البيان والتبيين ، جوهرة الجاحظ

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

الجاحظ

New member
إنضم
13 سبتمبر 2012
المشاركات
76
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
من منا لا يعرف أحد أشهر أساطين الأدب والحكمة العربية، وحامل راية الثقافة العربية في العصر العباسي، الأديب والعلامة الأريب، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، ولستُ أنوي الإغراق في ذكر سيرة هذا الرمز العربي اللامع إذ إنه كالجبل المنيف غني عن التعريف.

لا يخفى على أحد أن الجاحظ كما هو أديب بليغ ولغوي فصيح، فإنه يعد من أرباب أهل الكلام ومن أعلام المعتزلة في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، وله فرقة تسمى باسمه، الجاحظية، ولسنا في حاجة للتوغل في هذا المسرب، فقضيتنا هي كتاب البيان والتبيين.

من المعلوم أن للجاحظ عدة مؤلفات شهيرة، كالحيوان والبخلاء والبرصان والعرجان والأمل والمأمول والرسائل وتهذيب الملوك وغيرها، وقد كتب الجاحظ في نواحٍ أكبر من أن تحصر، فله كتب في علم الكلام والسياسة وعلم النبات وفي الأخلاق وفي النساء وفي الصناعة وغيرها.

وبالرغم من وفرة انتاج هذا العلَم الشامخ، إلا أن كتاب البيان والتبيين قد طغت شهرته وعظمت سمعته، وكما قال ابن خلدون أن كتب الأدب أربعة؛ البيان والتبيين للجاحظ والكامل للمبرد والأمالي للقالي وأدب الكاتب لابن قتيبة، وباقي الكتب تبع لهذه.

تحدث الجاحظ في البيان والتبيين عن البيان والبلاغة وامتداح فصاحة اللسان، وتحدث أيضا عن العي والحمق واللحن، وتحدث عن العقل وعلو مكانته، وعن الخطابة والرسائل والوصايا، كما تحدث عن أخبار الحمقى والنوكى ونوادرهم وقصصهم، وتحدث أيضا عن النساك وقصصهم، وكان الجاحظ يستشهد في أحاديثه بالحكم والأمثال والشعر.

ومن أول ما استوقفني حسنُه، ذِكرُه عرفا من أعرف العرب بقوله: "من تمام الضيافة الطلاقة عند أول وهلة"، فالتبسم عند العرب عرف محمود وخلق مقصود.

ومما أعجبني من أقوال الجاحظ فيه: "اعلم حفظك الله أن حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ؛ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية، وممتدة إلى غير نهاية، وأسماء المعاني مقصورة معدودة، ومحصلة محدودة".

ومما قاله أيضا: "للكلام غاية، ولنشاط السامعين نهاية، وما فضَلَ عن قدر الاحتمال دعا إلى الاستثقال والمَلَال"، وهو كلام بليغ ينصح فيه بعدم الإسهاب والإطناب في إيصال القصد والمراد، والأجدر أن تكون الرسالة واضحة المعنى بينة القصد، لا أن تكون طويلة السرد عصية على الفهم، وفي هذا نصح للكتاب والخطباء.

وتتضح هنا نظرية الجاحظ وتأييده للتوليد اللغوي، حيث يقول: "تجوز الألفاظ الجديدة في الكلام حين تعجز الأسماء عن اتساع المعاني"، فهو يقر بأن الألفاظ محدودة والمعاني لا نهاية لها.

ومن أجمل ما قرأت للجاحظ في هذا الكتاب قوله: "إن السكوت عن قول الحق في معنى النطق بالباطل"، وهي عبارة في منتهى الحكمة.​

يتبع ..
 

الجاحظ

New member
إنضم
13 سبتمبر 2012
المشاركات
76
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
.. معلومات عن الكتاب ..​

نوع الكتاب : أدبي

ألف الجاحظ كتابه البيان في اواخر ايامه تعصبا للعرب وفصاحتهم وبيانهم ، فهو في مضمونه وغايته في الدفاع عن البيان العربي في مختلف مظاهره ،
تحدث فيه عن الالفاظ وفصاحتها ، والافكار والاساليب، وتناسب اللفظ والمعنى ، كما ملأه بالاخبار والنوادر والطرائف، والشعر
وشواهد القرآن الكريم والحديث الشريف والخطب والامثال وغيرها للدفاع عن ما يذهب اليه، مما جعل من الكتاب موسوعة ادبية تمثل ثقافة الجاحظ التي احاطت بمعارف عصره.

في كتاب البيان والتبيين لا يكتفي بعرض منتخبات أدبية من خطب ورسائل وأحاديث وأشعار بل يحاول وضع أسس علم البيان وفلسفة اللغة.

ويعني الجاحظ بالبيان الدلالة على المعنى، وبالتبيين الإيضاح

أورد أبو عثمان منتخبات من كلام الأنبياء خطباً ومقطعات وأحاديث ورسائل وأشعاراً، نسبها إلى مختلف طبقات الناس: عقلاء وحمقى، نساك ومتهتكين، أعراب ومتحضرين، رؤساء وسوقة.​
 
أعلى