هو شاب فى العشرينيات من عمره ذات يوم دخل أحد المطاعم الفاخرة وجلس على الطاوله وطلب الوجبه وبينما هو ينتظر واذا به يسمع صوت سقوط شئ على الأرض من خلفه وكرد فعل طبيعى التفت ينظر الى مصدر الصوت ووجد فتاة رائعة الجمال تحاول أن تزيل بعض ما أصابها من أثر سقوط زجاجة الكاتشب وهم برجوله أن يساعدها واقترب منها وتسمرت عيناه وسكنت حركاته فهو امام ملاك رائع الجمال فتاة بجمالها الطبيعى لا مساحيق ولا ميكاب بهر وتسمر ونسى أنه جاء ليساعدها ونظرت اليه وهى مندهشه من وقوفه امامها بهذا الشكل وكانت قد انتهت من ازالة ما اصابها وعاد صاحبنا الى طاولته وهو قد تغير يشعر ان شيئا ما قد حدث بداخله ظلت عيناه ترفض ان تبتعد عن الفتاة غير من جلسته حتى يكون فى مواجهتها وأحس أنها تتعجب من نظراته اليها واستمر على هذه الحال والوجبة امامه ولم يشعر بوجودها ولم تمتد يده اليها بل نسى أنه جاء من أجل الطعام وفجأة هبت الفتاة للانصراف ونظراته تتابعها وعندما خرجت من المكان ترك كل شئ وذهب خلفها وترك الطعام والحساب على الطاوله وهو لايدرى كم ترك وماذا ترك اسرع ورائها وحينا هى تنتظر التاكسى ذهب فى لحظات وأحضر سيارته وكانت على مرمى بصره وجلس بسيارته منتظرا ات تركب التاكسى وهو يقول فى نفسه ليتنى استطيع ان اوصلها ولكن حياءه وخلقه يمنعه ونفسه تحدثه ماذا حدث لى هل انا مراهق ام انها نزوة لا لست مراهقا وليست نزوة انه الحب انه الحب الذى يقال عنه من أول نظرة مؤكد هو الحب كل هذا حديث نفسه وهو يراها قد ركبت التاكسى وتحرك وتبعها بسيارته ومازال يقول هل انا مجنون ماذا انا فاعل وعند احدى العمارات وفى حى هادئ من أحياء القاهرة نزلت الفتاة ودخلت العمارة واختفت فيها ونزل هو من سيارته وفكر قليلا ها قد تبعتها ثم ماذا ؟ وبينما هو شارد الذهن ومشتت الفكر اذا برجل كبير يبدو عليه الطيبه وهيأته كأنه حارس العمارة ويسأل صاحبنا ماذا تريد ؟ أتبحث عن عنوان؟ وهنا و جدها فرصه اتت اليه وجلس مع الرجل على اريكه بمدخل العمارة واراد أن يعرف منه من هذه الفتاة ومن اسرتها وهل هى متزوجه أراد ان يعرف عنها كل شئ والارس يجيبه بعد أن شعر بالأمان معه وانصرف صاحبنا وهو يحدث نفسه اكيد هذه سهام الحب رشقت قلبى وعاد الى بيته وجلس يفكر ماذا يفعل انه أصبح يريدها سهام الحب قد أصابت قلبه لم يستطع النوم وفى الصباح كان قد حسم امره واقر بحبها وقرر ان يتقدم اليها ولم يذهب الى عمله بل بدأ يعد نفسه لتلك اللحظه التى سيكون امامها مرة اخرى فى لقاء عائلى وجاء المساء واللهفه تحرقه شوقا لرؤيتها هو لا يفكر هل يقبلونه ام لا كل مايفكر به ان يراها مرة اخرى وعند باب شقتها ودقات قلبه تسبق دقات جرس الباب ويفتح له رجل يبدو أنه والدها هيئته توحى بالثراء واستأذن فى الدخول ورحب به الرجل بعد أن عرفه صاحبنا عن نفسه وجلس لا يدرى ماذا يقول وحارت نفسه كيف افسر له ماحدث واستجمع شجاعته وأخبره بالقصة كامله وطلب منه يدها وبدا على الرجل تفهمه وابتسامة خجوله تبدو على وجهه أحس منها صاحبنا انه ليس عنده اعتراض ووعده أن يعرض الأمر على ابنته وامها وبعد قليل دخلت الفتاة ووالدتها وانتفض من مكانه واقفا ويمد يده ليصافحها وهى تنظر اليه غير مصدقه كيف حدث هذا تذكرته حين كان يقف امامها بالمطعم وكيف كانت حالته وقتها وانتهى اللقاء على وعد بالا تصال به وفعلا تم الزواج وتحقق ماكان يريده وشعر بحبها له والأيام تمر وكانت معه زوجه وأم وحبيبه سعادته فاقت ما تصوره ومرت الشهور وهما فى سعاده غامرة وذات يوم وبدون سبب انتابتها حاله غريبه لم يرها من قبل تبدلت شخصيتها وكأنها امرأة اخرى بدا على وجهها شحوب ورعشه وتوتر وتهذى بكلمات لا أفهمها وانزعجت وقلقت وخفت عليها ترى مابها هى لاتريد أن تتكلم اسرعت بها الى الطبيب وقصصت عليه ما بها وأطاها مهدئ وطلب منى عرضها على طبيب امراض نفسيه وعلمت من والدها انها كانت تأتيها بعض التوترات بين الحين والآخر وعرضتها على الطبيب النفسى وكل هذا وانا أقول فى نفسى ازمه وتمر اننى احبها وهى كل حياتى لابد ان اكون بجانبها وعندما علمت من الطبيب أن حالتها انفصام فى الشخصيه ولكن لاخوف منها وليست عدوانيه بل هى من النوع الانسحابى ضاقت الدنيا بى كيف يحدث هذا لى سبحان الله ماذا أفعل أأطلقها وأتركها ؟ هل انا قادر على البعد عنها ؟وهدانى ربى الى طريق الصواب سألت نفسى هل هى مسؤله عما حدث من منا يملك لنفسه ضرا أو نفعا ؟ أأكون أناظالما لها وهل أخذت على الله عهدا أن أعيش معافا اليس هذا ابتلاء نفسه تجيش بكثير من الأحاسيس ظل بجوارها وقرر الا يتخلى عنها وأجره عند الله وبعد ايام ومع مواظبتها على العلاج عادت لطبيعتها وازداد الحب بينهما وتعلق كل منهما بالآخر وكانت السعاده تغمرهما وكانت له كل شئ تعطيه حبا وحنانا وتسهر على راحته ومر العام الأول وفكرا فى الانجاب يريدون طفلايملأ حياتهما وهنا ظهرت مشكلة أخرى حيث أنها تتناول عقارا لا يمكن أن توقفه والا ستعود لها اعراض المرض النفسى وتحولت حياتهما للحيرة والقلق وعاوده التفكير مرة أخرى أيحرم من الانجاب كيف؟ وظلت نفسه تحدثه أن يتزوج عليها اخرى لتنجب له الولد وهى عرفت انه يفكر فى هذا وصارحته انها تريده أن يتزوج عليها هذا حقه وتوسلت اليه الا يتركها وتعيش فى خدمته انها تحبه بل هى تعشقه لا تستطيع ان تعيش بدونه تقولها وعيونها تدمع وهو يهدئ من روعها وتمر الأيام ويشعر انه لا يريد ان يعذبها عليه ان يصبر عليه ان يحتسب وينرك الأمر كله لله هكذا كان ايمانه وتلك عقيدته يعلم ان الأمر بيد الله ومرت الايام والشهور والسنوات وهما صابران على امر الله يعوض كل منهما الاخر بالحب والحنان وفى يوم من الأيام استيقظ من نومه ليقص على زوجته رؤيا رأها فى منامه انه رأى نفسه اما الكعبه المشرفه يصلى امام مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام وبجواره طفل عمره 7 سنوات يلبس جلبابا ابيض وعلى رأسه طاقيه بيضاء ووجهه يشع نورا ويصلى بجانبه وبعد أن قص رؤياه على زوجته ضحكت وتهلل وجهها وقالت له هذه بشرى من الله وأريدك أن تأخذنى الى الطبيب لأنى أشعلر ببعض التعب ووعدها ان يأخدها فى المساء الى الطبيب وعند الطبيب كانت البشرى كانت الفرحه كانت السعاده تحقق الحلم زوجته حامل فى شهرها الثانى هتف صاحبنا سبحان الله سبحان الله هذا أجر الصابرين هذا أجر الصابرين .
اسم الموضوع : هذا جزاء الصابرين
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.