الدكتور أبو أحمد المدني
مستشارالمنتدى
[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://www.burma-ksa.com/vb/backgrounds/1.gif');border:3px outset purple;"][cell="filter:;"][align=center]أدب الخلاف والاختلاف
الحمد لله رب العالمين ، الذي جعل من آياته اختلاف الآراء والأفهام، فهو القائل جلّ شأنه :{ ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين} ( الروم: ٢٢ ) ،ويقول تبارك وتعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود(27) ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور (28)}( فاطر: ٢٧ - ٢٨) ،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، الذي كان أرحب الناس صدراً ، وأكثرهم تقبلاً للحوار وللرأي الآخر..وبعد،
حيث إن هذا القسم من المنتدى مخصص للنقاشات الهادفة ، والحوارات المثمرة ، الهدف منها تلاقح الأفكار وتبيان أوجه الحقيقة ، فلكي نستفيد من الرأي والرأي الآخر ،ولكي ننتفع من اختلاف الآراء ، والوصول إلى أصح وجهات النظر لا بد لنا من توضيح جملة من المسائل ..
أولاً: مسألة الخلاف في وجهات النظر مسألة فطرية ، فلا يجب أن ننزعج منها ، فلقد تضمن القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة العديد من الأدلة على حتمية الخلاف والاختلاف ، وأنها سنة كونية فرضها الخالق تبارك وتعالى.
وفي نفس الوقت بينت الضوابط الإيمانية والأخلاقية والسلوكية والفكرية للانتفاع من ذلك الخلاف والتي من أهمها :
ثالثاً : علينا ألا نكون حريصين على أن نغيّر وجهات نظر الآخرين ، لكي تتفق مع احتياجاتنا ، ومصالحنا ، لاسيما وأن أمام أعيننا ، نفوس صفت ، وعقول تفتحت ،فأنتجت خلافاً نزيهاً ارتفعت فيه على حظوظ النفس والهوى ، وانقباض الفكر ، من أمثلة ذلك السلف الصالح .. وهذا يجعلنا دائماً بحاجة على أن ننظر للأمور من وجهة نظر الآخرين أيضاً ، وليس وجهة نظرنا فقط.
رابعاً : احترام وتقدير الاختلافات بيننا ، وبين الآخرين هو جوهر التفاعل الإيجابي، لأن الناس مختلفون ذهنياً ، ونفسياً ، وعاطفياً ، فلا بد أن نعي جيداً ، أن كل الناس لا يرون العالم كما هو عليه ، ولكنهم يرونه من خلال ما هم عليه،ومصداق ذلك قول الباري الحكيم : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين (118 ) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ....الآية}(هود: ١١٨ - ١١٩)
فإذا اتفق اثنان في رأيهما تمام الاتفاق ، فلا حاجة إلى رأي أحدهما .. والإمام أبو حنيفة النعمان يقول : " رأيي صواب ، يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب "
ولا بد أن ندرك جيداً أن كلاً يؤخذ من رأيه ، ويرد ، إلا صاحب ذاك القبر ، عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وتقبلوا تحياتي
أخوكم : أبو أحمد ( المدينة النيوية)[/align][/cell][/tabletext][/align]
الحمد لله رب العالمين ، الذي جعل من آياته اختلاف الآراء والأفهام، فهو القائل جلّ شأنه :{ ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين} ( الروم: ٢٢ ) ،ويقول تبارك وتعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود(27) ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور (28)}( فاطر: ٢٧ - ٢٨) ،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، الذي كان أرحب الناس صدراً ، وأكثرهم تقبلاً للحوار وللرأي الآخر..وبعد،
حيث إن هذا القسم من المنتدى مخصص للنقاشات الهادفة ، والحوارات المثمرة ، الهدف منها تلاقح الأفكار وتبيان أوجه الحقيقة ، فلكي نستفيد من الرأي والرأي الآخر ،ولكي ننتفع من اختلاف الآراء ، والوصول إلى أصح وجهات النظر لا بد لنا من توضيح جملة من المسائل ..
أولاً: مسألة الخلاف في وجهات النظر مسألة فطرية ، فلا يجب أن ننزعج منها ، فلقد تضمن القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة العديد من الأدلة على حتمية الخلاف والاختلاف ، وأنها سنة كونية فرضها الخالق تبارك وتعالى.
وفي نفس الوقت بينت الضوابط الإيمانية والأخلاقية والسلوكية والفكرية للانتفاع من ذلك الخلاف والتي من أهمها :
1- أن ينحصر الخلاف في المسائل والموضوعات التي ليس فيها نص صريح وقاطع من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة..وفقاً للقاعدة الشرعية : " لا اجتهاد مع النص ".
2- المحافظة على : الإخلاص ، والصدق ، والأمانة ، والموضوعية ، وحسن الحوار والمناقشة.
3- عدم التجريح والتشهير أو استخدام الألفاظ النابية.
4- التوثيق والمرجعية
5- الرجوع إلى الحق متى ما تبين ذلك ، وعدم التمادي والإصرار على الخطأ
6- ألا يكون الخلاف والاختلاف لمجرد الجدل والسفسطة .
ثانياً : الخلاف في الرأي ، سمة العقول الناضجة ، ودليل لثراء وخصوبة الفكر ، وفهم القضايا المطروحة ..، وذلك عندما ننظر إليه على أنه حوار بنّاء بين وجهات النظر المختلفة ، والآراء المتباينة ، وعندما نتعامل معه على أن منطلقه هو مرجعية لتقديرات متنوعة ، تثريها خبرات واسعة ، وتراكمات ثقافية متعددة ، وتجارب شخصية ، وتفسيرات لحوادث واقعية.2- المحافظة على : الإخلاص ، والصدق ، والأمانة ، والموضوعية ، وحسن الحوار والمناقشة.
3- عدم التجريح والتشهير أو استخدام الألفاظ النابية.
4- التوثيق والمرجعية
5- الرجوع إلى الحق متى ما تبين ذلك ، وعدم التمادي والإصرار على الخطأ
6- ألا يكون الخلاف والاختلاف لمجرد الجدل والسفسطة .
ثالثاً : علينا ألا نكون حريصين على أن نغيّر وجهات نظر الآخرين ، لكي تتفق مع احتياجاتنا ، ومصالحنا ، لاسيما وأن أمام أعيننا ، نفوس صفت ، وعقول تفتحت ،فأنتجت خلافاً نزيهاً ارتفعت فيه على حظوظ النفس والهوى ، وانقباض الفكر ، من أمثلة ذلك السلف الصالح .. وهذا يجعلنا دائماً بحاجة على أن ننظر للأمور من وجهة نظر الآخرين أيضاً ، وليس وجهة نظرنا فقط.
رابعاً : احترام وتقدير الاختلافات بيننا ، وبين الآخرين هو جوهر التفاعل الإيجابي، لأن الناس مختلفون ذهنياً ، ونفسياً ، وعاطفياً ، فلا بد أن نعي جيداً ، أن كل الناس لا يرون العالم كما هو عليه ، ولكنهم يرونه من خلال ما هم عليه،ومصداق ذلك قول الباري الحكيم : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين (118 ) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ....الآية}(هود: ١١٨ - ١١٩)
فإذا اتفق اثنان في رأيهما تمام الاتفاق ، فلا حاجة إلى رأي أحدهما .. والإمام أبو حنيفة النعمان يقول : " رأيي صواب ، يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب "
ولا بد أن ندرك جيداً أن كلاً يؤخذ من رأيه ، ويرد ، إلا صاحب ذاك القبر ، عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وتقبلوا تحياتي
أخوكم : أبو أحمد ( المدينة النيوية)[/align][/cell][/tabletext][/align]
اسم الموضوع : أدب الخلاف والاختلاف
|
المصدر : .: روائع المنتدى :.