أبوالمقداد
New member
.. المتطلبات الجديدة التي أملاها علينا التطور الحضاري ، أوجبت لنا الغوص في أعماق المجتمع الذي نعيش بينهم ، حيث أن المحيط الذي يرتاده الجالية البرماوية أشبه ما يكون بمدرسة تسعى إلى تحقيق لغة واحدة وأهداف محددة ..
ومن الأمور السلبية التي تكاد أن تصبح سمة عامة في رأيي للجيل الجديد من الجالية البرماوية : عدم ممارستهم اللغة العربية ، والبعد عن ثقافة امتلاك لغة الإقامة، وخاصة أنهم يعيشون بين مجتمع يعد من يتكلم بغير لغتهم بغيضاً سمجاً ..
مما سبب ذلك إلى إخفاق ليس بالقليل في تمليك الجيل رؤية عميقة ومتوازنة لطبيعة العصر والمكان الذي نعيش فيه ..
وأثر ذلك في عدم تمكنهم الخوض في المجتمع السعودي , بناء على ذلك أصبحوا مغمورين لا يذكر لهم اسم ، ولا يرفع لهم ذكر ، وكان من نتائج عدم امتلاك غالبية الجالية البرماوية باللغة العربية : تراجع مستوى المعلومات والمعارف ، وتراجع مستوى التشوق والحب الخالص للعلم ، أضف إلى ذلك البطالة التي تتفشى على نحو جوهري في صفوف خريجي الثانوية ..
لا زلت طالباً في دار الحديث الخيرية ، وهي تضم أكثر من خمسين جنسية من مختلف القارات ، لكن الجنسية البارزة والمرتفعة الرصيد والتي تضج المدرسة بكثرتهم هي الجنسية البرماوية ، وقد تميزت عن غيرها وجرت عادتهم بالتحدث بلغتهم إلى حد ملحوظ بدون مبالاة للغير إلا من رحم الله فلا تكاد تمر من بين أسيابها إلا وتسمع ( شنشنتهم ) !
فتجد من طلابها من تحسبه شيخاً بظاهره ، لكن سرعان ما ينكشف لك أمره بأنه لا يفقه من العربية إلا ما يصلح به الحال !
أتساؤل هنا ، أليس من الواجب على الآباء وجهات التعليم تثقيف الأبناء بثقافة مكان الإقامة ومحاولة إتقانهم لغتها لأن لغة كل مكان يعتبر رمزاً له ؟ إلى جانب اهتمامهم باللغة البرماوية ؟
أذكر يوماً وقد دخل المدرس علينا في الفصل وسأل أحد الطلاب البرماويين عن تاريخ وفاة إسحاق بن منصور الكوسج ، فوقع الطالب في حيرة لأنه يجهل الجواب ، فالتفت يمنة ويسرة ، عله يجد من يسانده ، حتى قام من حوله من البرماويين بتلقينه باللغة السائدة ، وارتفع صوت من بينهم يقول : ( دوشو إيكر فندوش .. ) ولم يفهم المدرس ما قالوه ..
وإن أنس لا أنس موقفنا في إحدى خيمات البدو ، وقد عُزمنا على العشاء ، فجلس القوم ونحن معهم حول الطعام ، فرنّ هاتف أحدنا ، فلم يتردد في رده ، فما كان منه إلا أن رفع الجوال إلى أذنه قائلاً وبصوت أسكت الحاضرين ومن بينهم شيخ القبيلة ! ( كين آسوا ؟ استاري كيلوي خايوا ؟ .. ) واستمر في كلامه حتى أوقفه ابتسامة شيخ القبيلة !
سؤالي : هل التحدث باللغة البرماوية أمام المجتمع السعودي خاصة ، عادة لا بأس بها ، أم هي ظاهرة غير لائقة ؟ وخاصة ممن لا تكاد تفرق بينه وبين أحد القبليين !
أرجوكم أيها الأعزاء لا تبخلوا علينا ..
وفي انتظار آراءكم ..
ومن الأمور السلبية التي تكاد أن تصبح سمة عامة في رأيي للجيل الجديد من الجالية البرماوية : عدم ممارستهم اللغة العربية ، والبعد عن ثقافة امتلاك لغة الإقامة، وخاصة أنهم يعيشون بين مجتمع يعد من يتكلم بغير لغتهم بغيضاً سمجاً ..
مما سبب ذلك إلى إخفاق ليس بالقليل في تمليك الجيل رؤية عميقة ومتوازنة لطبيعة العصر والمكان الذي نعيش فيه ..
وأثر ذلك في عدم تمكنهم الخوض في المجتمع السعودي , بناء على ذلك أصبحوا مغمورين لا يذكر لهم اسم ، ولا يرفع لهم ذكر ، وكان من نتائج عدم امتلاك غالبية الجالية البرماوية باللغة العربية : تراجع مستوى المعلومات والمعارف ، وتراجع مستوى التشوق والحب الخالص للعلم ، أضف إلى ذلك البطالة التي تتفشى على نحو جوهري في صفوف خريجي الثانوية ..
لا زلت طالباً في دار الحديث الخيرية ، وهي تضم أكثر من خمسين جنسية من مختلف القارات ، لكن الجنسية البارزة والمرتفعة الرصيد والتي تضج المدرسة بكثرتهم هي الجنسية البرماوية ، وقد تميزت عن غيرها وجرت عادتهم بالتحدث بلغتهم إلى حد ملحوظ بدون مبالاة للغير إلا من رحم الله فلا تكاد تمر من بين أسيابها إلا وتسمع ( شنشنتهم ) !
فتجد من طلابها من تحسبه شيخاً بظاهره ، لكن سرعان ما ينكشف لك أمره بأنه لا يفقه من العربية إلا ما يصلح به الحال !
أتساؤل هنا ، أليس من الواجب على الآباء وجهات التعليم تثقيف الأبناء بثقافة مكان الإقامة ومحاولة إتقانهم لغتها لأن لغة كل مكان يعتبر رمزاً له ؟ إلى جانب اهتمامهم باللغة البرماوية ؟
أذكر يوماً وقد دخل المدرس علينا في الفصل وسأل أحد الطلاب البرماويين عن تاريخ وفاة إسحاق بن منصور الكوسج ، فوقع الطالب في حيرة لأنه يجهل الجواب ، فالتفت يمنة ويسرة ، عله يجد من يسانده ، حتى قام من حوله من البرماويين بتلقينه باللغة السائدة ، وارتفع صوت من بينهم يقول : ( دوشو إيكر فندوش .. ) ولم يفهم المدرس ما قالوه ..
وإن أنس لا أنس موقفنا في إحدى خيمات البدو ، وقد عُزمنا على العشاء ، فجلس القوم ونحن معهم حول الطعام ، فرنّ هاتف أحدنا ، فلم يتردد في رده ، فما كان منه إلا أن رفع الجوال إلى أذنه قائلاً وبصوت أسكت الحاضرين ومن بينهم شيخ القبيلة ! ( كين آسوا ؟ استاري كيلوي خايوا ؟ .. ) واستمر في كلامه حتى أوقفه ابتسامة شيخ القبيلة !
سؤالي : هل التحدث باللغة البرماوية أمام المجتمع السعودي خاصة ، عادة لا بأس بها ، أم هي ظاهرة غير لائقة ؟ وخاصة ممن لا تكاد تفرق بينه وبين أحد القبليين !
أرجوكم أيها الأعزاء لا تبخلوا علينا ..
وفي انتظار آراءكم ..
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : هل التحدث بالبرماوية .. ظاهرة سلبية ؟
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.

