صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي .. هذه قصة حقيقية وما أكثر القصص والأحداث التي نمر بها يومياً أو نسمعها ! كم هو جميل أن نتدارس هذه الأخبار .. ونستنبط منها الدروس والعبر .. في أول إطلالة مع أهل القرآن أهديكم هذه القصة:
بعد صلاة العصر مباشرة بدأ الطلاب يقلبون صفحات المصحف الشريف .. بدءاً في مساء دراسي جديد في حلقة تحفيظ القرآن الكريم بالمسجد .. الكل أخذ مكانه في الحلقة الواسعة .. وشرعوا في مراجعة ما كلفوا به .. أجواء في غاية الهدوء والطمأنية .. وساعات رائعة تلك التي يقضيها الإنسان في هذه البقعة المباركة ومع أشرف كتاب على وجه الأرض .. فهذا يتلو من سورة البقرة وذاك من سورة الإسراء والآخر من المائدة .. تختلط الأصوات ببعضها وتلتصق ركب بعضهم جنباً إلى جنب .. لتكوّن سواراً من ذكر وتلاوات عطرات .. توحي بالكثير من معاني الروحانية والصفاء في عالم يضج بالصخب والتوتر والاضطراب .. يشعر بتلك الروحانية كل من شاهدهم .. ولو لم يعايش ما يعيشونه .. أو يتلو ما يقرؤونه .. أقبلت بخطوات وئيدة لآخذ مكاني في صدر الحلقة .. والطلاب يرمونني بأبصارهم وكأنهم يستكشفون مزاجي في هذا المساء الجديد .. أخذت أتفحص في وجوه الطلاب فرداً فرداً .. وأمرر بصري من على يميني إلى شمالي لأتفقد الحاضرين وأسأل عن الغائبين .. لحظات يسيرة تركت فيها الطلاب يراجعون حفظهم استعداداً للتسميع .. أخذت قلمي لأوقع على دفتر الحضور .. وفجأة يكدر ذلك الهدوء صوت صبي صغير يقتاده عامل وهو يحاول الهرب واللعب يصدر أصواتاً مزعجة ويعمل حركات ملفتة غريبة .. توقف الطلاب جميعهم عن القراءة ورموا بأبصارهم نحو هذا الطفل المشاغب .. يأخذه العامل بقوة ويتقدم نحوي والطفل لا يكترث بهيبة نظرات الطلاب ولا بهيبة مدرس الحلقة .. بعد معاناة وصل العامل عندي ممسكاً بيد الطفل وأخرج من جيبه قصاصة ورق ووضعها في يدي .. أخذت الورقة فإذا فيها "سعادة المكرم / مدرس حلقة تحفيظ القرآن الكريم بالمسجد أرجو منكم إضافة ابني عبد الرحمن إلى حلقة التعليم لديكم مع العلم بأنه طفل منغولي حيث أكرمني الله به وهو الآن في سن الثامنة من عمره لكنه ما زال لايجيد التحدث ، قد يفتح الله عليه بنور القرآن وسماع آياته ... وجزاكم الله خيراً .
أخوكم الدكتور........... ابن الدكتور .............
مدير عام مستشفى ..........
وضعت الورقة جانباً وأنا أحث الطلاب على معاودة القراءة وقد سمروا أعينهم في حركات هذا الطفل .. أجلست الطفل بجانبي .. وأنا أحاذر أن يمازحني مزحة ثقيلة أكون بسببها ضحية نزواته وحركاته اللامنتهية .. وأصبح طرفة يتحدث الطلاب عنها سألته عن اسمه فلم يجبني إلا ببعض الحروف المتقطعة غير المفهومة ...
أخذني ذهني بعيداً عن جو الحلقة .. وطار بي التفكير في عالم واسع الأرجاء .. وحدثتني نفسي بمجموعة من عِبر هذا الموقف البسيط .. همست إليّ نفسي قائلة : تأمل أيها الإنسان كم هي نعم الله عليك وكم هي جسيمة بعض ما تعيشه من آلآء خالقك في نفسك وأبناءك .. إن الإنسان لا يدرك قيمة أي نعمة يعيشها إلا حين تفارقه .. وواصلت نفسي همستها قائلة: تذكر كم من نعمة لله عظيمة قد صغرت في عينيك حتى عصيت الله بها .. وكم من مصيبة قد دفع الله عنك شرها لو أصبت ببعضها لتكدرت عليك حياتك وتنغّصت عليك أيامك .. ثم تأمل في أطفالك وهم يلعبون ويتراقصون بين يديك تتدفق أجسامهم صحة وعافية .. وتنبض عقولهم بالفطنة والرشاد ..كيف لو أن الله ابتلى أحدهم بمرض مزمن أو عاهة مستديمة ورأيته يتلوى على فراش المرض والبؤس ؟؟ لا تملك سوى التسليم والخضوع .. انظر إلى هذا الطبيب ابن الطبيب وأنا أعرفه ويعرفه الناس جيداً وقد ابتلاه الله في ابنه .. أتراه يملك شيئاً من أمر ابنه .. أوَ تراه قصّر في علاجه وهو صاحب مستشفى .. ولكن الله يقدر ما يشاء وهو اللطيف الخبير .. المهم أن تتذكر أن الله قد عافاك وعافا أبناءك من ملايين الأمراض التي اكتشفها ويكتشفها الأطباء يومياً .. ألا يستحق من هذا صنعه فيك وفضله عليك حمد وشكر؟؟؟؟
أخوكم الدكتور........... ابن الدكتور .............
مدير عام مستشفى ..........
وضعت الورقة جانباً وأنا أحث الطلاب على معاودة القراءة وقد سمروا أعينهم في حركات هذا الطفل .. أجلست الطفل بجانبي .. وأنا أحاذر أن يمازحني مزحة ثقيلة أكون بسببها ضحية نزواته وحركاته اللامنتهية .. وأصبح طرفة يتحدث الطلاب عنها سألته عن اسمه فلم يجبني إلا ببعض الحروف المتقطعة غير المفهومة ...
أخذني ذهني بعيداً عن جو الحلقة .. وطار بي التفكير في عالم واسع الأرجاء .. وحدثتني نفسي بمجموعة من عِبر هذا الموقف البسيط .. همست إليّ نفسي قائلة : تأمل أيها الإنسان كم هي نعم الله عليك وكم هي جسيمة بعض ما تعيشه من آلآء خالقك في نفسك وأبناءك .. إن الإنسان لا يدرك قيمة أي نعمة يعيشها إلا حين تفارقه .. وواصلت نفسي همستها قائلة: تذكر كم من نعمة لله عظيمة قد صغرت في عينيك حتى عصيت الله بها .. وكم من مصيبة قد دفع الله عنك شرها لو أصبت ببعضها لتكدرت عليك حياتك وتنغّصت عليك أيامك .. ثم تأمل في أطفالك وهم يلعبون ويتراقصون بين يديك تتدفق أجسامهم صحة وعافية .. وتنبض عقولهم بالفطنة والرشاد ..كيف لو أن الله ابتلى أحدهم بمرض مزمن أو عاهة مستديمة ورأيته يتلوى على فراش المرض والبؤس ؟؟ لا تملك سوى التسليم والخضوع .. انظر إلى هذا الطبيب ابن الطبيب وأنا أعرفه ويعرفه الناس جيداً وقد ابتلاه الله في ابنه .. أتراه يملك شيئاً من أمر ابنه .. أوَ تراه قصّر في علاجه وهو صاحب مستشفى .. ولكن الله يقدر ما يشاء وهو اللطيف الخبير .. المهم أن تتذكر أن الله قد عافاك وعافا أبناءك من ملايين الأمراض التي اكتشفها ويكتشفها الأطباء يومياً .. ألا يستحق من هذا صنعه فيك وفضله عليك حمد وشكر؟؟؟؟
اسم الموضوع : طفل مغولي في حلقة التحفيظ .. قصة واقعية علقت بذاكرتي
|
المصدر : .: حلقات تحفيظ القرآن :.
