أخي الحبيب إبن البلد !
سلام الله عليك ورحمته وبركاته .. وبعد :
بداية وبما أنك إبن هذا البلد ـ يا أخي ـ فإن من واجبنا جميعاً أن نهدي إليك باقة من أجمل عبارات المؤدة والمحبة مشفوعة بتحية إجلال وإحترام ، وكيف لا ، أن مكانتك من مكانة بلدك الغالي والعزيز على قلوبنا ـ نحن أبناء الجالية البرماوية المقيمة في أرض المملكة العربية السعودية الطاهرة ـ ولأثبت صدق ما أقوله ، فإنني أنزل فوراً من هامة رأسي القبعة التي أرتديها الآن إحتراماً لك ، وكم كنت أتمنى لو كانت هامة رأسي يعتليها الآن عقال بدل هذه القبعة المستعارة حتى أستطيع أن أرفعه في مراسم تحيتك في هذا المقام ، ليتنا سب مع علو شأنك تبعاً لعظمة ورفعة بلدك .
نعم ، يا أخي من حقك أن تفتخر لأنك إبن هذا البلد الذي يحتضن الحرمين الشريفين ، ومن حقك أن تفتخر لأنك إبن المملكة العربية السعودية ، ومن حقك أن تفتخر لأن قادتكم من أسرة أل سعود المباركة ، ومن حقك أن تفتخر لأن شعبكم حظي بقادة عظماء مثل الملك عبد العزيز وأبناءه . حفظك الله ـ يا أخي ـ وحفظ بلدك العظيم وقادته الميامين وشعبه الأبي من كل سوء ومكروه ، وسخرهم دائماً في خدمة الإسلام والمسلمين وخاصة المستضعفين منهم في مشارق الأرض ومغاربها . آمين .
ثم أود أن أقول لك ـ يا أخي ـ لا أخفي عليك ، إنني معجب بك أيما إعجاب ، لأمرين مهمين :
أولهما : وحيث أنك رجل ذو مسؤولية فإنك بالتأكيد مرتبط بمهام وإلتزامات كبيرة تجاه خدمة المجتمع ، مما لا شك فيه أن وقتك ثمين للغاية ، وبالرغم من ذلك ، أنك بذلت جزءاً من وقتك في زيارة وتصفح بوابتنا الإلكترونية ، ولم تكتف بهذا بل حرصت على المشاركة بكتابة موضوع مهم لتسجل حضورك فيها ، مما يدل على أنك كنت إيجابياً بكل ما تعنيه الكلمة في تفاعلك مع مضامين ما عرض على هذه البوابة ، وهذا بحد ذاته عامل مشجع لنا لأننا حظينا بإثارة إهتمام رجل مهم مثلك، وكم نتمنى أن يحذو حذوك آخرون من أبناء البلد تفاعلاً مع الحوار الإيجابي الجاري بيننا .
ثانيهما : أن مشاركتك التي حرصت على تدوينها في بوابتنا تحمل في طياتها بعض الأفكار والمضامين ، وفي مجملها لم تكن هذه المشاركة بالصورة التي فهمها البعض إذ أنها كانت إيجابية في المحصلة ، لأنها جاءت في سياق الغيرة على هذا البلد والدفاع عنه وتخليصه من العناصر الفاسدة والمدنسة لحرمته ، وهذا الأمر الذي يحظى بالتأييد المطلق من قبلنا دون مواربة أو مجاملة لأحد . وثق تماماً ـ يا أخي ـ أننا نحمل في قلوبنا حباً وغيرة وتفانياً وإخلاصاً لهذا البلد وقادته من النوع الذي تحمله أنت إن لم يكن أفضل منه . لذلك انفعالاتك وعواطفك التي شحنت بها مشاركتك تأجيجاً لمشاعرك مقبولة من طرفنا دون تحفظ وإن كان لنا بعض الملاحظات على (صيغة الخطاب ) التي إعتمدت عليها في التعبير عن مشاعرك ، ومع ذلك فإننا نلتمس لك عذراً لأنه قد يكون التعبير خانك فيما كنت تود أن توصله إلينا ، وحيث أنني أستخلصت مما كتبت بعض العناصر القابلة للنقاش والتوقف عندها فإنه يسرني أن أورد ها من خلال النقاط التالية :
أولاً : كما لا يخفى عليك ـ يا أخي ـ أن لهذا البلد ما زالت صورة نمطية قاصرة في أذهان كثير من الأمم والشعوب ، والمتمثلة في مجموعة من الأعراب غير المتحضرين يقطنون صحاري وبوادي الجزيرة العربية مع مضاربهم وإبلهم ، مما يفتقرون إلى أبسط مقومات الحضارة والمدنية . وفي الواقع أن نظرة بهذه الصورة هي تجني حقيقي على هذا البلد وظلم بحقه وأهله ، لأن الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ، منذ أن وحد أطرافه ، جعل من أولياته القصوى إلحاق هذا البلد بركب الحضارة العالمية ، ولا يزال قادته المخلصون من أبناءه البررة يبذلون قصارى جهدهم لإخراجه من طور البداوة إلى طور الحداثة في كافة ميادين ومناحي الحياة ، حتى أضحت واحدة من أكثر المجتمعات البشرية رقياً ورفاهاً وحضارة ووفرة في الاحتياجات البشرية اليوم . وحيث أن الشعب السعودي كان دائماً محور هذه الحداثة والتمدن ، فإنه قد صاغ أيضاً لنفسه لغة للحوار الحضاري والتخاطب الجماهيري للقيام بعملية الإتصال مع الأخرين ، وهي في غاية من الرقي ، وذلك تمشياً مع متطلبات ركب الحضارة العالمية ، لذلك من حقك أن تقول أن هذه اللغة شكلت ( أخلاقيات الشعب السعودي وأدبياته ) المستمدة من قيم الإسلام السمحة التي لا تجد في قاموسها أية عبارة للتجريح أو التخديش أو التسفيه أو التخوين أو الشتيمة أو البذاءة أوالإهانة أو الإساءة للأخرين ، مهما كانت الظروف والأحداث ، لذلك يلاحظ دائماً أن ( الخطاب ) الرسمي السعودي أو حتى الإعلامي يخلو من المهاترات والتجاذبات وردود الأفعال المتشنجة وذلك بالرغم مما يتعرض له هذا البلد من إساءة متكررة من هذا الحاسد أو ذاك الجاحد يومياً ، مما يتعين على الجميع أن يجعله قدوة في الحوارات والنقاشات دائماً ، وهذا الذي فقدناه في مشاركتك يا أخي للأسف ، لا عليك ، فلعلك تستدرك في مشاركاتك القادمة إن شاء الله .
ثانياً : أنك ذكرت في ثنايا مشاركتك أن هناك تشكيلاً للفرق الأمنية للتخلص من أبناء الجالية البرماوية في هذا البلد وأنك واحد ضمن تشكيلة هذه الفرق ، يبدوا لي من خلال ما كتبت أنك كنت تحت تأثير عواطف مشحونة أو كانت لديك صورة ذهنية سيئة لجماعتنا ، وفي هذا الصدد لو كان حماسك لمحاربة المجرمين أو الفاسدين للتخلص منهم سواءً كانوا برماويين أو غيرهم أداءً لواجباتك المؤكلة إليك ، فنحن معك قلباً وقالباً يا أخي ، لأن هذا البلد الآمن ، لا يستحق أن يعيش على ترابه الطاهر إلا فرد مؤمن وصالح . أما إذا كنت تقصد بكلامك هذا عموم البرماويين ، فاسمح لي أن أوضح لك ما يلي : أننا معشر البرماويين أقمنا في هذا البلد منذ ما يزيد عن ستين سنة ، كان ذلك بإيواء وإحتضان ولاة أمور هذا البلد حفظهم الله ، مراعاة لظروفنا القاهرة ، ولو لا رعايتهم لنا لما أقمنا ولا كان يحلو لنا العيش فيه طوال هذه السنين ، ولوكان الأمر وفق ما تتمنى أو تعتقد فإنه لن يكلفهم كل هذا الإعداد الأمني ، بل يتم إنجازه في يوم وليلة دون عناء يذكر ، إطمئن يا أخي ، أن الوضع ليست بهذه الصورة القاتمة التي تراها أنت .
ثالثاً : أشرت أيضاً في مشاركتك أنك تنتمي إلى إحدى القطاعات العسكرة الأمنية ، عليه فإننا نهنئك على هذا العمل الشريف ، لأنك تساهم من خلال أدائك المهني في حفظ الأمن والطمأنينة لراحة مواطني ومقيمي وقاصدي هذا البلد الآمن ، ومادام الأمر كذلك فإنه حري بك ـ يا أخي ـ أن تكون قدوتك في مجال عملك أولئك الأبطال الذين يكفلون أمن العاصمة المقدسة من أمثال اللواء / تركي القناوي ، والعميد / صالح القحطاني ، والعقيد / محمد المنشاوي ، والعقيد / جميل الحربي ، والمقدم / فهد الحارثي ، والنقيب/ مساعد العتيبي وأخرون ، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الأخلاق والقيم والعلم والتواضع والتعامل الحضاري بالإضافة إلى تمتعهم بمهنية وحرفية عالية في أداء عملهم ، وخير مثال على ذلك مشاركة هؤلاء في النشاطات التي يقيمها أبناء الجالية البرماوية من وقت لأخر بفاعلية وذلك نزولاً لرغبة أولاة أمور هذا البلد ، ولعلك شاهدت جزءاً من تلك النشاطات من خلال ما تم توثيقه في الصفحة الرئيسة من هذه البوابة .
رابعاً : أن أبناء الجالية البرماوية عندما دشنوا هذه البوابة الإلكترونية ، لا يبغون من وراءها إحاطة هالة من الاضواء حول أنفسهم ، أو أنهم يحالون إثبات وجودهم أمام الأخرين بطراً ورياءاً ، وإنما غاية هدفهم هي المساهمة في رفع مستوى الوعي لدى فئات شبابنا من خلال الحوار والنقاش الهادف على أمل أن يصب ذلك في جهود التوعية الأمنية الشاملة التي يتبناها المخلصون من أبناء الجالية بمشاركة الجهات الرسمية ذات الإختصاص بهدف توعيتهم أمنياً وفكرياً ودينياً وذلك بناءً على توجيهات قادة هذه البلاد ورغباتهم ، ولعل هذا يعكس مدى حرص جماعتنا على تبني برامج إصلاحية شاملة لصالح أبنائها في هذا المجتمع ، إذن فلا تقل لهم يا أخي ( ما بقى إلا هذه ) بل قل لهم شكراً لكم على هذه الجهود الرائعة .
أمل منك أن يتسع صدرك لتقبل هذه الملاحظات وهو الأمر ليس بغريب عليك وعلى أمثالك من أبناء هذا البلد لما تتمعون بمستوى عال من العلم والمعرفة والثقافة .
وأخيراً قبل أن أودعك فإنني أعتذر منك نيابة عن كافة الإخوة المشاركين بردودهم، لأن لهجتهم تجاهك إتستمت بالحدة والشدة لبعض الشيء ، وهو الأسلوب الذي لا نحبذ إستخدامه في تعاملنا مع الأخرين مهما بلغت درجة الإختلاف بيننا وبينهم ، وذلك إعمالاً لمبادئنا .
ودمت في رعاية الله وحفظه
مع تحيات / عاشق الحرمين
مع تحيات / عاشق الحرمين
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اسم الموضوع : إعتمدوا إرساله إلى إبن البلد : ولو كان بالــ dhl
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
