أبونواف
, قسم أخبارنا العامة وتراث الأجداد
جواز السفر الباكستاني مشكلة تؤرق البرماويين
هذه الدولة مباركة بفضل الله، ودورها في رسم البسمة والرضا في وجوه الناس أمر معلوم ومشهود به، ولا يشك في ذلك إلا جاحد أو حاقد، فهي الدولة التي وصفت من بين دول العالم بأنها "مملكة الإنسانية" وفي عالم مليء بالنكبات والأحزان والمكدرات فإن لمساتها الحانية ومكارمها ستظل بلسماً للجروح على مدى الأيام والسنين... ومن جملة الحسنات التي تفردت بها هذه البلاد المباركة اهتمامها المتناهي بهموم الأقليات الإسلامية والمسلمين بصفة عامة، لا سيما أولئك الذين ارتموا في أحضانها في يوم ما عندما أصبحت حياتهم في بلادهم ضرباً من ضروب المغامرة والمخاطرة وانعدام السكينة والحرية والاحترام بسبب الاضطهاد الديني، والكل يعرف قضية البرماويين في المملكة، والإنسانية اللامحدودة التي عوملوا بها من قبل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود تغمده الله بواسع رحمته، والملوك من بعده يرحمهم الله حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله وأيده بنصره ـ تمثل ذلك في إيوائهم ورعايتهم وتصحيح أوضاعهم، والكل يعلم الدور الذي مارسه على وجه الخصوص صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز رعاه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية رعاه الله وسمو أمير منطقة مكة المكرمة الراحل الأمير ماجد بن عبدالعزيز يرحمه الله، وخلفه سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله، في تبني قضيتهم، واهتمام الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وفقه الله، وأبعاد ذلك في تحسن أحوالهم المعيشية والتعليمية، إذ تمكنوا من الانخراط في الأعمال بصورة نظامية، وتمكن أبناؤهم من الالتحاق بركب التعليم، حتى أصبح في صفوفهم اليوم الكثير من القراء وحفظة القرآن والأساتذة والأطباء وغيرهم، بعد أن كانوا على شفير الجهل والأمية، ومثل هذا العمل لا يستغرب على هذه الدولة المباركة ـ حرسها الله ـ إلا أن ثمة مشكلة مزمنة تتعلق بهذه الجالية عمرها أكثر من أربعة عقود ومازالت قائمة دون أن تحل، وهي مشكلة جواز السفر الباكستاني الذي يحمله ما بين 85.000 ـ 100.000 برماوي حسب ما هو سائد ومعروف، حيث منح البرماويون هذا الجواز من قبل السلطات الباكستانية في بادئ الأمر لاعتبارات قيمية إنسانية تفاعلاً مع ظروفهم، لكن المسألة سرعان ما تغيرت عندما زيد في رسوم إصدار الجواز وتجديده، وتغير نمط التعامل، قد لا يصدق البعض أن رسم تجديد الجواز (لمدة سنتين) 500 ريال بالنسبة للبرماوي، في حين أن رسمه بالنسبة للمواطن الباكستاني (لمدة خمس سنوات) 127 ريالاً، كما أنه يطلب من البرماوي استخراج جواز سفر مستقل لكل فرد من أفراد الأسرة حتى الرضيع، يعني الأسرة التي تتكون من 8 أفراد يلزمها دفع 4000 ريال قيمة تجديد جوازات سفرهم فقط، وهذا ما يعجز عنه ذوو المهن البسيطة وهم السواد الأكبر منهم، والأيتام والأرامل والعجزة والمرضى وهم كثيرون أيضاً، وخاصة أن هناك تكاليف أخرى معيشية وأسرية واجتماعية وتعليمية وصحية وإيجارات تنتظرهم مثلهم مثل بقية شرائح المجتمع، أضف إلى ذلك ذاك التعامل الذي يشتكي منه الكثيرون إذ لا يتم استقبال طلبات البرماويين في القنصلية الباكستانية بجدة إلا في يوم واحد فقط في الأسبوع، ولا يتم البت في معاملاتهم إلا بعد مضي أسبوع أو أسبوعين أحياناً، مما يعرض الكثيرين لغرامات تأخير تجديد الإقامة، هناك حالات كثيرة جدا تحكي عن توقف تجديد إقامتهم بسبب عدم تمكنهم من تجديد جوازات سفرهم بسبب الرسوم الباهظة والإجراءات المعقدة، وبالتالي عدم تمكنهم من مزاولة العمل، وعدم تمكن أبنائهم من الاستمرار في الدراسة حتى يتم تجديد الجواز ثم الإقامة، فإذا كان قد قدر على هؤلاء دفع مثل هذه المبالغ كل سنة أو سنتين، فلماذا لا تتم الاستفادة منها بدفعها للدولة التي يعيشون فيها، وينعمون بخيراتها، وهي المملكة العربية السعودية، للصرف منها في الترتيبات التي تتخذها الدولة حيال تصحيح أوضاعهم النظامية والمعيشية والصحية والتعليمية، بدلاً من دفعها لجهات ودول أخرى، لا سيما أن المبالغ تصل في مجموعها إلى عشرات الملايين من الريالات، وهي كافية لفتح العشرات من المدارس والمصحات التي ستسهم بلا شك في تعليم أبنائهم وحمايتهم من الانحراف، وزرع روح الولاء والوفاء والانتماء فيهم لهذه البلاد ليكونوا في مستقبل الأيام أعضاء نافعين في المجتمع، أقول هذا لأني لمست في الكثيرين من أبناء هذه الجالية الولاء والمحبة والوفاء والثناء الحسن على هذه الدولة المباركة صانها الله وقادتها رعاهم الله وشعبها الكريم.
أحمد محمد أبو الخير
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : جواز السفر الباكستاني مشكلة تؤرق البرماويين
|
المصدر : .: حديث الإعلام :.

