلمين، وبلغ عدد النازحين أكثر من تسعين ألف نازح يعيشون في العراء بلا مأوى ولا غذاء ولا دواء بعد أن رفضت دول الجوار استقبالهم، فمات من مات منهم؛ ومن عاش فإنه يعاني السقم والضياع والشتات ..

هذه هي قضية مسلمي أركان وهؤلاء أمانة في رقابنا وهم اليوم في أمس الحاجة لكي نظهر قضيتهم في المجمع الدولي وفي الإعلام العالمي والمحلي، ولئن قصّر الإعلام كثير في إبراز هذه المعاناة فإن الأمل يحدوني أن تتحرك الآلة الإعلامية الإسلامية من جديد لتقوم بدورها وتؤدي واجبها تجاه شعب يباد أمام نظر العالم وسمعه، إذ القضية بحاجة ماسة إلى التركيز الإعلامي في المقام الأول، وعلى المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية والإغاثية واجب التحرك العاجل لإنقاذ البقية الباقية من المسلمين والمطالبة بحقوقهم في دولتهم والسعي الجاد لتدويل القضية حتى ينال المسلمون حقوقهم المشروعة، وعلى مستوى الشعوب والأفراد فإن العودة إلى الله جل وعلا وتغيير الحال إلى ما يرضيه سبحانه والالتجاء إليه سبيل قوي وباب عظيم من أبواب النصر وانجلاء الغمة

لمعرفة المصدر أنقر على الرابط التالي


 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
ربّاه سلِّم !

thumb.php




قصة حقيقية مستقاة من المجازر الوحشية الدامية التي يرتكبها البوذيون "الموغ"
ضد المسلمين العزّل في أراكان بورما منذ أسبوعين ومازالت مستمرة إلى هذه الساعة !!!
الظلمة شديدة .. الليل طويل .. التجول محظور .. الحراسة قوية .. السكون رهيب .. الخوف قاتل .. الطفل مريض .. البكاء عنيف .. يتواصل منذ ساعتين .. الزوج مخطوف .. هل يعود؟ الأخ غائب .. أين ذهب؟ الطبيب بعيد .. هل بقي حياً؟ العدو غادر .. هل أخرج؟ هل أعالج؟ لا مناص .. لا خيار .. طفلي ميت لا محالة .. إن لم أبادر .. إن لم أتحرك الآن .. رباه سلم !
***
بيوت محترقة .. يكسوها السواد .. جثث متفحمة .. بين أشلاء ممزّقة .. رماد منتشر .. هنا وهناك .. دخان يصّاعد .. ناجون مشرّدون .. بائسون نيام .. مكدّسون فوق بعضهم .. على قارعة الطريق .. وما نقموا منهم .. إلا أن يؤمنوا .. بالله العزيز الحميد .. أصوات مزمجرة .. آتية من بعيد .. تتداخل بشدة : ذئاب تعوي .. ريح تزمجر .. بشر يهدر .. يقشعرّ الجسد .. ترتعد الفرائص .. يرتجف الفؤاد .. لا ينبغي أن يطول الوقوف .. لا يحسن التأمل .. فلأسرع بالمغادرة .. رباه سلم !
***
الليل ينتصف .. قرية آمنة .. لا حراك .. لا أصوات في الحي .. لا حرق ولا اعتداء .. الحمد لله .. لعل الطبيب حاضر .. لعله يستيقظ .. لعله لم ينم .. النافذة مفتوحة .. المصباح مضاء .. لا حراك .. لا أصوات بالداخل .. لعله يسمع الطرقات .. لعله يفتح الباب .. لعله يداوي الصبي .. أظنه قادماً ..
- سيدي الطبيب ، لماذا لم تنم إلى هذا الوقت؟
- ظللت أستقبل الحالات المصابة منذ الغروب ! هل رآك أو تبعك أحد؟
- لا أظن !
- أسرعي بالدخول ولا تلتفتي ..
- رباه سلم !
***
الليل يأذن بالرحيل .. يلملم حجابه الساتر .. يكاد يعقبه النهار .. يفضح كل من على ظهر الوجود .. يجب أن أعود بأقصى سرعة .. قبل أن يراني أحد .. الحمد لله .. لا أصدق أني نجوت .. أن ابني يُعالج .. أني ..
- قفي أيتها المرأة !!! من أين جئت؟ تكلمي .. تضعين خماراً على رأسك .. أنت مسلمة إذاً .. أين كنت؟ ما هذا الذي في حضنك؟ ارفعي عنه الغطاء .. أسرعي .. من هذا الصبي؟ أهو ابنك؟ أين ذهبت به؟ لماذا لا تنطقين؟ خرساء أنت؟ إن كنت خرساء فهذي بنادقنا تنطق ! هاتي الصبي ! قلت لك هاتي الصبي .. هاتيه وإلا ..حسناً .. لا داعي .. دعيه يموت في حضنك .. ونطق السلاح :
- طاخ .. طاخ !
هكذا نقتله قبل أن ينطق بالأذان ، ويصكّ منا الآذان .. والآن .. تعالي اقتربي أيتها الجميلة .. ارفعي عنك ثوبك .. طاوعيني لتنجي بنفسك .. افعلي ما آمرك .. لماذا لا تستجيبين؟ سأتركك وشأنك .. أرجوك .. أرجوك .. لشد ما أنت عنيدة .. لا فائدة .. خذي نصيبك من الرصاص :
- طاخ .. طاخ !
يقهقه بفجور .. يتملى بمنظر الدماء .. تتفجّر من بين ثدييها .. تتدفق بغزارة .. تسيل على الأرض .. تروي تراب الوطن ..
كم أنت عطشى - أيتها الأرض الطاهرة - لدماء الشهداء من بنيك .. مضرّجة بدمائها الطاهرة .. تلفظ أنفاسها الأخيرة .. تحدث نفسها : أموت ولا يعلم بي أحد .. من يبلِّغ عني أمتي؟ تدعو بصوت واهن متقطع :
- رباه سلّم أرَكان وأهلها من "شبِّيحة" العجم .. من أعدائنا "الموغ" .. عُبّاد "بوذا" المتوحّشين ..
***
إبراهيم حافظ
مكة المكرمة

صحيفة لجينات

http://lojainiat.com/c-82419
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
صحيفة لجينات



جحيم البوذ !

thumb.php


لم نجد مفراً أمام إصرارها العنيد .. ما كنا نرغب في العودة مطلقاً .. خصوصاً أنا بالذات .. كانت عندي خطة مغايرة .. ما عهدناها يوماً بهذا العناد ؛ لكنها قالت :

- أريد أن أموت في حجرتي .. بين جدران بيتي !

لا تعلم أنه لم يعد لنا بيت .. أحرقوه وتركوه رماداً .. تناوبت أنا وإخوتي في حملها مغمى عليها طوال الطريق إلى القرية المجاورة .. لم تفق إلا هناك .. بين أفواج المشرّدين الجياع .. هائمين على وجوههم في العراء .. يهمي عليهم المطر من السماء .. لا مأكل ولا مشرب ولا مأوى .. في برد الشتاء القارس ..

سألتنا بحرقة أول ما فتحت عينيها :

- لماذا أتيتم بي إلى هنا؟ أريد أن أعود إلى بيتي !

من حين ضربها الجندي البوذي الفظّ بطرف بندقيته على صدغها سقطت مغشياً عليها ، ولم تعد تعلم شيئاً عن كل ما يجري حولها .. لم يرحم الجندي شيخوختها .. خرجت دوننا تفتح له الباب بشجاعة .. لم يمهلها الجندي لحظة .. ضربها واقتحم علينا البيت ، وتبعه زملاؤه .. أخذوا يفتشونه شبراً شبراً ؛ ولكنا كنا مختبئين في القبو .. نسمع دويَّ نبضات قلوبنا .. كأنها طرقاتهم العنيفة على باب بيتنا .. لم يجدوا على أثر لنا .. غادروا البيت وتركوا الباب مفتوحاً .. لم نصدق أننا نجونا .. وجدناها على عتبة البيت ساقطة .. تنزف من صدغها بغزارة ..

بادرنا بحملها نفرّ مع الفارّين من الحرائق العظيمة التي أشعلها العدو .. تأكل الأخضر واليابس .. في كل اتجاه .. لا أريد أن أتذكر منظر القرية وهي تحترق .. بكل ما فيها ومن عليها من البشر .. إلا من بادر وفرّ .. من المحرقة البوذية المشتعلة .. بكل شراهة ووحشية طالت ألسنة اللهب .. منازل الأشجار وبيوت القصب .. تخيّلت أننا في الجحيم ..
لطف الله بها حين سلب منها وعيها .. لم نقو على إخبارها بالحقيقة .. وأي حقيقة؟ أخذت تسألنا وتلح .. يغفر الله لنا .. لم نجبها إلا بالسكوت المطبق .. كادت تلعننا وتدعو علينا ؛ ولكنّ بعض المشرّدين تطوّعوا .. أخبروها بأن العدو أحرق جميع البيوت في القرية .. ردّت عليهم بذهول غريب :

- إلا بيتي !!

أشفقوا عليها ولم يردوا عليها بشيء ..

تناوبنا في حملها من جديد .. عائدين بها إلى البيت بعد يومين .. حين هدأت الأوضاع قليلاً في القرية المحروقة ؛ ولكنها يقظى هذه المرة ..

ما كدنا نقترب من القرية حتى صرخت بأعلى صوتها تتأوّه .. رأت بأم العين ما لم تصدّقه أول مرة .. أيقنتْ أخيراً أنه لم يعد لنا بيت .. لم يعد لنا وطن .. فقدنا كل شيء .. عدنا إلى الصفر الذي لا شيء قبله ..

ظلت تئنّ إلى أن وصلنا موضع بيتنا .. أنيناً شجياً يقطّع القلب حسرات .. يمزّق الكبد فلذات ؛ ولكنها فقدت قدرتها على الأنين بعد قليل .. فقدت قدرتها على الصمود في الحياة بالكلية .. بعدما رأت الجحيم عياناً .. ماتت في حجرتها .. بين جدران بيتها .. كما كانت تحلم ؛ ولكن بعد أن صار رماداً تذروه الرياح ..

وجدنا آخرين مثلنا .. رجعوا إلى بيوتهم .. عزّ عليهم أن يفقدوها ، أو يفارقوها ، أو يموتوا بعيداً عنها .. عفواً .. لم تعد هناك بيوت .. مجرد كتل متناثرة من الرماد هنا وهناك .. تسفيها الرياح بين حين وحين ..

عاث العدو فساداً في بيوت القرية كلها .. نهبوا خير ما فيها .. قبل أن يضرموا فيها النيران الحاقدة .. بقروا بطون الحوامل ! لعبوا بالأجنّة كالكرة ! بقين ولم يهربن .. كيف والحمل يثقل عليهن؟ نزعوا الثياب عنهن .. مثّلوا بأجسادهن .. قطّعوا أثداءهن .. عبثوا بفروجهن .. شوّهوا أجسامهن .. في ساحة القرية المفتوحة ألقوا بجثثهن .. أي وحشية فتكت بهن؟

لم تطق أمي رؤيتهن .. لعنة الله عليكم أيها "الموغ" .. سحقاً لكم يا عبّاد "بوذا" .. أبشروا أيها المتوحشون البرابرة : أراكان الجريحة لن تموت .. مهما بقيت نازفة الجراح .. هذه دماء طاهرة .. تروي بها الحرائر أرض الوطن .. ولن تذهب يوماً سدى ؛ ولكن أمي سقطت من لحظتها مشلولة!

بالأمس كن جاراتها وصويحباتها .. تحكي لهن .. تعظهن .. تمشّط لهن .. تباشر ولادة الحامل منهن .. يصغرنها في أعمارهن .. بمثابة أمّ أو حتى جدّة لهن .. واليوم سفك العدو دماءهن ، وولغ في أعراضهن ، ونال من شرفهن .. كيف تقوى على الحياة بعدهن؟ كأنما أرادت أن تلحق بهن ، وأن لا تتخلّف طويلاً بعدهن ..

تعاونت مع إخوتي في حملها مشلولة .. إلى حيث كانت تصلي في حجرتها المحروقة .. من الموضع الذي كان بيتنا .. فرشت لها ردائي على الأرض .. أرقدناها على جنبها الأيمن .. وجّهناها إلى القبلة .. رفعت سبّابتها الواهنة المعروقة لأعلى .. تمتمت بشيء غير مفهوم .. خمدت أنفاسها .. أسلمت روحها .. تعالى في الفضاء نواحنا .. تجمّع العائدون حولنا .. يلقون عليها نظرة الوداع .. هادئين صامتين مستسلمين ..لا عزاء لا سلوى .. لا حديث إلا حديث الدموع ..

تسلّلت من بينهم بخفة وهدوء .. لم يحسوا بي .. ودّعتهم في نفسي .. بصوت غير مسموع : وداعاً أمي .. وداعاً إخوتي .. نور الحق .. نور عالم .. نور البشر .. لا تبحثوا عني .. لا تسألوا عن أخيكم نور محمد بعد اليوم .. وداعاً جيرتي .. وداعاً قريتي "منغدو" .. وانطلقت أعدو بكل همتي .. لا ألوي على شيء ، ولكن .. لا أدري إلى أين؟!!
***

إبراهيم حافظ
مكة المكرمة

رابط المصدر :


 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
قوارب عائمة، بين بين!

إبراهيم حافظ غريب




نجَونا بمعجزة إلهية! بقدرة قادر، بلغنا الشاطئَ الآخَر، وما كدنا نصل، حتى فُجعنا من جديد!

ليتنا لم نخرج من بلادنا، ورضينا بالاحتراق بنيران عدوِّنا؛ ذلك خير لنا من خِذلان الصديق، في أحرج أوقات الضيق، من لنا غيرُك يا ألله!

سلني أنا، ليس أشد على الإنسان في حياته من اللحظة التي يكتشف فيها أن عدوه الغادر ربما كان خيرًا له من صديقه، وإن جار العدوُّ وظلَم، وخان وقتل؛ لأن العدو: يَسفِك الدم، ويُزهِق الروح، ويصفِّي الحياة.

أما الصديق، فإنه يَسفِك دم الأخوة، ويُزهق روح الصداقة، ويقتل المعاني والمبادئ السامية في الحياة.

فجأة، أصبحنا ذات يوم فإذا البحر أمامنا، والعدوُّ من ورائنا، يغيرون علينا كأسراب الجراد، ينتشرون بيننا في كل وادٍ، يحرقون قُرَانا وبيوتَنا، ويَقتلون كل مَن صادفوه أمامهم منا، ولو تباطأنا لحظاتٍ يسيرةً لأدركونا، وأبادونا جميعًا عن بكرة أبينا.

لم نفكر، ولم نتدبر، غامرنا بأنفسنا، وخضنا البحرَ بقوارب صيد صغيرة متهالكة، لا تحتمل في الأصل أكثرَ من عشرة أنفس؛ ولكنها احتملت على متنها عشرات الفارِّين بأرواحهم، ترتسم علائم الرعب والهلع في وجوههم!

كانت بضعة عشر قاربًا متهالكًا لا تبلغ العشرين، كيف احتملتهم؟
كيف خاضت بهم عبابَ البحر المتلاطم ساعاتٍ وساعات؟
كيف رست بهم على الشاطئ الآخر أحياءً لم تُصَب ولم تنكسر؟
الله وحده يعلم.

كانوا يحدثوننا ونحن صغار، بالمجازر الوحشية الدامية، وحملات التطهير العرقي، والقتل، والتشريد، والنفي القسري، التي كان يمارسها البوذيون المتوحشون، حملة بعد حملة كل بضع عشرة سنة ضد المسلمين منذ الاحتلال البورمي لمملكة "أراكان" المستقلة، قبل مائتين من السنين؛ لا لشيء سوى إسلامِهم في قلوبهم، وكلمة التوحيد على ألسنتهم.

ما كنا نتخيل يومًا أننا سوف نراها بأعيننا، ونعيشها بأنفُسنا من جديد في القرن الحادي والعشرين، عصر الحضارة، والتقدم العلمي، وإشاعة حقوق الإنسان، عصر انفجار التقنية، وثورة الاتصالات كما يزعمون؛ ولكنه عصر فجور التقنية وخِسَّة الاتصالات بالنسبة إلينا!

ليس في العالم كلِّه أقليةٌ أكثر تعرضًا للاضطهاد العرقي والديني في بلادها من شعبنا الأراكاني المسلم باعتراف الأمم المتحدة، ولكننا في الوقت نفسه أكثرُ الأقليات: تعرضًا للإهمال، والنسيان، والتكتيم الإعلامي المقصود، بتواطؤ الأمم المتحدة نفسِها، ومن على شاكلتها، بل حتى من كثير من إخواننا المسلمين للأسف.

مَن لنا غيرك يا ألله؟
أي بشرٍ هؤلاء "الموغ
لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمَّة، لا يفرِّقون بين رجل وطفل وامرأة، لا يرحمون شيخًا فانيًا، ولا جنينًا معصومًا، يَبْقُرون بطن أمِّه وهي حية، يخرجونه ويتلهون به، يتقاذفونه بينهم بأرجُلهم كالكرة!

يحرقون البيوت والمساجد والمدارس، يدنِّسون المصاحف، ويمزِّقون الكتب، أي وحوش هؤلاء؟
ما كان لأحد أن يفوقهم في الوحشية غير يأجوج ومأجوج؛ إلا أن يكونوا هم أنفسهم يأجوج ومأجوج!

من لنا غيرك يا ألله؟
ثلاثة أيام بلياليها وما زلنا عائمين فوق الماء بين البلدين بقواربنا الصغيرة المتهالكة! لا يقبلنا الجارُ المسلم فندخل عليه، ولا يتركنا العدوُّ بأرض الوطن فنرجع إليه، نَفِد ما كان معنا من زاد قليل خرجنا به من ديارنا قبل أن تحترق بنيران العدو.

من لنا غيرك يا ألله؟
بعض الأطفال ماتوا جياعًا، رموهم في البحر على مرأى من أمهاتهم، يَنُحن بحزن، ويصرخن بمرارة، ولا يملكن من الأمر شيئًا، ربما صاروا الآن قوتًا للأسماك الجائعة المفترسة!
أطفال آخرون تهالكوا عطشى، في طريقهم إلى الموت القادم فاغرًا فاه الكبير.

النساء على وشك السقوط إعياءً بلذعات الجوع والعطش، ومرارة الفقْد والثكل.

الرجال وحدهم - رغم الأمطار الشديدة، تنهمر عليهم من فوق رؤوسهم بغزارة - ما زالوا وحدهم يقاومون، لم يفقدوا الأمل، ولكن إلى متى؟

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
فظائع يصمت عليها العالم.. مجزرة مسلمي أركان بورما



صلاح عبدالشكور



إن مما يأسف له الخاطر ويتألم له القلب أن يتكالب الأعداء على المسلمين ويتواطؤوا على قتلهم وتشريدهم واضطهادهم وظلمهم؛ وفي المسلمين من لا يعرف شيئاً عن هذه المآسي والأحداث الدامية، أو لا يهتم بأمورهم وقضاياهم، ولعل العجب يزول إذا عرفنا أن أعداء الإسلام والمسلمين نجحوا في تقطيع أوصالنا وتفريق كلمتنا وتشتيت اهتماماتنا حتى أصبح البعض لا يفكر إلا في نفسه ولا يهتمّ إلا بأمر عيشه ورفاهيته، تاركاً كل هذه المآسي والأحزان خلف ظهره، ولعل جرح دولة أركان بورما، المسلمة، التي احتلها البوذيون إحدى جراحات أمتنا القديمة المتجددة، إذ عانى من ويلاتها شعب مسلم بأكمله منذ عشرات العقود ولايزالون يعانون حتى هذه اللحظة، إنه شعب أركان بورما المسلم وقضية إقليم أركان أحد ممالك المسلمين التي احتلها البوذيون وضموها إلى بورما وأصبحت تسمى مؤخراً دولة (ميانمار) .
تقع مملكة أركان التي احتلتها بورما البوذية وصيرتها إقليماً من أقاليمها في جنوب شرق آسيا، تحدها من الشمال الصين ومن الجنوب خليج البنغال وتايلند ومن الشرق لاوس ومن الغرب بنغلاديش. وصل الإسلام إلى أركان في القرن الثاني الهجري عام 172هـ ، عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء أكياب عاصمة (أركان) في عهد الخليفة الراشد هارون الرشيد «رحمه الله».
وأقيمت في (أركان) سلطنات إسلامية كثيرة، وفي عام 1430م قامت مملكة إسلامية على يد السلطان سليمان شاه، واستمرت إلى عام 1784م، أي قرابة ثلاثة قرون ونصف، تتابع على حكمها ثمانيةٌ وأربعون ملكاً مسلماً على التوالي، وآخرهم الملك سليم شاه، وكانوا يكتبون على العملات كلمة التوحيد وأسماء الخلفاء الأربعة باللغة العربية .
وفي عام 1784م احتل الملك البوذي مملكة أركان وضمها إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعندها بدأت معاناة المسلمين هناك، وضاعت فصولها وسط جراحات الأمّة المتتالية.
ولم تكن هذه الأزمة وليدة الليلة ومع ذلك غابت قضية هؤلاء المسلمين الذين باتوا فريسةً للفقر والحرمان وحملات القمع والتهجير من قبل حكومة بورما التي تمارس أبشع صور الاضطهاد الديني والعرقي ضد المسلمين الأركانيين حيث ألغت الحكومة جنسية المسلمين الروهنجا في أركان ظلماً وعدواناً بموجب قانون المواطنة والجنسية الذي وضع عام 1982م. ليتم تهجيرهم وطردهم من أراضيهم وهو ما حصل بعد ذلك، ولا يزال التهجير مستمراً حتى اللحظة، وحرمت المسلمين أيضاً من حرية السفر والتنقل داخل البلد وخارجه.
وقامت باعتقالهم وتعذيبهم كما أجبرت الحكومة البوذية المسلمين على القيام بأعمال السخرة دون أجر كتعبيد الطرق وحفر الخنادق في المناطق الجبلية البورمية والخدمة في معسكرات الاحتلال، بالإضافة إلى مصادرة أوقاف المسلمين وأراضيهم الزراعية.
ونهب أموالهم، ومنعهم من الاستيراد والتصدير أو ممارسة الأعمال التجارية.
ووضع العقبات أمام دراسة أبناء المسلمين علوم الشريعة ومنعهم من الزواج وتحديد النسل إلى ما هنالك من سياسات ممنهجة تحتاج إلى مؤلفات لتوضيح أبعادها السياسية والإنسانية.
وخلال الأسبوعين الماضيين تجدد بطش البوذيين بالمسلمين حيث تعرض عشرة من دعاة المسلمين الأركانيين إلى مذبحة شنيعة قضوا نحبهم فيها بعد أن هوجموا من قبل جماعة بوذية فتكوا بهم جميعاً ومثلّوا بحثثهم، وقد نقلت وسائل الإعلام صوراً فظيعة لضحايا هذه المجزرة التي لم تجد من ينتصر لها من قبل الحكومة الميانمارية التي غضت الطرف عنها وكأنها على اتفاق مع المجرمين القتلة، ولم تقف الأمور عند هذه المجزرة فحسب بل تعدتها إلى حرق منازل ومزارع عدد كبير من المسلمين وقتل العشرات بالنيران كل ذلك بمعاونة رجال الشرطة مع الطغمة البوذية الحاقدة على المسلمين، وتم فرض حظر التجول على القرى التي تقطنها الأقلية المسلمة، وبعدها قامت الجماعات البوذية بتغطية من الحكومة الميانمارية بحملة تطهير عرقي وديني راح ضحيتها ألفا مسلم وحرقوا قرابة ألفين وستمائة منزل من منازل المسلمين، وبلغ عدد النازحين أكثر من تسعين ألف نازح يعيشون في العراء بلا مأوى ولا غذاء ولا دواء بعد أن رفضت دول الجوار استقبالهم، فمات من مات منهم؛ ومن عاش فإنه يعاني السقم والضياع والشتات .
هذه هي قضية مسلمي أركان وهؤلاء أمانة في رقابنا وهم اليوم في أمس الحاجة لكي نظهر قضيتهم في المجتمع الدولي وفي الإعلام العالمي والمحلي، ولئن قصّر الإعلام كثيرا في إبراز هذه المعاناة فإن الأمل يحدوني أن تتحرك الآلة الإعلامية الإسلامية من جديد لتقوم بدورها وتؤدي واجبها تجاه شعب يباد أمام نظر العالم وسمعه، إذ القضية بحاجة ماسة إلى التركيز الإعلامي في المقام الأول، وعلى المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية والإغاثية واجب التحرك العاجل لإنقاذ البقية الباقية من المسلمين والمطالبة بحقوقهم في دولتهم والسعي الجاد لتدويل القضية حتى ينال المسلمون حقوقهم المشروعة، وعلى مستوى الشعوب والأفراد فإن العودة إلى الله جل وعلا وتغيير الحال إلى ما يرضيه سبحانه والالتجاء إليه سبيل قوي وباب عظيم من أبواب النصر وانجلاء الغمة.



لمعرفة المصدر أنقر هنا

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
almadina_print_logo.jpg

صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر


من مجازر سوريا .. إلى مجازر أركان المنسية

تاريخ الخبر :06/07/2012
صلاح عبدالشكور
170398.jpeg

في خضم الأحداث المتسارعة في سوريا، وفي ظل الطغيان والبطش والفتك والمجازر التي يمارسها النظام السوري، تُطعن أمة الإسلام مرة أخرى في جزء من أجزائها المسلوبة، وفي بقعة من بقاعها المنسية، وشلال آخر من شلالات دماء المسلمين يراق دون أي لفتة أو إنسانية، قد لا تتألم أمتنا كثيرًا بهذه الطعنة، لأن الإعلام مشغول بطعنات أكبر وأشنع، ولكنها تظل طعنة تؤلم وتدمي وتطرح أسئلة كثيرة عن تشتتنا وتكالب الأعداء علينا من كل حدب وصوب.
في بحر الأسبوع المنصرم تعرض عشرة من دعاة المسلمين الأركانيين إلى مذبحة شنيعة، قضوا نحبهم فيها، بعد أن هوجموا من قبل جماعة بوذية، وفتكوا بهم جميعًا، ومثلّوا بجثثهم، وقد نقلت المصادر صورًا فظيعة لضحايا هذه المجزرة التي لم تجد مَن ينتصر لها من قِبل الحكومة الميانمارية التي غضّت الطرف عنها، وكأنها على اتفاق مع المجرمين القتلة، ولم تقف الأمور عند هذه المجزرة فحسب، بل تعدتها إلى حرق منازل ومزارع عدد كبير من المسلمين، وقتل العشرات بالنيران. كل ذلك بمعاونة رجال الشرطة، مع الطغمة البوذية الحاقدة على المسلمين، وقد تم فرض حظر التجول على القرى التي تقطنها الأقلية المسلمة، وبعدها قامت الجماعات البوذية بتغطية من الحكومة الميانمارية بحملة تطهير عرقي، وديني راح ضحيتها 100 مسلم، وأصيب نحو 300 شخص، وحرقوا قرابة ألف منزل من منازل المسلمين، كما تم في هذه الحملة النكراء استهداف العلماء والأطباء والمفكرين، وبعيدًا عن هذه الأحداث والتوترات فإن المعلوم الذي يعرفه القاصي والداني أن مسلمي أركان يعانون منذ عقود طويلة من ظلم واضطهاد البوذيين لهم عبر منظومة انتهاكات قاسية من قبل القوات الحكومية البوذية المسلحة، التي حاولت بكل ما أوتيت من قوة وأد جميع المسلمين، وإخفاء كل المعالم التي تمتُّ إلى الإسلام بِصِلَةٍ، تمثل هذا الظلم في المذابح البشعة التي ارتُكبت في حق المسلمين الأركانيين على فترات مختلفة، والتهجير الإجباري، ونزع المواطنة، والتفنن في التعذيب والتنكيل والتطهير العرقي، إضافة إلى الاعتقالات الظالمة، وهدم المساجد والمدارس الإسلامية، وحرمان المسلمين من أدنى الحقوق الإنسانية، وحول هذه الجرائم يقول الدكتور محمد عبده يماني -رحمه الله- (وزير الإعلام الأسبق) في مقال له بجريدة المدينة بتاريخ 4/11/2007م : «وقد رأيت بنفسي ألوانًا من هذا الظلم، وهذا التطهير العرقي عندما زرت بلادهم، ورأيت كيف تزاول الحكومة البوذية في بورما سياسة التطهير العرقي تجاه المسلمين في (أراكان)، وتسعى لإعادة التركيبة السكانية في الولاية والقضاء -بشتى السبل- على الأغلبية المسلمة هناك».
وحتى هذه اللحظة فإن الأقلية المسلمة لا تزال تواجه أعتى أنظمة الظلم والطغيان والتمييز الديني في تلك المنطقة، حيث لا تسمح الحكومة ببناء المساجد والمدارس، وترميمها، ورفع الآذان فيها، أو إقامة أي محاضرات أو ندوات، أو نحر الأضاحي، كما لا تسمح الحكومة بالتنقل من قرية إلى قرية أخرى، فضلاً عن منطقة إلى منطقة إلاّ بورقة رسمية صعب المنال، وفي الجانب التعليمي: لا تمنح لأبناء المسلمين الفرصة لإكمال الثانوية إلاّ 5%، والجامعة إلاّ بنسبة 1%، ولا تسمح السفر إلى الخارج للتعليم. وأمّا حق الوظيفة للمسلمين في أراكان بورما فلا يوجد مطلقًا في أي مجال كان، سواء في التعليم، أو في العسكر، أو غير ذلك. في ظل انتشار الفقر والغلاء في أراكان بورما نتيجة البطالة، وفرض الرسوم الهائلة على الأنشطة التجارية في ميانمار..
هذا الوضع المتأزم الذي تصاعد فجأة يدعونا لأن نطلق صرخة مدوّية في وجه العالم الإسلامي على وجه الخصوص؛ للقيام بواجب النصرة لهؤلاء المسلمين، ونستصرخ كافة المنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية، ونناشد رابطة العالم الإسلامي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهما من المنظمات المهتمة بقضايا المسلمين لكي يؤدوا دورهم وواجبهم تجاه هذا الظلم المتنامي، وعلى العالم أجمع أن يناصروا هذا الشعب، ويؤازروا هذه الأقلية المسلمة؛ كي لا تمّحي من الوجود، وصيحة أخيرة في أذن كل إعلاميٍ مسلم أن لا يدع هذه القضية تمر كما مرت قضية الأركانيين الروهنجيين منذ بدايتها، دون أن تصل إلى سمع العالم وأذنه، ودون أن يؤثر في مجريات الأمور حتى شُرِّد شعب مسلم بكامله! فالقضية قضية دين، وشعب مسلم يتعرض لإبادة واضطهاد ممنهجين.. فاللهم لطفك..!
iamsalah@hotmail.com

http://www.al-madina.com/node/388390/risala

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
مؤلم ما يحدث لمسلمي بورما من مجازر بشعة




زكريا مولوي سعيد حسين

أين نحن من قول الله عز وجل (إنَّما الْمؤمنون إِخوة) وأين نحن من قول النبي -صلى الله عليه و سلم- «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (رواه البخاري) .
إنّ ما حصل لمسلمي أراكان في بورما من مجازر ومذابح ما تدمع لها العيون، وتألم لها القلوب، ويكاد يغمى عليك من شدة الهول والفزع. قبل بضعة أيام تعرض عشرة من أخواننا المسلمين في أراكان إلى مذبحة من أبشع المذابح التي عرفها التاريخ البشري قتلوا بالسلاح وقطعوهم إلى قطع أوصال من قبل الجماعات البوذية تحت مظلة من الحكومة الميانمارية . قلت في نفسي: «لا إله إلا الله « إلى هذه الدرجة وصل الحقد والكراهية للمسلمين!
لقد قاموا أيضاً بقتل أكثر من مائة مسلم، وأصيب بعاهات مستديمة نحو ثلاثمائة شخص، وأشعلوا النيران في ألف منزل، ونهبوا كل ما يدخرونه من أرز وأبقار حتى لم يبق ما يأكله المسلمون، كما تم في هذه الحملة المخططة من قبل الحكومة البوذية استهداف العلماء والمشايخ، والحفاظ لكتاب الله، والأطباء، والمفكرين والمثقفين ، حتى النساء الحُمّل والأطفال الرضع لم يسلموا من هذا التطهير والتعذيب .
ومن المعلوم للمهتمين بأوضاع المسلمين في العالم أنَّ المسلمين في إقليم أراكان يعانون من القمع والبطش والتطهير والتشريد من قبل الحكومة البورمية البوذية منذ احتلال هذه المنطقة من قبل الملك البوذي (بودوبيه) عام 1784 م وإلى الآن .
واستمرت مراراً مسلسلات القتل والتعذيب ضد مسلمي أراكان الأبرياء حتى هذه اللحظة لا لشيء سوى أنهم يؤمنون بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً . يقول الله عزوجل: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) .







لمعرفة المصدر أنقر هنا

 
التعديل الأخير:

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
تحرّجت أن أعيش !

thumb.php



يتابع الأخبار أولاً بأول .. يركز على أخبار بلد معين .. ينصرف قبل انتهاء النشرة .. يفتح دفتر المذكرات .. يسجل يوميات قصيرة .. يوماً بعد يوم .. يراجع أحياناً ما كتب من أول يوم :

- إن ارتويت من الماء البارد وقد يكون زمزم أحياناً تحرجت أنهم لا يجدون ماء عكراً يقتلون به ظمأهم ، أو يضطرون إلى الشرب من آبار مسمومة سممها لهم عدوهم ..

- إن أقبلت آكل بشهية تحرّجت من جوعهم وفقرهم ..
- إن شبعت من طعام تحرّجت من وفاة المئات جوعاً ومسغبة لديهم ..
- إن رأيتني بين أهلي مجتمعين تحرجت من تفرقهم في أقاصي البلدان وتشتتهم ..
- إن صليت في المسجد مزوداً بالتكييف البارد تحرجت من هدم مساجدهم وأدائهم في الأرض الفضاء صلاتهم ..
- إن تناولت كتاباً أو مجلة تحرجت من قراءتي في غير شأنهم وما يتصل بهم ..
- إن غدوت لعملي آمناً مطمئناً تحرجت من خوفهم وقلقهم واضطرابهم ..
- إن تحركت لعمل أو مهمة تحرجت أن ينصرف جهدي لغيرهم ..
- إن أقمت في مكاني ساكناً تحرجت من تنقلهم باستمرار بين قراهم ومهاجرهم ..
- إن جلست أفكر في شيء تحرجت أن يكون تفكيري في غير همهم ومصابهم ..
- إن لا عبت طفلاً أو داعبته تحرجت من بصمة البؤس على وجوه أطفالهم ..

- إن قلبت ألبوم الصور الشخصية تحرجت من عجزي عن التمعن في صور أشلائهم ملطّخة بدمائهم ..

- إن سمعت من أحدهم شكراً على خطبة خطبتها أو قصة كتبتها تحرجت من عجزي عن الجهاد بغير القلم ، ونصرتهم بغير الكلِم ..
- أولئك هم أهلي في أراكان المنكوبة منذ ما يقرب من شهر عجل الله بنصرهم ..

- إن تألمت اليوم لما ينزل بأهلي في أراكان على أيدي البوذيين "الموغ" تحرجت أني لم أتألم بنفس الدرجة أو أكثر لما حدث بالأمس ولازال لإخوتي في الشام على أيدي الشبيحة العلويين ..

- إن لم أعش متحرجاً هكذا في يومي وليلتي وفي غدوتي وروحتي خشيت أن لا أجد معنى للعيش دونهم ، ولا معنى لحركة الضمير في داخلي بعدهم ..

يأنس في نفسه شيئاً من الرضا عما كتب .. يدع الدفتر جانباً .. يفكر قليلاً .. يصعّد زفرة قوية .. يتناول الدفتر من جديد .. يسجل يوميته الأخيرة .. قبل أن يقرر التوقف عن الكتابة :

- إن رأيتم اليوم إنساناً مظلوماً هادئاً ساكناً بارداً فقد ينبغي أن لا نغتر بمظهره ، فربما كان في الأعماق قدر يغلي ، وربما كان تحت السطح بحر يموج ، ولعله الهدوء الذي يسبق العاصفة ، لا تبقي ولا تذر ، تفرق كل ما أمامها شذر مذر ..



 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
[frame="15 10"]
نفحات رمضان .. ومأساة الشعب الروهانجي الأراكاني المسلم

أتى شهر رمضان المبارك بنفحاته وبركاته ، أتى شهر رمضان وأوله رحمة وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار . شهر تصفد فيه مردة الجن والشياطين ..
ولكن شعبنا الروهانجي الأراكاني المسلم يعاني في إقليم أراكان ما لم يعانيه أي شعب آخر على هذه البسيطة تحت ستار محكم عن عيون الإعلام العالمي الذي وإن يرى بعض الفظائع فيتحرك على استحياء بالشجب والتنديد والاستنكار فقط دون تحرك حقيقي بالضغط والحصار الاقتصادي والسياسي وربما العسكري في بعض الحالات الأخرى التي تخص غير المسلمين!!
إن الشعب الروهانجي الأراكاني المسلم يعاني منذ أكثر من شهر ونصف من القتل الجماعي للرجال والنساء والشيوخ والأطفال وإحراق منازلهم وطردهم منها والإبادة الجماعية والتهجير القسري والتشريد في الغابات والوديان وحدود دولة بنغلاديش الجارة المسلمة الوحيدة ولكنها سدت السبل أمامهم حفاظاً على المعاهدات الموقعة مع دولة ميانمار الظالمة المعتدية. فباتوا يتيهون على الحدود بين الدولتين دون غطاء يحميهم أو أرض تؤويهم أو غذاء يسد جوعهم أو دواء يداوي جرحاهم في موسم الأمطار الصيفية التي تهطل بغزارة .. فلا يعرفون في ظل هذه الظروف الأرضية والجوية والإنسانية ماذا يفعلون ؟ وإلى أين يتجهون؟
ومن بقي على أرض أراكان فرض عليهم الحصار الحديدي الصارم وحبسوا داخل بيوتهم مع التفتيش المستمر بحثا عن أي شباب أو رجال لاعتقالهم .أو غذاء داخل بيوتهم لمصادرتها فيموتوا من الجوع . وغير مسموح لهم بالخروج أو التجوال للنساء والأطفال الصغار خارج منازلهم وإلا كان الرصاص والسكاكين والسواطير بانتظارهم.
ثم جاءت تصريحات الجنرال تين سين الحاكم الفاشي والديكتاتور الظالم بأن هؤلاء غرباء غير مرحب بهم ولا نرغب بوجودهم في بورما فلتقم المفوضية العليا للاجئين ببناء معسكرات لهم تمهيدا لنقلهم إلى أي دولة ترغب بهم!! فأكمل الناقص عليه لعنة الله- ليشتد إيذاء البوذيين الموغ للمسلمين في أراكان وزادت عمليات القتل والسجن والاضطهاد واغتصاب الفتيات والنساء والتخويف والتشريد..
ومع دخول شهر رمضان المبارك منعوا المسلمين الباقيين من إقامة الصلوات والتراويح والعبادة وتلاوة القرآن الكريم وأقفلوا أكثر من ( 300 ) ثلاث مئة مسجد ودار للعبادة وحبسوا الأئمة والعلماء والدعاة في سجون بلا غذاء و لا ماء ليموتوا جوعاً وعطشاً
إخواني المسلمين إن إخوتكم في إقليم أراكان يحتاجون بشدة إلى نصرتكم ووقفتكم الجادة والمخلصة معهم ليتجاوزوا محنتهم القاسية والرهيبة وذلك لاستئصال جذور وجذوة الإسلام من نفوسهم ولكي يخلو هذا الإقليم المسلم من المسلمين ..
فالله الله نسألكم لهم الدعاء المخلص .. ونسألكم لهم العون والنصرة بكل السبل والوسائل والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه


ملاحظة : قمت بإرسال هذه المقالة لجريدة المدينة المنورة اليوم الاثنين 4 رمضان 1433هـ ، لنشرها في صفحة ( آراء )

د.إلياس سيد عالم عبد الكريم
باحث في الشؤون الروهانجية الأراكانية

[/frame]
 

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0

رمضان يخجل !

thumb.php

2012-07-26 05:23:08
إنه طفلها الثاني .. خرجت به تدفنه بيديها في هدأة السَّحَر وظلمته .. في نفس الوقت الذي يتحلّق فيه أفراد الأسر حول موائد السحور في البلاد الغنية المتخمة .. لماذا لا يلتفتون إلى إخوة لهم مسلمين جوعى لا يجدون ما يفطرون عليه أو يتسحّرون به لصيامهم؟!

صامت يومين حتى الآن وقاومت الجوع والعطش .. هل تنجح في الصمود والصبر على فقد أطفالها واحداً بعد آخر؟ كانوا صائمين مثلها أياماً وليالي كالحة قبل أن ينهاروا ويستسلموا للموت البطيء في غرّة الشهر الكريم ..


بيوت المسلمين خالية من كل ما هو صالح للاستهلاك البشري .. نهبها البوذيون وأحرقوها قبل أسبوعين خلال المجازر الوحشية والإبادة الجماعية وحملات التطهير العرقي التي نفذوها بطريقة ممنهجة غاية في البشاعة والوحشية .


صحيح أنها توقفت الآن إلى حد ما ، وهدأت الأمور قليلاً بعد الحراك الإعلامي الذي شهده العالم خلال الأيام الماضية ؛ ولكن الاعتقالات التعسفية مازالت مستمرة ، وسياسة التجويع ماضية على قدم وساق .. دكاكين البوذيين لا ترحب بزبائنها الروهنجيين ، وأخبار القتل والاغتصاب لم تنقطع ..


بالأمس اقتحموا عليها كوخها ، وانتزعوا من بين يديها جارتها التي كانت تختبئ عندها .. ركلها أحد الجنود على صدرها بقدمه .. أسقطها أرضاً لا حراك بها .. تتألم وتعاني في صمت ، وغادروا بالجارة وساقوها إلى مصير مجهول ..


حمدت ربها في سرها .. أنهم تركوها ولم يهتكوا عرضها .. أو عرض جارتها أمام ناظريها .. كما هو المعتاد في مثل هذه الحالات ..


قبل ذلك بساعات ساقوا زوج جارتها عنوة إلى المعتقل .. هزئوا به وسخروا منه كثيراً وحرقوا لحيته حين عرفوا أنه كان إماماً للمسجد الذي وضعوا القفل على بابه ومنعوا من الصلاة فيه .. طلبوا إليه أن يصدر للناس فتوى باسمه بعدم وجوب الصيام وعدم مشروعية صلاة التراويح .. أتوه بورقة مكتوبة عرضوها عليه أمامه .. قرأ عليها نص الفتوى بلغة عربية صحيحة لا تشوبها شائبة عُجمة .. ما عليه إلا أن يذيلها باسمه ويضع توقيعه عليها ؛ ليفك رقبته منهم ويخلص نفسه من هذا العذاب ؛ ولكنه أبى وامتنع بشدة .. لم يستجب لإلحاحهم ولكل توسلاتهم وتهديداتهم ..


تساءل في نفسه بصوت داخلي مقموع خشي أن يفضحه :


- من أين لهم هذه الفتوى الجاهزة مكتوبةً بلغة عربية سليمة؟ من هذا الخائن الذي تطوع لهم بكتابتها بثمن بخس؟


نكّلوا به وساموه سوء العذاب .. طال عليهم أمد التعذيب حتى سئموا وملوا .. صاح أحدهم فجأة :


- أنا أعرف كيف أجعله يخضع ويستجيب ، ويضع توقيعه على الفتوى بلا تردد .. فقط اسمحوا لي دقائق آتكم بزوجته هنا !!!


- هل يتركونها حية بعد اغتصابها أمام زوجها؟ هل يتركونه حياً بعد قتلها أمامه؟ هل يسلموننا الجثث سليمة دون تمثيل وتشويه كالعادة؟


كانت تناجي نفسها بحيرة وذهول ، وتتناوشها الأسئلة الدموية الحمراء وهي جالسة على باب الكوخ تنتظر مرور أحد من الرجال ينوب عنها في دفن طفلها الثاني .. لليوم الثاني على التوالي ! طال انتظارها ولم يأت أحد .. كيف والخارج من كوخه مقتول؟


تشجّعت وخرجت وحدها تدفن فقيدها الصغير تحت حجاب هذا الليل الساتر .. لا تكاد تقوى على الوقوف بقدميها .. مازال ظهرها يؤلمها من حين ركلها الجندي البوذي على صدرها بقدمه .. لا تكاد تقوى على الخطو بقدميها .. مازال جوعها يفري بطنها كل لحظة وكل ثانية .. أنهكها وأضعف قواها وإن بقيت لها بقية ..


تركتُها تصارع الموت في الغابة وحدها .. فوق قبر وليدها .. وولّيتها ظهري ومضيت .. أحبس دمعة سقطت على حين غفلة .. لم أقو على متابعة المزيد .. أي بؤس وأي خزي وأي عار وأي خذلان يا أمة المليار؟ تركتها ومضيت كما يفعل المليار ..


الحقيقة أني تخليت عنها ، وخجلت أن أحل ضيفاً على مسلمين ضعافٍ جياعٍ هزلى .. لم تبق منهم إلا أشباحهم في البلاد المسلمة "أراكان" ؛ بينما الناس في البلاد الأخرى يفرحون بي ، ويحتفون بمقدمي ، ويتسابقون لاستقبالي مرحّبين :

- أهلاً بك رمضان !!!


إبراهيم حافظ
- مكة المكرمة


 
التعديل الأخير:

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
http://lojainiat.com/
نسينا الدين والدنيا ..!!

thumb.php


2012-07-28 04:04:00
في زخم الأحداث والصراعات والنزاعات تتخلل في قلب المرء شيء من الحزن والغم لما تلامس عواطفه وروحه من مناظر للقتل والتدمير والتشريد للأبرياء دون ذنب اقترفوه، فيجهش بالبكاء كالطفل الرضيع ، ويتذكر أيام الماضي لما كان الحب والعطف غريزة لكل إنسان يحمل في جوفه قلب حي .

وما أجمل تلك الحياة لا تمل ولا تفتر من العيش كالبلبل يغرد مع كل صباح ليوم حافل بالسعادة والهناء والصفا .

وفي صعاب الحياة وقلة المال تتنغم في أذنيك مآسي وآلام خلت نهايتها وطويت صفحتها وبدأت بفجر مليء بالإنجازات والإبداعات ، فيا أيها الماضي عودي إلينا بلمساتك الحانية وشجونك الخافتة في سرداب الحياة فالحنين إلى الوراء تنبري بالإرتسامات والخواطر الجميلة والبريئة .

فنحن في زمن قلة الوفاء والأوفياء ، والوئام والتلاحم والوحدة واللحمة ، من أجل دينار ودنانير ، ملء الكون زخامات من الخيانة والكذب والغدر والبغض ، فنسينا الدين والدنيا .

نسينا كل ما تعلمنا من أخلاق تزين المرء ، وما تربينا عليه من فضائل تنور دربنا ، فيا للعجب العجاب .
بالأمس القريب كنا قد عهدنا أن لا للحياة بعد السمو والرقي ، وتجاهلنا بعهدنا وسرنا نحو سفاسف الأمور ، فعجزنا من تقدم وتفوق بعد ما كنا نصدر العلم والمعرفة لكافة الدنيا .

فيا رب العالمين أبصر دربنا ونور سيرنا وافتح قلبنا ، وحبب إلينا كل خير ومفيد ، وباعد بيننا وبين الشر كما باعدت بين المشرق والمغرب ، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، أنت ولينا ومولانا .
إلى اللقاء ..

زكريا مولوي سعيد حسين
Zakaria.msh@hotmail.com

 

نزيل نجد

New member
إنضم
18 أكتوبر 2011
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الابعاد الا

خواطر (1)
الأبعاد الاسلامية والانسانية لزيارة وزير الخارجية التركية وأمينة أوردغان
[][/

إن زيارة الوفد التركي المبارك لمسلمي أراكان في منطقة أراكان هي زيارة تاريخية وانسانية وصورة حقيقية لتلاحم وتراحم المسلمين والوقوف بجانب المظلوم . أن الشعب الروهنجيا عاش أكثر من نصف قرن في هذا السجن الطبيعي مسلوب جميع حقوقه الإنسانية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية عاش هذا الشعب كل أنواع الظلم في ظل حكومة عسكرية لا تعترف بأي أعراف دولية أو مبادئ انسانية أو حقوق اسلامية أن الشعب الروهنجيا فقد كل مقومات الحياة منقطع عن العالم الخارجي لا يملك أي وثيقة للسفر أو تدل على مواطنتهم أو انتماءهم للأرض الذي عاش فيه آباءهم وأجدادهم قروناً ودهورا
نهيك عن ممارسة الحياة الطبيعية أو أداء شعائر دينهم كالحج أو العمرة
إن صورة البكاء والعويل والوجوه الحزينة لهي أعظم دليل على ما عاشه هذا الشعب المحروم وكم منهم من فقد قريبه أو أمه أو اباه أو انتهكت محارمه إنه شعب مجروح بكل ما تعينه الكلمة ولذا يقول نريد منكم مساعدة حقيقة , وزيارة هولاء الكرام لهي أشد من الماء البارد على الظامئ منذ أيام والجائع الذي وجد لقمة يسد جوعه ,
إن زيارة هذا الوفد المبارك أوقد في نفوس الروهنجيين شمعة أمل وبارقة فجر جديد لهذا الشعب المكلوم بل في نفوس المسلمين وقد ضرب لنا هولاء الأبطال أروع الأمثلة في الرحمة والرأفة بل في التواضع بل في الجود والكرم بل أننا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعا له سائر الجسد بالسهر والحمّة , وأن البشر كلهم سواء ولا فرق بين الأسود والأبيض والعجم والعرب وأن أكرمكم عند الله أتقاكم ,
فكم حركو من نفوس وأيقظوا من ضمير لبذل الغالي والنفيس لمساعدة الآخرين فهل نعي هذا الدرس ,
إن زيارة الوفد التركي المبارك كسر للإرادة الأبية والنفوس المتخاذلة لنصرة إخوانهم في أراكان
فتحية تقدير واجلال لكل من وقف مع المظلوم
حق على كل روهنجي أن يدعو لهولاء في ظهر الغيب
فجزاهم الله عن هذا الشعب خير الجزاء
كتبه
عبدالله حافظ الأراكاني ـ الرياض
23/ رمضان 1433هـ
 

نزيل نجد

New member
إنضم
18 أكتوبر 2011
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
خواطر (2) هل قضية سوريا وأراكان وجهان لعملة واحدة

هل تشابه حلم الشعبين وتزامنت قضيتهما وتوافق السفاحان في القتل والتشريد لشعوبهم ان السجن الذي عاشه الشعب السوري والذل الذي رأه مما جعله يدفع ثمن عظيما ويضحي بأرواح ويواجه الموت المحفوف لينال الكرامة ويموت عزيرا رغم تخلي العالم له انه الخروج من سجن الذل فهل الشعب الاراكاني قد دفع جزء من الثمن اوأغلبه لشراء العزة والكرامة والحرية والحقوق مع مساندة العالم له
هل الربيع الاراكاني تزامن مع ربيع العربي لانهم احفاد العرب
.عبدالله الحافظ 24 رمضان 1433
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
almadina_print_logo.jpg

صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر


مازال دم المسلم ينزف وعرضه ينتهك في أركان

تاريخ الخبر :13/08/2012
هذه الأيام وبينما الأمة الإسلامية تعيش لحظات مباركات في ظلال هذا الشهر الكريم، وكان بودها أن تنعم بشيء من هدوء البال وراحة الضمير. طارت الأنباء بنزف جديد من جسدها الذي طالما أنهكته الجراحات الموجعة.
هناك في أقاصي الأرض شرقاً أقلية مسلمة مستضعفة صنفتها هيئة الأمم المتحدة بأنها أكثر الأقليات اضطهاداً في العالم منذ أكثر من قرن من الزمان!!..إنها أقلية الروهانج المسلمة في أركان..
ورغم التعتيم الإعلامي والسعي الدؤوب لإخفاء الجريمة ووأدها قبل أن تنبعث ريحها، انتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم، عرف الصغير قبل الكبير بأن الجاني والقاتل والجلاد والمجرم والمغتصب هو نفسه ذاك المجرم المألوف والذي اعتاد دون نكير أو حسيب أن يبرز بين الفينة والأخرى ليسدد طعنات موجعة في مقتل هذه الأقلية المسلمة الصامدة منذ عقود من الزمان، لكن الفارق اليوم أنه تلثم بلثام الديمقراطية، لذر الرماد في العيون.
قام الجميع بفرك العيون للتأكد من الحقيقة المرة!!
وبينما هم كذلك إذ سقط اللثام ليتأكد الجميع بأن حكومة بورما البوذية الغاشمة هي فعلاً صاحبة الجرم الحقيقي، والتي تولت تحريض الجماعات البوذية المتطرفة لاستئصال شأفة الإسلام من أرضه، (أركان).
ماذا ياترى فعلت بورما بهذه الأقلية المسلمة؟! وما هو الاتهام الموجه لها ؟
اتهمت بورما بأنها قدِمت على مساجد المسلمين فأحرقتها، وجاءت قراهم ومساكنهم ومزارعهم وأخضرهم ويابسهم فأحرقتها عن بكرة أبيها وجعلتها هشيماً كأن لم تغن بالأمس، وقدمت على أعراض أهل الإسلام فانتهكتها دون أي وازع أخلاقي أو قيمي أو إنساني!!
ثم جاءت على نفوس بريئة فأزهقتها دون وجه حق!!! وجاءت على الشباب فاغتالته في ربيعه دونما ثمن!!ثم قدمت على الطفولة والبراءة فاغتالتها في بربرية قاسية لاتعرف معنى الرحمة والشفقة، ثم مالت تهجرالشيوخ والثكالى واليتامى والنساء والأطفال ممن حرقت بيوتهم سلفاً فجعلتهم في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء والأمطار والأعاصير تصب فوقهم صباً، وتفترسهم أشباح الجوع والخوف والعراءوالبطش والتهجير ؟!!
وماذا بعدُ..!!
لقد عملت عمائلها التترية النكراء، ثم هرولت تبكي وتشتكي بأنها هي المضطهدة المظلومة .
هذه هي قصة بورما الملطخة أيديها بدماء الأبرياء العزل ..
وهذه بورما التي احترفت القتل ثم المشي في جنازة القتيل !!
أتساءل هنا، هل بوسع إنسان أن يصف حجم الإجرام الذي تورطت فيه هذه الحكومة الغاشمة؟
وهل بوسع أي كائن في الدنيا أن يصف العنت والألم والعنف الذي مارسه المجرم بهذا الشعب الأعزل؟!!
بل هل ثمة من يتمكن إحصاء صنوف العذاب والاضطهاد التي مورست بحقهم ؟!!
أجزم بأنه لا أحد يقدر على ذلك غير الضحايا أنفسهم .
وفي ظل موجات الفرار بالأنفس والأعراض بقوارب صغيرة تحمل عشرات الأنفس من الأطفال والنساء والشيوخ يمخرون بها عباب البحر وسط أمواج خليج الأركان، بحثاً عن ملاذ آمن لأنفسهم وأُسرهم في أقرب دولة مسلمة مجاورة، وتتلقفهم قوات سلاح الحدود لتلك الدولة المسلمة لتحول مسار قاربهم المهلوك دون أدنى رحمة أو عطف نحو المحيط الهندي إلى حيث المصير المجهول لمصارعة الرياح والأمواج العاتية، وإلى حيث يلقون بعد رحلة يائسة حتفهم المحتوم!!
أتساءل هل باتت أمواج البحر أكثر أمناً وسباع الغاب أكثررأفة ورحمة من كثير من بني البشر ؟!!
يالله ماذا دهى أهل الإسلام؟!! بل ماذا دهت البشرية كلها؟!! ووسط المسلسل المستمر للأحداث الدامية الرهيبة تجاه هذه الأقلية وتضحياتها المستمرة في سبيل المحافظة على دينها وهويتها الإسلامية وأعراضها،أتساءل مجدداً ، ألا يوجد في عالم اليوم من يتصدى لهذه البربرية والهمجية واسترخاص إنسانية المسلم ودمه وعرضه؟
أين ضمير الإنسانية الذي يدعى الحرقة والغيرة على حقوق الإنسان؟!!
أين ضمير العالم الإسلامي والعربي، لماذا لايتحرك أو يحن أو يئن لآلام إخوانه في الدين والعرق والإنسانية؟!
فلم التواني عن النصرة ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر).
أحمد محمد أبوالخير -خميس مشيط




http://www.al-madina.com/node/395269
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
[FONT=&quot]أبعاد ودلالات الهجمة الوحشية التي يتعرض لها المسلمون الروهنجيا
[FONT=&quot]في أراكان من قبل النظام الحاكم في بورما في الوقت الراهن [/FONT]
[FONT=&quot]
بقلم : عزيز عبد المجيد الأركاني
[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] أعلنت الحكومة البورمية في الثالث من شهر يونيو الماضي عن حادث جنائي وقع في ولاية أراكان غربي البلاد فحواه .. أن هناك فتاة بوذية وجدت مقتولة بعد تعرضها لحالة إغتصاب على أيدي مجهولين ، وذلك في طرف قرية صغيرة تسكنها الغالبية البوذية من طائفة الموغ ، وفي وقت لا حق أعلنت السلطات البورمية عن إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص تشتبه في ضلوعهم في إرتكاب تلك الجريمة ، وينتمي هؤلاء إلى الأقلية الروهنجية المسلمة في أراكان ، ولم تمض 48 ساعة من الإعلان الحكومي ، حتى قامت مجموعة من العصابات البوذية المتطرفة بإعتراض حافلة صغيرة كانت تتجه إلى العاصمة القديمة رانجون وهي تقل مجموعة من دعاة جماعة التبليغ المسالمة وارتكبت بحقهم مجزرة وحشية على مقربة من بلدة تونغو، حيث قتلت عشرة أشخاص ومثلت بجثثهم بأسلوب بربري أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية علناً وجهراً ،وبررت الحكومة تلك الجريمة البشعة بالقول أنها جاءت في سياق رد الفعل العنيف من قبل طائفة (رخاين) التي تنتمي إليها الفتاة إنتقاماً لمقتلها. ومن المؤسف أنها لم تتخذ أية إجراءات توحي أنها جادة في تعقب الجناة والمجرمين الذين إرتكتبوا تلك المجزرة الوحشية ، وذلك على الرغم من أن الجناة معروفون ، مما شعر أفراد الأقلية الروهنجية المسلمة بأن هناك مؤامرة تحاك ضدهم وبل أن هناك خططاً أعدت لضربهم في هذا التوقيت .[/FONT]

[FONT=&quot]وبعد مضي قرابة أسبوع من وقوع تلك المذبحة البشعة وبسبب تجاهل الحكومة البورمية وصمتها المطلق تجاهها خرجت مجموعات من المصلين عقب أداء صلاة الجمعة في تظاهرات وإعتصامات سلمية مطالبين السلطات بالتحقيق في تلك المذبحة وذلك بتاريخ 8 /6/2012 في مدن أكياب ومنغدو وبوثيدونغ ، حيث واجهت السلطات تلك الإعتصامات والمظاهرات السلمية بإطلاق الأعيرة النارية الحية على المتظاهرين ، وقتل على أثره عشرات من أبناء الأقلية الروهنجية ، ولم تكتف بهذا بل أوعزت إلى طائفة الـ(موغ) المستوطنة في الإقليم مهمة قتل أبناء الروهنجيا وحرق بيوتهم وقراهم بصورة منهجية ، وبما أن أفراد القوات الأمنية والعسكرية المنتشرين في إقليم أراكان مثل : الجيش والإستخبارات وحرس الحدود والشرطة المحلية ، ينتمون إلى طائفة الموغ أو البورمان البوذيين فإنهم نسقوا الأدوار المتبادلة بينهم بعناية في قيادة حملات إبادة أبناء الروهنجيا ، فمن جهة تقوم عصابات الموغ بإشعال النار في قرى المسلمين الروهنجيا ، وحينما يحاول سكانها المسلمون الفرار من بيوتهم هرباً من النيران تجاه الغابات والأحراش فإنهم يتعرضون لرصاص الجيش أو لضربات سيوف وسواطير عصابات الموغ المحمية من قبلهم من جهة أخرى . [/FONT]

[FONT=&quot]ومنذ قرابة شهرين بات الجيش البورمي و بالتنسيق مع عصابات الموغ المحلية يشن حملات منسقة على بلدات وقرى المسلمين في أراكان حيث لم تبق بلدة او قرية في أرض أركان يسكنها المسلمون الروهنجيا إلا وتعرضت للحرق أوالتهجير بهدف التطهير العرقي ضد الأقلية الروهنجية المسلمة . ولا زالت تلك الحملات جارية على قدم وساق ، وبخاصة في ظل تعتيم إعلامي قسري فرض على الإقليم إذ تمنع السلطات البورمية وسائل الإعلام الأجنبية من الوصول إليه ومن ثم نقل الأحداث منه، كما لا يوجد فيه أي من المراقبين الأجانب ، وفي ظل حصار مطبق أصلاً على المسلمين الروهنجيا منذ خمسة عقود فإن القوات البورمية مازالت تمارس بحق الروهنجيا أبشع أنواع الجرائم من قتل وتشريد وخطف. وهناك خشية حقيقية لإختفاء قرابة عشرين ألف شخص بين قتيل ومفقود منذ بداية إندلاع الأزمة وبل أن هناك دلائل مؤكدة عن وجود مقابر جماعية لألاف أشخاص أعدموا في موقعين في شمال منطقة أراكان أحدهما في قرية تسمى هواربيل (زيغنغ برانغ )وبالتحديد في مكان يسمى ( خرولار زيري ) وهذا المكان يقع بالقرب من القيادة العسكرية لمنطقة منغدو (تناشوك )، والأخر في مكان يعرف بالميل 10 التابع لمنطقة بوثيدونغ ، كما أن هناك مئات الآلاف أصبحوا مهجرين أو مشردين بدون مأوى في أحراش وغابات فلا طعام ولا دواء لهم وبخاصة في ظل ما تشهده المنطقة من أمطار موسمية غزيرة في مثل هذه الأوقات من السنه ، مما بات أكثر المهجرين عرضة للموت إما جوعاً أو مرضاَ ، كما أن بورما إلى عهد قريب كانت ترفض دخول هيئات إغاثية دولية لإغاثة هؤلاء المشردين مخافة إنكشاف جرائمها وممارساتها ضد المسلمين الروهنجيا هناك ، وفي بداية الأزمة بررت الطغمة الحاكمة في بورما أن المشكلة لا تعدو كونها نزاع طائفي بين الرخاين والروهنجيا المهاجرين غير شرعين من بنجلاديش وأصبحت الأمور تحت سيطرتها تماماً كما زعمت ، وما لبث أن صرح رئيس بورما تين سين نفسه قائلاً أن بورما لا ترحب بالروهنجيا في أراضيها وعلى المجتمع الدولي تجميعهم في معسكرات مغلقة لترحيلهم إلى بلد أخر على حد تعبيره . وهكذا ظهرت النوايا الحقيقة لحكام بورما في إنهاء الوجود الإسلامي في أراكان بإخراج المسلمين الروهنجيا من أرضهم وتشريدهم من وطنهم بهدف التطهير العرقي وذلك بغض النظر عما أثير حول حادث الفتاة ـ إن كان صحيحاً أم لا ـ وذلك بتزوير حقائق التاريخ والجغرافيا وبتسويق الكذبة الكبرى في هذه المرحلة على المجتمع الدولي عن الروهنجيا مؤداها بأنهم مهاجرون غير شرعيين ، وحيث أن المجتمع الدولي ما زال صامتاً تجاه هذا التصريح العنصري الأرعن ودم الروهنجيا مازال ينزف بلا توقف فإننا نورد الحقائق التالية عن تاريخ الروهنجيا في أراكان ومن ثم عن أسباب هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسلمون الروهنجيا في أراكان من قبل الطغمة الحاكمة في بورما في هذا التوقيت : [/FONT]
[FONT=&quot]
الحقائق التاريخية :[/FONT]

[FONT=&quot]
كانت أراكان مملكة مستقلة في جنوب شرق أسيا لقرون ط
[/FONT][FONT=&quot]ويلة [/FONT][FONT=&quot]إلى ما قبيل العهد الاستعماري البريطاني في القرن التاسع عشر ولها تاريخ حافل بالأحداث ، قد يتصور البعض أنها محض خيال أو قصص من أساطير . ولكن هذا غير صحيح ، [/FONT][FONT=&quot]وتاريخ هذه المملكة أعرق وأقدم من تاريخ بورما نفسها وهي على غرار الممالك والدول التي كانت ومازالت موجودة في المنطقة مثل سيام (تايلاند) وكمبوديا ولاوس وأنام (فيتنام) والإمبراطورية الصينية والإمبراطورية المغولية في شبه القارة الهندية وحتى موسوعة غينيس للأرقام القياسية تذكر أن ملك أراكان مينهاتي يعد أول ملك في التاريخ المسجل يحكم لأطول فترة حكم على الإطلاق إّذ إمتد حكمه لـمدة 95 عاماً.[/FONT]



1.jpg


[FONT=&quot]مصدر الخريطة : أطلس العالم التاريخي ، الدكتورفالتر لايسرينغ ، برلين 2011[/FONT]


[FONT=&quot]هذه الخريطة التاريخية لقارة أسيا للفترة ما قبيل العهد الإستعماري أي حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وهي خريطة دولية معتمدة في حل قضايا المنازعات الدولية في الوقت الحاضر وهي ضمن صحفات أطلس تاريخي معتمد في الدول الناطقة باللغة الألمانية للأغراض الأكاديمية والبحثية ،[/FONT][FONT=&quot] حيث تظهر أراكان كدولة مستقلة تماماً ضمن دول المنطقة .[/FONT]
[FONT=&quot]والسؤال الآن أين أراكان في الخارطة الدولية ولماذا لم تقم دولة مستقلة بحدودها القديمة بعد زوال الإستعمار على غرار دول المنطقة التي حافظت على كياناتها في الوقت الحاضر ؟[/FONT]
[FONT=&quot]
الإستراتجية المخططة من قبل قومية البورمان لسرقة تاريخ أراكان: [/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]في الحقيقة أن البورمان قاموا بإحتلال أركان عنوة وظلماً وعدواناً وعلى أثره رسموا خططاً إستراتيجية لسرقة تاريخ أراكان أرضاَ وشعباً عبر مراحل وبالتدريج ، أو ما يسمى بأسلوب الدحرجة ، وكان هدف تهجير سكانها الأصليين في المقدمة دائماً . فكل ما جرى ويجري سواءً في العهود السابقة أو اللاحقة تنصب في تحقيق شيء واحد فقط بالنسبة للبورمان ألا وهو (إخراج سكانها المسلمين الروهنجيا منها بأية وسيلة أمكن ) أو ما يعرف في العصر الحديث القيام بالتطهير العرقي عن طريق الإبادة الجماعية وهو الهدف الكلي في المحصلة ، حتى لاتكون هناك مطالبة شعبية بالإستقلال في يوم من الأيام ، إدراكاً من البورمان لمعني المثل القائل : ما ضاع حق وراءه مطالب . [/FONT][FONT=&quot]ولم يكتفوا بهذا بل عمدوا إلى تزوير الحقائق والتاريخ وباتوا يروجون بناءً عليه الآن الكذبة الكبرى عن سكان أراكان الأصليين بأنهم مهاجرون غير شرعيين . وذلك لشرعنة إحتلالها على المستوى الدولي .[/FONT]

[FONT=&quot]دخول الإسلام إلى مملكة أراكان :[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وصل الإسلام إلى سواحل مملكة أراكان في القرن الثامن الميلادي وذلك عن طريق التجار العرب الذين أموا سواحل جنوب شرق أسيا ، ومع مرور السنوات إزدات أواصر الصلة والإربتاط بين المسلمين وسكان المنطقة بسبب المصاهرة و دخول الكثير منهم في الإسلام حتى جاء القرن الخامس عشر وبالتحديد عام 1404م حيث هاجم البورمان على مملكة أراكان واحتلوها ومن ثم قاموا بقتل وتشريد سكانها مما حدا بملكها نرميخلا اللجوء إلى مدينة غوار وذلك تحت حماية السلطان جلال الدين شاه الذي كان حاكماً على بلاد بنغال من قبل الإمبراطور المغولي ، الذي جهز جيشاً جراراً لتمكين الملك نرمخيلا من إستعادة حكمه من أيدي البورمان ، وفي عام 1430م إستعاد الملك نرمخيلا حكمه في أراكان مجدداً وذلك بفضل الدعم العسكري الذي تلقاه من قبل حاكم بنغال (1) ، مما جعله يعتنق الإسلام فغير إسمه من نرمخيلا إلى سليمان شاه ، وتبعه مواطنوه ولم تمض سنوات حتى أصبح غالبية سكان أراكان مسلمين ، وبالتالي أصبحت أراكان مملكة إسلامية كما أن علاقاتها وروابطها السياسية والإقتصادية والإجتماعية إنحصرت بالامبراطورية المغولية غرباً دون غيرها من دول الجوار مما أصبح هناك تمازج سكاني كبير فيها تبعاً لمكونات شعب الإمبراطورية المغولية ، لذلك نجد أن سكان الروهنجيا فيهم التنوع الكبير من حيث الأصول والأعراق فمنهم من يحمل سحنات قوقازية و منهم من يحمل سحنات مغولية وبتفاوت في ألوان البشرة من أسمر إلى أبيض ومنهم بين وبين فضلاً عن الجذور العربية لكثير من سكانها ، ولقد ودامت هذه المملكة الإسلامية لمدة تقارب أربعة قرون (1430ـ1784) وتعاقب على حكمها 48 ملكاً مسلماً ، حتى غزاها الملك البورمي بودابيا عام 1784م فإحتلها من جديد، كان ذلك قبيل الإستعمار البريطاني بقليل ، مستغلاً [/FONT][FONT=&quot]الظروف التي كانت تواجهها الإمبراطورية المغولية أنذاك حينما كانت إنشغلت بحروب مع المد الإستعماري البريطاني في المنطقة( 2).[/FONT]

[FONT=&quot]مراحل تشريد سكان المسلمين الروهنجيا من أراكان :[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]مرحلة بداية الإحتلال البورمي[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT][FONT=&quot]

ع
ندما إحتل بودابيا أراكان قد أرتكب بحق المسلمين الروهنجيا أبشع الجرائم والإنتهاكات من قتل وإبادة وتشريد وقد كان هذا الملك الظالم أول من خطط لعملية التطهير العرقي الشامل للمسلمين في أراكان حتى لايكون لهم أية قائمة مجدداً ، كما قام بتدمير العاصمة التاريخية لمملكة أراكان مير كيو (فاتري كلا) وبخاصة المعالم الإسلامية في المدينة ، وعلى إثره هاجر أكثر سكان أراكان إلى منطقة شيتاغونغ في بلاد بنغال ،[/FONT][FONT=&quot]ووقائع وأحداث هذه الفترة التاريخية مرصودة من قبل كثير من الباحثين والأكاديميين مثل مايكل شارني ، الباحث في جامعة ميتشغن بالولايات المتحدة الأمريكية وغيره من المهتمين بتاريخ المنطقة إلا أن شعب الروهنجيا رغم معاناته دائماً كان إلى عهد قريب يتذكر مأسي تلك الأيام الصعبة عبر ملحمة شعرية طويلة تسمى في لغة الروهنجيا بـ ( فوتي ).[/FONT]
[FONT=&quot]
مرحلة الإستعمار البريطاني :[/FONT]
[FONT=&quot]

لم يستمر الوضع هكذا طويلاً بل وسرعان ما سيطر الإستعمار البريطاني على المنطقة برمتها بما فيها بورما وأراكان ، وفي هذه المرحلة تنفس المسلمون الصعداء بتغير واقع الحال الذي كان يعيشونه ، فرجع على أثره أكثر سكانه المهجرين إلى بيوتهم ودورهم من شيتاغونغ ، وتسمى فترة الحكم الإستعماري في مورثات شعب الروهنجيا بـ ( شانتير زمانة ) أي زمن السلم
[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] لأن المسلمين الروهنجيا نعموا فيه بشيء من السلم والأمان بعد أن تعرضوا لحملات القتل والإبادة الواسعة النطاق من قبل ، وذلك نظراً لإنحساردور البورمان فيها بصورة أقل نسبياً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
مرحلة الحرب العالمية الثانية :[/FONT]
[FONT=&quot]

في أربعينات القرن الماضي وأثناء الحرب العالمية الثانية
[/FONT][FONT=&quot]تحالف البورمان مع اليابانيين لطرد البريطانيين من بورما مما ذهب عدد منهم إلى اليابان للتدرب على السلاح ومقاومة الحكم البريطاني وعددهم ثلاثون شخصاً ، والبورمان [/FONT][FONT=&quot]يعتبرونهم أبطالاً وطنيين في تاريخهم ، وعندما عاد هؤلاء الأشخاص الثلاثين إلى بورما ، زودت اليابان البورمان بالأسلحة والعتاد العسكري لمحاربة البريطانيين ، وأمام الزحف الياباني السريع و المتواصل بإتجاه الغرب إبان ذروة الحرب العالمية الثانية وقبيل تعرضها للقصف النووي إنسحبت القوات البريطانية من بورما وأراكان إلى الهند ، وقد إستغل البورمان هذا الإنسحاب وقاموا [/FONT][FONT=&quot]بتسليح خلفاءهم من طائفة الموغ المستوطنة في إراكان بالأسلحة التي حصلوا عليها من اليابان[/FONT][FONT=&quot] وقد [/FONT][FONT=&quot]إرتكب هؤلاء مذبحة مروعة عام 1942 بحق المسلمين الروهنجيا مستغلين فراغ السلطة وحالة الفوضى التي سادت أراكان بإنسحاب القوات البريطانية منها وذلك لإحداث الرعب والصدمة في أوساط المسلمين الروهنجيا من جديد [/FONT][FONT=&quot]، وراح ضحيتها[/FONT][FONT=&quot] أكثر من 100 ألف قتيل من المسلمين ،[/FONT][FONT=&quot]بالإضافة إلى تشريد مئات الألاف الأخرين في تلك الفترة[/FONT][FONT=&quot] ، وكان ذلك في واقع الأمر إنتقاماً لعودتهم مجدداً إلى حوضي نهر لميروا وكلادان وعاصمة اراكان القديمة ـ ميركيو [/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]

[FONT=&quot]مرحلة ما بعد إستقلال بورما عن بريطانيا وضم أراكان إليها :

[/FONT]
[FONT=&quot]عندما إستقلت بورما عام 1948 ألحقت أراكان ضمن أقاليمها، فلجأت من جراء ذلك السلطات البورمية[/FONT][FONT=&quot]مهادنة المسلمين كتكتيك مرحلي ، لأن وثيقة الإستقلال كانت تتضمن ضرورة ضمان حقوق الاقليات ومنحهم حق التقرير المصير ، وعليه عومل المسلمون بشيء من السواسية لدرجة كان هناك أربعة من الوزراء الأساسيين في أول تشكيل وزاري للحكومة البورمية بعد الإستقلال ، كما كانت هنالك برامج إذاعية تذاع باللغة الروهنجية من خلال الإذاعة الوطنية ، وعندما تم[/FONT][FONT=&quot]إعتماد بطاقة المواطنة لمواطني بورما عام 1952 منحت تلك البطاقة لكافة المسلمين الروهنجيا بدون إستثناء ، ولكن سرعان ما بدأت مظاهر التمييز والمضايقات ضد المسلمين الروهنجيا في أراكان تظهر في أوجه الحياة العامة بصورة ملفته ، مما ألجأ بعض الجماعات إلى حمل السلاح في وجه الحكومة وذلك في الخمسينات القرن الماضي ، وكان مطالبهم تنحصرفي تحقيق المساواة وضمان الحقوق الأساسية لأبناء الروهنجيا دون تمييز ، وحيث أن المسلمين الروهنجيا مسالمين في الأساسوبمجرد أن قبلت الحكومة البورمية تحقيق مطالبهم فإن تلك الجماعات وافقت على إلقاء السلاح ، وتوضح الصفحات المصورة من جريدة رسمية خبر إلقاء الأسلحة من قبل المجاهدين الروهنجيا ـ وفق تعبير الحكومة البورمية آنذاك ـ في حفل رسمي أقيم بتاريخ 4/7/1961م ، أي قبل أكثر من خمسين سنة ، حيث ألقى نائب رئيس هيئة الأركان للجيش البورمي أنذاك الجنرال أونغ جي كلمة أمام حشد من الجمهور أوضح فيها أن الروهنجيا عرق أصيل من أعراق بورما وهم جزء لا يتجزأ من الشعب البورمي ولهم كافة الحقوق الأساسية أسوة بغيرهم من المواطنين البورميين ، وفق ما تم تظهير كلامه داخل الإطار المستطيل بأسفله .[/FONT]


[FONT=&quot]
2.jpg
[/FONT]



3.jpg



4.jpg







[FONT=&quot]مرحلة ما بعد الإنقلاب العسكري عام 1962م :[/FONT]

[FONT=&quot] عندما قام الدكتاتور البورمي السابق ني وين بالإنقلاب العسكري عام 1962م ، دشن مرحلة جديدة تماماً لإضطهاد المسلمين ليس فقط في أراكان بل في عموم بورما كلها ، إذ بدأ هذا الديكتاتور بطرد التجار ورجال الأعمال المسلمين الذين قدموا من شبه القارة الهندية إبان فترة الإستعمارالبريطاني وذلك بعد مصادرة أموالهم وأملاكهم ، كما نظم حملة شعواء ضد المسلمين الروهنجيا في أراكان طالت كل مفاصل الحياة ، تستهدف إجبارهم على الرحيل من أراكان ، وكان من ضمن الإجراءات التعسفية التي إتخذت ضدهم تأميم ومصادرة الأموال والأراضي والأوقاف الإسلامية ، كما تم تسريح جميع من كانوا على رأس الوظائف العامة بما فيها الجيش والشرطة ، وليس هذا فحسب بل تم التختيم في بطاقات الهوية للمسلمين الروهنجيا بملاحظة تفيد أن حاملها مشكوك في أصوله ، مما ضاق المسلمون الروهنجيا ذرعاً فبدؤا يهاجرون إلى مختلف البلدان تاركين وطنهم ، إلا أنه يلاحظ أن الدكتاتور ني وين لم يقم بأي إجراء مباشر ضد الروهنجيا يفضى إلى إستفزاز باكستان (حينما كانت بنجلاديش باكستان الشرقية ) ، لأنه كان يخشى رد فعلها القوي في حالة أن هناك توتراً في حدودها الشرقية مع بورما على نحو ما يحصل الآن . [/FONT]


[FONT=&quot]مرحلة إنفصال باكستان الشرقية وقيام دولة بنجلاديش عام 1971 :[/FONT]

[FONT=&quot]وعلى أثر إنفصال باكستان الشرقية عن الوطن الأم وظهور دولة بنجلاديش الحديثة على حدود أراكان الغربية عام 1971م تزايدت مضايقة المسلمين وتمييزهم في كافة مناحي الحياة بصورة أسوأ من ذي قبل في أراكان لمعرفة الحكومة البورمية أن هذه الدولة الوليدة على حدودها غرباً لا حول لها ولا قوة في مواجهة بورما ، ولذلك بدأ المسلمون يتعرضون لكافة أنواع الظلم والإضطهاد من قتل وتشريد وتنكيل على أيدي عصابات الحكومة البورمية المنتشرة في أراكان ، مما خرجت عدة مئات من أبناء الروهنجيا إلى دولة بنجلاديش المجاورة لأول مرة ومن ثم أعلنوا عن تأسيس جبهة للمعارضة تطالب بحقوق المسلمين الروهنجيا عام 1973م ، وكان هؤلاء في الأساس من طبقة المثقفين و المتعلمين في الجامعات والمعاهد البورمية ، ولم تمض خمس سنوات من إعلان وتأسيس هذه الجبهة حتى شنت الحكومة البورمية حملة عسكرية ضد المسلمين الروهنجيا في أراكان تحت إسم نجامين (ملك التنين) بدعوى التدقيق والفحص في هويات المسلمين الروهنجيا وذلك عام 1978م ، حيث زج بالألاف منهم في غياهب السجون ، مما لجآ أكثر من ربع مليون مسلم روهنجي إلى دولة بنجلاديش ، وبعد تفاهمات ثنائية بين كل من بورما وبنجلاديش عاد أكثر اللاجئين إلى أراكان في حينه إلا أن معاناة المسلمين الروهنجيا لم تنته بعد بل إتخذت طابعاً أكثر عنفاً وقساوةً من ذي قبل ، وفي هذا الصدد كان الإجراء الذي إتخذته الحكومة البورمية بإعلانها قانون الجنسية البورمية عام1982م وذلك بعد مرور أربعين عاماً من إستقلال بورما ، يستهدف هذا الإجراء في الأساس المسلمين الروهنجيا لتجريدهم من كافة الحقوق الإعبتارية، لذلك تم تصنيفهم على ضوء هذا القانون دخلاء غيرشرعيين ، ومن هنا بدأ وصم المسلمين الروهنجيا بالمهاجرين غيرشرعيين من بنجلاديش لأول مرة ، مما أصبحوا مجردين من كافة الحقوق الإنسانية في وطنهم ، والحال كذلك ولم تمض سنوات معدودة حتى أعلنت بورما بقيادة ني وين إفلاسها السياسي والإقتصادي عام 1988م ، الأمر الذي جعل الشعب البورمي يثور على وجهه بإنتفاضته المشهورة التي تم قمعها بأسلوب وحشى وما تلى ذلك من تطورات سياسية في البلاد ، ثم إجراء الإنتخابات التشريعية عام 1990م حيث فازت المعارضة ، الأمر الذي لم يكن مقبولاً من قبل العسكر لذا تم إلغاء نتائجها في حينه ، وحيث أنهم كانوا في حاجة إلى إفتعال أزمة على المستوى الوطني للإستمرارعلى الحكم ، فإن المسلمين الروهنجيا أصبحوا مرة أخرى كبش فداء بإعتبار أنهم الحلقة الأضعف في تركيبة القوميات ، لذلك شنت الحكومة العسكرية البورمية ضد أبناء الروهنجيا حملات عنف وقتل وتشريد على نطاق واسع من جديد ، مما لجأت قرابة ثلاثمائة ألف منهم إلى بنجلاديش عام 1991م مجدداً ، ومرة أخرى شهد العالم أزمة إنسانية بالغة السوء يعاني منها المسلمون الروهنجيا ، لذلك تدخلت الأمم المتحدة لدى الحكومة البورمية ، وبتفاهمات ثنائية بين بنجلاديش وبورما عاد مرة أخرى أكثر اللاجئين إلى أراكان ولكن هذه المرة بإشراف المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، إلا أن تصميم الحكومة البورمية على تشريد وتهجير المسلمين الروهنجيا من أراكان لم ينته بل أزداد إصراراً أكثر من أي وقت مضى ، لذلك تم على الأرض إتخاذ المزيد من الإجراءات القمعية بحقهم منها : سحب هويات المسلمين الروهنجيا وإعطاهم هويات مؤقته وتجريدهم عن أملاكهم و أراضيهم ، وتسنين قوانين قاسية تقيد من حرياتهم في التنقل و العمل والكسب و الزواج ، وإستخدامهم في أعمال السخرة لبناء وخدمة مراكز الجيش[/FONT][FONT=&quot] ، [/FONT][FONT=&quot]وإطلاق يد طائفة الموغ بزرع بور إستيطانية لها حول قري المسلمين في أراكان ، وممارسة مزيد من أساليب القمع والخنق مما يجعل المواطن الروهنجي يفر من أرضه ، وبينما الحكومة البورمية تواصل تلك السياسات القمعية بحق المسلمين الروهنجيا بصورة يومية تفاجأ العالم بحدوث الإضطرابات الأخيرة في أراكان ، وقيل أن سببها مقتل فتاة بوذية ويا للعجب كم من فتاة مسلمة تغتصب وتقتل يومياً في بورما دون أن يحرك أحد ساكناً إنها لمن المفارقة ! [/FONT]

[FONT=&quot]الحادث الأخير قصة مفبركة من أعداد وتنفيذ المخابرات البورمية بإمتياز [/FONT]

[FONT=&quot] تعتبر بورما دولة بوليسية قمعية والطغمة الحاكمة تعتمد على جهازها الإستخباراتي في إدارة شؤون الدولة بصورة أساسية ، كما أن أجهزتها الأمنية قوية جداً ، فلو أن هناك حادثاً جنائياً من قبيل ما أعلنتها الحكومة البورمية بشأن الفتاة البوذية المقتولة ، فإن جهازها الأمني قادر على الوصول إلى الجناة في أقصروقت ومن ثم معاقبتهم وفقاً للقانون ، أما أن تتطور الأمور لدرجة تظاهرت الدولة البورمية أمام المجتمع الدولي بأنها عاجزة عن إحتوائها فإن ذلك غير متصور في دولة مثل بورما ، بالإضافة إلى ذلك فإن التصريح الأخير لرئيس بورما تين سين فضح نواياه الحقيقية تجاه المسلمين الروهنجيا ، لذلك فإن هذا الحادث من إعداد وتنفيذ المخابرات البورمية بإمتياز، أختيرتوقيت إفتعاله بعناية .[/FONT]

[FONT=&quot] أسباب شن حملة إبادة وتصفية شاملة بحق المسلمين الروهنجيا، وإختيار توقيت لها في هذا الظرف :[/FONT]

[FONT=&quot]1ـ الطغمة الحاكمة في بورما لا يمكنها الإستمرار في الحكم إلا بإفتعال الأزمات ، وذلك من خلال اللعب بالتناقضات العرقية ، وبعد إجراء مسرحية الإنتخابات الصورية عام 2010 ومن ثم خلع بعض جنرالات الجيش بزاتهم العسكرية[/FONT][FONT=&quot]وعلى رأسهم تين سين نفسه ، تحقيقاً للديموقراطية الموعودة من قبلهم ، فقد البعض مراكز القوة داخل النظام ، فبات من الضروري إفتعال الأزمة ، وكالعادة أصبح المسلمون الروهنجيا هم الضحية .[/FONT]
[FONT=&quot]2ـ إرتياح الطغمة الحاكمة من الموقف الدولي معها ، فبعد أن كان بعض أعضاءها على وشك الملاحقة من قبل محكمة الجنايات الدولية بتهمة إرتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية ، أصبحوا في عشية وضحاها أبطالاً للإصلاح داخل النظام البورمي وذلك في نظر كثير من الدول ، ولا أدل على ذلك من تقاطر العديد من زعماء العالم لزيارة بورما خلال فترة وجيزة ، إذ زارها كل من وزيرة الخارجية الأميركية السيدة / هيلاري كلنتون ، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون ، ووزير خارجية فرنسا برناركوشنار ، ورئيس باكستان أصف زرداري ، ورئيسة وزراء بنجلاديش حسنية واجد ، ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ ، وآخرون من عديد من الدول.[/FONT]
[FONT=&quot]3ـ مد خطوط أنابيب نقل الغاز والبترول من منطقة أراكان إلى كل من الهند والصين مما يتوقع أن تشهد المنطقة طفرة إقتصادية في الأجل القريب وبخاصة في مجال تطوير البنية التحتية وقد يستفيد منها المسلمون الروهنجيا في المستقبل وبالتالي يتغير الواقع الذي يعيشونه الآن معزولين عن العالم .[/FONT]
[FONT=&quot]4ـ صدور الحكم من المحكمة الدولية لقوانين البحار في هامبورغ لصالح بنجلاديش ضد بورما في شهر مارس الماضي في نزاعها على المياه المشتركة بين الدولتين بغالبية 21 ضد 1 ، حيث أخذ في حيثيات القرار العمق الجغرافي والتاريخي وطبيعة السكان المحليين ، الأمر الذي كان محل تذمر الحكومة البورمية . وللمعلومية أن الحكومة البورمية حاولت عام 2008م التنقيب عن البترول والغاز من خلال التعاقد مع شركة دايو الكورية في مياه سواحل أراكان من طرف واحد ، ولكن بنجلاديش عارضت بقوة ومن ثم تم رفع النزاع إلى المحكمة الدولية حتى صدر الحكم ضدها ، لذلك تقوم الآن بمسح كل ما هو متصل بهذه القضية من قرائن وبخاصة على الصعيد السكاني .[/FONT]
[FONT=&quot]5ـ إستغلال وتوظيف حدث الزيارة الإحتفالية التي قامت بها المعارضة السابقة أونغ سان سوكي لبعض الدول الأوربية مصحوبة بتغطية إعلامية واسعة النطاق وتزامنت هذه الزيارة مع بداية إفتعال الأزمة ، وهي أيقونة الديمقراطية في بورما وقديسة سياسية في نظر الأوربيين .[/FONT]
[FONT=&quot]6ـ معرفة الحكومة البورمية مسبقاً للمواقف السلبية للحزب الحاكم في بنجلاديش تجاه أبناء الروهنجيا المسلمين لإعتبارات الحسابات السياسية الداخلية .[/FONT]
[FONT=&quot]7ـ أخيراً وهو الأهم .. الإعلان عن تشكيل تنظيم جديد لأبناء الروهنجيا على المستوى الدولي في العام الماضي وذلك برعاية منظمة التعاون الإسلامي ، الأمر الذي أقلق بورما جدياً من تدويل قضية المسلمين الروهنجيا في المستقبل المنظور لذلك بادرت بإفتعال هذه الأزمة .[/FONT]

(1) [FONT=&quot]الأزمات والإصلاحات في مملكة أراكان ، بحث مايكل شارني ، جامعة ميتشغن ، صفحة 1 .[/FONT]
(2) [FONT=&quot]العلاقات بين أراكان وبنغال ، محمد علي شودري ، صفحة 1، نيودلهي ، الهند.[/FONT]

[/FONT]
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
من يواسي العيد في أراكان؟


صباح أغرّ .. شمس ساطعة .. سماء صافية .. أسراب محلّقة .. زقزقات متبادلة .. وأنا سعيد بنفسي ودوري ومهمتي بين أفواج المهنئين .. أرسم البسمة في الوجوه .. أضيء البهجة في العيون .. أنثر العبير من بين الشفاه .. هذه بلدة هادئة .. "أراكان" : اسم جميل .. جوها ساحر .. طبيعة خلابة .. بساط أخضر ممتد .. أين أهلها؟ أظنهم فقراء .. أعشاشهم تتناثر هنا وهناك .. ما أطيب قلوبهم .. هؤلاء البسطاء باقون على الفطرة .. ولكن ما هذا؟

إنسان أم حيوان؟ لا أراه يتحرك .. فلأقترب قليلاً .. أراه الآن بوضوح .. أظنه إنساناً .. ولكنه لا يتحرك .. ما أصغر جِرمه ! ما أضأل جسمه ! فلأقترب أكثر .. ماذا؟ لماذا يجلس هذا الطفل إلى شاطئ النهر وحده؟ يحدّق في الماء الساكن صامتاً كأنه فيلسوف صغير ! هل أكلمه؟ لعله يستأنس بي .. هل يخاف مني؟ دعني أجرب :

- كيف حالك يا صغيري؟

- أنا بخير ..

- لماذا تجلس وحدك هنا؟

- أحب أن أتأمل في صفحة الماء وأنا أتخيل !

- تتخيل ماذا؟

- ... ... ...

لماذا لا يجيب؟ هل انزعج من أسئلتي؟ لعلي قطعت عليه حبل أفكاره ..

- صغيري : هل أضايقك بأسئلتي؟

- أبداً يا عم .. امنحني ثواني فقط لأكمل رسم الصورة في مخيلتي !

- خذ راحتك صغيري .. هل تسمح لي بالجلوس إلى جوارك وأنت تكمل رسم صورتك؟

- بكل سرور .. تفضل يا عم ..

واو ! يقول إنه يرسم صورة في مخيلته ! ما أرق إحساس هذا الصبي ! كأنه فنان صغير .. أكل أطفال بلدته كذلك؟ إن كانوا كذلك فما أسعد حظ هذا الشعب الفقير في مستقبله الواعد .. ينجبون فلاسفة وفنانين منذ طفولتهم .. ما ضرّهم أن يبأس حاضرهم طالما أنهم ينتظرهم مستقبل سعيد .. ما أشد اشتياقي لمعرفة ما يفكر فيه هذا الفيلسوف الصغير ! مازال على هيئته مطأطئاً رأسه متأملاً في صفحة الماء الساكنة .. غريب سكون الماء بهذا الشكل الفريد .. هل يكون هو الآخر خاضعاً للفيلسوف الصغير مثلي؟ ما أشد لهفتي لرؤية ما يرسمه في مخيلته البارعة ! هل أزعجه وأقطع عليه تحنثه في محراب الفكر والفن من جديد؟

- لقد انتهيت يا عمي .. شكراً لك على صبرك .. سل ما بدا لك الآن ..

- وتشكرني أيضاً؟ ما أرهف ذوقك وأسمى أدبك يا صغيري !

- ذلك ما علّمنيه أبي ..

- أبوك لم يشق بإنجابك يا فتى !

أين من يقول إن الفقر والجريمة يولدان معاً؟ من أين استقى العبقري نظريته البائسة؟ لو رأى صغيري هذا وعرف حاله ودرس مخبره قبل أن يطلق نظريته الفجّة؟

- لم تسأل يا عمي .. أنا في انتظارك ..

- عفواً صغيري .. كنت أحدث نفسي .. حسناً .. أخبرني الآن : فيم كنت تفكر؟ ماذا كنت ترسم في مخيلتك؟

- كنت أفكر في العيد !

- في العيد؟!!

ولكن يجب أن أضبط نفسي وانفعالاتي وأتحكم في أعصابي قبل أن يكتشف الصغير حقيقتي ..

- نعم في العيد ، وأحاول أن أرسم في مخيلتي صورة عنه !

- لماذا؟

- لأني كثيراً ما سمعت به من أمي وهي تحكي لي عن ذكريات رمضان في طفولتها ..

وإذن فأبواه حيان يرزقان .. يعلمانه الأدب ويحدثانه عن ذكرياتهما .. ما ألطف هذا !

- أين هما أبواك يا صغيري؟ أهناك في الأعشاش؟

- كلا .. لقد قتلهما "الموغ" قبل أسبوعين !!!

- لماذا قتلوهما؟

- لأنهما مسلمان كما أخبرني إمام المسجد قبل أن يقتلوه هو الآخر !

يبدو أن أخبار القتل تحيط بصغيري هذا من كل جانب .. لا أظنه يوماً مناسباً لإثارة ذكرياته الدامية عمن قُتل من أقاربه .. لعلي أعود إليه لأسأله عنها فيما بعد ..

- ماذا سمعت من أمك عن العيد يا صغيري؟

- أشياء كثيرة وجميلة .. سمعت منها أنه حين يأتي يجلب معه الحلوى والأفراح ، ويجلب معه الهدايا والألعاب ، وأنه طيب ودود ويحب الأطفال كثيراً ، وأن الناس يحتفون به ويخرجون من بيوتهم لاستقباله بملابسهم الجديدة ، وأنهم يعطون الأطفال نقوداً يشترون بها ما يحلو لهم من الطعام والشراب والألعاب .. كم أتمنى أن أقابله وأسلم عليه !

- من هو يا صغيري؟

- العيد !!!

- لماذا؟

- لأني لم أره قط في حياتي ولا أعرف شكله .. ولا أدري لماذا قرر أن يقاطعنا فجأة وهو الذي كان يزور أمي كل عام قبل أن تلدني .. عمي : هل لك أن تأخذني إليه؟ هل تعرف أين هو؟ عمي : لماذا لا ترد عليّ؟ لماذا تغطي وجهك بيديك؟ عمي : لماذا تبكي؟ هل تتألم من شيء؟ هل أساعدك عماه؟

رحماك يا إلهي .. حنانيك يا قلبي .. رباه كيف أجيبه .. ها هوذا يمسح على ظهري يواسيني .. وهو الذي يحتاج إلى من يواسيه في محنته .. ما أرق مشاعرك يا صغيري .. لله درّ من أنجبك .. رحمة الله على أرواح والديك .. لله درّ أطفال لا يعرفون للعيد معنى في طفولتهم .. أواه لو عرفتَ صغيري أني جئت أزوركم أواسيكم .. ما كنت أتوقع أني أتلقى المواساة منكم .. أواه لو عرفتَ صغيري أني أنا "العيد" !!!


إبراهيم حافظ

مكة المكرمة

1/10/1433هـ

ليلة العيد 12 والنصف


رابط المصدر

http://lojainiat.com/c-85516

 
أعلى