من المعلوم أن كل إنسان في هذه الحياة قد مَرَّ بذكريات في سن الطفولة البريئة الصافية ولا يوجد طفل إلا وله بصمات في حياته .. ولو تأملنا ألعاب الأطفال والعرائس والسيارات "والزحليقة " لوجدنا أنها أشبه ما تكون بـ "فيفادول المسكن للآلام " تأخذ عند الحاجة ثم تنتهي ..فالطفل حقيقة يتمتع بلعب الكبار ..ولعلك أخي الكريم يكون لك موقفا مع أحد أبنائك ..فمثلا تشتري تحفة جميلة أثرية تزين "المجلس" يراها سعادة ابنك ويتساءل في ضيق وضجر ما فائدة هذه "التحفة "وينزل عليها ضرباً بالعصا حتى يجعلها قطعا متناثرة ...ولو تأملنا أيضا علاقة الأطفال بالحيوانات "والبساس" لرأينا عجبا ، فهذا رجل صاحب أربعة أولاد من حارة " لمبوشر" زار حديقة الحيوانات وبدأ الأب "يلفلف " حتى وصل عند الأسد فبدأ بالتعريف عن سيرة الأسد وأنه ملك الغابة ووو... وبينما هو كذلك زأر الأسد زأرة مرعبة وأعلن حالة الطوارئ في القفص .. كان أحد الأبناء وهو من فصيلة الثعالب قد قدم للأسد قطعة لحم بداخلها فلفل احمر "يحرق مزبوط " تلك هي تصرفات بعض صغارنا مع حيوانات آمنة مطمئنة داخل أقفاصها ، فمالك بحيوانٍ تحضره في بيتك ليعيش معهم لمدة "24س" .. فهذا ولدك الأصغر يمسك بذيل "بِسَّةٍ صغيرة " ويلفها لفتين ويرميها من "البلكونه .." وآخر محترف في "الدّق بالهوند" يضع كتكوته صغيرة مسكينة ويدقها "دق " وأمه تتعجب من نقص الكتاكيت كل يوم .. وهذه دجاجة "فقيه" قد لفظت أنفاسها الاخيره وبدأت تحتضر على يد أصغر أبنائه ويدعي أنه يداعبها بكل لطف ... وأما المصيبة الكبرى والفاجعة العظمى فهو في "الطّلي " الذي كتب الله له بأن يعيش مع أولاده ليلة واحدة وهي ليلة عيد الأضحى المبارك وكأنه مستأجر غرفة "خروج حج " فهذا يجره من ذيله وآخر ينزل عليه ضربا وكأنه في حلبة مصارعة .. وآخر يركب فوقه ويشد على قرونه ويتخيله أنه حصان عربي أصيل ويصدر أصوات الخيول ويضربه "برجله " قضى الأطفال ليلتهم مع "الطليان والخرفان " دخل الأب يتفقد "الذبايح " فرأى عجبا (وكأنهم ضحايا ساحة التحرير ) فهذا أعور والجاني لم يبلغ السادسة من عمره .. وهذا أعرج ضربه مجرم في السابعة من عمره بالكرسي ... وهذا خروف حاول أن يدافع عن نفسه وفكّر أن ينطح الولد إلا أن هذا العفريت استطاع بمهارته الفردية أن يجعله ينطح الحائط " وراح فيها وطي " ..
وبعد صلاة فجر يوم العيد دخل الجزار "بالسكاكين " فإذا بالخرفان والطليان تجري "جري عليه " وهي في غاية الفرح والسرور وتقول " الله يرحم أمك إنت كنت فين من زمان " تلك هي تصرفات وسلوكيّات صغارنا وقد مررنا بها وجربناها ببراءة الطفولة ..
كل عام "والطليان بخير "
وبعد صلاة فجر يوم العيد دخل الجزار "بالسكاكين " فإذا بالخرفان والطليان تجري "جري عليه " وهي في غاية الفرح والسرور وتقول " الله يرحم أمك إنت كنت فين من زمان " تلك هي تصرفات وسلوكيّات صغارنا وقد مررنا بها وجربناها ببراءة الطفولة ..
كل عام "والطليان بخير "
اسم الموضوع : كل عام والطليان بخير
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
