وصايا كبار أعلام العرب للمشتغلين بالأدب (نصائح ونقولات قيمة جداً)

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35

قال القاضي عليّ بن عبد العزيز الجرجاني (ت 392هـ) صاحب كتاب «الوساطة»:

«الشّعْر علم من علوم العرب يشترك فيه الطّبع والرّواية والذّكاء، ثم تكون الدُّرْبةُ مادّةً له، وقوّةً لكلّ واحدٍ من أسبابه؛ فمن اجتمعت له هذه الخصال فهو المحسن المبرِّز، وبقدر نصيبه منها تكون مرتبتُهُ من الإحسان... ولستُ أفضِّل في هذه القضية بين القديم والمحدث، والجاهليّ والمخضرم، والأعرابيّ والمولّد، إلا أني أرى حاجة المحدث إلى الرواية أمسَّ، وأجده إلى كثرة الحفظ أفقرَ، فإذا استكشفت عن هذه الحال وجدت سببها والعلّة فيها أنّ المطبوع الذّكيّ لا يمكنُهُ تناولُ ألفاظ العربيّ إلا روايةً، ولا طريق إلى الرواية إلا السّمع، وملاك السّمع الحفظ».
«العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده» (1/ 122).
 
التعديل الأخير:

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35
وصية ابن رشيق القرواني


وقال أبو الحسن ابن رشيق القيرواني (ت 456هـ):

«وليأخذ نفسه -أي الشاعر- بحفظ الشعر والخبر، ومعرفة النسب، وأيّام العرب؛ ليستعمل بعض ذلك فيما يريده من ذكر الآثار، وضرب الأمثال، وليَعْلَق بنَفَسِه بعضُ أنفاسهم، ويَقْوى بقوّة طباعهم، فقد وجدنا الشاعر من المطبوعين المتقدّمين يفضُلُ أصحابه برواية الشّعر، ومعرفة الأخبار، والتلمذة بمن فوقه من الشعراء...
وقد سُئل رؤبة بن العجاج عن الفحل من الشعراء، فقال: هو الراويةُ، يريد أنّه إذا روى استفحل.
قال يونس بن حبيب: وإنما ذلك لأنه يجمع إلى جيّد شعره معرفة جيّدِ غيره، فلا يحمل نفسه إلا على بصيرة...
وقال الأصمعيّ: لا يصير الشاعر في قريض الشعر فحلاً حتى يروي أشعار العرب، ويسمع الأخبار، ويعرف المعانيَ، وتدور في مسامعه الألفاظ».

«العمدة» (1/ 197).

وقال:

«ولا يكون الشّاعر حاذقاً مجْواداً حتى يتفقّد شعره، ويُعيد فيه نظره، فيُسقط رديّه، ويثبت جيّده، ويكون سَمْحاً بالرّكيك منه، مطَّرِحاً له، راغباً عنه؛ فإن بيتاً جيداً يقاوم ألفي رديء!
وقال امرؤ القيس وهو أول من زعموا أنه اختبر له، وعُلِمَ به أنّه يكون أفضل الشّعراء والمقدم عليهم:
أذودُ القــوافيَ عنّي ذِياداً........ذيادَ غـلامٍ جريءٍ جوادا
فلمَّا كـثـرن وعنَّـيْـنَه........تَخَـيَّـرَ منهنَّ شتَّى جِيادا
فأعـزلُ مَرْجانَها جـانباً........وآخذُ من دُرِّها المسـتجادا
..فإذا كان أشعرُ الشّعراء يصنع هذا ويحكيه عن نفسه؛ فكيف ينبغي لغيره أن يصنع؟».
«العمدة» (1/ 200) بتصرف.
 

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35
وقال ضياء الدين ابن الأثير (ت 637هـ):


«اعلم أنّ للكتابة شرائط وأركاناً. أما شرائطها فكثيرة. وليس يلزم الكاتب أن يأتي بالجميع في كتاب واحدٍ، بل يأتي بكلِّ نوعٍ من أنواعها في موضعه الذي يليقُ به.
وأمّا الأركان التي لا بدّ من إبداعِها في كلّ كتابٍ بلاغيٍّ ذي شأن فخمسة:
الأول: أن يكون مَطْلَعُ الكتابِ عليه جِدَّةٌ ورشاقةٌ، فإن الكاتب من أجاد المطلع والمقطع.
الرّكن الثاني: أن يكون الدعاء المودعُ في صدْر الكتابِ مشتقَّاً من المعنى الذي بُني عليه الكتاب.
الرّكن الثّالث: أن يكون خروج الكاتب من معنىً إلى معنىً برابطةٍ؛ لتكون رقاب المعاني آخذةً بعضُها ببعضٍ، ولا تكون مقتضبة.
الرّكن الرابع: أن تكون ألفاظ الكتاب غير مخلولقةٍ بكثرةِ الاستعمال، ولا أريد بذلك أن تكون ألفاظاً غريبةً، فإنّ ذلك عيبٌ فاحشٌ، بل أريد أن تكون الألفاظُ المستعملةُ مسبوكةً سبكاً غريباً يظنُّ السامع أنها غير ما في أيدي النّاس، وهي مما في أيدي النّاس!. وهناك معترك الفصاحة الذي تُظهر فيه الخواطرُ براعتَها والأقلامُ شجاعتَها.
الرّكن الخامس: أن لا يخلو الكتابُ من معنىً من معاني القرآن الكريم والأخبار النبويّة، فإنها معدنُ الفصاحةِ والبلاغةِ... وهذا الركنُ يختصّ فيه الكاتب دون الشاعرِ؛ لأنّ الشاعر لا يلزمُهُ ذلك.
وإذا استكملتَ معرفةَ هذه الأركانِ الخمسةِ، وأتيتَ بها في كل كتاب بلاغيّ ذي شأنٍ؛ فقد استحققت حينئذٍ فضيلةَ التقدّم، ووجب لك أن تسمّيَ نفسَك كاتباً!».

«المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر» (1/ 121-125) بشيء من التصرف.


وقال في فصلٍ عنوانه: في الطريق إلى تعلم الكتابة:


«هذا الفصل هو كنـزُ الكتابةِ ومنبعُها، وما رأيت أحداً تكلّم فيه بشيءٍ، ولما حبِّبتْ إليّ هذه الفضيلةُ، وبلّغني الله منها ما بلّغني؛ وجدتُ الطريق ينقسم فيها إلى ثلاث شعبٍ:
الأولى: أن يتصفّحَ الكاتبُ كتابةَ المتقدّمين، ويطّلع على أوضاعِهم في استعمال الألفاظِ والمعاني، ثم يحذوَ حذْوَهم، وهذه أدنى الطبقات عندي.
الثانية: أن يمزجَ كتابةَ المتقدّمين بما يستجيده لنفسه من زيادةٍ حسنةٍ إمّا في تحسين ألفاظٍ، أو في تحسين معانٍ. وهذه هي الطبقة الوسطى، وهي أعلى من التي قبلها.
الثالثة: أن لا يتصفّح كتابةَ المتقدّمين، ولا يطّلع على شيءٍ منها، بل يصرف همَّه إلى حفظ القرآن الكريم، وكثيرٍ من الأخبار النبويّة، وعدّة من دواوين فحولِ الشّعراء، ممن غلب على شعره الإجادة في المعاني والألفاظِ، ثم يأخذ في الاقتباس من هذه الثلاثة، أعني القرآن والأخبار النبويّة والأشعار، فيقومُ ويقعُ، ويخطئُ ويصيبُ، ويضلُّ ويهتدي، حتى يستقيمَ على طريقةٍ يفتتحها لنفسه.
وأخْلِقْ بتلك الطريقةِ أن تكون مبتدعةً غريبةً، لا شَرِكة لأحدٍ من المتقدّمين فيها، وهذه الطريق هي طريق الاجتهاد، وصاحبها يُعدُّ إماماً في فنّ الكتابة، كما يُعدّ الشافعيُّ وأبو حنيفةَ ومالكٌ -رضي الله تعالى عنهم- وغيرهم من الأئمة المجتهدين في علم الفقه، إلا أنّها مستوعرةٌ جدّاً، ولا يستطيعها إلا من رزقه الله تعالى لساناً هجَّاماً، وخاطراً رَقَّاماً».

«المثل السائر» (1/ 125، 126).
 

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35

وقال زكي الدين ابن أبي الإصبع (ت 654هـ):


«ينبغي لك أيها الراغب في العمل، السائل فيه عن أوضح السُّبُل: أن تحصّل المعنى عند الشروع في تحبير الشعر، وتحرير النثر قبل اللفظ، والقوافي قبل الأبيات.
ولا تُكْرِه الخاطر على وزنٍ مخصوص، ورَوِيٍّ مقصود،...
ولا تعملْ نظماً ولا نثراً عند الملل، ولا تؤلف كلاماً وقت الضجر، فإنّ الكثير معه قليل، والنفيس به خسيس.
والخواطر ينابيعُ إذا رُفِقَ بها جَمَّتْ، وإذا عُنِّفَ عليها نزعت، واكتب كلّ معنىً يسنحُ، وقيِّدْ كلَّ فائدة تعرض؛ فإنّ نتائج الأفكار تعرض كلمعةِ البرقِ، ولمحة الطّرف، إن لم تقيَّدْ شَردتْ ونَدَّتْ، وإن لم تُسْتَعْطَفْ بالتكرار عليها صَدَّتْ، والترنّم بالشّعر مما يعُين عليه».


«تحرير التحبير» (ص 412، 413).

 

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35

وقال ابن خلدون (ت 808هـ):

«اعلم أنّ لعمل الشعر وإحكام صناعته شروطاً، أولّها: الحفظُ من جنسه، أي من جنس شعر العرب حتى تنشأ في النفس ملكةٌ يُنسج على منوالها، ويُتَخَيَّرُ المحفوظ من الحرّ النقيّ الكثير الأساليب. و هذا المحفوظُ المختارُ أقلُّ ما يكفي فيه شعر شاعرٍ من الفحول الإسلاميين، مثلِ ابن أبي ربيعة، وكثيّر، وذي الرُّمّة، وجرير، وأبي نواس، وحبيب، والبحتريّ، والرضيّ، وأبي فراس، وأكثره شعرُ كتاب الأغاني؛ لأنه جمع شعر أهل الطّبقة الإسلاميّة كلِّه والمختارَ من شعر الجاهليّة.
... ثم بعد الامتلاء من الحفظ و شحذ القريحة للنسج على المنوال يقبل على النّظم، وبالإكثار منه تستحكم ملكتُهُ وترسخ. وربما يقال: إنّ من شرطه نسيانَ ذلك المحفوظ لتُمحى رسومُهُ الحرفيّة الظاهرة؛ إذْ هي صادرة عن استعمالها بعينها، فإذا نسيها وقد تكيّفت النفس بها انتُقشَ الأسلوب فيها كأنّه منوالٌ يؤخذ بالنسج عليه بأمثالها من كلمات أُخر ضرورة.
ثم لا بدّ له من الخلوة واستجادة المكان المنظور فيه من المياه والأزهار، وكذا المسموع لاستنارة القريحة باستجماعها وتنشيطها بملاذّ السرور. ثم مع هذا كله فشرطه أن يكون على جمام ونشاط، فذلك أجمع له، وأنشط للقريحة».

«مقدمة ابن خلدون» (ص 574).
 

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35

وقال مصطفى لطفي المنفلوطي (ت 1924م):

«وبعد، فإني لا أدري لك يا طالب البيان العربيّ سبيلاً إليه إلا مزاولةَ المنشآت العربية منثورها، ومنظومها، والوقوفَ بها وقوف المتثبّتِ المتفهِّم لا وقوف المتنَزِّهِ المتفرّج؛ فإن رأيت أنك قد شُغفت بها، وكلفت بمعاودتها، والاختلاف إليها، وأنْ قد لذَّ لك منها ما يلَذُّ للعاشق من زورة الطيف في غِرّة الظّلام؛ فاعلم أنك قد أخذت من البيان بنصيب، فامض لشأنِكَ، ولا تلْوِ على شيءٍ مما وراءك تبلغْ من طَلِبَتَك ما تريد».

«النظرات» (1/ 110).

وانظر هنا لاستكمال الفائدة.
 

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35

وقال مصطفى صادق الرافعيّ (ت 1937م):

«إنك تريد امتلاك (ناصية الأدب). فينبغي أن تكون لك مواهب وراثيّة تؤديك إلى هذه الغاية. وهي ما لا يعرف إلا بعد أن تشتغل بالتحصيل زمناً، فإنْ ظهر عليك أثرُها وإلا كنت أديباً كسائر الأدباء، الذين يستعيضون من الموهبة بقوّة الكسب والاجتهاد.
فإذا رغبت في أقصر الطّرق إلى ذلك فاجتهد أن تكون مفكراً منتقداً، وعليك بقراءة كتب المعاني قبل كتب الألفاظ، وادرس ما تصل إليه يدك من كتب الاجتماع والفلسفة الأدبيّة في لغة أوربيّة أو فيما عرّب منها.
واصرف همّك من كتب الأدب العربيّ بادئ ذي بدء إلى «كليلةَ ودمنة»، و«الأغاني»، و«رسائل الجاحظ»، وكتاب «الحيوان»، و«البيان والتبيين» له، وتفقه في البلاغة بكتاب «المثل السائر»، وهذا الكتاب وحده يكفل لك ملكةً حسنةً في الانتقاد الأدبي، وقد كنتُ شديدَ الولوع به.
ثمّ عليك بحفظ الكثير من ألفاظ كتاب «نجعة الرائد» لليازجي، و«الألفاظ الكتابيّة» للهمذانيّ، وبالمطالعة في كتاب «يتيمة الدهر» للثعالبيّ، و«العقد الفريد» لابن عبد ربّه، وكتاب «زهر الآداب».
وأشير عليك بمجلتين تعنى بقراءتهما كل العناية " المقتطف والبيان "، وحسبك " الجريدة من الصحف اليومية و " الصاعقة " من الأسبوعية، ثم حسبك ما أشرت عليك به فإن فيه البلاغ كله، ولا تنس شرح ديوان الحماسة وكتاب نهج البلاغة فاحفظ منهما كثيرا.
ورأسُ هذا الأمر بل سرُّ النجاح فيه أن تكون صبوراً، وأن تعرف أنّ ما يستطيعه الرّجلُ لا يستطيعه الطّفلُ إلا متى ما صار رجلاً، وبعبارة صريحة إلا من انتظر سنواتٍ كثيرة.
فإنْ دأبتَ في القراءة والبحث، وأهملتَ أمر الزمن -طال أو قصر- انتهى بك الزمن إلى يوم يكون تاريخاً لمجدك، وثواباً لجِدِّك».

انظر كتاب: «الرسائل المتبادلة بين الرافعي وأبي رية» (ص 15، 16).


«الإنشاء لا تكون القوّة فيه إلا عن تعبٍ طويلٍ في الدّرس، وممارسة الكتابة، والتقلّب في مناحيها، والبَصَر بأوضاع اللغة، وهذا عملٌ كان المرحوم الشيخ عبده يقدِّر أنّه لا يتمّ للإنسان في أقلَّ من عشرين سنة!، فالكاتب لا يبلغ أن يكون كاتباً حتى يقطعَ هذا العمر في الدّرس وطلب الكتابة.
فإذا أوصيتُك فإني أوصيك أن تكثر من قراءة القرآن ومراجعة «الكشاف» (تفسير الزمخشري). ثم إدمان النظر في كتاب من كتب الحديث كالبخاريّ أو غيره، ثم قطع النفَس في قراءة آثار ابن المقفّع: «كليلة ودمنة»، و«اليتيمة»، و«الأدب الصغير».. ثم «رسائل الجاحظ»، وكتاب «البخلاء»، ثم «نهج البلاغة»، ثم إطالة النظر في «كتاب الصناعتين» للعسكري، و«المثل السائر» لابن الأثير، ثم الإكثار من مراجعة «أساس البلاغة» للزمخشري. فإن نالت يدك مع ذلك كتاب «الأغاني» أو أجزاءً منه و«العقد الفريد»، و«تاريخ الطبري» فقد تمّت لك كتب الأسلوب البليغ.
اقرأ القطعة من الكلام مِراراً كثيرة ثم تدبَّرْها وقلِّبْ تراكيبها ثم احذف منها عبارة أو كلمة وضع من عندك ما يسدُّ مسدّها ولا يقصر عنها، واجتهد في ذلك، فإن استقام لك الأمر فترقَّ إلى درجة أخرى، وهي أن تعارض القطعة نفسها بقطعة تكتبها في معناها وبمثل أسلوبها، فإن جاءت قطعتك ضعيفة فخذ في غيرها ثم غيرها حتى تأتي قريباً من الأصل أو مثله.
اجعل لك كل يوم درساً أو درسين على هذا النحو فتقرأ أولاً في كتاب بليغ نحو نصف ساعة، ثم قطعة منه فتقرؤها حتى تقتلها قراءة، ثم تأخذ في معارضتها على الوجه الذي تقدم (تغيير العبارة أولا ثم معارضة القطعة كلها ثانيا)، واقطع سائر اليوم في القراءة والمراجعة، ومتى شعرتَ بتعبٍ فدع القراءة أو العمل حتى تستجمَّ ثم ارجع إلى عملك، ولا تهملْ جانب الفكر والتصوّر وحسن التخيل».
انظر منه (ص42، 41).


«وما أرى أحداً يفلح في الكتابةِ والتّأليف إلا إذا حكم على نفسه حُكْماً نافذاً بالأشغال الشّاقّةِ الأدبيّة، كما تحكم المحاكم بالأشغال الشاقّة البدنيّة، فاحكم على نفسك بهذه الأشغال سنتين أو ثلاثاً في سجن الجاحظ أو ابن المقفع أو في غيرهما، وهبها كانت في أبي زعبل أو طرّة! ».
انظر منه (ص 42).


«وأمّا ضعفُ ابنك في الإنشاء فلأن الإنشاءَ فكرة ولفظ، وما دام صغيراً ففكرُه ضعيفٌ، ولا سبيل إلى تقويته إلا بأساليب خاصّة.
وأحسنُ طريقةٍ هو أن تدعه يقرأ أمامك كل يومٍ قطعةً من جريدةٍ تختارها له، أو موضوعاً من كتابٍ مدرسيٍّ من كتب الإنشاء ثم تناقشه فيما يفهمه من المقال، وتوضّح له الألفاظ والمعاني. فإذا فهم عشرين أو ثلاثين مقالاً على هذه الطريقة فإنّه ينطلق في التعبير بسهولة، ويجمعُ في ذهنه معانيَ طيبةً، وألفاظاً كثيرةً يعبّر بها.
وأضف إلى ذلك أن تعطيَهُ كلَّ يوم بيتاً من الشعر يكون فيه معنىً حسِّيٌّ فيفهم البيت ويشرحه كتابةً ثم تصلح له فهمه إنْ أخطأ، ويُعيد الكتابةَ على البيتِ مرة أو اثنتين أو أكثر، فإن حفظ أربعين أو خمسين بيتاً وفهم معانيَها، وصار يحسن كتابتها مَرَّ بعد ذلك من تلقاء نفسه».
انظر منه (ص 138).

« وهذه هي عين الطّريقة التي كان يتّبعها الأدباء قديماً في الأخذ عن الرواة وأمثالهم، ولا أفْيَدَ منها إذا كان المعلم مستحكماً ممتلئاً فإن تلميذه يستوفي بها كل علمه في أقرب مدّة».

انظر منه (ص 153).

لاستكمال الفائدة انظر هنا
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2931
 

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35
وقال أديب الشبكة (فتى الأدغال) في رسالةٍ له:


«أيّها الأخُ الكريمُ المُباركُ:
السلامُ عليكم ورحمة ُ اللهِ وبركاتهُ
وصلتني رسالتُكَ وصلكَ اللهُ بهداهُ، وكم سرّني فيها جميلُ لفظكَ، والذي دلَّ على كريم ِ أصلكَ، والنّاسُ لا تزالُ - بحمدِ اللهِ - في خير ٍ ونعمةٍ.
أيّها الأخُ الكريمُ:
الأدبُ نعمة ٌ عظيمة ٌ من نعم ِ اللهِ تعالى، وبلا شكٍّ أنّ من أعطيها فقد أعطيَ خيراً كثيراً، وقد قالَ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ: " إنَّ من البيان ِ لسحراً "، ولا زالَ النّاسُ يعرفونَ للأديبِ والناثر ِ والشاعر ِ أقدراهم، ويُعلونَ ذكرهم، ويحفظونَ مكانتهم، وقديماً قالوا في الأمثالِ: الشعرُ ديوانُ العربِ.
والكلامُ عن أصول ِ الكتابةِ، وتقويةِ الأسلوبِ طويلٌ ذو فصول ٍ، ويحتاجُ إلى وقتٍ ذي فُسحةٍ، إلا أنّهُ باتفاق ِ علماءِ الأدبِ، يأتي بالقراءةِ الواسعةِ، وبالممارسةِ وكثرةِ الكتابةِ، إضافة ً إلى مُحاكاةِ أساليبِ الكتّابِ الأقدمينَ، والسير ِ على طريقتهم، وانتهاجِ نهجهم، إلى أن تختصّ بأسلوبٍ خاصٍّ بكَ.
ومن الناس ِ من لا يكونُ عندهُ ذلكَ الأسلوبُ الحسنُ، ولا الموهبةُ الكتابيّةُ، ولا الحسُّ الأدبيُّ، ولا تكونُ لديهِ ذخيرة ٌ من المعلوماتِ حاضرة ٌ لديهِ، ولكنّهُ مع كثرةِ البحثِ والقراءةِ وممارسةِ الكتابةِ، يصبحُ شخصاً مطبوعاً على الأدبِ وحسن ِ الإنشاءِ.
وهناكَ العديدُ من الكتبِ النافعةِ في مجال ِ النثر ِ وأصولهِ.
منها على سبيل ِ المثالِ:
كتابُ المثلِ السائرِ في أدبِ الكاتبِ والشاعرِ، لابن الأثير ِ، وهو كتابٌ عظيمُ النفع ِ جدّاً، وفيهِ من الفوائدِ وحُسن ِ الترتيبِ ما يجعلُ قارئهُ لا يملُّ أبداً، بل لا أبالغُ لو قلتُ أنّهُ الكتابُ الأوحدُ في هذا البابِ، وعنهُ تتشعبُ بقيّة ُ الكتبِ، ومن فهمهُ فقد فُتحَ عليهِ خيرٌ عظيمٌ في الأدبِ والكتابةِ والنقدِ.
كتابُ: الصناعتينِ، لأبي هلال العسكري، وهو كتابٌ ممتعٌ جداً، وفيهِ الكثيرُ من طرق ِ الكتّابِ وطُرقِ استخراج ِ المعاني، وكذلكَ كيفيّةُ ممارسةِ النقدِ، والتفضيلِ بينَ المعاني والألفاظِ.
كتابُ: البيان ِ والتبيين ِ، لأبي عثمان الجاحظِ، وهو كتابٌ فريدٌ في بابهِ، وقد جمعَ أصولاً هامّةً في البلاغةِ والأساليبِ، ولكنّهُ غيرُ مرتّبٍ، ومع ذلكَ فهو مهمٌّ للغايةِ.
أدبُ الكاتبِ، لابن قتيبةَ، وهو كتابٌ جليلُ القدر ِ، وأحدُ أربعةِ كتبٍ هي أركانُ الأدبِ العربيِّ، ثانيها الكاملُ لابن ِ المبرّدِ، وثالثها البيانُ والتبيينُ - المتقدّم ِ ذكرهُ -، ورابعها النوادرُ لأبي علي القالي، وذلكَ بحسبِ كلام ِ ابن ِ خلدونَ في المقدّمةِ.
وهناك كتبُ الناثرينَ والكُتّابِ، والتي اعتنوا فيها بذكرِ مقالاتِهم وكُتاباتهم، وكانتْ لهم فيها أساليبُ خاصّة ٌ، فالقراءة ُ في كتبهم تُثري القاريءَ، وتجعلهُ مع مرور ِ الوقتِ يكتسبُ من المهارةِ ما يمكنُ تطويرهُ إلى أن يُصبحَ إبداعاً منقطعاً النظيرِ.
ومن أمثلةِ تلكَ الكتبِ:
الإمتاعُ والمؤانسة ُ لأبي حيّانَ التوحيديِّ.
العقدُ الفريدُ لابن عبدربّهِ.
عيونُ الأخبار ِ لابن قتيبة.
زهرُ الآدابِ وثمرُ الألبابِ للحصريِّ القيروانيِّ.
رسائلُ الجاحظِ المختلفة ولا سيّما كتابُ الحيوان ِ فهو ماتعٌ جداً.
وحي القلم لمصطفى صادق ٍ الرافعيِّ، وكذلكَ رسائلهُ إلى أبي ريّةَ، وهو كتابٌ مهمٌّ.
النظراتُ للمنفلوطي، وهو أحدُ العجائبِ في النثرِ، والقارىء فيها يقضي لهُ بالفضلِ والتقديمِ على غيرهِ.
من وحي الرّسالةِ لمحمّد حسن الزيّات.
مقالاتُ محمود الطناحي.
ذكرياتُ علي الطنطاوي، وكذلكَ بقيّةُ رسائلهِ ومؤلفاتهِ، ففيها من المتعةِ والأسلوبِ ما لا مزيدَ عليهِ.
في ظلال القرءان ِ لسيّد قطب، وكذلكَ جميعُ مؤلفاتهِ وكتبهِ.
فالقراءة ُ في هذه الكتبِ تنمّي في الشخص ِ المهارة َ، ولا بدَّ في البدايةِ من محاكاةِ أساليبهم، ومجاراتهم، ومن ثمَّ سوفَ يُصبحُ لديكَ ملكة ٌ خاصّة ٌ، وأسلوبٌ واضحٌ، وتظهرُ بصمتكَ في جميع ِ المواضيع، وحتّى لو كانتْ بدايتُكَ ضعيفة ً، فإنّكَ مع مرورِ الوقتِ سوفَ تتطوّرُ، وتزدادُ موهبتُكَ، ويوشكُ - عمّا قريبٍ - أن يجعلَ اللهُ لكَ شأناً ومكانةً.
وخذْ نصيحة َ الرّافعيِّ لطلاّبهِ: إقرأ كلّ شيءٍ يقعُ تحتَ يدكَ.
وزدْ على ذلكَ حفظَ ما تستطيعهُ من أبياتِ شعر ٍ ومن حكم ٍ ومن أمثال ٍ، وإن قدرتَ على حفظ القرءان ِ أو كثير ٍ منهُ، وكذلكَ أحاديثُ النبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فهو جميلٌ وحسنٌ.
ومن أفضلِ كُتبِ الشعرِ: كتبُ المختاراتِ، مثلُ الحماسةِ لأبي تمّامٍ، وللبحتريِّ، وكذلكَ ديوانُ المعاني لأبي هلال العسكريِّ، وكذلكَ مختاراتُ البارودي، وهي من أنفسِ وأجودِ المختاراتِ، وقد كانَ يمدحها الرافعيَّ كثيراً، بل فضّلها على جميعِ كتبِ المختاراتِ الأخرى.
وهناكَ طريقة ٌ لطيفة ٌ، كانَ يصنعها ابنُ الأثير ِ، وسارَ على طريقتها الرافعيُّ والطنطاويُّ، وهي أن تأخذَ قطعة ً صغيرة ً، أو بيتَ شعر ٍ، وتقرأهُ، ثمّ تحاولَ أن تعبّرَ عنهُ بعباراتكَ الخاصّةِ بكَ، وهكذا حتى تحذقَ الكتابة َ.
الكلامُ طويلٌ وذو شجون ٍ، وحسبُكَ من القلادةِ ما يُحيطُ بالعنق ِ، ولعلّكَ مع مرورِ الوقتِ، والصبر ِ، والتحمّل ِ، سوفَ تُصبحُ كاتباً ذا شأن ٍ، ولكَ أسلوبٌ تحرصُ النّاسُ على احتذاءهِ والاقتداءِ بهِ، ولكن ما عليكَ سوى الصبر ِ والجلدِ والتحمّل:
وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ ******** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ
وفّقني اللهُ وإياكَ، وغفرَ لي ولكَ.
أخوكَ المُحبُّ: فتى
والسلامُ عليكم ورحمة ُ اللهِ وبركاتهُ».

انظر: هنا

ولمزيدٍ من الفائدة انظر هنا
 

جواد البحر

Active member
إنضم
15 مايو 2009
المشاركات
3,025
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
مكة المكرمة
[align=center]
2e031f0ee12my.gif


الله يعطيك العافية على طرحك القيم

ggg.gif

[/align]
 

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35
وأنصح الجميع بقراءة كتاب "قليلاً من الأدب" للدكتور عادل باناعمة، ومنه اقتبست جُلَّ النقول مع أنني مررت بها أثناء قراءاتي في تلك الكتب، لكن الدكتور باناعمة أبدع في انتقاء النصوص.
والكتاب مفيد جداً - على وجازته - لمن يريد أخذ ثقافة عامة عن الأدب (بشقّيه: الشعر والنثر).


وأشكرك أخي جواد البحر على مرورك العطِر .
 

albarom

New member
إنضم
27 يوليو 2009
المشاركات
156
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
لك من القلب سلام والدعاء جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المفيد
 
أعلى