صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
[font="]يدور بين الحين والآخر حوار لطيف بين أبناء الجالية الأركانية المقيمة في المملكة العربية السعودية مفاده هل نحن مندمجون في المجتمع السعودي؟ وما هي أمارات هذا الاندماج؟ ويتساءل البعض: لماذا يجب علينا أن نندمج؟! وهل الاندماج في صالحنا كجالية مهاجرة استقرت بأرض المملكة العربية السعودية منذ ستين عاماً ؟! وكيف نجمع بين هذا الاندماج المصحوب برغبة الاستقرار في أرض المهجر وبين دفاعنا عن حقنا المسلوب في أرض أركان وما يحصل لإخواننا من انتهاكات وجرائم عرفها العالم عن كثب خلال الأشهر المنصرمة؟ ثم هل من حلم جديد للآركانين في العودة إلى وطنهم السليب بعد كل هذه العقود الطويلة؟ وهل من رغبة ولو على سبيل الأمنية في عودة الأركانيين إلى بلادهم ؟
[/font][font="]هذه التساؤلات وغيرها كانت ولا تزال محل عناية واهتمام من لدن شريحة واسعة من أبناء أركان وكُتبت فيها كتابات شتى في المنتديات العامة ومواقع التواصل الاجتماعي وإنني اليوم أجدها فرصة لكي أحرك أناملي ببعض ما أراه حيال هذه التساؤلات سائلاً الله أن يلهمني السداد ..
[/font][font="]قبل الولوج في خضم هذه التساؤلات أعترف كأحد أبناء المهاجرين الأركانيين أن ما وجده الأركانيون في بلد التوحيد والإنسانية المملكة العربية السعودية من عناية ورعاية واحتضان لم يجده الأركانيون المهاجرون في العالم وما يعيشونه اليوم من أمن وأمان ورغد عيش أمر يدعوني لأقبّل جبين هذا الوطن المعطاء على ما تفضل وتكرم فلولا لطف الله بنا ثم رعاية ولاة أمور هذه البلاد لكنا في أسوأ حال وشر مقام .
[/font][font="]وأمر آخر يعرفه المهتمون بشؤون التوطين واللاجئين أن أي دولة تحب ممن يقيم على أرضها أن يندمج مع مجتمعها ويأتلف مع محيطها لذلك نجد في كثير من دول الغرب لا يمنحنون الجنسية لمن يستحقها حتى يتم تعويده وتدريبه على عادات ولغة المجتمع الذي سيعيش فيه حتى لا ينشأ جيل ينتمي إلى وطن ولا يجيد لغته ولا عاداته ولعل البرماويين يعرفون كيف تطالبهم السفارات التي يحملون جوازات سفرها بأهمية إجادة لغة البلد الذي يحملون جواز سفره فمن هنا أرى أن الاندماج في المجتمع السعودي أمر حتمي طبعي بحكم ولادتنا على أرضه واختلاطنا بأهله وشعبه الكريم وهو أيضاً أمر مهم ومفيد للمجتمع نفسه فحين تحركت بعض الشركات الكبرى والتي أشار إليها وزير العمل قبل شهور لتوظيف أبناء الأركانيين والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم جاء مقوّم (الاندماج) كأول عامل من عوامل الاستفادة من هؤلاء الأركانيين . ومن جهة أخرى إذا نظرنا إلى برماويي اليوم فإننا نجد أن اللغة وإن شابها شيء من الركاكة إلا أنها لغة عربية بلهجة حجازية أو جداوية أو مدينية وفي جانب الزي نجد أن أبناء الأركانيين لا يختلفون عن زي أبناء الوطن وقس على ذلك سائر العادات والتقاليد فأي اندماج أقوى وأشد من هذا ؟
[/font][font="]حسناً ما أثر هذا الاندماج على الجالية الأركانية وعلى المجتمع السعودي الذي نعيش في كنفه؟ أثره إيجابي للغاية على الطرفين فحين يعيش البرماوي مندمجاً يشعر بشيء من الاستقرار والانتماء لهذه الأرض ويستطيع التكيف مع هذا المجتمع ومع مختلف أطيافه وشرائحه فيتمكن من العطاء والإنتاج وفي المقابل يشعر المجتمع السعودي أن ثمة جيلاً واعياً منتجاً قريباً من عاداته وثقافته يستحق الاحترام والتقدير والاستفادة من طاقاته ومهاراته . إذن فائدة الاندماج ليست محصورة على الجالية بل فائدتها تعم المجتمع الذي نعيش فيه وأفراده .
[/font][font="]هنالك سؤال آخر يتردد بقوة على مسامع المثقفين من أبناء أركان في المهجر: هل لديكم رغبة في الرجوع إلى وطنكم (أركان) ؟ ولماذا كل هذه الاستماتة في الدفاع عن هذا الوطن السليب ؟ حسناً سأقيد رأي المتواضع هنا بكل اختصار وأقول: نعم، الأركانيون مستعدون للعودة إلى وطنهم الأم في حال استقلال أركان استقلالاً تاماً أو إقامة حكومة إسلامية مستقلة يستطيع المسلمون إقامة شعائرهم بكل أمان أو الاعتراف بالروهنجيين من الحكومة الميانمارية الحالية كعرقية أصلية ويمنحون حق المواطنة الكاملة وكافة الحقوق المدينة والدينية ويرفع عنهم التمييز العنصري والعرقي وتتاح لهم إقامة شعائرهم الدينية وحقوقهم السياسية أتوقع جازماً أن البرماوي في أرض المهجر لن يتردد في قرار العودة فوراً إلى وطنه إذا ما توفرت هذه المقومات الأساسية للعيش كمجتمع مسلم محافظ، وأما بغيرها فلا أظن أن أي برماوي يرغب في العودة لتعذر المواطنة وإقامة دين الله، وكذلك لن تسلمهم الدول الحاضنة لهم لأعدائهم ليبيدوهم من جديد كما صرح بذلك عدد من المسؤولين الكبار .
[/font][font="]وأما دفاع الأركانيين عن قضيتهم وبذل ما في وسعهم فيأتي ذلك من جهتين: الأولى أن قضية مسلمي أركان بورما قضية إسلامية بحتة وقضية شعب مسلم يُباد وقضية محو أثر الإسلام والمسلمين من تلك البقعة التي حكمها المسلمون وبنوا على ثراها حكومة إسلامية حكمت قروناً عدة فهي قضية كل المسلمين وليس الأركانيين فقط ، ومن جهة أخرى فإن دفاع الأركانيين عن قضيتهم وبعد كل هذه العقود دليل واضح على أنهم أصحاب حق وأصحاب غيرة ولا يرضون الضيم والهوان وأنهم مهما بعُدوا وتغربوا عن أرضهم وأينما استقروا وصلح حالهم فهم أصحاب حق سيظلون يطالبون بحقهم حتى تشرق شمس العدالة ويعود للمسلمين الأركانيين أرضهم وتاريخهم، فلا إشكال حينئذ بين مسألة الاندماج وبين الدفاع عن قضية أركان وربما كان الاندماج واستقرار الحال مطلباً وعوناً على استمرار المطالبة بحق الأركانيين المظلومين هنالك ومساعداً على تحريك الشعوب والدول والرأي العالمي نحو قضيتهم حتى يأتي أمر الله ..
[/font][font="]وأخيراً : أدعو إلى مزيد من الاندماج ومزيد من رد الجميل لهذه الدولة المباركة التي شاركتنا همومنا ولا تزال بكل ما تملك وفي ذات الوقت أدعو إلى مزيد من التحرك الإعلامي والإغاثي والحقوقي لنصرة إخواننا داخل أركان وتعريف العالم بقضيتهم ومساعدة النازحين البائسين على الحدود والله الموفق وعليه التكلان
[/font][font="]تغريدة: شكراً لكل أجدادنا الأركانيين أن اختاروا أرض البلد الحرام مقصداً لهجرتهم واختاروا حكومة المملكة قادةً لاستضافتهم يوم كانت مكة صحراء قاحلة وأيام الطفرة لم تشرق بعدُ وتركوا وراءهم دول الثراء والنماء والرخاء .. فاللهم لك الحمد أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً
[/font]
اسم الموضوع : حكاية الاندماج في المجتمع السعودي .. وقراءة أخرى
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
