الامبراطور
New member
أحبائي وإخواني رواد منتديات الجالية البرماوية ::shakehand:
كم أنا فرح بوجودي بينكم وكلي شرف بأني برماوي ولنا منبر نأوي إليه صباح مساء نستفيد من تجارب الخبراء ونسمع أخبار الجالية ونتعلم المزيد والمزيد ،،
لكن الذي أحزنني كثيرا وهز كياني:waiting: أن أرى من بعض إخوة لي إنهم يحاورون وليس لديهم ملكة الحوار أو مبادئه وأسياسياته ، فأراه يضرب الحابل بالنابل ، يغوص في المسائل العميقة دون علم أو دراية وبرهان ، أو يحاور في أشياء تافهة فعندما يطالبه الأخر بالبرهان أو لم يكن له أي دليل ، هجم على الآخر بألفاظ بذيئة فيخرج من إطار الموضوع الذي كان الحوار بصدده وانتقل إلى النيل من الأعراض ، فالقارئ للحوار يدخل ويقرأ بظن الاستفادة فيأتي في نهاية الحوار ولم يستفد أي شيء ثم يقول ، كأن هذا الحوار كان لأجل مصالح شخصية أو انتقامية ،، :fighter:
وما كل ذلك إلا من قلة العلم والدين ، فلذا أحببت أن أذكر هنا بعض مبادئ فن الحوار ، وهو عبارة عن كتاب للشيخ الدكتور عائض القرني ، أحببت أن أنقله إليكم من بعض المنتديات، ببعض التعديلات الاملائية في الآيات والأحاديث من أخيكم ، علّ إخواني من أعضاء الهيئة الإشرافية إلى آخر عضو ينضم للمنتدى يستفيد من هذه المبادئ ،، قبل أن يحاور أي شخص في أي مسألة ..
والكتاب جعلته في عدة حلقات اجتهادا مني لعدة أسباب :
1- حتى لا يمل الشخص من كثرة الكتابات .
2- ولأن الموقع لا يسمح للعضو في الكتابة إلا عدد أحرف معينة .
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه,وبعد:فما أحوجنا إلى (الحوار)؛لأنه طريق الفهم, وسبيل النجاح, وبوابة الاتفاق.
والحوار له آداب مشروعة يقوم بها المتحاورون ؛ ليثمر حوارهم وليصلوا إلى الحقيقة من اقرب الطرق وأيسرها .
وفي هذه الرسالة معالم لمحبي الحوار وطالبيه,أسال الله أن ينفع بها.
د.عائض القرني
أدب الحوار
كلمة الحوار كلمة جميلة رقيقة, تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس, وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم (قال له صاحبه وهو يحاوره) (الكهف:37) , وقال: (والله يسمع تحاوركما) (المجادلة:1)؛ يوم أن تحاور عليه الصلاة والسلام مع المرأة الضعيفة المسكينة التي تشكو من زوجها, فسمع الله هذا الحوار وسع سمعه السموات والأرض جل في علاه - .
ونحن بحاجة إلى الحوار؛ ليفهم بعضنا بعضاً, نحاور بعضنا بعضاً, ونتحاور مع الاخرين ,فنتحاور مع أبنائنا: (يابني ) (لقمان:13) كما قال لقمان عليه السلام , ونتحاور مع اهل الكتاب (قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سوآء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ) (آل عمران:64), ونتحاور مع المشركين : (وإن احد من المشركين استجارك اجره حتى يسمع كلام الله ثم بلغه مامنه) (التوبة:6).
[gdwl]وثمرة الحوار:[/gdwl] الوصول الى الحق, فمن كان طلبه الحق وغرضه الحق وصل اليه بأقرب الطرق , وألطفها وأحسنها, والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف ,قال سبحانه : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات) (الحديد:25), فقبل ان يرسلهم بالسيوف القاطعات والرماح المرهفات , ارسلهم بالايات والبينات, وكما يقول ابن تيمية- رحمة الله -: إن الانبياء بعثوا بالحجج والبراهين , والخلاف واقع في الامة , قال سبحانه: (ولايزالون مختلفين (118) الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) (الكهف:119,118), قيل ( اللام) هنا ليست القصد ولا للسبب عند بعض المفسرين وانما للصيرورة , وقيل : ان الله سبحانه وتعالى- خلقهم , فنوع في مفاهيمهم ومواهبهم , فوقع الخلاف في ذلك , فلابد ان نعترف ان الخلاف واقع في الامة , وهو على قسمين:
أ-خلاف تنوع:وهو الذي يُسلك في الفروع ,لا في الاصول , وفي الجزئيات , لا في الكليات.
ب-خلاف تضاد: وهو المذموم ,قال سبحانه وتعالى: ( ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم )]آل عمران:105[,وهم الذين يخالفون في القطعيات , وثوابت الامة , واصول الملة, فهذا خلاف مذموم
كذلك يجب ان يعلم ان الحق واضح وظاهر, وانه كالشمس , وانه لايُختلف فيه, وما يخالف الا عقيم , او سقيم فهم, كما يقول المتنبي :
وكيف يصح في الاذهان شيءُ *** اذا احتاج النهار الى دليل
فانت اذا قلت لانسان : هذه شمس في السماء , وقال لك : ليست بشمسٍ, هذه خيمة !:, فهذا لا يحاور, بل ليس اهلا للحوار فلا تضيع وقتك معه. واما من حاور في امر يحتاج الى جدل ويقبل الخلاف فهذا الذي تحاوره . وعليك- اخي الكريم ان تقدم نعم قبل لا وانت تحاور خصمك , قال ابن المبارك :
واذا صاحبت فاصحب ماجدا ذا عفاف وحياء وكرم قوله للشيء لا ان قلت لا واذا قلت: نعم , قال : نعم
فعلينا ان نستدرج المحاور الى ان يوافقنا في (نعم) فمادام انه يقول لك : نعم , فمعناه انه قريب منك , وان قلبه قريب من قلبك, وان روحه قريبة من روحك, ولكن احذر ان يقول: لا , قال اهل العلم: عليك ان تستدرجه الى ان يوافقك في اكثر المسائل, فتبدا بالاصول التى تشاركه انت فيها, فتقول: الست انسانا وانا انسان ؟ فيقول: نعم, تقول : اليس لي حق عليك- أي حق الانسان على الانسان-؟ يقول نعم , تقول : اما ينبغي ان احترمك وتحترمني ؟ فيقول : نعم , فتقول : اليس لك عقل فاخاطب عقلك وضميرك , ولي عقل وضمير تخاطبه؟ فيقول: نعم , وهكذا تقلص مسافة اللااءت , لكنك اذا بدت معه منذ البداية بـ(لا) ,تهدم جدار الحوار وحينها لا يمكن ان يستمر معك وسوف يتخذ ضدك موقفاً عدائيا من اول الطريق ,فيقول بعض التربويوين : ان كلمة لا تعقب تسع عشرة عضلة في الوجه, فيعبس بسببها الوجه , ويقطب الجبين, واما كلمة (نعم) فتنطلق بسببها الاسارير والافراح , ويظهر الانشراح , وياتي معها الجواب السديد بحمد الله.
إن شاء الله ما مليتم ،، يا الله يا جماعة تصبيرة ونرجع ..
تحياتي للجميع
كم أنا فرح بوجودي بينكم وكلي شرف بأني برماوي ولنا منبر نأوي إليه صباح مساء نستفيد من تجارب الخبراء ونسمع أخبار الجالية ونتعلم المزيد والمزيد ،،
لكن الذي أحزنني كثيرا وهز كياني:waiting: أن أرى من بعض إخوة لي إنهم يحاورون وليس لديهم ملكة الحوار أو مبادئه وأسياسياته ، فأراه يضرب الحابل بالنابل ، يغوص في المسائل العميقة دون علم أو دراية وبرهان ، أو يحاور في أشياء تافهة فعندما يطالبه الأخر بالبرهان أو لم يكن له أي دليل ، هجم على الآخر بألفاظ بذيئة فيخرج من إطار الموضوع الذي كان الحوار بصدده وانتقل إلى النيل من الأعراض ، فالقارئ للحوار يدخل ويقرأ بظن الاستفادة فيأتي في نهاية الحوار ولم يستفد أي شيء ثم يقول ، كأن هذا الحوار كان لأجل مصالح شخصية أو انتقامية ،، :fighter:
وما كل ذلك إلا من قلة العلم والدين ، فلذا أحببت أن أذكر هنا بعض مبادئ فن الحوار ، وهو عبارة عن كتاب للشيخ الدكتور عائض القرني ، أحببت أن أنقله إليكم من بعض المنتديات، ببعض التعديلات الاملائية في الآيات والأحاديث من أخيكم ، علّ إخواني من أعضاء الهيئة الإشرافية إلى آخر عضو ينضم للمنتدى يستفيد من هذه المبادئ ،، قبل أن يحاور أي شخص في أي مسألة ..
والكتاب جعلته في عدة حلقات اجتهادا مني لعدة أسباب :
1- حتى لا يمل الشخص من كثرة الكتابات .
2- ولأن الموقع لا يسمح للعضو في الكتابة إلا عدد أحرف معينة .
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه,وبعد:فما أحوجنا إلى (الحوار)؛لأنه طريق الفهم, وسبيل النجاح, وبوابة الاتفاق.
والحوار له آداب مشروعة يقوم بها المتحاورون ؛ ليثمر حوارهم وليصلوا إلى الحقيقة من اقرب الطرق وأيسرها .
وفي هذه الرسالة معالم لمحبي الحوار وطالبيه,أسال الله أن ينفع بها.
د.عائض القرني
أدب الحوار
كلمة الحوار كلمة جميلة رقيقة, تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس, وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم (قال له صاحبه وهو يحاوره) (الكهف:37) , وقال: (والله يسمع تحاوركما) (المجادلة:1)؛ يوم أن تحاور عليه الصلاة والسلام مع المرأة الضعيفة المسكينة التي تشكو من زوجها, فسمع الله هذا الحوار وسع سمعه السموات والأرض جل في علاه - .
ونحن بحاجة إلى الحوار؛ ليفهم بعضنا بعضاً, نحاور بعضنا بعضاً, ونتحاور مع الاخرين ,فنتحاور مع أبنائنا: (يابني ) (لقمان:13) كما قال لقمان عليه السلام , ونتحاور مع اهل الكتاب (قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سوآء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ) (آل عمران:64), ونتحاور مع المشركين : (وإن احد من المشركين استجارك اجره حتى يسمع كلام الله ثم بلغه مامنه) (التوبة:6).
[gdwl]وثمرة الحوار:[/gdwl] الوصول الى الحق, فمن كان طلبه الحق وغرضه الحق وصل اليه بأقرب الطرق , وألطفها وأحسنها, والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف ,قال سبحانه : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات) (الحديد:25), فقبل ان يرسلهم بالسيوف القاطعات والرماح المرهفات , ارسلهم بالايات والبينات, وكما يقول ابن تيمية- رحمة الله -: إن الانبياء بعثوا بالحجج والبراهين , والخلاف واقع في الامة , قال سبحانه: (ولايزالون مختلفين (118) الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) (الكهف:119,118), قيل ( اللام) هنا ليست القصد ولا للسبب عند بعض المفسرين وانما للصيرورة , وقيل : ان الله سبحانه وتعالى- خلقهم , فنوع في مفاهيمهم ومواهبهم , فوقع الخلاف في ذلك , فلابد ان نعترف ان الخلاف واقع في الامة , وهو على قسمين:
أ-خلاف تنوع:وهو الذي يُسلك في الفروع ,لا في الاصول , وفي الجزئيات , لا في الكليات.
ب-خلاف تضاد: وهو المذموم ,قال سبحانه وتعالى: ( ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم )]آل عمران:105[,وهم الذين يخالفون في القطعيات , وثوابت الامة , واصول الملة, فهذا خلاف مذموم
كذلك يجب ان يعلم ان الحق واضح وظاهر, وانه كالشمس , وانه لايُختلف فيه, وما يخالف الا عقيم , او سقيم فهم, كما يقول المتنبي :
وكيف يصح في الاذهان شيءُ *** اذا احتاج النهار الى دليل
فانت اذا قلت لانسان : هذه شمس في السماء , وقال لك : ليست بشمسٍ, هذه خيمة !:, فهذا لا يحاور, بل ليس اهلا للحوار فلا تضيع وقتك معه. واما من حاور في امر يحتاج الى جدل ويقبل الخلاف فهذا الذي تحاوره . وعليك- اخي الكريم ان تقدم نعم قبل لا وانت تحاور خصمك , قال ابن المبارك :
واذا صاحبت فاصحب ماجدا ذا عفاف وحياء وكرم قوله للشيء لا ان قلت لا واذا قلت: نعم , قال : نعم
فعلينا ان نستدرج المحاور الى ان يوافقنا في (نعم) فمادام انه يقول لك : نعم , فمعناه انه قريب منك , وان قلبه قريب من قلبك, وان روحه قريبة من روحك, ولكن احذر ان يقول: لا , قال اهل العلم: عليك ان تستدرجه الى ان يوافقك في اكثر المسائل, فتبدا بالاصول التى تشاركه انت فيها, فتقول: الست انسانا وانا انسان ؟ فيقول: نعم, تقول : اليس لي حق عليك- أي حق الانسان على الانسان-؟ يقول نعم , تقول : اما ينبغي ان احترمك وتحترمني ؟ فيقول : نعم , فتقول : اليس لك عقل فاخاطب عقلك وضميرك , ولي عقل وضمير تخاطبه؟ فيقول: نعم , وهكذا تقلص مسافة اللااءت , لكنك اذا بدت معه منذ البداية بـ(لا) ,تهدم جدار الحوار وحينها لا يمكن ان يستمر معك وسوف يتخذ ضدك موقفاً عدائيا من اول الطريق ,فيقول بعض التربويوين : ان كلمة لا تعقب تسع عشرة عضلة في الوجه, فيعبس بسببها الوجه , ويقطب الجبين, واما كلمة (نعم) فتنطلق بسببها الاسارير والافراح , ويظهر الانشراح , وياتي معها الجواب السديد بحمد الله.
إن شاء الله ما مليتم ،، يا الله يا جماعة تصبيرة ونرجع ..
تحياتي للجميع
اسم الموضوع : رسالة لكل متحاور يريد حوارا هادفا وجادا
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.