متجدد : كتب + تأريخ + تقارير + دراسات + بحوثات عن بورما وأراكان

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

أبو عدي

, قسم ركـن التقنيـة
إنضم
17 مارس 2011
المشاركات
876
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
مكة
التعديل الأخير:

أبو عدي

, قسم ركـن التقنيـة
إنضم
17 مارس 2011
المشاركات
876
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
مكة
المسلمون الروهنجيا ومشاكلهم الجذرية وحلها

المسلمون الروهنجيا ومشاكلهم الجذرية وحلها

إعداد:

محمد امين الندوي

مدير معهد بحوث ودراسات الرهنجيا

mnadwi@gmail.com


الخلفية التاريخية: كانت أركان دولة إسلامية منذ عام 1430م احتلتها بورما في 28 ديسمبر عام 1784م،(1) وتعد الآن ضمن ولايات بورما الاتحادية. والمسلمون يشكلون فيها أغلبية. علاقة العرب بأركان عريقة جدا من الأيام الجاهلية؛ ومنذ القرن الثالث الميلادي جاء العرب إلى أركان للتجارة واستوطنوا فيها.(2) وأن سواحل أركان وضفاف خليج البنغال قد شوهدت فيها المساجد والمراكز الإسلامية خلال خمسين عاما من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.(3)

علاقة الإسلام بأركان وطيدة جداً من القرون حيث يثبت من كتب المؤرخين أن مملكة أركان لها علاقة جيدة مع الخلفاء المسلمين أيام الخلافة الأموية والعباسية، وكانت المراسلة وتبادل التحف والهدايا مستمرة بينهم، وكذلك يوفد كلا الطرفين البعثات الدبلوماسية والتجارية والسياحية بين حين وآخر. وبطلب من ملك أركان فقد أوفد إليه خلفاء المسلمين بوفد يضم عددا من الدعاة والمصلحين، وبفضل دعوتهم انتشر الإسلام في ربوع أركان واعتنق معظم سكان أركان الإسلام طواعية.(4) وكذلك استوطن في أركان عدد من الدعاة والتجار والسياح المسلمين خاصة من الحضارمة(5) والسادة العلويين وأهل العراق(6) من العرب.


وأركان اسم عربي إسلامي(7) حيث يثبت من كتاب المؤرخ الأركاني الشهير محمد خليل الرحمن الأركاني بأن المسلمين قاموا في هذه المنطقة بالدعوة إلى الإسلام وإتباع أركانه الخمسة التي بني عليها الإسلام، فأعتنق ملك رخـام(8) "غولنغي" الإسلام بيد الداعي المسلم الأمير حمزة، وتلقن الدرس منه عن أركان الإسلام الخمسة، فسمي مملكته بأركان يراد به أرض أركان الإسلام أي موطن المسلمين ومركزهم في هذه المنطقة.(9)


وكذلك ذكر المؤرخون عن محمد ابن الحنفية أو محمد حنيفة وعلاقته بأركان واعتناق الإسلام ملكة أركان "كايافري" بيده(10) وحكومة الشيخ عبد الله في أركان.(11) كما ذكر كثير من المؤرخين بأن العرب أنشأوا في أركان مملكة عربية إسلامية مستقلة بين القرن السابع والقرن الثاني عشر الميلادي.(12)

*******************************************************************************************

ومسلموا أركان يسمون رُهنجيا منسوباً إلى رُهنج وهذا تصحيف من الرهمي أو الرهمة/ الرهيمة.(13) والرهيمة ضيعة قرب الكوفة.(14) وذكرها المتنبي فقال:

فيالك ليلا على أعـكـش أحم البلاد خفي الصـوى

وردن الرهـيمة في جوزه و باقـيه أكثر مما مضى(15)

ولا يستبعد تسميتهم سواحل أركان بالرهيمة على غرار تسمية أرض قرب الكوفة. و وصف المـؤرخون بأركـان وملـوكها بـ "ممـلكة رهمـي وعظيم أركان المشرق" كـ سليمان التاجر[237هـ/851م](16) وابن خرداذبه[250هـ/864م](17) واليعقوبي[287هـ/900م](18) وابن الفقيه الهمداني[290هـ/902م] (19) والمسعودي[346هـ/957م](20) والقاضي الرشيد ابن الزبـير[463هـ/1070م](21) والإدريسي[560هـ/1164م](22).

والرهمي نسبة إلى الرهم؛ والرهم بطن من بكر بن وائل من العـدنانية و رهم بن تاج بطن من عمرو بن قيس.(23) وبهذا يمكن القول بان إنشاء مملكة رهمي يرجع فضله إلى العرب كما هو بين بتسميتها.

وحضارة الإسلام والمسلمين في أركان عريقة جداً حيث حكم عليها المسلمون طوال ثلاثة قرون ونصف، وأشهر ملوكهم سلطان مبارز شاه ولي خان(24) الذي أدخل اللغة الفارسية في أركان. واستمرت الفارسية كلغة رسمية من 1430م حتى عام 1845م أي حتى بعد احتلال الإنجليز بها 22 عاما. ومن أشهر ملوكهم سلمـان شاه، الذي اتخذ من "مرغ كوه"(25) رُهنج (فاتري قلعه) عاصمة له. وكان أحد الشروط الأساسية لتولي الملوك السلطة والجلوس على العرش هو تخصصهم في علوم الشريعة والدراسات الإسلامية،(26) كما نقش على العملات والأوسمة والشعارات الملكية كلمة التوحيد {لا إله إلا الله محمد رسول الله} وأسماء الملوك بالحروف العربية وكذلك الآية القرآنية {أنأقيموا الدين}،(27) كما يعين القضاة المسلمون للمحاكم حسب نمط الحكومة الإسلامية على أن يصدروا الحكم حسب الشريعة الإسلامية الغراء مستمدين أحكامهم من القرآن والسنة والفقه الإسلامي.(28)

ولغة مسلمي أركان تسمى اللغة الرهنجية مؤلفة من كلمات وتعبيرات عربية أكثر من خمسين في المائة، و تكتب هذه اللغة بالحروف العربية وبخطها ورسمها.(29) و عدد المسلمين في أركان يزيد على مليونين ونصف، و يشكل أغلبية على كافة شعب أركان بما فيه قبيلة "المغ" الذين جاءوا إلى أركان من موطنهم الأصلي "مغـده" ولاية بيهار في الهند. أما البورميون الأصليون خاصة(30) الذين يسكنون المنطقة حول "مندلاي" فـقـد جاءوا من التبت (الصين) قبل قرن 9 واتحدوا في القرن 11، بفضل "أناوراثا" الذي اتخذ عاصمته في "باجان" و هو الذي أدخل البوذية وهي اليوم الدين الرئيسي وبعد أن دحر قبلاي خان خلفاء "أناوراثا" (1287)، انقسمت بورما إلى دويلات صغيرة يحكمها زعماء من قبائل الشان حتى القرن 16 حينما سادت البلاد أسرة "توانجو" البورمية. و في قرن 18قضى البورميون بزعامة "ألونجبايا" على ثورة قبائل المون، واستطاع "ألونجبايا" بعد ذلك أن يغزوا الهند ويوسع حدود مملكته.(31)

وغزا ملوك بورما أركان عدة مرات، ففي عهد الملك "من خامن" البورمي عام 1404م هاجم البورميون على أركان حتى احتلوها لكن استعاد الأركانيون مملكتهم بيد السلطان مبارز شاه ولي خان بتعاون حاكم البنغال عام 1430م. وكذلك هاجم الملك البورمي "تبين شويثي" على أركان عام 1544م في عهد السلطان ذوق بك شاه (زبك شاه) ملك أركان، لكنه صالح مع ملك أركان بعد إخفاقه في الهجوم. وفي عهد سكندر شاه الثاني ملك أركان وفد إلى أركان الأمير شجاع حاكم البنغال ابن شاهجهان ملك الهند، بعد هزيمته من أخيه محي الدين أورنكزيب عالمكير في صراع لتولية عرش دهلي. وباسمه سمي الطريق الممتد من شيتاغونغ إلى أركان بـ"شارع شجاع أركان". و أخيراً احتل أركان "بودابايا" ملك بورما عام 1784م. ثم جاء الإنجليز عام 1826م وكانت أركان ملتقى الإنجليز واليابانيين في الحرب العالمية الثانية، فدارت هناك معارك عنيفة راحت ضحيتها ما يزيد على مائة ألف مسلم رهنجيا بمؤامرة من البوذيين "المـغ" بتعاون من البورميين وتزويدهم اليابانيين بالأسلحة النارية والذخائر الحية، كما لعب البريطانيون دور المتفرجين الصامتين، وكذلك شرد نصف مليون مسلم رهنجيا جراء هذه المجزرة.(32) كما دمر تدميرا كاملا 307 قرية من قرى المسلمين.(33)

وإن هذه الأعمال الإجرامية ضد المسلمين الرهنجيا قد ارتكبها البوذيون "المغ" عمدا للتصفية الجسدية والتطهير العرقي وكجزء من مخططاتهم الخبيثة من حملات الإبادة الجماعية. وحسب تصريحات معالي السيد/ سلطان محمود عضو البرلمان و وزير الصحة لحكومة بورما سابقا: بأن هذه الأعمال البشعة ليست من الفتنة الطائفية بل القتل الجماعي للمسلمين الرهنجيا بوحشية وقسوة و بدم بارد وبمؤامرة مسبقة.(34)

وبعد انسحاب البريطانيين من أركان و بورما إبان الحرب تمتع المسلمون الرهنجيا بالحكم على أركان الشمالية بما فيها منطقة "مونغدو" و "بوثيدنغ" و "راثيدنغ".(35) و في هذه الأثناء جرت مفاوضات بين حكومة المسلمين الرهنجيا(36) و مسئولي الحكومة البريطانية(37) و اتفق الجانبان على اتفاقية تنص الاعتراف بحكومة المسلمين الرهنجيا ولجنتها الأمنية من قبل بريطانيا(38) كما اعترفت بريطانيا بأن منطقة أركان الشمالية منطقة المسلمين الرهنجيا الوطنية(39) وهي منطقة مستقلة لا ترجع إلى مناطق أخرى، و وعدت بمنحها الاستقلال(40) وأن بريطانيا تعتبر حق تقرير مصير الشعب الرهنجيا حق مشروع (في اختيار استقلالهم الكامل أو ضمهم إلى باكستان الشرقية(*)أو ضمهم إلى بورما كولاية من ولايات بورما الاتحادية في المستقبل). بناءا على هذه الاتفاقية والوعود الأخرى من قبل بريطانيا وافقت حكومة المسلمين الرهنجيا على دخول القوات البريطانية في أراضيها لصد هجوم اليابان. لكن سرعان ما انقلبت الأوضاع عليهم بعد وضع الحرب أوزارها. ورغم اعتراف اليابانيين والبريطانيين بأن منطقة أركان الشمالية منطقة ذات أغلبية ساحقة للمسلمين الرُهنجيا وهي منطقة ذات سيادة إسلامية،ضمت أركان إلى بورما الاتحادية حينما نالت استقلالها عام 1948م. وفي أيام الحكومة البرلمانية حقق المسلمون الرُهنجيا بعض التقدم والنجاح لما أنشأت الحكومة البورمية منطقة مستقلة لهم باسم "إدارة مايو الحدودية" في أركان الشمالية، كاعتراف بالهوية الوطنية المستقلة للمسلمين الرُهنجيا.(41) وكذلك حصلت لغتهم مكانتها حينما تذاع اللغة الرُهنجية عبر الإذاعة الحكومية، كما تبث البرامج الثقافية الرُهنجية من إذاعة رانغون. وهكذا قام مسلمو أركان بإثبات كيانهم وحضارتهم وثقافتهم المستقلة بالحصول على حقوقهم اللغوية والثقافية الأساسية والاعتراف بالهوية الوطنية والكيان المستقل لهم. لكن الانقلاب العسكري حظر على كافة حقوقهم، كما حظر التعليم والبث الإذاعي باللغة الرُهنجية وسحب مواطنة الرُهنجيا في بورما، وقام بطردهم وتهجيرهم إلى الخارج على أنهم أجانب دخلاء غير شرعيين تسللوا إليها،(42) لذلك قام المجاهدون بمطالب حريتهم واستقلالهم الكامل عن طريق حق تقرير مصيرهم، والذي تضمن لهم القوانين والأعراف الدولية.

مشاكلهم الجذرية وحلها :

التاريخ الإسلامي منذ أول عهده إلى يومنا هذا لم يخل عن المشاكل والبلايا إلا أنها كانت تجد لها حلولا بفضل الجهود المبذولة من قبل المصلحين و المجددين لهذا الدين، وكانت شمس الإسلام تتجلى وتلقي أضوائها بكل قوة ولا تزال هذه السلسلة مستمرة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

وهناك علاقة وطيدة بين الإسلام والنصر حيث أن علماء الإسلام قدموا التضحيات وبذلوا قصارى جهودهم لإعلاء راية الإسلام. فلم يخل أي مجال من المجالات عن دور العلماء وخدماتهم سواء كان ميدان الجهاد أو حجرات التصنيف و التأليف أو منابر الوعظ والخطابة أو الأعمال الاجتماعية الخيرية أو الجهود الشخصية التنموية لم يخل أي من هذه المجالات عن دور العلماء وخدماتهم المستمرة حيث درسوا وضع كل منطقة وكل حالة فقاموا بدورهم حسب مقتضى الحال وأدوا واجب نصرة الإسلام المنوطة بعواتقهم.

يواجه الإسلام اليوم بأزمات مختلفة، بل الحق أن نقول بأن الأزمات التي يعاني منها العالم الإسلامي والمؤامرات التي حيكت ضده منذ زوال الخلافة الإسلامية ليس لها نظير في التاريخ الإسلامي بأسره.

يواجه العالم الإسلامي اليوم كثيراً من قضايا دولية ومحلية مشتركة، كما أنه يعاني من المشاكل التي تخص الدولة أو المنطقة، فيتحتم على العلماء النظر في القضايا الدولية من ناحية وكسب الرأي العام الدولي لصالح الأمة الإسلامية؛ و من ناحية أخرى يجب عليهم بذل قصارى جهودهم لإيجاد الحلول للمشاكل التي تخص بالمنطقة.

منطقة أركان التي كان لها تاريخ المسلمين فيها مشرقة والتي قام المسلمون بدور أساسي في تعميرها والتي أقام المسلمون فيها حضارة وثقافة جديدة، فهذه المنطقة رغم كونها أرضا موروثة للمسلمين من آبائهم وأجدادهم، حكم المسلمون فيها لمدة ثلاثة قرون ونصف، إلا أن المسلمين اليوم يتعرضون فيها للذل و الهوان، و لا يعيشون فيها إلا حياة العبودية بل يعتبرون أجانب بالنسبة لهذه المنطقة، فقامت الحكومة البورمية البوذية بخطة مدروسة خبيثة و مؤامرات مدبرة لإثبات أن المسلمين ليسوا سكانا أصليين في هذه المنطقة بل أنهم أجانب دخلاء غير شرعيين تسللوا إليها. وبعد أن يتعرضوا لهذه المؤامرة غادر نصف سكان المنطقة المسلمين إلى أماكن شتى من العالم ومازالوا يهيمون على وجوههم هنا وهناك، فانقطعوا عن شخصيتهم القومية وخصوصيتهم الدينية وتاريخهم المجيد، فلم يبق أمر الانحطاط المعنوي للجيل الناشئ موضوع الخشية أو التخمين، بل أصبح واقعاً ملموساً.

في الأيام الماضية كانت الحرب بالسيوف والرماح أوالرصاصات والقنابل والقذائف والمتفجرات هي الوسيلة الفعالة لتدمير قوم وإفنائه، إلا أنه كان يظهر عديم الأثر الواقعي رغم تحقق الانتصار الظاهر، حيث أن تلك الوسيلة لا تزيد إلا نيران الغيرة لهباً ويشعل روح الحرية والاستقلال وعزيمة الانتقام والثأر، بل قد تحي الأقوام الموتى. لكن حلت الحرب الباردة والغزو الفكري محل الحرب المسلحة، فلا يسمع في هذا النوع من الحرب ضجة هتاف أو دوي سلاح، ولا يصيح فيها على ذات الإنسان والعزة والكرامة ولا يتحداها، ولا يهيج حماسهم، بل تقتل غيرتهم وحميتهم قتلاً خفيا، ويقضي على القوم بكامله قضاءاً دينياً وثقافياً وحضارياً واقتصادياً، فيشن عليهم الغزو الفكري، ويغير قالب التفكير والمخيلة والعقل عن طريق منهاج التعليم وأنظمته، وتخلق البطالة و الشلل والجمود واليأس والقنوط والشعور بالنقص، ويتخذ على العبودية عادة لهم إلى حد لا يبقي الشعور بالمذلة والمهانة حيث لا تجدي المساعي الإصلاحية.

يجب على مسلمي أركان أن يضعوا نصب أعينهم أنه مهما كانت ظروف بورما وأركان السياسية في المستقبل إلا أنه لا يسع للمسلمين أن يعيشوا هناك مع الأمن و السلامة، بل لابد لهم من ترك شخصيتهم الإسلامية وقبول حياة العبودية للبوذيين. فيتحتم عليهم في جميع الحالات مواصلة جهودهم لبقاء شخصيتهم المستقلة وللحصول على حقوقهم المشروعة، ويجب عليهم أن يتحملوا المسئولية على عواتقهم لتحقيق ضروراتهم الدينية والقومية و التعليمية كما يجب عليهم أن يعتنوا عناية سريعة بإصلاح أوضاع المساجد والأوقاف وتطوير مناهج التعليم في المدارس سواء بالنسبة للعلوم الإسلامية أو العصرية. والفوضى التي نعيش فيها هذه الأيام تورث أسفا بالغاً.

مكانة أهل الفكر و القيادة ومسؤولياتهم

المشاكل والأزمات التي ترد على الأمة يشعر بأكثرها عامة الناس الذين لا يحسنون القراءة والكتابة حيث أن الإحساس بها لا يتوقف على ذكاء وفراسة وبصيرة ودقة نظر مثل الهجرة القسرية الجماعية وإتلاف الأرواح والأموال والإفساد في الأرض وإثارة الفوضى والفقر و البطالة وغيرها. إلا أن هناك بعض المشاكل التي لا يشعر بها إلا خواص الناس الذين أنعم الله عليهم بالفهم العميق والفراسة، فتصل نظراتهم إلى أعماق الأمور. ولهم نظرات عميقة على تاريخ الملل والنحل وقد أنعم الله عليهم بالحمية والغيرة القومية فإنهم يدركون المخاطر الخفية المعنوية التي أشد خطورة من هذه الأخطار والبلايا المادية ويسهرون الليالي في التفكير لصالح الأمة، مثلاً مخاطر الردة الفكرية و الحضارية، مخاطر الحرمان من اللغة و الآداب الغنية بالمعلومات القومية الإسلامية والتي تشمل الروح و المزاج الإسلامي، وبها يرتبط الجيل الناشئ بالأسلاف، والحال بالماضي.

لو ألقينا نظرة إلى مناهج التعليم السائدة في أركان لوجدنا أنها خالية عن لغة القوم وأدبهم وتاريخهم وثقافتهم فنتج عنها الشعور بالنقص وعدم الثقة بالذات والتضامن وعدم الوحدة الفكرية والشعور بالذاتية والغيرة على الأمة والحماس لها. ثم أنه بسبب عدم تعليم اللغة الدينية طبقا لمتطلبات العصر انقطعت الصلة بين مسلمي هذه المنطقة وبين مركز الإسلام والدول العربية. ومن ناحية ثالثة بسبب عدم الاهتمام باللغة الرسمية لا يقدرون على مواجهة وإفشال المؤامرات الحكومية البوذية بعد الإطلاع عليها، و من ناحية رابعة بسبب عدم المعرفة باللغة العالمية يعجزون عن كسب التأييد و المؤاساة الدولية. بالإضافة إلى ذلك تخرج من مناهج التعليم في المدارس والكليات والجامعات الحكومية جيل من أبناء المسلمين لا يعرفون من أمور الدين شيئاً وإنما يعرفون عن الدين ما يخالفه في عقيدة التوحيد والرسالة.

يخشى على معظم المسلمين أن تنصهر حضارتهم في بوتقة العبودية والمذلة والهوان بسبب حرمانهم من شخصيتهم المستقلة وميزاتهم القومية وانقطاع صلتهم بلغتهم وتاريخهم وثقافتهم وحضارتهم الإسلامية والتعليم الإسلامي.

وهذه هي المخاطر التي لا يشعر بخطورتها إلا خواص الأمة وأفراد قليلون منهم. فيتحتم على المسلمين الرهنجيا أن يدركوا عواقب العاصفة قبل أن تمر عليهم، ويجب أن نفهم أننا في حاجة ملحة إلى منهج تعليم يخرج لنا أجيالا مسلمة بمعنى الكلمة. فيجب علينا أن نتدارك الغفلة التي قد سبقت منا و أن نعقد عزيمتنا بأن لا يتكرر منا صدورها. وقبل فوات الأوان ينبغي لنا أن نلفت أنظار المسلمين إلى أهداف تعليمنا وغاياته ونمهد لهم طريق تعلم لغتنا وثقافتنا وتاريخنا إلى جانب التعليم الحكومي.

ولا يخفى على أحد أن التعليم له أهمية بالغة حيث أن التعليم هو العنصر الأساسي الذي يتكون منه الجيل الناشئ و الشباب للأمة. فالتربية المعنوية وارتفاع الخلق والاستعداد الفكري والتصديق القلبي والقوة الإيمانية واليقظة الدينية والشعور بالذاتية والإباءة كل هذه الأمور يمكن بناءها أو هدمها بواسطة التعليم، فبالتعليم تتكون للأمة كوادر من الشخصيات التي تحتاج الأمة إليها. وينبغي لنا أن نعلم أن الإسلام ليس دين كالديانات الأخرى ولا هو نزعة قومية أو وطنية ولا معناه الانتساب إلى قوم أو وطن مثل الهندوسية والبوذية، وإنما الإسلام منهج خاص للحياة يشمل العقيدة والأعمال والأخلاق، ولا يدوم الإسلام بمعناه الشامل إلا بالتعليم والتربية. ثم أن التعليم المثمر متوقف على منهج فعال يكون من المسلمين جيلا مسلما حقيقيا وداعيا مخلصا ومجاهدا بطلا ومصلحا ناجحا.

يعاني مسلمو أركان من جور الحكومة البورمية ردحاً من الزمن. فمن جانب تسعى الحكومة مستميتة للتصفية الجسدية والتطهير العرقي وحملات الإبادة ضد المسلمين وتهجيرهم وتشريدهم من الوطن؛ ومن جانب آخر تدفعهم إلى المعاش المتردي وتفتح المجال أمام المنظمات التنصيرية الدولية التي تعمل تحت شعار الأعمال الخيرية لإخراج هؤلاء المسلمين البائسين عن دين الإسلام. فالخلاصة أن الرهنجيا بدأوا ينسون معرفتهم الذاتية بسرعة مدهشة. ولو استمرت هذه الحالة ليفنى المسلمون الرُهنجيا عن قريب . وسوف يأتي يوم -لا فعل الله- لا يوجد فيه شعب اسمه رُهنجيا.(43)

هذه من الأمور المسلمة التي لا يختلف فيها اثنان بأنه تتكون أمة ما بلغة وثقافة مشتركة، وان بقاءها تحتاجإلى الهوية الذاتية القومية، حيث يدمج الفرد نفسه فيها دمجاً ينشأ عنها ارتباط عاطفي وثيق، ويعتبر الرجل فردا من قوم لارتباطه بلغة القوم. ولكن لو ألقينا النظر إلى الوضع الراهن للمسلمين الرهنجيا، فطبيعة الحال التي تواجهنا كالآتي:
إن المسلمين الذين يقطنون بداخل بورما اكتنفتهم اللغة والثقافة البورمية البوذية فيخشى عليهم التأثر بهذه اللغة و الثقافة، ومن ناحية أخرى هم أصبحوا فريسة سهلة للمنظمات التنصيرية الماكرة. وهكذا هم أوشكوا على خطر الارتداد. ولأن هؤلاء المسلمين في أركان أكثرهم من الأميين لا يعرفون من اللغات إلا لغتهم الأم فيتلقون التعاليم الدينية و الوعظ والنصائح بلغتهم الأم، لذلك يجب توفير الأشرطة المسموعة المشتملة على المواضيع الإسلامية بلغتهم بين هؤلاء الأميين لتأمينهم من الحملات الفكرية المختلفة وحمايتهم من الذوبان والارتداد، ومن ناحية ثانية يجب تأليف كتيبات و رسائل مختلفة بلغتهم بالإضافة إلى توفيرهم بكتب الهــجاء -الابتدائية- حتى يستفيدوا من تلك الكتيبات و الرسائل المذكورة، وهكذا يبدأ مشروع لمحو الأمية فيهم، فيكون هذا المشروع هي الخطوة الأولى لإخراجهم من ظلمات الجهالة والأمية إلى نور العلم و المعرفة.(44)

نظرا إلى الأوضاع الراهنة الداخلية لا تبدو أي صورة لأن يتقدم أهل العلم والثقافة بخدمات تعليمية لهؤلاء المسلمين الذين يعيشون بداخل أركان. فلا بد للذود عن الذوبان وللدفاع عن الأخطار المذكورة من الاعتماد على المسلمين الرهنجيا الذين يعيشون حياة الهجرة خارج الوطن أو الذين لديهم الفرصة للخروج عن الوطن لأيام قليلة، فبإمكاننا أن نقيم مؤسسة تعليمية بالقرب من حدود بنغلاديش وبورما، وفي هذا الصدد نتقدم الطلب إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض لما نعلم من مساهماتها الجليلة في إنشاء فروع لها على مختلف الأرجاء المعمورة.

وأما الذين يعيشون خارج البلاد على سبيل الدوام هم يحظون بأهمية قصوى إذ هم سند مالي كبير للذين يسكنون بالداخل حيث أنهم يرسلون الدعم المالي دوما لأقاربهم الساكنين بداخل أركان ويطلعون على أحوالهم وأوضاعهم بالرسائل والوسائل المختلفة كما أنهم يقدمون المعونات إلى المدارس الإسلامية بالداخل بواسطة مندوبيها. فلو اتخذ المهاجرون إلى بلدان شتى بلغة الدولة التي يعيشون فيها ونسوا لغتهم الأم فانقطاع علاقتهم أو علاقة جيلهم الجديد عن أقاربهم بداخل أركان وعن الشعب جميعاً أمر واضح جدا. ويترتب على ذلك أن مسلمي أركان يحرمون عن أكبر سند لهم ، ويلزم بذلك تردي أوضاعهم المعنوية والاقتصادية من سيئ إلى أسوأ، فيجب علينا أن نتقدم بمشروع يمكن لمسلمي أركان سواء كانوا يعيشون بالداخل أو الخارج أن يزالوا مرتبطين بلغتهم وثقافتهم ودينهم، وبالأخص أن يحافظوا على لغتهم التي هي رمز للوحدة القومية وأداة للارتباطات بينهم؛ حيث أن هذا الأمر يتضمن سر بقاء الإسلام في أركان. يقول المفكر الإسلامي العلامة السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله: "الشعب الذي لا يستطيع المحافظة على لغته وأدبه لا ضمان لبقاء حريته وحضارته وديانته".(45)

للتعليم والتربية دور مهم في بقاء القوم وتقدمه ورقيه وقد بدأ نزول الوحي بلفظ {اقرأ}، وهذا يدلنا على أهمية التعليم والتربية، ثم تعاقب قوله {الذي علم بالقلم} يوضح لنا أن الله تعالى وضع القلم وسيلة للتعليم، فاعتنى الإسلام بالقراءة والكتابة والتعليم منذ أول فترته حيث ليس الإسلام دينا ارثيا يرثه الأخلاف من الأسلاف وإنما هو دين يتكون بعقائد وأعمال خاصة، ولا يمكن أن تتأتى هذه العقائد والأعمال إلا من خلال التربية والتعليم، ويجدر بنا أن نراعي السنة النبوية في هذا المجال وهي أن الإصلاح القومي والدعوة الإسلامية لا بد أن يكون بلغتهم القومية، و لا تستقر اللغة إلا بالمحافظة عليها بالنطق والكتابة ووضع القواعد لها. فيجب علينا أن نهتم بالتعليم والتربية والدعوة بلسانهم ولغتهم لنكون مصداقاً لقوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}.(46)

يقول المتخصصون في التربية: إن التعليم الابتدائي للأطفال لا بد أن يكون بلغة الأم و إلا ستترتب عليهم آثار سيئة في مواصلة التعليم باللغة الأجنبية؛ حيث يؤثر ذلك أثراً سلبياً كبيراً في نضج عقولهم و استمرار تعليمهم.

يقول خبير اللغويات الدكتور فرمان الفتح فوري: "لا يمكن أن تدوم أي ثقافة بغير لغة الأم، وقوة الإبداع في لغة الأم تكون كاملة".(47)

ويقول الدكتور جميل الجالبي: "إن الذين تركوا لغة الأم واختاروا لغات أخرى هم يطيشون في سطح الإبداع والتعبير".(48)

وتقول خصيصة اللغويات الدكتورة كنيز فاطمة: "لو أقمنا منهج تعليمنا على لغة أجنبية، يبتعد طلابنا عن الأعمال الإبداعية".(49)

ويقول الشاعر البارع والأديب الرائع راغب المراد آبادي: "إن التعليم بلغة الأم أولى و أحسن من التعليم باللغة الأجنبية، ولابد للتقدم من أن يكون التعليم بلغة الأم".(50)

و يقول الخبراء: إن الأمة التي تفقد لغتها، تفقد ثقافتها وشخصيتها، بل وجودها.

و كتب الدكتور عمر فروخ: ثم ان اللغة فوق ماھي أداة للتعبير عن النفس وواسطة للتفاھم بين الناس. جامع قوي يشد بعض افراد الامة إلى بعض ويربط ماضيھم بحاضرھم. واللغة عامل مھم في حياة الامة وفي توارث خصائصھا واستمرار حضارتھا. وفي بقاء تراثھا وتطور ثقافتھا مستقلة متميزة من كل ماعداھا. وذلك عنصر من عناصر بقائھا ھي(51). وكتب في مكان آخر: الحفاظ على اللغة حفاظ على الصلة بين حاضر الأمة وماضيها. وذلك يدعو إلى حفاظ أمة على مستقبلها. ومادمنا قد قلنا إن اللغة كائن حي يولد وينمو ثم يموت فموت اللغة موت للأمة نفسها, فان النسل لا يقف, فالذين كانوا قبل عشرة آلاف سنة لا يزال نسلهم يتوالى إلى اليوم و لكن وجودهم في أمة راهنة رهن ببقاء لغتهم وحضارتهم, بهذا المعنى يفهم بقاء الأمة وانقراضها.(52)

ولقد أوصت المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى أمم الأرض قاطبة -وفقا لتقارير أعدها خبراؤها- أن تدرّس كل أمة لأبناءها العلم بلغتها، إذا أرادت أن تظل مبدعة منتجة للعلماء, وكلما كانت لغة العلم هي لغة التفكير والخطاب اليومي كان ذلك مدعاة لرسوخ العلم لدى المتلقي، لأنه لا يحتاج إلى وسيط أو إجهاد فكر.

التـوصـيات :

ـ بالإضافة إلى ما سبق ينبغي بناء المؤسسات التعليمية للمسلمين الرهنجيا في أماكن تواجدهم في العالم، ويدرسهم فيها مادة "الدراسة الوطنية لأركان" كما يدرس تاريخهم وثقافتهم ولغتهم القومية كمواد أساسية لتلبية ضروراتهم ومراعاةً لمتطلباتهم، حتى تستمر رابطتهم مع الوطن وينشأ فيهم الحماس والروح والارتباط العاطفي والشعور بالمسئولية تجاه الوطن والمواطنين بداخل أركان وخارجها.

ـ رفع المطالب إلى مسئولي الجامعات المختلفة لترجيح البحوث العلمية التي تتعلق بشئون مسلمي أركان و التي تقدم في مراحل الماجستير أو الدكتوراة. فلو جرت مثل هذه النشاطات على النطاق العالمي في القضايا الرهنجية وأعدت البحوث والمقالات فيها، فحينئذ نسترشد منها في حلول الأزمات والعقبات ونتيقن بأننا على الاتجاه الصحيح في طريق الحل للقضايا، كما أن الطلبة الرهنجيا الذين يحوزون شهادات عالية يمكن لهم ملأ الفراغ في الحركة الإصلاحية.

ـ وينبغي تأليف الكتب وترجمتها إلى اللغة الرهنجية، فبقدر ما تنشر الكتب بهذه اللغة يقترب هذا القوم إلى الحرية ويبتعدون عن العبودية. فيتأهلون لحل مشاكلهم بأنفسهم مثل الأمم الأخرى المثقفة، ويكون التعليم سائداً فيما بينهم. وينبغي تشجيع العلماء و الأدباء والشعراء والمثقفين من الرهنجيا على تأليف كتب ونظم الأشعار الحماسية باللغة الرهنجية وانشادها، كما ينبغي تعاونهم في هذا الصدد.

ـ ولا بد من إصدار مجلة باللغة الرهنجية، تحتوي بحوث ومقالات علمية حول القضايا الرهنجية وتكون هذه المجلة منبراً لتبادل الآراء لحلول مشاكلهم. كما تقوم هذه المجلة بدور فعال لتقريب وجهات النظر والآراء وتوحيد الاتجاهات والانسجام الفكري والتضامن القومي لمسلمي أركان. ومن ناحية أخرى تكون هذه المجلة وسيلة قوية للإطلاع على أوضاع بلادهم، كما أن كافة الشعب الرهنجيا يفهم مضامين هذه المجلة لكونها بلغتهم الأم.

ـ وينبغي إقامة اجتماع سنوي على الأقل لعلماء رُهنجيا وقادتهم وأهل الرأي والفكر. فتكون فرصة لمناقشة القضايا الداخلية وتبادل الآراء. وتعتبر حلولهم المطروحة كقرارات في تقدم مسيرة الأعمال القومية، كما يمكن لهم التشريع لها وإعداد الميثاق الوطني للرُهنجيا.

وبهذه الطريقة يمكن التقدم الحقيقي في حل مشاكل الرُهنجيا الجذرية.

هذا ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وبما فيه الخير للأمة الإسلامية. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وبارك وسلم.

الهـــــــوامــــــــش

(1)محمد أشرف عالم (الأركاني) SOUVENIR OF ARAKAN HISTORICAL SOCIETY p.21 Chittagong Dec.1999 Historical Background of Arakan,

الخلفية التاريخية لأركان،مجلة تذكارية لجمعية أركان التاريخية، ص 21 شيتاغونغ، ديسمبر 1999 م

(2)م. نور الحق شيتاغونغ العظمى (في البنغالية) ص 111 شيتاغونغ، 1977م

(3)محمد خليل الرحمن الأركاني تاريخ الإسلام في بورما وأركان ص 65 كلكته 1946م نقلا عنجورج إي.هارفي تاريخ بورما ص 137

(4)فليراجع للتفصيل كتاب المؤلف " الحلقة المفقودة لتاريخ أركان " ص 12ـ14 شيتاغونغ 1986م

(5)الشيخ فريد الهاشمي (الأركاني) االمسلمون في بورما والأبعاد السياسية و التاريخية لقضية مسلمي أراكان، مجلة البلاغ، الكويت

(6)نقل الشيخ رشيد أشرف السيفي عن الشيخ يونس إبراهيم السامرائي: بان والده السيد نور أحمد بن سيف الملك من ذرية آل البيت من السادة العلوية، انتقل أجداده من العراق إلى بورما في عهد الخلافة العباسية أيام خلافة هارون الرشيد وذلك لنشر الدعوة الإسلامية في بورما. متاع نور ص 29 كرا تشي 1997م عن علماء العرب في شبه القارة الهندية ص878. كما نقل الدكتور جميل عبدالله محمد المصري عن حسين مؤنس بان الاسلام انتشر في بورما واصبح اقليم اركان اسلاميا ومن ارض الاسلام..... ومن اشهر الدعاة فيها الداعية المشهور (سيد يوسف الدين) الذي غادر وطنه بغداد إلى بلاد السند لنشر الاسلام, ثم انتقل إلى البنغال, وواصل الدعوة والنجاح, ثم دخل مع قوافل التجار إلى بورما وسيام, وانشأ عددا من المساجد, ويعتبر إلى هذا اليوم اشهر شخصية اسلامية في الهند الصينية. حاضر العالم الاسلامي وقضاياه المعاصرة ص885-590 رياض 2001م عن الاسلام الفاتح ص56

(7)كتب الدكتور محمد عبده يماني: " كل شبر من ( أركان ) يصرخ بأنها أرض مسلمة وتظل كلمة ( أركان ) نفسها وهي الكلمة العربية الإسلامية المعروفة ( جمع ركن ) شاهدا على حقيقة انتمائها الإسلامي ." كارثة المسلمين في أركانبورما، جريدة الشرق الأوسط، العدد 5829الأحد 1994/11/13م.وكتب نور الإسلام بن جعفر علي آل فائز نقلا عن المؤرخ البوذي الأركاني " أو مونغ ثان لوين " إن كلمة أركان مشتقة من الكلمة العربية (ركن). المسلمون في بورما ص46 رابطة العالم الإسلامي مكة المكرمة 1991 م

(8)رخـام الاسم القديم لأركان وقد سموها به العرب لأنه يوجد فيها بكثرةـ(محمد خليل الرحمن، تاريخ الإسلام في بورما وأركان ص180)ـ على غرار التسمية به عندهم. قال ياقوت الحموي: رخام (بضم أوله) وهو في اللغة حجر أبيض: موضع في جبال طي: موضع بأقبال حجاز، أي الأماكن التي تلي مطلع الشمس؛ قال لبيد: فتضمنتها فردة فرخامها. معجم البلدان ج 3 ص37-38 بيروت 1957م. واسم "شوكفيو" المدينة في جزيرة رامري (الرامي) في أركان يدل على نفس معنى رخام.

(9)محمد خليل الرحمن الأركاني تاريخ الإسلام في بورما وأركان ص 24 كلكته 1946 م.

(10) محمدأشرف عالم الأركاني، الخلفية التاريخية لأركان، مجلة تذكارية لجمعية أركان التاريخية ص24-25 نقلا عن شاه بريد خان "حنيفه و كايافري " من مؤلفات القرن السادس عشر الميلادي. و م. أ. طاهر باثا (الأركاني) "الرهنجيا و الكمان " (في البورمية) ص 6-7 متشينا 1963م. و مونغ ثان لوين (الأركاني) "الأركانيون الأجانب أو الرهنجيا" مجلة مياودي ص 72-73 يوليو 1960م

(11) محمد خليل الرحمن الأركاني تاريخ الإسلام في بورما وأركان ص 29-30 كلكته 1946م. نقــلا عن: جيه. إيف.فرنيبل ، مجلة جمعية بحــوث بورمـــــــــــا ج 3 ص 167-168

(12) م. نورالحق شيتاغونغ العـظمى ص 8-9 نقلا عن أرثر بي. فيار تاريخ بورما ص 43، 1884م. و ن.م. حبيب الله "تاريخ الشعب الرهنجيا" ص 34-35 داكا 1995م و نقلا عن شاهد علي "فضل شيتاغونغ على الأدب البنغالي" في ص 17. و الدكتور عبد الكريم الإسلام في شيتاغونغ ص 20-21 شيتاغونغ 1980م نقلا عن الدكتور إنعام الحق و عبد الكريم " الأدب البنغالي في البلاط الملكي الأركاني" ص 4 . وعبد الحق شودري شيتاغونغ ـ أراكان ص 34 شيتاغونغ 1989م نقلا عن الدكتور محمد إنعام الحق "الحضارة الإسلامية في شيتاغونغ" مجلة بلبل لشهر فوس سنة 1344 بنغله ص653

(13) لأن العرب كانوا يسمون الأراضي السافلة عند البحر من مقاطعة أركان أرض الرهمة بسب المطر الخفيف دائما. الشيخ نور أحمد (الأركاني) نبذة من تاريخ المسلمين في مقاطعة أركان ص11 مجلس الدعوة والإرشاد لمؤتمر العالم الإسلامي كراتشي

(14) قال ياقوت الحموي:الرهيمة بلفظ التصغير ويجوز أن يكون تصغير رهمة، وهي المطرة الضعيفة الدائمة - والرهام منالطير كل شئ لا يصطاد- وهو ضيعة قرب الكوفة. قال السكوني هي عين بعد خفية إذا أردت الشام من الكوفة بينها وبين خفية ثلاثة أميال وبعدها القطيفة مغربا. معجم البلدان ص 109 المجلد الثالثبيروت 1957م.

(15) أبو الطيب المتنبي " ديوان المتنبي " مع شرح أبو البقاء عبد الله ابن الحسين العكبري (نسبة إلى عكبرا وهي بلدة على نهر دجلة بالعراق قرب بغداد) التبيان في شرح الديوان قال العكبري: الرهيمة قرية عند الكوفة وهو الصحيح،لأني رأيت بالكوفة جماعة ينسبون إليها، ولكنها خربت في الأربع مائة ( الهجرية ) ص40-41الجزء الأول دار المعرفة بيروت

(16) سليمان التاجر سلسلة التواريخ ص 50 باريس 1845 م

(17) ابن خرداذبه كتاب المسالك والممالك ص 16 17, 67 ليدن 1889 م

(18) اليعقوبي تاريخ اليعقوبي ص106 ليدن 1889م

(19) ابن الفقيه الهمداني كتاب البلدان ص 15 ليدن 1886 م

(20) قال المسعودي: ثم يلي هذا الملك مملكة رهمي وهي سمة لملوكهم والأعم من أسمائهم...( إلى آ خر ما قال ) في مروج الذهب و معادن الجوهر ص 384 388 المجلد الأول مصر 1303 هـ

(21) وكتب القاضي الرشيد بن الزبير: " كتب رهمي ملك الهند إلى عبد الله المأمون بالله: بسم الله الرحمن الرحيم من رهمي ملك الهند وعظيم أركان المشرق " ( إلى آخر ما كتب ) في كتاب الذخائر والتحف ص 21-22، 26-27 الكويت 1959 م

(22) الإدريسي نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ص 24-25 ليدن 1866 م

(23) محمد ابن الزبير معجم أسماء العرب المجلد الأول ص 689 مسقط 1991م

(24) عبد الحق شودري شيتاغونغ ـ أراكان ص 53 شيتاغونغ 1989م


المصدر : منتديات ومدونات انترنت .
 

أبو عدي

, قسم ركـن التقنيـة
إنضم
17 مارس 2011
المشاركات
876
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
مكة
تقرير خاص- شهود يتحدثون عن قتل منظم لمسلمي ميانمار

تقرير خاص- شهود يتحدثون عن قتل منظم لمسلمي ميانمار

(رويترز العربية - تقرير)

(إعداد علا شوقي ودينا عفيفي ودينا عادل ولبنى صبري للنشرة العربية)

من جيسون زيب وأندرو أر.سي. مارشال

في ليلة من ليالي الأحد الحارة بقرية نائية في ميانمار لكم تون نينج زوجته وفتح أبواب جهنم..
كانت تريد أرزا لأبنائهما الثلاثة. وقال إن لا يمكنهم الحصول عليه. القيود الشبيهة باجراءات التمييز العنصري حالت دون قدرة المسلمين مثل تون نينج على العمل عند البوذيين في ولاية الراخين على الحدود الغربية لميانمار مما أدى إلى فقدان تون العامل البالغ من العمر 38 عاما عمله.
وتعالى صوت الزوجين ولكم تون زوجته وتدخل الجيران لتهدئة الزوجين.
وأثار هذا الهياج بوذيين راخين عرقيين في القرية المجاورة الذين بدأوا يوجهون اهانات للمسلمين. والعلاقات بين المسلمين والبوذيين الراخين متوترة بالفعل لدرجة أنه جرى تمركز ستة جنود في الجوار. وعلى الفور حاصر مئات من الراخين قرية تون نينج وغرقت ميانمار في اسبوع من العنف الطائفي تشير تقديرات رسمية إلى أنه أسفر عن مقتل 89 شخصا وهو أسوأ عدد للقتلى خلال عقود من الزمان.
وتكشف التوترات عن الجانب المظلم من تاريخ ميانمار إذ أطلقت العنان للكراهية العرقية التي كانت مكبوتة خلال 49 عاما من الحكم العسكري.
وهذا اختبار صعب للحكومة الاصلاحية التي تشكلت قبل 18 شهرا في واحدة من أكثر الدول الآسيوية تنوعا من حيث العرق. أطلق سراح منشقين سجناء وجرت انتخابات حرة ورفعت الرقابة في تحول ديمقراطي سلس لدرجة أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما من المقرر أن يقوم بزيارة لتهنئة البلاد في 19 نوفمبر تشرين الثاني.
وبرأت وسائل الاعلام الحكومية بشكل كبير السلطات من أي دور في التوترات التي وقعت في أكتوبر تشرين الأول مصورة إياها على أنها اندلاع عفوي للعنف كثيرا ما كان ينتهي بحرق المسلمين لمنازلهم.
إلا أن المقابلات التي تجريها رويترز ترسم صورة مقلقة بشكل أكبر.. قالت مصادر عسكرية بالحكومة المركزية لرويترز إن الهجمات كانت منظمة. قاد الهجمات راخين قوميون على صلة بحزب سياسي قوي في الدولة بتحريض من رهبان بوذيين وقال بعض شهود العيان إن الهجمات في بعض الأوقات كانت بتحريض من قوات أمن محلية.
نفى زعيم في حزب تنمية أقليات الراخين الإقليمي قيام الحزب بأي دور في تنظيم الهجمات إلا أنه اعترف بامكانية ضلوع أنصار له.
وقال أو هلا سو لرويترز في مقابلة "عندما يثور الناس بمشاعر قومية عرقية عالية يكون من الصعب ايقافهم."
وشهدت بلدتا بوكتاو وكياوكفيو شبه طرد جماعي للسكان المسلمين فيما يمكن أن يكون بمثابة تطهير عرقي. وشهدت قرية مذبحة لعشرات المسلمين بينهم 21 إمرأة.
وتشير المقابلات التي جرت مع مسؤولين حكوميين وعسكريين ورجال شرطة وزعماء سياسيين وعشرات البوذيين والمسلمين على مساحة شاسعة من منطقة الصراع إلى أن ميانمار تدخل مرحلة أكثر عنفا من اضطهاد 800 ألف شخص معظمهم من مسلمي الروهينجا الذين يمثلون أقلية في دولة أغلب سكانها من البوذيين.
عاش مسلمو الروهينجا لأجيال في ولاية الراخين إلا أن الراخين وآخرين من سكان بورما ينظرون إليهم على أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلادش المجاورة لا يستحقون حقوقا أو تعاطفا. ويرفض الراخين تعبير "الروهينجا" ويصفونه بأنه اختراع حديث ويشيرون إليهم بدلا من ذلك "بالبنغال" أو "كالار" وهو تعبير فيه تحقير للمسلمين أو للناس من أصل جنوب آسيوي.
وتصاعد العنف خلال شهر أكتوبر ضد مسلمي الروهينجا. وأسفرت موجة سابقة من الاضطرابات في يونيو حزيران عن مقتل 80 شخصا على الاقل. وبعد ذلك فرضت حكومة ولاية الراخين سياسية فصل بين المسلمين والبوذيين في منطقة في مثل مساحة سويسرا.
ووفقا لاحصاءات رسمية فان أكثر من 97 بالمئة من 36394 شخصا فروا خلال أعمال العنف الأخيرة من المسلمين. ويعيش كثيرون الآن في مخيمات لينضموا إلى 75 ألفا معظمهم من الروهينجا الذين شردوا في يونيو. وأبحر آخرون إلى بنجلاش وتايلاند وماليزيا على قوارب متداعية وتشير تقارير إلى أن قاربين انقلبا وعلى متنهما ما يصل إلى 150 شخصا يعتقد أنهم غرقوا.
وليست هناك أدلة تشير إلى أن الحكومة القومية التي يهيمن عليها البوذيون تعزز العنف. إلا أنها توقعت فيما يبدو وقوع اضطرابات ومن ثم نشرت قوات بين القرى المسلمة والبوذية قبل شهر بعد شائعات بهجمات.
وقال شوي هلي مونج (43 عاما) شيخ قرية بيك تاي حيث تتكدس الأسر المسلمة الفقيرة في منازل من القش دون كهرباء "هذه عنصرية... يمكن للحكومة أن تحل ذلك إذا أرادت في غضون خمس دقائق. ولكنها لا تفعل شيئا."
وأعمال عنف الراخين اختبار أيضا لأونج سان سو كي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام وزعيمة المعارضة الآن في البرلمان والتي فشل حيادها في نزع فتيل التوترات ويخاطر باضعاف صورتها كقوة معنوية قادرة على التوحيد بين الأطراف. وتقول سو كي وهي بوذية إنها ترفض مساندة جانب على آخر.
واستقرار واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية تجاريا في ميانمار معرض للخطر وكذلك الاستثمارات الأجنبية التي تدفقت مع تخفيف العقوبات الاقتصادية الغربية. وعلقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات ولكن لم ترفعها تماما وجعلت حل الصراعات العرقية شرطا مسبقا لمزيد من المكافآت.
وامتد الصراع في ولاية الراخين وفي الآونة الأخيرة وصل إلى مناطق كان المسلمون يعيشون فيها بسلام جنبا لجنب مع البوذيين.
في بيك تاي ألقى بوذيو راخين قنابل حارقة على أكواخ خشبية في حين فر تون نينج وجيرانه. وقال محمد أمين (62 عاما) إنه ضرب بأنبوب معدني إلى أن شرخت جمجمته. وانتهت أعمال العنف الأولية بعد أن أطلق جنود نيران أسلحتهم في الهواء واعتقلوا أحد الراخين.
ولكن إراقة الدماء هذه كانت مجرد البداية..
في الصباح التالي.. في يوم الاثنين الموافق 22 أكتوبر تشرين الأول تجمع المئات من الراخين في المشارف الجنوبية لبلدة مروك او وهي عاصمة قديمة مليئة بالمعابد البوذية على بعد نحو 24 كيلومترا إلى الشمال من بايك تاي. بعد ذلك توجهوا إلى تا يت أوك وهي قرية صيد يسكنها مسلمون عددهم نحو 1100 نسمة وأضرموا النار في المنازل المصنوعة من الخيزران.
وقال كين سين اونج (65 عاما) وهو مزارع من الراخين من قرية بوذية مجاورة إن السكان المسلمين فروا من القرية باستخدام قوارب إلى قرية با رين المجاورة وتتبعهم الراخين الذين بلغ عددهم في نهاية الأمر نحو ألف شخص.
لم يتعرف على وجوه الأفراد في هذه المجموعة من الراخين ووصفهم بأنهم "دخلاء" وقال إنه يعتقد أنهم جاءوا من مروك أو. وذكر سكان قرى من البوذيين والمسلمين إن المئات يتدفقون عبر نهر صغير يفصل بين القريتين وجاء آخرون بالقوارب. وبحلول الظهيرة كان هناك نحو أربعة آلاف من الراخين.
وأوضح شهود أن أربعة جنود أطلقوا أعيرة نارية في الهواء لتفرقة الحشود لكن كان من السهل التغلب عليهم. وصد المسلمون الهجوم بالحراب والمناجل وأحرقوا مضربا للأرز وعددا من منازل الراخين. وأطلق الراخين النار من بنادق بدائية.
وقال ام.في كريم (63 عاما) وهو من الزعماء المسلمين في با رين إن ستة مسلمين قتلوا منهم امرأتان وهو عدد أكده الجيش. وقال هو وسكان قرى آخرون إنهم رأوا وجوها يعرفونها جيدا وأفراد شرطة يرتدون الزي الرسمي بين الحشد الغاضب.
وقال كريم الذي لديه أصدقاء في القرية البوذية "لا أعلم الآن لماذا حدث هذا." شعر المزارع البوذي كين سين أونج بالحيرة أيضا.. إذ انه لسنوات ظل يعمل في حقول الأرز جنبا إلى جنب جيرانه المسلمين. وقال "لم تكن هناك مشكلات لدينا قبل ذلك."
تجنبت مجتمعات مثل با رين العنف الذي شهدته البلاد في يونيو. لكن توترات جديدة ظهرت بعد الفصل الذي حدث لاحقا بين القرى المسلمة والبوذية وهو أمر فرضته الحكومة البوذية للولاية بهدف منع المزيد من العنف لكنه أتى بنتيجة عكسية.
لم يعد سكان القرى المسلمون من الفقراء يشترون الأرز وغيره من الإمدادات في بلدات بوذية. ويقول أشخاص أجريت معهم مقابلات في ست قرى مسلمة إن مخالفي هذه الأوامر كانوا أحيانا يضربون بعصي أو باليد ليكونوا عبرة للآخرين.. كما أن شباك الصيد كانت تصادر.
قال المزارع كين سين اونج إن الظروف زادت صعوبة مع تدني مخزون الأرز في الوقت الذي بلغ فيه موسم الأمطار الموسمية أوجه في أكتوبر تشرين الأول. سرق بعض سكان القرى الأرز من مزارعين بوذيين مما أدى إلى تفاقم الغضب.
وبحلول الساعة الرابعة والنصف عصرا في يوم الاثنين أيضا احتشد عدة آلاف من الراخين خارج قرية سام با لي الواقعة في بلدة مينبيا المجاورة. وفي هذه المرحلة كان نمط معين من المواقف تجاه المسلمين قد تكون.
قال أحد مشايخ القرية إن الراخين حاصروها وألقوا قنابل حارقة وأطلقوا النار من بنادق بدائية. رد المسلمون الهجوم وأحيانا كان ذلك باستخدام الحراب أو المناجل لكن عددهم كان أقل. أطلق جنود من القوات الحكومية أعيرة في الهواء. وبحلول الوقت الذي غادر فيه الحشد قرية سام با لي الساعة السادسة مساء كان رجل مسلم لقي حتفه وسوي ثلثا 331 منزلا بالأرض.
وبحلول الليل فرضت مروك او ومينبيا حظر تجول من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي حتى الساعة الخامسة صباحا. ولكن الأسوأ وقع..
بدأ يوم الثلاثاء بمذبحة. زار مراسلو رويترز عشرات القرى في ولاية راخين. لكن كانت هناك قرية واحدة فقط منع الجنود والشرطة المراسلين من دخولها وهي قرية يين تي النائية المطلة على نهر والواقعة عند سفح جبل تشين.
ما حدث هناك يشير إلى وجود حشد أكثر جرأة وتنظيما بمساعدة من أفراد من الشرطة إما متواطئين وإما متقاعسين.
قال أحد السكان اتصلت بهم رويترز إنه بحلول السابعة من صباح يوم الثلاثاء كان المئات من الراخين قد وصلوا بقوارب لتطويق قرية يين تي. وبحلول عصر ذلك اليوم كان سكان القرية من المسلمين يصدون موجات من الهجمات. وقال الساكن إن أطفالا منهم اثنان صغار من أبناء عمه قتلوا على يد راخين يحملون سيوفا. وأحرقت أغلب المنازل.
قال موسى دولا وهو مزارع مسلم من قرية مجاورة إنه سمع أصداء نيران الساعة الخامسة مساء. اتصل أحد سكان يين تي هاتفيا بجيران موسى دولا وقال إن الشرطة تطلق النار عليهم. وأخذ مزارع آخر بدا عليه التوتر يروي لرويترز كيف أنه رأى من مكان بعيد أفراد الشرطة وهم يفتحون النار من الطرف الغربي للقرية وكان هذا أيضا الساعة الخامسة مساء تقريبا.
والعدد الذي أعلن رسميا للقتلى هو خمسة من الراخين و51 مسلما قتلوا في يين تي منهم 21 امرأة مسلمة طبقا لما قاله ضابط شرطة في نايبيداو العاصمة الجديدة لميانمار. ونفى أن تكون قوات الأمن فد فتحت النار أو تواطأت مع الحشود الغاضبة. تحدث الساكن في يين تي عن عدد أكبر من القتلى وذكر أن 62 شخصا دفنوا في قبور صغيرة ضمت كل منها عشر جثث.
ومع احتراق يين تي فر من تبقى من نحو أربعة آلاف من مسلمي الروهينجا من ميناء بوكتاو الكبير في فرار جماعي بحرا بدأوه قبل خمسة أيام.
وقال مصدر عسكري إن التوترات تصاعدت منذ 12 أكتوبر تشرين الأول عندما قتل أربعة صيادين من الروهينجا قبالة بوكتاو. بعد ذلك أمرت السلطات المحلية الروهينجا بالبقاء في قراهم حرصا على سلامتهم. ولا يمكن للرجال العمل في البلدة ولا يجرؤ كثيرون على الخروج للصيد.
قال نوم ماروت (48 عاما) "أعطتنا الحكومة طعاما لكن هذا لم يكن كافيا... لم نجرؤ على البقاء."
بدأ الروهينجا في بوكتاو التدفق على القوارب للقيام برحلة تستغرق ساعتين إلى مدينة سيتوي عاصمة الولاية. منزل نوم ماروت الجديد لا يعدو كونه خيمة من التاربولين في مخيم متداع مزدحم بالفعل بعشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا مع أعمال العنف التي شهدتها البلاد في يونيو حزيران.
وبعد نحو 30 دقيقة من بدء القارب رحلته في البحر قال شهود إن النيران أشعلت في حيين للروهينجا في بوكتاو. ودمر 335 منزلا. غطت جدران المسجد المحترق الذي كان مزدحما يوما ولم يتبق منه سوى الأساسات عبارات تقول "الراخين سيشربون دم الكالار" في إشارة إلى الكلمة الدارجة المستخدمة للإشارة إلى المسلمين.
يصر كاي اي نائب رئيس بلدية بوكتاو على أن الروهينجا أضرموا النار في منازلهم ويلقي باللوم في المشكلات الطائفية على المسلمين الذين تضاعف عددهم خلال عشر سنوات. وقال "المسلمون يريدون كل الناس أن يصبحوا مسلمين. هذه هي مشكلة المسلمين... أغلب المسلمين هنا غير متعلمين لذلك فإنهم يميلون إلى الغلظة أكثر من الراخين." حل ليل الثلاثاء وانفتحت بوابة جديدة للجحيم في كياوكفيو وهي بلدة هادئة على بعد 105 كيلومترات جنوب شرقي سيتوي ولها أهمية استراتيجية اذ تخرج أنابيب للغاز والنفط من هذه البلدة عبر ميانمار الى شمال غرب الصين المتعطش للطاقة.
وحتى الآن تستهدف أعمال العنف مسلمي الروهينجا. ونحو خمس سكان كياوكفيو البالغ عددهم 24 الف نسمة من المسلمين وكثير منهم من جماعة كامان العرقية. وتعتبر جماعة كامان واحدة من الجماعات العرقية الرسمية في ميانمار البالغ عددها 135 وتحمل هذه الجماعات الجنسية ويصعب التمييز بينها وبين الراخين البوذيين.
وعاش أغلب مسلمي كياوكفيو في حي بيكيساكي الشرقي الذي يقع بين مجتمعات الراخين وخليج البنغال.
وبدأت العلاقات بين الطائفتين تتدهور بعد أعمال العنف التي وقعت في يونيو حزيران. وأذكى تدمير حشود غاضبة معابد بوذية في بنجلادش التي يغلب على سكانها المسلمون في اوائل اكتوبر تشرين الاول العداء.
اندلع الحريق الاول في حي بيكيساكي الشرقي ليل الثلاثاء وسريعا شبت النيران في عشرات من منازل المسلمين والراخين. وتحولت الشوارع حول المسجد الجامع بالقرية القديمة وهو أحد مسجدين بالحي الى الخط الأمامي في معارك حامية بين الطائفتين.
قاتل الراخين بالسيوف والقضبان الحديدية وخاض المسلمون المعركة بالرماح.
كان البحر من ورائهم فلم يستطع مسلمو حي بيكيساكي الفرار من حشود الراخين التي كانت ضخمة بدرجة لم تستطع معها قوات الجيش والشرطة التي تراوح عددها بين 80 و100 فرد السيطرة عليهم.
وقال اللفتنانت ميينت خين قائد مركز شرطة كياوكفيو "لم نستطع السيطرة عليهم."
وأضاف أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لتفريق حشود المسلمين والراخين. وقال مصدر بقوات الأمن إن الجيش أطلق الذخيرة الحية لكن من الواضح أنه لم يطلقها على الحشود. وقال عاملون بمستشفى كياوكفيو لرويترز إنهم عالجوا إصابات بشفرات وحروق لكنهم لم يستقبلوا مصابين بأعيرة نارية.
في الصباح التالي اشتعلت النيران في بقية أجزاء بيكيساكي.
وقال ميينت هلينج وهو مسؤول محلي إن الحرارة كانت "أشد من محرقة."
وأضاف "أحرقت سعف النخيل الذي يبلغ ارتفاعه خمسة طوابق."
وبدأ رجال الراخين يتدفقون من القرى المجاورة. ويظهر تسجيل فيديو لم يتم نشره وسجله مصور هاو شبانا يرتدون عمامات حمراء يدخلون البلدة في قافلة من الجرارات.
وقال شهود من المسلمين والراخين إن هؤلاء ساعدوا في ترويع المسلمين الذين يعيشون في أماكن أخرى من كياوكفيو. وقال اللفتنانت بالشرطة ميينت خين إن قوات الأمن كانت تحت ضغط شديد حال دون منعهم.
وأخرج رجال يحملون سيوفا سوسو (39 عاما) وزوجها ثان توا (48 عاما) من منزل في غرب كياوكفيو. وقالت سوسو وهي تشير الى ذراعيها وساقيها "أصابوه بجروح هنا وهنا وهنا."
وتعرفت على الكثير من مهاجميها. وقالت إنهم من الجيران. ركضت سوسو لتستنجد ببعض الجنود الذين رافقوها لإنقاذ زوجها. لكنه كان قد فارق الحياة.
ولم تستطع سوى قوتين أن تجبر المهاجمين على التوقف. كانت الأولى الجيش الوطني الذي فرق الحشود بإطلاق النيران في الهواء. اما القوة الثانية فكانت مسؤولين من الراخين البوذيين مثل ميينت هلينج.
وقال مسلمون محليون إن بعض المسؤولين انضموا الى الحشد لكن آخرين واجهوه. وفي مواجهة صيحات "اقتلوا حامي الكالار" في إشارة الى الروهينجا حاول ميينت هلينج (68 عاما) تهدئة الراخين الغاضبين امام منازل المسلمين من الكامان في حيه. وقال "لو لم نحم الكامان لدمرت منازلهم ومات الناس."
في الصباح بدأ الجيش يجلي المسلمين بالحافلات الى مخيم للنازحين يخضع لحراسة خارج البلدة.
في حي بيكيساكي الذي كان لايزال مشتعلا لم يكن لدى المسلمين سوى مخرج وحيد هو البحر. استعدت قافلة من زوارق الصيد لمغادرة شواطئه التي تصاعدت منها النيران.
وقال عبد الله (35 عاما) وهو صياد من الروهينجا "سبح الناس الى الزوارق لكن تمت مطاردتهم وطعنهم قبل أن يصلوا اليها."
وقالت زانابيبي (46 عاما) وهي امرأة من طائفة الكامان إنها كانت تراقب من زورق فيما انقض ثلاثة رجال من الراخين يحملون سيوفا على مراهق مسلم وأضافت "رأيتهم... مزقوا جسده الى أربعة أجزاء."
ويزعم الراخين البوذيون أنهم شهدوا أعمالا وحشية ايضا. وقال ميينت هلينج إنه رأى مسلما على زورق مغادر يرفع رأسا مقطوعا لأحد الراخين.
وقال شهود إنه عند الظهر أبحر 80 زورقا على الأقل حمل الكثير منها 130 شخصا او اكثر الى سيتوي. وتم نقل 1700 غيرهم من المسلمين او اكثر الى معسكر يحرسه الجيش خارج كياوكفيو.
وتشير الإحصاءات الرسمية الى معركة غير متوازنة في كياكفيو. ومن بين 11 قتيلا هناك تسعة مسلمين. وكل المنازل التي احترقت تقريبا البالغ عددها 891 هي منازل مسلمين. وهدمت أربعة من خمسة مساجد في كياوكفيو.
ولم يظهر رجل أعمال كبير في كياوكفيو طلب عدم نشر اسمه تعاطفا يذكر مع جيرانه السابقين. وقال "الأغلبية لقنتهم درسا."
ووقعت أحدث موجة عنف في كياوكتاو وهي بلدة تقع شمالي سيتوي عاصمة الولاية. وفي هذه المرحلة أطلق الجيش النار على الحشود - ولاول مرة قتل البوذيين الذين كان يتهم على مدى فترة طويلة بالانحياز لهم.
وقال اونج كياو مين (28 عاما) وهو من الراخين في تاونج بوي وأصيب برصاصة في قدمه إن الجنود فتحوا النار لمنع قرويو الراخين الذين يستقلون زورقين من الإغارة على مسلمي الروهينجا. واضاف "لا أعرف لماذا أطلق الجيش النار علينا." وقال قرويون إن شخصين قتلا وأصيب عشرة بجروح.
وفي واقعة منفصلة في نفس اليوم قال شاهد لرويترز إن قوات الأمن أطلقت النار على مشارف راخين وكيوكتاو ما اسفر عن مقتل اثنين وإصابة أربعة بجروح.
وبدا أن إطلاق النار يوجه رسالة للحشود. فتوقف العنف في ذلك اليوم.
وأقر ضابط شرطة كبير في نايبيداو أن الشرطة أجبرت على إطلاق النار على المسلمين وعلى الراخين في إطار محاولتها قمع الحشود الضخمة.
وبلغ العدد الرسمي للقتلى في اعمال العنف في أكتوبر تشرين الأول 89 قتيلا. وقد يكون الرقم الفعلي أكبر. ولم يتضح بعد مدى القتل في قرية ين تي. وتؤكد التقارير أن عشرات المسلمين الفارين من بوكتاو غرقوا بعد أن اقتحم الراخين زوارقهم. وتم تدمير نحو 4700 منزل في 42 قرية.
وحذر الرئيس ثين سين في ذلك اليوم (الخميس) في بيان من أن "الأشخاص والمنظمات" التي كانت وراء العنف في ولاية راخين سيكشفون ويحاكمون. وقالت مصادر عسكرية لرويترز إن الحشود كانت جيدة التنظيم يقودها المحرضون الرئيسيون الذين كانوا ينتقلون من قرية لأخرى.
وفي كياوكفيو لم تعتقل الشرطة سوى سبعة حتى الآن ستة منهم كانوا يسرقون. وفي موروك-أو حيث وقعت اغلب عمليات القتل لم يعتقل سوي 14 شخصا. فالحصانة التي يبدو ان المحرضين يتمتعون بها توجه رسالة مقلقة للمسلمين في ميانمار.
وعرف ضابط المخابرات وهو على علم مباشر بالعمليات الأمنية في الولاية قادة الخلايا المشتبه بها بأنهم متطرفون من الراخين على صلة بحزب تنمية أقليات الراخين الذي تأسس لينافس في الانتخابات العامة في ميانمار عام 2010 . ولم يذكر أسماء أي مشتبه فيهم. وأضاف أن الرهبان البوذيين اشعلوا الاضطرابات بخطابتهم المناهضة للإسلام.
ونفى أو هلا سو الأمين العام لحزب تنمية أقليات الراخين أن يكون حزبه نظم أي حشود. لكنه أقر احتمال مشاركة أنصار ومسؤولين صغار و"رهبان معتدلين يتحولون إلى التطرف عندما يفكرون في المسلمين."
وألقى او هلا سو باللوم على السلطات المحلية بسبب عدم انتباهها لشائعات بشأن عنف وشيك وعلى إسلاميين متشددين في إشعال التوترات. وأضاف أن كلمة روهينجا تنطوي على معنى "جهادي" مرتبط بالمتمردين في شمال ولاية راخين في الفترة من 1949 إلى 1961 الذين اطلقوا على انفسهم جماعة روهينجا العرقية. ويقول مؤرخون مستقلون إن المتمردين روجوا لتعبير روهينجا لكن لم تورد الكلمة إلا قليلا في المراجع منذ القرن الثامن عشر.
وحتى اليوم يقول او هلا سو إن الروهينجا يريدون "اقامة مجتمع إسلامي متمتع بالحكم الذاتي. وهم يعملون بشكل منظم على ذلك."
ويجاهد أغلب الروهينجا لمجرد البقاء. فقد أظهر مسح أجرته جمعية العمل من أجل مكافحة الجوع الفرنسية عام 2010 أن معدل سوء التغذية بلغ 20 بالمئة أي أعلى بكثير من حد الحالة الطارئة الذي تحدده منظمة الصحة العالمية.
وجاء الكثيرون للعمل من بنجلادش في ظل الحكم البريطاني في القرن التاسع عشر- وهو ما تستند إليه الحكومة الآن في حرمانهم من حق المواطنة. واعتبر الروهينجا فعليا دون جنسية بموجب قانون المواطنة لعام 1982 الذي استبعدهم من قائمة الجماعات العرقية من السكان الأصليين. ويشير إليهم المسؤولون بالبنغال. ويجد اغلب الروهينجا صعوبة في التقدم بطلب جنسية إذ انهم لا يتحدثون اللغة البورمية ولا يتمكنون من إثبات إقامتهم لفترة طويلة في البلاد.
وساعد الرهبان الذين كانوا رمزا للديمقراطية في احتجاجات عام 2007 ضد الحكم العسكري في إشعال الغضب ضد المسلمين. فقبل أسبوع من اندلاع العنف قاد الرهبان احتجاجات على مستوى البلاد ضد خطط منظمة التعاون الإسلامي أكبر كيان إسلامي عالمي لإقامة مكتب اتصال في ولاية راخين.
وقال نيار نار (32 عاما) وهو أحد رهبان الراخين إن احتشادا ضد منظمة التعاون الإسلامي في سيتوي في 15 أكتوبر "أغضب المسلمين هنا". ويشير الراهب وهو احد منظمي الاحتجاج للمسلمين باعتبارهم غزاة اجانب. وقال "كرهبان لدينا اخلاق وقيم... لكن إذا جاء اجانب لاحتلال ارضنا فإننا سنحمل السيوف لحمايتها."
وفي بعض أجزاء الولاية بدت الاجواء احتفالية. وقال زاو مين او وهو بائع احذية من الراخين في بوكتاو "هذا هو أفضل وقت لأن لا يوجد مسلمون هنا." ونحو 95 بالمئة من المسلمين وعددهم 20 الف هناك قد غادروا.
وقد يكون السلام قصير الأمد. فمحاولات الدولة الخرقاء للعزل ساعدت في تهيئة الظروف للعنف في أكتوبر. والمزيد من العزل - ومنه وضع عشرات الألوف من المسلمين في مخيمات- قد يثير المزيد من العنف. ومازال حظر التجول ساريا في أغلب أجزاء ولاية راخين.
وفي بلدة كياوفيو لم يبق سوى مسلمة واحدة في البلدة هي نجوي شين وهي عجوز مصابة بمرض عقلي. وكثيرا ما تشاهد بالقرب من السوق تجوب وسط المنازل المدمرة والمنهوبة.

هنا المصدر :
الجزيرة أون لاين وأيضاً

رويترز
 
التعديل الأخير:

أبو عدي

, قسم ركـن التقنيـة
إنضم
17 مارس 2011
المشاركات
876
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
مكة
1433..إطلالة على مسلمي العالم!

1433..إطلالة على مسلمي العالم!

الإسلام اليوم/ خاص

برغم كثرة الاضطهاد والقمع, لم يكن الكادر الخاص بصورة المسلمين في العالم عام 1433 هـ كله اكتئابًا ومريعًا, لكنه كذلك كان فيه من الآمال والدلالات الإيجابية التي تستحق الذكر وتسليط الضوء عليها, كما لن ننسَى أن نشعل ضوء في وضع حلول لمشاكلهم في البقاع التي يتعرض فيها المسلمون للمكافحة والملاحقة وربما الإبادة.

بورما الأبرز

ربَّما كانت مأساة مسلمي بورما الأبرز هذا العام؛ فبرغم أنَّ الدولة التي تقع في قارة آسيا, وعاشت ردحًا من الزمن تعانِي من انتهاكات حقوق الإنسان والحكم العسكري, شهدت مع بداية هذا العام تجربة ديمقراطية ناضجة إلى حدّ ما, إلا أنّها كانت منقوصة لأنَّ هذا التغيير والإصلاح لم يَطَل المسلمين بل إنَّ محنتهم اشتدت وزادت معاناتهم على المستوى الشعبي والرسمي.
في منتصف العام المنصرم تعرّض مسلمو بورما لحرب شاملة, وخاصة في ظل انشغال العالم العربي بالمستجدات والثورات على الساحة, انطلقت حملات إبادة َضد مسلمي الروهينجيا ببورما وتعرضوا إلى حالةٍ من الاضطهاد غير المسبوقة في تاريخ هذه البلاد، برغم أنَّ حملات الاضطهاد متواصلة ضدَّهم منذ عقود عديدة، لكنها تصاعدت بقوة في عام 1433, حتى وصلت الحصيلة إلى عشرات الآلاف من القتلى والمشردين في صفوف المسلمين.

وأمام هذه المجازر والإبادات الجماعية, اكتفى بعض قادة العالم بالصمت, بينما لم يصدر حكام العالم الإسلامي سوى انتقادات واستنكارات، ولم تترجم هذه الانتقادات والاستنكارات في صورة مواقف واضحة على الأرض بسحب السفراء، أو توجيه انتقاداتٍ شديدة اللهجة إلى المذابح الدمويّة التي يتعرَّض لها المسلمون في بورما.
البوذيون يعيثون فسادًا
ولم يكد البوذيون في بورما يفرغون من جريمتهم البشعة بحق المسلمين, حتى أخذ أقرانهم في الهند يبدأون بنفس الطريقة حملة قمعية جديدة ضد المسلمين أيضًا بولاية آسام فيُقتل المسلمون ويُذبحون ويتعرضون لأبشع الجرائم ولا يتحرك أحد, وقد راح ضحية لهذه المجزرة العشرات وأصيب 400 بحسب إحصائيات أولية، فيما نزَح أكثر من 50 ألف مسلم إلى مناطق هندية داخلية وإلى معسكرات الإغاثة هربًا من المواجهات بعد حرق 500 قرية.
من الواضح أنَّ 1433 كان عام اضطهاد البوذيين للمسلمين, حيث شنّ بعض البوذيين الهجمات ضد المسلمين في سريلانكا, فغدت ضاحية "دهيولا" في كولومبو, موقعًا للاحتجاجات الشرسة والاحتقان الطائفي والتوتر, حيث قام 200 محتج, في وضح النهار, بقيادة عشرات من الرهبان البوذيين بالتجمع أمام المركز الإسلامي الصغير وبدأوا بإلقاء الحجارة وقطع اللحم الفاسد على بوابة المسجد.
كما أخذ البوذيون يردّدون هتافات تطالب بإغلاق المسجد زاعمين أنه يقوم بذبح الحيوانات يوميًا, ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة ولكنها الأحدث في مسلسل الحوادث الخطيرة التي يشيعها المتطرفون البوذيون ضدّ المسلمين في سريلانكا, حيث قام عدد من الرهبان البوذيين كذلك من قبل بتعطيل صلاة المسلمين في قرية دامبولا, حيث زعم المهاجمون أنَّ المسجد, الذي بني في عام 1962, غير قانوني, وبعد عدة أسابيع قام الرهبان بصياغة رسالة تهديد تستهدف المسلمين في المدن القريبة من كورونيجالا مطالبين بوقف أداء الصلوات هناك.
تدخُّل وتجسس
أما مسلمو فرنسا فقد كانوا ضحية للصفقات الانتخابية حيث استخدم ساركوزي، الرئيس المهزوم, "اللحوم الحلال", المذبوحة وفقًا للشريعة الإسلامية, قربانًا يقدمه على مذبح اليمين المتطرف لاستقطاب أصواتهم, مما أثار سخط الجالية المسلمة, فهذه عادته كما استخدم ذات الورقة التي صعدت به إلى سُدّة الرئاسة، كما فعل سلفه جاك شيراك من قبل، لاستقطاب أصوات اليمين، في الماضي عبر حظر النقاب في الأماكن العامة، وكذا الحجاب في المدارس, لكنه ذهب إلى مزبلة التاريخ.
كما هزّ المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية هذا العام ما كشفته وسائل الإعلام في مدينة نيويورك, عن دسّ الشرطة مخبرين في المساجد, والأحياء المأهولة بالسكان المسلمين, ونوادي الجامعة الإسلامية في نيويورك وضواحيها, للتجسس على المشاركين في الصلاة وموضوعات الخطب والمحاضرات, والأغذية التي تباع في المطاعم، والحوارات التي تناقش حول السياسات والأحداث العالميّة.
وفي أثيوبيا, ذات الأغلبية المسيحية, احتدت الاشتباكات والمواجهات بين المسلمين الذين ينظمون احتجاجاتهم مع الشرطة, بعد تصاعد مخاوف الأقلية المسلمة هناك من الحكومة لأنْ يكونوا ضحية جديدة للحرب على الإسلام, حيث إن المسلمين يتهمون الحكومة بالتدخل بشكل غير قانوني في الشئون الإسلامية؛ من خلال رصد وثيق لأنشطتهم داخل المساجد، وإجبار رجال الدين على ممارسة شعائر طائفة الأحباش- التي تدعي الإسلام بينما تقوم بتكفير المسلمين، وإشاعة الفتنة بين الأمة، والعمالة في مقابل المال للحكومات- في الوقت الذي يحظر دستور الحكم الإثيوبي التدخل في الممارسات الدينية.
مبشرات وآمال
بيد أن الله لم يرضى أن يمر العام دون وجود مبشرات وأمال تبعث على السرور والبهجة في نفوس المسلمين, حيث انتخبت عميرة بابيتش أول مسلمة محجبة تنتخب كرئيسة لبلدية في البوسنة, كما تبدى في الأفق شعاع نور في دولة "النمسا" ذات الأغلبية الكاثوليكية، حيث تشير الإحصائيات والأرقام الرسمية إلى تزايد إقبال غير مسبوق في اعتناق الإسلام في النمسا والخروج من المسيحية.
وبينما تشتد الحملة العدائية، ويزداد التمييز العنصري والاعتداء على الحرية الدينية للأقليات الإسلامية في العديد من الدول الأوربية, تكبَّدت التحالفات اليمينيَّة المتطرفة في أوروبا خسارة كبيرة في الدنمارك هذا العام بعد فشل سعيهم لنشر الكراهية ضد المسلمين, وخيبة مسعاهم لتدشين "جبهة الدفاع الإنجليزيّة" المعروفة بمناهضتها للأجانب والمسلمين خاصة لحشد تأييد أقرانها في أنحاء أوروبا من أجل مسيرة تنظمها في الدنمارك لمناهضة المسلمين.
كما ضرب مسلمو بريطانيا نموذجا جادا في الاندماج, برغم هؤلاء, من غير المسلمين البريطانيين, الذين ما زالوا ينظرون إلى المسلمين كعدوٍّ محتمَل, حيث تؤكد استطلاعات الرأي المتتالية بما لا يدع مجالًا للشكِّ أنَّ المسلمين البريطانيين أكثرُ ولاءً لبريطانيا من الجاليات الأخرى بما فيهم البيض, حتى إنَّ البعض يرجع الفضل للمسلمين فيما تبدو عليه المملكة المتحدة في الوقت الراهن كأفضل مثالٍ على التعددية؛ بعد تمكنهم من الاندماج في المجتمع، ويشعرون أنَّهم في وطنهم بريطانيا.

المصدر
 

أبو عدي

, قسم ركـن التقنيـة
إنضم
17 مارس 2011
المشاركات
876
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
مكة
المسلمون في (ميانمار) مضطهدون وحقوقهم مسلوبة!

السكان يعانون من قمع الحريات والتصفية العرقية والضرائب الباهظة والغرامات المالية
المسلمون في (ميانمار) مضطهدون وحقوقهم مسلوبة!

أطفال يتعلمون القرآن
تقرير - يحيى شراحيـلي

في العام الماضي شهدت ميانمار (بورما) في 30 مارس انتقال السلطة إلى النظام المدني بعد نحو 49 عاما من الحكم العسكري، حيث تولى ثين سين، رئيس الوزراء البورمي السابق، رئاسة البلاد، وتم حل المجلس العسكري الحاكم وقامت حكومة سين بإجراء عدة إصلاحات حظيت بتأييد المجتمع الدولي، حيث شهدت الأشهر الأخيرة إطلاق سراح المئات من السجناء السياسيين، كما تم الإعلان عن اتفاقيات لوقف إطلاق النار مع بعض الجماعات العرقية المسلحة بجانب إضفاء الصبغة الشرعية على النقابات، والإقرار بالحق في التظاهر.

واعتبر المجتمع الدولي فوز زعيمة المعارضة في ميانمار الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، أونج سان سو كي، بمقعد في البرلمان خلال الانتخابات التشريعية التي جرت مطلع شهر أبريل 2012، خطوة هامة على طريق الاصلاحات التي وعد بها القادة في البلاد، والتي تعول عليها العرقيات كثيراً في احتواء ابناء الوطن والمساواة بين جميع أبناء بورما دون تفرقه.

وبسبب سجل حقوق الانسان في ميانمار والانتهاكات التي تتهم بها حكومة يانغون أقرت الولايات المتحدة الامريكية عقوبات على ميانمار لأول مرة في عام 1997 وظلت واشنطن تمدد تلك العقوبات مشيرة إلا أن الأزمة بين الولايات المتحدة وميانمار لم تحل وذلك رداً على قمع المطالبين بالديموقراطية وانتهاكات حقوق الانسان.

وتعتزم الولايات المتحدة تخفيف عقوبات حظر الاستثمارات في ميانمار، حيث أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بهذا التصريح خلال لقاء مشترك مع وزير الخارجية الميانماري وونا ماونغ لوين، لكنها حذرت أيضا من أن القوانين المعنية ستبقى كسياسة تأمين.


بوذيون يعتدون على مسجد
وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستصدر ترخيصاً عاماً للسماح بالاستثمارات الأمريكية في ميانمار، لكنها أكدت أنه سيتم إبقاء القوانين الصادرة بشأن العقوبات من قبل الولايات المتحدة بالإضافة إلى الحصار المفروض على ميانمار، وذلك سعيا من واشنطن للحفاظ على نفوذها ودفع حكومة ميانمار للقيام بإصلاحات ديمقراطية بشكل أكبر، كما عين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ديريك ميتشل كأول سفير أمريكي لدى ميانمار منذ 22 عاما، بعد الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في البلاد في ابريل الماضي.

وتبع واشنطن في العقوبات بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي فقد قرر وزراء الخارجية الأوروبيون خلال اجتماعهم في مايو 2012 تعليق العقوبات التي كان الاتحاد الأوروبي قد فرضها ضد ميانمار والتي شملت التجارة والاستثمارات في قطاعات استغلال الغابات وتصنيع الأخشاب، إضافة إلى استخراج المعادن النفيسة والأحجار الكريمة، كذلك تم إلغاء العقوبات التي كانت مفروضة على أشخاص حالوا دون تحول ميانمار نحو الديمقراطية وكذلك المؤسسات التي كان يديرها عسكريون أو مسؤولون حكوميون والذين تمت مصادرة أموالهم ومنعهم من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي وذلك تشجيعاً للإصلاحات التي شهدتها البلاد مؤخراً. ومن جهتها قالت استراليا أنها بصدد رفع العقوبات الاقتصادية عن ميانمار إلا أنها ستبقى حظر السلاح قائماً.

وفيما يتعلق بعلاقاتها مع جارتها الصين فإن بكين ويانجون ترتبطان بعلاقات حدودية وتحالفات تاريخية وثيقة، فالصين هي الحليف العسكري الأول للنظام الحاكم في ميانمار وهي أحد أهم حلفاء الصين في مواجهة النفوذ الأمريكي في المنطقة كما أن ميانمار منفذ الصين إلى المحيط الهندي وأحد أعضاء التحالف الثلاثي ضد الهند والذي يضم أيضا باكستان. وإلى جانب العلاقات التاريخية والاستراتيجية والعسكرية فإن العلاقات الاقتصادية وثيقة بين البلدين فالصين واحدة من أكبر شركاء يانجون التجاريين كما أن الشركات الصينية تستثمر مليارات الدولارات في ميانمار وخاصة في مجال الطاقة والنفط والغاز الذي أشارت التقديرات إلى وجود احتياطيات كبيرة منه في هذا البلد، فيما تسعى روسيا كذلك لتوطيد علاقاتها مع ماينمار وتوسيع التعاون التجاري وخاصة في مجال النفط والغاز.

وتعد بورما أو المسماة رسمياً جمهورية اتحاد ميانمار إحدى أسوأ الدول التي تملك سجلاً سيئاً في مجال حقوق الانسان حسب تصنيف منظمات حقوق الانسان ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب القمع المتواصل للحريات والتصفية العرقيه ومنع التحول للديموقراطية.


زعيمة المعارضة في تجمع للمسلمين
وفي فبراير الماضي قال المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في ميانمار، توماس كوينتانا، إن الإصلاحات الأخيرة في ميانمار كان لها تأثير إيجابي كبير، إلا أنه حذر من أن هناك تحديات كبيرة ما زالت ماثلة ويجب أن تعالج لتعزيز الانتقال إلى الديمقراطية. وكانت الامم المتحدة قد رحبت بقرار رئيس ميانمار الأخير الذي أصدر عفوا عن عدد كبير من سجناء الرأي، وأقرت بالتدابير الإصلاحية التي اتخذتها السلطات في البلاد بما في ذلك الحوار بين الحكومة وزعيمة المعارضة داو أونغ سان سوتشي.

وفي الجانب الاقتصادي فبالرغم من قلة الموارد والعقوبات المفروضة على البلاد إلا أن ماينمار استطاعت أن تحقق نموا اقتصاديا جيدا وتوسعت تجارتها مع دول شرق وجنوب آسيا واستطاعت أن تحقق تطوراً ملحوظاً في هذا المجال وقامت الحكومة بالاهتمام بالبنية التحتية للبلاد والاهتمام بالموار الطبيعية والصناعات المحلية والزراعة وصيد الاسماك التي يعتمد عليها الغالبية العظمى من الشعب الماينماري.

وبالرغم من الموارد المحدودة الا أن الحكومة تنفق ببذخ على بناء المعابد البوذية وتسعى لاستقطاب البوذيين لزيارتها كمعالم سياحية في حين يعاني العديد من سكان هذا البلد من الفقر المدقع.

ومينمار هي إحدي دول جنوب شرق آسيا التي كانت تحت سيطرة حكومة الهند البريطانية وفي الاول من أبريل 1937م انفصلت نتيجة لاقتراع بشأن بقائها تحت سيطرة مستعمرة الهند البريطانية أو استقلالها لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة، حيث كانت إحدى ولايات الهند البريطانية تتألف من اتحاد عدة ولايات هي بورما آركان وكابا وشان وكاشين وشن. وفي 1940م كونت ميليشيا الرفاق الثلاثون جيش الاستقلال البورمي وهو قوة مسلحة معنية بطرد الاحتلال البريطاني، وقد نال قادته الرفاق الثلاثون التدريب العسكري في اليابان، وقد عادوا مع الغزو الياباني في 1941 مما جعل ميانمار بؤرة خطوط المواجهة في الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا واليابان، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء أعادت بريطانيا ضمها كمستعمرة، وقد نالت استقلالها أخيراً عام 1948م وانفصلت عن الاستعمار البريطاني.

ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء (البورمان) وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة، ومن بين الجماعات المتعددة جماعات الأركان، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات، رآخين بورما وجماعات الكاشين وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات.

وظلت بورما منذ استقلالها يحكمها الجيش الذي تسلم السلطة بانقلاب عسكري في سبتمبر 1962م يسيطر على الحكومة مجلس عسكري يُسمَّى مجلس الدولة للسلام والتنمية، وكان يعرف حتى عام 1997م باسم مجلس الدولة لاستعادة القانون والنظام، ويتولى رئيس المجلس مسؤوليات رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وقد ألغى الجيش السلطة التشريعية وغيرها من المؤسسات الوطنية الحكومية. وفي عام 1990م أجريت انتخابات متعددة الأحزاب، نال فيها الحزب الرئيسي المعارض وهو حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية أغلبية المقاعد، غير أن الحكومة العسكرية أوضحت أنها لن تسمح بانتقال السلطة حتى يتم وضع دستور جديد، وبدأت جميع الفعاليات السياسية اجتماعات متواصلة منذ 1993م لوضع الدستور الجديد.


المسلمون في بورما (ماينمار)

تقدر نسبة المسلمين بحسب الاحصاءات الرسمية ما يقارب 4٪ من مجموع السكان البالغ ما يقارب 52 مليوناً، وتشير عدة مراجع أن الاسلام دخل عن طريق ولاية أراكان أو راخين كما يسميها البعض في القرن الأول الهجري عن طريق صحابي يدعى وقّاص بن مالك رضي الله عنه، فيما تذهب بعض المراجع الى أن الإسلام وصل إليها عبر آراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب، وعملوا في الزراعة في البدء، ثم التجارة واستوطنوا في كثير من البقاع. حتى أصبحت بعد ذلك دولة إسلامية حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي ما بين عامي 1430-1784م، وكان لهم عملات نقدية تتضمن شعارات إسلامية مثل كلمة التوحيد. ويوجد هناك مساجد يعود تاريخها الى مئات السنين كمسجد (بدر مقام) في (أكياب) عاصمة (آراكان)، مسجد سندي خان الذي بني منذ 560 عاما،ً ومسجد الديوان موسى الذي بُني عام 1258م، ومسجد ولي خان الذي بني في القرن الخامس عشر الميلادي.

وتمثّل آركان أو آرخين أكبر تجمّع إسلامي، كما يوجد تجمّعات أخرى للمسلمين في مدن آخرى منها العاصمة رانجون وسكان آرخين هم (الروهنجيا) الذين يدينون بالإسلام وينحدرون من جذور عربية وفارسية وهندية وتركية، أما لغتهم فخليط من البنغالية والفارسية والعربية، و(الماغو) الذين يدينون بالبوذية، بالإضافة إلى أقليات عرقية متعددة. وقد ضم إقليم آرخين أو آركان الذي يقع في غرب البلاد ويشترك في حدوده مع بنغلادش من قبل الملك البوذي (بوداباي) عام 1784م الذي قام بضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك طوال فترة تواجدهم.

وتشير مراجع الى أنه في عام 1824م عندما احتلت بريطانيا بورما، وضمتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية ثم مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية واجه المسلمون الاستعمار الإنجليزي بقوة مما جعل بريطانيا تخشاهم، فبدأت حملتها للتخلّص من نفوذ المسلمين فعمدت على تحريض البوذيين ضد المسلمين، وأمدّتهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحة عام م1942 فتكوا خلالها بحوالي مائة ألف مسلم في آراكان وظل المسملين تحت حكم بورما.

ويتهم المسلمون ومنظمات حقوقية حكومة يانغون بأنها تساعد على اضطهاد المسملين ولا تحميهم من أعمال العنف والشغب التي يتعرضون لها حيث يتم إرغام المسلمين على تقديم محصولاتهم وممتلكاتهم إلى الجنود والهيئات التنفيذية والقانونية، ويتهم المسلمون حكومة يانغون أيضاً بإحداث تغييرات ملموسة في التركيبة السكانية لمناطق المسلمين بإدخال البوذيين من غير الساكنين وتسليمهم السلطة في مناطق المسلمين وإنشاء قرى نموذجية في شمال آركان ذات الأغلبية المسلمة، وتشجيع أسر بوذية للاستيطان في هذه القرى، وحرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعليم في الكليات والجامعات، والسفر للخارج، وتقييد حرية التنقل وعدم السفر للخارج والطرد أو التهجير الجماعي المتكرر خارج البلاد كما حصل في الأعوام عام 1962م عقب الانقلاب العسكري الفاشي حيث طرد أكثر من ثلاث مائة ألف مسلم إلى بنغلاديش. وفي عام 1978م طرد أكثر من نصف مليون مسلم، في أوضاع قاسية جداً، مات منهم قرابة أربعين ألف من الشيوخ والنساء والأطفال حسب إحصائية وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، توجه العديد منهم الى دول اسلامية أخرى منها المملكة العربية السعودية.

وفي عام 1988م تم طرد أكثر من مائة وخمسين ألف مسلم، بسبب بناء القرى النموذجية للبوذيين في محاولة للتغيير الديموغرافي. وفي عام 1991م تم طرد قرابة نصف مليون مسلم، وذلك عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة، انتقاماً من المسلمين لأنهم صوتوا لصالح الحزب الوطني الديمقراطي.

ويقول أبناء آركان المسلمون أن الحكومة تقوم بمصادرة أراضي المسلمين وقوارب صيد السمك دون سبب واضح وفرض الضرائب الباهظة على كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يمثلهم بهدف إبقاء المسلمين فقراء، أو لإجبارهم على ترك البلاد ولا تسمح الحكومة بطباعة الكتب الدينية وإصدار المطبوعات الإسلامية إلا بعد إجازتها من الجهات الحكومية ، وتمارس التضييق على بناء المساجد وإقامة الشعائر حيث تنفي الحكومة مواطنتهم، ويأمل المسلمون في أن تنالهم الاصلاحات التي وعدت بها الحكومة المجتمع الدولي.

وبحسب مراقبون فإن حكومة يانغون اليوم أمام تحد كبير فهي مطالبة في الشروع في إصلاحات حقيقية ملموسة في اتجاه الديموقراطية ومطالبات داخلية من قبل بعض الاقليات بضمان الأمن والاستقرار وعدم التفرقة التي بثها الحكم العسكري ضد الأقليات والحد من العنف الطائفي الذي يمارس ضد أقليات وخاصة المسملين منهم الذين ظلوا يعانون من التمييز والاضطهاد والتهجير القسري من ارضهم ومصادرة املاكهم.

المصدر
 

أبو عدي

, قسم ركـن التقنيـة
إنضم
17 مارس 2011
المشاركات
876
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
مكة
تاريخ المسلمين في بورما أراكان

تاريخ المسلمين في بورما أراكان

موقع بورما
تقع دولة بورما (ميانمار حالياً) في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، ويحدها من الشمال الصين والهند، ومن الجنوب خليج البنغال وتايلاند، ومن الشرق الصين ولاووس وتايلاند، ومن الغرب خليج البنغال والهند وبنغلاديش، ويقع إقليم أراكان في الجنوب الغربي لبورما على ساحل خليج البنغال والشريط الحدودي مع بنغلاديش.
وتقدر مساحتها بأكثر من 261.000 ميل مربع، وتقدر مساحة إقليم أراكان قرابة 20.000 ميل مربع، ويفصله عن بورما حد طبيعي هو سلسلة جبال (أراكان يوما) الممتدة من جبال الهملايا.
يبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة، وتقدر نسبة المسلمين بـ 15% من مجموع السكان نصفُهم في إقليم أراكان -ذي الأغلبية المسلمة- حيث تصل نسبة المسلمين فيه إلى أكثر من 70% والباقون من البوذيين الماغ وطوائف أخرى.
ويتكون اتحاد بورما من عرقيات كثيرة جداً تصل إلى أكثر من 140 عرقية، وأهمها من حيث الكثرة (البورمان) وهم الطائفة الحاكمة وشان وكشين وكارين وشين وكايا وركهاين -الماغ- والمسلمون ويعرفون بالروهينغا، وهم الطائفة الثانية بعد البورمان، ويصل عددهم إلى قرابة 5 ملايين نسمة.
وجود المسلمين في أراكان
يذكر المؤرخون أن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (رحمه الله) في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، أي ما بين عامي 1430 م - 1784م، وقد تركوا آثاراً إسلامية من مساجد ومدارس وأربطة منها مسجد بدر المقام في أراكان والمشهور جداً (ويوجد عدد من المساجد بهذا الاسم في المناطق الساحلية في كل من الهند وبنغلاديش وبورما وتايلاند وماليزيا وغيرها) ومسجد سندي خان الذي بني في عام 1430م وغيرها.
الاحتلال البوذي لأراكان المسلمة
في عام 1784م احتل أراكان الملك البوذي البورمي (بوداباي)، وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد، حيث دمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك خلال فترة احتلالهم أربعين سنة التي انتهت بمجيء الاستعمار البريطاني. وفي عام 1824م احتلت بريطانيا بورما، وضمتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية. وفي عام 1937م جعلت بريطانيا بورما مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك، وعُرفت بحكومة بورما البريطانية.
وفي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل إخوانهم البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم وأغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف خارج الوطن، ومن شدة قسوتها وفظاعتها لا يزال الناس -وخاصة كبار السن- يذكرون مآسيها حتى الآن، ويؤرخون بها، ورجحت بذلك كفة البوذيين الماغ، ومقدمة لما يحصل بعد ذلك.
وفي عام 1947م قبيل استقلال بورما عقد مؤتمر عام في مدينة بنغ لونغ للتحضير للاستقلال، ودعيت إليه جميع الفئات والعرقيات إلا المسلمين الروهينغا لإبعادهم عن سير الأحداث وتقرير مصيرهم.
وفي عام 1948م وبالتحديد يوم 4 كانون الثاني منحت بريطانيا الاستقلال لبورما شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك، ولكن ما أن حصل البورمان على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم، ونكثوا على أعقابهم، حيث استمرت في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين الروهينغا والبوذيين الماغ أيضاً، وقاموا بالممارسات البشعة ضد المسلمين.
مآسي المسلمين في أراكان
التطهير العرقي:
منذ أن استولى العسكريون الفاشيون على الحكم في بورما بعد الانقلاب العسكري بواسطة الجنرال (نيوين) المتعصب عام 1962م تعرض مسلمو أراكان لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل.
طمس الهوية والآثار الإسلامية:
وذلك بتدمير الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس تاريخية، وما بقي يمنع منعاً باتاً من الترميم فضلاً على إعادة البناء أو بناء أي شيء جديد لـه علاقة بالدين والملة من مساجد ومدارس ومكتبات ودور للأيتام وغيرها، وبعضها تهوي على رؤوس الناس بسبب مرور الزمن، والمدارس الإسلامية تمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي والمصادقة لشهاداتها أو خريجيها.
المحاولات المستميتة لـ (برمنة) الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً.
التهجير الجماعي من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية، وتوطين البوذيين فيها في قرى نموذجية تبنى بأموال وأيدي المسلمين جبراً، أو شق طرق كبيرة أو ثكنات عسكرية دون أي تعويض، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات الفاشية التي لا تعرف الرحمة.
الطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن:
مثلما حصل في الأعوام التالية: عام 1962م عقب الانقلاب العسكري الفاشي حيث طرد أكثر من 300.000 مسلم إلى بنغلاديش.
وفي عام 1978م طرد أكثر من (500.000) أي نصف مليون مسلم، في أوضاع قاسية جداً، مات منهم قرابة 40.000 من الشيوخ والنساء والأطفال حسب إحصائية وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وفي عام 1988م تم طرد أكثر من 150.000 مسلم، بسبب بناء القرى النموذجية للبوذيين في محاولة للتغيير الديموغرافي.
وفي عام 1991م تم طرد قرابة (500.000) أي نصف مليون مسلم، وذلك عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة انتقاماً من المسلمين، لأنهم صوتوا مع عامة أهل البلاد لصالح الحزب الوطني الديمقراطي (nld) المعارض.
إلغاء حق المواطنة من المسلمين، حيث تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات وتحت التعذيب أو الهروب خارج البلاد، وهو المطلوب أصلاً.
العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق وغير ذلك من الأعمال الحكومية (سخرة وبلا مقابل حتى نفقتهم في الأكل والشرب والمواصلات).
حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثم يعتقل عند عودته، ويرمى به في غياهب السجون.
حرمانهم من الوظائف الحكومية مهما كان تأهيلهم، حتى الذين كانوا يعملون منذ الاستعمار أو القدماء في الوظائف أجبروا على الاستقالة أو الفصل، إلا عمداء القرى وبعض الوظائف التي يحتاجها العسكر فإنهم يعيِّنون فيها المسلمين بدون رواتب، بل وعلى نفقتهم المواصلات واستضافة العسكر عند قيامهم بالجولات التفتيشية للقرى.
منعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنغلاديش ولمدة يسيرة، ويعتبر السفر إلى عاصمة الدولة رانغون أو أية مدينة أخرى جريمة يعاقب عليها، وكذا عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيه مدينة أكياب، بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح.
عدم السماح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعاً باتاً، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته.
عقوبات اقتصادية:
مثل الضرائب الباهظة في كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد لإبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.
ومن خلال العرض السابق يتبين لنا بجلاء المخطط البوذي البورمي لإخلاء إقليم أراكان من المسلمين بطردهم منه أو إفقارهم وإبقائهم ضعفاء لا حيلة لهم ولا قوة، ولاستخدامهم كعبيد وخدم لهم، حيث إنهم لم يُدْعَوْا حتى لحضور المؤتمر العام، لذلك ينبغي للمسلمين عموماً وعلى أهل الفكر والرأي والمشورة والعلم خصوصاً نصرة قضاياهم، وإعانتهم بكل السبل الممكنة في هذا العصر.
ولجعل المستقبل أفضل ولصالح المسلمين -وإن كان أمر المستقبل بيد الله إلا أننا أمرنا بالسعي- يمكن العمل على مراحل عدة:
المرحلة الأولى: المطالبة بالمساواة في الحقوق العامة كغيرهم من المواطنين، وتنشيط القضية وتفعيلها من ناحية السياسة الداخلية والدولية حتى يتمكن المسلمون من الحصول على حقوقهم، ويحصلون على التمثيل في البرلمان والحكومات المحلية وغير ذلك، وبذلك تقوى مواقفهم.
المرحلة الثانية: المطالبة بتنفيذ رغبة الشعب الأراكاني في تطبيق الشريعة الإسلامية على الإقليم، بكونهم الأغلبية في الإقليم، والإعداد لهذه المرحلة من الناحية الشرعية والدستورية، وتتبعها مراحل أخرى حتى يحصلوا على الاستقلال بإذن الله
المصدر :صحف الكترونية مشهورة .
 
أعلى