الهدي الشرعي في وباء الخنازير

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

السعد

New member
إنضم
20 يونيو 2009
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الهدي الشرعي في وباء الخنازير


الشيخ/ نبيل العوضي​
ها نحن نبدأ مستعينين بالله بمواجهة أول وباء عالمي يصيب البشرية في هذا القرن، هذا الوباء الذي تضاربت المعلومات فيمن تسبب بانتشاره الذي احتضنته الخنازير (النجسة) التي حرمها اللطيف الخبير، يعلن المسئولون أن عدد المصابين المسجلين بالإصابة به (30) ألفا تقريبا أما عدد المصابين غير المسجلين فهو بالتأكيد أضعاف كثيرة قد تصل إلى مئات الآلاف والله أعلم!!

وباء الخنازير الذي لا يجب أنصار هذا الحيوان تسميته بهذا الاسم صار واقعا محتوما على البشرية، ولا يصيب الذين ظلموا منهم خاصة، بل شمل البلاء كل أهل الأرض حتى الذين حرموا على أنفسهم أكل الخنزير والاقتراب منه، لتعلم البشرية أن خطأ البعض إن سكت الناس عنه فسينزل البلاء على الجميع، عافانا الله وإياكم.
وبما أن الوباء صار عالميا فان لنا معه وقفات ونصائح لعلها تخفف من حدته أو انتشاره بإذن الله جلا وعلا.

أول الأمور وأعظمها: لابد أن نعلم أن الأمر كله لله جلا وعلا، إن شاء ابتلانا وان شاء عافانا، فالخلق خلقه والأمر أمره، و{لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، وصحيح أن المرض معد وينتقل عبر الهواء، وقد يحمل المريض الفيروس وينشره بين الناس ولا عرض فيه، لكن الأمر المؤكد أن المصاب يختلط بالكثيرين ولكن لا ينتقل الفيروس لشخص منهم إلا إذا أذن الله (فلا عدوى) إلا بإذن الله وإرادته، (وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك) فلنتوكل على الله ونثق به جلا وعلا.

وهذا التوكل على الله لا يجعلنا نترك الأسباب المادية، بل الأخذ بها من تمام التوكل على الله تعالى، فمن علم من نفسه المرض فليعتزل الناس وليلزم قوانين الصحة، كما جاء في الحديث (لا يوردن ممرض على مصح)، ومن علم بمكان موبوء فلا يتعمد الدخول فيه وليبتعد عمن يحمل المرض، كما في الحديث (فر من المجزوم فرارك من الأسد)، وأول من وضع نظام الحجر الصحي في البلدان هو الإسلام، فمنع دخول الأرض الموبوءة أو الخروج منها حتى لا ينتشر المرض، والالتزام بقوانين وزارات الصحة وأنظمة المنافذ يدخل في هذا الباب الشرعي، فوجب الالتزام بها.

أما النظافة العامة فهي من صلب ديننا وهي من أفضل الوسائل للوقاية من المرض، و(الطهور شطر الإيمان) كما جاء في الحديث، فليحرص كل منا على نظافته ونظافة بيته وطعامه، وما يفعله البعض من البصق في الشوارع، أو رمي المناديل الملوثة في الطرقات فهذا ليس من الدين، بل من الإيمان (إماطة الأذى عن الطريق) وليس إلقاء الأذى فيه.

ولهذا حث الإسلام على الوضوء وتجديده، وليحرص كل منا على إتمام وضوئه وتكراره، وليتأكد من الاستنشاق بأن يدخل من الماء في أنفه ثم يستنثره، فالاستنشاق من أفضل وسائل التطهير والتعقيم، وجاء في الحديث (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما).

أما العطاس فإنه نعمة من الله يخرج بها العبد ما تجمع من ميكروبات وفيروسات، ولكنه في نفس الوقت ينشرها بين من حوله، فالحل أن لا يرد الإنسان عطاسه ولكنه يغطيه بما استطاع من مناديل أو يده إن لم يجد، وجاء في السنة أن العبد يحمد ربه إذا عطس ولكن جاء في السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يغطي فمه بما عنده، وخير الهدي هدي نبينا.
والنظافة في البيوت والطرقات والثياب والجسد وفي كل شيء مطلوبة وهي من الإيمان بل هي شطره، فلنحرص عليها فهي من الدين.

وينبغي كذلك في التعامل مع هذا الوباء العالمي ألا يصاب الإنسان بالهلع والقلق، فأهل الدين والصلاة مطمئنون بقدر الله وحكمته {إن الإنسان خُلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا، إلا المصلين}، وليكثر الإنسان من الدعاء أن يحفظه الله ويحفظ المسلمين، ومن أفضل الدعاء في هذه الأيام أذكار الصباح والمساء، ومنها من قال (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات لم يصبه شيء، ويقولها في الصباح وفي المساء، فعلموا أبناءكم وبناتكم هذه الأذكار وحصنوهم بها فهي أعظم حصن خصوصا لما خفي شره وانتشر.


ولنعلم أخيرا بعد أخذ الأسباب والحيطة والتزام النظم والتعليمات في أي بلد كنا، أن سبب أي بلاء ينزل إلى الأرض هو الذنوب والخطايا، قال تعالى {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}، فالأمراض تنتشر بانتشار الفواحش، والمطر يقل بمنع الزكاة عن الفقراء، وفسق المترفين يهلك القرى، وهكذا فكل بلاء ينزل بسبب الذنوب والمعاصي، ولا يرتفع البلاء إلا بالتوبة إلى الله والرجوع إليه، والتضرع له جل وعلا، قال تعالى {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}، وكل خير في الرجوع إلى الله والاستغفار والتوبة، وقانا الله وإياكم شر الأمراض والأوبئة.
 

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
322.gif


يا الـســعــد
 

السعد

New member
إنضم
20 يونيو 2009
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وفيك بارك الله ..

يا أبا فوزان
 
أعلى