بركان يوسف شون
مراقب سابق
العزاب البرماويون يستقبلون العيد بحسرة وأسى
فكرة وحوار وتصوير : يوسف شون
صياغة : أبوسامر الاركاني
في ظلّ الأفراح التي يعيشها أبناء الجالية البرماوية في أحياء مكة بمناسبة حلول العيد الفطر المبارك ..
يقضي بعض أبنائها ( العزّاب ) لحظاتٍ مزيجة بالشوق والحنين لأهاليهم في (أراكان ـ بورما ) إذ أنهم اضطروا لترك آبائهم و أمهاتهم هناك ، متجرّعين آلام الفراق والغربة ..
فكرة وحوار وتصوير : يوسف شون
صياغة : أبوسامر الاركاني
في ظلّ الأفراح التي يعيشها أبناء الجالية البرماوية في أحياء مكة بمناسبة حلول العيد الفطر المبارك ..
يقضي بعض أبنائها ( العزّاب ) لحظاتٍ مزيجة بالشوق والحنين لأهاليهم في (أراكان ـ بورما ) إذ أنهم اضطروا لترك آبائهم و أمهاتهم هناك ، متجرّعين آلام الفراق والغربة ..
ورغم ذلك فهم يشاركون بقية إخوانهم الفرحة لحظات معدودة ثم يخيّم عليهم الأسى والهمّ تجاه أهاليهم الذين يعانون في بلادهم ضيق العيش وصنوفاً من المشاكل والعذاب من قبل الحكومة البوذية ..
وبدورنا في الاستطلاع .. سألنا الأخ العازب ( علي مقبول احمد ) وهو من ( لابادوك ـ بوسيدنغ ـ بورما ) عن مظاهر الفرح في أيام العيد في البلاد ..
فتنهّد بنفَس عميق ، وكأنه يستعيد ذكريات صعبة ـ فيقول :
نعم .. كنا نحرص على اللبس الجديد ، والزيّ المعروف لدينا هناك ( الفوطة والقميص والكوفية )
فنخرج أفواجا وجماعات لصلاة العيد في المصلىّ أو الجامع الكبير ـ وغالباً كنا نصلّي في ميدان وسيع ، وبعد أداء الصلاة كنا نتّجه لزيارة المقبرة ، ونسلّم على الأموات وندعو لهم بالرحمة والمغفرة بشكل جماعي ..
وبعد الانتهاء منها نعود إلى البيت للسلام على الوالدين ،،
علماً أن تحايا العيد تختلف أيضاً ـ فنحن نكتفي فقط بقول
( عيد مبارك ) ثم نعانق البعض ـ ولايوجد هناك ما يُسمّى ( العُربة ) أو القُبلة ..
ومن ثم نبدأ بالتزاور بين الأخوات والأرحام .. حاملين معنا بعض الأكلات الخاصة لهذه المناسبة ـ مثل ( سي ماي ) وهي الشعيرية البرماوية المعروفة ـ والبسكويتات ، ( واللوري فيرا ) مع إدام لحم البقر أو الجاموس ..
وعندما بادرناه بالسؤال : ماهي مشاعرك الآن وأنت تقضي أيام العيد بعيدا عن أهلك وأقربائك ..
طأطأ رأسه ، وتلعثم لسانه ليردّ علينا بنبرة حزينة : أخي يوسف ـ لا نجد أي طعم للعيد هنا سوى لحظات معدودة ، لأننا بعيدون عن الأهل والأقرباء ـ ففالشوق يُكوينا ، والهمّ يقتلنا .. ولا يهنأ لنا عيد أو أي مناسبة أخرى ، وأهالينا يعيشون في لحظات حرجة ، وأوضاع مأساوية ..
وكما أننا نحن على اتصال دائم معهم خلال أيام العيد للاطمئنان على أوضاعهم وأحوالهم ..
ثم انتقلنا إلى الأخ ( حافظ احمد كلامياه ) وهو من ( نارينشون ـ تون بازار ) و يستطرد قائلاً :
ولكننا لم نكن نحمل شيئا عند زيارة الأصدقاء والأقارب ـ فكانوا هم من يستضيفونا ويكرموننا بأنواع الأكلات ـ
وخاصة ( الشعيرية ) والرز الحلو .. ثم نخرج إلى المزارع والحقول حيث ينتشر الناس هناك ويجلسون مع أصدقائهم لقضاء أوقات جميلة .. ولا تسمح الحكومة هناك بأي تجمّعات ، أو إقامة مسابقات وما شابه ذلك ـ كما هو الحاصل في المملكة ..
وكما أننا لانشعر بالفرح العارم هنا ، مثلما يشعر سائر إخواننا من أبناء الجالية ـ حيث أن قلوبنا معلّقة بأهالينا وأقربائنا الذين لايهنأون بالأمان ولا العيش الكريم ..
فنحن نتواصل معهم من قبل أيام العيد إلى ما بعد العيد ـ رغم أن ظروف الاتصالات صعبة للغاية هناك ـ فليس كل شخص يملك ( الجوال ) هناك ، وقد يضطرّون إلى الانتقال من قرية إلى قرية للتواصل معنا .. وهذه كلها بسبب قيودات الحكومة الغاشمة ..
وللأخ ابراهيم باشامياه من ( ناراينشون تون بازار ) رأي آخر في قضاء أيام العيد في المهجر ـ حيث يضيف قائلاً :
نجتمع نحن الأصدقاء من العزّاب أيام العيد في مكان ما ـ ولا نخرج بعيداً بحكم الظروف التي تحكمنا ، فنكتفي بعمل
( قطّـة ) لشراء ذبيحة متوسطة الحجم ، ثم نقوم بطبخها بأيدينا ، كإيدام شهي ، لنأكله سوياً ـ ونتذاكر عن أحوال الوطن والأهل والأصدقاء ..
هنا الصور
اسم الموضوع : العزاب البرماويون يستقبلون العيد بحسرة وأسى
|
المصدر : :)- عيد الفطر المبارك -(: