بركان يوسف شون
مراقب سابق
المطـــر وأبناء البرماويين
فكرة وتصوير : يوسف شون
كتابة وتعليقات على الصور : أبوسامر الأركاني
من عادة البشر أن يفرح بنزول المطر ، بل بمجرد رؤية الغيم في السماء تسود البهجة في نفوس الناس ـ صغاراً وكباراً ـ فالأطفال يخرجون ويتراقصون ، والمزارعون يستبشرون فرحين ومسرورين بهطول الأمطار ..
فالجميع يدعو من الله تعالى الخير ونفع البلاد والعباد ..
وللمجتمع البرماوي جوٌ خاص في استقبال الأمطار وكيفية التعامل معها ..
فقديماً عندما يظهر بوادر المطر .. الكلّ يسارع في بيته لتغطية بعض الأثاث أو الأشياء التي يجب حمايتها من المطر حتى لايتعرّض للتلف كالمفارش وغيرها ، والنساء يسارعن بجمع الملابس المنشورة في السطح ، وبعض المأكولات التي يُنشر في السطح كالفلفل ، واللحم الناشف أو الخبز والسمك الناشف وغير ذلك من هذا القبيل ..
فيخرج بعض الشباب بالشماسيه أو يضعون على رؤوسهم أكياس كبيرة للوقاية من البلل ـ والبعض خلاف ذلك ، يرتدون الـ(جلابيات ) أو الملابس الرياضية للاستمتاع بزخّات المطر فوق سطح البيت أو على سفوح الجبال ..
ومن جانب آخر .. ينتشر الأطفال في الشوارع مردّدين بأنشودة شعبية للأطفال :
[ زَورَو دير ، رَويـتَـو دير ، اُندوجّاري بيا دير ]
وهذه الأنشودة كانوا يردّدونها قديماً ، وخاصة في حالة نزول المطر الخفيف مع وجود أشعّة الشمس ـ والآن لايعرف الجيل الجديد شيئاً من مثل هذه الأهازيج الطفولية ..
وعندما تهطل الأمطار بغزارة ، يخرج شباب الحيّ لعمل قنوات تصريف المياه إلى اتجاه بعيد عن المنازل حفاظاً على سلامة بيوتهم وأزقّـتهم في الحارة وحتى لا يكون الحيّ عُرضةً لتجمّع مياه السيول فيكون عائقاً للمارّة وخطراً على الأطفال ، والبعض يدفع القمائم المتراكمة أمام بيته صوب مجرى المياه المتدفقة من أعالي الجبال لتزيلها من أمام بيته ..
وكانوا يبدأون أولاً بإزالة المياه من بيوتهم ، حيث أن أغلب البيوت كانت قبل عشرين وثلاثين سنة من ( صنادق ) وهي بيوت مبنيّة من الزنك و (الأبلكاش) وغير واقية من الأمطار بتاتاً ـ فمع أول قطرة من المطر تحدث ضجّة في المنزل ، ويعلم الجميع بهطوله بسبب ارتداد الصوت من الزنك ، فتدخل المياه وتتسرّب إلى الداخل من خلال الفتحات والثقوب الموجودة في السقف ..
أما في الوقت الراهن .. أكثر البيوت ( مسلّحة ) أو سقوفها مبنية من الاسمنت ـ تمنع تسرّب الأمطار .. فأحياناً ينزل المطر في الليل ـ وبعض الناس لايشعرون به ،إلا في الصباح ،
وأثناء نزول الأمطار .. الكل يستمتع بمشاهدتها من شرفات بيته أو من النوافذ ..
والصغار يلعبون أمام بيوتهم بالطين ـ فيصنعون منه أشكالاَ هندسية وبيوتاً جميلة ترتسم من خلالها الطفولية البريئة ..
وفي موسم المطر يأكل الناس غالباً الحمص الناشف الحار ـ ويُقال له ( سَنا )
ـ أو الحَبش المسلوق ـ ويسمّى ( مكّا غولا ) ـ أو الفشار وغيره ..
وبعضهم يطبخون الرز الحلو ـ ويُسمى [ بيني بات ] وهذا النوع من الرز يؤكل عادة في أيام الشتاء ـ فبعضهم يأكلونه مع النارجيل ، والبعض يأكله بالـ[شيره ] والبعض بالإدام ..
كلٌ على حسب ذوقه
http://www.facebook.com/media/set/?set=a.404796142929549.100246.100001975018385&type=1
فكرة وتصوير : يوسف شون
كتابة وتعليقات على الصور : أبوسامر الأركاني
من عادة البشر أن يفرح بنزول المطر ، بل بمجرد رؤية الغيم في السماء تسود البهجة في نفوس الناس ـ صغاراً وكباراً ـ فالأطفال يخرجون ويتراقصون ، والمزارعون يستبشرون فرحين ومسرورين بهطول الأمطار ..
فالجميع يدعو من الله تعالى الخير ونفع البلاد والعباد ..
وللمجتمع البرماوي جوٌ خاص في استقبال الأمطار وكيفية التعامل معها ..
فقديماً عندما يظهر بوادر المطر .. الكلّ يسارع في بيته لتغطية بعض الأثاث أو الأشياء التي يجب حمايتها من المطر حتى لايتعرّض للتلف كالمفارش وغيرها ، والنساء يسارعن بجمع الملابس المنشورة في السطح ، وبعض المأكولات التي يُنشر في السطح كالفلفل ، واللحم الناشف أو الخبز والسمك الناشف وغير ذلك من هذا القبيل ..
فيخرج بعض الشباب بالشماسيه أو يضعون على رؤوسهم أكياس كبيرة للوقاية من البلل ـ والبعض خلاف ذلك ، يرتدون الـ(جلابيات ) أو الملابس الرياضية للاستمتاع بزخّات المطر فوق سطح البيت أو على سفوح الجبال ..
ومن جانب آخر .. ينتشر الأطفال في الشوارع مردّدين بأنشودة شعبية للأطفال :
[ زَورَو دير ، رَويـتَـو دير ، اُندوجّاري بيا دير ]
وهذه الأنشودة كانوا يردّدونها قديماً ، وخاصة في حالة نزول المطر الخفيف مع وجود أشعّة الشمس ـ والآن لايعرف الجيل الجديد شيئاً من مثل هذه الأهازيج الطفولية ..
وعندما تهطل الأمطار بغزارة ، يخرج شباب الحيّ لعمل قنوات تصريف المياه إلى اتجاه بعيد عن المنازل حفاظاً على سلامة بيوتهم وأزقّـتهم في الحارة وحتى لا يكون الحيّ عُرضةً لتجمّع مياه السيول فيكون عائقاً للمارّة وخطراً على الأطفال ، والبعض يدفع القمائم المتراكمة أمام بيته صوب مجرى المياه المتدفقة من أعالي الجبال لتزيلها من أمام بيته ..
وكانوا يبدأون أولاً بإزالة المياه من بيوتهم ، حيث أن أغلب البيوت كانت قبل عشرين وثلاثين سنة من ( صنادق ) وهي بيوت مبنيّة من الزنك و (الأبلكاش) وغير واقية من الأمطار بتاتاً ـ فمع أول قطرة من المطر تحدث ضجّة في المنزل ، ويعلم الجميع بهطوله بسبب ارتداد الصوت من الزنك ، فتدخل المياه وتتسرّب إلى الداخل من خلال الفتحات والثقوب الموجودة في السقف ..
أما في الوقت الراهن .. أكثر البيوت ( مسلّحة ) أو سقوفها مبنية من الاسمنت ـ تمنع تسرّب الأمطار .. فأحياناً ينزل المطر في الليل ـ وبعض الناس لايشعرون به ،إلا في الصباح ،
وأثناء نزول الأمطار .. الكل يستمتع بمشاهدتها من شرفات بيته أو من النوافذ ..
والصغار يلعبون أمام بيوتهم بالطين ـ فيصنعون منه أشكالاَ هندسية وبيوتاً جميلة ترتسم من خلالها الطفولية البريئة ..
وفي موسم المطر يأكل الناس غالباً الحمص الناشف الحار ـ ويُقال له ( سَنا )
ـ أو الحَبش المسلوق ـ ويسمّى ( مكّا غولا ) ـ أو الفشار وغيره ..
وبعضهم يطبخون الرز الحلو ـ ويُسمى [ بيني بات ] وهذا النوع من الرز يؤكل عادة في أيام الشتاء ـ فبعضهم يأكلونه مع النارجيل ، والبعض يأكله بالـ[شيره ] والبعض بالإدام ..
كلٌ على حسب ذوقه
http://www.facebook.com/media/set/?set=a.404796142929549.100246.100001975018385&type=1
اسم الموضوع : المطـــر وأبناء البرماويين
|
المصدر : .: تراث الأجداد :.
