الحلقة الثانية من سلسلة رحلة مع التفكير الإيجابي

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

الدكتور أبو أحمد المدني

مستشارالمنتدى
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
515
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
المدينة المنورة
[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/1.gif');border:3px outset green;"][cell="filter:;"][align=center]رحلة في عالم التفكير الإيجابي
الحلقة رقم (2)
خلق الله تعالى الإنسان وميزه بالعقل والتفكير والتكليف عن بقية الخلق ، وطلب منه التفكر والتدبر لتحقيق المعيشة المثلى في الحياة الدنيا وصولاً للراحة الأبدية في الآخرة وقد ورد ذلك في آيات عديدة في القرآن الكريم ، وفي مقابل التكليف يتكبد الكثير من الضغوط النفسية والتوترات العصبية والقلق ويصاب بالاكتئاب ، وبين له الداء والدواء ، فقال تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد " (سورة البلد : 4 ) ، وقال تعالى " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ،ألا بذكر الله تطمئن النفوس"(سورة الرعد :28 ) ، ولكن نظراً لاختلاف القدرات والتصورات والإيمان لدى الناس تجد أنهم يختلفون في تقبل تلك الضغوط والظروف ، فمنهم من يخضع لها ويبقى تحت تأثيرها وتستهويه الأفكار السلبية والمشاعر السوداوية والتفسيرات التشاؤمية فتتغلغل في أعماق عقله وتلوذ بروحه وتأخذ بلباب نفسه ، فيصبح تفكيره سقيماً ، وسلوكه مريضاً وينقاد كمن يزج من قفاه فلا يرى شيئاً صحيحاً ولا يشعر بحلاوة الوجود ، ولا يستطعم لذة التفكير السليم ،فيصبح إنساناً سلبياً متذمراً كئيباً بل وفي بعض الأحيان يتحول إلى وحش مدمر ، لتذمره من واقعه ، وتألمه من ماضيه ،وتشاؤمه من مستقبله ، فلا يرى طريقاً للسعادة ولا سبيلاً للاطمئنان ولا درباً إلى النجاح..
ومن الناس من يرى صعوبات الحياة هي المتعة وتجاوزها هو التحدي والتغلب عليها هو الإنجاز ، فيعيش هذه المصاعب والتعقيدات والمصائب بنوع من التقبل والرضا واليقين ويواجهها بسلاح الإيمان وقوة العقيدة وروح الإصرار ولذة المغامرة ، لا تكسره الظروف ولا تقهره المصاعب ، ويخرج من كل مشكلة وهو أمضى عزماً وأقوى شكيمة للمضي في دروب الحياة، رافعاً شعار :" الضربة التي لا تميتني تزدني قوة" ، ممتشقاً سلاح " لا يأس مع الحياة ..ولا حياة مع اليأس "،لا تلين له قناة ولا يهدأ له بال حتى يصل إلى مبتغاه ويحقق أهدافه في الحياة لأن العالم يفسح الطريق للذي يعرف إلى أين يتجه.فالإنسان الإيجابي يرى في كل محنة منحة ، والإنسان السلبي يرى في كل منحة محنة!
إن المفكر الإيجابي لا يستسلم لليأس أبداً ، ولا يعيش مع إخفاقاته ، مهما كانت كبيرة ، ولا يسوغ ضعفه بمفردات النقص والفقدان والقيود ، ولا يكبل نفسه بأوهام السلبية والتمني ، ولا يتقوقع داخل شرنقة نسجها من خيالات مريضة وتصورات فاسدة ، بل يحطم القيود ،ويكسر الأغلال ، لينطلق في مسارات الحياة بالعمل الجاد البنّاء فمن لم يكن يومه أفضل من أمسه ، وغده أفضل من يومه فبطن الأرض أولى له من ظهرها .. ومن لم يزد شيئاً على الدنيا كان زائداً عليها.
وهناك من الناس من يعيشون بين البين بين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وهم أقرب إلى من وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإمعة ، وبالبلدي هم مع الخيل يا شقراء ..
إذا ذهبت إلى مباراة في كرة القدم تجد الناس ثلاثة أقسام :القسم الأول :اللاعبون ومساعدوهم ، القسم الثاني : المتفرجون في الملعب ، والقسم الثالث : الناس الذين خارج الملعب وليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد
إن الناس في هذه الحياة الدنيا ثلاثة أصناف هم:أناس يصنعون الحدث ( اللاعبون في المباراة) وعددهم محدود وقليل ، وأناس يتفرجون على الحدث ( وهم المشاهدون والمتفرجون) وأعدادهم بين المئات والألوف ، وأناس يتساءلون : ما الحدث ؟ وهؤلاء هم السواد الأعظم يعيشون على هامش الحياة غافلون لاهون ولا يدرون ما الذي يدور حولهم ؟
فاختر لنفسك من أي صنف تود أن تكون ؟ فالخيار بيدك وحدك وليس بيد أحد!!
قال إبراهيم بن أدهم :
إذا مات ذو علم وتقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
وموت الحاكم العدل المولى بحكم الأرض منقصة ونقمة
وموت الفارس الضرغام هدم تشهد له بالنصر عزمه
وموت فتى كثير الجود محل فإن بقاءه خصب ونعمة
وموت العابد القوام ليلاً يناجي ربه في كل ظلمة
فحسبك خمسة يبكى عليهم وباقي الناس تخفيف ورحمة
وباقي الخلق هم همج رعاع وفي إيجادهم لله حكمة​
وأرجو أن تتمعن جيداً في الحديث التالي :
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك ،واستعن بالله ولا تعجز ،وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم ،كتاب ( القدر)،باب (في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله).
وختاماً لهذه الحلقة أهدي لك هذه الأبيات الجميلة فحاول أن تتمثلها :
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا
وبالهمة العليا ترقى إلى العلى فمن كان أعلى همة كان أظهرا

وقل من جد في أمر يحاوله واستعمل الصبر إلا فاز بالظفر

وكن رجلاً ،من أتوا بعده يقولون : مر وهذا الأثر

وكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا

لا دار للمرء بعد الموت بسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها

دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثان

وإلى لقاء في الحلقة المقبلة
وتقبلوا تحياتي :أخوكم (أبو أحمد:المدينة النبوية)[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
 

بالي

New member
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
94
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة
يسلمووووووووووووووو على المواضيع الحلوة
 
أعلى