صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
كلما شاهدت مسناً يمشي على الأرض يجر خطواته العرجاء وتبدو على جسده آثار الزمن ومغيرات الأيام أتساءل من أوصلك أيها الإنسان إلى هذه الحالة؟ بعد أن كنت طفلاً ثم شاباً قوياً ثم رجلاً ثم كهلاً عاجزاً حتى أصبحت منحني الظهر، فاتر القوى، متهالك الأعضاء، أتساءل من بيّض شعر رأسك بعد أن كان في السواد يضرب به المثل؟ ومن جعلك تتأذى بالقليل من كل شيء بعد كنت تقاوم كل الحالات وسائر الظروف ؟ فقليل من البرد يرعش أطرافك وقليل من الحر يكدر مزاجك ولا تستطيع الصبر، ووخزة بسيطة في قدمك أو أناملك تجعلك لا تنام الليالي الطوال؟ سبحان الله من غيرك؟؟؟
لا تكاد تنتهي هذه الأسئلة حتى يأتي الجواب مدوياً صارخاً يزيل كل الحجب ويرفع كل الأغطية لتظهر حقيقة صعبة يعترف بها كل الناس ويؤمن بها كل الخلائق وربما آمن بها العجماوات ودواب الأرض التي لا تعقل . هذه الحقيقة تكاد تكون مطردة في كل موجود على وجه البسيطة ..إنها حقيقة التغير نعم كلنا يؤمن بأنه ما ثم شيء إلا ويهزه ريح التغيير ولا ثم صلب إلا ويلينه طقس التغيير هكذا قدر الله أن تكون هذه الحياة وهكذا شاء الباري سبحانه أن تمضي سفينة الكون تحت هذا الشراع وبهذا الشعار ولو تجاوزنا سائر المخلوقات ووقفنا عند هذا الإنسان لرأينا العجب العجاب ولشاهدنا فيه من أنماط التغير ما لا يحصيه إلا خالقه الذي أقسم بأنه في تغير مستمر وتحول دائم يقول سبحانه (فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق لتركبن طبقاً عن طبق) هذا القسم العظيم تأكيد واضح جلي لتلك الحقيقة المستغفلة حقيقة التغير والتي بدأت مع الإنسان منذ كان نطفة في رحم أمه ولا يتوقف حتى يستقر في جنة أو نار فحتى بعد موت الإنسان تظل هذه الحقيقة تؤدي دورها فيصبح الإنسان متحلل الأعضاء ثم تذوب كل أجزاء جسده تدريجياً حتى العظام إلا عجب الذنب ولن تقف أطوار التغير في الإنسان عند هذا الحد فحسب بل هناك تغير آخر حين يبعث الله هذا الإنسان مرة أخرى ...
إن الإحساس بهذا التغير وذلك التحول الذي يفرض نفسه يجعل الإنسان واقفاً أمام حقيقة أخرى تقول بأن كل شيء مصيره الفناء والانتهاء مهما طالت مرحلة تغيراته، ومهما طال بقاؤه متغيراً متحولاً من حال إلى حال، فهذه الجبال مثلاً تبقى وتبقى تتقلب من هيئة لأخرى على مر الدهور حتى تفنى وتزول ولا يبقى إلا الباقي سبحانه (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ...
هاتان الحقيقتان توحيان لك أيها الإنسان بأن وراء هذه الدنيا داراً أخرى سيسوقك القدر إليها وإن طال البقاء، وبأن صخب الحياة ستنقلب في يوم ما إلا هدوء وسكون وبأن كل متحرك سيقف لا محالة، آجلاً أو عاجلاً . ودعني أيها الإنسان أغوص قليلاً في داخلك لأقول لك إن دماء جسدك التي تجري الآن في عروقك ستقف وأن نبضات قلبك التي تعمل بحيوية ونشاط ستسكن، وأن عينيك اللتين تقرأ بهما هذه الأسطر ستغمض غمضاً لا ترمش بعدها أبداً ...
إذن كيف تستطيع أيها الإنسان أن تجعل من هذا التغير الذي أنت في معمعته سلماً للنجاة ومخرجاً تكون أنت الرابح فيه؟ تستطيع ذلك إذا حاولت أن تطوّع هذا التغير في حياتك إلى الأحسن والأفضل وسعيت في استغلال المدة المحددة لك أحسن استغلال بفعل ما أوجب الله عليك واجتناب ما نهى عنه واستثمار الفرص قبل زوالها واهتبال كل سانحة بما يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة، ومن هنا جاءت الإشارة النبوية في ذلك حين قال عليه الصلاة والسلام (اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك وصحتك قبل سقمك ) ما أجمل هذا الوصف لدوامة الحياة وتقلباتها !! وما أروع هذه الوصية لمن علم أن هذه الدنيا لا تساوي جناح بعوضة ...
لا تكاد تنتهي هذه الأسئلة حتى يأتي الجواب مدوياً صارخاً يزيل كل الحجب ويرفع كل الأغطية لتظهر حقيقة صعبة يعترف بها كل الناس ويؤمن بها كل الخلائق وربما آمن بها العجماوات ودواب الأرض التي لا تعقل . هذه الحقيقة تكاد تكون مطردة في كل موجود على وجه البسيطة ..إنها حقيقة التغير نعم كلنا يؤمن بأنه ما ثم شيء إلا ويهزه ريح التغيير ولا ثم صلب إلا ويلينه طقس التغيير هكذا قدر الله أن تكون هذه الحياة وهكذا شاء الباري سبحانه أن تمضي سفينة الكون تحت هذا الشراع وبهذا الشعار ولو تجاوزنا سائر المخلوقات ووقفنا عند هذا الإنسان لرأينا العجب العجاب ولشاهدنا فيه من أنماط التغير ما لا يحصيه إلا خالقه الذي أقسم بأنه في تغير مستمر وتحول دائم يقول سبحانه (فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق لتركبن طبقاً عن طبق) هذا القسم العظيم تأكيد واضح جلي لتلك الحقيقة المستغفلة حقيقة التغير والتي بدأت مع الإنسان منذ كان نطفة في رحم أمه ولا يتوقف حتى يستقر في جنة أو نار فحتى بعد موت الإنسان تظل هذه الحقيقة تؤدي دورها فيصبح الإنسان متحلل الأعضاء ثم تذوب كل أجزاء جسده تدريجياً حتى العظام إلا عجب الذنب ولن تقف أطوار التغير في الإنسان عند هذا الحد فحسب بل هناك تغير آخر حين يبعث الله هذا الإنسان مرة أخرى ...
إن الإحساس بهذا التغير وذلك التحول الذي يفرض نفسه يجعل الإنسان واقفاً أمام حقيقة أخرى تقول بأن كل شيء مصيره الفناء والانتهاء مهما طالت مرحلة تغيراته، ومهما طال بقاؤه متغيراً متحولاً من حال إلى حال، فهذه الجبال مثلاً تبقى وتبقى تتقلب من هيئة لأخرى على مر الدهور حتى تفنى وتزول ولا يبقى إلا الباقي سبحانه (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ...
هاتان الحقيقتان توحيان لك أيها الإنسان بأن وراء هذه الدنيا داراً أخرى سيسوقك القدر إليها وإن طال البقاء، وبأن صخب الحياة ستنقلب في يوم ما إلا هدوء وسكون وبأن كل متحرك سيقف لا محالة، آجلاً أو عاجلاً . ودعني أيها الإنسان أغوص قليلاً في داخلك لأقول لك إن دماء جسدك التي تجري الآن في عروقك ستقف وأن نبضات قلبك التي تعمل بحيوية ونشاط ستسكن، وأن عينيك اللتين تقرأ بهما هذه الأسطر ستغمض غمضاً لا ترمش بعدها أبداً ...
إذن كيف تستطيع أيها الإنسان أن تجعل من هذا التغير الذي أنت في معمعته سلماً للنجاة ومخرجاً تكون أنت الرابح فيه؟ تستطيع ذلك إذا حاولت أن تطوّع هذا التغير في حياتك إلى الأحسن والأفضل وسعيت في استغلال المدة المحددة لك أحسن استغلال بفعل ما أوجب الله عليك واجتناب ما نهى عنه واستثمار الفرص قبل زوالها واهتبال كل سانحة بما يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة، ومن هنا جاءت الإشارة النبوية في ذلك حين قال عليه الصلاة والسلام (اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك وصحتك قبل سقمك ) ما أجمل هذا الوصف لدوامة الحياة وتقلباتها !! وما أروع هذه الوصية لمن علم أن هذه الدنيا لا تساوي جناح بعوضة ...
اسم الموضوع : خاطرة: من أحنى ظهرك أيها الإنسان؟!
|
المصدر : .: بوح المشاعر :-: خاص بأقلام الأعضاء :.
