مقالات في مجلة البيان الروهينجا... صمت الجدار

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
مقالات في مجلة البيان
الروهينجا... صمت الجدار







إن الوقائع على الأرض تثبت أن من يسيِّر العدالة الدولية هو رغبة القوة التي يمتلكها أعداء الإسلام، وعلى رأسهم اليهود والنصارى ومن سار على خطاهم من أتباع الملل والعقائد الفاسدة، سواء كانوا مجوساً أو نصيريين أو غيرهم من البوذيين. وحينما نقتفي أثر العدالة الدولية فإننا سنجدها فكرة إنسانية غايتها خدمة ذلك الجانب من العالم، وخير دليل على ذلك (العراق، فلسطين، كوسوفا، الشيشان، الصومال، والفلبين)، والكثير من الأقليات المسلمة التي تعيش في العالم، حيث تتعرض لجرائم بشعة على يد ملل الكفر المختلفة، إلا أنها لا تجد من العدالة الدولية إلا الصمت وغض البصر.
وبالرغم من أن المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على: (لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي «سياسياً وغير سياسي»، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر).
إلا أن أكثر من 20 ألف قتيل من مسلمي بورما سقطوا لم يكونوا سبباً كافياً ليجعل العدالة الدولية المزورة تتحرك لوقف الهجمات التي تشنها الجماعات البوذية برعاية حكومية عليهم. إن هذا الملف الذي تنشره «البيان» حول هذه القضية، ما هو إلا تعبير واضح عن رفضها للصمت العالمي والإسلامي عن تلك المجازر، والتقصير الواضح بحق المسلمين هناك!!










مأساة مسلمي بورما.. هل من حلول؟!

26/01/34

أحمد محمد أبوالخير

826011434015118.jpg

مأساة مسلمي بورما.. هل من حلول؟!

منذ سبعين سنة خلت، وأمام نظر العالم وصمته المريب؛ ظل النظام البورمي العسكري الاشتراكي المستبد يمارس دون حسيب أو رقيب إرهاب الدولة تجاه شعب مسلم أعزل لا يملك حولاً ولا قوة إلا بالله.
دعونا نتعرف في البداية على الضحية، ومَن هو الجلاد؟ وما سبب العدوان؟ حتى يتسنى لنا أخيراً البحث عن حلول عملية للحدّ من هذا العدوان الغاشم.
فالضحية هي أقلية مسلمة تدعى «الروهنجيا»، أو قل إن شئت «الشعب الأراكاني»، ويقطنون إقليم «أراكان» غربي بورما منذ 12 قرناً من الزمان، وهم في الجملة أبناء العرب الذين استوطنوا وتزاوجوا مع الهنود والفرس من سكان تلك المنطقة أو المهاجرين إليها على فترات متلاحقة. لهم حياتهم الخاصة، ونشاطهم المتمثل في الصيد والزراعة والاحتطاب، إضافة إلى التجارة المحلية البسيطة، كما أن لهم انتماءهم الديني المتمثل في الإسلام السني، وحبهم الشديد للحرمين الشريفين، وحرصهم على تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم، واعتناءهم بعمارة المساجد والكتاتيب الإسلامية، خصوصاً في بلاد المهجر، حيث الحرية الدينية التي لم يحظوا بها في موطنهم الأصلي «أراكان».. تنتمي هذه الأقلية من حيث السحنة إلى مجموعة الشعوب الهندية الفارسية، مع مسحة عربية واضحة؛ لوجود عرق عربي ينبض فيهم، إذ استوطن رجال من العرب المنطقة قديماً كما أسلفت. يتحدث هذا الشعب لغة خاصة غير مكتوبة، وهي خليط من ثلاث لغات أساسية، وهي: العربية والهندية والفارسية، إضافة إلى مفردات إنجليزية دخلت لغتهم مع امتداد الاستعمار البريطاني مؤخراً، ويقال: إن لغتهم كانت تكتب في فترات معينة أثناء الحكم الإسلامي لموطنهم، لكنها اندثرت بسبب استهداف حضارتهم مع المد البوذي الذي انتهى باحتلال بلادهم عام 1884م، ووقوع المسلمين في وطأة القهر البوذي، ثم وقوعهم بعد ذلك تحت الاحتلال البريطاني. هذا ويعد إقليم «أراكان» آخر امتداد إسلامي متصل بالقارة الهندية شرقاً، حيث تأتي سلسلة جبال «أراكان يوما» كفاصل طبيعي بين الحضارتين الإسلامية والبوذية.
أما الجلاد، فهو ذلك النظام العسكري الحاكم، أو الطغمة الفاشية الغاشمة التي تحكم البلاد بالنار والحديد، يساند الجلاد رهبان بوذيون متطرفون أضفوا على العدوان ضد الأقلية المسلمة سمة القداسة والواجب الديني، ولذا كانت نتائج المؤامرة عنيفة جداً. دأب النظام الاشتراكي بمشاركة الرهبان، الذين نظروا في النجوم، فارتأوا إلى أن الخلاص من مسلمي أراكان هو هدف ديني مقدس، وأن خير وسيلة لتنفيذ الجريمة هي استثارة شعب المونغ البوذي الذي يسكن جنباً إلى جنب مع المسلمين، وعدم ظهور النظام العسكري في الصورة بشكل مباشر، وكان أول صيحة مقدسة لإخراج المسلمين وتهجيرهم في عام 1942م تمخضت عن قتل 100.000 مسلم أكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ والعلماء، فيما تمكن 30.000 مسلم من الهرب واللجوء إلى بلاد إسلامية أخرى، مثل: بنجلادش وباكستان وماليزيا وتايلند والسعودية والإمارات. لم يتوقف العدوان، بل ظل يُمارَس وفق خطوات منظمة كان آخرها مأساة عام 2012م التي هجّرت أكثر من 110.000 مسلم، وقتلت وجرحت عشرات الألوف من الأنفس حرقاً وغرقاً وقتلاً، جلهم من الأطفال والنساء، وتم اغتصاب أعراض آلاف الفتيات المسلمات.
أما سبب العدوان، فهو تحقيق الهدف المقدس بإخراج آخر مسلم من إقليم أراكان حتى تكون بورما، التي تعتبر نفسها وصية بوذا وأرض الباغودا ومحج البوذيين في العالم؛ خالصة للبوذيين ومحرمة على غيرهم، ولذا كان الهدف الأول والأخير تهجير المجتمع المسلم بأكمله، ولم يكن القتل والحرق والاغتصاب والإذلال وفرض الضرائب والقيود على ممارسة العبادة وبناء المساجد والمدارس والحركة والتنقل وممارسة المهن... وغير ذلك؛ أهدافاً في ذاتها، بل هي وسائل لتحقيق الحلم المقدس، ألا وهو التهجير؛ ولذا دوّى بها صريحة على الملأ الرئيس البورمي الحالي (ثين سين)، قائلاً: «لا نريد الرهنجيا أن يعيشوا بيننا، إنهم ليسوا من إثنيتنا، وأفضل حل هو أن يتم إعادة توطينهم في بلد ثالث، أو الزج بهم في مخيمات الأمم المتحدة». نعم، قالها المجرم السفيه، ونثرها على مسامع العالم المتخاذل الخائن، دون أن يهب أحد للنصرة أو تبديد الباطل، مثلما قال فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26] ، أما الشمطاء (سوكي)، التي تزعمت الديمقراطية زوراً وبهتاناً، ونالت جائزة نوبل للسلام نفاقاً وسحتاً؛ فقد سكتت دهراً ونطقت كفراً ووضعت الضحية والجلاد في كفة واحدة.
مضت سبعون سنة، وكانت سنين قهر وظلم وإذلال، كانت سنين عجاف وإخافة وإرهاب، شابت من هولها الرؤوس، وسقطت من إثرها الأجنة من البطون. كل ما تتخيله من ظلم وقتل وإراقة دماء واستباحة أعراض وأموال وأنفس، تمت ممارسته وبأبشع الصور، بلا نكير ولا حسيب ولا نصير ولا معين ولا مغيث؛ إلا الله الحليم اللطيف، ولولا لطفه لما بقي من هذا الشعب عين تطرف على وجه البسيطة، لكن الله مظهر دينه ورافع كلمته ولو كره الكافرون.
نعم، مضت سبعون سنة، وأمريكا التي كنا ننظر إليها نحن أمة المليار ونصف المليار - بعين الاستعطاف في كل نازلة تحلّ بنا علّها ترحمنا أو تشفق علينا أو على أقل الأحوال تنبس بكلمة نكير؛ هي من تقف اليوم بجانب بورما، إذ أضحت ملبية للشره الاقتصادي الأمريكي. أما الغرب وما أدراك ما الغرب، فلم يتحرك بكل دوله ومنظماته للنصرة. أما أمة الإسلام فهي على كثرة عددها غثاء كغثاء السيل، لا تجيد سوى الإدانة والاستنكار، ثم العودة إلى الفرش الوثيرة لاستكمال الرقاد والأحلام الوردية.. لم تعد تؤرقها أو تقض مضاجعها المشاهد اليومية لعشرات القتلى وهم أشلاء، ومئات الجرحى من الأطفال والنساء والعجزة وهم غارقون في أنهار الدماء، وهناك من يتشدق نفاقاً بكتابات أو عبارات تبرر ما يقوم به العدو من مجازر وحشية يشيب لهولها وفظاعتها الولدان.
إن الإجرام البورمي الرامي لإبادة الشعب الأراكاني المسلم لهو عمل مخطط له ومسوغ في كل وقت وآن، وغالب الظن أن الأمة بأكملها تمر اليوم بامتحان خطير ومحك يستظهر من خلاله العدو مدى تماسكها واتحادها ومدى قوتها وصمودها في إدارة ومواجهة التحدي..!!
العدو الآن يعربد براً وجواً وبحراً كما يشاء، يصول ويجول دون أن يبالي بأحد، والقوى العظمى تصفق له سراً وعلناً، ونحن نجتمع ونقرر ثم نخرج بما لا يساوي الحبر الذي نكتب به.. ماذا أفادنا التنديد واستجداء من لا يرحم، هل أوقف ذلك كله الدم النازف في جسدنا الجريح؟ وبماذا عسانا أن نجيب الطفولة التي انتهكت براءتها وصيانتها لتتمزق أشلاءً وأجزاء؟ كل أطفال أراكان اليوم بلا استثناء إما قتيل أو جريح على شفير الموت أو يتيم أو مروع به، وكل واحدة من هذه الحالات أمرُّ من الأخرى.. قلوبنا يا قوم تفطرت وتقطعت أوصالاً من هول مشاهد القتل والترويع والدمار الحاصل اليوم.
إننا جميعاً إخوتي نبحث عن فرج قريب، أو أمل يلوح في الأفق، علَّ أمتنا تستفيق من طول الغفلة والسهاد وتنفض عن نفسها غبار الذل والهوان، فلم نجد سوى مزيد من الألم.. ومزيد من الصمت المخيف.. بل مزيد من الخنوع للعدو اللعين.. كأن شبح الموت يطارد الجميع وقد أخرستهم سكراته.. أتساءل في ظل هذه الظروف العصيبة: ما الواجب علينا كأفراد وجماعات ودول وأمة لا تهزم من قلة؟ ما السبيل لإيقاف تدفق الدم النازف؟ ما السبيل لوضع حد لهذا الإجرام؟
أعتقد أن السبيل المادية لحلحلة المأساة، ووضع حد مؤكد لها؛ تكمن في أمور، وذلك باستصحاب الإخلاص والنية الطيبة، والعودة إلى دين الله - عز وجل - الذي هو أساس النصرة والتمكين، ألخصها فيما يلي:
- إيجاد موقف موحد من جميع الدول الإسلامية تجاه قضية أراكان.
- اعتبار دور منظمة التعاون الإسلامي، وإعطاؤها الصلاحيات كافة للتحرك، وعقد القمم، وإصدار البيانات، والتحدث في المحافل الدولية باسم الدول الإسلامية قاطبة، وتحريك القضية دولياً.
- قيام الدول الإسلامية بمسؤولياتها كاملة، وتتلخص فيما يلي:
العمل على تدويل القضية، وبذل الجاه والعلاقات لرفعها للدول ذات النفوذ والقرار، والعمل على استصدار قرارات قوية تطالب مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة بالتحرك الفوري للبت في القضية دون تأخير.
ممارسة الضغط الاقتصادي، وقطع العلاقات التجارية مع حكومة بورما (ميانمار)، وهذا جانب مؤثر جداً؛ لأن الدول الإسلامية تمتلك مقومات الطاقة التي لا يستغني عنها أي كيان في العالم.
ممارسة الضغط السياسي، وتكون على مسارين، هما:
1- مسار دبلوماسي يتعلق بإرسال رسائل قوية اللهجة لسفراء ميانمار لدى جميع الدول الإسلامية، مع ترقب ومتابعة المستجدات، أو طرد وسحب السفراء بصورة مؤقتة أو دائمة، إن لم يحصل أي تطور في القضية إيجاباً.. وأيضاً زيارة وزراء الخارجية لبورما لإيصال رسائل قوية حول إرادة تلك الدول تجاه القضية وبيان مواقفها.
2- مسار سياسي يتعلق بمتابعة تحرك ملف القضية لدى الدول ذات القرار والنفوذ، وإرسال الوزراء لتلك الدول.
تحريك الإعلام الإسلامي، وذلك لممارسة ما يلي:
1- المثابرة في إبراز القضية بمختلف الوسائل والبرامج.
2- توسيع الدائرة الإعلامية لمواكبة الأحداث أولاً بأول وتحليلها بواسطة خبراء سياسيين وبلغات عدة، وذلك في طريق تدويل القضية إعلامياً للفت أنظار العالم قاطبة.
3- تأهيل نفر من أبناء الأراكانيين إعلامياً، ومن ذلك فتح مشروع منح دراسية ولو كانت محدودة لتأهيلهم.
4- العمل مع الدول الأخرى لكسر الحصار والتعتيم الإعلامي.
5- تحريك وتنشيط العمل الإغاثي بصورة عاجلة، وذلك بإطلاق حملات إغاثة شعبية، والسماح للهيئات الإغاثية بالتحرك ضمن تحالفات دولية لبذل الإغاثة، وإشراك عناصر أراكانية من دول المهجر، وعناصر نشطة صديقة من دول الغرب، في مجالات تطوعية صرفة، والعمل على كسر الحصار المفروض إغاثياً، والإفادة من التجارب الدولية في هذا الشأن.
تحريك العمل القانوني والعدلي: وذلك بالسماح لنقابات واتحادات المحامين في جميع الدول الإسلامية والمحامين المتعاطفين من دول الغرب، بعمل تحالفات، لرفع القضية لمجلس الأمن وملاحقة المجرمين جنائياً، وكذا تأهيل مجموعة من أبناء الأراكانيين ممن تتوفر فيه الكفاءة في دورات ومنح دراسية قانونية لتمكنهم من تحمل مسؤوليات قضيتهم لاحقاً.
قيام المجتمع الإسلامي وأفراده بدورهم في النصرة، وذلك عن طريق:
التعريف بالقضية في المناسبات العامة والخاصة، حتى للأسر والأبناء والطلاب والجيران والأقارب.
إرسال برقيات برسائل احتجاج قوية للأمم المتحدة والحكومات لتبيين مواقف الأفراد والجماعات والمؤسسات أيضاً حيال القضية، والتأنيب الشديد على التقاعس والتخاذل، وهذا متاح قانوناً، ومعتبر.
قيام العلماء والدعاة بمؤسساتهم وتنظيماتهم وهيئاتهم وأشخاصهم، بدورهم الذي سيسألون عنه أمام رب العالمين، ببياناتهم ونصحهم وإرشادهم وتحالفهم، وفي خطبهم ودروسهم، وأمام طلابهم، وفي مساجدهم ومدارسهم وجامعاتهم.
المداخلة الإعلامية في البرامج للإضاءة بآرائهم ومواقفهم.
بذل المعونة المتاحة لإغاثة المنكوبين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويقتاتون ورق الشجر ويشربون المياه الآسنة.
تفاعل الأراكانيين في المهجر مع قضيتهم، ويكمن هذا التفاعل فيما يلي:
- اعتبار القيادات الموجودة والعاملة في الساحة، والعمل على تنمية شعور الانتماء للعمل المؤسسي القائم.
- الانخراط فوراً مع الأعمال المؤسسية المتاحة في الساحة لبذل ما يمكن بذله من مواهب وقدرات وطاقات.
- السعي الشخصي لتنمية القدرات والمواهب.
- التخلص من جميع الاختلافات واستعادة روح العمل كفريق واحد، ووضع الهدف الاستراتيجي نصب العين دوماً.
- البذل المادي والمعنوي للقضية، والبذل للأقرباء هناك في الداخل إن وجدوا وعرفوا.
- المثابرة في رفع المعنويات في الداخل والخارج، والسعي لقتل روح الانهزامية والضعف والعجز، وممارسة التشجيع على أعلى المستويات ولجميع الشرائح.
- بذل الوقت والجهد الكافي للعمل الإعلامي، لنتحول جميعنا إلى إعلاميين ولو مؤقتاً، ولكن بعقلانية وهدوء، وأخذ المعلومات من مصادرها، وتلقي التوجيه من مظانها.
- إشاعة القيم الفاضلة، والسعي الجاد لنشر الفضيلة والعودة الصادقة إلى الله، ولنكن جميعاً دعاة إلى الله بأخلاقنا وبكلامنا وبأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر.
- الإفادة من العلاقات في إبراز القضية والعناية بها.
- الاستمرار في الجهود وعدم اليأس والقنوط من النصر.
وأخيراً: ما أُخذ بقوة لا يُسترد إلا بقوة، ولا يفل الحديد إلا الحديد، وترك الجهاد في سبيل الله وبُعدنا عن دروب المقاومة هو سبب ذلنا وانهزامنا، فلنعدّ لهذا الأمر عدته، ولنرفع من معنويات أنفسنا، ولنشجع ذواتنا ونكافئها حال الإنجاز.
ونقول أيضاً: رباه كن لإخوتنا المستضعفين في أراكان وفي كل قطر من أقطار الدنيا، فليس لهم معين ونصير سواك.. ما أحوجنا إخوتي أن نصدق الله بصدق الالتجاء إليه سبحانه وتعالى، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.. وأن نصدقه بكرم البذل والعطاء لإخواننا من إحساسنا وضميرنا وانتمائنا وأموالنا ومن كل ما نستطيع، حتى من مهجنا، في سبيل الله عز وجل، حينئذ نعيش أحراراً أو نموت شرفاء بإذن الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2433



 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
مأساة أراكان بين الماضي والحاضر
26/01/34
عبدالله عبدالقادر الأراكاني

نعلم جميعاً أن الأمة الإسلامية والعربية تمرّ بظروف صعبة في خلال القرنين الماضيين إلى يومنا هذا؛ فهنا فلسطين، وهناك العراق وأفغانستان والبوسنة وسورية وغيرها؛ كلها تعيش بين مطامع الغرب، وبين مدافع الجوع وصواريخ الموت والدمار، وبين السياسات الباردة التي تعيشها أغلب الحكومات العربية، ومع ذلك تحركت الشعوب والحكومات وتعاطفت مع هذه القضايا المفجعة مع قلّتها بغض النظر عن الحلول الواقعية في الساحة، لكن الناظر في قضية أراكان، مسلمي الروهنجيا إخواننا في الدين والعقيدة ومن أحفاد الصحابة والتابعين يُضطهدون ويُشرّدون ويهجّرون منذ مئات السنين؛ لم يجد هذا التحرك المطلوب من الأفراد والشعوب والحكومات، خاصة في الأزمة الأخيرة، ويجد أن المنظمات العالمية والإغاثية والحقوقية أخفت الملف، وكانت الحكومات العربية والإسلامية تعرف معاناتهم في السابق، إلا أنها تباطأت وأوكلت القضية إلى الأمم المتحدة واعتمدت عليها، والحكومة الميانمارية البوذية كلما صعّدت القضية بدأت تخفي جرائمها أمام العالم، وكانت أراكان بلدة مسلمة تعيش بأمن وسلام كغيرها من البلدان، ودخل الإسلام إليها عن طريق التجار العرب في عهد الخليفة هارون الرشيد - رحمه الله -، وأقيمت مملكة إسلامية واستمرت ثلاثة قرون ونصف تتابع على حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي، لكن البداية المؤسفة التي لا ينساها الأراكانيون كانت في عام 1784م عندما احتل الملك البوذي مملكة أراكان وضمها إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعندها بدأ الحقد البوذي ينتشر في أراكان وضد مسلمي الروهنجيا ولجؤوا يخططون للخلاص منهم بشتى الوسائل الممكنة، فالحكومة البوذية تحاول طمس الهوية الإسلامية وآثارها بتدمير المساجد والمدارس وبناء المعابد البوذية عليها وقتل العلماء والدعاة، وهناك تضييق على التعليم في المدارس الحكومية وحرمانهم من العمل، كما ألغي حق المواطنة للمسلمين وتم إعطاؤهم أوراقاً تفيد بأنهم دخلاء غير مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت أو الاعتقال أو التعذيب، وجُعل العمل القسري لدى الجيش والحكومة سخرة دون مقابل، وكانوا يُمنعون من السفر للخارج حتى لأداء الحج ومن يخرج لا يدخل أبداً، وكانت تُفرض عليهم عقوبات اقتصادية كبيرة من حيث الغرامات المالية والضرائب والمنع من بيع المحاصيل؛ ليبقوا فقراء أذلاء تحت أوامر الحكومة وسيطرتهم، واتجهوا إلى التقليل من أعداد المسلمين بشتى الوسائل من تحديد النسل ومنعهم من الزواج إلا بشروط معينة توافق هواهم.

وأشد ألوان المأساة في الماضي التطهير العرقي والإبادة الجماعية بكل أنواع الاضطهاد من قتل وتشريد وتعذيب واغتصاب الفتيات والنساء واعتقال الرجال والشباب ومصادرة الممتلكات.

واستمرت عدة حملات من المجازر، حيث أبيد في بعض تلك المجازر أكثر من 100 ألف مسلم، وما كان من المسلمين إلا الفرار بدينهم وعقيدتهم بعدما ذاقوا الويلات واشتدت المعاناة وحُرموا من حقوقهم، فبدأ المسلمون ينزحون ويهجرون إلى الدول الإسلامية ويطرقون أبوابها كبنغلادش وباكستان وماليزيا وتايلاند والهند والأردن والسعودية.

حفاظاً على دينهم وأرواحهم فروا إلى الديار التي وضعوا آمالهم فيها لصلة الدين والعقيدة بينهم. فعندما استطاعوا تقليل المسلمين بالتهجير الجماعي للدول المجاورة هدأت الأمور سنوات مع العمل في الخفاء والاستمرار في إضعاف المسلمين في كل الجوانب، لكن الذي غفل عنه الكثير أن الحكومة تعمل منذ دخول البورمان بخطط مدروسة للقضاء على المسلمين، وهي تسير وفق خطة مدروسة منذ قرون، وانشغال الحكومات الإسلامية والعربية بثورات الربيع العربي ثم قضية سورية مع غيرها من القضايا؛ أوجد للحكومة الميانمارية البوذية فرصة للسير على الخطة المدروسة للقضاء على المسلمين..

فأشعلوا الحدث بقصة اغتصاب مفبركة وأعلنوا في المناطق والقرى البوذية ومراكز الشرط أن المسلمين يقتلون الأبرياء، فوجدوا الدعاة العشرة يتنقلون من مكان الحدث فقتلوهم جميعاً في آن واحد، وانتشر الخبر وعمل ضجة إعلامية على المستوى الدولي، فما كان منهم إلا أن فتحوا لجنة للتحقيق في مقتل العشرة من عند أنفسهم، وكانت الحكومة في ثوب المتعاطف مع أنها شاركت في قتلهم وذبحهم..

ثم عززت القوات والجيش والشرط للسيطرة على المواجهات، لكن الذي حدث هو أنها انضمت إلى صف الشباب البوذيين المجرمين وشاركتهم بالأسلحة والسواطير وكوّنت عصابات لقتل المسلمين ونهب الأموال وعاثوا في الأرض فساداً وأعلنوا حظر التجول على المسلمين، ومن خرج يقتل أو يسجن ويعذب، والحكومة سخّرت شبابها بالمال والسلاح لقتل المسلمين وتنفي وتخفي جرائمها أمام العالم ووسائل الإعلام، ولما واجهت الضغط من الحكومات والمنظمات في بداية الأمر عدلت خطابها إلى الخوف من التحول الديمقراطي بسبب الاضطرابات وأنها تخشى الفوضى وبريئة من كل الانتهاكات الموجودة.. حافظوا على صورتهم أمام العالم وفي الداخل تشاركت الحكومة مع الشعب البوذي في إزهاق الأرواح وسفك الدماء فحاصروا القرى والمدن التي يسكنها المسلمون وبدؤوا بقتل الأطفال والنساء واعتقال الرجال وهدم المنازل والمساجد وحرق القرى بأكملها وإهانة الدين الإسلامي، وانتشر شباب البوذيين بالأسلحة والسكاكين والسواطير، والذين يهربون من ظلمهم يُقتلون أو يعذبون، والكثير فروا إلى بنغلادش عبر البحر بالزوارق والقوارب المتهالكة، لكن الفاجعة الكبرى أن بنغلادش أعادت الزوارق التي تقل أكثر من 300 مسلم في بداية الأزمة، وذكرت تقارير إخبارية أن النازحين إلى بنغلادش وصل عددهم إلى ما يقارب 75 ألفاً يعيشون بلا مأوى بعد الصراع في ميانمار، فضلاً عن اللاجئين الذين يقدر عددهم بـ 28 ألفاً يعيشون وضعاً مأساوياً للغاية بات يهدد حياتهم ومصيرهم وينذر بوقوع كارثة إنسانية وأمراض مزمنة، كما هو الحاصل الآن تماماً. وهذه الأعمال الإجرامية في ميانمار دفعت 100 ألف للخروج من منازلهم، واتجه الكثير إلى الدول الإسلامية المجاورة، وقتل الكثير، وغرق الكثير، وكان هناك 870 مسجداً و1000 مدرسة كلها هُدّمت بالكامل..

والمأساة عظيمة وأعداد القتلى والجرحى والغرقى والفارين كثيرة لا يمكن أن تحصر في مقالة واحدة؛ ففي الماضي كانت تقع المجازر تارة والتهجير تارة أخرى ثم تهدأ وتعود هكذا مع استمرار الاضطهاد والاستعباد ومنعهم من التعليم والمضايقات في البيع والشراء وغيرها، وجعل الزواج بشروط معينة، ومع ذلك كانت الحياة بالنسبة لهم آمنة.. أما المأساة الجديدة الحاضرة فقد أتت بعد فترة طويلة كانت تمهّد لخطة طويلة المدى، وأشعلت نيرانها بقصة الاغتصاب المفبركة مع تزامن التحول الديمقراطي في البلاد كما يزعمون، وأيضاً انشغال الأمة الإسلامية بالثورات العربية وغيرها، وظهور الشخصيات الأراكانية السياسية والعلماء المفكرين، وبعد تدهور الأوضاع طمعت الدول الغربية في ثرواتها فمنحت الاتحاد الدولي 80 مليون دولار وأعفتها من الديون، وأعلن رئيس أمريكا مؤخراً قيامه بأول زيارة إلى ميانمار بعد الانتخابات؛ كل هذه لم تكن موجودة بالسابق لأنها لم تكن منفتحة على العالم وكان تعاملها الخارجي محدوداً وضيقاً جداً، لذلك أصبحت قوية عسكرياً ومادياً، فأصبح موقف الغرب تجاه القضية بطريقتين: طريقة تدعو ميانمار لوقف القتال وتحثها إلى دعم الديمقراطية وإعطاء الحقوق الإنسانية. وطريقة أخرى تدعمها بالمال لقتل المسلمين وبتعزيز العلاقات والزيارات وغيرها. ونحن العرب والمسلمين - للأسف الشديد - تحركاتنا لم ترقَ إلى مستوى الحدث، فإغاثة المنظمات والشعوب والحكومات وتداول القضية سياسياً والضغط على ميانمار ودول الجوار؛ ما زالت متواضعة.. نحن نصرخ ونستنكر لكن نيران البوذ تشتعل إلى يومنا هذا من غير فتور ولا كسل. نعم فعلنا الكثير وبقي الكثير والكثير، ومن بحث عن السبل للنصرة وجد، لكن أين الباحثون؟.. ومأساة مسلمي الروهنجيا تبقى أمانة في رقبة كل قادر على نصرتهم.. وفقني الله وإياكم لنصرة المظلومين

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2434
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
أسباب تجدُّد الأزمة
26/01/34
عبدالله عبدالقادر الأراكاني


صروف الدهر قاسية عليَّا

وقدر لي بأن أحيا شقيا

ووجه البؤس لازمني سنينا

ومنذ خلقت أذكره لديا

وأيامي سياط فوق ظهري

وصفعات مسددة إليا

تزاوجت الجراح وأنجبتني

على أرض المواجع آدميا


هذا لسان حال إخواننا هناك إن لم يكن لسان مقالهم، فعلى مر السنين لم يذق هذا الشعب حياة رغيدة ولم ير أياماً سعيدة؛ فالنكبات تحيطه من كل مكان قد عانقته كما تعانقت في الحروف اللام والألف، فهو إما معذب في أرضه ليس له يدان، أو مهجر خارجه مهان يذوق من الويلات ويرتشف من المآسي.

وهو مع ذلك صابر صامت متمثل بقول القائل:

فإن لم يكن إلا الأسنة مركب

فما حيلة المضطر إلا ركوبها

والأزمة موجودة منذ عشرات السنين، فما الذي جعلها تتجدد؟؟ اختلفت الروايات التي وردت عن سبب بدء الأزمة هذه المرة؛ لأن الحصار الذي تمارسه الحكومة المتواطئة مع البوذ والرهبان، شكل حاجزاً دوننا. يكفي أن تعلم أن غمراً من الناس كانت تجهل وجود هذه الدولة على الخارطة أصلاً. ليس هذا مناط المشكلة، فحتى أفظع الجرائم لا يمكن أن يثأر منه بهذه الطريقة.

إذاً ما الذي يدفعهم إلى ارتكاب هذه المجازر الفظيعة؟

إنه الحقد الدفين والشر الموغل في صدورهم على الإسلام والمسلمين. وجدوها فرصة لإبادة الإسلام والمسلمين بحجة أنهم دخلاء على البلد.

والسؤال الذي يطرح نفسه وما زال يطرحه حتى تكسرت أضلاعه: من أين هؤلاء؟ بنغلاديش تنكر أنهم منها، والحكومة البورمية تفل ما تفله بحجة أنهم دخلاء على البلد.. فمن أين هؤلاء إذن؟ من أين سقطوا؟ قل لي بربك من أين سقطوا؟ هل نبتوا فجأة أم خرجوا من البحر أم سقطوا من السماء؟

علم أولئك الشرذمة أن لا بواكي للمسلمين ولا ناصر لهم ولا من يسأل عنهم، وأن بنغلاديش لن تستقبلهم، ودول العرب لن تهتم؛ فكثير من الشعوب مشغولة بصراعاتها مع الطغاة، فهو أنجع وقت للقضاء عليهم ولإتمام ما بدأوا به من عشرات السنين من القتل والتشريد والتهجير.

إن الناظر في حال أمتنا يرى أنها غدت أهون الأمم بعد عز ورفعة وبعد أن كانت ترفل في ثوب المجد وتلبس تاج الوقار وبعد أن بلغت شأو الحياة زمناً.

كنا جبالا في الجبال وربما

سرنا علـى مـوج البحار بحارا

ولو تمعنا النظر لوجدنا أن الدول الإسلامية كلها تتمتع بمواقع استراتيجية وتمتلك أراضي غنية بالنفط والآثار والمناظر الخلابة والحدائق والخمائل، فهي منبع الاقتصاد من كل ناحية.

فمن أين إذاً هذا الضعف؟ لقد أورث الله المسلمين الذلة والصغار بسبب بعدهم عن دينهم وانشغالهم بالدنيا وزخارفها وتناطحهم فيما بينهم على متاع الحياة.

تلك الدولة العظمى التي نراها الآن كسراب بقيعة انقسمت إلى دويلات بعدما تم تقسيمها بعد اتفاقية سايس بيكو عام 1916م، والتي وضع خطتها اليهودي برناد لويس.

قسّموها تقسيماً عشائرياً قبلياً وطائفياً حتى لا تجتمع كلمتها ولا تقوم على رأي واحد، فأصبح حالهم كما يصف نزار:

أمشي على ورق الخريطة

خائفا فعلى الخريطة كلنا أغراب

أتكلم الفصحى أمام عشيرتي

وأعيد لكن ما هناك جواب

يتقاتلون على بقايا تمرة

فخناجر مرفوعة وحراب

وخريطة الوطن الكبير فضيحة

فمخافر وحواجز وكلاب

فكيف لهم بعد هذا أن ينصروا قضاياهم وينقذوا غريقهم ويفكوا أسيرهم والأزمة ما تجددت إلا لضعفهم وخورهم وجبنهم.

ومما زاد من الجرح عمقاً ونزيفاً أن المسلمين أنابوا نائحة مستأجرة لتدافع عن قضاياهم، وجعلوا من الغرب موئلاً للحكم ومرجعاً للفصل فلا ادلهمت الحياة بهم إلا استنجدوا به وكيف يعدل من كان خصماً وحكماً.

طمعوا في الثعلب صلاحاً فاستاق القطيع إلى الذئب.. إنما هو كبرق خلب يبرق ولا يمطر يعد بوعود كاذبة ولا يفي ويحلو لأمتنا أن تصدق أكاذيبها، بل ربما أقنعت نفسها أنها اقتنعت.

ومن أسباب تفاقم الأزمة تمنع بنغلاديش عن استقبال إخوانهم، فكان الذين فروا إليها واستجاروا بها كالمستجير من الرمضاء بالنار، وما كان بالحسبان ظلمهم.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على الفتى من وقع الحسام المهند

تمنعت بنغلاديش عن احتضان إخوانهم في الدين والعقيدة وما كان لهم بعد الله ناصراً إلا هم والبحر الهائج المتلاطم الهادر أمواجه تلعب بقواربهم وترميها تارة إلى اليمين وأخرى إلى الشمال فمن نجا بروحه لقي الرصاص من بنغلاديش ومن حانت منيته تلقفه الموج وابتلعه، وكم سمعنا بقصص يندى لها الجبين وتقشعر بها أحاسيس السامعين.

وهي تعذر من ناحية وتلام من نواحٍ عدة، فتعذر من حيث أن إمكاناتها ضعيفة واقتصادها أضعف، وتلام من حيث إنها لم تتجاوب مع الحكومات الإسلامية التي أبدت رغبة في المساعدة، بل منعتها، وتلام أكثر لأنها تجاهلت هذا الظرف الإسلامي، فلم يشهد العالم قتلاً في قوم كما شهد في أراكان، والأمم المتحدة تقر بأنه أكثر الشعوب اضطهاداً، والحق ما شهدت به الأعداء، ثم ما يجدي أن يشهد بذلك فقط دون تحرك.

لقد تبلدت أحاسيس هذا العالم وتحجرت عواطفه وكم بودي أن أجره من تلابيب ثوبه وأصفعه على خديه وأقرص يديه عله يفيق، فإن لم يجب أطلقت عليه رصاصة الرحمة فلا فائدة ترجى منه.

وتفرق الأمة وتشتتها من أعظم أسباب تجدد هذه الأزمة وتفاقمها، وليس لها بين الأمم منبر للسيف أو للقلم. فلو علم البوذي أن خلف هذا المسلم معتصماً لرجع القهقرى من قبل أن تمس يده مسجداً ويهدم منبراً ويهتك عرضاً ويكشف ستراً.

أواه في أذني صوت يتيم بكى

وصوت أرملة تستنجد العربا

تدعو وفي قلبها نار مؤججة

ودمعها لغة تستهجن الخطبا

من حولها صبية يبكون ما وجدوا

مأوى وما وجدوا من يدفع السغبا

أواه والنار في الفيحاء موقدة

أجساد إخواننا صارت لها حطبا

نظرات أعينهم تعذبني وكلماتهم التي استحالت دموعاً تخنق مشاعري وترسل دمعتي.

وما هذا إلا ابتلاء من الله تعالى لهذه الأمة، وهو ناصر دينه لا محالة} ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ{ [محمد: 4]

إن أمة لو أصابها ما أصاب الأمة الإسلامية من البلايا والرزايا لفنيت، لكن الله كتب لها البقاء لأنها الحق من عنده فمتى نصرنا الله نصرنا} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ{ [محمد: 7]، فعودوا إلى رشدكم أيها المسلمون وهبوا لنصرة إخوانكم، فواجب الوقت وفريضة الزمان نصرة أهل أراكان


المصدر هنا

http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2435
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
اللاجئون داخل ميانمار وخارجها
26/01/34
إسماعيل إلياس المتمني

مصطلحات الموضوع
ميانمار: (بورما سابقاً).

أراكان: دولة احتلتها بورما بعد الاستعمار البريطاني، وهي حالياً تسمى ولاية راخين (ولاية أراكان سابقاً)، حكمها أكثر من 40 حاكماً مسلماً.

الروهنجيون: عرقية من العرقيات المتأصلة في أرض إقليم أراكان ذي الغالبية المسلمة، وهم السكان الأصليون لدولة أراكان المحتلة.

من الصعب تسمية الروهنجيين الأراكانيين باللاجئين؛ لعدم إعطائهم حقوق اللاجئين أو حتى الاعتراف بهم كلاجئين، ولعدم الاعتراف بالمواطنة داخل بلادهم، وقمع الحكومة مادياً ومعنوياً وإعلامياً لهم.. منذ عام 1942م حتى تاريخنا لا يزال الروهنجيون هدفاً أساسياً لحكومة ميانمار، وسبب استهداف الروهنجيين بين الأحزاب المعارضة للحكومة يرجع إلى ضعفهم ميدانياً وقوة حجتهم سياسياً؛ لأنهم أصحاب أرض، فهدف الحكومة إبعادهم عن أرضهم أو إبادتهم ومحو آثار المسلمين وتاريخ أراكان.

وعدد اللاجئين داخل ميانمار من الذين أُحرقت بيوتهم من قِبَل البوذيين، يزيد على نصف مليون، فهم في العراء؛ سقفهم السماء وحذاؤهم الوحل، لا تتوافر لديهم أدنى مقومات الحياة، ولم تسمح الحكومة للمنظمات الإغاثة بالدخول.. حتى الآن يعيشون في مخيمات بلاستيكية لا تغني من مطر أو برد، ومناخ ميانمار معروف بكثرة الأمطار.. غذاؤهم من النباتات المتوافرة حول المخيمات، ولا يسمح لهم بالخروج من هذه المخيمات، فلا خدمات صحية فيها ولا عمل ولا غذاء.

وملايين اللاجئين المنتشرين خارج ميانمار بدأت هجرتهم بعد المذبحة الكبرى عام 1942م التي استشهد فيها أكثر من مائة ألف مسلم وهُجّر ما يزيد على مليونين انتشروا في دول كثيرة ويتمركزون غالباً في البلدان التي تقع بين مكة وبورما، فهجرتهم كانت إلى مكة، إلّا أن قلة الزاد وطول المسافة تسبّبت في تعثرهم.

والهجرة كانت بشكل أفراد أو أسر أو مجموعات إلى الدول المجاورة عبر نهر ناف، وعبر الجبال والأدغال، وهم في خوف من الجيش البورمي المتربص بهم، أو الحرس البنجلاديشي من الجهة المقابلة، فإذا وقع أحدهم في أيدي البورميين فمصيره الحبس والضرب ومصادرة أملاكه أو إعدامه، وإن وقع في أيدي الحرس البنجلاديشي يردونه إلى بورما، ولا تسأل عما حصل للعشرات منهم في هذا النهر، حيث كان الصيادون يجدون في شباكهم أناساً غرقى.

بنجلاديش أخذت النصيب الأكبر من اللاجئين الأراكانيين لقرب حدودها، لكنها اكتفت بما لديها منهم فامتنعت في الأزمة الأخيرة التي اندلعت مجدداً للتطهير العرقي ومحو السكان الأصليين لدولة أراكان المحتلة عن استقبالهم، أمّا في الهند وتايلاند فهم يعيشون بلا هوية أو حتى الاعتراف بهم كلاجئين، أما حكومة باكستان فقد منحتهم الجنسية الباكستانية وسهلت لهم بعض الأمور؛ وهؤلاء أفضل مجموعة من المهاجرين أحوالاً، إلا أنها بدأت تشدد على الذين منحتهم الجواز الباكستاني ويعيشون خارج أراضيها كما هو الواقع الآن مع الذين يعيشون في الإمارات والسعودية ويحملون جوازات باكستانية أو بنغالية، فقد امتنعت الحكومتان عن تجديد جوازات سفرهم، وهذا الامتناع يحرمهم من تجديد رخصة الإقامة ويترتب على ذلك مشاكل نظامية واجتماعية وصحية وتعليمية.

أوضاع الروهنجيين الأراكانيين ومعاناتهم في كل دولة لها حكايتها، إلا أنهم يخففون على أنفسهم مقارنةً بإخوانهم داخل ميانمار وما يعانونه من ذبح واضطهاد وإبادة جماعية.

طريقة أمريكا للدخول إلى ميانمار:

ومن ناحية أخرى يتضح أن الأزمة الأخيرة للقضية الروهنجية كانت أسهل وأمهد طريق لدخول أمريكا إلى الأراضي الميانمارية بعد انقطاع دام نحو 40 عاماً.

لم تتجرّأ أمريكا يوماً على الدخول إلى ميانمار (بورما سابقاً) في عهد تحالف بورما مع الصين والهند، رغم المقاطعات الغربية لميانمار والعقوبات التي فُرضت عليها من عام 1988 بعد اندلاع الثورة التي تسمى (8888).

إلا أنها بدأت تطمع من جديد في ثروات هذه البلدة وموقعها الاستراتيجي بين الجارتين النوويّتين الصين والهند؛ للتخوف الأمريكي من قوة الاقتصاد الصيني والعسكري في المقام الأول، ثم الهند.

كما أكد ذلك زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في نهاية عام 2011 باعتبار أمريكا قوة في المحيط الهادي، فإنها تركز اهتمامها من جديد على منطقة آسيا بعد انشغالها بالعراق وأفغانستان.

فالقضية الروهنجية أصبحت وجبة شهية لابتزاز رئيس ميانمار بعد تخوفه من تحرك الدول الإسلامية على طاولة الزيارة الأخيرة لرئيس ميانمار باختيار أحد الأمرين:

1 - الانصياع لأوامر أمريكا.

2 - أو دخول أمريكا إلى ميانمار بشعار حقوق الإنسان (كعكة روهنجيا).

فلا حل لرئيس ميانمار إلا الانصياع والطاعة؛ لأن الضوء الأخضر من أمريكا للدول الإسلامية يعني هلاك عرش ثين سين.

كما أن إرسال قوات أمريكية لتدريب الجيش الميانماري هو أولى خطوات إكمال الخريطة السياسية للقواعد العسكرية الأمريكية، وهو في الوقت نفسه رسالة واضحة لمنظمة التعاون الإسلامي والحكومات المتعاطفة مع القضية الروهنجية بـ (نحن هنا) إلحاقاً بالرسالة السابقة من بانكي مون بأن تدخل منظمة التعاون الإسلامي قد يؤثر في عملية الإصلاحات الجارية في ميانمار.

المصدر هنا

http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2436
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
انثـــــروا الحــــــبَّ على رؤوس الجــــبال..
26/01/34
إبراهيم بن محمد صديق

هكذا كانوا يعيشون الإسلام بمفهومه الشامل وعطائه اللامحدود ورحمته الشاملة حتى للحيوان، بل حتى للكفار، هكذا كانوا يعيشون شعور الأمة الواحدة والجسد الواحد والدين الواحد، كانوا يعيشون بحق قوله تعالى: {إنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». فالإسلام جاء شاملاً متكاملاً في كل جوانبه؛ رحمة للعالمين، وملاذاً للخائفين، وهدى للبشرية أجمع.

وقد جاء بتحقيق العدل والمساواة بين الناس والربط بينهم برابطة قوية لا تنفك ولا تتزعزع، فلا فرق في الإسلام بين عربي وعجمي ولا أسود أو أبيض.

الرابطة الوحيدة التي تربطهم هي الاسلام، فهم بذلك يصبحون كالجسد الواحد يؤازر بعضهم بعضاً، وينصر بعضهم بعضا». ولم يُبقِ الإسلام شاردة ولا واردة إلا عالجها ليحتمي الجميع بظل عدله ولينشر العدالة المنشودة لدى البشرية.

والمتأمل في الشريعة الإسلامية يرى أن العمل الإنساني الخيري من أهم مبادئ هذا الدين العظيم، إذ يحث الناس دوماً على تخليص الناس من النكبات وتقديم يد العون لتلك الشعوب المنكوبة بحرب أو فقر أو زلازل وفيضانات، وهذا يظهر جلياً في قصة مجتابي النمار الذين دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهم من مضر، بهم من الفاقة ما الله به عليم، قد دفعهم الجوع والفقر حتى ساقتهم أقدامهم إلى أكرم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، فلما رآهم أرحم الخلق تمعَّر وجهه ودخل بيته ثم خرج مضطرب الحال، فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم وخطب فيهم، فجاءه رجل من الأنصار بصُرَّةٍ كادت يده تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى جمعوا ما يسد به حاجتهم، فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد كانت الحكومات في ظل إمبراطورية الخلافة الإسلامية تنظم المساعدات الإسلامية، ففي عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - اجتاحت الجزيرة العربية مجاعة مروِّعة، فأمر عمر حكام الولايات الأخرى بجمع الطعام وتنظيم القوافل الإنسانية، وقد أشرف بنفسه على التوزيع - رضي الله عنه -.

هكذا كان المسلمون فيما بينهم، كانت الأمة ترفل في ثوب المجد وتعيش شعور الجسد الواحد؛ حتى جاء هذا الاستعمار وحوّل الدولة الإسلامية الواحدة إلى دول باتت تحكمها الحدود وتفرق بينها المصالح الدولية والسياسية، وأصبحت كل دولة تستفرد بما لديها، وباتت الأمة متفرقة ذليلة منذ تلك اللحظة.

مرت الأمة الإسلامية بنكبات وأصبح الغرب يحقق مخططاته وأهدافه وبات يستحوذ على أي مصدر قوة للإسلام، وأصبحت تُشن الحملة تلو الحملة على الإسلام متحججة برعاية مصالح الشعوب تارة، أو باتهامها بالإرهاب أخرى، وأصبحنا نصبح ونمسي على ثياب من الذل ألبسنا إياها الغرب.

ومن تلك الأزمات التي مرت بالأمة: قضية أراكان..

أراكان تلك البقعة المنسية تماماً والتي كانت في يوم من الأيام تحت أيدي المسلمين وحكموها قروناً طويلة حتى جاء الغزو البريطاني فضم أراكان إلى الهند ثم فصلها وأصبحت ضمن بورما يخضع المسلمون فيها للسلطة الوثنية التي تحكم البلاد.. ومن هنا بدأت المأساة ووقعت الكارثة، خاصة بعد قيام الحكم الشيوعي عام 1382هـ، فبات المسلمون تحت أيديهم وتصرفهم يمارسون عليهم أبشع أنواع التعذيب، ومنذ ذلك الحين والمسلمون هناك يعانون، يبحثون عمن ينصرهم فلا يجدون، يتلفتون إلى المسلمين فيرون أن كل دولة مهتمة بما لديها.

أصبحت تلك البقعة منسية تماماً حتى جاء يومنا هذا الذي جدد فيه البوذيون من عزيمتهم على القضاء على الإسلام والمسلمين، فمنذ ستة أشهر لا تسل ما الذي يحدث في أراكان..

مأساة وأيَّة مأساة!

شُرّد الآلاف.. وقُتّل واعتُقل المئات.. أُحرقت مئات المنازل.. هُدّمت عشرات المساجد والمدارس.. ضيقوا الخناق على المسلمين حتى يخرجوهم من البلاد ويستفردوا بخيرات المسلمين، وفي تلك الأزمة التي تمر بها أراكان استطاع قلة منهم الفرار بجسده، فركب البحر ولا يعلم أين مصيره، بين يديه بحر متلاطم الأمواج وأمامه المجهول، يستغيثون بالمسلمين فلا مجيب ويستنصرونهم فلا ناصر!!

باتوا مفرقين بين خيام اللاجئين في الحدود البنغالية وبين الغابات، وبات واجباً على الدول بذل الإغاثات والمعونات لهؤلاء.

والأمة الإسلامية عموماً تعاني الضعف في الجانب الإغاثي، وضعفه جزءٌ من ضعف الدول نفسها، إذ إن في الدول الإسلامية دول كثيرة متضررة ومنكوبة تحتاج إلى إغاثات عاجلة وكبيرة.

ومن هذه المناطق منطقة أراكان وشعب أراكان، ذلك الشعب الذي يعاني من الإبادة من جهة البوذيين، ومن الموت من جهة أخرى، حيث مات المئات منهم متأثرين بالجوع والمرض، ونحتاج إلى تدخل عاجل وتحرك فوري للمنظمات الإغاثية الإسلامية لتمد يد المساعدة والعون لهذا الشعب المسلم.

ولا ننكر دور بعض المنظمات والجمعيات والدول التي قدَّمت وسعت إلى بذل المساعدات والإغاثات الإنسانية، ووقفت وقفة مشرفة مع قضية أراكان، ومنها:

المملكة العربية السعودية التي قدمت يد المساعدة والعون ونظمت قمة مؤتمر العالم الإسلامي لبحث حلٍّ لقضية أراكان، وخرجت من القمة بتوصية من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالتبرع بخمسين مليون دولار لشعب أراكان المتضرر، فجزى الله خادم الحرمين خيراً.

وكذلك لا ننسى الدولة التي وقفت وقفة مشرفة لن ينساها شعب أراكان ولا أي مسلم، وهي تركيا، حيث إن رئيس الوزراء التركي: (رجب طيب أردوغان)، وزوجته: (أمينة أردوغان)، ووزيرالخارجية: (أحمد داود أوغلو)؛ قاموا بزيارة إقليم أراكان لتفقد الأوضاع هناك.. وقد أُطلقت في تركيا عدة حملات إغاثية للشعب الأراكاني، سواء على مستوى الجمعيات أو الشعب.. وكانت في مقدمة منظمي حملات الإغاثة: إدارة الكوارث والطوارئ التركية، حيث قدمت العديد من المساعدات والتبرعات.. ولا ننسى بقية الجهات التركية، ومنها: رئاسة الشؤون الدينية وهيئة الإغاثة والحريات وحقوق الإنسان التركية، إضافة إلى الهلال الأحمر التركي.

وهناك أيضاً بعض الجمعيات التي قدمت عونها للشعب الأراكاني، ومنها:

الهلال الأحمر القطري، وجمعية راف، وعيد، وقطر الخيرية، وجمعية التربية في البحرين، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وجمعية فهد الأحمد الإنسانية الكويتية، ومؤسسة الإعمار السعودية، وبعض الجهات الماليزية والإندونيسية.. فجزاها الله عن أمة الإسلام خير الجزاء وجعل ما قدموه في موازين حسناتهم.

هذه بعض الجهود الإغاثية التي بُذلت لشعب أراكان، وهي وإن غطت بعض الحاجة إلا أنها ما زالت ضعيفة أمام الحاجة الملحة والأوضاع المزرية هناك، سواء في مخيمات اللاجئين، أو في داخل أراكان.

وتحتاج الدول الإسلامية إلى أن تكثف جهودها وتتعاون فيما بينها لإغاثة هذا الشعب المنكوب وإعادة الحياة المسلوبة منه.

ولا جدوى من انتظار الغرب والجمعيات الغربية أو استجدائهم، فبالله هل من ينتزع اللقمة من فمك يأتي ليطعمك من جديد؟!

تلك الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان والجمعيات الحقوقية، ما هي إلا دول تبحث عن مصالحها تحت ثوب الحقوق والحريات، وإذا لم نتحرك نحن المسلمين لنغيث شعبنا فمن يغيثهم..؟

إذاً نحن بحاجة ماسة إلى تحرك دولي أو فردي لإغاثة هذا الشعب، ومن أساليب إغاثتهم:

1- الضغط على حكومة ميانمار للسماح بدخول الإغاثات داخل أراضي أراكان.

2- الضغط على الدول المجاورة، مثل بنغلاديش، لقبول اللاجئين ومنح التسهيلات اللازمة لوصول الإغاثات إليهم.

3- إنشاء جمعية عالمية رسمية لإغاثة أراكان وفتح فروع لها في أهم الدول الإسلامية.

4- صرف الزكوات وجمعها وإيصالها إلى أراكان.

5- توحيد جهود المنظمات والجمعيات الخيرية الإسلامية للعمل تحت جمعية واحدة، وهي الجمعية العالمية التي اقترح إنشاؤها.

6- التحريك الإعلامي للقضية وعمل حملات إغاثية على وسائل الإعلام.

وأخيراً

هل من مغيث لهذا الأب الحزين، والأم الباكية، والطفل الذي تُغتال طفولته، والأخت التي يُنتهك عرضها..

هل مغيث لهؤلاء: }الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ{ [الحج: 40]

هذه نداءات وصرخات علّها تصل إلى مسامع مسلم يهبُّ غيرةً وحرقةً على حال أمته لنعود من جديد لنقود هذه الدنيا إلى الخير والصلاح.

ما أحوجنا إخوتي في الدين إلى بذل ما نستطيع من أحاسيسنا وأموالنا ودمائنا لنعيد للأمة مجدها.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع الظلم والكبت والفقر والبلاء عن كل البلاد الإسلامية، وأن يمتّعنا بعودة الإسلام إلى عزه ومجده، إنه ولي ذلك والقادر عليه

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2437

 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
على الطريقة الإسلامية
26/01/34
إبراهيم حافظ

- اسكتوا جميعاً.. ممنوع الكلام.. ممنوع السؤال.. ممنوع الالتفات.. ممنوع الضحك.. ممنوع البكاء.. ممنوع طلب الماء.. ممنوع الجلوس.. فقط مسموح لكم أن تفتحوا أعينكم وتنظروا إلى أمام وأنتم وقوف هكذا إلى أن يحين دور كل واحد منكم!!

أفٍّ! ليتني لم أعمل في الجيش! ما أشدّ الحرارة في هذه الغابة الكثيفة! عجباً لهم.. من أين يأتون بكل هؤلاء الجيوش من الأطفال؟ كيف ينجبونهم رغم كل سياسات التضييق على الزواج والإنجاب المفروضة عليهم من الحكومة؟ لماذا يحبون إنجاب الأطفال هكذا؟ كأنه لا عمل ولا هدف لهم في الحياة إلا إنجاب المزيد من الأطفال! من أين يطعمونهم في ظل الفقر المدقع الذي يرزحون تحت أثقاله الشديدة؟

- هيه.. أنت يا ولد: ألا تسمع؟ ارجع إلى الخلف كما كنت قبل أن أطلق عليك الرصاص.. ارجع أكثر.. ممنوع الاقتراب من بعضكم.. ممنوع الحركة إلا بإذني.. مفهوم؟!!

لا فائدة منهم أبداً.. فوضويون بالفطرة.. لا يعرفون كيف ينظمون أنفسهم ويرتبون أوضاعهم.. يعيشون عالة علينا طيلة حياتهم.. كيف يمكن تطهير البلد منهم والقضاء عليهم وهم يتكاثرون على هذا المنوال؟

- أنت يا كلب.. هناك عند الشجرة الكبيرة.. قم واقفاً.. من سمح لك بالجلوس؟ أتحسبني لا أراك؟ قف واستعد لتمضي مع أصحابك إلى حيث جهنم!!

كم يبلغ عددهم هنا؟ أظنهم لا يقلون عن مائتي طفل روهنجي.. لماذا لم يفروا حين أتينا لانتزاعهم من بين أهليهم؟ لو فعلوا لربما نجوا بأنفسهم وأنقذوا أرواحهم.. ولكن حتى لو حدث ذلك افتراضاً ما استفادوا شيئاً من حياتهم.. ألسنا نقتلهم ونشرِّدهم كل بضع سنين؟ ربما كان للحكومة الحق في سياسات التمييز العرقي التي تمارسها عليهم.. طالما أنهم ينسلون بيننا على هذه الوتيرة المتزايدة.

- هيا يا كلاب.. تقدموا وسيروا للأمام.. قلت لكم ألف مرة.. عشرة بعد عشرة.. ولا تتزاحموا هكذا.. لو كنتم تعلمون إلى أين تساقون!

من يدري؟ إن تركناهم ربما يأتي اليوم الذي نغدو فيه أقلية ضعيفة مستضعفة أمام كثرتهم الكاثرة الغالبة.. بعكس ما عليه الحال الآن.. وإن كنت لا أظنهم بمثل شجاعتنا وجرأتنا في القتل والتصفية الجسدية والإبادة الجماعية.. عرفناهم مسالمين ودودين خلوقين طوال تاريخ حياتهم، مجاورين لنا في «راخين». تباً لهم! يسمونها «أراكان».. بنغاليون «كلار».. دخلاء من الخارج يساكنوننا، ويتجرؤون أن يغيروا أسماء المناطق في بلادنا.

- أنت يا حيوان.. لماذا تبول هنا؟ أمسك عليك بولك وإلا بالت عليك بندقيتي بالرصاص!! أتسمع؟!

هؤلاء الروهانجيون لو لم يسلموا ولم يدخلوا في الإسلام وكانوا على ديننا متبعين لبوذا.. لربما كان لنا معهم شأن آخر.. ولكنهم ويا للغرابة.. يتمسّكون بدينهم، بل يزدادون تمسكاً به كلما ازددنا تنكيلاً بهم وتقتيلاً فيهم وتشريداً لهم.. ولكن لماذا؟ ما الذي وجدوه في دينهم وجنوا به غير التقتيل والتنكيل بسببه من قِبَلِنا؟ ليتني أعرف السبب.. لا أظن بوذياً مهما بلغ تدينه يتعرض لعُشر ما يتعرضون له من العذاب ثم يثبت ويصمد ولا يلين.. ليتني أذوق ما ذاق هؤلاء من حلاوة الإيمان في دينهم.. لا أظن رهباننا أنفسهم يبلغون في تدينهم عُشر ما يبلغه هؤلاء المسلمون الروهانجيون..

- أنت يا فتى: لا تنظر إليّ هكذا.. طأطئ رأسك وانظر إلى أسفل.

لشدَّ ما تخيفني نظرات هذا الفتى.. كأنه يتحدّاني بها وهو أعزل من كل شيء.. كيف لو امتلك سلاحاً في يده؟ أيْ (بوذا): متى ينتهون من تصفيتهم؟ يسوقون منهم عشرة بعد عشرة كل عشر دقائق إلى حيث يذبحونهم ذبح النعاج على الطريقة الإسلامية وسط الغابة! لماذا لا نطلق عليهم وابلاً من الرصاص دفعة واحدة وننتهي منهم في دقائق؟ سئمت من الوقوف هنا معهم كالصنم.

ولكن لا.. لا بد من التكتم الشديد والحذر البالغ؛ لئلا يتسرب الخبر ويصل إلى الصحف والقنوات الفضائية عبر كاميرات الفضوليين من الصحافيين والمراسلين رغم التعتيم الإعلامي الشديد الذي تفرضه الحكومة هنا.. سحقاً لهم! لا بارك (بوذا) في أعمالهم.

- المجموعة التي بعدها.. هيا تحركي أيتها النعاج الوديعة.. هيا بسرعة.. إلى الأمام.. واحداً إثر واحد، لا تتدافعوا هكذا معاً.

بهذه الطريقة المنظمة بدقة نضمن السرية الكاملة إلى أن يتم الانتهاء من العملية التطهيرية.. لا ريب لو تركناهم هؤلاء المسلمين الروهانجيين، لما تركونا وديننا.. سيغزون عقول شعبنا وأرواحهم.. سيخرجونهم من ديننا إلى دين لا يعظّمون فيه (بوذا) ولا يبالون به.. (بوذا) الذي له الفضل علينا في كل شيء حولنا.. بوذا الذي لا يمكن أن يرضى عنا إن تركنا عباده يكفرون به على أيدي المسلمين، ويرتدّون عن دينه إلى دين لا يرون فيه آلهتهم.. كيف نعبد إلهاً لا نراه ولا يمكن رؤيته بأي حال؟ ولا يسمح لعباده بالتعرف عليه مجسّماً؟ لماذا يأمرهم بعبادته إذن؟

- لماذا تبول هنا يا صغيري؟ ألم تسمعني أنهى صاحبك عن التبول هنا؟ وتبكي أيضاً؟ أتجرؤ يا وقح؟ لا لا لا.. أنت جاوزت حدّك وأثرت غضبي وهيجت أعصابي.. لا فائدة منكم.. لن تتأدبوا ولن تتعلموا النظام إلا بهذه الطريقة.. لا بأس.. سأقطع بولك إلى الأبد وكل من معك.. وليكن ما يكون.. باسمك بوذا:

- طاخ.. طاخ.. طاخ.

***

في بعض القرى القريبة من الغابة سمع الأهالي أصوات طلقات نارية وهم يتناقلون نبأ نحو مائتي طفل أراكاني مسلم انتزعهم البوذيون عنوة من بين أهاليهم، وجعلوا يسوقونهم مجموعات إلى داخل الأدغال القريبة.. لا يمانعون ولا يدافعون عن أنفسهم ولا يدافع عنهم من أهالي القرية أحد!!! تناهت إليهم أصوات الطلقات بينما كانوا يتساءلون هامسين مشفقين عن مصير أطفالهم؟

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?id=2438
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
الروهينجا .. روايات مختلفة عن الموت و النار
21/01/34
إعداد مجلة البيان

أعدّه: أ. أحمد أبو دقة

في العالم الحر الذي يطالب بحقوق الحيوان قبل الإنسان ويتشدق زعماء الديمقراطية دوما بإعلانات حقوق الإنسان لم يخرج أحد لوقف الهجمة البشعة التي تنفذها مجموعات عرقية "الماغ" البوذية في بورما ضد قرابة المليون مسلم في إقليم "اراكان". تختلف الروايات وتتعدد القصص التي تتحدث عن الموت و عن الحرائق التي تشتعل في القرى المسلمة هناك و بينما يتصارع السياسيون على الديمقراطية التي ينشرونها في أماكن مختلفة من العالم لا أجد اهتماما لهم بما يحدث هناك.

ما يجري نتيجة كراهية عرقية امتدت لقرابة نصف قرن تحت الحكم العسكري الذي يقوده البوذيين، ففي نوفمبر قالت الحكومة التي تشكلت إنها ستجري إصلاحات لكن هذا لا يعني أنها ستصل إلى المسلمين في ميانمار، وبرأت وسائل الإعلام الحكومية بشكل كبير السلطات من أي دور في الجرائم التي وقعت ضد المسلمين في أكتوبر الماضي.

لكن الميدان وبحسب ما تفيد به "رويترز" يثبت أن الحكومة المركزية التي يسيطر عليها حزب سياسي قوي هو الذي يوجه رهبان بوذيين للتحريض على مهاجمة المسلمين. وشهدت بلدتا بوكتاو وكياوكفيو شبه طرد جماعي للسكان المسلمين فيما يمكن أن يكون بمثابة تطهير عرقي. وشهدت قرية أخرى مذبحة لعشرات المسلمين بينهم 21 امرأة. النظرة التي قامت الحكومة الفاسدة بترسيخها في أذهان البوذيين بأن هؤلاء مواطنين غير شرعيين وهذا ما أفصح عنه رئيس البلاد ثين سين حيث طلب من الأمم المتحدة بتحمل مسؤولية هؤلاء المدنيين. فالناس هناك من عرقيات مختلفة يرون أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلادش المجاورة لا يستحقون حقوقا أو تعاطفا. ويرفض الراخين تعبير "الروهينجا" ويصفونه بأنه اختراع حديث ويشيرون إليهم بدلا من ذلك "بالبنغال" أو "كالار" وهو تعبير فيه تحقير للمسلمين أو للناس من أصل جنوب آسيوي.

وأسفرت موجة سابقة من الاضطرابات في يونيو عن مقتل 80 شخصا على الأقل. وبعد ذلك فرضت حكومة ولاية الراخين سياسية فصل بين المسلمين والبوذيين في منطقة في مثل مساحة سويسرا. ووفقا لإحصاءات رسمية فإن أكثر من 97 بالمئة من 36394 شخصا فروا خلال أعمال العنف الأخيرة من المسلمين. ويعيش كثيرون الآن في مخيمات لينضموا إلى 75 ألفا معظمهم من الروهينجا الذين شردوا في يونيو. وأبحر آخرون إلى بنجلاش وتايلاند وماليزيا على قوارب متداعية وتشير تقارير إلى أن قاربين انقلبا وعلى متنهما ما يصل إلى 150 شخصا يعتقد أنهم غرقوا.

يقول شوي هلي مونج وهو شيخ قرية "بيك تاي" ، " حينما تتكدس الأسر المسلمة الفقيرة في منازل من القش دون كهرباء فهذه عنصرية ويجب أن تفعل الحكومة شيئا حيال ذلك، لو أرادت لحلت المسألة في غضون خمس دقائق. لكنها لا تريد".

وقال كين سين اونج (65 عاما) وهو مزارع من قرية بوذية مجاورة إن السكان المسلمين فروا من القرية بإستخدام قوارب إلى قرية "با رين" المجاورة وتتبعتهم جماعات بوذية الذين بلغ عددها في نهاية الأمر نحو ألف شخص.

المزارع المذكور أكد أنه لم يتعرف على وجوه هؤلاء البوذيين، وقال إنهم "دخلاء" من منطقة تدعى "مروك أو". وذكر سكان قرى من البوذيين والمسلمين إن المئات يتدفقون عبر نهر صغير يفصل بين القريتين وجاء آخرون بالقوارب. وبحلول الظهيرة كان هناك نحو أربعة آلاف من البوذيين.

وقال ام.في كريم (63 عاما) وهو من الزعماء المسلمين في "با رين" إن ستة مسلمين قتلوا منهم امرأتان وهو عدد أكده الجيش. وقال هو وسكان قرى آخرون إنهم رأوا وجوها يعرفونها جيدا وأفراد شرطة يرتدون الزي الرسمي بين الحشد الغاضب.

تجنبت مجتمعات مثل "با رين" أعمال العنف الذي شهدته البلاد في يونيو. لكن توترات جديدة ظهرت بعد الفصل الذي حدث لاحقا بين القرى المسلمة والبوذية وهو أمر فرضته الحكومة البوذية للولاية بهدف منع المزيد من العنف لكنه أتى بنتيجة عكسية.

لم يعد سكان القرى المسلمون من الفقراء يشترون الأرز وغيره من الإمدادات في بلدات بوذية. ويقول شهود عيان في ست قرى مسلمة إن مخالفي هذه الأوامر كانوا أحيانا يضربون بعصي أو باليد ليكونوا عبرة للآخرين.. كما أن شباك الصيد كانت تصادر.

وبحلول الساعة الرابعة والنصف عصرا في يوم الاثنين أيضا احتشد عدة آلاف من الراخين خارج قرية "سام با لي" الواقعة في بلدة مينبيا المجاورة. وفي هذه المرحلة كان نمط معين من المواقف تجاه المسلمين قد تكون.

قال أحد مشايخ القرية إن الراخين حاصروها وألقوا قنابل حارقة وأطلقوا النار من بنادق بدائية. رد المسلمون الهجوم وأحيانا كان ذلك باستخدام الحراب أو المناجل لكن عددهم كان أقل. أطلق جنود من القوات الحكومية أعيرة نارية للتغطية على هجوم الجماعات البوذية. وبحلول الوقت الذي غادر فيه الحشد قرية "سام با لي" الساعة السادسة مساء كان رجل مسلم لقي حتفه وسوي ثلثا 331 منزلا بالأرض. فرض حظرا للتجول ولكن الصباح التالي كان سيء جدا، كان الثلاثاء حيث بدأ بمذبحة رهيبة بحق المسلمين، زار الصحفيين الكثير من القرى لكن كانت قرية واحدة محاصرة ومنع الإعلام من دخولها وهي قرية "يين تي" النائية المطلة على نهر والواقعة عند سفح جبل "تشين".

ما حدث هناك يشير إلى وجود حشد أكثر جرأة وتنظيما بمساعدة من أفراد من الشرطة إما متواطئين وإما متقاعسين.

قال أحد السكان إنه بحلول السابعة من صباح يوم الثلاثاء كان المئات من البوذيين قد وصلوا بقوارب لتطويق قرية "يين تي". وبحلول عصر ذلك اليوم كان سكان القرية من المسلمين يصدون موجات من الهجمات. وقال الساكن إن أطفالا منهم اثنان صغار من أبناء عمه قتلوا على يد بوذيين يحملون سيوفا. وأحرقت أغلب المنازل.

قال "موسى دولا" وهو مزارع مسلم من قرية مجاورة إنه سمع أصداء نيران الساعة الخامسة مساء. اتصل أحد سكان" يين تي" هاتفيا بجيران موسى دولا وقال إن الشرطة تطلق النار عليهم. وأخذ مزارع آخر بدا عليه التوتر يروي كيف أنه رأى من مكان بعيد أفراد الشرطة وهم يفتحون النار من الطرف الغربي للقرية وكان هذا أيضا الساعة الخامسة مساء تقريبا.

والعدد الذي أعلن رسميا للقتلى هو خمسة من البوذيين و51 مسلما قتلوا في" يين تي" منهم 21 امرأة مسلمة طبقا لما قاله ضابط شرطة في "نايبيداو" العاصمة الجديدة لميانمار. وتحدث الساكن في" يين تي" عن عدد أكبر من القتلى وذكر أن 62 شخصا دفنوا في قبور صغيرة ضمت كل منها عشر جثث.

ومع احتراق "يين تي" فر من تبقى من نحو أربعة آلاف من مسلمي الروهينجا من ميناء بوكتاو الكبير في فرار جماعي بحرا بدأوه قبل خمسة أيام. تلك الأحداث غدتها واقعة قتل أربعة صيادين من الروهينجا قبالة "بوكتاو" حيث أمرت الحكومة المسلمين بالتزام منازلهم.

بدأ الروهينجا في بوكتاو التدفق على القوارب للقيام برحلة تستغرق ساعتين إلى مدينة سيتوي عاصمة الولاية. وبعد نحو 30 دقيقة من بدء القارب رحلته في البحر قال شهود إن النيران أشعلت في حيين للروهينجا في بوكتاو. ودمر 335 منزلا. غطت جدران المسجد المحترق الذي كان مزدحما يوما ولم يتبق منه سوى الأساسات عبارات تقول "الراخين سيشربون دم الكالار" في إشارة إلى الكلمة الدارجة المستخدمة للإشارة إلى المسلمين.

و يلخص تصريح لنائب رئيس بلدية "بوكتاو" سبب الحقد على المسلمين هناك و المنحى العقدي في الموضوع حيث قال "يصر كاي أي" 'المسلمون يريدون كل الناس أن يصبحوا مسلمين. هذه هي مشكلة المسلمين..".

حل ليل الثلاثاء وانفتحت بوابة جديدة للجحيم في "كياوكفيو" وهي بلدة هادئة على بعد 105 كيلومترات جنوب شرقي سيتوي ولها أهمية إستراتيجية إذ تخرج أنابيب للغاز والنفط من هذه البلدة عبر ميانمار إلى شمال غرب الصين المتعطش للطاقة.

في حي بيكيساكي الذي كان لا يزال مشتعلا لم يكن لدى المسلمين سوى مخرج وحيد هو البحر. استعدت قافلة من زوارق الصيد لمغادرة شواطئه التي تصاعدت منها النيران. وقال عبد الله (35 عاما) وهو صياد من الروهينجا "سبح الناس إلى الزوارق لكن تمت مطاردتهم وطعنهم قبل أن يصلوا إليها".

وقالت زانابيبي (46 عاما) وهي امرأة من طائفة الكامان إنها كانت تراقب من زورق فيما انقض ثلاثة رجال من البوذيين يحملون سيوفا على مراهق مسلم وأضافت "رأيتهم... مزقوا جسده إلى أربعة أجزاء".

وقال شهود أبحر 80 زورقا على الأقل حمل الكثير منها 130 شخصا أو أكثر إلى" سيتوي". وتم نقل 1700 غيرهم من المسلمين أو أكثر إلى معسكر يحرسه الجيش خارج "كياوكفيو".

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى حرب عنيفة في "كياكفيو". ومن بين 11 قتيلا هناك تسعة مسلمين. وكل المنازل التي احترقت تقريبا البالغ عددها 891 هي منازل مسلمين. وهدمت أربعة من خمسة مساجد في "كياوكفيو". وقال مسؤول كبير في الشرطة إنهم أطلقوا النار باتجاه تجمعات المسلمين تحت ذريعة تفريق التجمعات الضخمة.

في قرية بوكتاو أيضا غرق العشرات من المسلمين خلال فرارهم بزوارقهم بعد أن هاجم البوذيين قريتهم. وتم تدمير نحو 4700 منزل في 42 قرية.. وقالت مصادر عسكرية إن الحشود كانت جيدة التنظيم يقودها المحرضون الرئيسيون الذين كانوا ينتقلون من قرية لأخرى. و كدليل على تقاعس الحكومة فإنها لم تعتقل سوى سبعة أشخاص من اللصوص في تلك الأحداث. تقول "رويترز" إن الحصانة التي يتمتع بها هؤلاء توجه رسالة مقلقة إلى المسلمين في ميانمار.

وعرف ضابط المخابرات وهو على علم مباشر بالعمليات الأمنية في الولاية قادة الخلايا المشتبه بها بأنهم متطرفون من الراخين على صلة بحزب تنمية أقليات الراخين الذي تأسس لينافس في الانتخابات العامة في ميانمار عام 2010 . ولم يذكر أسماء أي مشتبه فيهم. وأضاف أن الرهبان البوذيين أشعلوا الاضطرابات بخطابتهم المناهضة للإسلام.

و يقول الراخين إن كلمة روهينجا تنطوي على معنى "جهادي" مرتبط بالمسلمين في شمال ولاية راخين في الفترة من 1949 إلى 1961 الذين أطلقوا على أنفسهم جماعة روهينجا العرقية. ويقول مؤرخون مستقلون إن المسلمين روجوا لتعبير روهينجا لكن لم تورد الكلمة إلا قليلا في المراجع منذ القرن الثامن عشر.

وحتى اليوم يقول الزعيم في حزب تنمية أقليات الراخين" أو هلا سو" إن الروهينجا يريدون إقامة مجتمع إسلامي متمتع بالحكم الذاتي. وهم يعملون بشكل منظم على ذلك". وتقول الحكومة إن هؤلاء لا يستحقون الجنسية لأنهم من بنغلادش جاؤوا للعمل خلال الحكم البريطاني في القرن التاسع عشر و واعتبر الروهينجا فعليا دون جنسية بموجب قانون المواطنة لعام 1982 الذي استبعدهم من قائمة الجماعات العرقية من السكان الأصليين.

وحرضت الحكومة الآلاف من الرهبان البوذيين للتظاهر ضد إنشاء مكتب اتصال لمنظمة التعاون الإسلامي في ميانمار ، ويقول أحد هؤلاء الرهبان وهو نيار نار (32 عاما) إن احتشادا ضد منظمة التعاون الإسلامي في سيتوي في 15 أكتوبر أغضب المسلمين هنا، ويشير الراهب للمسلمين باعتبارهم غزاة أجانب. وقال "كرهبان لدينا أخلاق وقيم... لكن إذا جاء أجانب لاحتلال أرضنا فإننا سنحمل السيوف لحمايتها".

لا تزال الدولة تضع عشرات الآلاف من المسلمين في ظروف عزل قاسية و مخيمات عسكرية رديئة و كذلك تفرض حظر التجوال على القرى المسلمة المتبقي أهلها فيها".. في الختام فإن العنف الموجود لا يمكن أن يزول بالقتل و القمع ضد المسلمين بل يخرج أجيالا جديدة تحمل معاني حقيقية لكراهية البوذيين وكراهية ديمقراطية الغرب التي دائما تستخدم لعداء المسلمين..

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/article2.aspx?ID=2415
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
هليكوست جديد في أراكان

26/08/33

إعداد مجلة البيان

826081433011618.jpg

هليكوست جديد في أراكان




من أفغانستان إلى الفلبين، إلى كشمير والعراق والصين وفلسطين وسورية والأحواز، إلى حيث وُجد المسلمون وَجد أعداء الإسلام أساليبهم للتنكيل بهم رغم اختلاف معتقداتهم العدائية التي بسببها يعادون الإسلام، فإنهم توحَّدوا على غايتهم، سواء كانوا مجوساً أو بوذيين أو نصارى أو نصيريين أو يهوداً أو وثنيين؛ كلهم اجتمعوا على العداء للإسلام، وكأنها حكمة الله سبحانه وتعالى بأن يعود الإسلام غريباً كما كان وسط حالة الضعف والهوان التي تعيشها الأمة واستباحة كل شيء فيها من قبل أعدائها.
إقليم أراكان المسلم الذي توالى على حكمه 48 ملكاً مسلماً، وأصبح دولة إسلامية يُضرب بها المثل في الحضارة والازدهار في جميع المجالات، ودخل أهله الإسلام بسماحتهم وأخلاقهم وكرمهم دون أن تراق قطرة دم واحدة؛ يتعرَّض اليوم لأبشع الجرائم في مأساة تتكرَّر منذ أن احتل الملك البوذي «بوداياي» هذا الإقليم عام 1784م وأمعن في اضطهاد أهله وترهيبهم وتهجيرهم من مدنهم وقراهم.. وبمساعدة بريطانيا في ذلك الحين أخذت الجريمة تتكرَّر، خصوصاً مع ضم بورما إلى حكومة الهند الاستعمارية، التي قامت بطرد المسلمين من وظائفهم الحكومية، ومصادرة أملاكهم وتوزيعها على البوذيين، وتحريض وتقوية البوذيين على المسلمين، وإغلاق المعاهد الشرعية والمدارس والمحاكم الإسلامية ونسفها بالمتفجرات.. واليوم المأساة نفسها يعيشها سكان الأراكان البالغ عددهم أربعة ملايين مسلم.
في عام 1942 وفي أجواء الحرب العالمية الثانية، كانت دولة أراكان ملتقى اليابانيين والإنجليز، فدارت على أراضيها معارك راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم بتآمر من جماعات «الماغ» البوذية، حيث زوَّدهم اليابانيون بالأسلحة والذخائر وكذلك البريطانيون الذين كانوا يستعمرون الهند في تلك الحقبة، وشُرِّد نصف مليون مسلم جراء هذه المجزرة، كما أُحرقت ودُمِّرت 307 من قرى المسلمين تدميراً كاملاً.
وقبل أيام قامت جماعات بوذية بتكرار الجريمة نفسها من خلال مهاجمة قرى وبيوت المسلمين، حيث قتلت أكثر من 400 شخص، وجرحت الآلاف، إضافة إلى تدمير العشرات من القرى والمدن على مسمع ومرأى المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم الغربي.
يتجاوز عدد اللاجئين المسلمين من أراكان في بنغلاديش بحسب الإحصاءات الرسمية، أكثر من 700 ألف لاجئ، والمسجل منهم لدى وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 30 ألف لاجئ فقط، والبقية من اللاجئين غير المسجلين حالياً لا يتمتعون بالحماية من جانب المفوضية؛ لأنهم وصلوا بعد توقف حكومة بنغلاديش عن منح مرتبة اللاجئ للروهنجيين المسلمين المهاجرين من بورما هرباً من قطار الموت الذي تقوده جماعة «الماغ» البوذية المتطرفة.
وتقوم حكومة بنغلاديش بطرد الكثيرين منهم وتعرّضهم للاعتقال التعسفي بهدف ردعهم عن الفرار إلى أراضيها.
ويشير تقرير إخباري إلى أن عشرات الآلاف من اللاجئين البورميين غير المسجلين في المخيم المؤقت ببنغلاديش، لا يستطيعون الحصول على المعونات الغذائية، وأن 25% من الأطفال يعانون حالات سوء التغذية الحادة، وأن 55% من الأطفال ما بين 6 و59 شهراً يعانون الإسهال، وأن 95% من اللاجئين يقترضون ويتسوّلون ليأكلون.
وفي موقف خبيث من قبل حكومة ميانمار، التي من المفترض أن تقوم بحماية هؤلاء الأبرياء، شكر نائب وزير خارجيتها ماونغ مينت حكومة بنغلاديش على عدم قبولها النازحين المسلمين من أراكان الذين حاولوا اللجوء إلى أراضيها بعد تعرّضهم لمجازر وحشية على يد البوذيين «الماغ» في شمال أراكان خلال شهر يونيو 2012م.
وقبل أيام نُشر خبر عن وفاة أربعة سجناء من المسلمين في سجن بوسيدنغ بعد تعرضهم للضرب المبرح على أيدي الشرطة في ميانمار. ويقول شهود عيان إنه تم نقل 218 سجيناً من مدينة منغدو إلى سجن بوسيدنغ بعد أحداث يونيو، وهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، ولا يُسمح لأحد، حتى السجناء الموجودين في السجن نفسه، بزيارة هؤلاء المعتقلين.
وفي ظل حالة الطوارئ وحظر التجول في مناطق المسلمين، فإن الحكومة تواصل الاعتقالات العشوائية بشكل شامل في مدينة منغدو وضواحيها والمناطق الجنوبية؛ بناءً على القائمة التي أعدتها الشرطة بمشورة من البوذيين المحليين، وهي تستهدف العلماء والأطباء وزعماء المسلمين والنشطاء الشباب.
وبحسب تقارير تأتي من هناك، فإن رجال الشرطة وحرس الحدود (ناساكا) يقومون، بدعم من البوذيين المسلحين، بمحاصرة قرى المسلمين واقتحام البيوت وهتك الأعراض ونهب الأموال والأشياء الثمينة، وإذا قاومهم أحد اعتقلوه، كما يستهدفون في حملتهم العلماء والأطباء والمتعلمين وأئمة المساجد وزعماء القرى.. وإلى أن تثمر نتائج الربيع العربي فإننا بحاجة إلى ربيع إسلامي يحرك قضايا المسلمين ويدافع عنها في جميع أنحاء العالم، ولا يجب أن نمتلك القوى ولا نستغلها.. نحن بحاجة إلى وحدة القرار والموقف.. المسلمون هناك بحاجة إلى أكثر من الدعاء ولا يجب السكوت عن هذه الجريمة النكراء.

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2162
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
مأساة أراكان يرويها شاهد عيان

24/09/33
إعداد مجلة البيان


824091433014035.jpg

مأساة أراكان يرويها شاهد عيان


قبل أكثر من عشرين عاماً كنت في رحلة دعوية في بنغلاديش، وزرت مدينة كوكس بازار على الحدود مع بورما، فسمعنا عن مذبحة وتصفية عرقية تمارسها الحكومة البورمية على مسلمي أراكان، ثم بدأنا نرى جموع الهاربين بأطفالهم ونسائهم وأنفسهم، وأخذوا يحدثوننا عن مآسيهم.


وهاهي المأساة تتكرر من جديد أمام سمع العالم وبصره دون مبالاة أو اهتمام.

إنّ هذه المقالة التي نشرت في "البيان" في شهر رمضان عام 1412هـ
تؤكد عمق المأساة، وعمق جراح إخواننا، فهذه الأزمة متجذرة منذ عقود وفي الوقت نفسه تدل على ضعفنا وهواننا على الناس؛ فاللهم ارحم ضعف إخواننا واجبر كسرهم واحفظهم بحفظك.


أحمد بن عبدالرحمن الصويان
رئيس تحرير مجلة البيان
أراكان... !

أراكان... ليست اسماً لشركة من شركات العطور الفرنسية !
أراكان... ليست اسماً لمجلة من مجلات الأزياء الإيطالية !
أراكان... ليست اسماً لشركة من شركات التصدير الأمريكية !
أراكان... أرض من أراضي المسلمين التي انتزعت منهم وأصبحت نسياً منسياً.. هل سمعتم بها ؟ !
تقع أراكان جنوب غربي بورما ويحدها من الشمال بورما والهند، ومن الغرب بنجلادش، ومن الشرق بورما. دخلها الإسلام في العصر العباسي الأول.
وقد كانت أراكان خاضعة تحت الاحتلال البريطاني مع مجموعة الدول المجاورة لها. ولما حصلت بورما على الاستقلال في عام 1948 م ضمت بريطانيا أراكان إلى بورما، ومنذ دلك اليوم وأراكان تقع تحت سيطرت بورما الاشتراكية.
يبلغ عدد سكان أراكان 4 ملايين نسمة تصل نسبة المسلمين إلى 75%.
وبورما دولة بوذية متعصبة جردت مسلمي أراكان من جميع حقوقهم المدنية ومنعتهم من ممارسة شعائرهم الإسلامية. وفي عام 1962 م قام بعض العسكريين الاشتراكيين بانقلاب عسكري وتولوا السلطة بقيادة الجنرال نيوين، وحكموا بالحكم الاشتراكي فازداد الاضطهاد والضغط على المسلمين، فهدمت مساجدهم ومدارسهم الدينية، ومنعوا من الحج من عام 1968 م حتى عام 1982 م بل منعوا من التنقل داخل البلاد، وتعرضوا لحملات إبادة واسعة النطاق، وصودرت أموالهم وأراضيهم ومزارعهم، فاضطر قسم كثير منهم إلى الهجرة إلى الدول المجاورة.
وفي الأيام الاخيرة ازداد القمع والإرهاب، وارتكب البوذيين جرائم وحشية بشعة، حيث قتل الرجال واعتدي على النساء، وشرد العزل عن ديارهم مهاجرين إلى بنجلادش أكثر الدول فقراً في العالم. ولا توجد إحصاءات دقيقة لعدد المهاجرين في الأشهر الأخيرة، لكن يقدر عددهم بحوالي 75 ألف مسلم وهم بازدياد مستمر.
وقد زرت مدينة كوكس بازار في بنجلادش على الحدود البورمية، حيث توجد نسبة كبيرة من المهاجرين، فوجدت المأساة تطل من وجوه الناس بصورة يهتز لها القلب وتتفطر منها النفس، فكل واحد من مسلمي أراكان يحمل على عاتقيه جراحات وآلام تنهد لها الجبال، إذ أنهم يعيشون بصورة محزنة جداً، فقد فروا بأنفسهم وهم لا يملكون شيئاً من حطام الدنيا.. فصنعوا لأنفسهم بيوتاً من أغصان الأشجار لا تسلم من الأمطار أو الرياح، ولا تحميهم من البرد والأعاصير، ومعظم عششهم التي يسكنون فيها لا يزيد ارتفاعها عن الأرض مقدار متر واحد فقط، يجتمع فيها جميع أفراد الأسرة بلا غذاء أو دواء، وهم شبه عراة لأنهم لا يجدون لباساً، وخاصة أطفالهم الذين ألفوا العري !
ومن المآسي المحزنة التي رأيتها أثناء تجولي في مخيماتهم : فتاة شابة ومعها طفل صغير يعاني من المرض، أسر والدها وقتلت أمها، واعتدى الجنود البوذيون على الفتاة، وألقيت محطمة، ففرت مع الفارين بهذا الطفل الصغير الذي ينتظر الموت على يديها.
وامرأة أخرى أنهكها الجوع، فلما وضعنا بين يديها كيساً صغيراً من الأرز ضمته إلى صدرها بشدة كما تضم الأم ولدها المفقود.
ولما قام بعض المحسنين بتوزيع بعض المواد الغذائية على الناس، أتى إليّ رجل كبير في السن من المهاجرين، وتكلم معي بكلام لم أفهمه، فقلت له : أشهد أن لا إله إلا الله... فقال لي وقد أشرق وجهه بالفرح : مسلم ! فقلت له : مسلم. فسلم علي بحرارة ووضع يدي على صدره وضمها بشدة وبكى وهو يقول : مسلم.. مسلم ! ثم أخبرني المترجم أنه كان يقول : لقد مات هذا الصباح أربعة أطفال صغار من شدة الجوع والبرد.. وهكذا في كل يوم.
وفي إحدى العشش فوجئت بثلاثة من الأمريكيين، قيل لي : إنهم صحفيون من مجلة النيويورك تايمز والواشنطن بوست، ومعهم مترجم من مجلة بنجلادش غارديان. ولما ذهبنا إليهم وجدنا امرأة ملقاة على الأرض مع ولدها المصاب بنزلة حمى شديدة، وبجوارها شيخ هرم تجاوز الستين عاماً يرتجف من البرد، ومعهم طفلان صغيران ليس عليهما لباس ينظران إليهم بصورة محزنة، ويذكر ذلك الشيخ أنه لم يذق الطعام منذ سبع ليال.
والعجيب أن النصارى أحسوا بهذه المشكلة، وأرادوا استغلال هذه المحنة لممارسة أعمالهم التنصيرية، إذ أني رأيت عند حاكم المقاطعة طبيبتين فرنسيتين.
جاءتا إلى الحاكم لكي يسمح لهما بافتتاح عيادة طبية بين مخيمات اللاجئين المسلمين... ! !
هؤلاء هم مسلمو أراكان.. مشردين، جياعاً، عراة، انتشرت بينهم الأمراض، يصارعون البقاء، أذلهم أعداء الإسلام، وساموهم سوء العذاب.. ومع ذلك فلا يعرف بحالهم كثير من المسلمين.. ! !
وتساءل أحد الإخوة قائلاً : أين مواثيق هيئة الأمم المتحدة.. وأين دعاة السلام والديموقراطية.. وأين منظمات حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب.. وأين... وأين ؟ ! !
فقلت له : لا تتوقع يا أخي شيئاً من هذه الشعارات التي يتلبس بها الكفرة.. ولكن قل لي أين المسلمون، وإلى متى هذه الغفلة ؟ ! ثم أين الصحفيون العرب عن مآسي إخوانهم ؟ ! أو أنهم مشغولون بالتزمير والتطبيل.. والهجوم على الحركات الأصولية التي أصبحت مادة يتسلق عليها أصحاب الأهواء للوصول إلى المال والشهرة ! !


 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
المسلمون في بورما
06/09/33
حسن بن محمد

تقع بورما أو ما يعرف اليوم بدولة ميانمار في الجنوب الشرقي لقارة أسيا ويحدها من الشمال الصين والهند ومن الجنوب خليج البنغال وتايلندا ومن الشرق الصين ولاوس ومن الغرب خليج البنغال والهند وبنغلادش، ويقع إقليم أركان المسلم في الجنوب الغربي لبورما وتشير الإحصائيات الرسمية في مينامار (بورما) إلى أن نسبة المسلمين في هذا ألبلد البالغ تعداده نحو 55 مليون نسمة تقل عن 5% وبالتالي يتراوح عددهم بين 5 و8 ملايين نسمة ويتركز المسلمون في ولاية أراكان المتاخمة لدولة بنجلاديش وينتمون إلى شعب روهينجا.

وصول الإسلام إلى بورما

و تذكر المصادر التاريخية أن الإسلام قد وصل إلى أراكان منذ عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد وذلك عن طريق التجار العرب والذين وصلوا إلى هناك واستقروا بعض الوقت واستطاعوا بأخلاقهم الإسلامية السمحاء وسلوكهم الحضاري والإنساني الراقي أن يؤثروا في السكان المحليين ويدخلوهم في الإسلام، وشيئا فشيئا تكونت هناك دولة إسلامية كبيرة استطاعت أن تستمر لأكثر من ثلاث قرون ونصف (1198/1784)، ولقد عرفت هذه الدولة ازدهارا ثقافيا وحضاريا لم تعهده المنطقة من قبل، من ذلك انه كان لها عملة خاصة مضروبة بالفضة وكتب عليها " لا إله إلا الله "، ولقد تداول على حكم هذه الدولة نحو 48 ملكا مسلما إلى أن أسقطها البوذيين في سنة 1784م، حيث احتلها الملك البوذي «بوداياي» وقام بضم الإقليم إلى بورما خوفاً من زيادة انتشار الإسلام في المنطقة، ولقد أمعن في اضطهاد المسلمين وأجبر عدد كبير منهم على مغادرة الإقليم وصادر ممتلكاتهم وأراضيهم، وفي سنة م 1824م احتلت بريطانيا الإقليم وعملت على إضعاف مكانة المسلمين فيه، وفي المقابل عملت على دعم وتقوية مكانة البوذيين في كل المجالات، كما أن بريطانيا قامت بضم بورما إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية، ولقد استمر هذا الوضع لحوالي 100 سنة، وفي سنة 1937م جعلت بريطانيا من بورما وإقليم أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية وعرفت آنذاك باسم حكومة بورما البريطانية.

معاناة مسلمي بورما التاريخية

بدأت المعاناة على أيدي البرتغاليين المستعمرين في القرن الرابع العشر الميلادي وفي سنة 1784م بدأت قصة الظلم والاضطهاد على أشده حينما احتل الملك البوذي (بودا باية) أراكان وضمها إلى بورماً خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد.

ومن هنا بدأت قصّة معاناة شعب كامل من المسلمين وضاعت فصولها وسط جراحات الأمّة المتتالية، مع أنّ مجريات تلك القصّة الدامية سبقت قضيّة أمتنا الكبرى فلسطين ولكن شتّان ما بين القضيّتين في الإعلام الدولي، حيث أنّ معاناة مسلمي بورما كانت أنكى وأشد، فقد دمّر البوذيون كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس وقتل العلماء والدعاة وأطلق العنان للبوذيين في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم فساموا أهلها سوء ألعذاب وأنزلوا عليهم أقسى أنواع الظلم والقسوة وسُوِّيَ فيها بالأرض كُلّ ما يخص الإسلام من حضارة أو آثر وأحرقت منازلهم ومزارعهم وأُسر فيها كثيرٌ من المسلمين واستُخْدِمُوا كعبيد وأرقاء سُخِّروا لأعمالهم من بناء المعابد وحرث الأرض دون أي مقابل مادي.

الاستعمار البريطاني لبورما:

في سنة 1824م احتلت بريطانيا بورما، وتصدى المسلمون قبل البوذيين للاستعمار الإنجليزي والحقوا به العديد من الهزائم مما جعل بريطانيا تخشاهم، فبدأت حملتها للتخلص من نفوذ المسلمين حيث عملت على إدخال الفرقة بين الديانات المختلفة في هذا البلد لتشتيت وحدتهم وإيقاع العداوة بينهم كعادتها في سياساتها المعروفة (فرق تسد)، فأشعلت الحروب بين المسلمين والبوذيين وعملت على إضعاف مكانة المسلمين في البلاد من خلال جملة من الإجراءات التعسفية تمثلت أساسا في:

1- طرد المسلمين من وظائفهم وإحلال البوذيين مكانهم.

2- مصادرة أملاكهم وتوزيعها على البوذيين.

3- الزج بالمسلمين وخاصة قادتهم في المسجون أو نفيهم خارج أوطانهم.

4- تحريض البوذيين ضد المسلمين ومد البوذيين بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحتهم عام 1942م حيث فتكوا بحوالي مائة ألف مسلم في أركان.

5 - إغلاق المعاهد والمدارس والمحاكم الشرعية ونسفها بالمتفجرات.

الاستعمار الياباني لبورما ومحرقة المسلمين

في بداية الحرب العالمية الثانية غزا الجيش الياباني بورما واحتلها لمدة 3 سنوات ( 1942م/1945م )، ولقد عمل الانجليز على استمالة المسلمين للوقوف في صفهم في محاربة اليابانيين مقابل وعدهم بالاستقلال بعد الانتصار على الجيش الياباني، ولقد لعب المسلمون دورا رئيسيا في إلحاق الهزيمة باليابان نظرا لمعرفتهم بتضاريس البلاد وإتقانهم حرب الأدغال حيث عجز الجيش الانجليزي عن حسم هذه المعركة لولا مهارة المسلمين واستبسالهم في قتال الجيش الياباني.

وفي سنة 1942م ولما انسحب الجيش البريطاني من بورما الى الهند ارتكب اليابانيون والبوذييون البورميون المتحالفون مع الجيش الياباني أعمال وحشية ضد المسلمين المتحالفين مع الجيش الإنجليزي، حيث قتلوا واحرقوا 307 من قرى المسلمين وشردوا أكثر من نصف مليون مسلم جراء هذه المجزرة، انها "هولوكست" اراكان كما يصفها العديد من المؤرخين نظرا لفظاعتها ووحشيتها وكثرة عدد ضحاياها ولازال المسلمين في اراكان يتذكرون هذه المجزرة والإبادة الجماعية والتي ارتكبت في حقهم في سنة 1942 والتي كانت فصولها كالتالي:

27 مارس 1942م الإغارة من قبل البوذيين على أسواق ممبيا لسلب ونهب أموال المسلمين.

23ـ 26 مارس 1942م قصفت الطائرات اليابانية على اكياب عاصمة اركان وقام البوذيون بحملاتهم ضد المسلمين الروهنجيا حيث قاموا بسلب ونهب اموال المسلمين والإغارة على قرية المسلمين في "نائنده" منطقة ممبيا. وقلدت الحكومة البريطانية في بورما زمام أمور اراكان إلى الإرهابي البوذي "اوشوخائن"، ولاذت بالفرار إلى الهند.

26 مارس 1942م السلب والنهب من قبل البوذيين على أموال المسلمين في أسواق اكياب.

28 مارس 1942م الإغارة الثانية من قبل البوذيين على قرية المسلمين «نائنده» في ممبيا وقتل معظم المسلمين واستطاع الفرار قليل منهم وتم إحراق القرية بكاملها.

29 مارس 1942م الإغارة الأولى على قرية المسلمين «شمبيلي».

30 مارس 1942م الإغارة الأولى على «لمع سر» وتتألف هذه القرية من ألفا بيت من المسلمين ويقطن بها اثنا عشر ألف من السكان المسلمين.

31 مارس 1942م الإغارة الثانية على لمع سر وقتل جميع السكان فيها البالغ عددهم اثنا عشر ألف من ألمسلمين وإحراق القرية بكاملها وكذلك تم إحراق القرى في ضواحيها كـ شمبيلي المؤلفة من ألف بيت وسانغري فارا ونالا فارا وقتل سكانها المسلمين والإغارة الاولى على «رائشنغ فنخا» من منطقة مي بون مديرية شوكفيو.

1 ابريل 1942م الإغارة الثانية على رائشنغ فنخا حيث تتألف هذه القرية على ثلاثة آلاف بيت وثمانية عشر ألفا من السكان المسلمين وقتل معظمهم وإحراق بيوتهم كما وقع قتل الامام الجليل الشيخ عبد الجبار واعظ دين في قرية اندانغ على يد البوذيين.

2 ابريل 1942م الإغارة الأولى على قرية «علي جوين بهارفارا» وهي القرية التي تمتد طولا أكثر من أربعة أميال ويسكن فيها ثلاثون ألفا من المسلمين حيث يوجد فيها مدرسة كبيرة لدراسة العلوم الإسلامية وكانت تعرف باسم مدرسة اشرف العلوم.

7 ابريل 1942م انعقاد مؤتمر حزب «ثاكينالبوذي في معبد «مهامني باغودا» وذلك بقصد تدبير مؤامرة لتوسعة نطاق الأعمال الإجرامية البشعة من القتل وسفك الدماء وحملات الإبادة ضد المسلمين في كل مكان في بورما.

8 ابريل 1942م الإغارة الثانية على علي جوين بهارفارا وقتل إثنى عشر ألفا من المسلمين بما فيهم أربعين من العلماء الكبار والمشايخ العظام وتم إحراق وتدمير العديد من القرى المسلمة مثل قرى مهامني، فكتولي، شوتيلي، بارغوافارا، ميوك تنغ، آمباري، قاضي فارا، روانئي فارا، تنسافارا، سادتيه فارا، ملنغ، خنغ، فلواري، تنغ تنغ وغيرها من قرى المسلمين.

12 ابريل 1942م الاغارة على قرية غوفيتنغ، فيدا، آفق (قيم) وقتل أربعين ألفا من المسلمين وإحراق قراهم.

16 ابريل 1942م خدعة السيد «سوئيشا» البوذي صاحب الشركة التجارية في خطاب موجه إلى المسلمين وذلك لخداعهم ولطمأنتهم كي يربح المزيد من الوقت ليفسح له المجال لقتلهم وإبادتهم وذلك في غفلتهم.

ابريل 1942م إشعال نار الفتنة من قبل البوذيين في راثيدنغ وبوثيدنغ ضد المسلمين وقتلهم كما تم إحراق قرى المسلمين في مري بنغ، شوكفيو، شوك نيميو حيث تم احراق خمس مائة بيت من بيوت المسلمين وفي قرى كيوكتو، فكتو، اتارنغ، بوناغري، سندامه، ميوركل، قيني برانغ، قائم برانغ، شولي برانغ، توئن فارا، تنغفرو، تودائنغ، نوناخالي، زولافارا، جيجه حيث قتل آلاف المسلمين.

28 ابريل 1942م إخلاء اكياب من قبل الجيش البريطاني ليفسح المجال للبوذيين لعمليات تصفية المسلمين بحرية. تامة حيث عيين رسميا البوذي الإرهابي اوشوخائن حاكما لأراكان ليقود حملات الإبادة ضد المسلمين قبل إخلائه المنطقة.

5 مايو 1942م إحراق قرية «شابق»، وقتل ثلاثين من أعيان المسلمين في آمباري وسينافارا في اكياب حيث شاهد الناس كومة جماجم القتلى لفترة طويلة من الزمن.

6 يونيو 1942م قتل الشيخ كريم فقير بيد البوذيين في بيته.

7 يونيو 1942م وضع المسلمون الحد من هذه المجزرة بفتح بوثيدنغ.

وفي واقع الأمر نجد أن تلك المجازر الرهيبة قد طالت كل أسرة مسلمة من الروهنجيا حيث قتل احد من أعضائها أو أكثر، ومن ضمن مائة ألف مسلم شهيد عشرون ألفا من العلماء والقادة إضافة إلى ذلك خمس مائة ألف من المشردين بلا ملجأ ولا مأوى وحوالي خمسون ألفا من اللاجئين في مخيمات "رنجبور" في البنغال، وبقتل علماء وقادة المسلمين أحدثت الفجوة والأزمة في القيادة لدى صفوف ألمسلمين ومن جراء ذلك لم يفلح المسلمون الروهنجيا في الحفاظ على حقوقهم المشروعة والاعتراف بصفتهم وهويتهم في المجلس التشريعي لبورما إبان الاستقلال، وهذا هو الهدف الرئيس لأعداء المسلمين الذين أحرزوا تقدما كبيرا في هذا السياق بان جعلوا المسلمون لا يستطيعون الحصول على حقوقهم المشروعة ولا حتى أدنى ضمانات في دستور بورما وبالتالي فتح الباب على مصراعيه لاستمرار الأعمال التعسفية وحملات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضدهم، بل إن استمرار سياسة التمييز العنصري ضدهم يعتبر من الأمور المشروعة.

وفي عام 1947م وقُبيل استقلال بورما، عقد مؤتمر في مدينة (بنغ لونغ) البورمية للتحضير للاستقلال ودعيت إليه جميع الفئات والعرقيات إلا المسلمين (الروهنجيا) لإبعادهم عن سير الأحداث وتقرير المصير، وفي يوم 4 يناير من سنة 1948 منحت بريطانيا الاستقلال لبورما شريطة أن تمنح كل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إن رغبوا في ذلك.

و لكن ما إن حصل البورميون على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم وعملوا على إحكام قبضتهم على أراكان وقاموا بممارسات بشعة ضد المسلمين متجاهلين حقوق سكان أراكان التاريخية والدينية والثقافية والجغرافية واللغوية والعرقية حيث لا تزال حتى يومنا هذا بعض آثار مساجدها ومدارسها وأربطتها تحكي مآثر مجدها التليد.

حملات التهجير ومخيمات اللجوء والبؤس:

أمّا حملات التهجير الجماعي والتشريد إلى المصير المجهول فيصل عددها إلى 6 حملات منظّمة وكبرى وشرد من خلالها قرابة مليون ونصف مسلم خارج وطنهم، وهكذا لا يكاد الأراكانيون يلتقطون أنفاسهم من محنة إلا وتغشاهم أخري، واستمر الاضطهاد والظلم وإلغاء الحقوق والمواطنة تدريجياً إلى يومنا هذا.

و لقد تمت عمليات التهجير الجماعي عبر 4 مراحل كبرى وهي:

الأولى: عام 1938م إبان الاحتلال البريطاني.

والثانية: عام 1948م مع بداية الاحتلال البورمي.

الثالثة: عام 1978م.

والأخيرة: عام 1991م.

سياسة التطهير العرقي ضد المسلمين:

أما التطهير العرقي والديني والإبادة الجماعية للمسلمين فهي مستمرة ولم تنقطع في ظل عزلة الإقليم عن العالم بالإضافة إلى أن جميع حكام المناطق التابعة للإقليم من البوذيين، ويكفي للتدليل على ذلك أنه بعد وصول الحكم العسكري عام 1962م شردت بورما أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش المجاورة، وفي عام 1982 ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم متوطنون في بورما بعد عام 1824م (عام دخول الاستعمار البريطاني إلى بورما) رغم أن الواقع والتاريخ يكذّبان ذلك، وفي عام 1991م شردت بورما حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش مرة أخرى.

وأما من تبقى من المسلمين في بورما فتمارس ضدهم سياسة الاستئصال عن طريق برامج إبادة الجنس وتحديد النسل، فالمسلمة ممنوع أن تتزوج قبل سن الـ25 أما الرجل فلا يسمح له بالزواج قبل سن الـ 30 من عمره، وإذا حملت الزوجة فلابد من ذهابها طبقاً لقرار السلطات الحاكمة إلى إدارة قوّات الأمن الحدودية (ناساكا) لأخذ صورتها الملوّنة كاشفة بطنها بعد مرور كلّ شهر حتّى تضع حملها، وفي كلّ مرّة لا بدّ من دفع الرسوم بمبلغ كبير وذلك للتأكّد كما تدعي السلطة من سلامة الجنين ولتسهيل إحصائية المولود بعد الولادة، ولكن لسان الواقع يُلوِّح بأنّ الهدف من إصدار هذا القرار المرير هو الاستهتار بمشاعر المسلمين وتأكيدهم على أنّه ليس لهم أيّ حقّ للعيش في أراكان بأمن وسلام، بالإضافة إلى عمليات الاغتصاب وهتك العرض في صفوف المسلمات اللاتي يموت بعضهن بسبب الاغتصاب، كما يتم إجبار المسلمين على العمل بنظام السخرة في معسكرات الاحتلال، وتم نقل مئات المسلمين من وظائفهم ويمنع أي مسلم من دخول الجامعات والكليات.

ومنذ عام 1988م قامت الحكومة بإنشاء ما يسمى بـ"القرى النموذجية" في شمال أراكانحتى يتسنى تشجيع أسر «الريكهاين» البوذيين على الاستقرار في هذه المناطق، كما أصدرت السلطات قراراً بحظر تأسيس مساجد جديدة وعدم إصلاح وترميم المساجد القديمة وتدمير المساجد التي تم بناؤها أو إصلاحها خلال عشر سنوات منصرمة في الإقليم، وبموجب هذا القرار فإن السلطة هدمت عشرات المساجد والمراكز الدينية واعتقلت المئات من علماء الدين وطلبة العلم.

ولقد انطلقت منذ بداية عقد التسعينيات وبعد إلغاء نتائج الانتخابات موجة من الاضطهاد أخذت شكل سياسة التطهير العرقي إزاء مسلمي أراكان المتمركزين خاصة في القسم الشمالي من البلاد ونتج عن ذلك تهجير ما بين 250 إلى 280 ألفا منهم نحو بنجلاديش، التي رفضت استقبالهم إلا بعد عدة جهود ليعيشوا في شروط قاسية داخل مخيمات تفتقد أدنى مقومات الحياة.

قانونا الجنسية في بورما:

سنت الحكومة البورمية عام 1948م قانونين كانا يكفلان الجنسية للمسلمين هناك، وبعد سنوات أشاعت الحكومة أن في القانونين مآخذ وثغرات وقدمت في 4 يوليو 1981م مسودة القانون الجديد الذي ضيق على المسلمين وصدر عام 1982م وهو يقسّم المواطنين كما يلي:

1- مواطنون من الدرجة الأولى وهم (الكارينون والشائيون والباهييون والصينيون والكامينيون).

2- مواطنون من الدرجة الثانية: وهم خليط من أجناس الدرجة الأولى.

3- مواطنون من الدرجة الثالثة: وهم المسلمون حيث صنفوا على أنهم أجانب دخلوا بورما لاجئين أثناء الاستعمار البريطاني حسب مزاعم الحكومة فسحبت جنسيات المسلمين وصاروا بلا هوية وحرموا من كل الأعمال وصار بإمكان الحكومة ترحيلهم متى شاءت.

ثم اقترحت حكومة البطش البورمية أربعة أنواع من الجنسية هي:

1- الرعوي.

2- المواطن.

3- المتجنس.

4- عديم الجنسية.

وللفئتين الأولى والثانية التمتع بالحقوق المتساوية في الشؤون السياسية والاقتصادية وإدارة شؤون الدولة.

أما الفئة الثالثة: فالجنسية إنما تؤخذ بطلب يقدم للحكومة بشروط تعجيزية، والفئة الأخيرة (عديم الجنسية) فيحتجز في السجن لمدة ثم تحدد إقامته في (معسكرات الاعتقال) ويفرض عليهم العمل في الإنتاج فإذا أحسنوا العمل يسمح لهم بشهادة تسجيل الأجانب على أن يعيشوا في منطقة محددة، وبهذا القانون طاردوا المسلمين وأصبحوا كاليتامى على مائدة اللئام مما عرضهم للاضطهاد والقتل والتشريد.

الحرمان من التعليم:

كما يتم حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلُّم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية ومن ثم يُعتقل عند عودته ويُرمى به في غياهب السجون ولا يقتصر الأمر عند ذلك بل يتم فرض عقوبات اقتصادية على مسلمي بورما مثل الضرائب الباهظة في كل شيء والغرامات المالية ومنع بيع المحاصيل إلاّ للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد لإبقائهم فقراء أو لإجبارهم على ترك الديار، وهذا يبين لنا بجلاء المخطط البوذي البورمي لإخلاء إقليم أراكان من المسلمين وذلك بطردهم منه أو إفقارهم وإبقائهم ضعفاء لا حيلة لهم ولا قوة كي يسهل استخدامهم كعبيد وخدم لهم.

خلاصة المآسي التي يعانيها المسلمون من قبل النظام في بورما:

أولاً : إلغاء جنسية المسلمين الروهنجيا في أراكان بموجب قانون المواطنة والجنسية والذي وضع في سنة 1982م.

ثانياً: حرمان المسلمين من حرية السفر والتنقل داخل البلد وخارجه.

ثالثاً: اعتقال المسلمين وتعذيبهم في المعتقلات بدون محاكمة.

رابعاً: إجبار المسلمين على القيام بأعمال السخرة دون أجر كتعبيد الطرق وحفر الخنادق في المناطق الجبلية البورمية.

خامساً: تهجير المسلمين وتشريدهم وتوطين البوذيين محلهم.

سادساً: مصادرة أوقاف المسلمين وأراضيهم الزراعية لفائدة البوذيين.

سابعاً: نهب أموال المسلمين ومنعهم من الاستيراد والتصدير أو ممارسة الأعمال التجارية.

ثامناً: أبواب الوظائف الحكومة مسدودة أمام مسلمي أراكان والنسبة الضئيلة منهم ممن تقلدوا الوظائف في عهد الاستعمار البريطاني أُجبروا على الاستقالة من وظائفهم.

تاسعاً: إقامة العقبات والعوائق أمام تعليم أبناء المسلمين في المدارس والجامعات الحكومية.

عاشراً: عدم السماح للمسلمين بالمشاركة في الندوات المؤتمرات الإسلامية العالمية.

وفي سنة 2010م صدر تقرير أوروبي عن الأوضاع المأساوية للمسلمين في بورما "أصدرته لجنة الشعوب المهددة بالانقراض" حيث أكد هذا التقرير على الحالة المأساوية للمسلمين الذين تمارس عليهم الحكومة العسكرية البورمية أبشع أنواع الإبادة كما أكد هذا التقرير أن أكثر من 1160من اللاجئين المسلمين والذين فروا من الاضطهاد من بورما تم اعتقالهم بعد وصولهم إلى بنغلادش في يناير 2010م وتم ترحيلهم إلى بورما، كما حذرت منظمة حقوق الإنسان الأمريكية " أطباء من اجل حقوق الإنسان" في تقرير صدر لها مؤخرا أن 20000 مسلم لاجئين في بنغلادش يعانون اليوم أوضاعا مأساوية ومهددين بالمجاعة كما يوجد 75000 لاجئ آخرين يعيشون في مخيمات اللاجئين على الحدود، كما تحدثت منظمة هيومان رايتش ووتش لحقوق الإنسان عن الانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها مسلمو الروهنيجا بإقليم أركان حيث تفرض عليهم أعمال السخرة والأحكام العرفية وتقيد حرية حركتهم وتدمر منازلهم ومساجدهم، إن هذه المأساة الإنسانية والتي يعيشها مسلمي أراكان ولعدة عقود من الزمن تعد واحدة من اشد مآسي الشعوب المسلمة في تاريخنا المعاصر، وما تقوم به اليوم الحكومة العسكرية الشيوعية والعنصرية في بورما في حق المسلمين يفوق بكثير ما تقوم به دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وخاصة في ظل تعتيم إعلامي عالمي عن هذه المأساة وتخاذل الدول المسلمة وخاصة تلك المجاورة لبورما في مد يد العون لهم، واليوم لابد من العمل على وضع إستراتيجية عمل عربي وإسلامي عاجلة لتعريف كل العالم بقضية مسلمي أراكان العادلة والعمل على نصرتها بكل الوسائل القانونية والمادية والمعنوية، ويتوجب على منظمة المؤتمر الإسلامي الاعتراف بمسلمي اراكان كعضو فيها ذلك ان كل القرارات والتوصيات التي أصدرتها المنظمة وأهمها الإقرار بالاضطهاد الواقع على مسلمي اراكان وحثَّ الدول الأعضاء على مساعدتنا سياسيًا ومعنويًا لم يعد كافياً

رابط المصدر
http://albayan.co.uk/article2.aspx?id=2177
 

بن ولي

Active member
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
9,048
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
مكة
أنَّات الجراح

26/01/34
عبدالله بن محمد الشلبي
العدد : 306

Share
826011434021852.jpg

أنَّات الجراح

أركان.. تلك الدولة الصغيرة التي ترزح تحت الاحتلال البوذي قبل أكثر من ستين عاماً.. قضية مجهولة.. وأمة تتجدَّد مآسيها كل حين.. لم تكن الجرح الوحيد.. لكنها الجرح المنسي!!

جيشٌ من الآلامِ يُوْغِلُ في دَمي
مَا بَالُ قومي يجهلونَ تَأَلُّمِي؟
ماذا أقول لكم؟ ودمعي واكف..
والجرح يقتلني.. ولم أتكلمِ
ماذا أقول لكم؟ وعيني لم تذق
طعمَ النُّعاسِ بغير طَعم تَأَلُّمِ
أأقول: إني من بقايا أمةٍ
ميلادها هي والعلا من توأمِ
بَنَت الحضارة.. واستطار شعاعها
يعلو على الدنيا.. ولم يتلثمِ
«أركان» تبكي من أساها أنةً
وقعت لدى قومي كصوت ترنم
صمتت.. فقد مَلَّ الفَضَاءُ أَنينَها!
لمْ تَلْقَ نُوْراً في الطريقِ المظلمِ
قف أيها التأريخ.. واسكب ها هنا
دمع اليتامى بالأنين وبالدم
رفعوا أكفهم.. ونادوا جهرة
بسواه جل جلاله - لا نحتمي
إن كنت للأقصى أقمت مآتماً
فأقم على «أركان» ألفي مأتم!!
واحفظ عن الإسلام ذل حماته
لم يبق فيهم للكرامة مُنْتَمي
جفت دموعهم.. على أجفانها
والفَذّ منا من رمى بالدرهم!
صور من التعذيب ليس لوصفها
إلا وعيد الله عند جهنم
يا راحلين عن الحياة وبؤسها
ليس الأسُودُ عن العرين بِنُوَّمِ
يوم انتصار الحق آت وعده
مهما تناهى الجرح في القلب الظمي
سيعود يوم النصر في بسماته
يعلو فم الثكلى.. وثغر اليُتَّم
وتعود ألحانٌ عِذَابٌ طالما
غابت عن الدنيا بليل أدْهَمِ
يا رب ليس لنا سواك.. وإننا
ندعوك في جنح الظلام الأبهم
إن غاب نصرك للضعيف فمن لنا؟
يشفي جراح الواهن المستسلم

http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=2446


 
أعلى