مؤلفات العصر

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
مؤلفات العصر
إن كتابًا مثل لا تحزن (لعائض القرني), يكون الأكثر مبيعًا في العالم العربي - مع أنه ليس من دواوين الإسلام, ولا من كتب الحلال والحرام ليستدعي لنا وقفة تأمل, خذْ مثل ذلك كتاب: مع الله, وكتاب: بناتي(كلاهما لسلمان العودة) وهما أكثر الكتب مبيعًا في معرض الكتاب الأخير.
هذه الكتب لا نستطيع الجزم ببساطة ونقول: بأن الله كتب لها القبول؛ لإخلاص أصحابها..
الإخلاص وحده لا يكفي, كما أن الدعاء مع دون الأخذ بالأسباب لا يكفي.
تأملتُ كثيرًا في مؤلفات الشيخين لأكتشف سر القبول لدى العامة قبل طلبة العلم, فوجدت أنهما يشتركان في أشياء قلّ أن تجتمع في غيرهما من المؤلِّفين..
أولًا: المخاطبة بلغة العصر.
ثانيًا: العناية بمقاصد التأليف, فليس الاستطراد في كل فن بمحمود دائمًا.
ثالثًا: وضوح العبارة, وسهولة هضمها, مع الاستشهاد بالأبيات والحِكَم التي تؤدي الغرض.
رابعًا: إضافة جديدة في الساحة الفكرية, والعلمية.
خامسًا: مخاطبة جميع شرائح المجتمع المثقَّف.
ففي هذه الخمس كفاية, لمن أراد أن يذّكّر, ويسطّرَ كتابًا..
هذا مع أني لا أقول: إن الكتب المتخصصة في كل فنٍّ ليست مهمة, بل أهميتها تكمن في معالجتها لقضايا كبيرة في مجالها, فهي تساعد في التنظير للعلم, ولا غنى للعالِم في الرجوع إليها, ثم إخراج ثمرتها لذَّةً للآكلين..
إن المصيبةَّ كلَّ المصيبةِ, والرزيةَ كلَّ الرزيةِ= فيمن لا يعرف مَنْ يخاطب, ولا في أي عصر يعيش, ولا يراعي مقصدَ التأليف, ولا يعالج قضيةً علمية ولا فكرية..
وأجدُ نماذج ذلك في مجتمعنا جليًّا, فعندما يقوم شخص بشرح كتابٍ ما.. لعصر ابن حجر ولغته, فهو في حقيقته, يرجع بنا إلى الوراء خمسة قرون من حيث يدري أو لا يدري, إن لكل عصر أهلَه ولغتَه وثقافتَه, ولهذا تجد أمثال هؤلاء يكاد لا يذكر أحدهم إلا آخر نازلة ذكرها ابن حجر في عصره, فأين نوازل العصر التي انفجرت مع تطور التكنولوجيا والصناعات؟!
وتجد بعضهم: لا يشرح كلمةً من الكتاب إلا ويقوم بإعرابها, وكأن مقصود الكتاب هو الإعراب, وأن الإنسان لا يمكن له أن يفهم آيةً من كتاب الله, أو حديثًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد الإعراب..
بل زاد بهم الأمر حتى أصبحوا لا يشرحون كتابًا في مصطلح الحديث إلا بعد إعرابه!!
يا لَله مِن هذه العقلية!!
إن الإعراب علمٌ مهم, ومعناه كما هو معلوم الإفصاح لمعاني الكلام بوضع علامات معروفة.
فمتى احتجنا إلى الإفصاح فعَلْنا ذلك, هذا هو منهج المتقدمين في التأليف, وهذه كتبهم بين أيدينا, لننظر إلى تفسير الطبري, وشرح ابن بطال على صحيح البخاري, والرسالة للشافعي, هل نجدهم يعربون كل شيء؟!!
كذلك؛ بعض المعاصرين لا زالوا بعيدين كلَّ البعد عن مقاصد التأليف؛ إذ ليس الغرض من التأليف أن تضخّمَ كتابًا أو تُخرجَ في كل شهرٍ مجلدًا, بل المهم, لماذا تؤلّف؟!
فالعبرة بالكيف لا بالكم..
ولأن يخرج الإنسانُ في كل عام أو عامين= كتابًا أو كتابينِ متقنَيْن, خيرٌ من غثٍّ لا يسمن ولا يغني من جوع.
وبعضهم قد يعترض ويقول: لأنْ يُخرجَ خيرٌ من أن يتكلم ولا يخرج شيئًا!!
هذا كلام جميل, لكنه مجملٌ..
فإن كان القصد بأنه يؤلف كتابًا مهمًّا للأمة, لكن عنده تردد في إخراجه, فنقول: لأَنْ تُخرِجَ وتتضح الفكرة خيرٌ من الإخفاء وموت الفكرة..
أما إن كان القصد بأنَّ مجرد الإخراج خيرٌ من الكلام بدون إخراج, فهذه مفاضلة غبيّة!!
كمن يفاضل بين أبي بكر الصديق والكعبة المشرّفة, ويقول: أبو بكر خيرٌ من الكعبة!!
فأين وجه الشبه في المفاضلة!!
بل نقول: من يجد نفسه أنه لم يُفتح له في الـتأليف فأبواب الخير كثيرة, فشارك في الدعوة, واكتب مطويّة, قمْ بالتعليم, أصلحْ بين المتخاصمَيْن, اصنعْ طلابَ العلم, انشر الفضيلة في المجتمعْ, اعملْ ما هو في حدود طاقتِك, ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها..


كتبه: فوزي فطاني​
 
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : مؤلفات العصر | المصدر : .: زاد المسلم :.

إسماعيل

New member
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية
ياهلا يابو عبد الرحمن طالت الغيبة, بس خليني أشارك معك في هذا المقال.

أنا حقيقة أتوافق معك في الأمور التي ذكرتها والتي تجمع الشيخين الفاضلين, إلا أنه عندي تحفظ كبير في نقطة: الإتيان بالأفكار الجديدة, فأما سلمان العودة فنعم, أما الشيخ عائض ففي النفس منه شيء, وكما تعلم أخي فوزي أن كتاب لاتحزن عليه كلام كثير إنه منقول من كتابين لشخصين آخرين.
وكنت قد عرضت عليك الموضوع من قبل وعرفت وجهة نظرك فيه.

وأما النقطة اللي جبتها في الصميم, فأتوقع إنك قصدت شيخ فاضل من مشايخنا وهو يشرح كتب الحديث, وله اهتمام بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لكن إشكاله زي ماذكرت إنه يعرب كل شيء أمامه من المقدمة إلى آخر كلمة في الكتاب, وتنبيهك في محله, وأظنك أحلتني في أحد اللقاءات بكتاب التعامل مع كتب التراث للقرضاوي, وأنه كتاب نافع في هذا المجال.

بقي نقطة أخيرة أحب أوضحها إنه ذكرت في شرح بعض المعاصرين لكتب السنن, وهي من المدونات المهمة للأمة, إنه بعضهم يشرح الحديث ويذكر مسائل ذكرها ابن حجر في فتح الباري, ولا يتعداها, كأنه آخر زمنه أيام ابن حجر, وهذه صدقت فيها يابو عبد الرحمن أنا بنفسي أعرف هذا العمل حتى الشيخ عبد الكريم الخضير انتقد بعض الشراح المعاصرين لكتب السنن في إغفال هذا الجانب, وشكرا لك
 

إسماعيل

New member
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية
سرقة عناوين الكتب المشهورة

بعدما نجح الكتاب الشهير "لا تحزن" للشيخ الدكتور عائض القرني، ظهرت عدة مؤلفات تحمل نفس العنوان، وقد يحتال أحدهم حتى لا يُتهم بالسرقة فيجعل العنوان "لا تحزن.. إن الله معنا" بحيث تكون الجملة الأولى "لا تحزن" بالخط العريض الواضح، وتكون الأخرى "إنا الله معنا" بخط خفيف رفيع..

وهكذا في كتاب "رجال حول الرسول" للكاتب الكبير خالد محمد خالد، فيأتي سراق العناوين بكتابة نفس العنوان أو الاحتيال بكتابة عنوان مثل "رجال حول النبي" أو "رجال ونساء حول الرسول".. وهكذا.. وكل ذلك داخل في بند السطو على حقوق الملكية الفكرية وإن صدقت النية في خدمة الدين.

هذا وقد اُشتهرت دور نشر بسرقة عناوين الكتب الناجحة، فتقوم الدار بتكليف باحث مغمور بتأليف كتاب تحت عنوان "فقه السنة" أو "الرحيق المختوم" على سبيل.

ولاشك أن سرقة العناوين هي سرقة صريحة لحقوق المؤلفين وتدليس على القارئ البسيط الذي يسأل عن الكتاب الأصلي ويجهل اسم صاحبه، وفيه أيضًا استغفال أو "استحمار" لعقلية القارئ الذي جاء طالبًا للعلم والمعرفة فإذا به يقع فريسة للنصب والاحتيال.

المصدر : موقع رسالة الإسلام

 
إنضم
13 مايو 2009
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أرض مكة
شيخنا الفاضل :
جيد أنك ذكرت بعض الكتب التي تخاطب بلغة العصر وفيها جدة لكني أتمنى أن تضيف كتبا أخرى مثلها ، فيها لغة العصر وفيها ابتكار وأفكار جديدة وعلى الأقل تنظيم وتنظير جيد ، تتعلق بالتأصيل العلمي ويحتاج إلى مثلها الداعية .
وما رأيكم في كتاب (مع العلم) للشيخ سلمان العودة ؟
 
أعلى