ابن ذكير
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
إنني إخوتي الكرام لستُ ممن يطالبكم بتحويل السفر إلى برامج عمل أخرى ( قد ) لا تتوافق مع السياحة والاستجمام المطلوبان في سفرك السياحي ، ولكنني أثق أن للدلالة على خالقك ومولاك أولوية قصوى في حياتك ، وأن دينك الحنيف قد انتشر بالسلوك الحسن الذي مارسه أتباعه ، بالدعوة بالقدوة وبالتي هي أحسن من قِبَل التجار والمهاجرين .
:: و الوسائل الدعوية كثيرة جداً ، أعرض خمساً منها لمناسبتها لكل أحد بإذن الله ::
:: و الوسائل الدعوية كثيرة جداً ، أعرض خمساً منها لمناسبتها لكل أحد بإذن الله ::
* الدعوة بالقدوة والسلوك الحسن *
لكل منا رسالة ينبغي له أن يقوم بها ، ويوصلها للآخرين على الوجه الأكمل ، والمسافر كذلك ينبغي له أن ينشر رسالة حين سفره ، رسالة للآخرين تُعَبِّرُ عن قيمه وأخلاقه ، رسالة ليست بالكلام فقط ، بل بالسلوكيات والمنهج الذي يمارسه ويحافظ عليه .
إن مظهرك أخي / أختي ومفرداتك وإيمانك بما تدعون إليه هم أول رُسُلٍ منكم إلى قلوب من تدعونهم وتختلطون بهم ، فإن استطاعت رُسلُكم الوصول إلى قلوب الأخرين ، كان تحقيق ما تريدون هيناً بحول الله وتوفيقه .
قال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام وهو يدعو من معه في السجن إلى الله
( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) [5] ،
لنتأمل تلطفه معهم حيث جعلهم أصحاباً له في السجن بقوله ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ) ، ولم يقل ( يا مساجين ) أو كلمة نحوها ، مع أن سبب دخوله السجن ليس كسبب دخولهم .
إنَّ ( الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ )[6] ،
فإن رافقتها القدوة الحسنة ، والابتسامة الحانية ، كان ذلك أعظم وأبلغ وسائل الدعوة ، فالتقليد والمحاكاة غريزة في كيان الإنسان، يجد في أهل الفضل والخير والمعروف مُثُلاً عُليا، ونبراساً يُهتدى به .
هذا الإمام أحمد رحمه الله يحضر درسه ( 5000 ) طالب ، منهم ( 500 ) يكتبون ، و ( 4500 ) يستمعون ويتعلمون من سَمته وخُلقه وأدبه . فإن لغة الجسد أكثر تأثيراً من لغة اللسان ، فهي تمثل ( 55 % ) من التأثير ، في حين أن الصوت يمثل ( 38 % ) ، وتبقى الكلمات المنطوقة لتحتل ( 7 % ) فقط .
إن مستويات الفهم للحديث يتفاوت من شخص لآخر ، لكن الجميع يستوون أمام الرؤية ، وسلوك الفتاة / و سلوك الشاب أنموذج حي ، أبلغ من ألف خطبة رنَّانة ومحاضرة بليغة ، الأخرين ينظرن إلى حسن خلقهم ، وطيب حديثهم ، وجمال مظهرهم ومخبرهم ، وحسن تعاملهم ، ومحافظتهم على شرائع ربهم .
وإذا بحثت عن التقيّ وجدتــ ...... ــه رجلا يُصدّق قوله بفِعالِ
تقول إحدى الأخوات : ( لم تكن والدتي كثيرة أمرٍ أو نهي ، لكن أفعالها تنطق بما تريد ، فما ذكرت أمراً إلا كانت هي أول من يسبق إليه ، و والله ما فَتحتُ عيناي من الليل ، إلا وأجد أمي تناجي ربها ، فتأصل في قلبي حب قيام الليل من فعل أمي ) [7] .
* توزيع شيء من البطاقات والكتيبات الدعوية الخفيفة *
كُتيبات وبطاقات لا تتجاوز حجم الكف ، ككتاب حصن المسلم ، أو بطاقة أذكار ما بعد الصلاة ، أو تلك التي تتحدث عن الإيمان بالله ، و عظمة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، و بر الوالدين وصلة الرحم ونحو ذلك ، بلغة أهل البلاد التي تزورنها ، تترك على مقعدك في المطعم أو في الحافلة أو في المنتزهات والاستراحات ، أو تهدونها إلى أحد ممن تلتقون هنا أو هناك ، أو تجعلونها في استقبال الفندق ؛ قد ينير الله به قلب أَمَةٍ لم تكن في حسبانك ، فالكتاب من أهم وسائل الدعوة إلى الخير ، إذ أنه يخاطب العقل والعاطفة معاً.
* زيارة الأماكن الخيرية والدعوية للشد من أزرهم *
يمكن أن يتضمن البرنامج السياحي زيارة للمراكز الخيرية والجهات الدعوية ، فإن فيها خير ودعم لهم كبير ، وشد من أزرهم ، وإعانة لهم على الخير .
* كُن مفتاح خير لمن معك *
ينبغي استغلال كل مناسبة للدلالة على الخير لدى أهلك ومن معك ، فحين رؤية جمال خلق الله مثلاً يمكن استذكار شيء من الآيات الكريمات ، أو الأحاديث النبوية المتعلقة بالتفكر في مخلوقات الله ، وحين الدخول إلى قرية أو بلد يتم التذكير بالدعاء الوارد ، ونحو ذلك ، يقول صلى الله عليه وسلم :
( فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر و ويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير ) [1] .
والبقية من هنا
__._,_.___
اسم الموضوع : حقيبة المسافر..>>
|
المصدر : .: سياحة ورحلات :.
