تعليقا على ما كتبه الكاتب الناضج الدكتور محمود محمد بترجي قبل أيام في صحيفة البلاد حول معارضته الخلقية والإنسانية لشعار (أيها الأجانب عودوا إلى بلادكم) الذي رفعه في بعض المواقع شبان سعوديون.. واصفا ذلك الشعار بأنه شعار عنصري فاضح، فإنني أود أولا تذكير الجميع بأنه عند رفع الشعار نفسه من قبل شبان في فرنسا أو بريطانيا أو إسبانيا أو إيطاليا، كما حصل من قبل، فإن الاتهام الحاد بأنها وحدة عنصرية بغيضة ضد العرب والمسلمين المقيمين في تلك الدول يكون حاضرا ويشارك في الحملة كتاب منصفون من أبناء تلك الدول نفسها ومن أصول فرنسية وبريطانية وإسبانية وإيطالية، منددين بالشعار العنصري المرفوع، مؤكدين أن معظم المهاجرين من العالم الثالث يقدمون خدمات مختلفة للدول التي يقيمون فيها حتى لو زاحموا على فرص العمل أبناء الدول الغربية، أما في العالم العربي والإسلامي فإن كتابه وسياسييه ربما ربطوا بين تلك الدعاوى العنصرية وبين الصهيونية!، ناسين أو متناسين أن سبب الهجرات نحو الشمال ما تعاني منه العديد من دول العالم الثالث من فقر وجهل ومرض وفساد سياسي وإداري أتى فيها على الأخضر واليابس!
ولكن هب أننا خالفنا الدكتور البترجي وشركاه ودعمنا حملة «ارحلوا أيها الأجانب إلى بلادكم»، واعتبرناها دعوة وطنية حرة! وأخذ الأجانب في الرحيل من هذه الأرض الطيبة استجابة لدعوتنا الوطنية، فمن سيقوم من هؤلاء الشباب رافعي شعار «ارحلوا» بأعمال نظافة شوارعنا وأحيائنا؟ ومن سيحل محل مئات الآلاف من عمال النظافة لأن البريطاني والفرنسي.. إلخ إذا طالب برحيل عمال النظافة عن وطنه فإنه مستعد ليحل محلهم، فهل لدى عيال الحمولة أو غيرهم من حملة «البطاقة» الاستعداد لهذا العمل فإن لم يكن لديهم الاستعداد، فهل يعني ذلك أن تنام على أكياس وأكداس القمائم عند تحقيق شعار «ارحلوا»؟ ومن سيحمل الطوب والبطحاء والأسمنت والبلاط والحديد إلى العمائر المنشأة حديثا، أهم أبناء القبائل أم أبناء العوائل؟ أم ستتعطل حركة البناء في البلاد؟ أما العنصرين الأوروبيون فإنهم على الرغم من عنصريتهم مستعدون لمثل هذه الأعمال البسيطة وما دونها وما فوقها، وأما الذين يكونون عالة في معظم حياتهم على الأمم الأخرى فإن دعوتهم العنصرية ستكون أول ما تكون وبالا عليهم، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وليت أصحاب الشعار العنصري يعرفون أقدارهم قبل أن يلتهوا بالبلاي ستيشن والمباريات وهيفاء وهبي!!
اسم الموضوع : الكاتب محمد الحساني يردعلى مقالة ( ايهالاجانب عودواالى بلادكم)
|
المصدر : .: حديث الإعلام :.
