شيخنا: فايز الشنبري رحمه الله

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

أبو مصعب

New member
إنضم
6 يونيو 2009
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة _ الخالدية
[frame="2 10"]بسم الله الرحمن الرحيم

المـوت حـقٌّ والبـريّـة رُحّـلٌ تفـنـيـهم اللحـظـات والأيـامُ
فاجعـل بقاءك في البسيطة غـربة أو عابراً لسـبـيـلـه إلـمــامُ

عرفناه أسيف القلب, رقيق الطبع, إذا قرأ القرآن بكى وأبكى..
دمث الطباع, مكللاً بالوقار..
شيخنا: فايز الشنبري رحمه الله-
أحد الدعاة المشهورين بمكة المكرمة!..
ومدرس التربية الإسلامية بمدرسة من مدارسها المتوسطة والثانوية!..
له زوجتان, وتسعة من الأبناء..
ومن العمر ثمانٌ وثلاثون سنة..
كان أول لقاء جمعني به قبل أربع سنوات, في معتكف جامع الهدى بالرصيفة, الجامع الذي كان يؤمه ويخطب فيه فضيلة الشيخ: فيصل بن جميل غزاوي _ إمام المسجد حرام حالياً_..
كان يؤمنا في صلاة القيام أحيانا, والفجر أيضاً ..
فيهزّ بقراءته القلوب, ويحملها لعالم أخروي, بعيد عن سفاسف الدنيا وملهياتها ..
وفي آخر ليلة من ليالي رمضان ذلك العام وجدناه يراجع القرآن الكريم, فتوجهت إليه أنا وبرفقتي نزرٌ من الإخوة, وسلمنا عليه, ثم طلبنا منه بعض النصائح قبل أن نفارقه, ونفارق معه شهر رمضان!..
فطلب من كل منا أن يعرف بنفسه, ثم عرف بنفسه, وبدأ يوجه سؤالاً لنا عن شعورنا ونحن نفارق رمضان, شهر الخير والغفران.. وبعد أن انتهينا من كلامنا, صبّ علينا رضابا من معينه العذب, فخلب الألحاظ والقلوب, وأرسل للأفئدة أشعة من نور سماويّ, قربها من بارئها, وحواها بنميره العذب الزلال!..
كان رحمه الله دائم المراجعة والاستذكار للقرآن الكريم, حريصاً على تطبيق السنة في الصلاة.. لا يحيد عنها طرفة عين, ولا ينأى عنها لمح بصر -ما استطاع- !..
زرناه في بيته يوم عيد الفطر, فرحب بنا خير ترحيب, وآوانا بقلبه الواسع, وصدره الرحب, وابتسامته الدائمه, وانبساطه بنعم الله وفضله..
كلما رأيته ذكرني بالله, ونقلني من غيابات الدنيا الفانية, إلى سماءات العلا الباقية!..
ومرت الأيام تلو الأيام, وفي كل عام أقابله في المعكتف كعادته..
إلى أن حلّ عشاء يوم الأحد الموافق 14/6/1430هـ, حيث اتصل على أحد الإخوة طالباً منه اللقاء, فرحب بذلك, واقترح على الشيخ أن يذهبا لشرب شيء من لبن النوق التي للشيخ, لكنه أبى وأخبر هذا الأخ أنه يشعر بشيء من الضيق النفسي, وأنه يفضل الذهاب سوياً لشرب شيء من العصيرات..
خرجا سويّاً!.. وتقابلا مع أحد المشايخ الذين كانوا ملازمين له, حيث يراجعون القرآن الكريم سويّاً, ويتدراسون العلم.. ودار الحديث بينهم في أمور منها طلبه إكمال الدراسات العليا!.. ثم كان ختام اللقاء مراجعة للقرآن الكريم, حيث يوجه كل منهم سؤالاً ويجيب الآخر, كي يُعرف مقدار تثبته من حفظ القرآن الكريم..
ووصل الشيخ فايز رحمه الله- آيات عن الموت, فصار يكررها بصوت خاشع, وكأنه يوحي بشيء!..
ثم دار الحديث بينهم عن الدنيا الفانية, والدار الباقية...
وسأل الأخ الشيخ عن علاقاته مع الناس, فحمد الله وأخبره أنه لا توجد بينه وبين أحد من الخلق أية مشاحنة!..
ثم انفض الاجتماع بينهم على أمل اللقاء!..
وقفل كل منهم راجعاً, وتوجه الشيخ رحمه الله- إلى بيته حيث قابل ابنته الصغيره والتي لها من العمر خمس سنين, فصار يقبلها ويسلم عليها بعد كل هنيهة..
ثم أقبل اليوم , يوم الاثنين الموافق 15/6/1430هـ, حيث أصبح الشيخ صائماً.. وتوجه لمدرسته التي يدرس فيها بحيّ الزاهر بمكة.. وهو لا يعلم ماذا يخبئ له القدر!..
وحين بانت للكون غزالة الضحى, توجه الشيخ لمصلى المدرسة, وشرع في صلاة الضحى, وهو في صلاته .. يدخل المدرسة شاب ثلاثيني يسأل عن الشيخ فايز, فقيل له: ستجده في حجرة المدرسين, فتوجه لها؛ لكنه لم يجده, فقيل له: لعلك تجده في المصلى!,, وهو في طريقه للشيخ, كان الشيخ قد أنهى صلاته وبدأ في صعود الدرج, ففوجئ بهذا الرجل يقابله, ولم يكن أحد موجودا تلك اللحظة غيرهما, إلا أنه سُمع علوّ صوت في الكلام بينهما وهمهمة لم تُفهم!.. ثم أخرج هذا الشاب من جيبه سلاحاً (مسدسا), وأطلق على الشيخ ثلاث طلقات قُرب كُلاه.. ودوى الصوت أرجاء المدرسة!..
حيث اجتمع الطلاب والمدرسون, فرأوا الشيخ ينازع سكرات الموت, ووجدوا الشاب واقفاً..
فجاء أحدهم ولطم الشاب وهم في حالة ذهول, فصرخ الشاب وقال لهذا المعلم: تذهب وإلا ألحقتك به!..
وساد الصمت لحظة, ثم صعد الشاب لغرفة الوكيل, وجلس بها, والكل ينظر مذهولاً!..
ثم قال بعدها: اتصلوا على السلطات!..
فجاءت السلطات بعد أن تم البلاغ, وكان الشيخ رحمه الله قد فاضت روحه..
وتم القبض على الجاني, وهو من الذين يعانون من المس, حيث أن الشيخ كان يقرأ عليه دائماً, وهو أخ لصديق حميم للشيخ..
وكما أكدّ ذلك الشيخان: سعود بن بركي المسعودي, وعبد الله بن منيع العبدلي, في مهاتفة مع الشيخ: عبدالحفيظ بن عثمان القاضي [إمام وخطيب جامع المنشاوي بمكة بحي الرصيفة], أن سبب القتل كما يظهر تأثير المس على هذا الشاب, وتأجيج الشيطان على هذا الشيخ القارئ الذي يحاول إخراجه من هذا الشابّ..
ولا زالت التحقيقات من السلطات الأمنية جارية, ولا زالت جنازة الشيخ رحمه الله-
وكان لهذه الحادثة أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم ونفوس ذويهم!..
كذلك من الأمور أن اثنان من أبناء الشيخ أحدهما في الصف الثالث الثانوي, والآخر في المرحلة المتوسطة, من طلاب المدرسة التي يدرس فيها الشيخ!..
رحمه الله, فقد كان قدوة للمربي والمعلم والقارئ والداعية!..
كان دائماً يتمنى الشهادة, وهاهي قد بلغته إن شاءالله- ..
وهذه أحد كلماته

www.youtube.com/watch?v=Fkzoix24z7Q
[/frame]
 
إنضم
23 أبريل 2009
المشاركات
329
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الأخ أبو مصعب
أسأل الله أن يغفر للشيخ فايز الشنمبري وأن يسكنه فسيح جناته
حرفك الوضيء قلّب مواجعنا وأسبل الدمع من عيوننا

شكرا لك
 
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
257
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
أرض الله الواسعة
رحم الله الشيخ ... يا طالما صعد منبر جامع العبدلي ووعظ الناس ،، ومنذ أن أسس الجامع وهو به خطيب ،، وأهل الرصيفة لا ينسون لحظات الشيخ وكلماته ومواعظه ..

إنا لله وإنا إليه راجعون
 

ابن كريم

New member
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
52
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة
تأثرت بفراق هذا العالم كلما تذكرته أو سمعت عنه ، رحمه الله وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحشرنا وإياه في زمرتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون .
 

برشام

New member
إنضم
15 يونيو 2009
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الغربية
من منبر الجامع العبدلي ليوم الجمعة في 3 / 7 / 30هـ

ألقى الشيخ الفاضل / عبدالله عمر الأراكاني خطبة عصماء كعادته - ماشاء الله - في الخطب الارتجالية في هذا الجامع وذكر فيها مايلي

- أن الشيخ فايز الشنبري - رحمه الله - اتصل عليه قبل ثلاثة أسابيع من وفاته يستشيره في الخطب عن قصة يوسف عليه السلام ثم ذكر الجدوى من الاستشارة وهي أن الشيخ فايز - رحمه الله - يظن أنه لا يستطيع المواصلة في القصة حتى النهاية ثم يطلب من الشيخ عبدالله بأنه - أي الشيخ فايز - إذا وافته المنية دون تكملة القصة أن يتول تكميلها
وبالفعل بدأ بعرض القصة حلقة واحدة ثم استشهد رحمه الله رحمة واسعة

- رآه الشيخ عبدالله عمر الأركاني في منامه بأنه - أي الشيخ فايز - يخطب في جامع عظيم يفسر في الخطبة قوله تعالى { إنما مثل الحياة الدنيا } فلما وصل إلى قوله تعالى { والله يدعوا إلى دار السلام } بكى بكاء شديدا ثم لما وصل إلى قوله تعالى { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }
أجهش في البكاء ولم يتعداها حتى استيقظ الشيخ عبدالله من منامه وتنتهي الرؤيا المبشرة عند هذا الحد

- هذا ما أورده الشيخ عبدالله في خطيته بالجامع العبدلي في الجمعة الماضية بتاريخ 3 / 7
ويذكر عنه بأنه كان أعز صديق و أعز شيخ فرحمه الله رحمة واسعة

-والجدير بالذكر أن أول مسجد في ترجمت فيه الخطب هو الجامع العبدلي
كان مع تأسيسه يقوم بور الترجمة الشيخ الدكتور منصور غلام فترة أشهر ثم انقطع

وفي عام 1418هـ استعان الشيخ الفاضل فايز الشنبري رحمه الله بالشيخ / عبدالله عمر الأراكاني ليقوم بترجمة الخطب قبل أن يتحول خطيبا في العام التالي إلى هذا اليوم مترجما وخطيبا وله الآن 13 عاما قضاها ثنائيا مع الشيخ فايز رحمه الله قبل أن يأتي الشريف ماجدا العبدلي خطيبا مشاركا في الجامع من ثلاثة أعوام

- اللهم اغفر لشيخنا فايز بن خميس الشنبري وارفع درجته وأسكنه الفردوس الأعلى .. آمين
 

السعد

New member
إنضم
20 يونيو 2009
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كلمات مؤثرة.. أسأل الله أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته.. فاللهم أحسن خاتمتنا..

وفقت يا أبا مصعب..
 
التعديل الأخير:

أبوسهيل

New member
إنضم
29 يونيو 2009
المشاركات
362
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
السعودية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ياأبا مصعب بارك الله في عمرك وحياتك ويجعل ذلك في موازين حسناتكم . وشكرا .
 

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
أسأل الله تعالى ن يغفره ويرحمه و يسكنه فسيح جناتهأ
انا لله وانا إليه راجعون
 
أعلى