مقالات في الصحف المحلية بأقلام الروهنجيين عن الأحداث في أراكان بورما

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
مسلمو بورما.. إراقة الدماء لايزال مستمراً

thumb.php



مازال مسلمو أراكان (بورما) يعانون من إراقة الدماء بشكل دموي متوحش ومفجع ، ولايزال العالم يتفرج دون حراك ، كأنهم ليسوا من كوكبة الأرض ، وليسوا من بني البشر ، ولا يهمهم ما يحصل هناك ، حتى المسلمون لم يظهروا احتجاجهم كما ينبغي عليهم كمسلمين اتجاه إخوانهم .

وقبل يومين حدثني أحد الثقات ، بقول : اختطف البوذيون بمساعدة من جنود السلطات البورمية شابة مسلمة روهنجية لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها من أمام أهلها وهي تصرخ وتستغيث وتستنجد ، وذهبوا بها إلى مكان مجهول وفعلوا بها الفاحشة ثم قتلوها ومثلوا جثتها بأبشع صورة .

فأين الذين ينادون ويهتفون بحقوق الإنسان ، أم أنهم لهم قوانين ومصالح تمنعهم من الوقوف ضد هؤلاء المجرمين الغاشمين ، أم أنهم لهم قلبان ، قلب حي لأناس ، وقلب ميت لأناس آخرين .

ويقول بعض المحللين السياسيين إن السلطات البورمية تقوم بطريقة مباشرة وغير مباشرة بتطهير جذور المسلمين حتى لا يبقى مسلم واحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض أراكان .

فأين الذين يحملون في قلوبهم ذرة من الإسلام .

اللهم احقن دماء المسلمين في أراكان وفي كل مكان ..
اللهم انصر اخواننا المسلمين في أراكان وفي كل مكان ..
اللهم إنا نستودعك أراكان .. أطفالها وشبابها .. نساءها وفتياتها .. رجالها وشيوخها ..
اللهم إنا نستودعك أمنها وأمانها وأرزاق أهلها .. اللهم إنا نستودعك كل مدينة وقرية فيها ..
اللهم احمهم واحفظهم بحفظك هم وجميع المسلمين أينما كانوا يا من لا ترد ودائعه ..
ولا تضيع عنده الودائع يا خير الحافظين ..
اللهم آميـــن .

زكريا مولوي سعيد حسين
Zakaria.msh@hotmail.com
http://lojainiat.com/c-85636/
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
إبراهيم حافظ غريب
الشاهد الوحيد!

(قصة حقيقية)


الحمد لله على سلامتك يا إمامنا.
جزاك الله عني خيرًا يا جاري عبدالشكور.

بل جزى الله عنك ابني بشيرًا، هو الذي أنقذ روحك وأنت في الرمق الأخير، لو رأيته كيف اقتحم المسجد وسط النيران المشتعلة، وطار بك إلى بيتنا!

بطل وأي بطل؟ أسأل الله أن يدَّخره لجهاد البوذيين وإخراجهم من "أراكان".

ولكن متى يَحِين هذا الجهاد؟ يا ألله، لشد ما أحترق غيظًا من الداخل ترقبًا لهذا الوعد المنتظر، ولكَم دعوتُ الله بالهداية لهذا الشاب، كنت أفتقده في المسجد وأرى تقصيره في الصلاة؛ ولكنَّ الله أنقذني به وأمدَّ في حياتي.

لا أعرف كيف أشكركم يا جاري وأرد جميلكم؛ ولكن لم تخبرني: كم كان عدد المصلين في المسجد؟

كانوا أربعة وعشرين، ماتوا كلهم، وبقيتَ وحدك حيًّا بعدهم!

بل هم أحياء عند ربهم يرزقون!

كُلْ جيدًا، ثم نَم يا إمامنا، سأتركك الآن، وأعود إليك أوقظك لصلاة العصر.

لا أصدِّق أني نجوت، ولا أظن أني أستحق هذه الكرامة الإلهية؛ ولكنَّ الله رؤوف بالعباد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، كأن الله أحياني من بينهم؛ لأكون الشاهد الوحيد على الجريمة الآثمة، ليتني استشهدت معهم في بيت من بيوت الله، يؤدُّون فيه فريضة الله قبل أن يُحرِقه البوذيون!

ما لهم والمساجد؟
يصبُّون جامَ غضبِهم عليها دائمًا، يشعلون فيها نيران حقدهم كل مرة، الله وحده يعلم كم كان عددهم حين اقتحموا علينا المسجد، ونحن سجود سمعت هديرًا اهتزَّت له أركان المسجد، وأنا مستغرق في سجودي، ظننته السيل وليته كان؛ بل كان، ولكن ليس سيل الماء، وإنما سيل الحقد البوذي، الذي يغلي في صدور الرهبان.

من أين امتلكوا هذه الجرأة؟
أي دين هذا الذي يأمر أتباعه بقتل أتباع الديانات الأخرى دونما ذنب أو جريرة؟

لعل كبيرهم قصدني أنا من بين المصلين، عَرَف أني إمامهم، كان في يده عصا غليظة من خشب الساج، أقوى أنواع الأخشاب في العالم، أقامني الراهب من سجودي، وانهال عليَّ ضربًا متتابعًا قبل أن أدرك ما يحصل، ما كان أقسى ضرباته على أم رأسي! لو لم يُدرِكني المؤذِّن لكنت ربما انتهيت، تركني وانهال عليه هو الآخر ضربًا، لو قدرت لقمت أُنقِذه كما أنقذني، ولكن كيف؟

أصدر أمره للبقية من رجال عصابته، أن يبدؤوا في ضرب المصلِّين الذين لم يُفِيقوا بعد من صدمتهم وذهولهم.

كانوا عُزَّلاً تمامًا إلا من إيمانهم وصمودهم، لم يكن ممكنًا لهم أن يَهرُبوا، كيف وهذان راهبان منهم واقفَان على باب المسجد بعد إغلاقه بإحكام يردُّون عنه بضرباتهما الموجعة كل من يحاول الاقتراب منه.

توالت الضربات القوية على أجساد المصلين كيفما اتفقت: ظهورهم، بطونهم، جنوبهم، رؤوسهم، وجوههم، أماكن حساسة من أجسادهم، يحاولون الفرار ولا مفر، يتلقَّون الضربات القاضية مطارَدين وقاعدين وراقدين.

توالى سقوطهم واحدًا بعد آخر، تلطخ فراش المسجد بدمائهم، تنزف بغزارة هنا وهناك، تكونت بقع حمراء زاهية تشع، شاهدة على حجم الجريمة النكراء، ليتهم أطلقوا علينا الرصاص وأنهونا في لحظات، بدلاً من هذا العذاب الوحشي، والمسلسل الدموي الذي كنت أظنه لن ينتهي.

تركوني مضرَّجًا بدمائي في محراب المسجد، ينزف رأسي بغزارة، ليتهم تركوا المسجد ومضوا بعد جريمتهم الآثمة، ما كان أشد عليَّ تعرضهم لقداسة المسجد الشريف، يأبى الحقد البوذي الأسود إلا أن يكمل فصول جريمته إلى نهايتها.

خرجوا سراعًا يُضرِمون النار في كل أنحاء المسجد من الخارج تطاولت ألسنة اللهب، وامتدت إلى الداخل عبر الباب وعبر فتحات التهوية بأعلى الجدران، أحسست بلسعتها من بعيد، ما أشد حرارتَها!

حاولت أن أقوم لم أستطع، حاولت أن أقعد لم أقدر، حاولت أن أزحف لم أقوَ، صرخت بأعلى صوتي مستنجدًا توالت الصرخات، لم أفقد الأمل كلما ازدادت لسعات الحرارة على جلدي ازددت تشبثًا بالحياة.

أخيرًا رأيت ابن جاري يقتحم المسجد عبر الباب المشتعل، أجال ناظريْه في أنحاء المسجد بذهول، لا يصدق ما يرى، لن أنسى ما حييت تعبيرات وجهه في تلك اللحظات.

أطلقت صرختي الأخيرة، ورفعت له يدي بصعوبة قفز إليَّ مسرعًا ولم أدرِ ما كان بعدها.

إلامَ نتعرض لاعتداءات البوذيين، ونحن موادعون مسالمون لهم، لا ندافع عن أنفسنا، وعن بلادنا "أراكان"؟

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
مسلمو أركان تستغيث .. فإين مليار ونصف مسلم ..؟!

thumb.php




تتوالى الأحداث الدامية والانتهاكات البشعة والاعتقالات التعسفية والمجازر الفاضحة في أرض أركان المسلمة في بورما بحق المستضعفين الأبرياء من المسلمين في جنح الليل وفي عز النهار وعلى مرأى من العالم الأصم الأبكم الأخرس من قبل البوذيين تحت إشراف كامل من السلطات البورمية ، وذلك لتصفية المسلمين في أركان وخاصة رجال الدين والعلماء والشباب حتى لا يكون هناك صوت مسموع في المستقبل تستنجد بالمسلمين شرقاً وغرباً وتناشد الضمائر الحية في العالم .

ولم تسلم مساجد ولا مدارس من تلك التصفية الحاقدة على الإسلام فقد حولوا أغلب المساجد والمدارس إلى معابد ومراقص ، استهزاءً بمشاعر المسلمين فأين الغيورين من أبناء الإسلام ؟!

ولا يعلمون هؤلاء الطغاة والمجرمون البوذيون أن روح الإسلام باقية بين المسلمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وإن أصاب بعضهم غفوة وغفلة ، فإن الفجر آتية لا محالة له ، ورغم تكاسل وخمول بعضهم ، فإن الغالبية في صحوة ويقظة .

وليعلم الذين في قلوبهم ذرة اهتمام بأمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن السلطات البورمية الغاصبة قد سلك مسلكاً آخر في قمة الخطورة ، وهي أنهم يقومون الآن باغتصاب على أراضي المسلمين في إقليم أركان بعد اعتقالات وتهجير للسكان المحليين ، ويأخذون كل ما تقع تحت أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء من المسلمين .
فإين مليار ونصف مسلم ..؟!
إلى اللقاء ..

زكريا مولوي سعيد حسين
Zakaria.msh@hotmail.com

رابط المصدر

http://lojainiat.com/c-86012


 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
هذه الأبيات للشاعر إسماعيل أفلاطون الأركاني من دولة الامارات العربية المتحدة ( عجمان )


## أَرَاكَــانُ ##

أَراكـانُ تَدْعُوكمْ تَعالَوْا إِلى خُلْـدِي
فنَعْماؤُها فَاضَتْ وَفِيها لَكُمْ قَسْــمُ

هَلُمُّـوا لأَنْهـارٍ جَرَتْ لَوْنُهــا حُمْــرٌ
يَنابِيعُهــا طِفْلٌ وشَيْخٌ لَهُـمْ حُلْــــمُ

وَحُورٍ تَرَاهَــــا بَيْنَ غُصْنٍ بَنَتْ دارًا
بِأَشْلاءِ زَوْجٍ كانَ قَدْ صَابَهُ السَّهْــمُ

وكَمْ صَوْتُهَــــا حُلْواً تُغَنِّي على وَقْعِ
الرَّصاصاتِ و النِّيرانُ تَعْلُوْ وَلا جُرْمُ


أَيا أُمَّتِي لا تَقْلَقِي أَزْمَـةَ الأَضْحــى
فَفِي ذَبْحِ قَوْمِي وَفْرَةٌ مَدَّهَا السِّلْمُ

وَبُشْراكِ لا تَخْشَيْ ظَلاماً فَأَكْواخِي
حُطاماً على أَبْنائِها حِينَمَا نَامُـــــوا

بَنُو العُرْبِ قَدْ قالُوا خَيالٌ أَساطِيـرُ
نَعَمْ إِنَّهـــا خُلْــدٌ أُبِيـْـدَتْ وَ مَا وَهْمُ
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
الروهنجيا.. شعب يُطرد من بلده

thumb.php



مضت أكثر خمسة أشهر على أعمال التطهير العرقي والإبادة المنظمة التي تنتهجها الحكومة الميانمارية بمساندة طائفة (الماغ) البوذية بحق إخواننا من مسلمي أركان بورما حيث أبادت المجازر والمذابح آلاف المسلمين وأحرقت مئات القرى ودمرت عشرات المساجد التاريخية والمدارس الإسلامية وهجرت مئات الألوف من مواطني الروهنجيا وصودرت أموالهم وممتلكاتهم بعد نزع المواطنة منهم في خطوة منظمة ومدروسة من قبل البوذيين للقضاء على المسلمين الروهنجيا ومحو كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، ورغم الحراك الإعلامي وبعض الجهود السياسية والدولية وتحركات بعض الدعاة والأفراد هنا وهناك إلا أن الوضع الراهن لا زال بئيساً مؤلماً يدعو إلى التحرك من جديد والبحث في خيارات أخرى توقف حمام الدم النازف وتُبقي على البقية الصامدة من شعب الروهنجيا المسلم .

من يتابع هذا الملف الدامي للمسلمين الروهنجيا يعرف حجم المأساة وعمق المشكلة فالروهنجيا المسلمون الذين سُحبت جنسياتهم بالقرار الجائر من الحكومة العسكرية عام 1982م باتوا اليوم فريسة في أيدي العصابات البوذية ومافيا (الماغ) الذين تدعمهمالحكومة وتؤيد مواقفهم وتمدهم بالسلاح وتقف من ورائهم لتنفيذ عمليات القتل والإبادة والتطهير العرقي، وحسب ما صرح به الرئيس الميانماريثين سين منذ بداية الأحداث أن لا مكان للروهنجيا المسلمين في أراكان ومكانهم مخيمات اللاجئين أو يرحلوا إلى أي دولة من دول الجوار، وتنفيذاً لهذه الدعوة التحريضية التي تدين هذا الرئيس الذي يدعي الديمقراطية في بلاده؛ٍ فإن البوذيين ورجال دينهم من الرهبان ينفذون ما صرح به ودعا إليه بكل الوسائل، وقد قاموا بمظاهرات في أنحاء البلاد تأييداً لهذه الدعوة العنصرية ولهذه السياسة الحمراء التي تنتهجها حكومة بورما.

ورغم التكتيم الإعلامي المفروض على القضية برمتها في ظل غياب الإعلام العالمي عن القضية أساساً إلا أن مشاهد المأساة وصور المعاناة التي تنقلها بعض وسائل الإعلام القليلة باتت تنذر بكارثة إنسانية كبيرة ومنعطف خطرٍ ومفصلي معقد، أفصح عنها المبعوث الأممي الذي زار البلاد منذ أشهر وما تبعه من زيارة بعض لجان تقصي الحقائق الذين أعلنوا عن حجم الكارثة التي تحيق بالمسلمين هنالك، حيث اعتدى البوذيون على مئات القرى بالإحراق والتدمير بطريقة وحشية حتى سُوت بالأرض حسب ما نشرته منظمة هيومن رايس ووتش وكشفت عن لقطات رُصدت عبر الأقمار الصناعية تُظهر اختفاء مناطق شاسعة كانت مأهولة بالسكان واختفت في غضون أسبوع واحد، وعلى صعيد الانتهاكات العامة فإن العصابات البوذية تقوم باغتصاب المسلمات وأخذهن إلى الثكنات العسكرية تحت تهديد السلاح، وتم إغلاق المساجد والمدارس والمتاجر وإحراق مدخرات المسلمين من الأرز والمؤن وفرض حظر التجول والاعتقالات التعسفية للشباب والرجال ومنع المسلمين من البيع والشراء إلى آخر ما هنالك من انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية ولكن لا بواكي للمسلمين الروهنجيا .

وفي الجانب الآخر يعيش مئات الآلاف من المشردين الذين اضطروا لترك قراهم وديارهمأوضاعاً إنسانية صعبة للغاية بعد أن أحرقها البوذيون،حيث يتجمع الآن أكثر من مائة ألف روهنجيفي مدينة أكياببأراكان بورما، ويعيشون في مخيمات مؤقتةتفتقد لأدى مقومات الحياة وعلى الأرصفة وفي الغابات دون أن تصل إليهم أيدي المنظمات الإغاثية والإنسانية وفي ذات الوقت هنالك مخيمات متفرقة داخل أراكان يعيش فيها مجموعات كبيرة من المهجّرين الأركانيين في ظروف قاسية، والجميع يعلم معاناة مئات الألوف من الروهنجيا الذين يسكنون في أكواخ بالية على حدود بنغلاديش ممن تم تهجيرهم منذ عقود من الآن.

ومع شدة الأزمة ووطأة الألم والقهر التي تحيط بالمسلمين الروهنجيين هذه الأيام؛ يتعجب المتابع من سكوت الدول الكبرى والهيئات العالمية كالأمم المتحدة وأمريكا والهند والصين حفاظاً على مصالحها الاقتصادية، وكون الأزمة تخص المسلمين،ويزداد العجب أكثر من تباطؤ الدول والحكومات والهيئات والمنظمات الإسلامية عن نجدة إخوانهم ونصرة مظلومي بورما والوقوف بقوة في وجه الحكومة الميانمارية الظالمة التي تنفذ مخططها التعسفيبإجلاء المسلمين الروهنجيا من موطنهم ومحو الهوية الإسلامية من المنطقة بالكلية. ورغم الحراك الإعلامي للقضية نسبياً وبعض التحركات الدبلوماسية والسياسية والحقوقية، وبعض الجهود الإغاثية إلا أنها لم تصنع شيئاً يذكر في الميدان،فالجرح لازال ينزف والقضية بحاجة ماسة إلى تحركٍ دولي وإعلامي أقوى وعلى كافة الصعد، لتمكين المسلمين من الدفاع عن أنفسهم وحماية أنفسهم وأعراضهم وإعادة حقوقهم كاملة، ولن يضيع بإذن الله حق وراءه مطالب.

صلاح عبدالشكور مكة المكرمة
@salah_ht

http://lojainiat.com/c-89309


 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
اقرئي التاريخ يا أمتي​
24-01-1434 02:41​

كنا نقول أن دماء المسلمين رخيصة ,لكنها اليوم أَصبحت بلا ثمن..
بل أصبحت إراقة دم المسلم بطولة تُكرم عليها ..
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن صفحاتنا الأولى تزهو بالأمجاد وتزخر بالبطولات ,كان الإسلام في يومٍ من الأيام يرفُل في ثوب المجد ويُحلّقُ بعيداً عن تفاهات التافهين ليحكم في يوم من الأيام ربوع هذه الأرض..
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن ثمة أمة ضعيفة كانت تعيش في صراعات أهلية طائفية ,كانت أمة مستعبدةً ذليلة, ثم في بضع سنين أصبحت تلك الأمة تمتلك القوة والملك وترتعد فرائص أعتى ملوك الأرض آنذاك عند سماع اسم هذه الأمة التي ارتقت وسمت ووصل ملكها وعزها ومجدها مشارق الأرض ومغاربها ..
تلك الأمة لم تقفز تلك القفزة الهائلة إلا بسببٍ واضح بيِّن يعرفه العدوُّ قبل القريب,هذه الأمة لم ترتقِ ولم تعْلُ ولم تعش أياماً عزيزةً إلا بهذا الدين العظيم ,هذا الدين الذي أخذ بهذه الامة الجاهلية ورفعها إلى أعلى درجات العزة والمجد..
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن قِلَّةً قليلة من الناس تجوب الأرض لإبلاغ هذا الدين , ويقابلون الجيوش العظيمة في العدة والعتاد والعدد فينتصرون عليهم ويمضون قُدماً يبلغون هذا الدين ..
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن أبابكرٍ رضي الله عنه يقول لمانعي الزكاة (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه) لان هذا الدين عزيز ومن يتدين بهذا الدين عزيز..
اقرئي التاريخ يا أمتي ..لتجدي أن عمرَبن الخطاب رضي الله عنه ينام تحت شجرة ويتوسد نعليه فيراه رسول كسرى فيقول (حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر)
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن عمرَبن الخطاب رضي الله عنه حين قال له أبوعبيدة رضي الله عنه كيف تأخذ الخف بيديك وتأخذ بزمام ناقتك وأنت أمير المؤمنين .. غضب عمر وقال لو غيرك قالها يا أباعبيدة ..
ثم اطلق تلك العبارة التي نراها الآن بأم أعيننا ونعيشها حرفاً حرفا (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن عمرَبن عبدالعزيز يعيش في قمة المجد حتى يقول (انثروا الحَبَّ على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين)
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن الغرب كانوا يرسلون البعثات إلى ديار المسلمين ليتلقوا العلم هنا ثم يرجعون إلى بلادهم ليُشار إليهم بأنهم طبقة خاصة .. طبقة متعلمة , مثقفة , متحضرة , كانوا يلبسون لباسا خاصا ويقال عنهم هؤلاء صفوة أوروبا .. هكذا عشنا المجد كما لم يعشه أحد ..
تعال يا أخي الآن نقلب صفحات الحاضر.. لاتاريخ , لامجد , لاعزة
أصبحت الأرض تتشبع بدمائنا , أصبحت الأمة تمر بالأزمات والنكبات ,أصبحت تمر بمذابح ولا مغيث,تمر بإبادات ولا مجيب , تمر بمسح شامل والعالم صامت , وهل لنا أن نلوم العالم وهو يرى المذابح والإبادات في كل مكان ..فلسطين وأفغانستان وبغداد وسوريا والآن أراكان .. هل لنا أن نلومهم ونحن من نشارك المسلمين الإخوة الدينية لم ننصرهم بل لم يهمنا أمرهم ..
أصبحنا بعد أن سلمنا زمام قيادتنا للغرب ذليلين مهينين , ألم أقل اننا كنا نرفل في ثوب المجد الآن خلعنا هذا الثوب ولبسنا ثوبا من الذل أهدانا إياه الغرب ..
فمنذ أن بدأ المسلمون يتركون دينهم ويرونه تخلفا بدأنا في التخلف..
ومنذ أن رأى المسلمون أن هذا الدين رجعي بدأنا بالتراجع..
منذ أن ولعنا بالغرب , عشقنا الغرب , استعبدنا الغرب.. ونحن في هذا الذلّ ..
آهات في صدري لا أدري كيف أخرجها , كيف أصوغها , كيف أترجمها .. فهي أكبر من أن أحولها إلى حروف ...
هذه الأمة , هذا العملاق الذي يغط في سبات عميق بينما العدُوُّ يمرح ويسرح فوق جسده كيفما شاء ..
تخنقني العبرات حينما أقرأ قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة) وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد) وأنا أرى أننا أهدينا فلسطين لإسرائيل .. وضيعنا بغداد .. سلمنا سوريا ,,
والآن أراكان .. أراكان تلك البقعة المنسية .. أراكان تلك البقعة التي يمارس فيها العدو ماشاء.. ذلك الشعب الذي يباد بأكمله وأمتي لازالت نائمة ..
يا أمتي ارعِنِي سمعِكِ ..
في أراكان آباؤنا يقتلون .. إخواننا يعتقلون .. أخواتنا تغتصبن
يا أمتي أي خير في رجالك إن كانوا لا يستطيعون الحفاظ على طهر أخواتهم من قذارة ذلك النجس ؟!!
في أراكان يا أمتي قرى تُحرق .. مساجد تُهدم .. دينٌ يهان .. شعبٌ يباد ..
في الوقت الذي ننغمس نحن في الذل ولانستطيع أن نقدم شيئاً إلا استجداء الغرب وانتظارهم هاهم أمام أعينكم .. هاهم البوذيون في أراكان يمارسون أبشع المذابح التي لم تعرف التاريخ مثلها أمام الغرب بأكمله
يا أمتي لن أطيل عليك الكلام .. فقط أردت أن أذكرك (نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)


109.jpg


إبراهيم محمد صديق
مكة المكرمة
Ebrahim.m.s@hotmail.com
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
(وَمَضتْ (جَنَّات) إلى بارئها .. ثم ماذا ؟)‎
26-01-1434 10:25

وَمَضتْ (جَنَّات) إلى بارئها .. ثم ماذا ؟
جنات .. لطالما عشقنا هذا الاسم .. لطالما تغنينا بهذا الاسم
لطالما عشناها قصة مطربة .. قصة جميلة .. كلما فترنا عن طاعة الله تذكرنا جناتٍ أعدها الله لنا فترقص قلوبنا طربا .. وتنتعش أرواحنا لنقوم من جديد ..
جنات تلك القصة التي قرأنا عنها في القرآن كثيرا .. تحدو أرواحنا لتسير على الحق ..
جنات .. هي هدفنا الأسمى وماذا يريد المرء غير جنات عرضها السموات والأرض ..
تلك هي جنات أعدها الله للمؤمنين ..

ولكن ثمت (جنات) هنا في الأرض
قصتها محزنة .. مبكية .. مؤلمة .. تدمي القلب وتدمع العين
من جنات ؟ وماحكايتها ؟
جنات .. هي امرأة مسلمة .. هي امرأة تتقاسمنا دين واحد .. هي امرأة سخرها الله لتتكلم عن لسان آلاف النساء في أراكان ..
جنات .. ولدت بين أبوين رحيمين .. عاشت طفولتها في أمان .. تربت في حنان .. كبرت في طهر وعفة ..
كانت تعيش حياة هانئة رغيدة .. رغم ماتعاني من ضنكٍ في معيشتها
ولكن كغيرها من أبناء شعبها .. همهم الأكبر هو هذا الدين وهذه العقيدة ..
عاشت جنات لترى بأعينها فاجعة لم تكد تصدقها ..
قُرى تُحرق .. شعبٌ يباد .. مقابر جماعية .. مذابح بشعة
منذ أن اندلع هذا العدوان البوذي وهي تعيش حالة لايعلمها إلا الله
حالة حب وخوف !!
حبٍّ لقريتها فلا تريد أن تفارقها .. وخوفٍ من هذا العدوان الغاشم على نفسها وأهلها وشعبها ..
حتى جائت تلك الليلة .. كانت مظلمة .. هادئة .. لا يعلم أحدٌ الغيب
جاء البوذيون .. هجموا على القرية .. أحرقوا مافيها ..
قريتها الحبيبة .. مراتع صباها .. ألعابها .. أحلامها .. كل ذلك يهون
ولكن ..!!
أخذوا أغلى مالديها .. أخذوا عفتها .. شرفها
تتكلم وهي تصرخ من قلبها (( هجموا علي واغتصبوني ولم أفق إلا وأنا في المستشفى))
هجم عليها عشرون نجسا ليغتصبوها .. دنسوا طهرها بنجاستهم ..
أبقاها الله حية في ذلك الوقت لتنقل لنا معاناة أمة
لتنقل لنا كم نحن خذلناها .. كم نحن تركناها .. كم نحن نترفه بالدنيا ونسينا أخواتنا ..
لتنقل لنا معاناة امرأة واحدة .. وغيرها في أراكان كثير ..
كم من أمثال جنات في أراكان
كم من امرأة تغتصب .. أوما سمعا بامرأة اغتُصبت سبع سنين .. أوما سمعت بامرأة حامل تغتصب حتي يسقط جنينها ..
أي خير في رجولتنا إن لم نستطع أن نحمي عرض أخواتنا من هؤلاء ..
أي خير فينا إن لم نستطيع أن نحافظ على طهر أخواتنا وأمهاتنا ..
هل تتخيل أن تُغتصب أختك أو ابنتك أمامك .. تلك قصة يعيشها الأركانيون كل حين ..
ونحن هنا لاهون .. نحن هنا فتنا بالغانيات..انشغلنا بالتوافه من الدنيا ..
هذه جنات تستصرخكم ..
أوما سمعت يا مسلم بان امرأة مسلمة حاول اليهود أن يستهزؤوا بها فهب لها المسلمون ..
أوما سمعت أن أمرأة مسلمة صرخت (وامعتصماه) فجيَّش لها المعتصم جيشا جرارا حتى فتح عمورية ..
واليوم .. هؤلاء أخواتنا .. هؤلاء أمهاتنا .. مابالنا سلمناهم لأناس أنجاس يفعلون بهن ماشاؤوا .. هل ماتت فينا الغيرة ؟ هل مات فينا الإسلام ؟

وأخيرا
تلك هي (جنات) المرأة الطاهرة ..المحجبة ..المسلمة ..
جنات لم تعد قادرة على تحمل تلك الآلام .. لم تعد قادرة على كتم تلك الآهات
عذابها النفسي طغى على آلامها الجسدي
فسلمت روحها إلى بارئها ..

نعم (جنات) ماتت ..
ماتت وهي تاركة خلفها أشباه رجال لا رجال ..
ماتت وهي شاهدة على ذلنا وهواننا ..
ماتت وهي شاهدة على خذلاننا لها وأمثالها من أخواتنا ..
ماتت وهي ترى أمتها لاهية .. وشباب أمتها غافلون..
ماتت لتبصم علينا بصمة عارٍ ستلاحقنا مدى الدهر ..
ماتت وقد أدت رسالتها .. ونقلت أمانتها ..
ماتت وهي تلقي علينا أمانة ثقيلة أن ننتصر لها .. أن نمنع ماوقع لها ..
أن ننقذ أخواتنا الطاهرات .. أن نستفيق من غيبوبتنا ..
ماتت وهي مؤملة فينا أمة الإسلام ..
ماتت فيا قوم .. هناك المئات يعيشون حالتها .. هناك أخواتنا تستصرخن بنا .. فهل فينا من مجيب ؟؟

إبراهيم محمد صديق الأراكاني
Ebrahim.m.s@hotmail.com
@abuobaid100



http://www.mithag.com/articles.php?action=show&id=638
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
أراكان .. تشهد مذبحة باردة على حساب المصالح

عبدالله عبدالحكيم

113.jpg


07-02-1434 12:24

تستمر حكومة ميانمار على الإنتهاكات الإنسانية والقتل والتعذيب والإغتصاب والإعتقال المستمر ، وتقوم بمذبحة باردة على مسلمي أراكان المحتلة في ظل الصمت الدولي الغريب

وتعمد ميانمار في الأزمة الأخيرة على تقليل مسلمي الروهنجيا وتوطين البوذيين بشكل واسع في قرى المسلمين المحروقة وتوفير كل سبل الإسكان فيها وخاصة في أراكان المحتلة ، وتقوم بمصادرة كل ما يمتلكون من الأموال والأمتعة وتزداد الأمر سوءا بعد زيارة نائب رئيس الحكومة

وأوضح ناشطون من داخل أراكان بأن مخيمات أكياب تشهد حالة من الرعب والفزع وبدأت الأمراض تنتشر في كل مخيم والوفيات تزداد يوميا ما يشير إلى الحاجة الماسة للإغاثة العاجلة
ووردت أنباء لوكالة أنباء أراكان المحتلة بوفاة الأطفال والشيوخ والنساء جراء عملية التشريد والجوع والبرد القارس ونقص المواد الغذائية الأساسية وانعدام المستشفيات والأطباء

في الوقت الذي يعيش فيه الروهنجيا بين الغابات والجبال والقرى المدمرة على أصناف من العذاب والتنكيل وترتكب جرائم إنسانية لهؤلاء الأبرياء

وهناك الشعب البوذي والعصابات المجرمة قد دعمت من قبل الحكومة بالأسلحة النارية والسواطير وغيرها ، وقد أطلقت أيديهم للنهب والسلب في داخل مخيمات الموت في أراكان وفي خارجها في الوقت الذي يعيش فيه اللاجئون أوضاعا سيئة للغاية

ففي مدينة راسيدنغ يعيش أهلها في خطر الموت مع إعلان الحكومة بعقوبات تهدد البقاء في هذه المنطقة ، ويحذر حاكم راسيدنغ من بقاء المسلمين قائلا : بأنهم دخلاء نخرجهم لا محالة ، ويذكر أن هذه المنطقة تحتوي على 30قرية مسلمة تعذب بين عشية وضحاها في ظل الصمت الدولي المخيف

ولم تكتف الحكومة المانمارية بهذه الجرائم في هذه المنطقة ، بل وصلت إلى أغنى الأحياء المسلمة في مدينة إسمها شيلكالي الجنوبي ، يسكن فيها الآن حوالي 700 عائلة مسلمة تتعرض للإنتهاكات والإغتصابات والإعتقالات المستمرة مع إعلان الحكومة بإخلائها في خلال شهر فقط

وتحديدا في مدينة منغدو تواصلت عمليات السخرة وإستخدام الروهنجيين في الثكنات العسكرية للعمل الشاق مع مطالبة الحكومة بإرسال 50عاملا مسلما يوميا
ومن جهة أخرى تقوم السلطات بإجبار المسلمين على إحياء الأراضي المحروقة والمدمرة من قبل البوذيين

وتزداد المخاوف من تدهور الأوضاع في مدينة بوسيدنغ بعد حظر التجوال وإحاطة الأمراض والجوع والخوف والحصار التام على القرية من قبل الجيش العسكري
وقال شهود عيان بأن الوفيات في إزدياد وبشكل يومي وسط تفشي الأمراض المزمنة ، ولا تقل عن وفاة 10 أطفال يوميا

ومع استمرار الهجمات على القرى زاد التضييق على عامة المناطق التي يقطنها المسلمون الروهنجيا من حيث منعهم إظهار شعائر الإسلام الدينية ومنع فرض الرسومات على ملاك البيوت ومنعهم من صيد الأسماك وفي التنقل والزواج والتعليم

ونظرا لتلك الظروف السيئة بادرت بعض المنظمات الإغاثية بالتوجه بإغاثتهم بالمواد الغذائية العاجلة إلا أن حكومة ميانمار رفضت أي إغاثة وتبرر بالقول بأن الحياة تسير على ما يرام ، وما حصل بين المسلمين والبوذيين مجرد مصادمات

وفي الوقت ذاته تقف دولة بنغلادش المسلمة جدارا صلبا أمام تلك المنظمات وتمنعها من مساعدة اللاجئيين على الحدود
وتشير التقارير الدولية بأن مسلمي أراكان الروهنجيا مرت بحملات إبادة راح ضحيتها الآلاف ، وتأتي هذه الحملة الشرسة في المرحلة الثالثة عشر في إشارة إلى تصفية وتطهير لهذه العرقية المسلمة

والجدير بالذكر بأن الموقف الدولي لم يكن على مستوى الحدث بل اكتفى بدعوة الجميع إلى ضبط النفس ، ولكن التوقعات تنبئ عن خوض الغرب في ميدان المصالح باعتبار إستراتيجية المكان وثرواته الطبيعة ،فرفعت أمريكا عن ميانمار الديون وعززت الإقتصاد بين الدولتين .

عبدالله عبدالحكيم

الإيميل :abduh1444@hotmail.com
تويتر :abduhaaa@


http://www.mithag.com/articles.php?action=show&id=648
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
مأساة مسلمي بورما.. هل من حلول؟!

26/01/34

أحمد محمد أبوالخير

826011434015118.jpg

مأساة مسلمي بورما.. هل من حلول؟!

منذ سبعين سنة خلت، وأمام نظر العالم وصمته المريب؛ ظل النظام البورمي العسكري الاشتراكي المستبد يمارس دون حسيب أو رقيب إرهاب الدولة تجاه شعب مسلم أعزل لا يملك حولاً ولا قوة إلا بالله.
دعونا نتعرف في البداية على الضحية، ومَن هو الجلاد؟ وما سبب العدوان؟ حتى يتسنى لنا أخيراً البحث عن حلول عملية للحدّ من هذا العدوان الغاشم.
فالضحية هي أقلية مسلمة تدعى «الروهنجيا»، أو قل إن شئت «الشعب الأراكاني»، ويقطنون إقليم «أراكان» غربي بورما منذ 12 قرناً من الزمان، وهم في الجملة أبناء العرب الذين استوطنوا وتزاوجوا مع الهنود والفرس من سكان تلك المنطقة أو المهاجرين إليها على فترات متلاحقة. لهم حياتهم الخاصة، ونشاطهم المتمثل في الصيد والزراعة والاحتطاب، إضافة إلى التجارة المحلية البسيطة، كما أن لهم انتماءهم الديني المتمثل في الإسلام السني، وحبهم الشديد للحرمين الشريفين، وحرصهم على تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم، واعتناءهم بعمارة المساجد والكتاتيب الإسلامية، خصوصاً في بلاد المهجر، حيث الحرية الدينية التي لم يحظوا بها في موطنهم الأصلي «أراكان».. تنتمي هذه الأقلية من حيث السحنة إلى مجموعة الشعوب الهندية الفارسية، مع مسحة عربية واضحة؛ لوجود عرق عربي ينبض فيهم، إذ استوطن رجال من العرب المنطقة قديماً كما أسلفت. يتحدث هذا الشعب لغة خاصة غير مكتوبة، وهي خليط من ثلاث لغات أساسية، وهي: العربية والهندية والفارسية، إضافة إلى مفردات إنجليزية دخلت لغتهم مع امتداد الاستعمار البريطاني مؤخراً، ويقال: إن لغتهم كانت تكتب في فترات معينة أثناء الحكم الإسلامي لموطنهم، لكنها اندثرت بسبب استهداف حضارتهم مع المد البوذي الذي انتهى باحتلال بلادهم عام 1884م، ووقوع المسلمين في وطأة القهر البوذي، ثم وقوعهم بعد ذلك تحت الاحتلال البريطاني. هذا ويعد إقليم «أراكان» آخر امتداد إسلامي متصل بالقارة الهندية شرقاً، حيث تأتي سلسلة جبال «أراكان يوما» كفاصل طبيعي بين الحضارتين الإسلامية والبوذية.
أما الجلاد، فهو ذلك النظام العسكري الحاكم، أو الطغمة الفاشية الغاشمة التي تحكم البلاد بالنار والحديد، يساند الجلاد رهبان بوذيون متطرفون أضفوا على العدوان ضد الأقلية المسلمة سمة القداسة والواجب الديني، ولذا كانت نتائج المؤامرة عنيفة جداً. دأب النظام الاشتراكي بمشاركة الرهبان، الذين نظروا في النجوم، فارتأوا إلى أن الخلاص من مسلمي أراكان هو هدف ديني مقدس، وأن خير وسيلة لتنفيذ الجريمة هي استثارة شعب المونغ البوذي الذي يسكن جنباً إلى جنب مع المسلمين، وعدم ظهور النظام العسكري في الصورة بشكل مباشر، وكان أول صيحة مقدسة لإخراج المسلمين وتهجيرهم في عام 1942م تمخضت عن قتل 100.000 مسلم أكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ والعلماء، فيما تمكن 30.000 مسلم من الهرب واللجوء إلى بلاد إسلامية أخرى، مثل: بنجلادش وباكستان وماليزيا وتايلند والسعودية والإمارات. لم يتوقف العدوان، بل ظل يُمارَس وفق خطوات منظمة كان آخرها مأساة عام 2012م التي هجّرت أكثر من 110.000 مسلم، وقتلت وجرحت عشرات الألوف من الأنفس حرقاً وغرقاً وقتلاً، جلهم من الأطفال والنساء، وتم اغتصاب أعراض آلاف الفتيات المسلمات.
أما سبب العدوان، فهو تحقيق الهدف المقدس بإخراج آخر مسلم من إقليم أراكان حتى تكون بورما، التي تعتبر نفسها وصية بوذا وأرض الباغودا ومحج البوذيين في العالم؛ خالصة للبوذيين ومحرمة على غيرهم، ولذا كان الهدف الأول والأخير تهجير المجتمع المسلم بأكمله، ولم يكن القتل والحرق والاغتصاب والإذلال وفرض الضرائب والقيود على ممارسة العبادة وبناء المساجد والمدارس والحركة والتنقل وممارسة المهن... وغير ذلك؛ أهدافاً في ذاتها، بل هي وسائل لتحقيق الحلم المقدس، ألا وهو التهجير؛ ولذا دوّى بها صريحة على الملأ الرئيس البورمي الحالي (ثين سين)، قائلاً: «لا نريد الرهنجيا أن يعيشوا بيننا، إنهم ليسوا من إثنيتنا، وأفضل حل هو أن يتم إعادة توطينهم في بلد ثالث، أو الزج بهم في مخيمات الأمم المتحدة». نعم، قالها المجرم السفيه، ونثرها على مسامع العالم المتخاذل الخائن، دون أن يهب أحد للنصرة أو تبديد الباطل، مثلما قال فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26] ، أما الشمطاء (سوكي)، التي تزعمت الديمقراطية زوراً وبهتاناً، ونالت جائزة نوبل للسلام نفاقاً وسحتاً؛ فقد سكتت دهراً ونطقت كفراً ووضعت الضحية والجلاد في كفة واحدة.
مضت سبعون سنة، وكانت سنين قهر وظلم وإذلال، كانت سنين عجاف وإخافة وإرهاب، شابت من هولها الرؤوس، وسقطت من إثرها الأجنة من البطون. كل ما تتخيله من ظلم وقتل وإراقة دماء واستباحة أعراض وأموال وأنفس، تمت ممارسته وبأبشع الصور، بلا نكير ولا حسيب ولا نصير ولا معين ولا مغيث؛ إلا الله الحليم اللطيف، ولولا لطفه لما بقي من هذا الشعب عين تطرف على وجه البسيطة، لكن الله مظهر دينه ورافع كلمته ولو كره الكافرون.
نعم، مضت سبعون سنة، وأمريكا التي كنا ننظر إليها نحن أمة المليار ونصف المليار - بعين الاستعطاف في كل نازلة تحلّ بنا علّها ترحمنا أو تشفق علينا أو على أقل الأحوال تنبس بكلمة نكير؛ هي من تقف اليوم بجانب بورما، إذ أضحت ملبية للشره الاقتصادي الأمريكي. أما الغرب وما أدراك ما الغرب، فلم يتحرك بكل دوله ومنظماته للنصرة. أما أمة الإسلام فهي على كثرة عددها غثاء كغثاء السيل، لا تجيد سوى الإدانة والاستنكار، ثم العودة إلى الفرش الوثيرة لاستكمال الرقاد والأحلام الوردية.. لم تعد تؤرقها أو تقض مضاجعها المشاهد اليومية لعشرات القتلى وهم أشلاء، ومئات الجرحى من الأطفال والنساء والعجزة وهم غارقون في أنهار الدماء، وهناك من يتشدق نفاقاً بكتابات أو عبارات تبرر ما يقوم به العدو من مجازر وحشية يشيب لهولها وفظاعتها الولدان.
إن الإجرام البورمي الرامي لإبادة الشعب الأراكاني المسلم لهو عمل مخطط له ومسوغ في كل وقت وآن، وغالب الظن أن الأمة بأكملها تمر اليوم بامتحان خطير ومحك يستظهر من خلاله العدو مدى تماسكها واتحادها ومدى قوتها وصمودها في إدارة ومواجهة التحدي..!!
العدو الآن يعربد براً وجواً وبحراً كما يشاء، يصول ويجول دون أن يبالي بأحد، والقوى العظمى تصفق له سراً وعلناً، ونحن نجتمع ونقرر ثم نخرج بما لا يساوي الحبر الذي نكتب به.. ماذا أفادنا التنديد واستجداء من لا يرحم، هل أوقف ذلك كله الدم النازف في جسدنا الجريح؟ وبماذا عسانا أن نجيب الطفولة التي انتهكت براءتها وصيانتها لتتمزق أشلاءً وأجزاء؟ كل أطفال أراكان اليوم بلا استثناء إما قتيل أو جريح على شفير الموت أو يتيم أو مروع به، وكل واحدة من هذه الحالات أمرُّ من الأخرى.. قلوبنا يا قوم تفطرت وتقطعت أوصالاً من هول مشاهد القتل والترويع والدمار الحاصل اليوم.
إننا جميعاً إخوتي نبحث عن فرج قريب، أو أمل يلوح في الأفق، علَّ أمتنا تستفيق من طول الغفلة والسهاد وتنفض عن نفسها غبار الذل والهوان، فلم نجد سوى مزيد من الألم.. ومزيد من الصمت المخيف.. بل مزيد من الخنوع للعدو اللعين.. كأن شبح الموت يطارد الجميع وقد أخرستهم سكراته.. أتساءل في ظل هذه الظروف العصيبة: ما الواجب علينا كأفراد وجماعات ودول وأمة لا تهزم من قلة؟ ما السبيل لإيقاف تدفق الدم النازف؟ ما السبيل لوضع حد لهذا الإجرام؟
أعتقد أن السبيل المادية لحلحلة المأساة، ووضع حد مؤكد لها؛ تكمن في أمور، وذلك باستصحاب الإخلاص والنية الطيبة، والعودة إلى دين الله - عز وجل - الذي هو أساس النصرة والتمكين، ألخصها فيما يلي:
- إيجاد موقف موحد من جميع الدول الإسلامية تجاه قضية أراكان.
- اعتبار دور منظمة التعاون الإسلامي، وإعطاؤها الصلاحيات كافة للتحرك، وعقد القمم، وإصدار البيانات، والتحدث في المحافل الدولية باسم الدول الإسلامية قاطبة، وتحريك القضية دولياً.
- قيام الدول الإسلامية بمسؤولياتها كاملة، وتتلخص فيما يلي:
العمل على تدويل القضية، وبذل الجاه والعلاقات لرفعها للدول ذات النفوذ والقرار، والعمل على استصدار قرارات قوية تطالب مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة بالتحرك الفوري للبت في القضية دون تأخير.
ممارسة الضغط الاقتصادي، وقطع العلاقات التجارية مع حكومة بورما (ميانمار)، وهذا جانب مؤثر جداً؛ لأن الدول الإسلامية تمتلك مقومات الطاقة التي لا يستغني عنها أي كيان في العالم.
ممارسة الضغط السياسي، وتكون على مسارين، هما:
1- مسار دبلوماسي يتعلق بإرسال رسائل قوية اللهجة لسفراء ميانمار لدى جميع الدول الإسلامية، مع ترقب ومتابعة المستجدات، أو طرد وسحب السفراء بصورة مؤقتة أو دائمة، إن لم يحصل أي تطور في القضية إيجاباً.. وأيضاً زيارة وزراء الخارجية لبورما لإيصال رسائل قوية حول إرادة تلك الدول تجاه القضية وبيان مواقفها.
2- مسار سياسي يتعلق بمتابعة تحرك ملف القضية لدى الدول ذات القرار والنفوذ، وإرسال الوزراء لتلك الدول.
تحريك الإعلام الإسلامي، وذلك لممارسة ما يلي:
1- المثابرة في إبراز القضية بمختلف الوسائل والبرامج.
2- توسيع الدائرة الإعلامية لمواكبة الأحداث أولاً بأول وتحليلها بواسطة خبراء سياسيين وبلغات عدة، وذلك في طريق تدويل القضية إعلامياً للفت أنظار العالم قاطبة.
3- تأهيل نفر من أبناء الأراكانيين إعلامياً، ومن ذلك فتح مشروع منح دراسية ولو كانت محدودة لتأهيلهم.
4- العمل مع الدول الأخرى لكسر الحصار والتعتيم الإعلامي.
5- تحريك وتنشيط العمل الإغاثي بصورة عاجلة، وذلك بإطلاق حملات إغاثة شعبية، والسماح للهيئات الإغاثية بالتحرك ضمن تحالفات دولية لبذل الإغاثة، وإشراك عناصر أراكانية من دول المهجر، وعناصر نشطة صديقة من دول الغرب، في مجالات تطوعية صرفة، والعمل على كسر الحصار المفروض إغاثياً، والإفادة من التجارب الدولية في هذا الشأن.
تحريك العمل القانوني والعدلي: وذلك بالسماح لنقابات واتحادات المحامين في جميع الدول الإسلامية والمحامين المتعاطفين من دول الغرب، بعمل تحالفات، لرفع القضية لمجلس الأمن وملاحقة المجرمين جنائياً، وكذا تأهيل مجموعة من أبناء الأراكانيين ممن تتوفر فيه الكفاءة في دورات ومنح دراسية قانونية لتمكنهم من تحمل مسؤوليات قضيتهم لاحقاً.
قيام المجتمع الإسلامي وأفراده بدورهم في النصرة، وذلك عن طريق:
التعريف بالقضية في المناسبات العامة والخاصة، حتى للأسر والأبناء والطلاب والجيران والأقارب.
إرسال برقيات برسائل احتجاج قوية للأمم المتحدة والحكومات لتبيين مواقف الأفراد والجماعات والمؤسسات أيضاً حيال القضية، والتأنيب الشديد على التقاعس والتخاذل، وهذا متاح قانوناً، ومعتبر.
قيام العلماء والدعاة بمؤسساتهم وتنظيماتهم وهيئاتهم وأشخاصهم، بدورهم الذي سيسألون عنه أمام رب العالمين، ببياناتهم ونصحهم وإرشادهم وتحالفهم، وفي خطبهم ودروسهم، وأمام طلابهم، وفي مساجدهم ومدارسهم وجامعاتهم.
المداخلة الإعلامية في البرامج للإضاءة بآرائهم ومواقفهم.
بذل المعونة المتاحة لإغاثة المنكوبين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويقتاتون ورق الشجر ويشربون المياه الآسنة.
تفاعل الأراكانيين في المهجر مع قضيتهم، ويكمن هذا التفاعل فيما يلي:
- اعتبار القيادات الموجودة والعاملة في الساحة، والعمل على تنمية شعور الانتماء للعمل المؤسسي القائم.
- الانخراط فوراً مع الأعمال المؤسسية المتاحة في الساحة لبذل ما يمكن بذله من مواهب وقدرات وطاقات.
- السعي الشخصي لتنمية القدرات والمواهب.
- التخلص من جميع الاختلافات واستعادة روح العمل كفريق واحد، ووضع الهدف الاستراتيجي نصب العين دوماً.
- البذل المادي والمعنوي للقضية، والبذل للأقرباء هناك في الداخل إن وجدوا وعرفوا.
- المثابرة في رفع المعنويات في الداخل والخارج، والسعي لقتل روح الانهزامية والضعف والعجز، وممارسة التشجيع على أعلى المستويات ولجميع الشرائح.
- بذل الوقت والجهد الكافي للعمل الإعلامي، لنتحول جميعنا إلى إعلاميين ولو مؤقتاً، ولكن بعقلانية وهدوء، وأخذ المعلومات من مصادرها، وتلقي التوجيه من مظانها.
- إشاعة القيم الفاضلة، والسعي الجاد لنشر الفضيلة والعودة الصادقة إلى الله، ولنكن جميعاً دعاة إلى الله بأخلاقنا وبكلامنا وبأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر.
- الإفادة من العلاقات في إبراز القضية والعناية بها.
- الاستمرار في الجهود وعدم اليأس والقنوط من النصر.
وأخيراً: ما أُخذ بقوة لا يُسترد إلا بقوة، ولا يفل الحديد إلا الحديد، وترك الجهاد في سبيل الله وبُعدنا عن دروب المقاومة هو سبب ذلنا وانهزامنا، فلنعدّ لهذا الأمر عدته، ولنرفع من معنويات أنفسنا، ولنشجع ذواتنا ونكافئها حال الإنجاز.
ونقول أيضاً: رباه كن لإخوتنا المستضعفين في أراكان وفي كل قطر من أقطار الدنيا، فليس لهم معين ونصير سواك.. ما أحوجنا إخوتي أن نصدق الله بصدق الالتجاء إليه سبحانه وتعالى، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.. وأن نصدقه بكرم البذل والعطاء لإخواننا من إحساسنا وضميرنا وانتمائنا وأموالنا ومن كل ما نستطيع، حتى من مهجنا، في سبيل الله عز وجل، حينئذ نعيش أحراراً أو نموت شرفاء بإذن الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2433

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
مأساة أراكان بين الماضي والحاضر
26/01/34
عبدالله عبدالقادر الأراكاني

نعلم جميعاً أن الأمة الإسلامية والعربية تمرّ بظروف صعبة في خلال القرنين الماضيين إلى يومنا هذا؛ فهنا فلسطين، وهناك العراق وأفغانستان والبوسنة وسورية وغيرها؛ كلها تعيش بين مطامع الغرب، وبين مدافع الجوع وصواريخ الموت والدمار، وبين السياسات الباردة التي تعيشها أغلب الحكومات العربية، ومع ذلك تحركت الشعوب والحكومات وتعاطفت مع هذه القضايا المفجعة مع قلّتها بغض النظر عن الحلول الواقعية في الساحة، لكن الناظر في قضية أراكان، مسلمي الروهنجيا إخواننا في الدين والعقيدة ومن أحفاد الصحابة والتابعين يُضطهدون ويُشرّدون ويهجّرون منذ مئات السنين؛ لم يجد هذا التحرك المطلوب من الأفراد والشعوب والحكومات، خاصة في الأزمة الأخيرة، ويجد أن المنظمات العالمية والإغاثية والحقوقية أخفت الملف، وكانت الحكومات العربية والإسلامية تعرف معاناتهم في السابق، إلا أنها تباطأت وأوكلت القضية إلى الأمم المتحدة واعتمدت عليها، والحكومة الميانمارية البوذية كلما صعّدت القضية بدأت تخفي جرائمها أمام العالم، وكانت أراكان بلدة مسلمة تعيش بأمن وسلام كغيرها من البلدان، ودخل الإسلام إليها عن طريق التجار العرب في عهد الخليفة هارون الرشيد - رحمه الله -، وأقيمت مملكة إسلامية واستمرت ثلاثة قرون ونصف تتابع على حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي، لكن البداية المؤسفة التي لا ينساها الأراكانيون كانت في عام 1784م عندما احتل الملك البوذي مملكة أراكان وضمها إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعندها بدأ الحقد البوذي ينتشر في أراكان وضد مسلمي الروهنجيا ولجؤوا يخططون للخلاص منهم بشتى الوسائل الممكنة، فالحكومة البوذية تحاول طمس الهوية الإسلامية وآثارها بتدمير المساجد والمدارس وبناء المعابد البوذية عليها وقتل العلماء والدعاة، وهناك تضييق على التعليم في المدارس الحكومية وحرمانهم من العمل، كما ألغي حق المواطنة للمسلمين وتم إعطاؤهم أوراقاً تفيد بأنهم دخلاء غير مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت أو الاعتقال أو التعذيب، وجُعل العمل القسري لدى الجيش والحكومة سخرة دون مقابل، وكانوا يُمنعون من السفر للخارج حتى لأداء الحج ومن يخرج لا يدخل أبداً، وكانت تُفرض عليهم عقوبات اقتصادية كبيرة من حيث الغرامات المالية والضرائب والمنع من بيع المحاصيل؛ ليبقوا فقراء أذلاء تحت أوامر الحكومة وسيطرتهم، واتجهوا إلى التقليل من أعداد المسلمين بشتى الوسائل من تحديد النسل ومنعهم من الزواج إلا بشروط معينة توافق هواهم.

وأشد ألوان المأساة في الماضي التطهير العرقي والإبادة الجماعية بكل أنواع الاضطهاد من قتل وتشريد وتعذيب واغتصاب الفتيات والنساء واعتقال الرجال والشباب ومصادرة الممتلكات.

واستمرت عدة حملات من المجازر، حيث أبيد في بعض تلك المجازر أكثر من 100 ألف مسلم، وما كان من المسلمين إلا الفرار بدينهم وعقيدتهم بعدما ذاقوا الويلات واشتدت المعاناة وحُرموا من حقوقهم، فبدأ المسلمون ينزحون ويهجرون إلى الدول الإسلامية ويطرقون أبوابها كبنغلادش وباكستان وماليزيا وتايلاند والهند والأردن والسعودية.

حفاظاً على دينهم وأرواحهم فروا إلى الديار التي وضعوا آمالهم فيها لصلة الدين والعقيدة بينهم. فعندما استطاعوا تقليل المسلمين بالتهجير الجماعي للدول المجاورة هدأت الأمور سنوات مع العمل في الخفاء والاستمرار في إضعاف المسلمين في كل الجوانب، لكن الذي غفل عنه الكثير أن الحكومة تعمل منذ دخول البورمان بخطط مدروسة للقضاء على المسلمين، وهي تسير وفق خطة مدروسة منذ قرون، وانشغال الحكومات الإسلامية والعربية بثورات الربيع العربي ثم قضية سورية مع غيرها من القضايا؛ أوجد للحكومة الميانمارية البوذية فرصة للسير على الخطة المدروسة للقضاء على المسلمين..

فأشعلوا الحدث بقصة اغتصاب مفبركة وأعلنوا في المناطق والقرى البوذية ومراكز الشرط أن المسلمين يقتلون الأبرياء، فوجدوا الدعاة العشرة يتنقلون من مكان الحدث فقتلوهم جميعاً في آن واحد، وانتشر الخبر وعمل ضجة إعلامية على المستوى الدولي، فما كان منهم إلا أن فتحوا لجنة للتحقيق في مقتل العشرة من عند أنفسهم، وكانت الحكومة في ثوب المتعاطف مع أنها شاركت في قتلهم وذبحهم..

ثم عززت القوات والجيش والشرط للسيطرة على المواجهات، لكن الذي حدث هو أنها انضمت إلى صف الشباب البوذيين المجرمين وشاركتهم بالأسلحة والسواطير وكوّنت عصابات لقتل المسلمين ونهب الأموال وعاثوا في الأرض فساداً وأعلنوا حظر التجول على المسلمين، ومن خرج يقتل أو يسجن ويعذب، والحكومة سخّرت شبابها بالمال والسلاح لقتل المسلمين وتنفي وتخفي جرائمها أمام العالم ووسائل الإعلام، ولما واجهت الضغط من الحكومات والمنظمات في بداية الأمر عدلت خطابها إلى الخوف من التحول الديمقراطي بسبب الاضطرابات وأنها تخشى الفوضى وبريئة من كل الانتهاكات الموجودة.. حافظوا على صورتهم أمام العالم وفي الداخل تشاركت الحكومة مع الشعب البوذي في إزهاق الأرواح وسفك الدماء فحاصروا القرى والمدن التي يسكنها المسلمون وبدؤوا بقتل الأطفال والنساء واعتقال الرجال وهدم المنازل والمساجد وحرق القرى بأكملها وإهانة الدين الإسلامي، وانتشر شباب البوذيين بالأسلحة والسكاكين والسواطير، والذين يهربون من ظلمهم يُقتلون أو يعذبون، والكثير فروا إلى بنغلادش عبر البحر بالزوارق والقوارب المتهالكة، لكن الفاجعة الكبرى أن بنغلادش أعادت الزوارق التي تقل أكثر من 300 مسلم في بداية الأزمة، وذكرت تقارير إخبارية أن النازحين إلى بنغلادش وصل عددهم إلى ما يقارب 75 ألفاً يعيشون بلا مأوى بعد الصراع في ميانمار، فضلاً عن اللاجئين الذين يقدر عددهم بـ 28 ألفاً يعيشون وضعاً مأساوياً للغاية بات يهدد حياتهم ومصيرهم وينذر بوقوع كارثة إنسانية وأمراض مزمنة، كما هو الحاصل الآن تماماً. وهذه الأعمال الإجرامية في ميانمار دفعت 100 ألف للخروج من منازلهم، واتجه الكثير إلى الدول الإسلامية المجاورة، وقتل الكثير، وغرق الكثير، وكان هناك 870 مسجداً و1000 مدرسة كلها هُدّمت بالكامل..

والمأساة عظيمة وأعداد القتلى والجرحى والغرقى والفارين كثيرة لا يمكن أن تحصر في مقالة واحدة؛ ففي الماضي كانت تقع المجازر تارة والتهجير تارة أخرى ثم تهدأ وتعود هكذا مع استمرار الاضطهاد والاستعباد ومنعهم من التعليم والمضايقات في البيع والشراء وغيرها، وجعل الزواج بشروط معينة، ومع ذلك كانت الحياة بالنسبة لهم آمنة.. أما المأساة الجديدة الحاضرة فقد أتت بعد فترة طويلة كانت تمهّد لخطة طويلة المدى، وأشعلت نيرانها بقصة الاغتصاب المفبركة مع تزامن التحول الديمقراطي في البلاد كما يزعمون، وأيضاً انشغال الأمة الإسلامية بالثورات العربية وغيرها، وظهور الشخصيات الأراكانية السياسية والعلماء المفكرين، وبعد تدهور الأوضاع طمعت الدول الغربية في ثرواتها فمنحت الاتحاد الدولي 80 مليون دولار وأعفتها من الديون، وأعلن رئيس أمريكا مؤخراً قيامه بأول زيارة إلى ميانمار بعد الانتخابات؛ كل هذه لم تكن موجودة بالسابق لأنها لم تكن منفتحة على العالم وكان تعاملها الخارجي محدوداً وضيقاً جداً، لذلك أصبحت قوية عسكرياً ومادياً، فأصبح موقف الغرب تجاه القضية بطريقتين: طريقة تدعو ميانمار لوقف القتال وتحثها إلى دعم الديمقراطية وإعطاء الحقوق الإنسانية. وطريقة أخرى تدعمها بالمال لقتل المسلمين وبتعزيز العلاقات والزيارات وغيرها. ونحن العرب والمسلمين - للأسف الشديد - تحركاتنا لم ترقَ إلى مستوى الحدث، فإغاثة المنظمات والشعوب والحكومات وتداول القضية سياسياً والضغط على ميانمار ودول الجوار؛ ما زالت متواضعة.. نحن نصرخ ونستنكر لكن نيران البوذ تشتعل إلى يومنا هذا من غير فتور ولا كسل. نعم فعلنا الكثير وبقي الكثير والكثير، ومن بحث عن السبل للنصرة وجد، لكن أين الباحثون؟.. ومأساة مسلمي الروهنجيا تبقى أمانة في رقبة كل قادر على نصرتهم.. وفقني الله وإياكم لنصرة المظلومين

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2434

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
أسباب تجدُّد الأزمة
26/01/34
عبدالله عبدالقادر الأراكاني


صروف الدهر قاسية عليَّا

وقدر لي بأن أحيا شقيا

ووجه البؤس لازمني سنينا

ومنذ خلقت أذكره لديا

وأيامي سياط فوق ظهري

وصفعات مسددة إليا

تزاوجت الجراح وأنجبتني

على أرض المواجع آدميا


هذا لسان حال إخواننا هناك إن لم يكن لسان مقالهم، فعلى مر السنين لم يذق هذا الشعب حياة رغيدة ولم ير أياماً سعيدة؛ فالنكبات تحيطه من كل مكان قد عانقته كما تعانقت في الحروف اللام والألف، فهو إما معذب في أرضه ليس له يدان، أو مهجر خارجه مهان يذوق من الويلات ويرتشف من المآسي.

وهو مع ذلك صابر صامت متمثل بقول القائل:

فإن لم يكن إلا الأسنة مركب

فما حيلة المضطر إلا ركوبها

والأزمة موجودة منذ عشرات السنين، فما الذي جعلها تتجدد؟؟ اختلفت الروايات التي وردت عن سبب بدء الأزمة هذه المرة؛ لأن الحصار الذي تمارسه الحكومة المتواطئة مع البوذ والرهبان، شكل حاجزاً دوننا. يكفي أن تعلم أن غمراً من الناس كانت تجهل وجود هذه الدولة على الخارطة أصلاً. ليس هذا مناط المشكلة، فحتى أفظع الجرائم لا يمكن أن يثأر منه بهذه الطريقة.

إذاً ما الذي يدفعهم إلى ارتكاب هذه المجازر الفظيعة؟

إنه الحقد الدفين والشر الموغل في صدورهم على الإسلام والمسلمين. وجدوها فرصة لإبادة الإسلام والمسلمين بحجة أنهم دخلاء على البلد.

والسؤال الذي يطرح نفسه وما زال يطرحه حتى تكسرت أضلاعه: من أين هؤلاء؟ بنغلاديش تنكر أنهم منها، والحكومة البورمية تفل ما تفله بحجة أنهم دخلاء على البلد.. فمن أين هؤلاء إذن؟ من أين سقطوا؟ قل لي بربك من أين سقطوا؟ هل نبتوا فجأة أم خرجوا من البحر أم سقطوا من السماء؟

علم أولئك الشرذمة أن لا بواكي للمسلمين ولا ناصر لهم ولا من يسأل عنهم، وأن بنغلاديش لن تستقبلهم، ودول العرب لن تهتم؛ فكثير من الشعوب مشغولة بصراعاتها مع الطغاة، فهو أنجع وقت للقضاء عليهم ولإتمام ما بدأوا به من عشرات السنين من القتل والتشريد والتهجير.

إن الناظر في حال أمتنا يرى أنها غدت أهون الأمم بعد عز ورفعة وبعد أن كانت ترفل في ثوب المجد وتلبس تاج الوقار وبعد أن بلغت شأو الحياة زمناً.

كنا جبالا في الجبال وربما

سرنا علـى مـوج البحار بحارا

ولو تمعنا النظر لوجدنا أن الدول الإسلامية كلها تتمتع بمواقع استراتيجية وتمتلك أراضي غنية بالنفط والآثار والمناظر الخلابة والحدائق والخمائل، فهي منبع الاقتصاد من كل ناحية.

فمن أين إذاً هذا الضعف؟ لقد أورث الله المسلمين الذلة والصغار بسبب بعدهم عن دينهم وانشغالهم بالدنيا وزخارفها وتناطحهم فيما بينهم على متاع الحياة.

تلك الدولة العظمى التي نراها الآن كسراب بقيعة انقسمت إلى دويلات بعدما تم تقسيمها بعد اتفاقية سايس بيكو عام 1916م، والتي وضع خطتها اليهودي برناد لويس.

قسّموها تقسيماً عشائرياً قبلياً وطائفياً حتى لا تجتمع كلمتها ولا تقوم على رأي واحد، فأصبح حالهم كما يصف نزار:

أمشي على ورق الخريطة

خائفا فعلى الخريطة كلنا أغراب

أتكلم الفصحى أمام عشيرتي

وأعيد لكن ما هناك جواب

يتقاتلون على بقايا تمرة

فخناجر مرفوعة وحراب

وخريطة الوطن الكبير فضيحة

فمخافر وحواجز وكلاب

فكيف لهم بعد هذا أن ينصروا قضاياهم وينقذوا غريقهم ويفكوا أسيرهم والأزمة ما تجددت إلا لضعفهم وخورهم وجبنهم.

ومما زاد من الجرح عمقاً ونزيفاً أن المسلمين أنابوا نائحة مستأجرة لتدافع عن قضاياهم، وجعلوا من الغرب موئلاً للحكم ومرجعاً للفصل فلا ادلهمت الحياة بهم إلا استنجدوا به وكيف يعدل من كان خصماً وحكماً.

طمعوا في الثعلب صلاحاً فاستاق القطيع إلى الذئب.. إنما هو كبرق خلب يبرق ولا يمطر يعد بوعود كاذبة ولا يفي ويحلو لأمتنا أن تصدق أكاذيبها، بل ربما أقنعت نفسها أنها اقتنعت.

ومن أسباب تفاقم الأزمة تمنع بنغلاديش عن استقبال إخوانهم، فكان الذين فروا إليها واستجاروا بها كالمستجير من الرمضاء بالنار، وما كان بالحسبان ظلمهم.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على الفتى من وقع الحسام المهند

تمنعت بنغلاديش عن احتضان إخوانهم في الدين والعقيدة وما كان لهم بعد الله ناصراً إلا هم والبحر الهائج المتلاطم الهادر أمواجه تلعب بقواربهم وترميها تارة إلى اليمين وأخرى إلى الشمال فمن نجا بروحه لقي الرصاص من بنغلاديش ومن حانت منيته تلقفه الموج وابتلعه، وكم سمعنا بقصص يندى لها الجبين وتقشعر بها أحاسيس السامعين.

وهي تعذر من ناحية وتلام من نواحٍ عدة، فتعذر من حيث أن إمكاناتها ضعيفة واقتصادها أضعف، وتلام من حيث إنها لم تتجاوب مع الحكومات الإسلامية التي أبدت رغبة في المساعدة، بل منعتها، وتلام أكثر لأنها تجاهلت هذا الظرف الإسلامي، فلم يشهد العالم قتلاً في قوم كما شهد في أراكان، والأمم المتحدة تقر بأنه أكثر الشعوب اضطهاداً، والحق ما شهدت به الأعداء، ثم ما يجدي أن يشهد بذلك فقط دون تحرك.

لقد تبلدت أحاسيس هذا العالم وتحجرت عواطفه وكم بودي أن أجره من تلابيب ثوبه وأصفعه على خديه وأقرص يديه عله يفيق، فإن لم يجب أطلقت عليه رصاصة الرحمة فلا فائدة ترجى منه.

وتفرق الأمة وتشتتها من أعظم أسباب تجدد هذه الأزمة وتفاقمها، وليس لها بين الأمم منبر للسيف أو للقلم. فلو علم البوذي أن خلف هذا المسلم معتصماً لرجع القهقرى من قبل أن تمس يده مسجداً ويهدم منبراً ويهتك عرضاً ويكشف ستراً.

أواه في أذني صوت يتيم بكى

وصوت أرملة تستنجد العربا

تدعو وفي قلبها نار مؤججة

ودمعها لغة تستهجن الخطبا

من حولها صبية يبكون ما وجدوا

مأوى وما وجدوا من يدفع السغبا

أواه والنار في الفيحاء موقدة

أجساد إخواننا صارت لها حطبا

نظرات أعينهم تعذبني وكلماتهم التي استحالت دموعاً تخنق مشاعري وترسل دمعتي.

وما هذا إلا ابتلاء من الله تعالى لهذه الأمة، وهو ناصر دينه لا محالة} ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ{ [محمد: 4]

إن أمة لو أصابها ما أصاب الأمة الإسلامية من البلايا والرزايا لفنيت، لكن الله كتب لها البقاء لأنها الحق من عنده فمتى نصرنا الله نصرنا} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ{ [محمد: 7]، فعودوا إلى رشدكم أيها المسلمون وهبوا لنصرة إخوانكم، فواجب الوقت وفريضة الزمان نصرة أهل أراكان


المصدر هنا

http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2435

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
اللاجئون داخل ميانمار وخارجها
26/01/34
إسماعيل إلياس المتمني

مصطلحات الموضوع
ميانمار: (بورما سابقاً).

أراكان: دولة احتلتها بورما بعد الاستعمار البريطاني، وهي حالياً تسمى ولاية راخين (ولاية أراكان سابقاً)، حكمها أكثر من 40 حاكماً مسلماً.

الروهنجيون: عرقية من العرقيات المتأصلة في أرض إقليم أراكان ذي الغالبية المسلمة، وهم السكان الأصليون لدولة أراكان المحتلة.

من الصعب تسمية الروهنجيين الأراكانيين باللاجئين؛ لعدم إعطائهم حقوق اللاجئين أو حتى الاعتراف بهم كلاجئين، ولعدم الاعتراف بالمواطنة داخل بلادهم، وقمع الحكومة مادياً ومعنوياً وإعلامياً لهم.. منذ عام 1942م حتى تاريخنا لا يزال الروهنجيون هدفاً أساسياً لحكومة ميانمار، وسبب استهداف الروهنجيين بين الأحزاب المعارضة للحكومة يرجع إلى ضعفهم ميدانياً وقوة حجتهم سياسياً؛ لأنهم أصحاب أرض، فهدف الحكومة إبعادهم عن أرضهم أو إبادتهم ومحو آثار المسلمين وتاريخ أراكان.

وعدد اللاجئين داخل ميانمار من الذين أُحرقت بيوتهم من قِبَل البوذيين، يزيد على نصف مليون، فهم في العراء؛ سقفهم السماء وحذاؤهم الوحل، لا تتوافر لديهم أدنى مقومات الحياة، ولم تسمح الحكومة للمنظمات الإغاثة بالدخول.. حتى الآن يعيشون في مخيمات بلاستيكية لا تغني من مطر أو برد، ومناخ ميانمار معروف بكثرة الأمطار.. غذاؤهم من النباتات المتوافرة حول المخيمات، ولا يسمح لهم بالخروج من هذه المخيمات، فلا خدمات صحية فيها ولا عمل ولا غذاء.

وملايين اللاجئين المنتشرين خارج ميانمار بدأت هجرتهم بعد المذبحة الكبرى عام 1942م التي استشهد فيها أكثر من مائة ألف مسلم وهُجّر ما يزيد على مليونين انتشروا في دول كثيرة ويتمركزون غالباً في البلدان التي تقع بين مكة وبورما، فهجرتهم كانت إلى مكة، إلّا أن قلة الزاد وطول المسافة تسبّبت في تعثرهم.

والهجرة كانت بشكل أفراد أو أسر أو مجموعات إلى الدول المجاورة عبر نهر ناف، وعبر الجبال والأدغال، وهم في خوف من الجيش البورمي المتربص بهم، أو الحرس البنجلاديشي من الجهة المقابلة، فإذا وقع أحدهم في أيدي البورميين فمصيره الحبس والضرب ومصادرة أملاكه أو إعدامه، وإن وقع في أيدي الحرس البنجلاديشي يردونه إلى بورما، ولا تسأل عما حصل للعشرات منهم في هذا النهر، حيث كان الصيادون يجدون في شباكهم أناساً غرقى.

بنجلاديش أخذت النصيب الأكبر من اللاجئين الأراكانيين لقرب حدودها، لكنها اكتفت بما لديها منهم فامتنعت في الأزمة الأخيرة التي اندلعت مجدداً للتطهير العرقي ومحو السكان الأصليين لدولة أراكان المحتلة عن استقبالهم، أمّا في الهند وتايلاند فهم يعيشون بلا هوية أو حتى الاعتراف بهم كلاجئين، أما حكومة باكستان فقد منحتهم الجنسية الباكستانية وسهلت لهم بعض الأمور؛ وهؤلاء أفضل مجموعة من المهاجرين أحوالاً، إلا أنها بدأت تشدد على الذين منحتهم الجواز الباكستاني ويعيشون خارج أراضيها كما هو الواقع الآن مع الذين يعيشون في الإمارات والسعودية ويحملون جوازات باكستانية أو بنغالية، فقد امتنعت الحكومتان عن تجديد جوازات سفرهم، وهذا الامتناع يحرمهم من تجديد رخصة الإقامة ويترتب على ذلك مشاكل نظامية واجتماعية وصحية وتعليمية.

أوضاع الروهنجيين الأراكانيين ومعاناتهم في كل دولة لها حكايتها، إلا أنهم يخففون على أنفسهم مقارنةً بإخوانهم داخل ميانمار وما يعانونه من ذبح واضطهاد وإبادة جماعية.

طريقة أمريكا للدخول إلى ميانمار:

ومن ناحية أخرى يتضح أن الأزمة الأخيرة للقضية الروهنجية كانت أسهل وأمهد طريق لدخول أمريكا إلى الأراضي الميانمارية بعد انقطاع دام نحو 40 عاماً.

لم تتجرّأ أمريكا يوماً على الدخول إلى ميانمار (بورما سابقاً) في عهد تحالف بورما مع الصين والهند، رغم المقاطعات الغربية لميانمار والعقوبات التي فُرضت عليها من عام 1988 بعد اندلاع الثورة التي تسمى (8888).

إلا أنها بدأت تطمع من جديد في ثروات هذه البلدة وموقعها الاستراتيجي بين الجارتين النوويّتين الصين والهند؛ للتخوف الأمريكي من قوة الاقتصاد الصيني والعسكري في المقام الأول، ثم الهند.

كما أكد ذلك زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في نهاية عام 2011 باعتبار أمريكا قوة في المحيط الهادي، فإنها تركز اهتمامها من جديد على منطقة آسيا بعد انشغالها بالعراق وأفغانستان.

فالقضية الروهنجية أصبحت وجبة شهية لابتزاز رئيس ميانمار بعد تخوفه من تحرك الدول الإسلامية على طاولة الزيارة الأخيرة لرئيس ميانمار باختيار أحد الأمرين:

1 - الانصياع لأوامر أمريكا.

2 - أو دخول أمريكا إلى ميانمار بشعار حقوق الإنسان (كعكة روهنجيا).

فلا حل لرئيس ميانمار إلا الانصياع والطاعة؛ لأن الضوء الأخضر من أمريكا للدول الإسلامية يعني هلاك عرش ثين سين.

كما أن إرسال قوات أمريكية لتدريب الجيش الميانماري هو أولى خطوات إكمال الخريطة السياسية للقواعد العسكرية الأمريكية، وهو في الوقت نفسه رسالة واضحة لمنظمة التعاون الإسلامي والحكومات المتعاطفة مع القضية الروهنجية بـ (نحن هنا) إلحاقاً بالرسالة السابقة من بانكي مون بأن تدخل منظمة التعاون الإسلامي قد يؤثر في عملية الإصلاحات الجارية في ميانمار.

المصدر هنا

http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2436

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
انثـــــروا الحــــــبَّ على رؤوس الجــــبال..
26/01/34
إبراهيم بن محمد صديق

هكذا كانوا يعيشون الإسلام بمفهومه الشامل وعطائه اللامحدود ورحمته الشاملة حتى للحيوان، بل حتى للكفار، هكذا كانوا يعيشون شعور الأمة الواحدة والجسد الواحد والدين الواحد، كانوا يعيشون بحق قوله تعالى: {إنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». فالإسلام جاء شاملاً متكاملاً في كل جوانبه؛ رحمة للعالمين، وملاذاً للخائفين، وهدى للبشرية أجمع.

وقد جاء بتحقيق العدل والمساواة بين الناس والربط بينهم برابطة قوية لا تنفك ولا تتزعزع، فلا فرق في الإسلام بين عربي وعجمي ولا أسود أو أبيض.

الرابطة الوحيدة التي تربطهم هي الاسلام، فهم بذلك يصبحون كالجسد الواحد يؤازر بعضهم بعضاً، وينصر بعضهم بعضا». ولم يُبقِ الإسلام شاردة ولا واردة إلا عالجها ليحتمي الجميع بظل عدله ولينشر العدالة المنشودة لدى البشرية.

والمتأمل في الشريعة الإسلامية يرى أن العمل الإنساني الخيري من أهم مبادئ هذا الدين العظيم، إذ يحث الناس دوماً على تخليص الناس من النكبات وتقديم يد العون لتلك الشعوب المنكوبة بحرب أو فقر أو زلازل وفيضانات، وهذا يظهر جلياً في قصة مجتابي النمار الذين دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهم من مضر، بهم من الفاقة ما الله به عليم، قد دفعهم الجوع والفقر حتى ساقتهم أقدامهم إلى أكرم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، فلما رآهم أرحم الخلق تمعَّر وجهه ودخل بيته ثم خرج مضطرب الحال، فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم وخطب فيهم، فجاءه رجل من الأنصار بصُرَّةٍ كادت يده تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى جمعوا ما يسد به حاجتهم، فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد كانت الحكومات في ظل إمبراطورية الخلافة الإسلامية تنظم المساعدات الإسلامية، ففي عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - اجتاحت الجزيرة العربية مجاعة مروِّعة، فأمر عمر حكام الولايات الأخرى بجمع الطعام وتنظيم القوافل الإنسانية، وقد أشرف بنفسه على التوزيع - رضي الله عنه -.

هكذا كان المسلمون فيما بينهم، كانت الأمة ترفل في ثوب المجد وتعيش شعور الجسد الواحد؛ حتى جاء هذا الاستعمار وحوّل الدولة الإسلامية الواحدة إلى دول باتت تحكمها الحدود وتفرق بينها المصالح الدولية والسياسية، وأصبحت كل دولة تستفرد بما لديها، وباتت الأمة متفرقة ذليلة منذ تلك اللحظة.

مرت الأمة الإسلامية بنكبات وأصبح الغرب يحقق مخططاته وأهدافه وبات يستحوذ على أي مصدر قوة للإسلام، وأصبحت تُشن الحملة تلو الحملة على الإسلام متحججة برعاية مصالح الشعوب تارة، أو باتهامها بالإرهاب أخرى، وأصبحنا نصبح ونمسي على ثياب من الذل ألبسنا إياها الغرب.

ومن تلك الأزمات التي مرت بالأمة: قضية أراكان..

أراكان تلك البقعة المنسية تماماً والتي كانت في يوم من الأيام تحت أيدي المسلمين وحكموها قروناً طويلة حتى جاء الغزو البريطاني فضم أراكان إلى الهند ثم فصلها وأصبحت ضمن بورما يخضع المسلمون فيها للسلطة الوثنية التي تحكم البلاد.. ومن هنا بدأت المأساة ووقعت الكارثة، خاصة بعد قيام الحكم الشيوعي عام 1382هـ، فبات المسلمون تحت أيديهم وتصرفهم يمارسون عليهم أبشع أنواع التعذيب، ومنذ ذلك الحين والمسلمون هناك يعانون، يبحثون عمن ينصرهم فلا يجدون، يتلفتون إلى المسلمين فيرون أن كل دولة مهتمة بما لديها.

أصبحت تلك البقعة منسية تماماً حتى جاء يومنا هذا الذي جدد فيه البوذيون من عزيمتهم على القضاء على الإسلام والمسلمين، فمنذ ستة أشهر لا تسل ما الذي يحدث في أراكان..

مأساة وأيَّة مأساة!

شُرّد الآلاف.. وقُتّل واعتُقل المئات.. أُحرقت مئات المنازل.. هُدّمت عشرات المساجد والمدارس.. ضيقوا الخناق على المسلمين حتى يخرجوهم من البلاد ويستفردوا بخيرات المسلمين، وفي تلك الأزمة التي تمر بها أراكان استطاع قلة منهم الفرار بجسده، فركب البحر ولا يعلم أين مصيره، بين يديه بحر متلاطم الأمواج وأمامه المجهول، يستغيثون بالمسلمين فلا مجيب ويستنصرونهم فلا ناصر!!

باتوا مفرقين بين خيام اللاجئين في الحدود البنغالية وبين الغابات، وبات واجباً على الدول بذل الإغاثات والمعونات لهؤلاء.

والأمة الإسلامية عموماً تعاني الضعف في الجانب الإغاثي، وضعفه جزءٌ من ضعف الدول نفسها، إذ إن في الدول الإسلامية دول كثيرة متضررة ومنكوبة تحتاج إلى إغاثات عاجلة وكبيرة.

ومن هذه المناطق منطقة أراكان وشعب أراكان، ذلك الشعب الذي يعاني من الإبادة من جهة البوذيين، ومن الموت من جهة أخرى، حيث مات المئات منهم متأثرين بالجوع والمرض، ونحتاج إلى تدخل عاجل وتحرك فوري للمنظمات الإغاثية الإسلامية لتمد يد المساعدة والعون لهذا الشعب المسلم.

ولا ننكر دور بعض المنظمات والجمعيات والدول التي قدَّمت وسعت إلى بذل المساعدات والإغاثات الإنسانية، ووقفت وقفة مشرفة مع قضية أراكان، ومنها:

المملكة العربية السعودية التي قدمت يد المساعدة والعون ونظمت قمة مؤتمر العالم الإسلامي لبحث حلٍّ لقضية أراكان، وخرجت من القمة بتوصية من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالتبرع بخمسين مليون دولار لشعب أراكان المتضرر، فجزى الله خادم الحرمين خيراً.

وكذلك لا ننسى الدولة التي وقفت وقفة مشرفة لن ينساها شعب أراكان ولا أي مسلم، وهي تركيا، حيث إن رئيس الوزراء التركي: (رجب طيب أردوغان)، وزوجته: (أمينة أردوغان)، ووزيرالخارجية: (أحمد داود أوغلو)؛ قاموا بزيارة إقليم أراكان لتفقد الأوضاع هناك.. وقد أُطلقت في تركيا عدة حملات إغاثية للشعب الأراكاني، سواء على مستوى الجمعيات أو الشعب.. وكانت في مقدمة منظمي حملات الإغاثة: إدارة الكوارث والطوارئ التركية، حيث قدمت العديد من المساعدات والتبرعات.. ولا ننسى بقية الجهات التركية، ومنها: رئاسة الشؤون الدينية وهيئة الإغاثة والحريات وحقوق الإنسان التركية، إضافة إلى الهلال الأحمر التركي.

وهناك أيضاً بعض الجمعيات التي قدمت عونها للشعب الأراكاني، ومنها:

الهلال الأحمر القطري، وجمعية راف، وعيد، وقطر الخيرية، وجمعية التربية في البحرين، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وجمعية فهد الأحمد الإنسانية الكويتية، ومؤسسة الإعمار السعودية، وبعض الجهات الماليزية والإندونيسية.. فجزاها الله عن أمة الإسلام خير الجزاء وجعل ما قدموه في موازين حسناتهم.

هذه بعض الجهود الإغاثية التي بُذلت لشعب أراكان، وهي وإن غطت بعض الحاجة إلا أنها ما زالت ضعيفة أمام الحاجة الملحة والأوضاع المزرية هناك، سواء في مخيمات اللاجئين، أو في داخل أراكان.

وتحتاج الدول الإسلامية إلى أن تكثف جهودها وتتعاون فيما بينها لإغاثة هذا الشعب المنكوب وإعادة الحياة المسلوبة منه.

ولا جدوى من انتظار الغرب والجمعيات الغربية أو استجدائهم، فبالله هل من ينتزع اللقمة من فمك يأتي ليطعمك من جديد؟!

تلك الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان والجمعيات الحقوقية، ما هي إلا دول تبحث عن مصالحها تحت ثوب الحقوق والحريات، وإذا لم نتحرك نحن المسلمين لنغيث شعبنا فمن يغيثهم..؟

إذاً نحن بحاجة ماسة إلى تحرك دولي أو فردي لإغاثة هذا الشعب، ومن أساليب إغاثتهم:

1- الضغط على حكومة ميانمار للسماح بدخول الإغاثات داخل أراضي أراكان.

2- الضغط على الدول المجاورة، مثل بنغلاديش، لقبول اللاجئين ومنح التسهيلات اللازمة لوصول الإغاثات إليهم.

3- إنشاء جمعية عالمية رسمية لإغاثة أراكان وفتح فروع لها في أهم الدول الإسلامية.

4- صرف الزكوات وجمعها وإيصالها إلى أراكان.

5- توحيد جهود المنظمات والجمعيات الخيرية الإسلامية للعمل تحت جمعية واحدة، وهي الجمعية العالمية التي اقترح إنشاؤها.

6- التحريك الإعلامي للقضية وعمل حملات إغاثية على وسائل الإعلام.

وأخيراً

هل من مغيث لهذا الأب الحزين، والأم الباكية، والطفل الذي تُغتال طفولته، والأخت التي يُنتهك عرضها..

هل مغيث لهؤلاء: }الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ{ [الحج: 40]

هذه نداءات وصرخات علّها تصل إلى مسامع مسلم يهبُّ غيرةً وحرقةً على حال أمته لنعود من جديد لنقود هذه الدنيا إلى الخير والصلاح.

ما أحوجنا إخوتي في الدين إلى بذل ما نستطيع من أحاسيسنا وأموالنا ودمائنا لنعيد للأمة مجدها.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع الظلم والكبت والفقر والبلاء عن كل البلاد الإسلامية، وأن يمتّعنا بعودة الإسلام إلى عزه ومجده، إنه ولي ذلك والقادر عليه

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2437

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
على الطريقة الإسلامية
26/01/34
إبراهيم حافظ

- اسكتوا جميعاً.. ممنوع الكلام.. ممنوع السؤال.. ممنوع الالتفات.. ممنوع الضحك.. ممنوع البكاء.. ممنوع طلب الماء.. ممنوع الجلوس.. فقط مسموح لكم أن تفتحوا أعينكم وتنظروا إلى أمام وأنتم وقوف هكذا إلى أن يحين دور كل واحد منكم!!

أفٍّ! ليتني لم أعمل في الجيش! ما أشدّ الحرارة في هذه الغابة الكثيفة! عجباً لهم.. من أين يأتون بكل هؤلاء الجيوش من الأطفال؟ كيف ينجبونهم رغم كل سياسات التضييق على الزواج والإنجاب المفروضة عليهم من الحكومة؟ لماذا يحبون إنجاب الأطفال هكذا؟ كأنه لا عمل ولا هدف لهم في الحياة إلا إنجاب المزيد من الأطفال! من أين يطعمونهم في ظل الفقر المدقع الذي يرزحون تحت أثقاله الشديدة؟

- هيه.. أنت يا ولد: ألا تسمع؟ ارجع إلى الخلف كما كنت قبل أن أطلق عليك الرصاص.. ارجع أكثر.. ممنوع الاقتراب من بعضكم.. ممنوع الحركة إلا بإذني.. مفهوم؟!!

لا فائدة منهم أبداً.. فوضويون بالفطرة.. لا يعرفون كيف ينظمون أنفسهم ويرتبون أوضاعهم.. يعيشون عالة علينا طيلة حياتهم.. كيف يمكن تطهير البلد منهم والقضاء عليهم وهم يتكاثرون على هذا المنوال؟

- أنت يا كلب.. هناك عند الشجرة الكبيرة.. قم واقفاً.. من سمح لك بالجلوس؟ أتحسبني لا أراك؟ قف واستعد لتمضي مع أصحابك إلى حيث جهنم!!

كم يبلغ عددهم هنا؟ أظنهم لا يقلون عن مائتي طفل روهنجي.. لماذا لم يفروا حين أتينا لانتزاعهم من بين أهليهم؟ لو فعلوا لربما نجوا بأنفسهم وأنقذوا أرواحهم.. ولكن حتى لو حدث ذلك افتراضاً ما استفادوا شيئاً من حياتهم.. ألسنا نقتلهم ونشرِّدهم كل بضع سنين؟ ربما كان للحكومة الحق في سياسات التمييز العرقي التي تمارسها عليهم.. طالما أنهم ينسلون بيننا على هذه الوتيرة المتزايدة.

- هيا يا كلاب.. تقدموا وسيروا للأمام.. قلت لكم ألف مرة.. عشرة بعد عشرة.. ولا تتزاحموا هكذا.. لو كنتم تعلمون إلى أين تساقون!

من يدري؟ إن تركناهم ربما يأتي اليوم الذي نغدو فيه أقلية ضعيفة مستضعفة أمام كثرتهم الكاثرة الغالبة.. بعكس ما عليه الحال الآن.. وإن كنت لا أظنهم بمثل شجاعتنا وجرأتنا في القتل والتصفية الجسدية والإبادة الجماعية.. عرفناهم مسالمين ودودين خلوقين طوال تاريخ حياتهم، مجاورين لنا في «راخين». تباً لهم! يسمونها «أراكان».. بنغاليون «كلار».. دخلاء من الخارج يساكنوننا، ويتجرؤون أن يغيروا أسماء المناطق في بلادنا.

- أنت يا حيوان.. لماذا تبول هنا؟ أمسك عليك بولك وإلا بالت عليك بندقيتي بالرصاص!! أتسمع؟!

هؤلاء الروهانجيون لو لم يسلموا ولم يدخلوا في الإسلام وكانوا على ديننا متبعين لبوذا.. لربما كان لنا معهم شأن آخر.. ولكنهم ويا للغرابة.. يتمسّكون بدينهم، بل يزدادون تمسكاً به كلما ازددنا تنكيلاً بهم وتقتيلاً فيهم وتشريداً لهم.. ولكن لماذا؟ ما الذي وجدوه في دينهم وجنوا به غير التقتيل والتنكيل بسببه من قِبَلِنا؟ ليتني أعرف السبب.. لا أظن بوذياً مهما بلغ تدينه يتعرض لعُشر ما يتعرضون له من العذاب ثم يثبت ويصمد ولا يلين.. ليتني أذوق ما ذاق هؤلاء من حلاوة الإيمان في دينهم.. لا أظن رهباننا أنفسهم يبلغون في تدينهم عُشر ما يبلغه هؤلاء المسلمون الروهانجيون..

- أنت يا فتى: لا تنظر إليّ هكذا.. طأطئ رأسك وانظر إلى أسفل.

لشدَّ ما تخيفني نظرات هذا الفتى.. كأنه يتحدّاني بها وهو أعزل من كل شيء.. كيف لو امتلك سلاحاً في يده؟ أيْ (بوذا): متى ينتهون من تصفيتهم؟ يسوقون منهم عشرة بعد عشرة كل عشر دقائق إلى حيث يذبحونهم ذبح النعاج على الطريقة الإسلامية وسط الغابة! لماذا لا نطلق عليهم وابلاً من الرصاص دفعة واحدة وننتهي منهم في دقائق؟ سئمت من الوقوف هنا معهم كالصنم.

ولكن لا.. لا بد من التكتم الشديد والحذر البالغ؛ لئلا يتسرب الخبر ويصل إلى الصحف والقنوات الفضائية عبر كاميرات الفضوليين من الصحافيين والمراسلين رغم التعتيم الإعلامي الشديد الذي تفرضه الحكومة هنا.. سحقاً لهم! لا بارك (بوذا) في أعمالهم.

- المجموعة التي بعدها.. هيا تحركي أيتها النعاج الوديعة.. هيا بسرعة.. إلى الأمام.. واحداً إثر واحد، لا تتدافعوا هكذا معاً.

بهذه الطريقة المنظمة بدقة نضمن السرية الكاملة إلى أن يتم الانتهاء من العملية التطهيرية.. لا ريب لو تركناهم هؤلاء المسلمين الروهانجيين، لما تركونا وديننا.. سيغزون عقول شعبنا وأرواحهم.. سيخرجونهم من ديننا إلى دين لا يعظّمون فيه (بوذا) ولا يبالون به.. (بوذا) الذي له الفضل علينا في كل شيء حولنا.. بوذا الذي لا يمكن أن يرضى عنا إن تركنا عباده يكفرون به على أيدي المسلمين، ويرتدّون عن دينه إلى دين لا يرون فيه آلهتهم.. كيف نعبد إلهاً لا نراه ولا يمكن رؤيته بأي حال؟ ولا يسمح لعباده بالتعرف عليه مجسّماً؟ لماذا يأمرهم بعبادته إذن؟

- لماذا تبول هنا يا صغيري؟ ألم تسمعني أنهى صاحبك عن التبول هنا؟ وتبكي أيضاً؟ أتجرؤ يا وقح؟ لا لا لا.. أنت جاوزت حدّك وأثرت غضبي وهيجت أعصابي.. لا فائدة منكم.. لن تتأدبوا ولن تتعلموا النظام إلا بهذه الطريقة.. لا بأس.. سأقطع بولك إلى الأبد وكل من معك.. وليكن ما يكون.. باسمك بوذا:

- طاخ.. طاخ.. طاخ.

***

في بعض القرى القريبة من الغابة سمع الأهالي أصوات طلقات نارية وهم يتناقلون نبأ نحو مائتي طفل أراكاني مسلم انتزعهم البوذيون عنوة من بين أهاليهم، وجعلوا يسوقونهم مجموعات إلى داخل الأدغال القريبة.. لا يمانعون ولا يدافعون عن أنفسهم ولا يدافع عنهم من أهالي القرية أحد!!! تناهت إليهم أصوات الطلقات بينما كانوا يتساءلون هامسين مشفقين عن مصير أطفالهم؟

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?id=2438

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
إبراهيم محمد صديق
109.jpg




طعنات في القلب !
16-02-1434 08:43

الساعة تشير إلى منتصف الليل أو أكثر .. أراقب ذلك البدر الذي يزين السماء .. يخجل أحيانا فيتلثم بالغيوم .. ويتكرم أحيانا فيخرج ليأخذ بالألباب
ليلة هادئة .. ليلة مضيئة .. ليلة آمنة ..
كلما أجلس في الليل وحدي أسامر نفسي.. أتذكرها
دائما تأخذ كل تفكيري.. دائما تتبدى أمامي .. دائما أراها بقلبي ..
حبيبتي .. غاليتي .. حلمي البعيد .. أمي الحنونة .. أرضي الغالية .. أراكــــان
أراكان .. وماذا أكتب؟
هل أكتب عن قلوبنا الحزينة .. عن آلامنا الدفينة .. عن أحلامنا الوردية لنراك كعروس في ليلة عرسها تتزين لاستقبال ملك مسلم .. أم عن جروحك .. عن أحزانك .. عن مآسيك .. عن آلامك ؟؟!!
عن ماذا أكتب ياوطني .. فكلما أتذكر مايحدث يتوقف قلمي .. كلما أتذكر تأبى حروفي .. كلما أتذكر تصمت كل لغات العالم لتنطق الدموع..
كل ما أتذكره عن أراكان هي طعنات في القلب إن كنا نملك قلوبا .. طعنات إن كنا نشعر .. طعنات إن كنا مسلمين ..
طعنة في القلب حين ترى تلك العجوز تبكي من قلبها لتحكي عن أبنائها الإحدى عشر فلذات أكبادها-وقد قتلوا أمامها وبقيت وحيدة مع حفيد وحيد يؤنس غربتها.
طعنة في القلب حين يتحدث ذلك الأب عن زوجته التي ذبحت أمامه وترك أبناءه لا يعلم مصيرهم ليعيش بلا قلب فقلبه هناك مع أبنائه.
طعنة في القلب حين تخبر تلك الأم عن ولدها الذي مات جوعا وطعنة أخرى حين تقول أن ذلك وسط الأمواج فتصدقت به للبحر.
طعنة في القلب حين تنوح تلك الطاهرة لتنقل لنا كيف قتلوا زوجها أمامها وقطعوه ثم دنسوا طهرها بنجاستهم وتركوها مع طفلها الرضيع لتقاسي عذاب الجسد وعذاب القلب.
طعنة في القلب حين تراهم وهم في قمة مأساتهم يتمسكون بكتاب الله ويقيمون الحلقات وترى الأطفال كيف يترنمون بهذا القرآن ونحن غافلون.
طعنة في القلب حين تسمع من أوساط تلك المخيمات البائسة صوت يصدح بالأذان ليعلمونا كم نحن مضيعون.
طعنة في القلب حينما يشربون من مياه ملوثة ويكتفون بكوب واحد من الأرز ليعلمونا كم نحن منهمكون في الكماليات.
طعنة في القلب حين ترى عيون الاطفال .. من يمسح تلك الدمعة .. من يحضن ذاك القلب .. من يحافظ على هذه البراءة..
طعنة في القلب حين ترى الآباء والأمهات .. من يمسح على قلوبهم .. من يسليهم عن فقد أبنائهم .. من يضيف لمسة فرح في تلك الوجوه الحزينة.
يا أمتي .. من لتلك البقعة الحزينة .. من لتلك الأرض الغالية .. من يواسي جراحها ..
يا أمة المليار والنصف ألاتملكين شبابا .. ألا تملكين رجالا يدافعون عن أعراضهم من هؤلاء الأنجاس ..
هل نسيت يا أمتي كيف كنت تحكمين العالم ؟
هل نسيت كيف أن رجالك طردوا أمة لأجل امرأة مسلمة؟
هل نسيت أن طعنة واحدة من امرأة واحدة قالت وامعتصماه سببت في فتح عمورية؟
كيف يتحمل قلبك كل تلك الطعنات .. أم أنك يا أمتي أصبحت بلا قلب؟؟!!

http://www.mithag.com/articles.php?action=show&id=657
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
أراكان .. جرح جديد وتخاذل مستمر.. إبراهيم محمد صديق


05 فبراير, 2013, 17:17










"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام؛ فمهما ابتغينا العزة بغيره، أذلنا الله"؛ عمر بن الخطاب

منذ أن بدأ كثير من المسلمين ينخلعون شيئًا فشيئًا عن القِيَم والمبادئ الإسلامية، وباتوا أذنابًا للغرب، يَجْرُون خلفهم في كل صغيرة وكبيرة، وأصبحوا يرون أن الدينَ الإسلامي سبب تخلُّفهم ورجعيتهم - بدأنا ننغمس في الذلِّ، وأصبحت الأمةُ الإسلامية جريحةً من كل جانب، ولا مجيبَ لنداءاتها، ولا مداويَ لجِراحاتها، وبات العدو يحقِّق هدفه الأكبر، وهو إبادة المسلمين ونَهْب خيراتهم، وفي ظل هذه الأحداث الدامية، والنكبات المتتالية التي تمر بها الأمة الإسلامية - صرنا نصبحُ على نكبة، ونمسي على أكبر منها تُنسينا الأولى.

يجب أن نسلط الضوء على جرح إسلامي منسِيٍّ، وقضية من تلك القضايا الإسلامية، وهي قضية أراكان.

أراكان التي لطالما كانت منسيةً ومغيَّبة عن أنظار العالم؛ حيث إن هذه المملكة التي تقع غربي بورما، ودخلها الإسلامُ على أيدي تجارٍ عرَبٍ في عهد هارون الرشيد، وحكَمها المسلمون لسنين طويلة عاشت فيها الدولة في أمن وأمان، حتى احتلتها بورما، أو ما تعرف الآن بميانمار، وأنزلت أقسى أنواع العذاب على المسلمين هنالك.

استمرت بورما في التنكيل بالمسلمين الروهنجيين، والذين يقطنون منطقة أراكان، وحرَمتهم من أبسط حقوقهم، وضيَّقت عليهم الخناق، وكلما سنحت لهم الفرصة نالوا من المسلمين ما شاؤوا؛ بالتعذيب تارة، والإبادة أخرى، وإجبارهم على العمل القسري ثالثة، وفي ظل الصمت العالمي وجد البوذيون (الماغ) فرصةً لاستكمال مخططهم، وبدؤوا من جديد يشنُّون حملة من أبشع الحملات التي شهدها التاريخ؛ فمنذ ثمانية أشهر وإخواننا في أراكان حالهم أصعبُ من أن يوصف!

منذ ثمانية أشهر والمسلمون يتجرَّعون مرارة العذاب في أراكان؛ قرى بأكملها أُحرقت، بيوت دمِّرت، مساجد هدِّمت، مدارس أُقفلت، آلاف من المسلمين أُبيدوا بأبشع الطُّرُق، مئات من أخواتِنا المسلمات اغتُصِبْن.

تواطأت الحكومة مع طائفة (الماغ) البوذيين، وأطلقوهم - دون رقيب أو حسيب - ينهشون من جسد الإسلام كما شاؤوا، وبات المسلمون غرباءَ في مملكتهم ودولتهم يتعرَّضون لأقسى أنواع التعذيب، وأوغل البوذيون في دماء المسلمين، ونهبوا خيراتهم وثرواتهم، وجعلوهم كالدُّمى يَلْهون بهم متى ما شاؤوا؛ بالقتل والتعذيب والاغتصاب، وكأنهم ليسوا ببشر.

وكل ذلك والأمة الإسلامية لم تحرِّك ساكنًا، وهم من يتغنَّون دائمًا بالقِيَم والأخلاق والمبادئ، وكأن الذي يحصل في أراكان من نهش للجسد الإسلامي لا يَعْنيهم، وحتى الإعلام حين سلط الضوءَ على أراكان سلَّطه على استحياء، وحين نعلم هذا لا يحق لنا أبدًا أن نلوم الغرب حين يغيِّبون هذه القضية عن منظماتهم التي تُعنَى بمصالحهم فقط، فلا توجد منظَّمة لحقوق الإنسان ولا لحقوق الطفل، بل كلها أقنعةٌ زائفة تخدم مصالح بلاد معينة، إن اتفقت مصالحُ تلك البلاد مع نصرة المستضعفين، هبُّوا لنصرتهم متزيِّين بأثواب المُنجِدين والمنقِذين، يمدون يد المساعدة؛ ليُطعموا بها بعضَ الأُسر، وينهبوا من خلفهم كل الثروات.

هكذا عرفنا الغرب، ولكن مهما تعددت أقنعتهم إلا أن الرائحة لا تُكتم؛ ﴿ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ﴾ [محمد: 30]، ولكن المصيبة الكبرى والطامة العظمى أننا نرى الأمة الإسلامية - وهي تشاهد أمةً بأكملها تبادُ، وتشاهد البوذيين لم يفرِّقوا بين طفل وشيخ وامرأة في إنزال أبشعِ أنواع المذابح التي شهدها البشرُ - لم تحرِّكْ ساكنًا، ولم تتمثَّلْ بتلك القِيَم والأخلاق التي تدفعهم للتمسُّكِ بإخوانهم في الأزمات، وأن الأمة الإسلامية يجب أن تكونَ كالجسد الواحد لا تسمحُ لأحدٍ أن ينهشَ من جسمها.

ونحن وإن رأينا مواقفنا الضعيفة أمام مجازر بغداد وفلسطين والصومال وأفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية، إلا أن ما يحصل اليوم في أراكان لا يحتمل السكوت، حينما نرى أمةً كاملة تتواطأ معها حكومةٌ لتُبيدَ شعبًا أعزلَ لا يملِك حتى ما يقيم به صُلْبه، فضلاً عن أن يجدَ ما يدافع به عن حياتِه وعِرْضه، ونسمع ونرى تلك المَشاهدَ التي تقطِّعُ الأفئدة، وبتحريض من الرهبان ومباركة من الحكومة، وحينما نقف على إحراق قرى بأكملها بما فيها من نساء وأطفال وشيوخ، يجب أن تكون للأمة الإسلامية وقفةٌ صارمة، تستعيد بها حقَّها المسلوب، وترجع كرامتَها المهدرة، من غير المعقول أننا نقف أمام هؤلاء المساكين الذين لا يملكون شيئًا، ولا ناصر لهم بعد الله إلا نحن، نقف أمامهم وقفة المُشاهِد كمن يتابع "فلمًا" على شاشة سينمائية.

يجب أن نعلمَ أن قرونًا كثيرة قد مضت، ونحن الأمة الإسلامية لا زلنا في سباتنا؛ نسلِّم للعدو دُوَلَنا، ونهديه ثرواتنا، ونجري خلفهم منخدعين بشعارات الحقوق المزيفة التي يرفعونها، وأين الحقوق وهذه أمة تباد؟ أين الحقوق وهذا الغرب يدعم الظالم بكل ما يملِك؟ أين الحقوق في فلسطين وبغداد وسوريا وأراكان؟
وهل يحق لنا أن نلوم الغرب ونحن نعلم أن ملةَ الكفر واحدة؟ هل يحق لنا أن نلومَ الغرب ونحن نعلَم أنهم لن يضيعوا فرصة للقضاء على الإسلام؟ هل لنا أن نلوم الغرب والأمة الإسلامية أمة المليار والنصف صامتة ذليلة مستسلمة؟

أمة المليار والنصف لا يستجيب أحد منها لتلك الصرخات، ويمسح تلك الدمعات، لا معتصم فينا يجيِّش جيشًا لأجل امرأة مسلمة!

أكبر سبب لهذه الحملة هو نحن؛ بتخاذلنا وصمتنا وذلِّنا، قرون عدة وكل الديار الإسلامية تنادي: أيا مسلمون، أين أنتم؟ ولا مجيب!

ونحن في تخاذل مستمر، بتخاذلنا ضيَّعنا الأندلس، وأهدَيْنا فلسطين وبغداد وسوريا، وهذه أراكان أندلسٌ جديدة نسلِّمها لعدونا بمباركتنا.

الأمة الإسلامية، تلك الأمة التي عاشت في أمجاد وعز، تعجز اليوم عن استرجاع أدنى حقوقها، وما ذاك إلا لأننا ابتعدنا عن الدين الإسلامي؛ لأننا تنحَّيْنا عن هذا المَعِين الصافي، وصرنا نبحث عن العزة بين قذارات الغرب.

كنا نرفل في ثوب المجد حتى عشقنا الغرب وتتبعناه، حينها سلَّط اللهُ علينا هذا الذلَّ.

ولن نرجع لأمجادنا وماضينا إلا برجوعِنا إلى ما كنا عليه، وترْكِ الغرب، واعتزازِنا بهذا الدِّين.

وأخيرًا هذه نداءاتٌ وصرخات، علها تصل إلى مسامع مسلمٍ يهبُّ غيرةً وحُرقةً على حال أمته؛ ليغير التاريخ ويعيد الإسلام إلى مجده من جديد.

ما أحوجنا إلى أن نبذلَ كلَّ ما نستطيع لإنقاذ إخواننا في كل مكان!

أسأل اللهَ أن يرفع الظلمَ والطغيان والكبت والفقر عن كل بلاد المسلمين، وأن يمتِّعَنا بعودة الإسلام إلى مجده وعزه؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

http://www.arakanna.com/ar/index.php?act=post&id=1481&title
 
أعلى