عندما كنا صغارا كنا نحب اللهو واللعب وكبرنا قليلا وكبرت ألعابنا،كانت تلك اجمل ايام العمر.
كانت لدينا العاب جميلة وبسيطة وبريئة براءتنا كاطفال نقضي بعض اوقات فراغنا في اللعب .
من تلك الالعاب الجميلة التي اتذكرها مثلا لعبة (ليري)* و(بنارو)*و( طيري .... الخ .
كان جل عيال الحارة ان لم يكن كلهم يجتمعون حول هذه الالعاب والتي يتم فيها عادة تقسيم
اللاعبين الى فرقتين او اكثر،فنمضي اوقات جميلة ويمر الوقت سريعا دون ان نشعر بذلك،
الا حين يأتي أحدهم ليخرب اللعب ويتدخل بطريقة تفسد المتعة وتقلب السعادة الى حزن .
فعادة لا بد ان يكون هناك واحد ا اكثر من المشاغبين الذين يتعمدون التخريب والافساد،
فمثل هؤلاء كنا لا نسمح لهم باللعب معنا او اذا لعب معنا وتسبب في اي مشاكل نطرده.
فكان هذا المخرب او المطرود يصر على اللعب بالقوة وبالغصب ويطلق العبارة الشهيرة اياها:
[ أَلْعَبْ ولاَّ أَنَكِّدْ ] !!!
اي اما ان العب اما ان اقوم (بالتنكيد) والتخريب عليكم وافساد متعتكم ان لم تسمحوا لي باللعب !!!
والحقيقة،لا ادري لماذا دائما اتذكر هذه العبارة كلما كان هناك اناس شرفاء ومخلصين من جماعتي
البرماويين يحبون ان يخدموا ويقدموا جهودهم ويضحوا بمالهم وجهدهم ووقتهم من اجل الجالية
دون مقابل،ثم يخرج من بين الجماعة والجالية من يسعى للتخريب والافساد و(التنكيد) وشق عصا
الجماعة فقط من اجل مصالحهم الذاتية واغراضهم الشخصية على طريقة (ألعب ولا انكد) !!!!
لماذا كلما قام برماوي مخلص بمبادرة خيرة وعمل جليل سواء بجهوده الذاتية او بمشاركة الجماعة
يأتي من يكسر مجاديفه ويتهمه باصعب التهم ويرميه بابشع الصفات من السرقة والمحاباة والرياء
وما الى ذلك من الاشياء التي يندى لها الجبين وتدمع لها العين وتألم لها النفس بل وتسد النفس !!!
نعم بطريقتهم تلك يسدون نفسك عن كل شئ جميل فتكره ان تكون معهم او حتى ان تجاورهم .
البعض من هؤلاء يمارس هذه العادة اي عادة التخريب والتنكيد والافساد فقط من اجل ان يكون له
حظوة ونصيب في تلك الاعمال اي لازم اكون معاكم في الصورة عشان تطلع حلوة !!!!
والبعض الآخر من باب الحسد والغيرة وحب الذات والظهور واستعراض العضلات والفضلات !!!
اما البعض الآخر- وهذا الصنف هو اخطرهم - يفعل ذلك من باب ليش انت بالذات وما هو انا ؟
فيبدأ باطلاق الاشاعات الكاذبة والاتهامات الرخيصة والتحريض السافر ضد الآخرين لمجرد
انه جاء متأخرا فلم يدخلوه في اللعبة او على طريقة عادل امام في المسرحية الشهيرة
مدرسة المشاغبين،حينما كان يكرر على الضابط : اسمي مكتوب ؟، طيب !!! .
وقد عانى البرماوين كثيرا على يد هؤلاء،فقد كانوا سوسة تنخر في جسد الجماعة ويد مخربة
تفسد وتخرب ومعاول هدم تهدم كل بناء يقوم به المخلصون،حتى تسببوا في شق صف الجماعة.
نعم،لا انسى ابدا ذلك المدعو (......) الذي تسبب في كارثة لجماعتنا البرماويين في المدينة المنورة.
ففي الثمانينات حكيت لكم عما حل بالجماعة من الضيم والظلم والمعاناة التي تسبب فيها ثلة خارجة
من شباب البرماويين في ذلك الوقت من تصرفات واعمال تسببت في الكثير من الالم لابناء الجماعة.
وكان هناك بعض المشاكل الداخلية بين ابناء الجماعة لكنها لم تصل الى انشقاق الجماعة ابدا، فقد
تسببت بعض الممارسات من قبل المتجنسين من جماعتنا البرماويين والذين كانوا يكفلون عددا كبيرا
من الجماعة في ذلك الوقت من الظلم والاضطهاد ومن بين هؤلاء الكفلاء شقيق لشيخ برماوي
مشهور يكفل ما لا يقل عن مائتي برماوي من ابناء الجماعة ويأخذ منهم (اتاوة)*شهرية او سنوية
او عند كل تجديد للاقامة ومن لا يدفع يتسلط عليه بكل الطرق حتى انه قام بتسفير بعضهم مع اسرهم.
وكذلك واحد من البرماويين المتجنسين كان يعمل مرشدا لاحدى الجهات الحكومية فتسبب في القبض
على الكثير من ابناء الجماعة بوشاياته ودسائسه وتحريضه على بني قومه وجنسه من البرماويين.
كل تلك التصرفات والممارسات تراكمت على جماعتنا البرماويين وبدأت تجمع في قلوبهم الحقد
والغل على المتجنسين من ابناء الجماعة فاصبحوا ينظرون اليهم بشئ من الكره والشك والريبة.
وطبعا لازم يكون هناك من يستغل تلك الاوضاع ويقوم بنفث سمومه ويصب الزيت على النار ويزيدها
حطبا،فتزعم ذلك المدعو (........) ثلة من هؤلاء وكونه يعتبر نفسه (مولوي) من المتشخيين ومؤكد
ان(المولويين) الشرفاء منه براء تماما مثل براءة الذئب من دم النبي يوسف بن يعقوب عليهما السلام.
فاستغل الموقف اسوأ استغلال انتقاما من الموليين الذين لم يختاروه في اي لجنة بسبب سمعته السيئة
هو وعياله وبناته خصوصا ابناؤه الذين اشتهر عنه السكر والانحراف والمشاكل التي لاتنتهي،وايضا
لانه كان دائما يريد ان يكون هو الشيخ الوحيد الذي يجب ان يعود اليه البرماوين في كل شئ،وكذلك
لان الشيوخ والمولويين الحقيقيين لم يضموا اسمه ضمن الذين يحصلون على المساعدات المالية
والعينية التي توزع على البرماويين من الرز والسكر والحليب والدقيق الذي كان يريد ان يحصل على
جزء منها ليبيعها في بقالته التي كان يمتلكها،فاصبح يطلق الاشاعات ضد من يعملون في هذه اللجان
من انهم يدخرون الكثير من تلك المساعدات والاموال ليعطوها لذويهم واقاربهم ومن يعزون عليهم !!!
وقد تسبب بتلك المشاكل في توقف الكثير من الشرفاء في تقديم المساعدات للمستحقين الحقيقيين،وصحيح :
آخر خدمة الغز* علقة !!!
قام هذا المولوي المتشيخ بتزعم تلك الثلة الخارجة وقاد حملة شعواء وحربا ضروس ضد المتجنسين
من الجماعة وابنائهم وقد ساق ضدهم الكثير من التهم ووالافتراء زورا وبهتانا على شاكلة انهم مجرد
دمى في يد (الحكـ....) وانهم ليسوا من البرماويين ويجب طردهم من الجماعة البرماوية وانهم صاروا
سكاكين وخناجر تطعن البرماويين في الظهر وانهم يضرون الجماع اكثر مما ينفعون و..و...و...الخ
من التهم والافتراءات التي لا حصر لها وفوق كل هذا وذاك،فجمع حوله بعض (المعاتيه) والمجانين
ودخل المسجد والقى خطبة عصماء فبكى بدموع التماسيح واصدر مولانا المتشيخ فتوى تنص على :
تحريم التعامل مع المتجنسين من البرماويين وتحريم تزويجهم او الزواج منهم وكذلك تحريم البيع
لهم والشراء منهم وتحريم دخولهم بيوت البرماويين والعكس ايضا وفرض حصار على المتجنسين
من البرماويين تماما كالحصار الذي فرضه كفار قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة
- مع فرق المقام والمكانة بالطبع - في شعاب مكة ومنها جاء المثل الشهير والمعروف:
(اهل مكة ادرى بشعابها) .
المهم،نعود الى مولانا المتشيخ وفتواه الهدامة الكارثية،فالغريب، ان هناك من البرماويين من طاوعه
في غيه وضلاله و(عام على عومه) وسار على دربه وركب الموجة و (مع الخيل يا شقرا) فالتزم
بتلك الفتوى فالتزم وعمل بها،لكن الكثير من شرفاء الجماعة من المخلصين والعقلاء رفضوا تلك
الفتوى التي اصدرها ذلك المعتوه وطلبوا من البرماويين عدم الالتفات لتلك السخافات التي اطلقها
ذلك المتشيخ وعدم طاعته او حتى الاستماع له او الانصات اليه نظرا لخطورة كلامه وما قد يسببه
ذلك الكلام من الكوارث والمصائب على الجماعة التي لا ينقصها مصائب وكوارث و(فيها اللي مكفيها)
يأتي على رأس اولئك الشرفاء والمخلصين الشيخ (مولوي قاري قاسم)و(مولوي سلطان) وايضا
(مولوي سراج) وغيرهم من الكثير ممن لا تحضرني اسماؤهم الآن والذين رفضوا الفتوى تماما.
وهذا ما حدا بان تتفرق جماعة البرماويين تفرقا جذريا فكان ذلك او انقسام حقيقي في صفوف
جماعة البرماويين التي انقسمت الى (فسطاطين)* على رأي شيخ المجاهدين اياه !!!!
وقد عانيت شخصيا من فتواه التي اطلقها،فقد خطب لي الاهل بنات احدى الاسر البرماوية وتم الاتفاق
وذهبت مع بعض اقاربي لرؤية البنت،وطبعا في النفس الكثير من الفرح والشعور المشتت الغير
محدود ما بين الفرح والسرور والارتباك وطبعا الكثير من الاحلام لزوجة المستقبل التي ستدخل
حياتي وبيتي وقلبي وبنيت لنفسي الكثير من الآمال واطلقت لخيالي العنان كاي شخص سيتزوج.
لكن وطالما ان هناك سعادة وفرح،لا بد ان يكون هناك حزن والم وطالما ان هناك خير لا بد ان
يكون هناك شر وطالما ان هناك اول لابد ان يكون هناك آخر وطالما ان هناك بداية فان هناك نهاية.
تصوروا مالذي حدث ياجماعة،قام ذلك المولوي المتشيخ بحشد ثلته وجماعته من المعاتيه والمجانين
وحاصروا بيت الاسرة التي رحنا نتزوج منهم،وطالب بخروج المتجنسين (الأنجاس) من البيت وطالب
بطردنا من البيت ورمينا في الشارع وذلك لحرمة تزويج البنت البرماوية للبرماوي المتجنس بحكم
الفتوى الجليلة التي اصدرها سماحته لا فض فوه !!!!
رغم معارضة الكثريرين من الشرفاء وتدخلهم لفض ذلك الحشد والجمع من امام بيت البرماوي
المغلوب على امره،الا انهم لم يتحركوا من امام الباب بل واصروا على الدخول الى البيت لطرد
(المتجنسين الأنجاس) ونفذوا تهديدهم،واقتحموا البيت دون مراعاة لحرمة البيت واهل البيت الذين
ذهلوا وصدموا مما حدث،فتحول البيت الى ساحة للضرب والشتم باقذع الالفاظ التي تعج بها قواميس
(السباب والشتائم) البرماوية المعروفة والتي لاتخفى على احد ومنها سب وشتم بالاب والام !!!
وبدلا من الزغاريد امتلأ المكان بالآهات وبدلا من الطبل والزمر والتصفيق،كان الضرب بالعصي
على الظهور والصفع بالكف على الوجوه،وبدلا من الرقص بالارجل،كانت الارجل مشغولة بالشلوط*!!!
وبدلا من ان تزف العروس مع عريسها بكامل الزينة في سيارة (مشرَّعة) بالورود والشرائط الملونة،
الى الفندق لقضاء شهر العسل،تم نقل الجميع بسيارات ملونة باللونين الابيض والاحمر وفوقها لمبات
ملونة مضيئة وعلى صوت (الونَّان) تم زفهم المستشفى في حين تم زف الباقين الى اقسام الشرطة !!!
وانتهى الامر بتلك الكارثة،فلا تزوجنا ولا يحزنون وجلسنا على الذكرى حتى اليوم والله اعلم الى متى .
كل ذلك بفضل ذلك المولوي المتشيخ الذي لم يسمحوا له باللعب،فقام بالتخريب والتنكيد،والغريب ان
ذلك المولوي المتشيخ قد نال جزاءه ونال من الله ما يستحق،فقد استولى ابناؤه على امواله وما يملك
وطردوه بعد ان تزوج على امهم فمات ميتة تليق به حين وجدوه ميتا في غرفته والدود يأكل منه .
ولم تنتهِ تلك المشاكل ولم يلغى ذلك الانقسام الا حينما تم تشكل اللجان التي تحدثنا عنها في السابق.
هل رأيتم كيف فعلا ان البعض ان لم تتركه يلعب،فانه سوف ( يًنَكِّدْ ) عليك وعلى نفسه وعلى الآخرين ؟
دمتم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليري: لعبة كانت تقوم على لاعبين واحد يرمي عصا صغيرة والآخر يأتي بها على قدمه.
بنارو:لعبة كانت تقوم على فريقين وكرة صغيرة ومجموعة من قطع البلاط.
اتاوة:هو المال الذي يأخذه الشخص نظير حمايته لك او فقط من باب استعرض القوة.
الغز: جمع مفردها (غازيَّة) وهي الراقصة باللهجة المصرية العامة.
فسطاطين:مثنى ومفردها (فسطاط) وهي الخيمة.
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : أَلعب ولاَّ أنَكِّدْ !!!!!!
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
