مع العلم ... رسالة لأبي يحي الأركاني

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
(مع العلم) ..رسالة لأبي يحيى الأركاني
لقد سألني أحد الفضلاء وإخاله (أبو يحيى الأركاني) في مشاركة لي سابقة عن كتاب (مع العلم) للشيخ سلمان العودة, ومدى قيمته العلمية, وقد أحسن الظن بي, لكني كلما عزمت على الكتابة في الموضوع يأتيني ما يشغلني عنه, حتى عقدت النية هذه الليلة -ليلة السبت الرجبية- أن أشارك بجواب عام يستفيد منه الجميع, ومنهجية أنطلق منها في سرد أهم مؤلفات هذا الباب, وأرجو من الجميع أن يدلوا بدلوهم في الموضوع.
وقد قسمت هذا الجواب على قسمين, جواب عام, وجواب خاص. وأعني بالجواب الخاص: أن أتكلم في (كتاب مع العلم) الذي سألني عنه الأخ.
وأبدأ بسرد أهم المؤلفات المتقدمة في هذا الباب, فمنها:
- الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع للخطيب البغدادي بتحقيق محمود الطحان.
- جامع بيان العلم وفضله, لابن عبدالبر, تحقيق أبو الأشبال الزهيري.
واختصره أبو الأشبال في كتاب سماه: صحيح جامع العلم وفضله, لكني أنصح بالأصل.
- تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، لابن جماعة الكناني، بتحقيق: محمد بن مهدي العجمي.
وللشيخ سلمان العودة محاضرتان في عرض هذا الكتاب, فاستمع له فإنه مفيد, وأظن أنه قد فُرّغ في الشبكة الإسلامية, فأرجو التأكد.
- الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي, تحقيق عبد الرزاق أبو البصل, وهي أطروحة لنيل درجة الدكتوراه, بجامعة أم القرى.
والذي أعرفه أنه لم يطبع بعد بتحقيق الشيخ, وإنما المتوفر طبعات أخرى.
ومن عنده فضل علم فليفدني.
ثم لما كانت العلوم تحتاج إلى وضعها على الميزان, جاء الإمام الذهبي - كما وزن أعلام الأمة - ليزن العلوم في كتابه المفيد: (زغل العلم) [وإن كان في صحة نسبته إليه خلاف], وهو نافع جدا مع صغره, وأنصح أي طالب علم أن يجعل قراءته لهذا الكتاب من بداية الطلب, وسيعرف القارئ بنفسه قيمة هذا الكتاب, وله طبعة محققة, تم تنزيلها على المكتبة الشاملة.
وعلى سبيل المثال: إذا جاء وتكلم الذهبي عن علم الفرائض. فإنك تجده يقول: بأنه فرع عن علم الفقه, ومسائله محصورة, والتعمق فيه لا يحسن لطالب العلم, فإن العلماء افترضوا مسائل لم تقع, بل قد لن تقع.
هذا يفيدك يا طالب العلم في الوقت الذي تبذله لكل علم, ومدى حاجتك له.
وقد جاء الإمام الشوكاني بعد جميع هؤلاء, وألف كتابه المشهور: أدب الطلب ومنتهى الأرب. وقسم طلاب العلم إلى أربعة أقسام, وما يحتاجه كل قسم.
إلا أن هذا الكتاب مع عناية العلماء به, ينبغي التنبه إلى أن الشوكاني له رأي شديد في التقليد, فأخشى من تقليده!
وللكتاب طبعات كثيرة منها بتعليق صبحي حلاق, وأما الطبعة التي حققها السريحي فهي أفضل الموجود إلى عهد قريب, وله تعليقات في الحواشي تحتاج إلى تصويب.
ولي وقفات سريعة مع هذه الكتب قبل أن أسرد المؤلفات المعاصرة في هذا الباب, وهي كثيرة جدا..
ما يصلح لزمن قد لا يصلح لزمن.
وعليه نقول: ما يصلح لمكان قد لا يصلح لمكان.
وما يصلح لحال قد لا يصلح لحال.
وما يصلح لشخص قد لا يصلح لآخر.
فعلى سبيل المثال: لو قرأت في هذه الكتب, أن فلانا من العلماء لازم دروس عالمٍ ما عشرين عامًا.
فلا تظن بأن هذه الملازمة مقصودة لذاتها؛ لأن طرق الوصول إلى العلم كانت محصورة لديهم في زمانهم, فإذا فات أحدهم حضور الدرس فلن يجد الكتاب مطبوعا كما هو الحال اليوم.
لكنك قد تستفيد من هذه الملازمة الهدي والسمت وغير ذلك من فوائد مصاحبة العلماء..
بل قد يُعدّ هذه الملازمة منقصة لطالب العلم أن يحضر طيلة هذه المدة في هذا الزمن الذي انتشر فيه العلم!!
وهذه الحقيقة كان ينبهني عليها الشيخ حاتم الشريف, وباختصار: رأي الشيخ حاتم في العلاقة بين التلميذ والشيخ كالآتي:
يقول الشيخ: تبدأ العلاقة بتقارب شديد من قِبَل الطالب, وعلى الشيخ أن يتحمله لأنه في فورة العلم ونهمته, ثم تبدأ العلاقة في الانفصال شيئا فشيئا, وهذا على حسب تمكّن الطالب من العلم نفسه, فكلما كان الطالب متمرسا لعلمه, ومستوعبا له كان ذلك أسرع, حتى يصل به الأمر إلى الاستغناء عن حضور دروسه, ولن يتبقى له بعد ذلك إلا الرجوع إلى الشيخ بالاتصال والاستفسار عن الأشياء المشكلة فقط من خلال بحثه.
ومثال آخر: لو قرأت في كتب السابقين: لابد من ثني الرُّكب في طلب العلم.
أقول هذا يختلف باختلاف المكان: فلو كنّا ندرس على الكراسي والماصات, فتكون الحكمة اليوم: لابد من مَدِّ الرُّكب في طلب العلم وهكذا.
الذي يهمني جدا أخي الفاضل وأنت تقرأ في هذه الكتب أن تُعمِل عقلك في الأمور الأربعة التي ذكرتها لك وغيرها, فإنك إن قرأتها على ظاهرها, ستكون ظاهريا في الفهم وهذا ما أخشاه.
ومثال آخر: ستجد بعض العلماء يذكر: ذُبح العلم بين أفخاذ النساء.
هذه العبارة لو حملتها على إطلاقها, لا يمكن أن تستقيم, وستصطدم بالواقع والتاريخ, ومنهج الأنبياء والمرسلين.
بل قيلت في زمن, بل ولشخص خاص كان يحضر حلقات العلم, ثم لما تزوج تكاسل عن طلب العلم, فقابله زميل له فسأله عن التغيب عن حلقات العلم, فوجد الأخ يحتج بالزواج وكثرة الالتزامات وإعطاء الأهل حقهم, فأطلق هذه العبارة المدوِّية: ذُبح العلم بين أفخاذ النساء.
فلو عرفت القرائن والزمن الذي قيلت فيه فإنك ستتورع عن إطلاقها في كل أحد, ولهذا لابد من مراعاة مثل هذه الأمور, ومن الطريف أن أقول: إنه قد جاء من يستفتي شيخا في هذه المسألة وسأله: هل تشجعني على الزواج أم أتأخر لأطلب العلم؟
فما كان من الشيخ إلا أن أجابه: ذُبح العلم بين أفخاذ النساء.
وبقي الطالب معذبا؛ لأنه كان يعشق امرأة يريد الزواج منها, بل ربما جرته تلك الفتوى إلى ... والله المستعان.
أكتفي بهذا القدر, وأرجو أن أكون قد أوصلت الفكرة, وتركت بعض المؤلفات المتخصصة لم أذكرها مثل: أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني, وذلك لعدم جدواها في زماننا, وبعضها قد يكون له بُعد عن الموضوع في بعض جوانبه, وبقي أن أتكلم عن المؤلفات المعاصرة, وبعض ما يتعلق بها, وسأتبعها إن شاء الله بعد الانتهاء من الكتابة هذه الليلة.
كتبه: القافل
عشاء الجمعة 3/7/1430هـ
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

bozrok

ahmidamir@hotmail.com
إنضم
1 أبريل 2009
المشاركات
170
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ksa
اقتباس:
الشوكاني له رأي شديد في التقليد, فأخشى من تقليده



ذكرتني بأيام دراستي بالثانوية كنت مولعاً بكتب الشوكاني وكنت أعارض شيخنا الذي يدرسنا أصول الفقه بآراء الشوكاني فنصحني قائلاً : لا تقرأ كتب الشوكاني الآن، واقرأ في كتب شيخ الإسلام فيممت وجهي شطر كتب شيخ الإسلام
الخلاصة: إذا قرأ الطالب كتب الشوكاني في بداية الطلب لا يستطيع أن ينفك من ربقة تقليده ويتأثر بشدة الإمام في رد الآراء المخالفة، فهو في ذلك وريث ابن حزم.
ينظر على سبيل المثال كتابه السيل الجرار وكيف يفلت لسانه في ثلب المخالفين
موضوع قيم ننتظر الباقي
 
إنضم
13 مايو 2009
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أرض مكة
لله درك .. أعتقد أننا محظوظون كثيرا بمشاركاتك وأطروحاتك
منذ أسبوعين وأنا مبتعد عن المنتدى ولم أدخل إلا لفترات وجيزة لبعض الأغراض، واليوم دخلت فإذا بي أفاجأ بهذا المقال الرائع الذي كنت متأكدا أنك سوف تتطرق إليه، فكم كان فرحي به كثيرا .
قرأت الموضوع ثلاث مرات لأنهل من معينه، ولأستفيئ بفئه، ولأستضيء بنوره، فلم أرتو، لا لأن المعين قد انضب، بل لأنه عذب زلال، فعزمت على أن أعود أخرى، بل ومرات تترى، مع العلم أني من أوائل المارين على الموضوع إلا أني تأخرت في الرد، لأن الكهرباء قد انقطعت عندنا قليلا، فقلت لنفسي مهلا مهلا صبرا جميلا .

اللب
تعلم يا حبيبنا أن أغلب شباب جاليتنا الممتازين يدرسون في المعهد والدار، وهذا أمر نعتز به، لكن كثيرا من هؤلاء يتخرجون من الثانوية، بل ومن المرحلة العالية، وليس معه من الحصيلة العلمية إلا الثقافة العامة، قد يزعل مني بعض الإخوة أو يغضب، ويقول الشيخ الفلاني والشيخ الفلاني متخرج من المعهد وذاك من الدار وهؤلاء أليسوا بمتمكنين ؟
أقول: بلى، لكن كم عدد الذين يدخلون المعهد والدار سنويا، وكم عدد الذين استفادوا منهما الاستفادة الحقيقية إلى الآن، لتجد النتيجة التي لا ترضي كل إنسان طموح ذي غيرة على جاليته.
لنكن صرحاء مع أنفسنا ولنبحث عن مواطن الخلل حتى نتمكن من العلاج .
فمن هذا الباب أهمس في أذن أخينا الفاضل فوزي :
أنت تعلم مقدار ما يكون من الحصيلة العلمية لدى الطالب المتخرج من الثانوية والعالي من المدرستين من دون أن يكون لديه دراسات خارجية أو قراءة أو اطلاع غير الكتب المقررة فهلا وضعت برنامجا أو أوضحت لهم بعض الجوانب بمثل هذا المقال، لعل من فاته الركب يلحق .

تنبيه/ وجدت كتاب الذهبي (زغل العلم) على هيئة pdf في ملتق أهل الحديث .
تقبل شكري وتقديري .
 

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
الله يجزيك بالخير على الطرح المفيد..
وقبل أن يستفيد الأخ/أبو يحي الأركاني..استفدناه والحمدلله..
بالفعل كما قال بعض الإخوان أنت كنز للمنتدى ماشاء الله عليك..
ولدي تعقيب بسيط..حتى ولوكنت ليس أهلاً له..
الكتب الذي ذكرتم في بداية المشاركة عن الأداب في طلب العلم وما نحا نحوها..هل يجب على جميع طالبة العلم قراءة هذه الكتب قبل الطلب العلم حتى يعرف قمية العلم والعلماء؟؟ أم أنها متعلقة بفئة معينة من الطلبة..؟؟
أرجو منكم التوضيح..
 

أبو حازم

New member
إنضم
26 يونيو 2009
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مقال مفيد جدا
وأعجبني نقدك للمثل المذكور في آخرالمقال
وما أكثر هذه الأمثال التي تعوق بعض الناس المتأهلين لطلب العلم عنه أو عن السنة
خاصة وأنها تؤخذ كمسلمات بلا بينة أو برهان
ومن الأمثال التي تثبط عن طلب العلم, مثل سارت به الركبان, وحفظه الصغار والكبار, وكتب في الكتب التعليمية وغيرها
ألا وهو: الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر
فكأن الناس فهموا منه أن الحفظ في الكبر صعب جدا!
حتى قال قائلهم: الحفظ في الكبر كالنقش على البحر!!
وذلك يخالف الواقع والطب
فبعدا له ما أضره!
 
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
بادئ ذي بدء أحيي أخي وزميلي الباحث العلمي: bozrok, وأخي أبا يحي الأركاني, وابن ذكير, وأخي الباحث القدير أبا حازم على المشاركة..
من أين أبدأ ؟ وكيف أبدأ في سرد الكتب المعاصرة المفيدة في مجال طلب العلم ؟ وذلك؛ لكثرة التأليف والتصنيف فيه, لكن حسبي أن أذكر المهم منها, وبأسلوب جديد في العرض, وأبتدئ بمسألة مهمة: لماذا كثر التصنيف والتأليف في هذا المجال من قِبَل المعاصرين ؟
الذي يظهر أن القول في هذه المسألة كالقول في مثيلاتها من العلوم, ألا ترى أخي الفاضل أن النوازل الفقهية قد كثرت, حتى إنك لتعجب إذا علمت أن في كل أسبوع نازلة! وفي الشهر نوازل!!
ويرجع السبب في كل ذلك؛ إلى تفجر عالم الصناعات والتقنية المعاصرة الذي أحدث دويًّا هائلا في تغيير جوانب من الحياة المعاصرة, فكان لزاما أن يواكب هذا التغيير تغييرا في سلوكيات الناس وأخلاقهم ومعاملاتهم, وهلمّ جرّا.
فأصبح الفقيه الواحد مع كثرة التخصصات لا يستطيع الإحاطة بكل نازلة تنزل بالناس, بل ولا يسعه الوقت لذلك, فكان لزاما أن يكون في الأمة خبير في المعاملات المالية, والمعاملات, وما أدراك ما المعاملات؟ وخبير في الشؤون القضائية, لاسيما مع كثرة وسائل وأدوات الجريمة, وخبير في نوازل العبادات.
وانفتحت آفاق جديدة في التفسير, في علم أصبح له أركانه وأساسياته, ومراكزه البحثية, ألا وهو الإعجاز العلمي للقرآن الكريم, وهو موضوع آخر شائك, يحتاج إلى متخصص بالقرآن وعلومه جامع فيه بين فهم السلف للقرآن وعلوم تجريبية, ولغة قوم آخرين يسهّل عليه فهم المصطلحات العلمية بدقة متناهية؛ لينزل الآية عليها, وقلّ أن يجتمع في الفقيه الواحد كل ذلك, فمن هنا أصبح قضايا التأصيل في طلب العلم قد انعطف منعطفا كبيرا هائلا مع كل هذه التغييرات, ومن أراد أن يعتمد على كتب السابقين في كل شيء, فسيرى نفسه يعيش بعيدًا عن واقعه, وأنّى لمثله أن يوجِد مشروعًا علميًّا مناسبًا له في هذا العصر؟!
(فلا تلوموا العلم ولوموا أنفسكم)​
ثمّ لمّا كان الهدف متعددًا, والوسائل أكثر تعددًا, صار الكلام عن المنهجية أشد إلحاحًا من ذي قبل, فجاء العلماء أعني - المعاصرين ليصنفوا في هذا الباب, كلٌّ يحكي تجربته في الطلب, وهذا لا ينفك عنه الإنسان مهما حاول, ومن الإنصاف أن يعترف الإنسان بضعفه, لكن الإشكال أن يقحم الإنسان رأيه على الناس ليفرضه عليهم, وسأشرح هذه العبارة, مع وضوحها عند بعض القرّاء لتمام الفائدة:
لو كان الكاتب في المنهجية لا يجيد علم الحديث, ويجيد الفقه فقط, فإنه سيقول لك: اعتن بالفقه, وقد قال الخطيب البغدادي: العلوم كلها أبازير للفقه.
ثم يأتي ليشرح هذه العبارة, ويقول: كل علوم الشريعة مؤداها ومنتهاها أن تعرف حكم الله في المسألة, وهذا هو الفقه, فخذ من كل علم ما يخدم معرفتك للفقه.
ثم يسرد منهجية طالب العلم بناء على توجهه.
ويأتي المحدث الذي لا يجيد في الفقه كثيرا, ويقول: العلم قال الله قال رسوله.
وما من علم أتى بعدهما من فقه أو تفسير أو عقيدة إلا واستند إليهما, فعليكم بالحديث, ثم يبدأ يسرد منهجيته في الحديث.
ما موقف طالب العلم تجاه هذين المنهجين؟
حقيقة لا تعارض بين هذين المنهجين, فكلٌّ منهما يحكي منهجية التخصص, وهذه المنهجية هي أنفع المناهج على الإطلاق في زماننا, دع عنك منهج الجمل وما حمل إذا لم تستطعه!!
وقبل أن أشرح منهج الجمل وما حمل, أريد أن أجلي هذه الحقيقة بوضوح, وهي: (أن الأهداف متعددة, والوسائل أكثر تعددا).
لو فرضنا أن جماعة كانوا في المطار والرحلة متجهة إلى لبنان, دعُونا نركب الطائرة معهم ونسأل كل واحد منهم: لماذا أنت ذاهب إلى لبنان؟
سيقول لك الأول: لأجل التجارة.
ويقول لك الثاني: لأجل السباحة.
ويقول لك الثالث: لأجل الصيد.
ويقول لك الرابع: لأجل تسلق الجبال.
ويقول لك الخامس: لأجل الجو.
ويقول لك السادس: لأجل... لأجل ..
سبحان الله! مع أن وجهتهم واحدة وهي لبنان, لكن اختلفت أهدافهم.
وكلٌّ قد حمل أمتعته للوصول إلى هدفه, فالذاهب لتسلق الجبال قد حمل معه معدات التسلق, والذاهب للسباحة قد حمل معه ملابس السباحة, والذاهب للصيد قد حمل معه الشبك والصنارة.
لكن لو فرضنا أن الجميع قد حملوا الصنارة, فمن المستفيد منها ؟
أكيد أن الذي ذهب للصيد وحده هو المستفيد منها, أما غيره فإن العقلاء سيقولون: حمل أمتعة لا حاجة له بها.
هكذا العلم يا أحبابي, كلنا وجهتنا واحدة, وهي علوم الشريعة, لكن منا المفسر, ومنا المحدث, ومنا الفقيه, ومنا العقدي, وهكذا.
فكل واحد منا لا بد له أن يعرف أولًا ماذا يريد أن يكون حتى يعرف ما يحتاجه من وسائل العلم لتحقيق هذا الهدف, فقد يدرس الواحد منا علمًا لا يحتاج إليه إلى أن يموت, فيكون قد أخذ شيئا كبيرا من وقته بلا فائدة تُذكر.
وهذا لا ينافي الهدف الأكبر, فقد يكون للشخص همة عالية, ويريد التفنن, كشيخ الإسلام ابن تيمية, وابن القيم, والسيوطي, وأضرابهم.
لكننا نقول له: كلما كانت همتك أكبر كان صرف وقتك وجهدك لطلب العلم أكبر.
فلا يكفي من يريد أن يكون متفننا أن يقرأ في اليوم ساعتين أو ثلاث, فإذا كان لا يقدر أن يعطي من وقته المقدار الكافي, فليتخصص, وهذا أسلم وأنفع له.
إذن لعلك أخي عرفتَ ماذا أعني بمنهج الجمل وما حمل ؟
منهج أن تقول المرحلة الأولى: ادرس الآجرومية في النحو, والتوحيد في العقيدة, والعمدة في الفقه, والبيقونية في المصطلح.
ثم المرحلة الثانية: القطر لابن هشام في النحو, والواسطية في العقيدة, والزاد في الفقه, واختصار علوم الحديث في المصطلح.
ثم المرحلة الثالثة: الألفية في النحو, والتدمرية في العقيدة, والكافي في الفقه, وعلوم الحديث لابن الصلاح في المصطلح.. وهكذا.
فالمرحلة الأولى والثانية قد يحتاجهما الجميع المتخصص والمتفنن.
لكن..ماذا يستفيد من دراسة مقدمة ابن الصلاح لمن أراد أن يتخصص في التفسير؟!
وماذا يستفيد من دراسة الألفية لمن أراد التعمق في علم مصطلح الحديث؟!
وقد اعترف بهذه الفكرة العلماء الكبار من المفسرين والمحدثين وغيرهم.
فهذا الواحدي أشغل نفسه بحفظ القرآن, ودراسة القراءات, ثم علوم اللغة؛ وذلك ليكون مفسِّرا.
وهذا الشيخ مساعد الطيار المتخصص في القرآن وعلومه يرى أن الطالب يكتفي ليكون متخصصا في التفسير أن يدرس في النحو الآجرومية ومتممتها!!
ولي في ذلك أمثلة كثيرة, من المتخصصين المعاصرين لعل الوقت يسمح لأنقل كلامهم في الموضوع.
وأعتذر لـتأخيري عن إضافة الكتب, فاصنعوا لآل فطاني عذرًا فقد جاءه ما يشغله.
وأظن أن الفكرة قد اتضحت, والله الموفِّق والهادي للصراط المستقيم.

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
13 مايو 2009
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أرض مكة
صرت كل أول ما أدخل المنتدى أبحث عن مواضيعك هل من جديد ؟ فإذا وجدت فكأني وجدت كنزا .
في الحقيقة الفكرة اتضحت لكننا نبغي المزيد لأننا طماعين .
تكلمت يا شيخنا عن المنهجية وأن كل متخصص يتكلم عن منهجية طلب العلم بحسب تجربته وبحسب توجهه هو وأوضحت هذه الفكرة تماما.
لكن لو ذكرت لكل منهجا كتابا رسم هذه المنهجية لكان أكمل فمثلا لو تذكر كتابا في منهجية طالب علم الحديث وكتابا آخر في علم الفقه وكتابا آخر في علم العقيدة وكتابا آخر مثلا فيمن يريد أن يكون مفكرا إسلاميا أويريد أن يكون تربويا وهكذا .
أعتقد أني أكثرت من الطلبات لكن لك الأجر من الله إن شاء الله تعالى آمل أن لا أكون ثقيلا .
وجزاك الله خيرا
 

النبراس

مراقب سابق
إنضم
24 مايو 2009
المشاركات
28
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
شكر وتقدير

جزاك الله خيرا أخي القافل
على هذه الأطروحات الرائعة

وأتمنى منك عند طرح رد يحتوي على فكرة مستقلة
أن يكون في موضوع مستقل
حتى يستفيد منه أكبر عدد ممكن

جعل الله ما تقدمه في موازين حسناتك
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
أرحب بالمشرف والأخ الزميل النبراس, وملاحظتك في الاعتبار, كما أشكر أخي أبا يحي على حسن الظن, وكلنا راد ومردود, وهذه قاعدتي قبل وبعد الكتابة, ثم إنه لمّا فترت همتي, وضعف عزمي على المواصلة في الكتابة, كان لزاما أن أتعاطى بعض المنشطات, لكن ... من المباح.
ففائدة هذه المنشطات لطالب العلم أنها ثير الهمم والعزائم, وتحيي فيه روح المعالي.
فطالب العلم لا يرضى بالدون, فهمته لابد أن تبلغ الجوزاء.

إذا غامرت في شرفٍ مرومِ ** فلا تقنع بما دون النجومِ

ويقول الآخر:

وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسام​

لكن لمّا كان الفتور من طبيعة البشر, وقد يؤدي للعجز والكسل - نعوذ بالله منهما - تنبه العلماء لمثل هذا الداء, وأعطوا الجرعات المنشطة المناسبة, حسب ما يقتضيه نوع المرض وطبيعته, فأولى هذه الجرعات:

1- صفحات من صبر العلماء.
وهو كتاب قيم, ألفه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله المتوفى سنة 1417هـ , طبعة دار البشائر, الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية.
أورد فيه المئات من القصص, والقول فيه كالقول في مثيلاته من الكتب, قد تجد ما تستنكر من القصص, فعليك أن تضعه على موازين الشرع, وسنن الكون.
وهناك قصة أحب أن أنبه إليها, ذكرها الشيخ, وهي معروفة مشتهرة, وهي للعالم الشهير بقي بن مخلد, في رحلته للإمام أحمد.
حقيقة هذه القصة تتجاذبها الغرابة والاستنكار, لهذا أنكرها الإمام الذهبي, لكن من العلماء من يرون أنها جارية على سنن الكون, ولا غرابة ولا مطعن فيها, وأذكر من المعاصرين: د.أكرم ضياء العمري.

2- قيمة الزمن عند العلماء.
لمؤلفه السابق, طبعة: دار البشائر.
وهو كتاب نفيس, وصدّر فيه مؤلفه أبيات الوزير ابن هبيرة:

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ** وأراه أسهل ما عليك يضيع!​

وقد استل الدعاة والمحاضرون من القصص والأبيات في هذا الكتاب وما قبله, دون نسبة للأسف - للمؤلف, وقد أغضب هذا العمل المؤلف كثيرا, وممن اتهمهم المؤلف صراحة؛ جاسم المطوع في كتابه: الوقت عمار أو دمار, وهو من مطبوعات مكتبة المنار بالكويت.

3- عُشاق الكتب.
وهو من تأليف عبد الرحمن يوسف الفرحان.
وهو من مطبوعات دار البشائر, وقد أثنى على هذا الكتاب مجموعة من المشايخ الفضلاء, وفيه من القصص ما يخجل منه القارئ الذي لا يستطيع أن يشتري كراسة لنفسه!

4- المشوق إلى القراءة وطلب العلم.
من تأليف الشيخ المحقق علي بن محمد العمران.
نشر وتوزيع: دار عالم الفوائد
وهو مفيد جدا, وأنصح بقراءة مقدمته, من الآن! وهو متوفر على شبكة الإنترنت في المواقع الإسلامية.

5- علو الهمة.
من تأليف: محمد إسماعيل المقدم.
من مطبوعات المكتبة التوقيفية
وقد عنون المؤلف لبعض القصص, بعناوين أشبه ما تكون قاعدة في بابها, وقد أحسن وأجاد.

وطريقة استعمال هذه المنشطات لطالب العلم تكون كاسمها.
فلا تراجع الطبيب وأنت طبيب نفسك.
متى ما شعرت بالفتور في جانب من الجوانب فاقرأ ما يناسبك, ألست إذا مرضت في بطنك, لا تستخدم إلا أدوية البطن؟!
فكذلك هنا.
متى شعرت أن همتك في القراءة ضعفت فارجع إلى دواء المشوق إلى القراءة للعمران.
هذه وصفتي الطبية, وأظنها شعبية بدائية, وأرجو أن توصلنا جميعا إلى الربانية.

تحياتي لكم جميعا.
 

طير الحرم

New member
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
47
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
قبلةالدنيا
ماشاء الله تبارك الله على هذه الكوكبه من طلاب العلم زادكم الله حرصا ووفقكم واخذ بايدكم لنيل
شرف العلم واسأل الله لكم التوفيق
 
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
طالب العلم والقراءة
ثم إنه لمَّا قوي عزمي على القراءة, صرت أجرد ما أجده أمامي, رغبة في الاستزادة, ولم أدر كم مضى من الوقت والعمر؟ وأنا أقرأ, لكني أجد حصيلتي العلمية هزيلة, غير قادرة على القيام في أرضية العلم الراسخة, ولم أنتبه إلا بعد حين !
هنا علمت أن ثمة مشكلة في الأمر, فتناول المنشطات وحدها لا يكفي للوصول إلى الهدف, فكم من قراءة أخذت من الجهد والوقت مأخذا كبيرا, لكن النتيجة لم تكن مرضية, ظللت أقلب ذات اليمين وذات الشمال, رجاء أن أجد حلاًّ سريعًا لمشكلتي, فصارت قضية المنهج محل اهتمامي, وعنايتي.
فقد وجدت آخرين قرؤوا من بعدي, وفاقوني أيما تفوق, بينما لا زال البعض في بداية المشوار, وقد مضى في القراءة ما لا يقل عن عشر سنوات !!
المنهجية أيها الإخوة أعز ما يفقدها طالب العلم المبتدئ, وقلّ من يتكلّم عنها؛ وذلك لقلة من يحسنها.
ومن المحاضرات النافعة في القراءة:
- المنهجية في قراءة الكتب وجرد المطولات للشيخ عبد الكريم الخضير.
- والمنهجية في قراءة كتب أهل العلم للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.

ومن الكتب النافعة في هذا الباب:
- القراءة المثمرة د.عبد الكريم بكار. ط.دار القلم.
- الطرق الجامعة للقراءة النافعة د.محمد موسى الشريف. ط. دار الأندلس الخضراء.

وأظن أن من يجمع بين المحاضرتين والكتابين= يخرج بإضاءات مفيدة, يعرفها من جربها.
وأقترح لمن يقرأ في هذه الكتابات, أن يبدأ مباشرة في مشوار القراءة, فليس الكلام عن المنهج بمثمر بدون عمل وكد, وهذا ما أعتبه على المدربين الذين يقيمون الدورات في القراءة الضوئية, ولا أنصح بالمشاركة فيها, فقد حضرت عند أحد المتخصصين ممن يحملون شهادة معتمدة فيها لبضعة أيام, ووجدت أن فيها من المبالغات الشيء الكثير, ولا أكتمكم سرًّا قاله المدرب, يقول: تستطيع أن تقرأ في الدقيقة ثلاثين ألف كلمة!!!
فحقيقتهم أنهم يعجنون ولا يخبزون, ويقولون ما لا يفعلون, فصار تدريبهم لأجل التدريب, ومن يحضر دوراتهم إنما يحضر ليصير مدربًا لا متدربًا ! فالكل مدرب ! فأين الطالب؟!
ضَعُف الطالب والمطلوب !!​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المجدي

New member
إنضم
28 مايو 2009
المشاركات
60
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية
جزاك الله خيرا أخي القافل
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي فطاني
- الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع للخطيب البغدادي بتحقيق محمود الطحان.

- الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي, تحقيق عبد الرزاق أبو البصل, وهي أطروحة لنيل درجة الدكتوراه, بجامعة أم القرى.
والذي أعرفه أنه لم يطبع بعد بتحقيق الشيخ, وإنما المتوفر طبعات أخرى.
ومن عنده فضل علم فليفدني.



أفضّل طبعة الـ «الجامع» : التي حقّقها الدكتور / محمد عجاج الخطيب (ط. مؤسسة الرسالة - بيروت) ، ومع أن عندي الطبعتين ؛ أجدُنِي أقدّم هذه على صاحبتها.
وأما «الفقيه والمتفقه» فأفضل طبعاته المتوفرة حالياً في المكتبات التي بتحقيق عادل بن يوسف العزازي (ط. دار ابن الجوزي 1417هـ ـ 1996م) في مجلدين .
وطبعة أبي البصل التي تكرمت بالحديث عنها مشكوراً دونك معلوماتٍ عنها هنا :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170693
 
التعديل الأخير:
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
أشكر الإخوة جميعا - المجدي , أم وجدان , أبو حازم , فتى المعالي - على المشاركة, وأخص مداخلة فتى المعالي بمزيد من الترحيب, وقد أجبت عن سؤال له سابقا عن كتاب: خبر الكتاب. في الموضوع الذي أفردته هناك, فليرجع إليه.
وبعد أن انتفض الغبار, وآن وقت الجد للقراءة, همس في أذني أحدهم همسة, ما فائدة هذه الكتب كلها؟
ونحن نقرأ أسماءها فقط!
وهل صحيح أن العلم يزداد بالاستزادة من الكتب؟!
ما المقصود الأكبر من جمع الكتب؟
وهل في كِبَر المكتبة أو صغرها دلالة على غزارة العلم واتساعه؟

تحرير هذه النقاط مهم جدًّا كي لا يُخلط الحابل بالنابل, ويستبدل شعبان برمضان!!
نبدأ - بعون الله وتوفيقه - القول: إن الأمة منظومة تكاملية شمولية, تحتاج لإقامة الدين إلى آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر, ينشرون الدين للناس أجمعين, وتحتاج في حياتها إلى أطباء ومهندسين, يعالجون ويطبطبون, يرسمون ويخططون..
الآمرون بالمعروف: يأمرون الناس على شتى أصنافهم, فالناس منهم المتعلم, ومنهم الجاهل, ومنهم المثقف, والمثقف درجات..
كما أن الطب علم, لكنه تخصصات..
هذه هي الحقيقة الأولى.
أما الحقيقة الثانية, فتقول: إن تنوع رغبات الناس واتجاهاتهم سنة جارية في المخلوقات, فسعي الناس شتى, والذي يحدد كل ذلك؛ القدرات والمواهب والظروف التي تحيط بالإنسان, فالذي يعلّم الناس في البادية, لاشك أنه لن يدرّسهم علم الجرح والتعديل, ولا العلل للترمذي, وإنما يعلمهم ما يحتاجونه أولاً من الضروريات في الدين.
وكذلك من نشأ في بيئة وفي زمن لا تتواجد فيها الكتب أو يصعب فيها الحصول على الكتب, فمن الظلم أن يقال عنه: قليل الاطلاع؛ لأنه كسولٌ!! بل عذره معلوم.
الحقيقة الثالثة: الوسائل لها أحكام المقاصد, والوسائل متنوعة في أغلب الأحيان, ومتى كانت الوسيلة الموصلة إلى المقصود متنوعة, ومحققة للغرض بنسبة أكبر كان لها الأثر البالغ في تحقيق هذا الغرض, فمثلا: السكين وسيلة للقطع, فمتى كان السكين حادًّا وسهلَ الاستخدام, كان له أكبر الأثر على جودة المقطوع مضمونًا وشكلاً.
بل إن بعض الوسائل قد يجب إصلاحها إذا تعطلت أو ضعُفت..
فهلاّ حدَدْتَها قبل أن تضجِعَها؟!
نعود ونُضجِعَها فنقول:
ما رأيكم في شخصٍ ورِثَ مكتبةَ والدِه الضخمة, والتي تقدَّر بحجم المنزل وهو لم يقلّب حتى عُشْرها ؟!
ما الفرق بينه وبين شخصٍ اشترى مكتبةً ضخمةً تقدَّر بحجم السابق, ولم يقلّب حتى عُشْرها ؟!
ما الفرق بينه وبين شخصٍ لم يشترِ مكتبةً ضخمةً تقدَّر بحجم السابق, ولم يقلّب حتى عُشْرها ؟! بل رأى مكتبةً بهذا الحجم فقط؟!
ما الفرق بين هذه الصور؟
نجد أنه لا فرق جوهريٌّ يُذكَر..
إذن نخلُص من هذا المثال؛ أن وجود الكتب في حدّ ذاته, لا يسمنُ ولا يغني من جوعٍ, فهذه الصورة ينبغي استبعادُها تمامًا, فليست محلَّ نقاش..
لكن هل محلُّ النقاش يتصور فيما لو اقتُنيتْ كل هذه الكتب, وفرضنا! - وهو الفرض المحال! - أن يقرأ كل هذه الكتب صفحة.. صفحة ؟!
لا أعتقد ذلك جزمًا؛ إذ طبيعة الحياة بما فيها من مشاغل وأعباء, لا تمكّن الإنسان من قراءة كل هذه الكتب صفحة.. صفحة!! بل حتى لو أُعطي عمرُ قومِ نوح!!
بهذا يتحدد النطاق, وينحسر في صورٍ قليلة, كل صورة منها, تحتاج إلى جرعات من الكتب, تقل وتكثر حسب ما يتطرق إليه الحديث, فالعالَم الموسوعي من الكتب, يتصور وجوده في المكاتب العامة التي يرتادها جميع فئات طبقة المثقفين؛ لأن ما يصلُح لخالدٍ قد لا يصلُح لعمرٍو..
وإذا أردنا التأكد من هذه الحقيقة؛ ينبغي عدم إغفال علماء الزمان الذي يعيش فيه المرء, فهم خير دليل على أرض الواقع, ونصائحهم وتوجيهاتهم ينبغي أن تنال النصيب الأوفر من الاستماع والاقتداء..
فمثلاً: الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله, مَنْ لا يعرف هذا الرجل في علمه, وتبحره؟ لكن كم حجم مكتبة الشيخ؟
هذا السؤال؛ الكثير عنه في غفلة, وينبغي ترداده في كل مناسبة نتكلم فيها عن العظماء المحققين..
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام - وكان أحد المجتهدين -: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل " المحلى " لابن حزم، وكتاب " المغني " للشيخ موفق الدين.
يقول الذهبي: لقد صدق الشيخ عز الدين.
وثالثهما: " السنن الكبير " للبيهقي.
ورابعها: " التمهيد " لابن عبد البر.
فمن حصّل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها، فهو العالم حقا.
وأضاف بعض المتأخرين: فتح الباري لابن حجر, وكتب ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية..
وحولها تدور الرحى, وتسمع همهمةً وترى علمًا..
بقي أن يقال: هناك حالات استثنائية, كالوِرَش؛ فالسيارة المعطلة لابد لها من حاذق يعرف خباياها, ويكشف عيوبها, ويقيم معوجّها..
فكُتُب العلم ما لم يصنْها أهل العلم بالتحقيق والإخراج, فإنها لا تردُّ يدَ لامس!!
فالمحقق يحتاج لإخراج هذا المخطوط للأمة على وجهه الذي كتبه مؤلفه أو ما يقاربه= إلى كتب كثيرة؛ كالورشة إذا كثر فيها شتى أنواع العطل= احتيجت إلى كثير من أدوات الإصلاح!!
فالمكتبة الموسوعية, والقراءة الشاملة في أصناف الفنون, ومعرفة المظان= يحتاجها من يشتغل بالتحقيق أكثر, وهي لا تدل على تحقيقٍ في ذات العلم لزومًا على قدر ما تدل على سعةِ اطلاعٍ!! ومعرفةٍ بالمظان!! وثقافةٍ للباحث..
ولي في ذلك نماذج, لولا الستر على أهلها لذكرتهم..
وهنا نقطة يحصل عندها الالتباس لدى البعض, حينما يرون عالًما اجتمع فيه الأمران: التحقيق في العلم, وسعة الاطلاع في المصادر والمراجع, فيظنون أن في المسألة اطرادًا, بمعنى: إذا كثر الاطلاع, وكثرت الكتب= ازداد العلم كالسيل المنهمر..
وإذا قلّت المصادر وشحّت= نقص العلم واضمحل..
والذي ينبغي أن يُفهم: أنه متى اجتمع التحقيق والإبداع العلمي مع كثرة الاطلاع والبحث كان ذلك نورًا على نور..
اللهم اهدنا لنورك, إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم
 
التعديل الأخير:
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
هل نبدأ في القراءة بدون معلّم ؟
سؤال مهم, وبدهي أن يكون؛ لأننا تعوّدنا أن نقرأ كلامًا للأسف - بدون تحميص لمضمونه, قال العلماء: من دخل العلم وحده خرج وحده !
وقالوا كذلك: من كان شيخَه كتابه, كان خطأَه أكثر من صوابه !
سبق ونبّهت إلى أنّنا إذا قرأنا في الكتب التي تتحدث عن المناهج, فلابد لنا أن نراعي اختلاف الأحوال, والأشخاص, والأزمنة, والأمكنة, فما أعز هذه المعرفة, وما أسهلها!!
العلماء رحمهم الله, عندما أطلقوا مثل هذه الكلمات, كانت الكتب وقتها لم تشكّل ولم تضبط كلماتها, ولم تعجم حروفها, فلا يفرّق القارئ بين سعيد, وبشير, ونسير؛ لتقارب أشكالها, أما وقد ضبطت الكتب, وشُكّلت, بل ولُوِّنت, فأين الإشكال؟!
وهناك تخريج آخر لعبارة: من كان شيخه كتابه, كان خطأه أكثر من صوابه !
أنه يُحمل على الطالب المبتدئ, هكذا قالوا لنا مشايخنا, ولكنه كذلك ليس فيصلًا في الموضوع..
أقول: صحيح هذا التخريج, لكن يمكن حمله على بعض الكتب وبعض العلوم.
لماذا أقول هذا الكلام؟
حتى نتجرد مع أنفسنا, أسأل هذا السؤال.
ما رأيكم لو أتيتكم بكتاب في الفقه للمبتدئين مشروحًا بالصور, بحيث لا يتجاوز القارئ مصطلحًا واحدًا إلا والصورة أمامه. مع سهولة العبارة والعرض, وطريقة الأسئلة والأجوبة نهاية كل فصل, والمناقشات.
هل نقول: إن هذا الكتاب لو ابتدأ به طالب العلم, يكون خطأه أكثر من صوابه؟!
طالب العلم لا يمكن أن يستغني عن شيخٍ أو طالب علمٍ متمكنٍ يرجع إليه متى أشكل عليه المسألة, لكن كذلك, لا يمكن أن يأخذ كل شيء من الشيخ, فلابد من الموازنة.
واليوم ولله الحمد, لم يعد التلقي يحتاج إلى كبير عناء, فباستطاعة أي طالب علم أن يدخل المواقع العلمية ويختار من شروح العلماء, وينتقي أفضلها, ويأخذ من معينها الصافي.
فليس الأخذ عن العلماء قاصرًا على حضور الدروس في المساجد مع ما فيها من بركة -.
فلقد استفاد المشايخ أنفسهم اليوم من هذه الدروس الصوتية أيما استفادة, والموفَّق من وفقه الله.
لكنني أريد أن أنبه إلى قضية مهمة لها علاقة بالمشايخ وأساليب التعليم, فقد يسمع أحدنا اليوم عن المنهجية في طرق التدريس, فيبحث عن بعض الكتب التي اقتصرت على النصوص النبوية في الباب, ويتعامل معها كجلمود صخر, ويظن أنها سنة مهجورة!!
فسنة النبي صلى الله عليه وسلم على العين والرأس, وفوق كل أحد من المعلمين, ولن يوازيه أحد من التربويين, هذا كله مما لا شك فيه, لكن ما هي سنته المقتدى بها؟
سنته المقتدى بها كما قاله الأصوليون: أن تفعل مثل الذي فعل, على الوجه الذي فعل؛ لأنه فعل.
ولا مجال للدخول في قضايا ونقاشات حول هذه المسألة مع وضوحها إلا لمن يتعامل مع الظواهر, ويمكن الرجوع إلى كتابين مفيدين في ذلك:
أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم للدكتور محمد العروسي.
وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم للدكتور محمد الأشقر.
أعود وأقول: مشكلة من يتكلم في المنهج النبوي تكمن في النصية والحرفية في الفهم, وإلا لو عرضت بعض ما ورد فيه على العقلاء, لعلموا أن المراد منه أصل الفكرة.
على سبيل المثال: في الكتب التي تحدثت عن المنهج النبوي في التعليم, ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطوطًا في الأرض, وخط خطًا مستقيمًا, ثم قال: وأن هذا صراطي مستقيمًا...
وتذكر أنه فعل ذلك؛ لأجل التوضيح والتنويع في الأسلوب التعليمي.
فيأتي الظاهري ويقول: عندنا سنة مهجورة, وهي: الخط على الرمل في التدريس.
ولاشك أن هذه مدرسة ظاهرية في فهم النصوص.
فمع وجود التقنية الحديثة, واختلاف أمكنة التعليم, صار تطبيق مثل هذه الوسائل غير مجدية, والمقصود كما هو معلوم: أصل الفكرة.
ما أصل الفكرة هنا؟
أصل الفكرة: استخدام وسيلة غير الكلام في التعليم, ويكون قريبا لفهم المعنى المراد.
فيمكن اليوم إذن, أن نستخدم البورجكتر, والحاسوب, .. إلخ من وسائل التقنية الحديثة مما يشجع على العلم والفهم.
ومن الكتب التي جمعت النصوص في طريقة تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
- الرسول المعلم وأساليبه في التعليم.
للشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
وهو متوفر في المنتديات, مثل قصيمي نت.
- الرسول والعلم.
للشيخ العلامة يوسف القرضاوي.
وكلا الكتابين منهجهما متقارب, إلا أن كلاًّ منهما ينتمي إلى مدرسة فقهية مغايرة.
لكن الكتابين لا يعطيان الوسائل المعاصرة التي تتجدد يومًا بعد يوم, وإنما يعطيان أصل الفكرة, فلا تبخل على نفسك بحصر المؤلفات في كتابين, بل جميع الكتب المعاصرة التي ألّفها التربويون يؤدي الغرض المنشود, ولو كان أصحابها من أساتذة الغرب, مادامت في حدود المباح, والوسائل لها أحكام المقاصد.
رزقني الله وإياكم حسن القول والعمل.​
 
التعديل الأخير:

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
الله يجزيك بالخير على التواصل المستمر ..في نشر العلم..وتوضيحها وتيسيرها بقدر ما يمكن..وهذه ديدنكم والذي تعودنا منكم دائما..
وفقكم الله وسدد خاطكم..ودمتمك موفقين ومباركين..
وماشاء الله تبارك الله على الكتب المطروحة ..لايعرف قيمتها إلا من قرأها..
ولدي إضافة بسيطة ..,ارجو منكم أن تقبلها بصدر رحب وسعة..
ألا وهي كتاب "قراءة القراءة"لـــفهد الحمود..موجودة في المكتبات..وخاصة في العبيكان.. ونعم الكتاب.. لقد قرأتها قبل سنتين واستفدت منها كثيراً بأسلوبه الفذ والفريد..واختصر المؤلف كثيرٌ من المسافات لكي يصل القارئ إلى هدفه..دون تعب أو كدٍ أوملل..
يتبع>>>
 

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
وهذه نبذة عن هذا الكتاب.. منقولة من إحدى المواقع..


متميز .. !

بالفعل هذا ما تردد في داخلي بقوة عندما انتهيت من الكتاب ، هذا الكتاب متميز وفريد لأن المكتبات مليئة بزخم الكتب حول موضوع القراءة والقراءة السريعة ومهارات القراءة وفنون القراءة و .. القراءة ، إلى آخره من تلك العناوين التي نصفها يقتصر جمالها على عنوانها البراق ، لا شيء آخر ! ، ولكن هذا الكتاب تميز من بين القلة المتميزة ،

يتسم الكتاب بجمال التصنيف وحسن التبويب وطريقة العرض واتساع المصادر وحسن الانتقاء ولباقة الكاتب وأسلوبه ، وعصرية أجواءه ، والمؤلف قد أجاد وأحسن في البحث وهذا ملحوظ جدا في المراجع والمعلومات الفريدة ، و من الجميل في هذا الكتاب وما أكثر الجميل أن المؤلف قد وضع في فواتح الفصول والأبواب مقولات وقصص وفوائد وفرائد لطيفة خفيفة قصيرة ، تعتبر من مشوقات القراءة ، و لتكون حاثا للقارئ على الاسترسال في القراءة ،

ما يعيب الكتاب ، أنه في قليل جدا من المواضع لا يستوفي جميع جوانب الموضوع أو الفصل ، ورغم ذلك فالكتاب شامل بكل ما تعنيه الكلمة لجوانب فن القراءة ، وأنصحكم به بشدة !

،

حول الكتاب :.

العنوان : قراءة القراءة

المؤلف : فهد الحمود

الناشر : مكتبة العبيكان

الصفحات : 227 من الحجم المتوسط الأصفر الخفيف مشهورة مكتبة العبيكان به

السعر : 12 ريال سعودي

،

جولة :.

لقد تعامل فئة من القراء مع الكتب تعامل المصدر والمرجع فلم يقرؤوها كاملة ، وفئة أخرى جعلت القراءة ديدنها وعمرت بها أوقاتها ، ولكن دون أن تجد الفائدة المتوخاة منها بالمقارنة مع الوقت تقضيه فيها ، وما درى هؤلاء أن القراءة لا تقف على كثرة ما يقرأ ، و إنما على كيفية القراءة ونوع الكتاب وكيفية العيش معه والتروي منه أشد الرواء ، لذا فإن السؤال المهم الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا دائما :
كيف نقرأ قراءة فاعلة مثمرة ؟
وقد حاولت في هذا الكتاب أن أجيب عن هذا السؤال الكبير ..
وأرجو أن أكون قد وفقت فيما سعيت إليه ، كما أرجو أن يجد القارئ في مادة الكتاب النفع والفائدة والله من وراء القصد .


يقول في مقدمة الكتاب :

قال العقاد : (( إن القراءة لم تزل عندنا سخرة يساق إليها الأكثرون طلبا لوظيفة أو منفعة، ولم تزل عند أمم الحضارة حركة نفسية كحركة العضو الذي لايطيق الجمود )) ، إن العبقرية إذا لم تتغذ بغذاء القراءة خليقة أن تجف وتذبل ، وإن الذكاء إذا لم يلازمه اطلاع يتحول إلى هباء .


ثم شرع المؤلف في الكتاب

فيقول في موضوع ( خطوة .. قبل الخطوات ) :

كثيرا ما نعلل انصرافنا عن القراءة وجليل الأمور بأسباب متعددة ، قد تختلف من شخص لآخر ومن فئة لأخرى ، لكن يجمعها جامع واحد وهو ما يعبر عنه بـ ( الأسباب الخارجية ) التي لها أثر بلا ريب وهذه الأسباب وهذه الأسباب متنوعة .. تارة نلقي اللوم على العمل والانكباب فيه .. وتارة على الأهل والأتراب والأنس بهم .. وتارة على الوقت وازدحامه بالأعمال الضرورية

ثم نظن لو أنا تخلصنا منها لتحقق ما نصبوا إليه ، لكن ألم يكن جدير بنا أن نضيف السبب إلى مسببه ؟! والعلة إلى معلها ، حتى يتفق لنا معالجة المشكل وحل القضية بجدية .

ويقول في هذا الباب أيضا :

من العقبات النفسية التي قد تتأصل في نفس إنسان ما عدم الرغبة في القراءة والنفرة منها ، فتجده يردد دائما ( أنا لا أحب القراءة ، أنا لا أطيق القراءة .. ) وهذا منه تأصيل للنواحي السلبية في نفسه عن طريق هذه الإيحاءات والتصورات التي تكون عائقا له عن القراءة وسدا ماثلا بين عينيه .

إن التخلص من هذه الإيحاءات السلبية يكون بإفراغ النفس منها ، لأن التخلية قبل التحلية كما يقال ، ومن ثم إحلال الإيحاءات الإيجابية مكانها والتي منها ( أنا أحب القراءة ، أنا أستمتع بالقراءة .. ) فإذا نجح في هذا فقد قطع مسافة كبيرة نحو القراءة .

ويقول المؤلف في باب ( تحديد الهدف) :

إن تحديد الهدف من القراءة من العوامل الأساسية التي تزيد من فاعلية القراءة ، وما يتحصل منها من ثمرات وعوائد، لكي نجد كثيرا من القراء يغفل نفسه عن مسائلة الهدف التفصيلي الذي يقرأ لأجله مع أن تحديد ذلك بدقة مهم جدا ، لتحديد ما يلائم الهدف من أنواع الكتب ، وأضرب القراءة ومستوياتها ، ومن ثم رسم ما يناسبها من ذلك .

ويقول المؤلف في باب ( فحص الكتاب) :
إن تصفح الكتاب له قيمة كبيرة في التعرف على الكتاب الذي بين يديك قبل أن تقدم على قراءته ، وهي طريقة فعالة وسريعة للتعرف على ما يحويه الكتاب من عناوين وأفكار ، وتسمى ( القراءة الاستكشافية ) :
وهي بأوجز عبارة : فن الحصول على أكبر فائدة من الكتاب خلال زمن محدد ، بأن يتصفح الكتاب ويكتشف مستواه .


وقد استطرد المؤلف في كتابه إلى القراءة السريعة وعرضها في كتابه
وأتى بمبادئ وتطبيقات عليها ، وكذلك ملاحظات على القراءة السريعة ،وطريقة القراءة السريعة ، والعديد حول هذه القراءة


ويقول المؤلف في باب ( تدوين الفوائد ) :

من المهمات أن يرسم القارئ لنفسه برنامجا لتقييد الفوائد و الشوارد التي تمر عليه أثناء المطالعة في دفاتر وأوراق خاصة به ، ويكتب الخلاصات للكتب التي يقرؤها .

وذكر المؤلف في باب ( النقد ) :

إن القراءة الفعالة لا تقف عند عملية فهم ما يقوله المؤلف ، بل يجب أن تستكمل بعملية نقد الكتاب والحكم عليه ،
إن بعض القراء يتحلى بالتسليم والتقليد لكل ما هو مكتوب ، والوثوق به دون تمحيص وتدقيق ، وهذه نظرة بدائية ،
وفئة أخرى صرفت همها نحو الثغرات والهفوات فيما تقرأ ، فإن لم تجدها تحملت وتكلفت العثور عليها ، وكلا الأمرين ذميم ، إن القارئ الواعي أقدر من غيره على النقد لأنه ناقد والناقد بصير ، ولذا تهيب المؤلفون منه قديما وحديثا .


،

ثم في نهاية الكتاب أتى المؤلف لإيراد نجائب الكتب و أفضلها والتي هي من بنات المكتبة العربية و الإسلامية ، ولعله يجيب عن سؤال يتكرر .. ما أفضل الكتب ؟

 

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
images
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى