صدى الحجاز
مراقب سابق
انتهى الناس من الصلاة في الجامع الكبير المزدحم بالمصلين، وأقبلت الجنائز تحمل على الأعناق.
وُضِعت الجنائز أمام الإمام ليصلي عليها.
وإذ يهم الإمام بالتكبير إذا صوت عالٍ يقطع الهدوء والسكون: (لأ .. لأ .. مش حتصلوا عليه).
استغرب الحاضرون والتفتوا إلى صاحب الصوت الذي أقبل يشق الجموع حتى وقف قرب الإمام، وبدأ ينفعل ويصيح: (مش ممكن أسمح لكو تصلوا عليه وتدفنوه لغاية ما يسدد الدين اللي عليه)!!...
فقال الإمام: يا رجل اتق الله، ودعنا نصلي وندفن، وبعد ذلك تتفاهم مع ذوي الميت.
فقال الرجل: (لأ .. لأ .. مستحيل والله ما تدفنوه حتى يسدد اللي عليه).
تدخل ذووا الميت من أبناء وأقارب وحاولوا إقناعه بالدفن والمفاهمة فيما بعد دون جدوى، واشتد النقاش والصياح.
والناس يتنقلون بأبصارهم بين الرجل وذوي الميت وسط استغراب شديد.
فسأله الإمام: كم الدين؟
فقال: (خمسين ألف جنيه).
فطلب الإمام من جموع المصلين أن يقفوا مع الميت ويجمعوا المبلغ لسداده ودفنه.
عندها بدأ الناس يتصدقون ويجمعون المال، ولا غرابة في ذلك، فالوضع لا يحتمل الانتظار، والموقف يدعو إلى التعاطف مع الميت في محنته، إذ إن الشهيد يُغفَر له كل شيء إلا الدين، فكيف بغير الشهيد.
وما هي إلا دقائق وإذا بالمبلغ المطلوب في يد الإمام، فدفعه إلى الرجل، فانصرف من المسجد راشدا، وخلى بينهم وبين الميت.
تمت الصلاة عليه وحُمِلت الجنائز على الأكتاف وانطلقت إلى المقبرة.
بقيت هذه الجنازة لم يحملها أحد.
استغرب الجميع وبحثوا عن أهله وذويه الذين اختفوا دون جدوى.
فتقدم بعضهم لكشف وجه الميت علهم أن يعرفوه، فإذا به بلا رأس!!!....
7
7
7
7
7
7
7
7
7
ففتحوا جزءا من الكفن لتتضح لهم الحقيقة، وليشربوا المقلب جامداً أمام دهشتهم، إذ لم يكن في النعش سوى مخدات ولحاف تم تكفينها على شكل جنازة.
وقد قبض الرجل خمسين ألف جنيه بمسرحية لم تكن في الحسبان.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وُضِعت الجنائز أمام الإمام ليصلي عليها.
وإذ يهم الإمام بالتكبير إذا صوت عالٍ يقطع الهدوء والسكون: (لأ .. لأ .. مش حتصلوا عليه).
استغرب الحاضرون والتفتوا إلى صاحب الصوت الذي أقبل يشق الجموع حتى وقف قرب الإمام، وبدأ ينفعل ويصيح: (مش ممكن أسمح لكو تصلوا عليه وتدفنوه لغاية ما يسدد الدين اللي عليه)!!...
فقال الإمام: يا رجل اتق الله، ودعنا نصلي وندفن، وبعد ذلك تتفاهم مع ذوي الميت.
فقال الرجل: (لأ .. لأ .. مستحيل والله ما تدفنوه حتى يسدد اللي عليه).
تدخل ذووا الميت من أبناء وأقارب وحاولوا إقناعه بالدفن والمفاهمة فيما بعد دون جدوى، واشتد النقاش والصياح.
والناس يتنقلون بأبصارهم بين الرجل وذوي الميت وسط استغراب شديد.
فسأله الإمام: كم الدين؟
فقال: (خمسين ألف جنيه).
فطلب الإمام من جموع المصلين أن يقفوا مع الميت ويجمعوا المبلغ لسداده ودفنه.
عندها بدأ الناس يتصدقون ويجمعون المال، ولا غرابة في ذلك، فالوضع لا يحتمل الانتظار، والموقف يدعو إلى التعاطف مع الميت في محنته، إذ إن الشهيد يُغفَر له كل شيء إلا الدين، فكيف بغير الشهيد.
وما هي إلا دقائق وإذا بالمبلغ المطلوب في يد الإمام، فدفعه إلى الرجل، فانصرف من المسجد راشدا، وخلى بينهم وبين الميت.
تمت الصلاة عليه وحُمِلت الجنائز على الأكتاف وانطلقت إلى المقبرة.
بقيت هذه الجنازة لم يحملها أحد.
استغرب الجميع وبحثوا عن أهله وذويه الذين اختفوا دون جدوى.
فتقدم بعضهم لكشف وجه الميت علهم أن يعرفوه، فإذا به بلا رأس!!!....
7
7
7
7
7
7
7
7
7
ففتحوا جزءا من الكفن لتتضح لهم الحقيقة، وليشربوا المقلب جامداً أمام دهشتهم، إذ لم يكن في النعش سوى مخدات ولحاف تم تكفينها على شكل جنازة.
وقد قبض الرجل خمسين ألف جنيه بمسرحية لم تكن في الحسبان.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اسم الموضوع : مقلب ولا في الخيال.
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.