الأربعاء 15/05/1434 هـ 27 مارس 2013 م العدد : 4301
حل مشكلة البرماويين .. ودموع الفيصل أصدق تعبير !
علي محمد الرابغي
بالأمس وبالتحديد يوم السبت الماضي وتحت شمسنا وتحت سمائنا وعلى أرضنا .. الأرض المقدسة .. أنصت الكون وأصغى العالم لحدث تاريخي بامتياز ولا يمكن قراءته في غير هذا السياق.
عندما يكون الحاكم أمينا مع مسؤوليته .. صادقا مع نفسه إنما يفسح المجال لما ينطوى فى داخله من نوايا طيبة ونزيهة وأمينة وصادقة فى شفافية لا تعرف الزيف أو التصنع .. وبقدرة الله ومن خلال الطاقة الايمانية يذهب بعيدا فى مشوار تحقيق الاهداف النبيلة الكريمة لا يألو على شيء متى ما كان الهدف ساميا وواضحا ويمتلك ناصية الزخم .. فتنقاد له الارادة وتنصاع.
بالأمس شهدت منطقة مكة المكرمة تحولا طالما انتظره المواطنون كثيرا .. وسجل وسطر خالد الفيصل في سفر التاريخ بمداد الفرحة الغامرة ووسط مشاعر الوطن الفياضة بالفخر والاعتزاز .. وترجم الدعم اللامحدود من قبل خادم الحرمين الشريفين .. الذى تجاوب حفظه الله مع أمير منطقة مكة المكرمة بخصوص مشروع تصحيح أوضاع الجالية البرماوية بالمملكة .. وكان أن انطلق الامير وفى خلال فترة قياسية يرسم استراتيجية هذه التجربة الفريدة على مستوى العالم والتي تعني بالمعالجة الكاملة الشاملة لهذه الفئة الكريمة .. التى استوطنت الجوار .. جوار بيت الله الحرام وكان أن تجاوبت الادارة في منطقة مكة المكرمة واستطاعت أن ترسم استراتيجية المشروع الذى استهدف معالجة جذرية للأحياء العشوائية .. وهنا استعير ما جاء على لسانه .. (إن مشروعكم معالجة جذرية لهذه الأحياء العشوائية، ومن ضمن ميزات هذا المشروع، أنه لا يقتصر فقط على إعادة تخطيط وبناء وعمران هذه الأحياء بطريقة عصرية، وإنما يعالج مشكلة الإنسان في هذه الأحياء، وعندما يتسع هدف المشروع ليعالج مشكلة أكثر من 400 ألف إلى 500 ألف إنسان معالجة إنسانية، معالجة صحية، معالجة اجتماعية، معالجة عملية ومعالجة تحضيرية، عندما يشمل هذا المشروع كل هذه العناصر، فإنه يمثل القيم والأخلاق الإسلامية التي يتميز بها إنسان المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا.
إنها لحظة من أجمل لحظات عمري، أن أرى هذه المجموعة الكبيرة من إخواني المسلمين، الذين تشرفنا بمجاورتهم في هذا البلد الأمين طوال سنين عديدة ونحن نأمل ونتطلع إلى اليوم الذي تصحح فيه أوضاعهم في بلدهم المملكة).
حقا إنه حدث تاريخي بكل المقاييس دخل به الفيصل التاريخ من أوسع أبوابه.
دموع الأمير أصدق عبارة :
تفاعل الأمير الإنسان مع هذا الحدث الذي تحقق على أرض الواقع بعد جهد كبير .. وقد حاولت الادارات السابقة وبذلت جهودا كبيرة ولكن كان فضل الله كبيرا على هذه المنطقة وعلى أميرها وفريق العمل الذي كان معه .. فكان هذا الإنجاز الكبير الرائع الذي تفجرت معانيه الحسية والمادية ورسمت على جبال مكة وسفوحها ملحمة إنسانية نبيلة وحضارية عندما استطاعت الإمارة من خلال قائدها أن تجتاز هذه العقبة الكأداء وتعمد إلى توطين هذه الفئة الكبيرة نحو نصف مليون لتشملهم الرعاية الكريمة تحت مظلة القانون والعيش المستقر والامن وفقا للنظام.. ولعل الخطوات التالية تكون على نفس هذا المستوى من العمق الاستراتيجى وتكفل معالجة بقية الأقليات حتى تغطى مظلة القانون والنظام كثيرا من هؤلاء وتوفر لهم العيش الكريم الآمن والاتساق والتناسق والتكيف مع المجتمع واحترام قوانينه.
وذلك مطلب إنسانى يستشرف كل مواطن من أجل أن تكون درجة الوضوح كبيرة وأن نعيش جميعا فى سلام وطمأنينة .. وأن تغيب السلبيات الناجمة عن هذه العشوائيات والسلوكيات الجانحة الخارجة على القانون لننعم جميعا بخيرات هذا البلد ونعمل يدا واحدة من أجل العيش الكريم على هذه الارض المباركة ونخلص إلى احترام هذه المقدسات واحترام حجاج بيت الله ومعتمريه وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهنا يحق لمنطقة مكة المكرمة ولكل فرد فيها من صغير وكبير أن يتوجه بالشكر الجزيل للقيادة الكريمة ويشد من أزرها لمثل هذه الإنجازات.
(لمثل هذا فليعمل العاملون)
وفق الله العاملين كل العاملين المخلصين الذين يقدرون الأمانة حق قدرها ويعملون تحت راية الإحساس بأن رقابة الله هي العليا .. من لا يخفى عليه خافية .. وأن العيش على هذا الثرى يرتب أمانة شرف الإقامة في هذه البقاع المقدسة وهو شرف لو تعلمون عظيم .. وحسبي الله ونعم الوكيل.
المصدر
اسم الموضوع : حل مشكلة البرماويين .. ودموع الفيصل أصدق تعبير
|
المصدر : .: أخبارنا العامة :.