رسـ8ـالة إلى الأمة المسلمة في العالم

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
1 مايو 2009
المشاركات
117
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المملكة العربية السعودية
أسباب لعن اليهود في القرآن الكريم
ولقد بين لنا القرآن أسباب لعن الله اليهود ..
وبين لكم فيما مضى السبب الأول وهو تركهم العمل بالعلم ..
والسبب الثاني وهو أنهم نبذوا كتاب الله وصدوا عن سبيله واتبعوا الشياطين ..
والسبب الثالث من أسباب لعن اليهود : هو الكفر بآيات الله ..

وها اليوم نتناول السبب الرابع من تلكم الأسباب ..
إخوتي في الله ، إن من أعظم الذنوب والآثام هو في عدم التقيد بأوامر الله .. فلقد كفر اليهود بالله تعالى ..
واستبدلوا الإيمان بما يعبد من دونه وهو الإيمان بالجبت والكفر بالله ...
يقول الله تعالى عنهم :
(( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا * أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا )) .
لقد جعل اليهود عليهم لعائن الله المتتالية إلى يوم القيامة دين الكفار أهدى من دين الإسلام وهم يعلمون أفضلية هذا الدين على سواه من الأديان بما أوتوه من كتاب وعلم ..
لكنهم كفروا بما أتاهم الله من الكتاب وآمنوا بأهوائهم ورغباتهم واتبعوا الشهوات ..
وقد روي في سبب نزول هذه الآية أن كعب بن الأشرف خرج في سبعين راكباً من اليهود إلى مكة بعد وقعة أحد ليحالفوا قريشاً على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل كعب على أبي سفيان فأحسن مثواه ونزل اليهود على دور قريش فتعاقدوا وتعاهدوا ليجتمعن على قتال محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو سفيان لكعب : إنك امرؤ تقرأ الكتاب ، وتعلم ونحن أميون لا نعلم ..
فأيُّنا أهدى سبيلا وأقرب إلى الحق نحن أم محمد ..
فقال كعب أنتم والله أهدى سبيلا مما عليه محمد ، فأنزل الله قوله :
(( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا )) .
والجبت والطاغوت قيل أنهما صفات وقبل الجبت السحر والطاغوت الشيطان وقيل كل معبود من حجر ومن ومدر وشيطان فهو جبت وطاغوت وقيل كل ما يطغى الإنسان ويضله ..
وفي عبادة اليهود للطاغوت دلالة خاصة فالطاغوت هو كل سلطان لا يستمد من سلطان الله وكل حكم لا يقوم على شريعة الله ..
وأهل الكتاب لم يعبدوا الأحبار والرهبان ولكن اتبعوا شرعهم وتركوا شريعة الله فسماهم عباداً لهم وسماهم مشركين ، فهم عبدوا الطاغوت باتباعهم ..
وطاعتها وهي عبادة تخرج صاحبها من عبادة الله ومن دين الله كما هو حال كثير من المسلمين اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
روى الترمذي في تفسير قوله تعالى : (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون )) .
عن عدي بن حاتم قال :
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال :
« يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ :
(( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) ،
قال : أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه » .
وروى الأعمش وسفيان أن حذيفة سئل عن قوله تعالى :
(( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ))
هل عبدوهم ، فقال : لا ولكن أحلوا لهم الحرام فاستحلوه .. وحرموا عليهم الحلال فحرموه .
إخوتي في الله ، ولم يكتف اليهود بتفضيل الكفار ودينهم على الإسلام ..
بل تولوهم بغضاً للإسلام ولرسول الله وللمؤمنين معه مع العلم بالفارق بين أهل الكتاب والوثنين .. لكن ملة الكفر واحدة .. والرابط بينهم هو عداء الإسلام والمسلمين كما هو حال الكفرة الحاقدين اليوم على الإسلام وأهله .. فمللهم متعددة لكن يجمعهم الحقد على الإسلام وأهله ..
إخوتي في الله ، هذه سيرة اليهود ملطخة بالعصيان والطغيان والكفران ..
فهل لنا أن نعود إلى الرحمن ..؟
لنحمى من كيد الشيطان .. ونحظى بالغفران .. وندخل في الآخرة في العلا من الجنان ..
أمة العقيدة والدين ، ما أشد انطباق صفات اليهود هذه على بعض المنتسبين للإسلام اليوم هم ماذا يفعلون .. يفضلون الكافرين على المسلمين .. ويوالونهم ..
ويتبعون أفكارهم وأهوائهم .. يدعون الإسلام ويخالفونه ..
إخوتي في الله ، الأمر الذي انطبق عليهم أنهم كانوا عباداً للطاغوت وهم لا يشعرون ..
ألا متى نفيق من نومنا العميق .. ؟
ألا متى نتولى الله ورسوله والذين آمنوا .. ؟
ألا متى نتبرأ من الكفار والظالمين والمشركين .. ؟
ألا متى نعود إلى تحكيم شرع الله والعمل به .. ؟
نخالفهم في دينهم وعقائدهم وطرائقهم ومناهجهم وتواريخهم .. ؟
وفي زمن دراستهم - بقدر الإمكان - وإجازاتهم . . ! وفي كل عاداتهم وتقاليدهم .. !
حتى للعالم السلام والأمن من الرحمن ..
ألا إن الخير كل الخير في اتباع الحق في اتباع كتاب الله وسنة نبيهم ..
والانتهاج بهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ..
ألا إن الرشاد في اتباع الكتاب والسنة ..
هذا .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
أعلى