طالب العلم وتناول المنشطات !
ثم إنه لمّا فترت همتي, وضعف عزمي على المواصلة في الكتابة, كان لزاما أن أتعاطى بعض المنشطات, لكن ... من النوع المباح.
ففائدة هذه المنشطات لطالب العلم أنها تثير الهمم والعزائم, وتحيي فيه روح المعالي.
فطالب العلم لا يرضى بالدون, فهمته لابد أن تبلغ الجوزاء.
إذا غامرت في شرفٍ مرومِ ** فلا تقنع بما دون النجومِ
ويقول الآخر:
وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجساد
لكن لمّا كان الفتور من طبيعة البشر, وقد يؤدي للعجز والكسل - نعوذ بالله منهما - تنبه العلماء لمثل هذا الداء, وأعطوا الجرعات المنشطة المناسبة, حسب ما يقتضيه نوع المرض وطبيعته, فأولى هذه الجرعات:
1- صفحات من صبر العلماء.
وهو كتاب قيم, ألفه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله المتوفى سنة 1417هـ , طبعة دار البشائر, الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية.
أورد فيه المئات من القصص, والقول فيه كالقول في مثيلاته من الكتب, قد تجد ما تستنكر من القصص, فعليك أن تضعه على موازين الشرع, وسنن الكون.
وهناك قصة أحب أن أنبه إليها, ذكرها الشيخ, وهي معروفة مشتهرة, وهي للعالم الشهير بقي بن مخلد, في رحلته للإمام أحمد.
حقيقة هذه القصة تتجاذبها الغرابة والاستنكار, لهذا أنكرها الإمام الذهبي, لكن من العلماء من يرون أنها جارية على سنن الكون, ولا غرابة ولا مطعن فيها, وأذكر من المعاصرين: د.أكرم ضياء العمري.
2- قيمة الزمن عند العلماء.
لمؤلفه السابق, طبعة: دار البشائر.
وهو كتاب نفيس, وصدّر فيه مؤلفه أبيات الوزير ابن هبيرة:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ** وأراه أسهل ما عليك يضيع!
وقد استل الدعاة والمحاضرون من القصص والأبيات في هذا الكتاب وما قبله, دون نسبة للأسف - للمؤلف, وقد أغضب هذا العمل المؤلف كثيرا, وممن اتهمهم المؤلف صراحة؛ جاسم المطوع في كتابه: الوقت عمار أو دمار, وهو من مطبوعات مكتبة المنار بالكويت.
3- عُشاق الكتب.
وهو من تأليف عبد الرحمن يوسف الفرحان.
وهو من مطبوعات دار البشائر, وقد أثنى على هذا الكتاب مجموعة من المشايخ الفضلاء, وفيه من القصص ما يخجل منه القارئ الذي لا يستطيع أن يشتري كراسة لنفسه!
4- المشوق إلى القراءة وطلب العلم.
من تأليف الشيخ المحقق علي بن محمد العمران.
نشر وتوزيع: دار عالم الفوائد
وهو مفيد جدا, وأنصح بقراءة مقدمته, من الآن! وهو متوفر على شبكة الإنترنت في المواقع الإسلامية.
5- علو الهمة.
من تأليف: محمد إسماعيل المقدم.
من مطبوعات المكتبة التوقيفية
وقد عنون المؤلف لبعض القصص, بعناوين أشبه ما تكون قاعدة في بابها, وقد أحسن وأجاد.
وطريقة استعمال هذه المنشطات لطالب العلم تكون كاسمها.
فلا تراجع الطبيب وأنت طبيب نفسك.
متى ما شعرت بالفتور في جانب من الجوانب فاقرأ ما يناسبك, ألست إذا مرضت في بطنك, لا تستخدم إلا أدوية البطن؟!
فكذلك هنا.
متى شعرت أن همتك في القراءة ضعفت فارجع إلى دواء المشوق إلى القراءة للعمران.
هذه وصفتي الطبية, وأظنها شعبية بدائية, وأرجو أن توصلنا جميعا إلى الربانية.
تحياتي لكم جميعا.
اسم الموضوع : طالب العلم وتناول المنشطات !
|
المصدر : .: زاد المسلم :.
