جواد البحر
Active member
شعب الروهينجيا في اقليم اراكان يواجه الابادة على يد القوات البورمية والعصابات البوذية وتحت سمع وبصر وانظار العالم «المتحضر» الرافع لواء حقوق الانسان والمدافع عن الحريات في كل مكان! هذه الابادة تجسدها تقارير وصور وتصريحات يكشفها هذا الملف ويسلط الضوء على الجرائم التي ترتكب بحق افراد هذا الشعب المسلم المكافح والذي لا جريرة له سوى تمسكه بدينه في هذه البقعة المظلمة من العالم.
الملف يطرح الاسئلة الاهم ويجيب عنها:
ما اسباب هجرة المسلمين من بورما وخاصة اقليم اراكان؟ وماذا تعرف عن قانون المواطنة في بورما؟ وماذا تعرف عن درجات الجنسية وكيف طرد قرابة المليونين من مسلمي اراكان الى الحدود المجاورة عبر التاريخ؟
الملف يطرح القضية من جذورها ويعيد توثيقها في هذه الملفات.
اتفقت شهادة العدول من العلماء وأهل الثقة على ضعف جهود الجمعيات والمنظمات الاسلامية الناطقة باسم مسلميين بورما، وقد استفسرنا من أكثر من عشرين مندوبا للمدارس الاسلامية في أراكان الذين يأتون إلى الملكة العربية السعودية في موسم الحج عن طريق بنغلاديش لجمع التبرعات لصالح مدارسهم الاسلامية هناك، أكدوا أنهم لا يقدمون أي مساعدات للمدارس هناك، كما أن هؤلاء الذين يقودون هذه المنظمة غير مؤهلين وغير صادقين في أقوالهم وأفعالهم ونفوا بشدة وذكروا أنهم لم يحصلوا على أية مساعدات مالية من هذه المنظمة، ولكن أصحاب هذه المنظمة يدعون أنهم يشرفون على أربع عشرة مدرسة والعديد من المكتبات الاسلامية والثقافية والمساجد ويوجد لهم أكثر من أربعمائة طالب يدرسون في مختلف المدارس على حسابهم الخاص.
رابعا: جمعية علماء روهينجيا
يقول الباحث: انشئت هذه الجمعية قبل بضع سنوات بهدف ضم جميع علماء الدين الروهينجيين الدينيين تحت لواء الجمعية. ويرأسها الشيخ محمد عقيل قاسمي ومقرها في بنغلاديش ونائب الرئيس يقيم حاليا في كراتشي في باكستان وليس لهما نشاط بارز ملموس يذكر إلا أن رئيس الجمعية زار رابطة العالم الإسلامي في عام 1400هـ ونشروا أخبارهم في جريدة اخبار العالم الإسلامي التي تصدرها الرابطة.
خامسا: منظمة اتحاد المجاهدين الروهينجيين
تكونت هذه المنظمة قبل أكثر من ثلاث سنوات تقريبا ويرأسها حنيف راغب ويضم تحت لوائه بعض عوام الناس وبعض طلبة العلم الذين يدرسون في خارج بورما ولا يوجد للمنظمة نشاط في الوجود حتى الآن إلا الاسم فقط، ومعظم الأعضاء غير جديرين بالثقة لدى عموم المسلمين.
سادسا: حركة الجهاد الإسلامي لمسلمي أراكان
ويرأسها الشيخ عبدالقدوس الأراكاني ونائبه عبدالحميد مجاهد وأنشئت هذه الحركة قبل أكثر من تسع سنوات لإحياء الجهاد الإسلامي ومقرها في كراتشي بباكستان وقد نشر عنهم تقرير في جريدة أخبار العالم الإسلامي بتاريخ 7/3/1409هـ في العدد 1092 وهدفهم إعلاء كلمة الله واسترداد الحقوق المسلوبة. وقائد هذه الحركة يبلغ من العمر أكثر من سبعين عاما وظروفه الصحية لا تساعده على القيام بهذه المهام الكبيرة وعلى الوجه المطلوب.
سابعا: منظمة كاثولي مسلم
أسستها الأقلية الإسلامية في ولاية كارين بالتنسيق مع جماعة كارين المسيحية التي تقاتل باستمرار من أجل استقلال ولايتهم المذكورة وقد انضم معهم بعض الشباب المسلمين البورميين من مناطق متعددة: مثل رانجون العاصمة، مندلاي، وخصوصا الذين شعروا بهضم حقوقهم.
ثامنا: منظمة مسلمي بورما
تكونت هذه المنظمة منذ بضع سنوات وتدعي أن مقرها ورجالها في الحدود التايلندية البورمية وقد كان هدفهم الحصول على الحقوق المشروعة للمواطنين كالقوميات الأخرى ورئيس هذه المنظمة هو مصطفى كمال واسمه بالبوذي «شالا» ويقيم حاليا في تايلند ونائبه محمد الياس الحائز شهادة البكالوريوس من جامعة رانجون.
تاسعا: جبهة أراكان روهينجيا الإسلامية
يقول الباحث ان هذه الجبهة يرأسها محمد شاه وقد زار المملكة العربية السعودية قبل عدة ما يقارب عشر سنوات أو أكثر ويقال إنه شخص غير متزن في سلوكه ومنهجه وزار سورية وأفاد الباحث بأن بعض البورماويين الموثوقين أفادوا بأن أحد أعضاء هذه الجبهة زار المملكة والرابطة في الأعوام الماضية وهو محمد رفيق والذي يسمي نفسه بالدكتور محمد رفيق.
عاشرا: رابطة الطلاب المسلمين الروهينجيين
أسست هذه الرابطة مجموعة من الطلبة الروهينجيين المتواجدين في خارج بورما خصوصا في باكستان بهدف جمع شمل طلاب الروهينجيين في الارج وفي داخل بورما وذلك لتسهيل سبل التعليم والحصول على المنح الدراسية لهم من جامعات العالم الإسلامي في التخصصات المتنوعة نظرا لعدم إتاحة فرص التعليم لهم من الحكومة البورمية حيث انتشر في صفوف ابناء المسلمين الجهل والأمية ومقر هذه الرابطة مدينة كراتشي في باكستان ونشاطهم يتضمن الوعظ والارشاد وعقد ندوات وإقامة المخيمات بين الطلاب الروهينجيين المتواجدين في مختلف الدول الإسلامية.ويذكر الباحث ان هناك اسبابا عدة ادت الى عدم نجاح هذه الجبهات والمنظمات في تحركاتها ومنها ما يلي:
1 ـ ان عدد المسلمين الروهينجيين في اراكان اقل نسبة من البوذيين، اذ يبلغ مجموع المسلمين الروهينجيين نحو 1070272 مسلما روهينجيا وتعداد البوذيين نحو مليوني بوذي المعروفين بالماغ، وقد ازداد عددهم هناك بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قرابة نصف مليون مسلم روهينجي من اربع عشرة مدينة اراكانية وقراها اثناء الحرب العالمية الثانية وذلك جراء هجمات البوذيين، وسكنهم الانجليز في داخل البنغال واصبحوا فيما بعد ضمن سكان بنغلاديش ولم يبق من تلك المدن وقراها سوى نسبة قليلة ولم تتجاوز اكثر من 10%.
ويتواجد المسلمون الروهينجيون الآن في اقصى شمال اراكان في منطقتي مندو وبسيدونغ وهما مدينتان متجاورتان وتفصل بينهما مسافة 20 كيلومترا، ونسبة المسلمين فيها نحو 90% وفي الجنوب مدينة اكياب وهي عاصمة اراكان وتبعد عن المدينتين المذكورتين قرابة 150 كيلومترا، ونسبة المسلمين فيها نحو 30% وكان نسبتهم قبل الحرب العالمية الثانية اكثر من 70%.
وبهذه الحقائق، يبدو ان اراضي اراكان لم يبق في ايدي المسلمين سوى جزء بسيط وهذا مما يضعف تحركات المسلمين وخصوصا رجال المنظمات والجمعيات.
2 ـ لا يوجد اتفاق ولا اجماع بين المسلمين الروهينجيين على القيام بالحركات التحررية، ووجدت هذه الحركات المشار اليها من بعض الافراد قام البعض منه بحسن النية وبعض الآخر لاغراض شخصية.
3 ـ ان اغلب الروهينجيين غير راضين عن هذه الجمعيات والمنظمات واغلبها انشئ لاغراض شخصية لعدم ثقتهم في هذه المنظمات والجمعيات.
4 ـ ان اكثر هذه الجمعيات والمنظمات المشار اليها غير معروف لدى عامة مسلمي بورما.
أدوار الدول والحكومات والمنظمات والهيئات الإسلامية تاريخيا
حظيت قضية اراكان المسلمة بأدوار متباينة من النصرة والخذلان عبر تاريخها الطويل وصراعها المرير مع القوى البوذية الغاشمة في بورما، وفي هذا التقرير التاريخي نستعرض هذه المواقف والادوار ليتعرف عليها الجيل الروهينجي الجديد، وكما هو مفصل فيما يلي:
دور رابطة العالم الإسلامي في قضية مسلمي بورما
قام محمد صفوت السقا الامين العام المساعد لرابطة العالم الاسلامي على رأس وفد من الرابطة بجولة تفقدية الى منطقة الحدود في بنغلاديش وبورما وذلك لتقصي الحقائق عن اوضاع اللاجئين البورميين المسلمين في معسكرات اللاجئين في بنغلاديش، والتعرف الى الاسباب التي ادت الى هذه الهجرة الجماعية، وكان من ضمن الوفد محمد التيجاني سكرتير ادارة المؤتمرات بالرابطة، وقد ادلى صفوت بالتصريح التالي: بدأت مكة المكرمة جهودها المضنية لنصرة قضية المسلمين البورميين مع حكومة بورما، حيث شكر حكومة بنغلاديش على ضبط النفس وتصرفاتها الحكيمة امام كل هذه التحديات.
ويقود صفوت: سعينا الى السماح للمفتي محمود داود يوسف مفتي المسلمين في بورما بان يزور مكة المكرمة وارسلنا له تذكرة الطائرة وشهادة اننا سنتحمل كل نفقاته لكنه رفض.
وفي العام الماضي ارسلنا 6 تذاكر للمنظمات الاسلامية في بورما فرفضت السماح لهم بالحج، فلجأنا الى الدول الصديقة للتوصل لدى الحكومة البورمية لتحسين اوضاع المسلمين في بورما لكنها رفضت، وارسلنا 3 وفود للاتصال بالحكومة البورمية مباشرة ولكن عادت الوفود بخفي حنين، ثم لجأنا للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ووزعت الرابطة تقارير مكتوبة من مسلمي بورما، وفي ابريل الماضي في مدينة دكار عاصمة السنغال اجتمع وزراء خارجية الدول الاسلامية فقدمت الرابطة لهم مذكرة عن احوالالمسلمين في بورما.
رابطة العالم الاسلامي بادرت بمد يد العون وقدمت 180 ألف تيكا بنغلاديشية وقدمت فريقا طبيا مكونا من سبعة اطباء من بنغلاديش مع فريق من الممرضين في معسكرات اللاجئين.
كما قدمت الرابطة فريقا من المدرسين يتألف من أربعة عشر مدرسا لتعليم الاطفال وسبعة أئمة لامامة المسلمين في معسكراتهم واقامة سبعة مساجد متنقلة وذلك بالتعاون مع سلطات بنغلاديش.
كما تقدمت الرابطة بتقرير شامل عن أوضاع المسلمين اللاجئين البورميين مدعما بالصوت والصورة للدكتور كورت فالدهايم الامين العام للامم المتحدة واللجنة الدولية لحقوق الانسان.
كما أصدرت رابطة العالم الاسلامي بيانا يوم امس حول احوال المسلمين في بورما والاضطهاد الذي يتعرضون له على ايدي السلطات البورمية وناشدت الرابطة جميع الدول الاسلامية بأن تعيد النظر في علاقاتها مع بورما ومعاملتها كدولة عنصرية واستعمارية وفيما يلي نص البيان:
«تابعت الامانة العامة لرابطة العالم الاسلامي بكل قلق ما تناقلته وكالات الانباء العالمية من قيام الحكومة البورمية مدعمة بقواتها المسلحة بعملية طرد جماعي لعشرات الآلاف من رعاياها المسلمين بما فيهم نساؤهم واطفالهم الابرياء الامر الذي عرضهم الى المآسي والتشرد والضياع.
إن هذه الاعمال اللاانسانية ليست جديدة على هذه الحكومة العنصرية الباغضة فقد دأبت منذ توليها السلطة على تصفية الوجود الاسلامي بالتعاون مع قوات البغي العالمية وذلك باتخاذ مختلف الاجراءات التعسفية المجحفة الآتية.
٭ منع المسلمين من أداء فريضة الحج وعدم السماح للموظفين المسلمين من اداء صلاة الجمعة.
٭ إحراق الكثير من المساجد وهدمها ومنع بناء مساجد جديدة.
٭ إلغاء الدراسة الاسلامية في المدارس والكليات.
٭ مصادرة الكتب والنشرات والجرائد والمجلات الاسلامية.
٭ القيام بحملات ارهابية لاخراج المسلمين عن دينهم وقد حول الى ما يزيد على 125 ألف مسلم الى البوذية عنوة وقهرا.
٭ مصادرة البيوت والعقارات الموقوفة للمساجد والمدارس الاسلامية.
٭ سن قوانين وأنظمة لتنفير المسلمين من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
بالاضافة الى الاجراءات التي هي في غاية القسوة والظلم ضد اكثر من مليونين ونصف المليون مسلم من البورميين الذين يعانون أبشع أنواع الارهاب والاضطهاد، ورابطة العالم الاسلامي التي تتمثل فيها الشعوب الاسلامية في العالم تضامنا منها مع هؤلاء الاخوة المسلمين المضطهدين قد دأبت منذ بداية بروز قضيتهم على مناقشة خلفياتها وجوانبها وأبعادها بواسطة مجلسها التأسيسي في دوراته السنوية السابقة محاولة منها لرفع الحيف والظلم عن هؤلاء الاخوة في الدين والعقيدة للتخفيف من آلامهم، فقد قرر المجلس تقديم مساعدات مادية للمعاهد والمؤسسات الاسلامية دعما لنشاطها في مجال نشر الثقافة والتعليم وقرر إرسال مجموعة من المصاحف والكتب الاسلامية ولكن كل هذه المساعدات لم يتم ايصالها الى المسلمين في بورما نظرا للعراقيل التي وضعتها الحكومة البورمية للحيلولة دون وصولها.
كما حاولت رابطة العالم الاسلامي بناء على قرار مجلسها التأسيسي الاتصال مباشرة مع رئيس بورما وقامت بعرض القضية على الأمم المتحدة ولجنة حقوق الانسان وعلى الدول الاسلامية ذات العلاقة ببورما ولكن كل هذه الجهود لم تثمر عن اي نتائج ايجابية نظرا لتصلب الحكومة البورمية وتماديها في اجراءاتها التعسفية، وامام هذا التحدي السافر الذي اتخذته الحكومة البورمية ضد الشعوب والدول الاسلامية عشية انعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية بداكار (السنغال) وتجاهلها للقرار الذي اصدره المؤتمر في دورته الثامنة، حيث دعا حكومات العالم الى الاحترام الكامل للحقوق المشروعة للاقليات الاسلامية والجاليات الاسلامية في بلادها، وامام هذا التحدي السافر وهذا التمادي في اضطهاد اخواننا في العقيدة لا يسع الامانة العامة لرابطة العالم الاسلامي سوى مناشدة كل الشعوب الاسلامية بمختلف تنظيماتها الى الاعراب عن استنكارها الشديد للحكومة البورمية على اعمالها التعسفية كما ناشد جميع الدول الاسلامية اعادة النظر في علاقاتها مع هذه الحكومة والعمل على مقاطعتها كاملة كدولة عنصرية واستعمارية غاشمة، وهذا نص بيان الامانة العامة للرابطة حول المآسي التي يتعرض لها المسلمون في بورما كما وافق معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الشيخ محمد علي الحركان على انشاء منظمة اسلامية لاغاثة المسلمين بعد زيارة للشيخ محمد صفوت للاجئين البورميين في بنغلاديش.
«الأنباء» و«المجتمع» و«الفرقان» في المقدمة بالدعم الواجب
الإعلام الإسلامي متخاذل
من يناظر ما يجري في بورما ويشاهد هذه الصور والتقارير التي توالت في النزول في جريدة «الأنباء» يجد ان هناك تخاذلا اعلاميا اسلاميا تجاه هذه القضية الساخنة، فرغم اننا نملك مئات القنوات الفضائية والصحف والمجلات وشبكات التواصل على الإنترنت فإن العالم الإسلامي لازم الصمت المطبق تجاه هذه القضية الحساسة.
كالعادة، يشير الإعلام الإسلامي الى قضية ابادة شعب الروهينجيا في اقليم اراكان المسلمة على حياء، فهناك حرب تطهير عرقي تجري ويقتل المئات بدم بارد لا بواكي لهم لأن الدم الإسلامي في بورما رخيص وليس له والٍ ولا مدافع اللهما الا هذه الجهود الاعلامية المركزة في هذا الملف الذي أعده في جريدة «الأنباء» التي تحولت الى صوت للأمة في ظل هذا التخاذل والجبن والصمت من كل وسائل الإعلام الإسلامية القادرة على قول الحقيقة وسكتت، وهذه فرصة لأن أشكر مجلة«المجتمع الكويتية الغراء التي خصصت صفحات من اصدار المجلة لفضح الممارسات البورمية القذرة ضد المسلمين وآخرها عددها 2048 الذي صدر مؤخرا في آخر ابريل الماضي بعنوان: «مسلمو ميانمار.. وأصحاب الأخدود المنسيون».
والشكر موصول لمجلة «الفرقان» والتي نشرت مؤخرا «ميانمار مأساة تتجدد والمسلمون لا بواكي لهم» وأشارت الى بيان الأزهر الذي يستنكر الإبادة الجماعية لشعب الروهينجيا والمذابح والمجازر التي تعرض لها هذا الاقليم الاسلامي وما لاقاه من ظلم وقهر وموت بين لحظة واخرى وكيف هدمت المساجد التي تم بناؤها او اصلاحها.
فيما وصفت مجلة «المجتمع» الوضع في الروهينجيا وكأن المسلمين في اراكان اصحاب الاخدود لأنهم لا يتمتعون بأي حقوق والسجن والقتل مصير اغلب ابنائهم وهم يُقتلون ويُطردون من ديارهم بمئات الآلاف الى دول الجوار في بنغلاديش وتايلند وكلاهما مُرّ على هؤلاء اللاجئين الذين يعانون الويل نتيجة عدم الادانة الدولية لهذا القتل العمد لهم برعاية تكاد تكون اممية بعد ان رفع قرار الحظر عن النظام البوذي الحاكم من دول اوروبا.
الراية: موقف مصر متخاذل.. الدعوة السلفية: نطالب بطرد السفير والضغط الديبلوماسي
صعّد إسلاميون من تحذيراتهم لمؤسسة الرئاسة والحزب الحاكم (الحرية والعدالة)، من التهاون تجاه قضية ذبح المسلمين في بورما، مؤكدين أن الجمعة المقبلة ستشهد فعاليات تصعيدية ضد الحكومة التي وصفوها بأنها متخاذلة تجاه القضية وموقفها المخزي تجاه وقف المجازر التي تحدث للأقلية المسلمة في بورما مؤكدين أنه لا تنازل عن طرد السفير.
وندد الشيخ علي حاتم، المتحدث باسم الدعوة السلفية، بما يحدث لمسلمي بورما، واعتبره فضيحة وعارا على جميع الحكام المسلمين، محذرا إياهم من سؤال الله عما فعلوه لنصرة الأقلية المسلمة في بورما.
ووجه حاتم رسالة لرئيس الجمهورية د.محمد مرسي قائلا: «إن الحاكم الشرعي لمصر جاء بانتخابات حقق النجاح فيها بسبب تأكيده أنه سيكون حاكما إسلاميا يحتكم لشرع الله، وشرع الله لا يرضى بما يحدث في بورما».
وشدد حاتم على أهمية أن يسمع حكام بورما أصوات الحكام المسلمين في كل مكان واتخاذ كل الإجراءات الديبلوماسية السلمية الممكنة كطرد السفير البورمي والضغط عن طريق العلاقات الاقتصادية والتجارية، متعجبا من تجبر الحكومة البورمية قائلا: «بورما هي من يحتاجنا أكثر ما نحتاجها». وأضاف حاتم، انهم ليس بيدهم حاليا سوى تقديم النصيحة للحكام الشرعيين وهو من سيحمل الوزر ومن سيسأل أمام الله.
فيما قال محمد مرسي، القيادي بحزب «الراية» السلفي، ان الموقف المصري الرسمي أو الحزبي أو الشعبي ليس على قدر الحدث، مشددا على أن ما يحدث في بورما ليس الأول من نوعه ولكنه يتكرر في مواقع أخرى، آخرها الاعتداءات ضد مسلمي مالي من قبل الجيش الفرنسي.
وأوضح أن الأوضاع الداخلية في مصر هي التي تتسبب في إرباك المشهد وعدم قدرة الأحزاب السياسية على ممارسة دورها على المستوى الخارجي.
وأشار مرسي إلى أن من في السلطة الآن هم من يتحملون المسؤولية الكبرى في تخاذل المشهد المصري، ولكن الفترة المقبلة ستشهد تصعيدا مصريا من قبل الأحزاب لدعم القضية والدفاع عن مسلمي بورما ضد ما يحدث ضدهم من حملات إبادة وعنصرية.
لماذا تسفك دماء وأعراض المسلمين في بورما؟
إن كان المسلمون والبوذيون في ولاية راخين غرب بورما يتفقون على شيء، فهو رفضهم العيش معا مجددا، وقد فروا من قراهم طلبا للحماية، فاحتشد المسلمون في مخيمات للاجئين واحتمى البوذيون في الاديرة، وبحماية الجيش البورمي.
وأوضحت توسيما هار تو فا انها غادرت قريتها بعدما شاهدتها تحترق وهي الآن تعيش قرب سيتوي عاصمة ولاية راخين التي أعلنت فيها حال الطوارئ منذ نحو شهرين. تروي «لم تكن لدينا أي مشكلة مع البوذيين من قبل. لم نتشاجر مرة. كنا نعيش معا ونتكلم معا ونذهب الى السوق معا»، مضيفة «جئنا الى هنا أولا لحماية الأطفال والا لكانوا قتلوا ربما هناك». وهناك نحو سبعين ألف نازح في محيط سيتوي، هم خمسون ألفا من الروهينجيا وعشرون ألف بوذي حسبما افادت الشرطة وكالة فرانس برس التي زارت هذه المنطقة المحاذية لبنغلاديش والتي تفرض قيودا شديدة على دخولها من الجيش البنغلاديشي. ويوضح سوي مينت الذي يدير مخيم كونغ دوكار للاجئين، احد المخيمات الستة في سيتوي «ليس هناك منازل ولا ملاجئ في قراهم، كلها أحرقت، لذا جاؤوا الى هنا». واندلعت موجة العنف الاخيرة بعد اغتصاب امراة من الراخين ما اثار سلسلة عمليات انتقامية وبلغت حصيلة اعمال العنف في يونيو اكثر من تسعين قتيلا بحسب حصيلة رسمية اعتبرتها منظمات غير حكومية اقل من العدد الفعلي للقتلى والمفقودين. وان كانت السلطات تؤكد انها استعادت السيطرة على الوضع، إلا ان احداثا جديدة دامية وقعت في اغسطس الماضي. ويبقى الروهينجيا داخل المخيمات حيث يعولون على المواد الغذائية التي يوزعها برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة، وبعض المساعدات من الجمعيات الخيرية الإسلامية والعربية من دول الخليج العربي ومنها الهلال القطري.
ويقول ابو شكور احد النازحين «ليس لدينا كثير من الطعام لأننا لا نستطيع الذهاب الى سيتوي لشراء ما نحتاج اليه». وفي مواجهة انتقادات منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان وبعض الدول العربية، تدافع الحكومة عن قوات الأمن، غير ان منظمة هيومن رايتس ووتش تتهمها بإطلاق النار على الروهينجيا وارتكاب عمليات اغتصاب ومشاهدة أعمال عنف احيانا بدون التدخل. وفي سيتوي يشعر البوذيون بنقمة كبيرة حيال الروهينجيا ويبدون استياءهم لنقل المساعدات الى من يصفونهم بالمهاجرين غير الشرعيين ويطلقون عليهم تسمية «بنغاليين» او «كالار» وهو اسم تحقيري يشيرون به الى جميع المسلمين دون تمييز.
وقد كشفت فتاة من مسلمي بورما تدعى عائشة صلحي أن البوذيين يخيرون المسلمين بين الخمر ولحم الخنزير او الموت فيختارون الموت.
الفتاة البورمية، عائشة صلحي التي تدرس الشريعة الإسلامية في مصر تقول: «أين المسلمون، فأهلي يقتلون؟ فلماذا الصمت إذن؟ ولكن يكفينا فخرا أننا نموت شهداء، وسيكتب التاريخ الإسلامي أن الموت أسهل عند شعب بورما من ارتكاب المعاصي».
وتضيف: منذ أيام اتصلت عائشة بأهلها فأبلغوها أنهم هربوا إلى بنغلاديش بعد أن هدم البوذيون منزلهم وقتلوا بعض أفراد العائلة وأن صديقتها المقربة راحت ضحية هذه المجازر البشعة.
وأكدت أن المسلمات في بورما يتعرضن للاغتصاب، قائلة: ابنة خالتي ظل الجيش يغتصبها لمدة ثلاثة أعوام وأنجبت طفلين لا تعرف أبا لهما.
وتضيف عائشة: عشرة ملايين من المسلمين في بورما كأنهم وباء لا بد من القضاء عليه، فما من قرية فيها مسلمون إلا وتمت إبادة المسلمين فيها، حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية أو تلك خالية من المسلمين.
وكيل«الشورى» المصري يطالب مجلس الأمن بحماية الروهينجيا
طالب د.عزالدين الكومي، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى، منظمة «هيومان رايتس ووتش» بتقديم ما لديها من معلومات موثقة إلى المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية حول المجازر والمقابر الجماعية والتطهير العرقي الممنهج الذي يتم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي ضد مسلمي بورما. وأكد رئيس اللجنة في بيان أصدره أن ما يحدث هو من قبيل الجرائم ضد الإنسانية والعدوان والإبادة الجماعية، مطالبا مجلس الأمن باستخدام سلطاته وتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لحماية الأقلية المسلمة في إقليم «أراكان» ببورما، على غرار ما فعله المجلس في دارفور، واستصدار مذكرات توقيف لرجال الأمن والرهبان البوذيين والقيادات المحلية المتورطة في تلك المجازر. وتساءل الكومي في بيانه «ما الفائدة من اتفاقية روما والمحكمة الجنائية الدولية إذا لم تقم بدورها حيال هذه الانتهاكات على الرغم مما لديها من الآليات.
الجمعيات التطوعية في أفغانستان وباكستان والهند تطالب بوقف العنف البورمي ضد المسلمين
إسلام أباد ـ اينا: أصدر اتحاد الجمعيات التطوعية (COVA) في كل من أفغانستان والهند وباكستان، بيانا أدانوا فيه اضطهاد مسلمي الروهينجيا في ميانمار، ودعوا منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة للتدخل العاجل، وأكدوا على التزامهم بحقوق الإنسان العالمية، والديموقراطية وقيم العدل، بحسب ما بثته وكالة أنباء الروهينجيا. وفي الاجتماع الذي ضم أعضاء اتحاد الجمعيات التطوعية والذين اجتمعوا في مدينة لاهور الباكستانية، عبر المجتمعون عن انزعاجهم الشديد وحزنهم، بسبب استمرار العنف ضد المسلمين الروهينجيا في ميانمار، ما أدى إلى وقوع مئات الوفيات والإصابات، إضافة إلى تدمير الممتلكات.
كما طالبوا منظمة التعاون الإسلامي بإدانة هذا العنف وعملية انتهاك حقوق الإنسان الأساسية والديموقراطية ضد الروهينجيا في ميانمار، والشروع في عمليات الوقف الفوري لجميع أشكال العنف والتمييز ضد الروهينجيا في ميانمار. كما طالب المجتمعون بلجنة دولية للتحقيق في جميع حالات العنف في السنة الماضية، وتحديد المسؤولية والتوصية باتخاذ إجراءات عقابية، إضافة إلى ضمان أمن وسلامة جميع الروهينجيا، الذين فروا إلى البلدان الأخرى، وجعل مخصصات كافية لبقائهم إلى حين رجوعهم إلى ميانمار، والتفاوض مع جميع البلدان المضيفة لحماية جميع حقوق الروهينجيا حتى تتم إعادتهم مرة أخرى إلى بورما.
كما طالب البيان منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة بضرورة اتخاذ جميع الخطوات الممكنة بشكل عاجل لإجبار حكومة ميانمار على إلغاء قانون المواطنة الذي صدر في لعام 1982، واستعادة حرية الدين، وإقامة المساواة بين الطوائف الدينية، وأن تكفل للإنسان كرامته وشرف المواطنة والتكافؤ في المعيشة.
مقتل 13 طفلاً في حريق بمدرسة إسلامية في بورما
قال مسؤولون بورميون إن حريقا في مدرسة إسلامية في رانجون أدى الى مقتل 13 طفلا مسلما. وقالت الشرطة إن خللا كهربائيا تسبب في الحريق، وإن معظم التلاميذ تمكنوا من الفرار من دون ان يلحق بهم أذى.
الحادث نجم، حسب ضابط في الشرطة البورمية، عن صعوبة التنفس بسبب نقص الأكسجين بعد ان اندلعت النيران في مولد كهربائي بالطابق الأرضي، فيما أكدت مصادر روهنجية انه ربما يكون الفعل بيد الفاعل المجهول كالعادة البوذية في إزهاق أرواح المسلمين من دون رحمة وفي حماية السلطة.
وكالة أنباء أركان (ANA)
اسم الموضوع : «مسلمو بورما .. مذبحة العصر» الحلقة (9) بقلم: يوسف عبدالرحمن
|
المصدر : .: أخبار وكالة أنباء أراكان (ANA):.