noorarts
New member
إن اتهام الناس من غير بينة وتلفيق التهم عليهم لحاجة في نفسه، مخالفة صريحة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد جاء في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (البينةُ على المدّعي، واليمين على من أنكر ). فأي إدعاء يقع على أي إنسان لا بد وأن تقوم عليه بينة ، فإن الإسلام شدد في حقوق المسلمين وجعل ذلك من الضرورات فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبة الوداع في اليوم المشهود : (أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ) .
فأعراض المسلمين مصونة لا يجوز لأي امرئ أن ينتهكها ، أو يشهر بها ، فكيف إذا كان انتهاك عرض المسلم والتشهير به عن غير بينة ؟ فمن خالف ذلك الأمر يكون مخالفاً للرسول صلى الله عليه وسلم.وكذلك فإن اتهام المسلمين من غير بينة ، وسبهم وتجهيلهم وتحقيرهم والإعراض عن مقارعة الحجة بالحجة ، لهو دليل العجز والضعف وقلة العلم ، وإلا ما الفائدة وراء إطلاق التهم المتعددة على العباد ـ كجاهل ، عميل ، حاقد ـ وغيرها من غير الإتيان بدليل ؟ بل لماذا يلجأ المرء إلى مثل هذه التهم وعنده البينة ؟
إن اتهام الناس وتوزيع الألقاب عليهم من غير بينة ، هو سياسة ماكرة يستعملها الكافرون للصد عن سبيل الله سبحانه لعدم استطاعتهم الإتيان ببينة تدل على صدق مزاعمهم ، وهذا هو حال بعض الناس الذين يصدرون الاتهامات على عباد الله من غير بينة اللهم إلا أنهم يخالفونهم الرأي ، أو يردون على بعض شبهاتهم .
وهذه القضية مبنية على أكذوبة أننا أصحاب دعوة حق ، ومن يخالفنا يكون مخالفاً للحق ،وكل مخالف للحق متهم مجروح ، نعم هذا هو دليلهم ، وهذه هي مرجعيتهم ، فلو أنهم أقاموا ولاءهم وبراءهم على قاعدة قولنا صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب ، لعلموا يقيناً أنهم لا يمثلون الحق ، ولا ينحصر الحق في دعوتهم ، بل قد يكون الحق مع غيرهم ، وعليه لا ينظرون إلى مخالفيهم على أنهم حجر عثرة أمام العمل الإسلامي ، وأنهم يهدمون ما يبنون ، وأن من رد عليهم يعتبر مخالفاً للحق حاقداً على أتباعه ، ولكنها للأسف التربية الحزبية السخيفة التي تربي أبناءها على تقديس الأشخاص واستلهام الحق من أفواههم وأعمالهم ، وأن كل من يخالفهم فهو مخالف للحق معاد له ، لا بد من استباحة عرضه دون أدنى ورع .
ويا ليت المسألة وصلت إلى هذا الحد ، بل تعدته إلى ما هو أعظم منه ، تعدت إلى الحكم على بواطن العباد والشق عن قلوبهم ، فإنك ترى الرجل يعتاد المساجد ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ولا يقع في فاحشة ، ولا ... ولا ... إلى غيره ، ومع ذلك يتهم بنفسه ، كأن يقال :هذا منافق ، أو هذا حاقد ، فسبحان الله إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكشف عن المنافقين الخلص الذين علم نفاقهم بالوحي رغم الأخطار التي تصيب الأمة منهم ،ولم يأمر المسلمين باتهامهم ، فكيف بمن حُكم بنفاقه لمجرد أنه مخالف للحزب الفلاني أو منتقد له ؟؟؟؟
فانظر أخي الحبيب كيف يتبرأ الرسول صلى الله عليه سلم من الذين لا يعرفون للعلماء حقوقهم ، فكيف بمن يتهجم عليهم أو يتهمهم ؟ إنها والله مسألة عظيمة لا يقع فيها إلا أصحاب الهوى ضعاف الإيمان أتباع الرجال نسأل الله العافية .
واعلم أيضاً أخي الحبيب ، أن العالم لا يجوز تتبع زلاته أو إظهارها أو التحدث بها إلا أن تكون حداً من حدود الله سبحانه لما جاء في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود) . أخرجه أبو داود وأحمد.
وهذا حديث صريح الدلالة بعدم جواز انتهاك حرمة العلماء وتتبع عثراتهم ، وأنه يعفى عن زلاتهم إلا أن تكون حداً من حدود الله سبحانه ، فانظر يرحمك الله إلى ما يقع فيه المتحزبون اليوم واحكم عليه من خلال المقاييس الشرعية وانظر ماذا ترى ؟
منقول للفائدة
نور الاسلام دليل الرحمنوهذه القضية مبنية على أكذوبة أننا أصحاب دعوة حق ، ومن يخالفنا يكون مخالفاً للحق ،وكل مخالف للحق متهم مجروح ، نعم هذا هو دليلهم ، وهذه هي مرجعيتهم ، فلو أنهم أقاموا ولاءهم وبراءهم على قاعدة قولنا صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب ، لعلموا يقيناً أنهم لا يمثلون الحق ، ولا ينحصر الحق في دعوتهم ، بل قد يكون الحق مع غيرهم ، وعليه لا ينظرون إلى مخالفيهم على أنهم حجر عثرة أمام العمل الإسلامي ، وأنهم يهدمون ما يبنون ، وأن من رد عليهم يعتبر مخالفاً للحق حاقداً على أتباعه ، ولكنها للأسف التربية الحزبية السخيفة التي تربي أبناءها على تقديس الأشخاص واستلهام الحق من أفواههم وأعمالهم ، وأن كل من يخالفهم فهو مخالف للحق معاد له ، لا بد من استباحة عرضه دون أدنى ورع .
ويا ليت المسألة وصلت إلى هذا الحد ، بل تعدته إلى ما هو أعظم منه ، تعدت إلى الحكم على بواطن العباد والشق عن قلوبهم ، فإنك ترى الرجل يعتاد المساجد ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ولا يقع في فاحشة ، ولا ... ولا ... إلى غيره ، ومع ذلك يتهم بنفسه ، كأن يقال :هذا منافق ، أو هذا حاقد ، فسبحان الله إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكشف عن المنافقين الخلص الذين علم نفاقهم بالوحي رغم الأخطار التي تصيب الأمة منهم ،ولم يأمر المسلمين باتهامهم ، فكيف بمن حُكم بنفاقه لمجرد أنه مخالف للحزب الفلاني أو منتقد له ؟؟؟؟
فانظر أخي الحبيب كيف يتبرأ الرسول صلى الله عليه سلم من الذين لا يعرفون للعلماء حقوقهم ، فكيف بمن يتهجم عليهم أو يتهمهم ؟ إنها والله مسألة عظيمة لا يقع فيها إلا أصحاب الهوى ضعاف الإيمان أتباع الرجال نسأل الله العافية .
واعلم أيضاً أخي الحبيب ، أن العالم لا يجوز تتبع زلاته أو إظهارها أو التحدث بها إلا أن تكون حداً من حدود الله سبحانه لما جاء في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود) . أخرجه أبو داود وأحمد.
وهذا حديث صريح الدلالة بعدم جواز انتهاك حرمة العلماء وتتبع عثراتهم ، وأنه يعفى عن زلاتهم إلا أن تكون حداً من حدود الله سبحانه ، فانظر يرحمك الله إلى ما يقع فيه المتحزبون اليوم واحكم عليه من خلال المقاييس الشرعية وانظر ماذا ترى ؟
منقول للفائدة
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : اياكم واتهام الناس جزافا
|
المصدر : .: أخبارنا العامة :.