ما حكم الاتصال بالأرقام المعلنة على الشاشات الفضائية من أجل ربح سيارة أو غيرها؟؟؟؟؟

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
1 يونيو 2009
المشاركات
372
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
البلدية الفوقية
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد جاء الحديث عن السباق في القرآن الكريم في قول الحق سبحانه وتعالى: "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة: 148) كما جاءت في السنة النبوية في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا سَبْقَ إلا في خُفٍّ أَو نَصْلٍ أَو حَافِرٍ" والسبق هو الجائزة التي تعطى للفائز، والمسابقات منها الجائز شرعا، ومنها الممنوع شرعا.

وقد جعل الشرع الحنيف للكسب الحلال طرقا مشروعا، ومن ابتغى كسبه بغير الطريق الذي حدده الشرع فإنَّ المال الذي يتحصل عليه يكون سحتا لا يملك ولا ينتفع به، هذه مقدمة ضرورية قبل الحديث عن أحكام المسابقات ولا سيما في العصر الحديث الذي تطالعنا فيه الفضائيات ليل نهار بكلمة "اتصل الآن وستربح" وينبري الناس في الاتصال عساهم أن يربحوا شيئا، أو يأتيك إعلان على علبة بسكويت أو مسحوق غسيل ليقول لك أرسل كذا لكي تدخل السحب، أو يأتي لك إعلان ليقول لك اختر إجابة صحيحة من الثلاث إجابات أمامك واتصل، والأسئلة ساذجة تغري الناس على الاتصال. وكل هذا يكون بأموال يغرمها المتصل وتجني الشركات الأرباح من مكالمات الناس الذين يبتغون الكسب السريع في مكالمة هاتفية أو في قصاصة ورقة.


وأمثال هذه المسابقات محرمة لعدة أسباب:

أولا: القمار المحرم الذي تشتمل عليه؛ فالمال مدفوع من المتصل على احتمالية ربح الجائزة أو خسران المال، وقد قرن الله جل وعلا الميسر بالخمر، وهي أم الخبائث، كما قرنه بالاستقسام بالأزلام.

ثانيا: الغرر ظاهر بقوة، والغرر محرم أيضا، ومن الأمور التي سيسأل عنها كل عبد يوم القيامة ماله من أين أتى به وفيما أنفقه، جاء في سنن الترمذي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع؛ وذكر منها: عن عمره فيم أفناه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟" كما يحرم على الشركات المنظمة لهذه الأعمال المال الناتج وذلك لأنه من باب أكل أموال الناس بالباطل، وهذا مما حرِّم على المسلمين بنص القرآن الكريم حيث يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"

أما المسابقات المباحة فهي المسابقات التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي المسابقة بالخيل والإبل والرمي، بشرط خلوها عن القمار، ويلحق بها مسابقات القرآن والعلوم الشرعية ونحوها على الراجح من أقوال أهل العلم
 

أبو هيثم الشاكر

مراقب سابق
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
786
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
نعم يا أخي المسألة بحاجة إلى تأصيل شرعي، وهي مما عمت به البلوى، وقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء عدة فتاوى في حرمة التعاطي مع مثل هذه المسابقات.
أشكرك لك هذه اللفتة المهمة.
 
أعلى