أبو هيثم الشاكر
مراقب سابق
شجون مغتربة
هذه القصيدة مهداة على لسان (منشدة مكة) عن إخوانها وأخواتها المغتربين في اليمن لطلب العلم، إلى أهليهم وذويهم بمكة المكرمة. بقلم/ خالد مولانا محمد صديق (1430هـ).
متى تنقضي الأيامُ والله لا أدري=هل الشمسُ قد خارتْ قواها فلا تجْرِي
فدهرُ قريبِ الدار كاليومِ ينقضي=ويومُ غريبِ الدار دهرٌ على دهْرِِ
كأنّ الشِّدادَ السبعَ ناءتْ بكاهِلي=وأنّ رواسيْ الأرضِ قد قصمتْ ظَهْري
وتقضي النجومُ الثاقباتُ حِدادَها=عليّ بلا غَمزٍ إلى مطلع الفجْرِ
وأضحتْ بروقُ الغاديات بِلا سَنا=وتبكي سَحابُ الصيفِ لي وابلَ القطْرِ
بمكةَ رُوحي والفؤادُ ومهجتي=وجسمي بِصَنعا يكتوي لوعةَََ الهجْرِ
ودُون بلوغِ الدار جَرداءُ دونَها=حُتوفُ المطايا قانِصاتٌ على القفْرِ
فكيف بِوصْلي في الحجازِ أحبّتي=وهلْ يُلْهِيَنّي غيرُ عاقبةِ الصبْرِ
فعاقبةُ الصبرِ الجميلِ جميلةٌ=وعُقبى جَزوع النفسِ كالعلقمِ المرِّ
إلى الله أشكو غربةً لا أطيقها=ولوعةَ شوقٍ تُلْهبُ الجمْرَ في صدْرِي
ولولا التسلِّي بارتقائيَ لِلعُلا=بعِلمٍ عزيزٍ بين قوميَ في عصْري
لما احتملَتْ نفسي اغتراباً وآثرَتْ=على الرُّحْب في هذي الدُّنا ضمةََ القبْرِ
وهل تَجمع النحلُ الرحيقَ لِشَهْدها=إذا لم تَطِرْ في الروضِ قاصدةَ الزهْرِ
ولا الطيرُ زَقّتْ في حواصلِ فرْخِها=طعامَ الهَنا لولا مفارقةُ الوكْرِ
وما كان لي مِنْ مأربٍ غيرَ أنّني=أعوّضكمْ ما لم تنالوه لِلعُسْرِ
فلا تُغْفِلوني في الشتاتِ بِربّكم-=وقد ذبُلتْ مِني لكمْ زهرةُ العمْرِ
أيا راكباً إمّا مرَرْتَ بمكةٍ=فعَرِّجْ على أهلي بأسفلَ مِن ثَوْرِ
وأقْرِئْهُمُ مني السلامَ تحيّةً=وبَلّغهمُ شوقي كقبْضٍ على جمْرِ
تُزَفُّ التهاني ليْ بتحقيقيَ المُنى=ولكنْ حنيني خاطِفٌ بسمةَ الثغْرِ
ولولا التنائي بيننا لتكلّلَتْ=تهانيكمُ عِقدا نظيمًا على نحْري
وباتتْ ليالينا مِن الأنْس كالضّحى=وأمسى سِرارُ الشهر لي ليلةَ البدْرِ
ألا رُبّ يومٍ فيه يُجمَعُ شملُنا=فأُنشِد في رَوضِ الندى أعذبَ الشِّعْرِ
هذه القصيدة مهداة على لسان (منشدة مكة) عن إخوانها وأخواتها المغتربين في اليمن لطلب العلم، إلى أهليهم وذويهم بمكة المكرمة. بقلم/ خالد مولانا محمد صديق (1430هـ).
متى تنقضي الأيامُ والله لا أدري=هل الشمسُ قد خارتْ قواها فلا تجْرِي
فدهرُ قريبِ الدار كاليومِ ينقضي=ويومُ غريبِ الدار دهرٌ على دهْرِِ
كأنّ الشِّدادَ السبعَ ناءتْ بكاهِلي=وأنّ رواسيْ الأرضِ قد قصمتْ ظَهْري
وتقضي النجومُ الثاقباتُ حِدادَها=عليّ بلا غَمزٍ إلى مطلع الفجْرِ
وأضحتْ بروقُ الغاديات بِلا سَنا=وتبكي سَحابُ الصيفِ لي وابلَ القطْرِ
بمكةَ رُوحي والفؤادُ ومهجتي=وجسمي بِصَنعا يكتوي لوعةَََ الهجْرِ
ودُون بلوغِ الدار جَرداءُ دونَها=حُتوفُ المطايا قانِصاتٌ على القفْرِ
فكيف بِوصْلي في الحجازِ أحبّتي=وهلْ يُلْهِيَنّي غيرُ عاقبةِ الصبْرِ
فعاقبةُ الصبرِ الجميلِ جميلةٌ=وعُقبى جَزوع النفسِ كالعلقمِ المرِّ
إلى الله أشكو غربةً لا أطيقها=ولوعةَ شوقٍ تُلْهبُ الجمْرَ في صدْرِي
ولولا التسلِّي بارتقائيَ لِلعُلا=بعِلمٍ عزيزٍ بين قوميَ في عصْري
لما احتملَتْ نفسي اغتراباً وآثرَتْ=على الرُّحْب في هذي الدُّنا ضمةََ القبْرِ
وهل تَجمع النحلُ الرحيقَ لِشَهْدها=إذا لم تَطِرْ في الروضِ قاصدةَ الزهْرِ
ولا الطيرُ زَقّتْ في حواصلِ فرْخِها=طعامَ الهَنا لولا مفارقةُ الوكْرِ
وما كان لي مِنْ مأربٍ غيرَ أنّني=أعوّضكمْ ما لم تنالوه لِلعُسْرِ
فلا تُغْفِلوني في الشتاتِ بِربّكم-=وقد ذبُلتْ مِني لكمْ زهرةُ العمْرِ
أيا راكباً إمّا مرَرْتَ بمكةٍ=فعَرِّجْ على أهلي بأسفلَ مِن ثَوْرِ
وأقْرِئْهُمُ مني السلامَ تحيّةً=وبَلّغهمُ شوقي كقبْضٍ على جمْرِ
تُزَفُّ التهاني ليْ بتحقيقيَ المُنى=ولكنْ حنيني خاطِفٌ بسمةَ الثغْرِ
ولولا التنائي بيننا لتكلّلَتْ=تهانيكمُ عِقدا نظيمًا على نحْري
وباتتْ ليالينا مِن الأنْس كالضّحى=وأمسى سِرارُ الشهر لي ليلةَ البدْرِ
ألا رُبّ يومٍ فيه يُجمَعُ شملُنا=فأُنشِد في رَوضِ الندى أعذبَ الشِّعْرِ
اسم الموضوع : شجون مغتربة
|
المصدر : .: إيقاع القصيد :.
