لقي حتفه تحت عجلات سيارتي

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

صدى الحجاز

مراقب سابق
إنضم
21 يونيو 2009
المشاركات
745
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
خرجت بسيارتي إلى منى لرمي الجمرات في آخر أيام التشريق، وكنت مستعجلاً... وبينما أتجاذب أطراف الحديث مع زوجتي ونحن في طريقٍٍ يؤدي إلى الكبري إذا بنا نفاجأ بذلك الجالس في وسط الطريق... خففت من سرعتي قليلاً ثمَّ توقَّفتُ أمامه أنظر إليه... لم يفسح لي الطريق كي أمشي دون أن أمسَّه بأذى.. والتفتُّ يمينًا ويسارًا فلم أجد مكانًا كافيًا يسع لسيارتي... وبقي هو في مكانه دون مبالاة أو أي احترام لمشاعر الآخرين ولم يتحرك ولو يسيرًا ... وعلمت أنه لن يفسح لي مهما صرخت وهددت، ولم يكن لدي من الوقت ما يكفي للنزول من السيارة لإقصائه من الطريق ... فما كان مني إلا أن ضغطت على دواسة البنزين وانطلقت نحوه فجأةً كصخرة حطه السيل من علٍ وقلت في نفسي أخاطبه: ستلقى مصيرك وسيكون حتفك تحت سيارتي، فسمعت صرخته والله العظيم من تحت السيارة... وهنا أبطأت السير قليلاً وقد عَلِق المسكين بحديدة من حديد السيارة، فسحَبَتْهُ معها، وأخذ في الصراخ، فقالت زوجتي: لماذا لا تتوقف؟! ألا تسمع صوته وصراخه؟! فقلت: كلا.. لن أتوقف، وليتمزق تحتي!.. فصمتَتْ، ومضيتُ في طريقي والناس يسمعون صراخ المسكين ويلتفتون إلينا... تضايقت زوجتي من تجاهلي لصراخِ مَن تَحتَنَا ونَظراتِ مَن حَولَنا، وعادت تترجاني لكي أتوقف، فلم أفعل... ومضيت وأنا أهمهم قائلاً: دعيه يعقل، فمثله لا يستحق حتى الدية فضلاً عن أن يُقتص له!!.. وبعد مسافةٍ ليست بالقصيرة بدأ يتمزق تحت السيارة ويتقطع إلى أشلاء دون أن أشعر تجاهه بأية رحمة أو شفقة، ثم انفلت من الحديدة فتركته في الإسفلت، ومضيت في طريقي وأنا أنظر إليه من المرايا المعاكسة، وقد توقف عن الصراخ بعد أن لقي حتفه، وكان ذلك نهايته.. ولم يفزَعْ له أحدٌ ولم تُدْعَ له سيارةُ إسعافٍ ولا شرطةٍ!، لأن ذلك المسكين لم يكن سوى كرتونًا فاضيًا في قارعة الطريق ...
 

عبده درويش

Active member
إنضم
28 يونيو 2009
المشاركات
2,400
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
مكة
up2up-a3ccc763f5.gif
 
أعلى